الفقه الشيعي التقليدي، الفقه الجواهري نموذجًا

by عبد الله أميد فرد

222 pages, Unknown Binding

Published January 1, 2007

Reviews

[السيد العلوي · Rating 5 out of 5]

مراجعة:

اسم الكتاب:
الفقه الشيعي التقليدي/ الفقه الجواهري نموذجًا

المؤلف:
الدكتور عبد الله أميدي فرد
نقله إلى العربية:
تحسين البدري

عدد الصفحات:
٢٢٢

الناشر:
المشرق للثقافة والنشر

الطبعة الأولى، ١٤٢٨ هجرية/ ٢٠٠٧ ميلادية
..........

لا يتغير الفقه، ولكنَّه يتطور بسمة تراكمية بتطور أدوات الاستنباط تطورًا تتعمق فيه القواعد فتعلو المباني فيزداد الفقهُ شموخًا، ومن أبرز العظمات الفقهية المفصلة كتاب (جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام) للشيخ محمَّد حسن الجواهري (طاب رمسُه)، وفيه تعرض لشرح كتاب (شرائع الإسلام) للمحقق الحلي (قُدِّس سِرُّه) شرحًا استدلاليًا مفصلًا، وبالرغم من أنَّ كتاب المُحقق الحلي كان ولا يزال موضوعًا علميًا لإبداعات الفقهاء، إلَّا أنَّ جواهر النجفي إبداعٌ من نوع آخر تميَّز عن غيره بميزات حاول الدكتور عبد الله أميدي فرد جمعها في كتابه (الفقه الشيعي التقليدي/ الفقه الجواهري نمذجًا)، فأظهر الكثير منها في عناوين:

١/ الاستعانة بكامل أدلة الاستنباط.
٢/ الاشتمال على دورة فقهية كاملة.
٣/ إبداعاته واشتماله على جلِّ البحوث الفقهية المهمة.
٤/ الاختصار في العبارات.
٥/ الوتيرة الواحدة في البحوث والأبواب.
٦/ مواكبة الزمان.
٧/ الاستدلالات القوية.
٨/ شموليته لمختلف الآراء.
٩/ إلمامه بآراء القدماء والمتقدمين.
١٠/ التفريعات الوافرة.
١١/ إمكانية الاستغناء به عن غيره.

كما ولا يمكن إغفال سعة الإرجاعات التي تميز بها الجواهر تميزًا ملفتًا، حتَّى أنَّ الباحث فيه يشعر بأنَّ عقل مِحبَرتِه قد تفحص كلَّ كتب الفقه من أوَّلها إلى آخرها قوَّة وزمانًا ومكانًا.

لم يكن الباحث مُبالِغًا على الإطلاق، فجواهر الكلام فيه أكثر مما جاد به، وهذا واقع الإنصاف والأمانة.

بعد توضيح خصائص الجواهر، اتَّجه الباحثُ لاستعراض أساليب الاستنباط فيه، فذكر الكثير من العناوين العلمية أصولًا ودراية كاشفًا عن العمق العلمي الذي يتمتع به الجواهري (قُدِّس سِرَّه)، وكان منها (على نحو الجمع والاختصار):

١/ القواعد الأصولية.

٢/ العُرف وتعريفاته وأقسامه ونطاقه وعلاقته بالحقيقة الشرعية والمفاهيم والمصاديق، ومدى حاكمية السيرة المتشرعية.. وغير ذلك.

٣/ الأصول العملية والدقة في إرجاع (الأشبه) في مصطلح الشرائع.

٤/ العقل في مدرسة الجواهري، وعلاقته بالأحكام التعبدية، وإدراك المِلاكات.

ثُمَّ ختم الباحثُ كتابه بدراسة تطبيقية لبعض بحوث (جواهر الكلام).

لا شكَّ في أنَّ العلماء في العالم كُثُر، يشهد الواقع إبداعاتهم في كلِّ آن، غير أنَّ علماءنا من فقهاء الإسلام يصعب (عليَّ) مقارنتهم بغيرهم، فشخصية مثل الجواهري (قُدِّس سرُّه) قد تخصصت في الفقه من خلال تخصصها في اللغة والمنطق والكلام وأصول الفقه والدراية والرجال والرياضيات والهيئة وغيرها من العلوم التي قام عليها (جواهر الكلام) شامخًا وشاهدًا على علو كعبنا في ميادين العلم وباقتدار قلَّ ويقلُّ نظيره.

لا أعتقد بأنَّ الباحث الدكتور عبد الله أميدي فرد قد أحاط بكل مميزات وخصائص (جواهر الكلام)، ولكن لمجرد إبحاره في هذا الكتاب الجليل بمنهجية وموضوعية واضحة، فهو يستحق العلامة الكاملة: خمس نجوم.

السيد محمَّد علي العلوي
٢٧ جمادى الآخرة ١٤٣٧ هجرية