تمثِّلُ قضيّة الوجود الإلهي أبرزَ دليلٍ على استطالة هذا الإنسان وتجلُدِه على ربه، فمع أن وجود الله تعالى معنىً مركوزٌ في الفِطَر، ينبتُ به فؤادُ الإنسان ويحيا به وجدانُه، إلّا أن إسراف العقل يجمح بصاحبه بعيدًا إلى ما فيه ضلاله وشقاؤه. قد يكون من الجحود المعرفي أن يُوضَع ملف الوجود الإلهي على منصّة البحث والنظر، إذ إن المعرفة بطبعها نازلة تستلهم صدقيّتها وبرهانها من الله تعالى، فكيف يكون سبحانه محلّ بحث ونظر؟! لكن المطالعَ لفضاءات الجدل الديني، ولا سيّما في هذا العصر، يجد احترابًا واسعًا بين المؤمنين والملاحدة، إلى الحدِّ الذي انتقلت فيه المعرفة الفطرية من كونها منطلقًا لتثبيت الحقائق لتكون هي بذاتها محلًا للبرهنة، فصارت الفطرة مستدلًا عليها بعد أن كانت مستدَلًا بها. من هنا جاء هذا الكتاب ليلملمَ أطراف النظر في هذه القضية، وينظِمَ بخيوط أبحاثه ومضامينه عقودَ الأدلة الفاعلة في هذا الجدل، بهيئة تعدّت الصِّبغة الفلسفية/الكلامية لتشمل استحداثًا لطبيعة الأدلة والبراهين المثارة، وما يورده المبطلون عليها من تشكيكات، بما نرجو أن يكون فاتحةً لتوسيع مدارات النظر والتجديد العقدي.
شموع النهار ؟ !!.. أو علينا أن نضيء شموعاً وضوء النهار ساطعاً جلياً ؟... بلى... من أجل من كان عالقاً في النفق المُعتم ليخرج من ضيق الظلمة إلى سعة النور.... كن على يقين إنك هنا ستتعرف على إيمانك من جديد...🍀🤍
هذه من المرات النادرة التي أكتب فيها مراجعة لكتاب بهذا الطول ولكن لا بأس فهو يستحق.
نبدأ بالغلاف وتصميمه الجميل المتسق مع عنوان الكتاب ثم تعال نستقي جزء مما كتبه مركز تكوين: "قد يكون من الجحود المعرفي أن يُوضع ملف الوجود الإلهي على منصة البحث والنظر إذ إن المعرفة بطبعها نازلة تستلهم صدقيتها وبرهانها من الله تعالى، فكيف يكون سبحانه محل بحث ونظر؟!!"
وهذه أول فاجعة تشعر بها أن تحيا في زمن به مسوخ تحتاج لتدلل لهم على وجود الله .. تخيل هذا البؤس! ومن هنا تفهم ما تشير إليه تسمية الكتاب "شموع النهار"- وأظنه إبداع منه في الإختيار- فسبب التسمية ما نقله عن ابن القيم وهو يتحدث عن كلام شيخه له: كيف تطلب الدليل على من هو دليل كل شئ؟! وكان كثيرا ما يتمثل بهذا البيت
وكيف يصح في الأذهان شئ .. إذا احتاج النهار إلى دليل
المشهد مضحك فحين تطلب دليلا على وجود الله فكأنك توقد شموعا في النهار. . . لئلا أطيل كثيرا فالكتاب يمكن تقسيمه لثلاثة أجزاء رئيسية: الأول: هو الدلالة الفطرية على وجود الله ومقسمة لمستويات تبين حقيقة التيه المنتظر لمنكر هذه الدلالة ومدى تأثيراتها من اتباع ذلك ضرورة بإنكار الإرادة الحرة والقيم الأخلاقية ومعنى الوجود وغاياته والوعي بالذات وغيرها من الأمور البدهيةالرئيسية والتي تجعل من اعتبارها وهم هو توهيم للحياة من باب أولى.
الثاني:الدلالة العقلية من خلال دليل السببية وبسط مقدماته البسيطة والرد على أبرز الإعتراضات حوله.
الثالث:الدلالة العقلية من خلال دليل الإتقان والإحكام وكذلك الرد على أبرز الإعتراضات حوله. .
اعلم كما أن المال رزق ونعمة فقد لا يكون كذلك لبعض النفوس ويكون لها فساد فكذلك العلم الذي جعل صاحبه يتجبر وينكر وجود الله رغم أنه مهما حصل من علم "وما أوتيتم من العلم إلا قليلا"
رغم أنه لا يلتزم بعلمه ويتكلم في جميع التخصصات ويرجح كما يحلو له وفوق ذلك التناقض يلازمه لدرجة تشعر معها "ليس لدي إيمان كافٍ لأكون ملحداً"
وقد عبر عنها ستيفن برام في رسالة طريفة لأحد التطوريين قائلا:
سيدي! أنا مدهوش من قدرتك على الإيمان بالتطور! فهو يتخطى إيماني بالخلق بكثير!
إيماني يحتاج كيفية واحدة وهي حب الإله
أما إيمانك فيتطلب ثلاثة أمور: ⏪أن شيئا أتى من لا شئ (الإنفجار العظيم) ⏪أن الصخور تستطيع أن تنتج أشياء حية (الحياة من العناصر غير العضوية) ⏪أن الطفرات الجينية يمكن أن تحوّل دودة شريطية إلى آينشتاين!!
أنت تربح! ..لا شك أن إيمانك يتخطى إيماني بكثير! . من جميل كتب العجيري عموما وهذا خصوصا هو شعورك أنه يخاطبك لا بقلمه بل بقلبه .. مع ما تمتاز بكثرة المراجع التي تفيدك في موضوع البحث الكتاب يثير لديك الكثير لتقوله ولكن أختم بخاتمته: نعم .. لا يبدو أن لشئ معنى دون وجوده الإنسان والعالم بكل ما فيه مفتقر إليه فبه تثبت الأشياء ومنه تكتسب المعاني وبدونه يغرق كوننا في ظلمة العبث. يمكن أن يأفل نور القمر ونور الشمس ونور الوجود لكن أنواره لا تأفل.
يمكن أن يأفل نور القمر ونور الشمس ونور الوجود لكن أنواره لا تأفل
الكتاب يركز على هدم التصورات التي يتبناها الملحدون وكشف تناقضها مع المسلمات التي تستمد وجودها وقيمتها المطلقة من وجود الله عز وجل. أغلب استشهاداته كانت من ردود علماء الغرب ومن مواقف الملحدين، فنرى أنهم أنفسهم (ونظرياتهم العلمية) يهدمون التصورات الباطلة التي يقوم عليها الإلحاد ويثبتون أنها منافية للفطرة والبديهة والعلم. ومع أنه بذلك يشعر القارئ أن كلامهم يؤخذ منه ويُستدل به، أقصد الملاحدة وأن يُستدل بشهاداتهم ضد الإلحاد، وأنهم لو كانوا أكثر ثباتًا وألحن حجة لصعبت المُحاجة، لكن ألتمس أن مبدأ: الاعتقاد/الإلحاد ليس من الضروري تمثيل كل شخص له على نحو سليم؛ لن ينفع، سنجد مرجعًا للدين ولن نجد مرجعًا للإلحاد لأنه بطبيعة الحال: منتج بشري محض، مهما رجعنا إلى المصادر فمصدريته صنعة بشر، فلن يكون هناك مجال للمناظرة والرد. الطريف أنني كنت أقرأ الكتاب في عقلي بصوت الشيخ العجيري وكنت متوقعة أنني سأجد كمًا لا بأس به من الاستطرادات الثرية وقد كان، كأن الكتاب ليس إلا تفريغًا لمحاضراته، كانت الاستطرادات تفصل انتظام أفكاري كثيرًا -كعادة محاضراته- كما أنها تكررت، وأنسى كيف وصلنا لهذه النقطة، فأعود من جديد أراجع سريعًا آخر عنوان وصلت له.
غير مناسب للمبتدئين، يحتاج خلفية جيدة عن الملف الإلحادي. تعديل: عدت سريعًا لمباحث الكتاب، والحقيقة أن لغة الكتاب متخصصة قليلًا وليست تناسب جميع المبتدئين، لكن الأدلة والبراهين التي يقدمها الكتاب هي أول لبنة لأي مبتدئ في معرفة الرد على الشبهات الإلحادية. لا أعتقد أنني سأقترب من كتب عبد الله العجيري -رغم إثرائها وإضافاتها المفيدة لي- لفترة لا بأس بها، والحمد لله على نعمة الإسلام D"
بسم الله الرحمن الرحيم ابتداءً وقبل كل شيء، فأسأل الله أن يلعن الملحدين الضالين المضلين عن سبيله سبحانه وتعالى، فهم قومٌ أهدروا عقولهم وأغلقوا قلوبهم عن سماع الحق سماعًا يوجب فهمه والانقياد له، وأرادوا أن يزيغوا عن حقائق الإيمان إلى أباطيل الكفر، ويستبدلوا الشك باليقين. فتبًا لهم، وتبًا لكل من قلدهم وسار على نهجهم. وهدى الله من طلب منهم الحق صادقًا وأرخى سمعه وفتح قلبه له. المهم، اقتضت عادتي وبعدي عن مظان شراء الكتب العربية أن أؤجل شراء الكتب ما دام الأمل (أو الوهم) قائمًا في رفعها في النت، لن يهم كثيرًا إن مضى عامٌ أو عامان على الانتظار والترقب. المهم أن أصل إلى الكتاب رخيصًا بلا مال مبذول. قد يخلو ما قلته آنفًا عن القيمة الأخلاقية وقد يغدو لغوًا من القول، ولكنني قلته شرحًا لانتظاري وصول الكتاب إلى مصاف النت المجانية عامًا منذ صدوره وبحثي الدؤوب عن رابطه في جوجل. كانت بداية الكتاب واعدة بمحتوى ثريٍ وضخم يتناول شبهات الملحدين على وجود الله (رغم أن قدرًا لا بأس منها منها نُقل من كتاب ميليشيا الإلحاد، وهذا مما لم أستسغه لسبب لا أعرفه)، فاستثارت فضولي وأشعلت حماسي لأنهي الكتاب في يومٍ واحد أو نصف يوم. وكان المحتوى كما توقعته دسمًا مكثفًا، خاصة في مباحث تقرير دليل النظم والإحكام وكذلك الخلق والإيجاد. لسبب مجهول ما استثقلت قراءة آخر فصول الكتاب التي تناولت حجة الضبط الدقيق. أما صياغته للحجة الأخلاقية فهي حسنة لأنها تتجاوز الخطأ الاستدلالي الشائع بإثبات التالي، فقد شاع أن يقال لو كان الله موجودًا، فالقيم الأخلاقية الموضوعية موجودة، القيم الأخلاقية الموضوعية موجودة، فالله موجود. والخطأ ظاهر هنا، إذ أن ليس في القياس ما ينفي أن تكون هذه القيم من غير الله. أما صياغة العجيري فهي: إذا كان الله غير موجود، فالقيم الأخلاقية الموضوعية غير موجودة، القيم الأخلاقية الموضوعية موجودة، إذن الله موجود. وهي مستقيمة كما يظهر، وإن كانت مقدمتها الأولى بحاجة للبرهان. وأحسب أن العجيري قد أقامه في كتابه. ساءني أن العجيري قد تهافت على البيغ بانغ كغيره من المعاصرين غافلًا عن سقوط الاستدلال بها لقيامها على افتراضية مفادها إمكانية الوصول إلى حدث نشأة الكون لأنه حدث قابل للقياس بالقوانين التي نشأت في كوننا واستطعنا قياس الحاضر بها، ولا يخفى ما في هذه الافتراضية من المصادرة الواضحة. ثم إن نظرية الانفجار الكبير تستبطن افتراض وجودية الزمان المستقلة عن الذهن، وهذا باطلٌ ظاهر البطلان. فالزمان مجرد نسبة ذهنية تتجدد بين الحوادث، والالتزام بالفرض السابق يمتنع معه إثبات أن الكون خلق الله إذ أن الفعل يسبق المفعول ولا معنى لمسبوقية الفعل هنا إذا كان مطلق الزمان حادثًا بحدوث الكون نفسه لا يسبقه. فتكون نشأة الكون بهذا الاعتبار حدثًا اعتباطيًا ترجح على العدم بلا مرجح وصدرت عنه كل الموجودات وكان مسبوقًا بالعدم! ومن ثم فلا مطمع لإفحام الملاحدة بالانفجار الكبير، فمن لم يقنع بأن انفجارًا ما في الكون يستلزم مفجرًا، فلن يقتنع بأن الانفجار الذي نشأ منه الكون يستلزم وجود من أوجده. وقد ذكر ذلك أبو الفداء بن مسعود في مقاله فتح القدير في التحذير من قبول نموذج الانفجار الكبير، وكذلك كتابه آلة الموحدين لكشف خرافات الطبيعيين. بل قال أن هذه النظرية جارية على أصولهم التي تقتضي القول بالدهرية وأزلية الكون. -- وفي الختام.. الحمد لله الذي يسر لي قراءة هذا الكتاب والانتفاع به، وجزى مؤلفه خير الجزاء.
يعجبني في طرح الكاتب اتّسامه بقدر كبير من الموضوعية والنقاش الهادئ في نقد وجهات النظر الإلحادية هذا هو النموذج الذي أتمناه ممن يحاول تقديم أدلة أو وجهات نظر نقدية لأي قضية أو معلومة
الكتاب يؤكد على فطرية الإيمان بوجود الله تعالى، وأنها من أهم المقدمات التي يجب أن يبنى عليها أي طرح عقلي في مسألة الوجود الإلهي (أفي الله شك فاطر السماوات والأرض). فمن يبحث عن الله بدون أدوات الفطرة هو كمن يبحث عن دليل على وجود النهار باستخدام الشموع
بدون وجود الله لن توجد المبادئ العقلية الأولية التي يرجع إليها أصل كل استدلال وبرهان. وإنكار هذه المبادئ يجعل الاستدلال العقلي مجرد سفسطة محضة، وهنا تسقط كل العلوم والمعارف في حياتنا، ولا يصبح هناك شيء اسمه منهج علمي! بدون وجود الله لن توجد النزعة الأخلاقية الفطرية المتعالية عن وجود الإنسان، وإنكار هذه النزعة يجعل موضوع الأخلاق والخير والشر نسبي براجماتي بين البشر بدون وجود الله لن يكون هناك أي شعور بالغائية، والتي بدونها يصبح الوجود في الحياة مجرد عبث وبلا معنى بدون وجود الله لن يكون هناك غرائز فطرية مودعة في الكائنات الحية والتي منها الإنسان. لن يكون هناك وجود للمشاعر، لن يكون هناك وجود للإرادة الحرة التي يعرفها المرء بداهة في تصرفاته الإرادية، بل لن يوجد الشخص الذي يتساءل ويتفكر في الكون ويسأل عن وجود الله بل لن يكون هناك وجود لأي شيء في الكون بدون وجود الله، فهو الأساس الذي يبنى عليه أي وجود حسي أو معنوي
إن لهذه الدلالات الفطرية المذكورة طبيعة ماورائية تجعل من الاختزال الشديد الاقتصار على التفسيرات المادية لها، حيث يرى معظم الملاحدة أن الدليل الوحيد لإثبات أي شيء هو الدليل المادي الحسي، وينكرون الدليل العقلي أو الدليل الخبري النقلي وبما أن قضية وجود الله تعتبر قضية ماورائية متعالية عن الوجود، فإنه من المحال إثبات وجود الله عن طريق الدليل الحسي المباشر (معاينة مباشرة!)، إن قضية وجود الله تقع ضمن إطار الدليل العقلي والدليل النقلي
وهنا ينتقل الكاتب إلى إثبات وجود الله عن طريق الأدلة العقلية، حيث قد يطرأ على المرء ما يلوث فطرته السليمة التي تعتبر من أقوى دعائم إثبات وجود الله، مما يجعل البحث باستخدام الوسائل العقلية خطوة مهمة لاستعادة هذه الفطرة. أو أن تكون هذه الوسائل العقلية من باب (ليطمئن قلبي) لمن كان مؤمناً بالأساس
الدليل الأول: دليل الخلق والإيجاد (الدليل الكوني)
هذا الدليل يقوم على سؤال فطري: ما هو سبب كل هذه الموجودات في الكون؟ إن كل موجود يمكن تصور وجوده أو عدمه (ممكن الوجود) فإن له بداية أوسبب. هذا هو مبدأ السببية والذي يعتبر أحد المبادئ العقلية الأولية فإذا عرفنا أن لكل شيء سبب، فإن تسلسل الأسباب إلى ما لا نهاية مستحيل، إذن لا بد أن يكون هناك سبب أول. هذا السبب الأول لا بد أن يكون واجب الوجود، وهو الله تعالى
الدليل الثاني: دليل النظم والإحكام (دليل العناية)
فكرة هذا الدليل باختصار أن هذا الكون تحكمه سنن وقوانين ثابتة محكمة مترابطة، وأن أي تغيير بسيط في هذه الثوابت قد يجعل الكون غير صالح لنشأة الحياة فيه كما أننا نرى كثيرا من الموجودات من حولنا وما فيها من مظاهر الجمال والإتقان والتعقيد تدل ضرورة على أن هناك من أبدعها وأتقنها لتؤدي الغرض الذي وجدت لأجله. إذ يستحيل أن يكون وجودها بهذا الشكل مصادفة! من هذه المنطلقات نرى أن الكون والحياة بكل ما فيها من إبداع وإتقان دال ضرورة على أن هناك من أوجدها بهذا الإتقان، وهذا الموجد المتقن هو الله تعالى الخالق الفاعل العليم الحكيم
أختتم بفكرة مهمة، وهي أننا حين نقول بأن الله هو الخالق لكل شيء، فإن هذا لا يعني بالضرورة أنه لا وجود للأسباب والمسببات وأن الله يتدخل بشكل مباشر في الخلق، وإنما يخلق الله من خلال ما قدره في الكون من أسباب وسنن وقوانين ناظمة للكون. هذه العلاقة الثنائية بين أن الله يخلق وبين وجود الأسباب موجودة وثابتة في كثير من النصوص القرآنية، والله أعلى وأعلم
شموعُ النهار | عبدالله بن صالح العجيري. « إطلالة على الجدل الديني الإلحادي المُعاصر في مسألة الوجود الإلهي »
يعظمُ قدر هذا الكتاب في نفسي لأسبابٍ كثيرة منها مقاصده السامية ومحبةُ كاتبهِ وأقرانهِ وخاصة أنَّ من اختار اسم الكِتاب هو شيخنا وحبيبنا البدر . يمتلكُ الشيخ العجيري ملكة فكرية لا تُقدرُ بثمن، وقُدرة رفيعة على تفكيك الأفكار وإعادة صياغتها وابتكارِ معاني عميقة لا تستطيعُ إدراك جوهرها بقراءةِ سطحية أو بسماعٍ سريع، بل لا بُد إن هداكَ الله إلى أحد أعمال الشيخ أن يكونَ عندك من الأدوات ما تُعينكَ على فهمِ مقاصدهِ، والإلمام بعبقريتهِ، وأن تسألَ الله دائًما أن يرزقكَ حُسنَ الفهم عنهُ. وكلُ من يعلمُ الشيخ أو شاهد لهُ محاضرة أو قرأ عملًا من أعماله يعلمُ جيدًا أنني لم أبالغ في كلامي بل لم أذكر إلا القليل عنهُ رزقنا الله شرفَ اللقاء بهِ على خير.
يدورُ محورُ الكتاب حول قضية الوجود الإلهي ، يطرحُ من خلالهِ مادةً علمية تستوعبُ شريحة واسعة من المُثقفين المهتمين بالجدل الإلحادي المُعاصر، مُشيرًا إلى أهم معالم هذا الجدل. ويسعى من خلال هذا الكِتاب إلى إمداد الخطاب العقدي الإسلامي بنظراتٍ ألمعية ويقدم معالجاتٍ شرعية لمن زلّت قدمهُ في هذا الباب. في أولِ مباحثهِ: يبيّن مركزية المعرفة الفطرية بالله ، ويقولُ ليسَ النظر والاستدلال على وجود الله تعالى من الواجبات مُطلقًا لكون هذا المعرفة حاصة في النفس أصلًا، لكنه يتعين متى ما غابت هذهِ المعرفة سعيًا للتذكير بمقتضى الفطرة، وساق دلائل من الوحي على وجود المكون الفطري. وانتقلَ قي المبحثِ الثاني: إلى مستويات الدلالة الفطرية على وجود الله تعالى: ( دلائلُ المبادئ العقلية الأولية، النزعة الأخلاقية، الجانب الغريزي، الشعور بالغائية، الإرادة الحُرة) ومن ثُم ختم المبحث باستحضار مآلات التصور الإلحادي وعواقبهُ. فإنكارهم لوجودِ الله سبحانهُ يلزمهم بإنكارات متسلسلة لا يمكنهم الانفكاكُ عنها: مثلُ إنكارهم للقيم الأخلاقية المطلقة، والإرادة البشرية، ومعنى الوجود وغايتهِ، وحالة الوعي بالذات، والمبادئ العقلية،وغيرها.. وأشارّ إلى نصيحة مركزية وهي: أنَّ الله أقامَ في النفسِ معاني تدلُ عليه سبحانهُ وأنه ما لم يستمسك المرء بمعطيات الفطرة فسيقع ضرورةً في بحرٍ هائج من الحيرة والاضطراب.
في المبحثِ الثالث: أشارَ إلى إمكانية دلالة العقل على وجودِ الله وأصَّل إمكان الاستدلال على وجودهِ سبحانهُ عقلًا، وكيفَ أرشدَ الوحي إلى أمهات الدلائل العقلية منها دلالةُ الأثر على المؤثر، قالَ: إنَّ صلة الموجودات بالمعرفة والإدراك البشري على ثلاث مستويات: ( محسوسات، معقولات، سمعيات) وأنَّ ما يتصلُ بإدراكهِ سبحانهُ قد يكون عائد إلى المرتبة الثانية أو الثالثة.
وافتتحَ الدلائل العقلية: بدلالة الخلقِ والإيجاد.
ولأنني يجبُ علي أن أكمل معاملة عقد القرآن فسأكمل كتابة المقالِ بعد عودتي إن شاء الله ..
ان الانسان يؤمن بوجود اله بالفطرة وحتى الملاحدة يعترفون بوجود مكون فطري لدى الانسان مسؤول عن تدينه لكنهم يبحثون عن تفسير لذلك في نظرية التطور. والخلاف بين الملاحدة والمتدينين يكمن في سؤال هل يمكن الاعتماد على هذه الفطرة في اثبات وجود الله https://www.youtube.com/watch?v=5jxSc...
إن كان الكاتب أراد بتسميته مُؤلفه شموع النهار أن يبين للقارئ أن السعي وراء إيجاد دليل لوجود الله كإيضاء شمعة في النهار ليست تزيد من وضائته شيئا و ليس النهار في حاجة إليها كذلك وجود الله ثابت قطعي يقيني سواء أقمنا نحن الدليل على ذلك أم عجزنا بل إنا الأمر أوضح و أبين من أن نقيم عليه الدليل و نستحث الجهود في الإستدلال عليه؛ رغم ذلك فإن كان لي وصف لهذا الكتاب فهو قناديل الظلام أو نور الطريق لما فيه من تفتيح لعيون البصيرة و تجديد لروح الإيمان و إذكاء لملكة الإستدلال و البرهنة .. و كأني قد ولدت و بعث إسلامي من جديد بعد هذا الكتاب
الكتاب و بكل حيادية قدم أفضل و أجود مادة من وجهة نظري لإقامة الحجة على الملحدين أو حت�� الأشخاص الذين لديهم شكوك ولو بسيطة … كتاب أكثر من رائع استطاع الكتاب بأقل من 300 صفحة أن يجيز و يفيد و يغطي كافة المداخل المنطقية للدلائل الفطرية و العملية و كل مايدور في هذا المجال
هذا الكتاب مهم جد��اً وجدّاً وجدّاً، "شموع النهار" للشيخ عبد الله العجيري حفظه الله. الكتاب على رغم أن بعض أقسامه قد تُعتبر من النوع الثقيل، لكن يستطيع القارىء العادي أن يفهم منه بكل تأكيد فاللغة التي استخدمها الشيخ ليست بالمعقّدة. الكتاب يتحدث بشكل مباشر عن وجود الله عزّ وجل ردّاً على الموجة الإلحاديّة المعاصرة، بمعنى آخر، سيواجه أي شكوك قد تُطرح عليك أو تأتيك من نفسك حتّى، حين ستصلون لفصل الاستدلال الفطري على وجود الله سيكون هنالك مبحث عن القضية الأخلاقية، ستعيدون هذا القسم مراراً وتكراراً لجمال ما فيه.
الكتاب جيد في بابه وما يزيد من مرونته الاقتباسات المتنوعة مما يدل على ثقافة كاتبه واطلاعه وسعة معرفته . لكن بدراستي للعقيدة - ولو مستوى اول - ودراستي للمنطقه هل كنت استطيع فهم مجمل ما كتب ؟ هذا السؤال ما كان يدور في بالي .. هل الانسان الذي لم يطلع على شيء من علم العقائد قادر على فهم اغلب ما قد قيل ؟
فمن أراد أن يثبت وجود الله كأنما يشعل شمعةً في نهار !!
وليس يصح في الأذهان شيءٌ .. اذا احتاج النهار إلى دليلُ
الجميل في الكتاب أنه مليء بالنقولات عن ابن تيمية ممايجعل روح ذلك الإنسان حاضرة .. قبل أن أقرأ أي ميحث في الكتاب أبتدئ بالنظر سريعاً في الحواشي حتى أتأكد من وجود إقتباسات له أم لا ، فإن وجدتها إطمأنيت وعرفت أني سأستمتع ، وإن لم أجد فإني أقرأ الفصل على مضض !!
رحم الله شيخ الإسلام ، ووفق الله الشيخ العجيري وأدام الله إيماننا به وأعاننا على طاعته حتى نلقاه
"وأصدق القارئ: إن بواعث ذلك: التأكيد على أن بحث ما يتعلق بوجود الله تبارك وتعالى واستعراض مهم دلائلها = لا ينبغي أن يسرب للقارئ أي توهم بأنني أعالج مسألة ظنية أو قضية تستدعي نوعا من البرهنة والتدليل المطول خصوصا في ظل ما قد يأتي في ثنايا البحث من اعتراضات وشبهات فكثير من الناس يتوهم أن لوضع المسألة على طاولة البحث وإثارة ما ذكر حولها من اعتراضات ما يضعف قيمتها القطعية ويحيلها بمجرد ذلك إلى مادة جدلية مشروعة"
كتاب ممتاز في معالجة موضوعه، يتميز الشيخ العجيري بأنه يملك مخزونا فلسفيا وعلميا هائلا يجعل مناقشته لتلك المفاهيم مناقشة شخص دخل إلى ما يناقشه وقرأ به وخرج بنتائجه، لا كما يحصل من بعض من قرأ عن تلك الأمور ومن ثم بدأ يناقشها دون أن يقرأ المصادر الأصلية .. في الجزء الأول من كتابه يثبت الشيخ حسب التصور الإسلامي أن وجود الله مسألة بديهية فطرية قائمة في النفس ابتداء، ويثبت ذلك حتى من كلام الملاحدة ثم ينتقل الشيخ للبرهنة على وجود الله في الفطرة بعدة طرق، بتفصيل جميل ونقولات عديدة متنوعة بين نقولات من فيديو ونقولات من كتب تنم على مدى الاطلاع .. في الجزء الثاني الذي اندرج تحت موضوع مستويات الدلة العقلية على وجود الله، تتجلى قيمة هذا الكتاب بين الكتب الإسلامية التي تحدثت عن هذا المجال، إلمام بكل التفاصيل العلمية التي تساند الفكرة، وإلمام بكل النظريات الفيزيائية المفسرة لبدء الكون، والنظريات البيولوجية الشارحة لخلق الإنسان، وردود أفعال العلماء حولها وغير ذلك مما يدل على شمولية واطلاع غير عاديين للمؤلف
لا بد منه لأي شخص مسلم بحكم المد الإلحادي المعاصر لمعرفة تهافت أفكارهم ومعرفة وصياغة دلائل وجوده تبارك وتعالى
شكرًا عبدالله العجيري على هذا العلم الرصين وهذه الأخلاق الرفيعة، شكرًا على كل عمل عملته في خدمة هذا الدين العظيم سواءً في كتاباتك أو محاضراتك أو برامجك شكرًا من القلب
"قد يكون من الجحود المعرفي أن يُوضع ملف الوجود الإلهي على منصة البحث والنظر إذ إن المعرفة بطبعها نازلة تستلهم صدقيتها وبرهانها من الله تعالى، فكيف يكون سبحانه محل بحث ونظر؟!!"
وهذه أول فاجعة تشعر بها أن تحيا في زمن به مسوخ تحتاج لتدلل لهم على وجود الله .. تخيل هذا البؤس! ومن هنا تفهم ما تشير إليه تسمية الكتاب "شموع النهار"- وأظنه إبداع منه في الإختيار- فسبب التسمية ما نقله عن ابن القيم وهو يتحدث عن كلام شيخه له: كيف تطلب الدليل على من هو دليل كل شئ؟! وكان كثيرا ما يتمثل بهذا البيت: وكيف يصح في الأذهان شئ .. إذا احتاج النهار إلى دليل المشهد مضحك فحين تطلب دليلا على وجود الله فكأنك توقد شموعا في النهار. لئلا أطيل كثيرا فالكتاب يمكن تقسيمه لثلاثة أجزاء رئيسية: الأول: هو الدلالة الفطرية على وجود الله ومقسمة لمستويات تبين حقيقة التيه المنتظر لمنكر هذه الدلالة ومدى تأثيراتها من اتباع ذلك ضرورة بإنكار الإرادة الحرة والقيم الأخلاقية ومعنى الوجود وغاياته والوعي بالذات وغيرها من الأمور البدهية الرئيسية والتي تجعل من اعتبارها وهم هو توهيم للحياة من باب أولى.
الثاني:الدلالة العقلية من خلال دليل السببية وبسط مقدماته البسيطة والرد على أبرز الإعتراضات حوله.
الثالث:الدلالة العقلية من خلال دليل الإتقان والإحكام وكذلك الرد على أبرز الإعتراضات حوله. من جميل كتب العجيري عموما وهذا خصوصا هو شعورك أنه يخاطبك لا بقلمه بل بقلبه .. مع ما تمتاز بكثرة المراجع التي تفيدك في موضوع البحث الكتاب يثير لديك الكثير لتقوله ولكن أختم بخاتمته: نعم .. لا يبدو أن لشئ معنى دون وجوده الإنسان والعالم بكل ما فيه مفتقر إليه فبه تثبت الأشياء ومنه تكتسب المعاني وبدونه يغرق كوننا في ظلمة العبث. يمكن أن يأفل نور القمر ونور الشمس ونور الوجود لكن أنواره لا تأفل.
كيف تطلب الدليل على من هو دليل على كل شئ !؟ فإننا حين نطلب الدليل عليه سبحانه فكأنما نوقد شموعا في النهار المشهد مضحك ! أليس كذلك !؟ أتحتاج أن توقد شموعا في قلب النهار ! نعم سنوقد شموعا في قلب النهار فماذا نصنع وقد أُحوجنا إلى ذلك
وصدق من قال : وكيف يصح في الأذهان شئ إذا احتاج النهار إلى دليل
****** بدأت بنبذة من الكتاب عن سبب تسميته ولا يخفي على الجميع إنبهارى دوما بإختيار الشيخ العجيري لأسماء كتبه ، مجرد العنوان يطبع في قلبي أثر يتجدد عليا بمجرد تذكره وأبدع في شموع النهار عن أى كتاب
ينتقل الكتاب من مبحث الفطرية وما فيه من رقائق لمبحث الأدلة العقلية لمناقشة الإعتراضات ، تارة يستفز غريزتك وفطرتك ومشاعرك وتارة ينبه عقلك ويثيره وتارة يدخلك في سجال ونقاش فكرى وعلمى وفي كل مرة ترى تهافت كل شئ أمام الحق وينطق لسانك لا إراديا في ختام كل فكرة بقوله تعالى : " قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ " ، فاللهم أهدى جميع الحيارى وأنر لهم الطريق ولك الحمد مولاى على نعمة الإسلام وكفانى فخرا وعزا دخولى ضمن عبادك فما أغناك عنى وما أحوجنى وأفقرنى إليك
كتاب: شموع النهار- إطلالة على الجدل الديني الإلحادي المعاصر في مسألة الوجود الإلهي عدد الصفحات: 288 في الفصول الأولى من الكتاب يتحدث المؤلف عن فطرية معرفته سبحانه وتعالى ذاكراً دلالة الوحي على وجود المكون الفطري في النفس ومستعرضاً عدة مستويات من الدلالة الفطرية، ثم ينتقل إلى الأدلة العقلية متناولاً أهم دليلين- دليل الخلق والإيجاد ودليل النظم والإحكام- مع ذكر براهينها وأبرز الاعتراضات مناقشاً إياها الجميل في الكتاب أنه تناول أشهر وأهم نقاط الجدل الديني الالحادي المعاصر في مسألة الوجود الإلهي وناقشها بالأدلة والبراهين مما يستدعي اهتمام الشباب بمثل هذه المؤلفات لتكوين فكرة عامة وسليمة عن هذا الموضوع، كما أن الكتاب يعطيك حزمة جيدة من المراجع التي يمكنك التوسع من خلالها أكثر حول هذا الموضوع. ربما يستصعب البعض قراءة الكتاب بسبب مادته غير أني وجدته أفضل مما توقعت لذا أنصح بقراءته، ووقفت معجبة جداً عند بعض النصوص وأؤكد أن ختم الكتاب بمقالة- المجرات سلالم اليقين لإبراهيم السكران- كانت فكرة رائعة ومناسبة جداً أود أن اشكر الكاتب على هذا الكتاب وهو ثالث كتاب أقرأه له ولا أعتقد أنه سيمر الكثير من الوقت حتى أكمل قراءة باقي أعمال المؤلف إن شاء الله.
الكتاب لغته ليست سهلة ، كتاب مكتوب بـ حرفيَّـه و قدرة عاليه على السبك الرصين من عالمٍ ضليع ، الكتاب ممتاز في إعانتك على إضاءة أنوار اليقين على مسائل الشك في خاطرك و مهجتك حول الله و وجود الله و دلائل وجود الله