يكاد الأدب يكون اللغة الوحيدة التي تبث مشاعر الأدباء والشعراء ووجدانهم على هيئة حروف وكلمات تصل إلى العالم أجمعه. هي ترجمة جلية وواضحة لما يعتمل بدواخلهم، مدعوكة بالكثير من الصخب، تصف لنا بدقة ما قد يعجز اللسان عن وصفه. كم من شاعر ذقنا معه حزنه على أمه..كم من أديب شعرنا معه بطعم الحب وحلاوة النظرة الأولى.. كنا في مقهى الأدباء منذ نشاته في تويتر حريصين كل الحرص على تشجيع ودعم المبدعين في الكتابة، أولئك الذين يطوعون الحرف كيفما شاؤوا رسما للوحات وجدانية تظل راسخة في سماء الشعور. وها هو كتاب المقهى اليوم بين أيديكم يحتفل بست سنوات مضت، بفصل رحب من نصوص المبدعين، وفصل آخر به مجموعة ثرية بالنصائح والكلمات التي قد كتبها من نجح في إصداره كتابه الأول ودخل عالم الكتابة.
خفيف، ينتهي خلال ساعات. مجموعة كتاب كلٍ له اسلوبه المختلف و مقدمته المختلفة، قبل كل نص في تعريف صغير من الكتاب عن نفسه و حسابه/ا في السوشل ميديا. حبيت فكرة تجميع اقلام مختلفة في كتاب واحد، تنوع جميل و تعرفت على كذا قلم ممتع.
سأكذب أن قلت بأني أمتلك مفهوماً ثابتاً للحياة، نسبية الحياة، المعايير، المفاهيم، جعلتني لا أومن بأي شيء ثابت، عدا الله، المطلق الوحيد بهذا الوجود..
أراقب الوجود وانا متسلق بزاوية بعيدة، أبحث عن المعاني برؤوس البشر، بحفيف الشجر، البحر محمل بالمعاني
يضع الانسان أهدافاً وأحلاماً مستحيلة التحقق، لأنها إن تحققت فسيبقى بلا هدف، بلا غاية، تائهاً بالوجود..
كما تعلم سجيتي لم تتغير، فأنا اجتماعي منعزل، أخالط البشر من كل صنف ثم أهرب من الجميع باحثاً عن نفسي، بين صفحات كتاب وأصعد السلم الموسيقي وأهبط سريعاً، علني أجدني هناك لكنني أسكن ذاتي وكل السماوات.
الذكريات هي هوية الإنسان ووقود مصباح الحياة، هذا الكهف الأبدي للجسد والروح، بدونها هو لا شيء، شبح كالحجر وأضل سبيلا..
أسعى أن أعيش حياتي دائماً كما أريد، أخاف من تخييب التوقعات العالية التي يظنها بي من يحتاجني ويفخر بي، لدي مناعة قوية ضد الحزن وإن بدا ما أكتبه سوداوياً وقاسياً بالنسبة للآخرين أكتب لانها موهبتي التي لم اخترها لنفسي، وعندي الذي تجدده مع الحياة كل يوم، اخترت الصمود لانني اخاف ان اخسر شغفي الشديد بالحياة في لحظة يأس عابرة، انقلوا عني دائماً: لا يزال الإنسان منا ناقصاً حتى يكمله الله بالهداية ومكسوراً حتى يجبره الله بالرضا ووحيداً حتى يرزقه الله الانس به..
اني لا اعلم كيف لشخص مهووس بالترتيب أن يحدث كل هذه الفوضى بداخله؟
في هذه اللحظة التي لا تعني لي شيئاً هنالك في مكان آخر على هذه الأرض الشاسعة تبدو هذه اللحظة لأحدهم أغلى من أي شيء.. أفكر بسيدة لا أعرفها ولكني متيقنة أنها موجودة في مكانٍ ما أصبحت لتوها أماً. أفكر بأحدهم ، الذي لتوه وصله خبر ترقيته في العمل، او آخر حصل على سيارة جديده، أو أحدهم الذي قابل شخصاً ما مر وقتٌ طويل على آخر لقاء بينهما، كم تبدو ثمينة هذه اللحظات، ثم تتحول الفكرة الى شيء آخر، إلى لحظات أخرى.. أفكر بالأحياء الذين يبكون في هذه اللحظة على اموات لم يعودوا فوق الأرض، أفكر بشاعر لم تقنع قصيدته أحداً. أفكر بممثل انتهى من تمثيل دوره في المسرحية ولَم يصفق له أحد أفكر بحزن الذين ناموا دون سقف او مأوى.. كم تبدو تعيسةً هذه اللحظات، وأعود مجدداً لفكرتي بوحدتي للحظتي التي لم تكن تعني لي شيئاً لكنها لم تعد كذلك..
نمد أيدينا الصغيرة في نشوة وكأنها أجنحة لأننا منحنا أرواحنا الحق أن تطير بنا بعيداً اننا عابرون كالذين يكتبون مشاعرهم وكأنها المرة الأخيرة، عابرون كالذين يحملون قلوبهم وكأنها روح قديمة إلى مثواها الأخير في جسد آخر ثم يغادرون بسلام.
لماذا لا نبدأ في المحو؟ لا أحد ينصت، لا أحد يأخذ موقفاً معارضاً للكتابة ويقوم بدور عبثي وساخط، يبدأ بالمحو، إنها الوظيفة الأسهل، محمة إعادة الحياة إلى البداية، الفراغ عندما كان يحتل المساحة الشاسعة دون مزاحمة، يوم أن كانت ملاحظة خرف واحد تعالي قائمة الدهشة، في وقت خالٍ من التعقيد، معبأ بالبساطة والوضوح لا إشارات أو رموز لا عبارات منقوشة على الصخور، لا قصائد تتطفل على هدوء الوجود، لا حكايات تصير الرغبة في التداول وبث الصخب.
القرّاء لا يكفيهم أن يكون ما يقرؤونه ممعتاً بل لا بد أن يتركهم في ورطة.
أحببت فكرة الكتاب وهدفه لتشجيع الكتاب الصاعدين ، وبدأت استسيغ كتب النصوص والمقالات، لأنها تعرض لي أساليب وشرائح مختلفة لابد أن أجد بها ما يناسبني وأتعرف بها على كتابات وكتاب جدد، كما هو حال هذا الكتاب، بعض المقالات كانت دون المستوى والبعض الآخر كان جيداً جداً استمتعت بقراءته، الجزء الأخير هو لب الكتاب ونقطة قوته مفيد كثيراً لمن يهوى الكتابة
تحميل كتاب مقهى الادباء جمال الجزيري - تدور أحداث الكتاب في سياق الجامعة التي يدخلها البطل ورفاقه طلابا في بداية حياتهم الجامعية، وتجسد التباين بين تصورهم للجامعة بوصفها مكانا للعلم وتنمية المهارات الشخصية وواقعها بوصفها مكانا للظلام والتعنت والخواء.
رواية نرجسية إلى أبعد حد يصف الكاتب في الرواية مراحل من حياته وبخاصة كطالب جامعي، ينتقد الجميع بلا رحمة ويتحدث باسهاب عن موهبته التي لا نراها في كتبه - وشلة من أصدقائه مدعي الأدب تلتقي على مقهي أطلقوا عليه مقهى الأدباء ميزة الكتاب الوحيدة أنه كتاب الكتروني فلن اندم على المقابل المادي الذي دفعنه، وإن كنت اندم على الوقت الذي ضاع بالتأكيد في قراءته
نبدة عن #جمال_الجزيري
This entire review has been hidden because of spoilers.
كتاب خفيف وجميل احببت فكرة وجود حسابات توتير للمؤلفين بعد كل نص لهم بحيث يعطي المجال للبحث عنهم بسهولة في حالة احببنا اسلوب كتابتهم. الفصل الثاني من الكتاب كان ملهم مع وجود التناقضات التي اثارت الكثير من تساؤلاتي.
كتاب دافئ يشبه جلسة حوار بين كتّاب من عصور مختلفة. التنوع في النصوص أعطاه نكهة خاصة، وبعض الصفحات حملت أفكارًا تبقى في الذهن طويلًا. تجربة ممتعة لعشاق الأدب.