What do you think?
Rate this book
نقض كتاب في الشعر الجاهلي
كان من نتائج نشر كتاب "في الشعر الجاهلي" لطه حسين، ما قوبل به من نقدٍ أثار حركة ثقافية مائجة سبّبتها تلك المقالات الكثيرة التي صدرت في الصحف المصرية، فأقبل جمهرة القرّاء، وخاصةً المثقفين منهم، على قراءة كل هذا الذي نشر واستوعبوه وأضافوه إلى حصيلتهم الفكرية، وانتشر بين الناس سواء من قرأ منهم الكتاب ومن لم يقرأه.. والذي يرى فيه حسين بأن الشعر الجاهلي غير صحيح، وإنه من شعراء ورواة في عصور تالية، كما إنه لم يكن في الجاهلية شعرٌ ولا شعراء إلا قلّة لا تكادُ تْذكر.. ولم يلتفت الناس إلى الردود على هذا الحكم وتصحيحه، إذ إن كلمة السوء هي التي تنتشر وترسخ في الذاكرة، وهيهات أن يستطيع العلماء الثقات أن يصححوا ما يصدر من أحكام متسرعة أو باطلة وما أكثرها وأقلَّ العلماء الثقات الذين يتصدّون لتصحيحها.
من أجل هذا بادرت دار جداول إلى نشر كتاب طه حسين ومعه أحد الكتب العلمية المهمة التي تتضمن ردودًا واضحة على ما ورد في كتاب "في الشعر الجاهلي" لمؤلفٍ عالمٍ من علمائنا الذين نعتزّ بهم هو الشيخ محمد الخضر حسين وكتابه نقض كتاب في الشعر الجاهلي.
من أجل هذا بادرت دار جداول إلى نشر كتاب طه حسين ومعه أحد الكتب العلمية المهمة التي تتضمن ردودًا واضحة على ما ورد في كتاب "في الشعر الجاهلي" لمؤلفٍ عالمٍ من علمائنا الذين نعتزّ بهم هو الشيخ محمد الخضر حسين وكتابه نقض كتاب في الشعر الجاهلي.
- GenresNonfictionLiterature
306 pages, ebook
First published July 25, 2012
15 people are currently reading
170 people want to read
About the author
محمد الخضر حسين
50 books69 followersهو محمد الأخضر بن الحسين بن علي بن عمر، ولد في مدينة نفطة بتونس في أغسطس 1876م، وأصل أسرته من الجزائر، من عائلة العمري.
نشأ في أسرة علم وأدب من جهتي الأب والأم، وكانت بلدة نفطة التي ولد فيها موطن العلم والعلماء، حتى إنها كانت تلقب بالكوفة الصغرى.
ولما بلغ الشيخ سن الثالثة عشرة انتقل إلى تونس مع أسرته ودرس في جامع الزيتونة وتخرج عام 1898.
أنشأ مجلة "السعادة العظمى”عام 1904 وهي أول مجلة عربية ظهرت في تونس، وكانت تصدر كل نصف شهر، ولم يصدر منها سوى 21 عددًا ثم انقطع صدورها .
ولي قضاء بنزرت 1905م وقام بالتدريس في جامعها الكبير ، ومالبث أن استقال وعاد إلى تونس و تطوع للتدريس في جامع الزيتونة، وشارك في تأسيس الجمعية الزيتونية ، وخلالها عين مدرسا رسميا بجامع الزيتونة ، وقام خلال هذه الفترة بالتدريس والخطابة في الجمعية الخلدونية .
أزمع الهجرة نهائيا بسبب مضايقة قوات الاحتلال الفرنسي له و اختار دمشق موطنا ثانيا له ، وخلال رحلته مر بمصر والتقى بمشايخها الكبار الساكنين بها مثل الشيخ طاهر الجزائري و محمد رشيد رضا و الشيخ محب الدين الخطيب.
حصل على عضوية هيئة كبار العلماء برسالته "القياس في اللغة العربية" سنة ( 1950م)، ثم اختير شيخا للأزهر في (6 سبتمبر 1952م). استقال في (2 يناير 1954م) احتجاجا على دمج القضاء الشرعي بالمدني
توفي في 28 فبراير 1958م
من مؤلفاته :
رسائل الإصلاح .
ديوان شعر "خواطر الحياة".
بلاغة القرآن
أديان العرب قبل الإسلام
تونس وجامع الزيتونة
حياة ابن خلدون ومثل من فلسفته الاجتماعية
الخيال في الشعر العربي.
نشأ في أسرة علم وأدب من جهتي الأب والأم، وكانت بلدة نفطة التي ولد فيها موطن العلم والعلماء، حتى إنها كانت تلقب بالكوفة الصغرى.
ولما بلغ الشيخ سن الثالثة عشرة انتقل إلى تونس مع أسرته ودرس في جامع الزيتونة وتخرج عام 1898.
أنشأ مجلة "السعادة العظمى”عام 1904 وهي أول مجلة عربية ظهرت في تونس، وكانت تصدر كل نصف شهر، ولم يصدر منها سوى 21 عددًا ثم انقطع صدورها .
ولي قضاء بنزرت 1905م وقام بالتدريس في جامعها الكبير ، ومالبث أن استقال وعاد إلى تونس و تطوع للتدريس في جامع الزيتونة، وشارك في تأسيس الجمعية الزيتونية ، وخلالها عين مدرسا رسميا بجامع الزيتونة ، وقام خلال هذه الفترة بالتدريس والخطابة في الجمعية الخلدونية .
أزمع الهجرة نهائيا بسبب مضايقة قوات الاحتلال الفرنسي له و اختار دمشق موطنا ثانيا له ، وخلال رحلته مر بمصر والتقى بمشايخها الكبار الساكنين بها مثل الشيخ طاهر الجزائري و محمد رشيد رضا و الشيخ محب الدين الخطيب.
حصل على عضوية هيئة كبار العلماء برسالته "القياس في اللغة العربية" سنة ( 1950م)، ثم اختير شيخا للأزهر في (6 سبتمبر 1952م). استقال في (2 يناير 1954م) احتجاجا على دمج القضاء الشرعي بالمدني
توفي في 28 فبراير 1958م
من مؤلفاته :
رسائل الإصلاح .
ديوان شعر "خواطر الحياة".
بلاغة القرآن
أديان العرب قبل الإسلام
تونس وجامع الزيتونة
حياة ابن خلدون ومثل من فلسفته الاجتماعية
الخيال في الشعر العربي.
Ratings & Reviews
Friends & Following
Create a free account to discover what your friends think of this book!
Community Reviews
Displaying 1 - 6 of 6 reviews
February 8, 2012
هذا الكتاب مما يًُقرأ مرات وكرات، يًُقرأ مرة لترى كيف نقض كتاب طه حسين فجعله أثراً بعد عين، ويًُقرأ أخرى لتنهل من معين لغته الرفيعة، ويًُقرأ ثالثة لتتعلم منه كيف يكون الرد العلمي.
May 12, 2016
أولا ينبغي القول إن كتاب في الشعر الجاهلي لم يكن كتابا علميا ولم يتبع المنهج العلمي ولم يحفل فيه طه حسين بإيراد مصادر لما أملاه وكان واضحا أنه يملي من الذاكرة في معظم فصول الكتاب، ولا عجب فالرجل لا يرى وإنما يسمع ولا يكتب وإنما يملي. وقد صرخ طه حسين نفسه في أول كتابه وآخره بأن نظريته مجرد رأي ولم يدع ثبوته، بل رجحه وقدمه لأبحاث أكثر استفاضة تثبته أو تنفيه.
ولكن هذا الشيخ الأزهري الجليل الذي تولى مشيخة الأزهر بعد ذلك بسنوات بلغ انحطاطه حد الغمز واللمز في المؤلف الذي ينقضه، ولم يترفع حتى عن السخرية بعاهته التي لم يرد لها ذكر في هذا الكتاب الطويل الذي يبلغ ما يقارب ثلاثة أضعاف الكتاب الأصلي الذي ينقضه.
قال العالم الخلوق ضمن ما قال: "والمؤلف كان ينظر في فصله هذا إلى فصل الأستاذ الرافعي وإلى ما كتبه جرجي زيدان في تاريخ آداب اللغة العربية وفي كتاب العرب قبل الإسلام، وسنريكم ما مد إليه عينه كما أريناكم مواقع نظره من كتب أخرى." وإن لم يكن ذلك لمز لعاهة فهو على أقل تقدير من قبيل القحة وانعدام الحياء.
ولم يسلم القراء أنفسهم من قلم الكاتب، بل سب نفسه من حيث لا يدري عندما قال مخاطبا المؤلف: "فإنك تكتب لقوم بلهاء".
جاء الكتاب في معظمه نقدا لعدم ابتكار طه حسين لأفكاره ونسبتها لأناس سبقوه، واتبع الناقض أسلوبا فجا هو إيراد جملة من الكتاب الأصلي ثم إتباعها بتعليقه عليها تعليقا يخرجها من سياقها ويركز على سفاسف الأمور.
وكان الدافع لكتابة هذا النقض هو المنافحة عن الدين والعقيدة، فحمل المؤلف سيفه الخشبي ودافع عن دينه بالطعن في دين مؤلف الكتاب الذي ينقضه ونواياه وذاكرته وعقله، وأخرجه من العقيدة مرات ومرات، ولو كان في عصر آخر لحمل سيفا وذهب إليه ففصل رأسه عن جسده كما حدث كثيرا في تاريخ الأمة التي قال الكاتب عنها أنها "أمة بحث ونظر تذهب مع العلم كل مذهب"!!!
كل هذا والكتاب يتناول موضوعا أدبيا حاول مؤلف الكتاب المنقوض فصله عن الدين اتقاء لأمثال هؤلاء الشيوخ. فماذا لو أدلى بدلوه في أمور دينية؟ ربما كان يحمل الشيخ الجليل سكينه ويطعن المؤلف في رقبته كما طعن أحدهم نجيب محفوظ مدافعا هو الآخر عن دينه!
ولكن هذا الشيخ الأزهري الجليل الذي تولى مشيخة الأزهر بعد ذلك بسنوات بلغ انحطاطه حد الغمز واللمز في المؤلف الذي ينقضه، ولم يترفع حتى عن السخرية بعاهته التي لم يرد لها ذكر في هذا الكتاب الطويل الذي يبلغ ما يقارب ثلاثة أضعاف الكتاب الأصلي الذي ينقضه.
قال العالم الخلوق ضمن ما قال: "والمؤلف كان ينظر في فصله هذا إلى فصل الأستاذ الرافعي وإلى ما كتبه جرجي زيدان في تاريخ آداب اللغة العربية وفي كتاب العرب قبل الإسلام، وسنريكم ما مد إليه عينه كما أريناكم مواقع نظره من كتب أخرى." وإن لم يكن ذلك لمز لعاهة فهو على أقل تقدير من قبيل القحة وانعدام الحياء.
ولم يسلم القراء أنفسهم من قلم الكاتب، بل سب نفسه من حيث لا يدري عندما قال مخاطبا المؤلف: "فإنك تكتب لقوم بلهاء".
جاء الكتاب في معظمه نقدا لعدم ابتكار طه حسين لأفكاره ونسبتها لأناس سبقوه، واتبع الناقض أسلوبا فجا هو إيراد جملة من الكتاب الأصلي ثم إتباعها بتعليقه عليها تعليقا يخرجها من سياقها ويركز على سفاسف الأمور.
وكان الدافع لكتابة هذا النقض هو المنافحة عن الدين والعقيدة، فحمل المؤلف سيفه الخشبي ودافع عن دينه بالطعن في دين مؤلف الكتاب الذي ينقضه ونواياه وذاكرته وعقله، وأخرجه من العقيدة مرات ومرات، ولو كان في عصر آخر لحمل سيفا وذهب إليه ففصل رأسه عن جسده كما حدث كثيرا في تاريخ الأمة التي قال الكاتب عنها أنها "أمة بحث ونظر تذهب مع العلم كل مذهب"!!!
كل هذا والكتاب يتناول موضوعا أدبيا حاول مؤلف الكتاب المنقوض فصله عن الدين اتقاء لأمثال هؤلاء الشيوخ. فماذا لو أدلى بدلوه في أمور دينية؟ ربما كان يحمل الشيخ الجليل سكينه ويطعن المؤلف في رقبته كما طعن أحدهم نجيب محفوظ مدافعا هو الآخر عن دينه!
October 21, 2017
انتهيت من قراءة هذا المجلد الذي يَضمُّ كتابين معاً، كتاب (في الشعر الجاهلي) لطه حسين ثم كتاب (نقض كتاب في الشعر الجاهلي) لشيخ الأزهر آنذاك محمد الخضير حسين، ويقع المجلد في قرابة الـ(500) صفحة، من طبعة دار الجداول.
كتاب (في الشعر الجاهلي) لطه حسين، هو من الكتب التي أثارت لغط كبير، وأثارت موجه انتقادات وردود ونقاشات دخل فيها كبار الأدباء والمشايخ والمختصين.
النقد الذي أستخدمه طه حسين لم يكن نقد جزئيًا بمعنى أن يقول (هذا البيت لا تصح نسبته إلى إمرئ القيس وهذا البيت مشكوك في صحته) بل سلك مسلك النقد الجذري، فقال أن النسبة الساحقة من الشعر الجاهلي منحول وما هو ثابت لا يدل على شيء يسمى بالأدب الجاهلي ولا يَعتد أن يكون مصدرًا للثقافة الجاهلية.
فاستخدم طه حسين فلسفة ديكارت على الأدب الجاهلي، وهو أن الشك أول خطوة في سلم الحقيقة، فمن الأمور التي جعلها طه حسين مدخلًا للشك في الشعر الجاهلي هو خلو الشعر الجاهلي من العاطفة الدينية الوثنية، يبنما أستشهد بالقرآن على أنه من أقدم النصوص الثابتة التي وصلتنا في أن العرب كانوا متعصبين جدًا لدينهم ووثنياتهم الى درجة أنهم لجئوا الى القتل والاضطهاد دفاعًا عن ما يؤمنون به، فكيف يكون هذا الشعر الجاهلي خاليًا من أي هذه المظاهر؟! الأمر الثاني هو ما ثبت في القرن العشرين أو التاسع عشر من خلال علماء الآثار في وجود نقوش في اليمن تُثبت أن القحطانيين لهم لغة أُخرى مختلفة في صرفها ونحوها عن لغة العرب في شمال جزيرة العرب (العدنايين)، والأمر الآخر أن ما يُعرف الأن باللغة العربية الفصحى لم تكن هي الفصحى لكل عرب، فكل إقليم وقاطع (خارج عن سلطة حجاز) له لهجته وفصاحته، وما يعرف الأن باللغة العرية الفصحى إما هذه الفصحى الخاصة بقريش، ولما نزل القرآن وسيطر الإسلام أصبحت لغة قريش هي المهيمنة والسائدة على جميع اللهجات للقبائل العربية الأخرى.
إذن: لو أردنا الكلام عن الشعر الجاهلي أي قبل ما تتوطد هذه اللهجة القرشية، فلابد أن يكون هنالك إختلاف ويكون آثر هذا الاختلاف في اللهجات ظاهرًا لكل شاعر جاهلي حسب قبيلته، ولكن الغريب أن الشعر الجاهلي كله كُتب أو نظم على لغة قريش! فإذن هو منحول أي أن ما يسمى بالشعر الجاهلي قد كُتب في الفترة الإسلامية ونُسب الى هؤلاء الشعراء الجاهليين.
ثم أفرد في الفصل الثاني أسباب الانحتال في الشعر (سبب ديني أو قبائلي أو شعبوي أو للمهنة القصصية) وأختتم الكتاب في الفصل الثالث بنقد لبعض المعلقات وأصحابها، وكيف أن هذه اللغة قد بلغت مبلغًا لا يمكن أن يتصور أنها تمثل لغة الجاهليين.
هذا الكتاب أحدث حرب أدبية كبرى دخل في أتونها (ركز على الأسماء) شيخ الأزهر آنذاك عندما كان الأزهر مؤسسة مستقلة وهو الشيخ محمد الخضر حسين، ودخل فيها من كان يسمى بمعجزة الأدب العربي وهو مصطفى الرافعي في كتابه (تحت راية القرآن)، ودخل فيها أحد أعمدة التعليم في الأردن ومؤسس الجامعة الأردنية وهو ناصر الدين الأسد في كتابه (مصادر الشعر الجاهلي)، ودخل فيها عالم الاجتماع العراقي علي الوردي في كتابه (نقد كتاب في الشعر الجاهلي)، ودخل فيها الأديب العملاق أبو فهر محمود محمد شاكر ولكن بشكل غير مباشر في كتيبه (قضية الشعر الجاهلي في كتاب ابن سلام)، ودخل فيها المفتش بوزارة المعارف المصرية الشيخ محمد الخضري بك، ودخل معه على نفس الخط رئيس النيابة المصرية محمد نور لأن تعليقهما طبع في كتاب واحد بعنوان (محاضرات في نقد كتاب الشعر الجاهلي)، وآخرهم هو الدكتور أحمد عثمان المختص في تاريخ الأدب بكتاب (كتاب الشعر الجاهلي واللغة العربية). ربما هذا اختصار مخل -حقيقةً- للكتاب، وضعيف البضاعة قد يظن لوهلة أن طرح طه حسين -نوعًا ما- متناغم أو معقول، فطه حسين يُحسن ابتلاع القارئ الجاهل الى جوفه، ولكن أثر هذا الكتاب جيد أو إنعكاساته ممتازة، وذلك لرؤية من هم الذين ردوا على طه حسين، أغلبهم أسماء لامعة، بل وأثروا الساحة الأدبية والشرعية والتاريخية إثراء كبير جدًا، فرب ظارةً نافعة.
والشخص الذي يقرأ كتاب طه حسين وهو ليست عنده خلفيه عن الموضوع الذي يتكلم عنه، سوف ينطبع في ذهنه أن ما خطه من مادة هي متينه المحتوى وصلبة الحجيه، ولكن ما أن يقرأ هذا النقص للشيخ محمد الخضر حسين، إلا وسوف يرى الجانب المضاد من هذا التصور!! ورد الشيخ محمد الخضر حسين كأنه من جنس ردود المتقدمين، أي أنه صاغ رده بتعقب كتاب طه حسين على شكل فقرات حتى أتى على الكتاب كله، وهو من الكتب التي تحتاج في نظري الشخصي الى تهذيب أو أختصار باقتصار المهذب والمختصر على وضع الشاهد من الرد مباشرة من دون وضع المقدمات التي حشدها الشيخ لنقض كلام طه حسين.
فالنظرية التي تكلم عنها طه حسين بزهو وهي أنه أتى بتصور وآلية لم يأتي بها أحد قبله مما قسم الباحثين الى قسمين، (أنصار للقديم) و (أنصار للجديد)، وصياغة بحثه على فلسفة ديكارت وهي أن الشك في حقائق الأشياء هو الخطوة الأولى للوصول الى اليقين، وأراد أن يُحاكي الباحثين الغربيين في نفس النتيجة التي توصوا إليه مع الشعر اليوناني الإلياذة ووالاوديسة لهوميروس.
فقال أن الشعر الجاهلي كله منحول (أي مكذوب على أصحابه) ولا يوجد هنالك شيء أسمه شعر جاهلي ولا شعراء جاهليين، ثم ذكر الأسباب والدوافع لتي حملته على أن يقول هذه المقولة، ولكن مع تقادم البحث سوف يرى الشخص والباحث أن طه حسين لم يلتزم منهجه وسوف ينقضه من كذا وجه، وهذا التناقض والاضطراب في المناهجية شدد الشيخ محمد الخضر حسين لتسليط الضوء عليها؛ وأوغل في قسوة العبارة والتهكم اللاذع.
وسعه إطلاع الشيخ محمد الخضر حسين فضحت طه حسين بأن ما ذكره أو كثير مما ذكره وإنما هو بذاته دوَّن في أبحاث من سبقوه ممن تناولوا الشعر الجاهلي من المستشرقين كمرغليوث وغيرهم، لذلك وفي الفصول الختامية للكتاب سوف ترى كثرة وضع الفكرة ثم ذكر أصلها من بعض الكتب، مما فوّت على المؤلف فرصة إدعاء أنه أول من أتى بهذا التصور ولم يسبقهُ أحدٌ من العالمين!
وفي مقابل ذلك كان إطلاع طه حسين ضعيف، لذلك لسوقه رواية واحدة من كتاب واحد، ويوجد ما يقيدها ويضبطها من حيث المتن والسند والتوجيه من كتب أخرى، أنه أنه اقتطع المعلومة من سياقها للتدليل على ما قد ذهب إليه، وبيان تقيد وضبط الرواية غالباً ما يرجع على تصور طه حسين بالإبطال. ويهزُّ من أركان نظريته! لذلك كان حري بطه حسين أن يستفرغ جهده وأن يتواضع في بيان ما توصل إليه! ويخاطب الآخرين بصيغة فيها خطوط رجعة بدلاً من استخدام صيغة الجزم في أكثر من موضع.
وإشكالية طه حسين الأخرى أنه أحياناً يَزيدُ عن الروايات بما لم يرد على لسانها، على سبيل المثال رواية ذكر أن المعتزلة قد أستدلوا ببيت شعر لتأكيد مذهبهم، وزعم أن المعتزلة نسبوا هذا الشعر إلى الجاهلين، جميع الكتب التي تكلمت عن هذا البيت لم تذكر الجاهليين قط أو إدعاء المعتزلة نسبوا هذا الشعر إلى شعر جاهلي! وهذا مما يضرب في المصداقية.
وهذا الكتاب الراد على طه حسين أرتكز كثيرًا على نقطين أولها نقض بنيان المؤلف في نظريته وبيان أنه ناقضها ولم يلتزم بها من وجوه، وثانياً يُستفاد منه في دراسة تاريخ الأدب العربي وكيفية عزو الشعر واعتماده، ومن كان له حظ أو رغبة أو تخصص في هذا الجانب سوف يستمع بهذه الكتب.
كتاب (في الشعر الجاهلي) لطه حسين، هو من الكتب التي أثارت لغط كبير، وأثارت موجه انتقادات وردود ونقاشات دخل فيها كبار الأدباء والمشايخ والمختصين.
النقد الذي أستخدمه طه حسين لم يكن نقد جزئيًا بمعنى أن يقول (هذا البيت لا تصح نسبته إلى إمرئ القيس وهذا البيت مشكوك في صحته) بل سلك مسلك النقد الجذري، فقال أن النسبة الساحقة من الشعر الجاهلي منحول وما هو ثابت لا يدل على شيء يسمى بالأدب الجاهلي ولا يَعتد أن يكون مصدرًا للثقافة الجاهلية.
فاستخدم طه حسين فلسفة ديكارت على الأدب الجاهلي، وهو أن الشك أول خطوة في سلم الحقيقة، فمن الأمور التي جعلها طه حسين مدخلًا للشك في الشعر الجاهلي هو خلو الشعر الجاهلي من العاطفة الدينية الوثنية، يبنما أستشهد بالقرآن على أنه من أقدم النصوص الثابتة التي وصلتنا في أن العرب كانوا متعصبين جدًا لدينهم ووثنياتهم الى درجة أنهم لجئوا الى القتل والاضطهاد دفاعًا عن ما يؤمنون به، فكيف يكون هذا الشعر الجاهلي خاليًا من أي هذه المظاهر؟! الأمر الثاني هو ما ثبت في القرن العشرين أو التاسع عشر من خلال علماء الآثار في وجود نقوش في اليمن تُثبت أن القحطانيين لهم لغة أُخرى مختلفة في صرفها ونحوها عن لغة العرب في شمال جزيرة العرب (العدنايين)، والأمر الآخر أن ما يُعرف الأن باللغة العربية الفصحى لم تكن هي الفصحى لكل عرب، فكل إقليم وقاطع (خارج عن سلطة حجاز) له لهجته وفصاحته، وما يعرف الأن باللغة العرية الفصحى إما هذه الفصحى الخاصة بقريش، ولما نزل القرآن وسيطر الإسلام أصبحت لغة قريش هي المهيمنة والسائدة على جميع اللهجات للقبائل العربية الأخرى.
إذن: لو أردنا الكلام عن الشعر الجاهلي أي قبل ما تتوطد هذه اللهجة القرشية، فلابد أن يكون هنالك إختلاف ويكون آثر هذا الاختلاف في اللهجات ظاهرًا لكل شاعر جاهلي حسب قبيلته، ولكن الغريب أن الشعر الجاهلي كله كُتب أو نظم على لغة قريش! فإذن هو منحول أي أن ما يسمى بالشعر الجاهلي قد كُتب في الفترة الإسلامية ونُسب الى هؤلاء الشعراء الجاهليين.
ثم أفرد في الفصل الثاني أسباب الانحتال في الشعر (سبب ديني أو قبائلي أو شعبوي أو للمهنة القصصية) وأختتم الكتاب في الفصل الثالث بنقد لبعض المعلقات وأصحابها، وكيف أن هذه اللغة قد بلغت مبلغًا لا يمكن أن يتصور أنها تمثل لغة الجاهليين.
هذا الكتاب أحدث حرب أدبية كبرى دخل في أتونها (ركز على الأسماء) شيخ الأزهر آنذاك عندما كان الأزهر مؤسسة مستقلة وهو الشيخ محمد الخضر حسين، ودخل فيها من كان يسمى بمعجزة الأدب العربي وهو مصطفى الرافعي في كتابه (تحت راية القرآن)، ودخل فيها أحد أعمدة التعليم في الأردن ومؤسس الجامعة الأردنية وهو ناصر الدين الأسد في كتابه (مصادر الشعر الجاهلي)، ودخل فيها عالم الاجتماع العراقي علي الوردي في كتابه (نقد كتاب في الشعر الجاهلي)، ودخل فيها الأديب العملاق أبو فهر محمود محمد شاكر ولكن بشكل غير مباشر في كتيبه (قضية الشعر الجاهلي في كتاب ابن سلام)، ودخل فيها المفتش بوزارة المعارف المصرية الشيخ محمد الخضري بك، ودخل معه على نفس الخط رئيس النيابة المصرية محمد نور لأن تعليقهما طبع في كتاب واحد بعنوان (محاضرات في نقد كتاب الشعر الجاهلي)، وآخرهم هو الدكتور أحمد عثمان المختص في تاريخ الأدب بكتاب (كتاب الشعر الجاهلي واللغة العربية). ربما هذا اختصار مخل -حقيقةً- للكتاب، وضعيف البضاعة قد يظن لوهلة أن طرح طه حسين -نوعًا ما- متناغم أو معقول، فطه حسين يُحسن ابتلاع القارئ الجاهل الى جوفه، ولكن أثر هذا الكتاب جيد أو إنعكاساته ممتازة، وذلك لرؤية من هم الذين ردوا على طه حسين، أغلبهم أسماء لامعة، بل وأثروا الساحة الأدبية والشرعية والتاريخية إثراء كبير جدًا، فرب ظارةً نافعة.
والشخص الذي يقرأ كتاب طه حسين وهو ليست عنده خلفيه عن الموضوع الذي يتكلم عنه، سوف ينطبع في ذهنه أن ما خطه من مادة هي متينه المحتوى وصلبة الحجيه، ولكن ما أن يقرأ هذا النقص للشيخ محمد الخضر حسين، إلا وسوف يرى الجانب المضاد من هذا التصور!! ورد الشيخ محمد الخضر حسين كأنه من جنس ردود المتقدمين، أي أنه صاغ رده بتعقب كتاب طه حسين على شكل فقرات حتى أتى على الكتاب كله، وهو من الكتب التي تحتاج في نظري الشخصي الى تهذيب أو أختصار باقتصار المهذب والمختصر على وضع الشاهد من الرد مباشرة من دون وضع المقدمات التي حشدها الشيخ لنقض كلام طه حسين.
فالنظرية التي تكلم عنها طه حسين بزهو وهي أنه أتى بتصور وآلية لم يأتي بها أحد قبله مما قسم الباحثين الى قسمين، (أنصار للقديم) و (أنصار للجديد)، وصياغة بحثه على فلسفة ديكارت وهي أن الشك في حقائق الأشياء هو الخطوة الأولى للوصول الى اليقين، وأراد أن يُحاكي الباحثين الغربيين في نفس النتيجة التي توصوا إليه مع الشعر اليوناني الإلياذة ووالاوديسة لهوميروس.
فقال أن الشعر الجاهلي كله منحول (أي مكذوب على أصحابه) ولا يوجد هنالك شيء أسمه شعر جاهلي ولا شعراء جاهليين، ثم ذكر الأسباب والدوافع لتي حملته على أن يقول هذه المقولة، ولكن مع تقادم البحث سوف يرى الشخص والباحث أن طه حسين لم يلتزم منهجه وسوف ينقضه من كذا وجه، وهذا التناقض والاضطراب في المناهجية شدد الشيخ محمد الخضر حسين لتسليط الضوء عليها؛ وأوغل في قسوة العبارة والتهكم اللاذع.
وسعه إطلاع الشيخ محمد الخضر حسين فضحت طه حسين بأن ما ذكره أو كثير مما ذكره وإنما هو بذاته دوَّن في أبحاث من سبقوه ممن تناولوا الشعر الجاهلي من المستشرقين كمرغليوث وغيرهم، لذلك وفي الفصول الختامية للكتاب سوف ترى كثرة وضع الفكرة ثم ذكر أصلها من بعض الكتب، مما فوّت على المؤلف فرصة إدعاء أنه أول من أتى بهذا التصور ولم يسبقهُ أحدٌ من العالمين!
وفي مقابل ذلك كان إطلاع طه حسين ضعيف، لذلك لسوقه رواية واحدة من كتاب واحد، ويوجد ما يقيدها ويضبطها من حيث المتن والسند والتوجيه من كتب أخرى، أنه أنه اقتطع المعلومة من سياقها للتدليل على ما قد ذهب إليه، وبيان تقيد وضبط الرواية غالباً ما يرجع على تصور طه حسين بالإبطال. ويهزُّ من أركان نظريته! لذلك كان حري بطه حسين أن يستفرغ جهده وأن يتواضع في بيان ما توصل إليه! ويخاطب الآخرين بصيغة فيها خطوط رجعة بدلاً من استخدام صيغة الجزم في أكثر من موضع.
وإشكالية طه حسين الأخرى أنه أحياناً يَزيدُ عن الروايات بما لم يرد على لسانها، على سبيل المثال رواية ذكر أن المعتزلة قد أستدلوا ببيت شعر لتأكيد مذهبهم، وزعم أن المعتزلة نسبوا هذا الشعر إلى الجاهلين، جميع الكتب التي تكلمت عن هذا البيت لم تذكر الجاهليين قط أو إدعاء المعتزلة نسبوا هذا الشعر إلى شعر جاهلي! وهذا مما يضرب في المصداقية.
وهذا الكتاب الراد على طه حسين أرتكز كثيرًا على نقطين أولها نقض بنيان المؤلف في نظريته وبيان أنه ناقضها ولم يلتزم بها من وجوه، وثانياً يُستفاد منه في دراسة تاريخ الأدب العربي وكيفية عزو الشعر واعتماده، ومن كان له حظ أو رغبة أو تخصص في هذا الجانب سوف يستمع بهذه الكتب.
February 7, 2024
من أول كتاب قرأته للشيخ الفاضل العلامة محمد الخضر حسين، وأنا مغرم به وبأسلوبه وبرصانة علمه وقلمه.
ولو كنت ساءلت نفسي سابقا ألم يكن هناك عل��اء يصدون عوادي الدهر وعاديات المغتصبين في تلك العصور التي شهدت ما يسمونه النهضة الحديثة، والتي لا شك شهدت نشرا وانتشارا واسعا للأفكار والكتب، علماء يكونون على مثل مستوى الكتاب الذين اشتهروا؟
لكن بعدما كبرت وطالعت أو قرأت كتب هذ الإمام الفذ وغيره، علمت أنهم مبثوثون في كل عصر، لكن الإرادة السياسية وحكامنا وساستنا لا يريدون السماع لهم ولا انتشار كلماتهم أو أصواتهم، بل يريدون أن يجروننا إلى عماياتهم وضلالاتهم، ويأبي الله ذك، ومن بعده علماءنا الأبرار.
ولو كنت ساءلت نفسي سابقا ألم يكن هناك عل��اء يصدون عوادي الدهر وعاديات المغتصبين في تلك العصور التي شهدت ما يسمونه النهضة الحديثة، والتي لا شك شهدت نشرا وانتشارا واسعا للأفكار والكتب، علماء يكونون على مثل مستوى الكتاب الذين اشتهروا؟
لكن بعدما كبرت وطالعت أو قرأت كتب هذ الإمام الفذ وغيره، علمت أنهم مبثوثون في كل عصر، لكن الإرادة السياسية وحكامنا وساستنا لا يريدون السماع لهم ولا انتشار كلماتهم أو أصواتهم، بل يريدون أن يجروننا إلى عماياتهم وضلالاتهم، ويأبي الله ذك، ومن بعده علماءنا الأبرار.
June 20, 2014
إننا أمة بحث ونظر :نذهب مع العلم كل مذهب،ولانقف لحرية الفكر فى طريق،وإنما نحن بشر،والبشر تأبى قلوبهم إلا أن تزدرى اقلاما تثب فى غير علم وتحاور من غير صدق،وإنما نحن بشر،والبشر تأبى لهم أقلامهم إلا أن تطمس على أين الكلمات الغامزة فى شريعة محكمة أو عقيدة قيمة.
خاتمة نقض كتاب فى الشعر الجاهلى – الإمام محمد الخضر حسين –رحمه الله -
خاتمة نقض كتاب فى الشعر الجاهلى – الإمام محمد الخضر حسين –رحمه الله -
October 19, 2014
الحقيقة ان الشيخ الخضر فى هذا الكتاب لم يقم فقط بدحض اباطيل طه حسين وانما قام بتعرية المنهج الديكارتى كله بل وبعض تطبيقاته عند سبينوزا مثلا ووضع هذا المنهج فى اطاره الصحيح كمنهج للتفكير وليس منهج للتنوير
Displaying 1 - 6 of 6 reviews