ولد علي الطنطاوي في دمشق في 23 جمادى الأولى 1327 (12 حزيران (يونيو) 1909) لأسرة عُرف أبناؤها بالعلم، فقد كان أبوه، الشيخ مصطفى الطنطاوي، من العلماء المعدودين في الشام وانتهت إليه أمانة الفتوى في دمشق. وأسرة أمه أيضاً (الخطيب) من الأسر العلمية في الشام وكثير من أفرادها من العلماء المعدودين ولهم تراجم في كتب الرجال، وخاله، أخو أمه، هو محب الدين الخطيب الذي استوطن مصر وأنشأ فيها صحيفتَي "الفتح" و"الزهراء" وكان له أثر في الدعوة فيها في مطلع القرن العشرين.
كان علي الطنطاوي من أوائل الذين جمعوا في الدراسة بين طريقي التلقي على المشايخ والدراسة في المدارس النظامية؛ فقد تعلم في هذه المدارس إلى آخر مراحلها، وحين توفي أبوه -وعمره ست عشرة سنة- صار عليه أن ينهض بأعباء أسرة فيها أمٌّ وخمسة من الإخوة والأخوات هو أكبرهم، ومن أجل ذلك فكر في ترك الدراسة واتجه إلى التجارة، ولكن الله صرفه عن هذا الطريق فعاد إلى الدراسة ليكمل طريقه فيها، ودرس الثانوية في "مكتب عنبر" الذي كان الثانوية الكاملة الوحيدة في دمشق حينذاك، ومنه نال البكالوريا (الثانوية العامة) سنة 1928.
بعد ذلك ذهب إلى مصر ودخل دار العلوم العليا، وكان أولَ طالب من الشام يؤم مصر للدراسة العالية، ولكنه لم يتم السنة الأولى وعاد إلى دمشق في السنة التالية (1929) فدرس الحقوق في جامعتها حتى نال الليسانس (البكالوريوس) سنة 1933. وقد رأى -لمّا كان في مصر في زيارته تلك لها- لجاناً للطلبة لها مشاركة في العمل الشعبي والنضالي، فلما عاد إلى الشام دعا إلى تأليف لجان على تلك الصورة، فأُلفت لجنةٌ للطلبة سُميت "اللجنة العليا لطلاب سوريا" وانتُخب رئيساً لها وقادها نحواً من ثلاث سنين. وكانت لجنة الطلبة هذه بمثابة اللجنة التنفيذية للكتلة الوطنية التي كانت تقود النضال ضد الاستعمار الفرنسي للشام، وهي (أي اللجنة العليا للطلبة) التي كانت تنظم المظاهرات والإضرابات، وهي التي تولت إبطال الانتخابات المزورة سنة 1931.
في عام 1963 سافر علي الطنطاوي إلى الرياض مدرّساً في "الكليات والمعاهد" (وكان هذا هو الاسم الذي يُطلَق على كلّيتَي الشريعة واللغة العربية، وقد صارت من بعد جامعة الإمام محمد بن سعود). وفي نهاية السنة عاد إلى دمشق لإجراء عملية جراحية بسبب حصاة في الكلية عازماً على أن لا يعود إلى المملكة في السنة التالية، إلا أن عرضاً بالانتقال إلى مكة للتدريس فيها حمله على التراجع عن ذلك القرار.
وهكذا انتقل علي الطنطاوي إلى مكة ليمضي فيها (وفي جدّة) خمساً وثلاثين سنة، فأقام في أجياد مجاوراً للحرم إحدى وعشرين سنة (من عام 1964 إلى عام 1985)، ثم انتقل إلى العزيزية (في طرف مكة من جهة منى) فسكنها سب
ماركز عليه الطنطاوي رحمه الله في هذا الكتاب شيء لم أقرأه مسبقا بهذا التركيز وهذه الروحانية والتأمل.. كتاب خفيف صغير تنتهي منه جلسة واحدة.. من ١٠٠ صفحة فقط لكنه يحتوي الكثيير من المشاعر والتأملات في سيرة الحبيب وخصوصا الهجرة وماترمي إليه في حياتنا وحياة كل مسلم.. سرني حديثه كثيرا عن معنى الهجرة وحقيقتها وهي ليست فرار من قريش بل انها بداية جديد للاسلام.. بداية لكل مارأيناه من حضارات المسلمين حول العالم..
خرجت بأشياء جميلة من الكتاب أهمها: خذ الهجرة كموضوع شخصي .. اعتبرها شيء شخصي في حياتك كمسلم وليس حدثا انقضى عليه ١٤٣١.. كل منا يحتاج إلى هجرة من هذا النوع.. هجرة المكان.. هجرة الحال.. كل فترة نحتاج هجرة للتجديد.. هجرة لله.. هجرة للتغيير لله "إني مهاجر إلى ربي " "إني ذاهب إلى ربي سيهدين"
أسلوب الطنطاوي سلس لكن حفيده ذكر في تقديمه للكتاب أن معظم المقالات كتبت في فترة عندما كان اسلوبه يميل للفصاحة القوية وقد لاحظت ذلك في استخدام بعض الكلمات التي تحتاج إلي توضيح.. عدا ذلك أرى ان أسلوب الطنطاوي في هذا الكتاب جميل جدا..
لفت نظري إلى نقطة جميلة وهي ان مايفعل في احتفالات الموالد هي المصيبة بحد ذاتها لكن لاضير ان خصصنا يوم المولد لنراجع سيرته فلا مانع شرعي من ذلك.. لاضير ان جمعنا أفراد عائلتنا وتحدثنا لهم عن أعظم رجال التاريخ.. لاضير أن نقرأها وتعيشها في هذا اليوم حتى ولو سبق أن قرأناها.. لامشكلة إن استرجعنا كل ماحدث.. إن تخيلنا ظروف ولادته وسرحنا بالتفكير والتأمل.. وتخيله وهو طفل بأبي وأمي هو عليه الصلاة والسلام.. لابأس أن تعيش هذا اليوم كما لو كان قبل ١٤ قرن في قريش.. في مكة..في مخيلتك لكن القضية السلبية هي التعلق بالمظاهر السلبية للمولد النبوي الشريف والاحتفال كما يحتفل البعض ومعظم من يحضر الاحتفال لايعرف من هو محمد حقا..
أنصح بالكتاب.. لن يأخذ منك مجهود فكري.. انما ستتأجج عاطفتك وستشعر أنك بحاجة أكثر لتأمل أحداث السيرة حتى لو كنت قرأت كل كتبها..
ياللرقة! ياللعذوبة! يا الله أي كتيب عذب جميل رقيق قرأت لتوي! كيف أتحدث عن هذا الجمال على بساطته! وكيف أصف موضوعه الجوهري عن الهجرة والتي رآها جدي الطنطاوي(أعده جدي فعلا) من منظور مختلف وفريد! إنها نفحات من السيرة العطرة التي لطالما أسرتني في كل مرة قرأت حرفا عنها. إنه قلم شيخ الأدباء وأديب العلماء الطنطاوي. ألا رحمة الله عليك يا حبيب. ❤ ----------- بسم الله الرحمن الرحيم رجل واحد قام لإصلاح الدنيا، قال لقريش سادة العرب: اتركي هذه السيادة؛ فالناس كلهم سواسية، لا فضل إلا بالتقوى والأخلاق. وقال للعرب المشركين: حطموا هذه الأصنام، فإنها لا تضر ولا تنفع، واعبدوا الله الواحد الأحد، وصرخ بكسرى وقيصر أن دعا هذا الجبروت الظالم وهذه الربوبية الكاذبة؛ فما كان بعض البشر أرباب بعض، واتبعاني أجعل منكما عبدين لله صالحين!
فثارت قريش وقامت عليه العرب وعاداه الملكان قيصروكسرى وأعلنت أقدس حرب وأعجبها: الحرب بين محمد وبين العالم كله، الحرب التي انتصر فيها محمد على العالم كله!
هذا محمد صلى الله عليه وسلم الذي مشي يزيح الظلام ويحطم الطواغيت حيث قامت، وقريش الحمقاء تظن أنه بعث لها وحدها! وأن مدى رسالته متسع هذا الوادي، وأنه هاجر خوفا منها! مه يا قريش! إنك لا تعرفين من هو محمد ولا تدرين ما رسالته!َ مه يا قريش؛ دعيه يمر إن في يثرب أنصارا له ينتظرونه. إن وراء الرمال، في بلاد الظل والماء شعوبا ترتقب مجيء النبي وقد علقت به آمالها، ونفد في ترقبه صبرها. أوحسبت قريش أن في الغار رجلين فقط!
إن في الغار أمل الدنيا ورحمة الله للعالمين. فيا لجهالة قريش حين تريد أن تمنع رحمة الله عن العالمين. ------ هذا الرجل الذي أنشأ من أمة مشركة وثنية أمية أمة واحدة مؤمنة عالمة تقود البشرية. هذا الذي وجد العرب قبائل وبطونا ولكل قبيلة عالم ولكل بطن دين ولكل دين آلهة وأربابهم أصنام. كل همهم سيف يجرد أو جمل ينحر. فبكر تحارب تغلب، وعبس تحارب ذيبان أفبهؤلاء يصلح العالم الفاسد؟
وكذللك فعل محمد صلى الله عليه وسلم. بنى أمة من ثلاثة؛ رجل وامرآة وصبي، أبي بكر وعلي وخديجة. فكانت نواة هذه الأمة الضخمة التي ملأت الأرض. . لقد كان معك أربعون تخفيهم دار الأرقم فأظهرهم الحق حتى فتحوا مشارق الأرض ومغاربها. وكان لك منبر واحد درجاته من الخشب لا مزخرفات ولا منقوشات فأسمعت منه الدنيا كلها صوت الحق.
ثم صار المسلمون عشر، ثم تموا أربعين، فخرجوا يعلنون الإسلام بمظاهرة لم تكن عظيمة بعددها ولا أعلامها، ولكنها عظيمة بغايتها ومعناها، عظيمة بأثرها وبمن مشي فيها: محمد وأبو بكر وعلي وعمر وحمزة، أربعون لولا محمد لعاشوا وماتوا مجهولين، فلما لامسوه وأخذوا من نوره وسرت فيهم روح من عظمته صاروا من أعلام البشر. وصارت أسماؤهم منارا للسالكين. فلما صاروا ثلاثمائة خاضوا المعركة الأولى في الدفاع عن الحق؛ معركة بدر، ولما بلغوا عشرة آلاف فتحوا مكة وطهروا الجزيرة العربية. فلما بلغوا مائة ألف..فتحوا الأرض! --------------- أفنسي الناس فضل محمد صلى الله عليه وسلم؟ إن ينس الناس فالتاريخ لن ينسى سلوا النظامية والمستنصرية والأزهر. سلوا دجلة كم ألقى فيها من نتاج أدمغتنا، سلوا الأندلس كم أُحرق فيها من ثمرات عقولنا، وما نقصت كتبنا بما أغرق الغزاة أو أحرق! سلوا جامعات الغرب عن كتب ابن سينا والإدريسي والبيروني التي عاشت عليها دهرا طويلا! بل سلوا قلوبكم. وما صنع فيها الإيمان، فترون هذا الإرث الذي هو أعظم شيء عرفه الوجود. نحن لازلنا نحتفظ بعزتنا التي تعلم أن الأجل محتوم. فلا نخاف الموت إن صدعنا بالحق أو خاطرنا في سبيل واجب ---------- وهاجر الرسول صلى الله عليه وسلم ومن هاجر معه من البواسل. هؤلاء الذي تركوا كل شيء خلفهم وذهبوا مؤمنين بعقيدة واحدة ورب واحد وأجل واحد .
وكانت هذه نقطة التحول في التاريخ الإسلامي. موكب صغير يمشي في الصحراء الساكنة، لا رايات ولا أعلام ولا أبواق. ولا تقوم له الجند على الصفين، ولا يصفق له الناس من النوافذ، ولكن تصفق الرمال فرحا وتزهو الجبال طربا من رايات نصر سترفع عليها عما قريب.
ها نحن أولاء على أبواب المدينة وقد خرجت كلها تستقبل محمدا، ولو استطاعت من الحب لفرشت له الطريق بقلوبها. وها هم يسألون؟ أيهم محمد؟ أيهم هو؟ لا يعرفونه لأنه لم يكن ملكا ولا يلبس الحرير ولا يتألق على جبينه التاج. بل كان عبدا لله متواضعا، يلبس ما يلبس الناس، ويأكل ما يأكلون، ويجوع إن جاعوا، ويشبع إن شبعوا. وحسبوا أبا بكر هو النبي فكانوا يسلمون عليه وهو يشير إلى الرسول يقول لهم بيده: ها هو ذا محمد. ومشت الناقة حتى بركت عند دار أبي الأيوب الأنصاري.
نحن الآن مع محمد صلى الله عليه وسلم في المدينة. إنه يؤسس الدولة الجديدة فبما ترونه يبدأ؟ بمهرجان فخم يبايعهم فيه أم يبني ثكنة ويجيش جيشا!؟ إنه لا يبتغي العلو في الأرض!ر لا ولكن يبدأ بعمارة المسجد. يبدأبالمسجد كما يبدأ الوحي ب((القراءة))و((التعليم))بالقلم! بدأ بالمسجد والمسجد في الإسلام هو المعبد (رمز الإيمان) وهو البرلمان(رمز العدل) وهو المدرسة (رمز العلم) ولم يغصبه؛ بل شراه بالمال وذلك رمز الإنصاف. ولم يأمر ببنائه ويقعد، بل شارك أصحابه العمل وحمل الحجارة بيده وهذا رمز المساواة. وبناه من الطوب اللبن بلا زخارف وهذا رمز البساطة. ---------------- خاتمة: والذي قد قيل هو القليل القليل، وما بقى هو الكثير! فيا أيها السامعون، أحنوا الرؤوس بذكرى الرجل الذي دخل المدينة لا يحف به موكب ولا يحرسه جند، ولكن تحف به الملائكة ويمشي في ركابه التاريخ! وبعد فإنه ما بدئ تاريخنا بهذه الهجرة إلا لتكون كل مرحلة في تاريخنا هجرة؛ هجرة من حال إلى أحسن منه، هجرة في مدارج العلا وسلالم المجد. إنها قد ضجت بالعروق الدماء! وتلوت في الأغماد الصفائح! فانشروا اللواء، ليعلم الإنس والجن أنه لا يزال في عروقنا ذلك الدم الذي نضح بالأرض، وفي قلوبنا ذلك النور الذي أضاء الدنيا، وهذا العزم الذي هد بروج الطغيان، وفي أفواهنا ذلك النشيد الذي علا في كل مكان لا إله إلا الله ...والله أكبر!
وصلى الله وسلم على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. ورحم الله شيخنا الطنطاوي ورزقه الدرجات العلى وجمعنا به في الجنة إن شاء الله. تمت.
" إن الدنيا بغير شريعة محمد عليه الصلاة و السلام جسم بلا روح، و لفظ بلا معنى! "
كتاب قصير جداً لا يتجاوز ال ١٠٠ صفحه إلا أنه رائع، ركز الكتاب على الهجره فكان نصف الكتاب عنها ، خفيف جداً لطيف مليء بالمشاعر الجياشه ... بأبي و أمي يا رسول الله .. ❤❤
أحب القراءة عن سيرته صلى الله عليه وسلم بطريقة السرد المُعتادة ككتاب سيرة ابن هشام، و الرحيق المختوم وغيرها، أو جمع الأحاديث وترتيبها حسب أحداث السيرة، أو سردها بأسلوب أدبي لا يخل بالسيرة ككتاب ظلال السيرة، أما عرض السيرة بطريقة مقالية فلم يستهويني لذا توقفت في المنتصف!
ولي تعليق على أمر أشار لها الأديب الأريب الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله، حين تحدث عن عقد مجالس وحِلق واجتماعات في يوم المولد النبوي لعرض سيرته صلى الله عليه وسلم عوضًا عن الاحتفال به لما يلحق هذا من محرمات وغناء ورقص يخرجه من إطار النفع والخير إلى إطار الوزر والابتداع، فيكون الاجتماع نفعًا. وأشكل علي هذا من جهة: تكثير سواد المحتفلين به أيًا كان هدفهم إشعارهم بالرضا عن إقامة هذا اليوم للنبي صلى الله عليه وسلم دون غيره الاجتماع كل عام في نفس اليوم لنفس الهدف وكأنه استحال عيدًا أو يوم جمعة!
ولمن أراد ملخصها فهي كالآتي: "لا يجوز الاجتماع في تلك المناسبة البدعية من لم الشمل، والنصح، والتوجيه، واجعلوا تحقيق هذه الغايات الشريفة في غير تلك المناسبة، وعندكم العام بطوله لجعل الاجتماعات في أحد أيامه"
وأوجه سؤالًا لمن برروا الاجتماع في هذه اليوم لتذاكر سيرته صلى الله عليه وسلم.. ألا يسعكم عقد حلقات شهرية أو أسبوعية أو دورة لشهر ما دون تحديد، متواصلة طول العام دون انقطاع لتذاكر سيرته وإحيائها عوضًا عن اقتصارها على هذا اليوم؟ أعلم أن الشيخ الطنطاوي رحمه الله كان يتحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم في مقالاته وطرحه ولم يحصره في يوم ولكن لعله رأى هذا لتحريك الناس في هذا اليوم للتطبيق بدلًا من الغناء الفارغ وهز الأجساد والقلوب جامدة قاسية، ولكن الحق أحق أن يُشار إليه دون تشكيك في نية الشيخ الطنطاوي رحمه الله فهو علم في السعي إلى إظهار الحق واتباعه ولو على نفسه رحمه الله 🌿
إن أولُ مَن أحدث الاحتفالَ بالمولد النبوي هم بنو عبيد القداح (العُبيديون)، الذين يُسمُّون أنفسهم بالفاطميين. وذلك في المائة الرابعة من الهجرة؛ حيث كان دخول العُبيديين مصر سنة 362هـ. قال المقريزي: "وكان للخلفاء الفاطميين في طول السنة أعيادٌ ومواسم، وهي: موسم رأس السنة، وموسم أوّل العام، ويوم عاشوراء، ومولد النبيّ صلّى الله عليه وسلّم،" فيظَهَر بهذا أنها حدثت في عصر الدولة العُبيدية، وقد قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أحْدَثَ في أمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ»
وقال ابن الحاج المالكي –رحمه الله– في حكم المولد النبوي الخالي من منكرات آلات المعازف والغناء والاختلاط بين الرجال والنساء: "فإن خلا منه، وعمل طعاماً فقط ونوى به المولد، ودعا إليه الإخوان، وسلِم من كل ما تقدم ذِكره: فهو بدعة بنفس نيته فقط؛ إذ إن ذلك زيادة في الدين، وليس من عمل السلف الماضين، واتباع السلف أولى، بل أوجب من أن يزيد نية مخالفة لما كانوا عليه؛ لأنهم أشدَّ الناس اتباعاً لسنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعظيماً له ولسنَّته صلى الله عليه وسلم، ولهم قدم السبق في المبادرة إلى ذلك، ولم ينقل عن أحدٍ منهم أنه نوى المولد، ونحن لهم تبع، فيسعنا ما وسعهم، وقد عُلم أن اتباعهم في المصادر والموارد، كما قال الشيخ الإمام أبو طالب المكي رحمه الله تعالى في كتابه" المدخل ( 2 / 10 ) .
وقال – رحمه الله - : "وبعضهم يتورع عن هذا –أي: السماع المحرم- ويعمل المولد بقراءة "البخاري" وغيره عوضاً عن ذلك، وهذا وإن كانت قراءة الحديث في نفسها من أكبر القرَب والعبادات، وفيها البركة العظيمة والخير الكثير: لكن إذا فعل ذلك بشرطه اللائق به على الوجه الشرعي كما ينبغي، لا بنية المولد، ألا ترى أن الصلاة من أعظم القرَب إلى الله تعالى، ومع ذلك فلو فعلها إنسان في غير الوقت المشرع لها لكان مذموماً مخالفاً، فإذا كانت الصلاة بهذه المثابة: فما بالك بغيرها؟" المدخل ( 2 / 25 ).
كتاب رائع جدا .. تنتهي منه في يوم .. تتعرف فيه كبداية على خير الرسل محمد صلى الله عليه وسلم .. خاصة عندما نصادق الجميع وننسى أن خير من نصادق رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم
اشتقت كثيرا لرسول الله .. إنه أكثر من اشتاق إليه في هذه الفترة المليئة بالاشتياق .. وامتلأت عيناي دموعا وفيضا لم أعهده من قبل على قصص وعبر قرأتها آلاف المرات بعيني ولكن لم أقرأها بقلبي .. ولقد برر ذلك المرحوم علي الطنطاوي -ولا أستخدم تبريره لنفسي فالله أعلم بتقصيرنا- فقال رحمه الله: "من المعروف المشاهَد أن الألفة تُذهب العجب ، ونحن لا نعجب لطيران بيت ضخم من الحديد والفولاذ ، ولا لنطق صندوق صغير من المعادن والأسلاك ، لأننا ألفناه وعرفناه ، مع أن ذلك عجيب في ذاته ، وفوق العجيب. وكذلك نحن حين نقرأ سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ، نمر بخبر الحادث المدهش فلا نكاد من ألفتنا إياه وتكرار سماعه نفكر فيه أو ندهش منه. ولو سمعنا الآن أن رجلا أميا لم يدخل مدرسة ولم يحضر حلقة علم ولم يتعلم القراءة والكتابة وقام على ذلك كله في قرية معتزلة في صحراء منقطعة ليصلح وحده الدنيا كلها ويمنع الحروب منها وينزع سلاح الدول القوية العاتية .. لبلغت بنا الدهشة أبعد الغايات ...الخ"
الكتاب يحوي ذكرا للرسول صلى الله عليه وسلم بطريقة جميلة جدا تسهل العودة لمصادقته ومعرفته واتبعاه ، وتحث على البحث عن المزيد فليس الكتاب لقراءة سيرته والتوقف إنما يحث على الإستزادة والبحث وهو أمر محبوب وجاذب مرغوب في معرفة السيرة النبوية
تضمن الكتاب رسالة للمتصوفين وعن الصوفية وبعض ما يخالطها من المحدثات أو المتشابهات .. أترك الرسالة لمن أراد القراءة عنها بين صفحة 27 و 32 كما يقولها المرحوم الشيخ الطنطاوي
ربما يكون مفيدا أن أكتب بعض الاقتباسات الجميلة التي مررت بها بين ثنايا هذا الكتاب الجميل
دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم بعد خروجه من الطائف " اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ، يا أرحم الراحمين ، أنت رب المستضعفين ، وأنت ربي. إلى من تكلني ؟ إلى بعيد يتجهمني ؟ أم إلى عدو ملكته أمري ؟ إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي ، ولكن عافيتك أوسع لي. أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ، من أن تنزل بي غضبك ، أو يحل علي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك "
يقول الشيخ رحمه الله أيضا في كتابه أن على المسلم كلما ضاقت به سبل النجاح في حي أو بلد أو قطر ، أن يهاجر إلى حيث الظفر والعزة والحرية وأعظم الهجرة .. الهجرة إلى الله سبحانه وتعالى
رسول الله صلى الله عليه وسلم في فتح مكة قرر من ضمن خطبته للناس أن الأخوة أخوة الدين ، لا أخوة الجنس ولا البلد ، وأن كل مسلم أخل لكل مسلم ، ثم يعلن المساواة التامة والمطلقة ، يعلن المبدأ الإنساني ، إنسانية محمد الصادقة لقراءة هذا الجزء موجود في الصفحات 99 إلى 100
خاتمة الكتاب متفائلة ومليئة بالأمل فيذكر فيها أن الإسلام لم يبل ولم يفسد ونستبشر ببداية جديدة وعهد جديد كما كانت الهجرة بداية النور وإنتهاء الظلمات
أمنية شخصية : أتمنى أن نعود مسلمين إخوة ليس بيننا حدود تفرقنا ، ولا أسماء تميّزنا ، ولا ألقاب تشرّفنا ، ولا جنسيات تغرّبنا ، ولا تنابز يشتّتنا
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك واتوب إليك
ربما الحديث معاد، لكن سيرة الحبيب لا يخلو استذكارها من نسيم لطيف كان أسلوب الشيخ متمايز، فلم تكن كل المقالات بنفس المستوى، استمتعت بالمقالات الأخيرة أكثر من بدايات الكتاب أحب لغة الطنطاوي جدًا وأتمنى لو كان أسلوبه له أثر أقوى على نفسي
"وليس الفتح الإسلامي كفتوح القواد المحاربين، من أمثال الإسكندر وهاني بعل وجنكيز وتيمور ونابليون، يقوم على حد السيف، فإن زال زال. ولكنه فتح مفرد في بابه، فتح لا يدع في البلاد المفتوحة غالباً ولا مغلوباً، وإنما يفتح القلوب ثم يصب فيها النظام الجديد، فإذا أشربته صارت أغير عليه من أصحابه الأولين."
الكتاب يعتمد على تقديم السيرة النبوية في صورة مقالات تحليلية تأملية، مع التركيز على استخلاص العبر والدروس. لذلك منحته ثلاث نجوم فقط لأن هذا السرد لم يرق لي .. ما يجذبني أكثر هو أسلوب السرد التاريخي المتسلسل للأحداث. والذي يتيح لي الاستفادة من كمٍّ وافرٍ من المعلومات، وهو ما لم أجده في هذا الكتاب. حتى على المستوى التأملي، بدا الكتاب سطحيًا بعض الشيء.
بالنهاية، الكتاب جيد إلى حد ما، ويُعدّ اختيارًا مناسبًا لمن يخطو أولى خطواته في قراءة السيرة النبوية.
احتراما مني للكاتب وموضوع الكتاب كانت هذه النجمات الثلاث .. خفيف بسيط, لم يضف لي شيئا لم أعرفه أو لم يتحدث في أمور عن سيرة المصطفى صلوات الله وسلامه عليه كانت مغيبة عن الجميع .. في فصوله الأولى تناول مقتطفات من حياة الرسول, ثم في الفصول الأخيرة خصصها عن الهجرة وصورها وأهداف الإحتفال بهجرة الرسول عليه الصلاة والسلام .. فقط =)
" و الحقيقه ليست هنا و لا هناك. الحقيقه أن الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يكن عبقرياً فقط ، و لم يكن فى طبيعته فوق البشر ، بل كان بشراً و لكن كان بمزاياه و أعماله فوق البشر ، و كان يوحى إليه من رب البشر " *اقتباس*
يتحدث على الطنطاوى فى هذا الكتاب عن شخصيه رسول الله بعمق و بطريقه غير معتاده ككتاب يتحدث عن الهجرة و السيره فى عدة مقالات منوعه احدى عشر مقالا للشيخ الراحل و التى قاام بتجميعها فى هذا الكتاب حفيده مجاهد مأمون ! يعتقد البعض أن الهجره كانت مجرد رحله من مكه إلي المدينه ، و لكن الكاتب هنا تكلم عنها بطريقه مغايره لما كنا نفكر فقد كانت رحله تاريخيه غيرت مسار المسلمين أجمعين و الإسلام ..
من ضمن مميزات الكتاب إنه صغير خفيف ، تستطيع إنهاءه فى سويعات قليله قادراً على أن يترك فيك الأثر المنشود من روحانيات و تغير نظرتك لبعض الأمور - حتى لو كنت تعرفها من قبل - في سيرة سيد رجاال التاريخ حقا .. خيرُ خلقِ الله كُلّهمِ ، صلّى الله عليه وسلم تسليمًا كثيرًا .. أسلوب الكتاب جميل جداً و سلس ، عقلانى مُنصِف
بعض الاقتباسات التى مررت بها بين ثنايا هذا الكتاب :
-دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم بعد خروجه من الطائف " اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ، يا أرحم الراحمين ، أنت رب المستضعفين ، وأنت ربي. إلى من تكلني ؟ إلى بعيد يتجهمني ؟ أم إلى عدو ملكته أمري ؟ إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي ، ولكن عافيتك أوسع لي. أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ، من أن تنزل بي غضبك ، أو يحل علي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك "
-أن على المسلم كلما ضاقت به سبل النجاح في حي أو بلد أو قطر ، أن يهاجر إلى حيث الظفر والعزة والحرية وأعظم الهجرة .. الهجرة إلى الله سبحانه وتعالى
-لا تنسوا أبدا أن المنار الذي أهتدت به القافلة الضالة و السفينة الحيرى إنما خرج من ذالك الغار إن العالم قد سار نحو الكمال يوم سار محمد صلى الله عليه وسلم نحو الغار ..
كتاب حجمه صغير، يحتوى على مقالات منوعة عن شخصية الرسول صلوات ربي وسلامه عليه، عن معاني الهجرة، عن حقيقة الهجرة، عن معجزات الهجرة .. وما ميّز مقالات الكتاب إن الشيخ بيربط فقه السيرة بواقع الأمة .. فعندما يتحدث عن مولد النبي عليه الصلاة والسلام ينقل إليك كيف يتم الاحتفال بالمولد مع بعدنا التام عن هدي النبي عليه الصلاة والسلام في التغيير الإجتماعي .. عندما نحتفل بالهجرة لا ندرك ما المقصود الحقيقي من وراء الهجرة .. من أقواله الساحرة المؤثرة في الكتاب: "إن البناء القديم قد تهدّم وتخرّب ولم يعد صالحاً، ولا بد من أمة قوية ماهرة؛ تهدم هذه الأطلال البالية ثم تنشئ بناء جديداً" .. ومن أفضل مقالات الكتاب مقالة "يا سيدي يا رسول الله" قال في ختامها: يا رسول الله: لقد ركبتنا ظلمات فوق ظلمات، وحاقت بنا مصائب بعد مصائب، وخفتَ صوت المصلحين، وعلا نداء الضالّين المضلين، وتوارى الحق وجال الباطل، فما العمل؟ ضاقت الحيل، وضعف الأمل، وانسدّت طرق الأرض، ولم يبقَ إلا طريق السماء!
نبذة عن الكتاب: الكتاب عبارة عن محاضرات ومقالات كتبها وألقاها الشيخ الطنطاوي في ذكرى الهجرة النبوية والمولد النبوي. ركز الطنطاوي رحمه الله على معنى الهجرة النبوية والمغزى والنتائج المترتبة عليها، فيقول في هذا الكتاب: إنه لولا الهجرة إلى المدينة لما كانت دمشق ولا بغداد ولا بلاد فارس ولا القسطنطينية ولا الأندلس. .
وأيضا يقول الطنطاوي رحمه الله: الهجرة ليست سفرا من مكة إلى المدينة، ولكنها انتقال إلى النور. ذكر بعض من القصص النبوية وقصص مرتبطة بالهجرة النبوية. . .
رأي في الكتاب: كتاب بسيط وخفيف، عنوان الكتاب أكبر من المحتوى بدرجات عديدة، أسلوب الكاتب رائع كالمعتاد.
. .
اقتباسات: - إنه لولا الهجرة لم تكن المدينة، ولولا المدينة لم تكن دمشق، ولولا دمشق لم تكن بغداد ولا قرطبة، ولولا قرطبة وطليطلة لم تكن باريس ولا لندن ولا نيويورك؛ فلو أنصف هؤلاء المتمدنون لجاؤوا يحتفلون معنا بذكرى الهجرة النبوية.
كان نصيبه من الغنائم كحظ اصغر جندي في الجيش. وكان مليكهم-على عظمته وجلاله-يقف بين يدي القاضي مع ادنى السوقه واقل الناس ،فلا يناديه القاضي الا باسمه ولا يحكم عليه الا بالحق ، لأن الحق فوق الملك،والله فوق الجميع
اصنفه كتاب تأملات في جزء بسيط من حياة الرسول عليه افضل الصلاة والسلام. احببت قلم علي الطنطاوي كأول تجربه وبرغم تكرار بعض الفقرات في الكتاب الا انه يحتوي على لفتات جميله.
كتاب خفيف من 100 صفحة ,عبارة عن مقالات متنوعة عن سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ..
افتقدت وقفات علي الطنطاوي رحمه الله وذكرياته ومواقفه التربوية في هذا الكتاب , على عكس ما سبق وقرأته له .. لا جديد فيه .. يمكن تصنيفه ك"روحاني " يؤجج العاطفة والمحبة لرسول الله والحماس للدفاع عن الدين .. اقتباس من الكتاب : "الإنسان يعيش بذكرياته , ففي كل شيء يراه وعند كل شخص يعرفه ذكرى من ذكرياته , وقطعة من حياته . إنفي وجه الصديق , وعطفة الدرب , وسفح الجبل , وحافة النهر , وفي كل مشهد من مشاهد بلده شيئا منه , فإن فارقها إلى بلد جديد أحس كأنه يعيش منقطعا عن الدنيا , كالنبات بلا جذور
سيد رجال التاريخ محمد صلى الله عليه وسلم/ علي الطنطاوي جمع وترتيب حفيده/ مجاهد مأمون ديرانية دار المنارة للنشر والتوزيع – المملكة العربية السعودية – جدة -1422هـ. الكتاب يقع في 102 صفحة • " أنا أقرأ سيرة الرسول صلى الله عليه وسلّم من يوم كنت أتعلم في المدرسة الإبتدائية إلى اليوم، ما انقطعت عن النظر في كتبها ". • علي الطنطاوي: الشيخ علي الطنطاوي (23 جمادى الأولى 1327 هـ 12 يونيو 1909م - 18 يونيو عام 1999م الموافق 4 ربيع الأول 1420 هـ) هو فقيه و أديب وقاض سوري، ويُعد من كبار أعلام الدعوة الإسلامية والأدب العربي في القرن العشرين. رأس اللجنة العليا لطلاب سوريا في الثلاثينيات لثلاث سنين. وكانت لجنة الطلبة هذه بمثابة اللجنة التنفيذية للكتلة الوطنية التي كانت تقارع الاستعمار الفرنسي لسوريا. كان أديباً كتب في كثير من الصحف العربية لسنوات طويلة أهمها ما كان يكتبه في مجلة الرسالة المصرية لصاحبها أحمد حسن الزيات واستمر يكتب فيها عشرين سنة من سنة 1933م إلى أن احتجبت سنة 1953. عمل منذ شبابه في سلك التعليم الابتدائي والثانوي في سوريا والعراق ولبنان حتى عام 1940. ترك التعليم ودخل سلك القضاء، فأمضى فيه خمسة وعشرين عاماً من قاضٍ في النبك ثم في دوما ثم انتقل إلى دمشق فصار القاضي الممتاز فيها (1943 - 1953م)، ونقل مستشاراً لمحكمة النقض في الشام، ثم مستشاراً لمحكمة النقض في القاهرة أيام الوحدة مع مصر. كلف بوضع قانون كامل للأحوال الشخصية، عام 1947م وأوفد إلى مصر مدة سنة فدرس مشروعات القوانين الجديدة للمواريث والوصية وسواها، وقد أعد مشروع قانون الأحوال الشخصية كله وصار هذا المشروع أساساً للقانون الحالي . • أشهر مؤلّفاته: أعلام التاريخ، حكايات من التاريخ، ذكريات علي الطنطاوي، فتاوى علي الطنطاوي، قصص من الحياة، من حديث النفس، من نفحات الحرم، والعديد من المؤلّفات الأخرى. • يُعد كتاب ( سيد رجال التاريخ محمد صلى الله عليه وسلم ) من كتب الشمائل والسيرة اللطيفة العبارة، صغيرة الحجم، والعامرة بمشاعر الولاء والانتماء لنبي الله محمد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. • يقول الأستاذ (مجاهد) حفيد (الطنطاوي): " دأب جدي على الكتابة أو التحدث عن الهجرة في أول كل سنة هجرية على مر السنين، وكذلك عن النبي صلى الله عليه وسلّم في يوم مولده ". • ينقسم كتاب ( سيد رجال التاريخ ) إلى مقدّمة وفصول، عناوينها كالتالي: شخصية الرسول، محمد رسول الله، يا سيدي يا رسول الله، من الصحراء إلى السماء، هجرة محمد، من صور الهجرة، يوم الهجرة، حقيقة الهجرة، معنى الهجرة، من معجزات الهجرة، معجزة الهجرة. • المقدّمة: يُحدّثنا حفيد الطنطاوي؛ الأستاذ ( مجاهد ميمون ديرانية ) عن قصة هذا الكتاب فيقول: " فلما أخذت أوراق جدي بعد وفاته -عليه رحمة الله- واشتغلت في فرزها وترتيبها، اجتمع لديّ من هذه المقالات عدد يملأ كتابًا من الحجم الكبير، ولكني وجدت في بعضها تكرارًا لا يحسن معه الجمع بينها، فاخترت أفضلها، وبعدما اخترت مقالات هذا ا��كتاب كان علي أن أرتّبها. وقد وجدت أن بوسعي ترتيبها حسب تواريخ صدورها أو حسب مناسبتها، فاخترت الطريق الثاني؛ فبدأت بمقالات المولد، ثم الإسراء والمعراج، والهجرة أخيرا، وبدأت ذلك كله بمقالة افتتاحية عن شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلّم ". • شخصية الرسول صلى الله عليه وسلّم: كان الطنطاوي رحمه الله يظن بنفسه العلم التام بسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وذلك لكونه ما انقطع عن النظر فيها مُذ كان يتعلم في المدرسة الابتدائية، حتى تعرّض لحادثتين علّمتاه أنه مازال جاهلًا بما حسب أنه صار فيه من العلماء، الحادثة لأولى كانت في كلية الشريعة في دمشق، والثانية عندما فكّر في تصوير شخصية الرسول صلى الله عليه وسلّم معتمدًا على ما في ذهنه من حوادث حول شخصيته صلى الله عليه وسلّم. • وبعد، فما هو ((الرسول))؟ ينقسم الناس أمام معرفة الرسول صلى الله عليه وسلّم إلى فريقين اثنين، فريق ينتسب إلى الإسلام يقلد خصوم الإسلام، ويقرر أن محمد صلى الله عليه وسلّم كان عبقريًا، ويسكن عن جانب الرسالة أو ينكره، وفريقًا رفعه فوق البشرية، ونسب إليه ما لم يقع، والحقيقة ليست هنا ولا هناك، فالرسول صلى الله عليه وسلّم كان بشرًا ولكنه بمزاياه كان فوق البشر، وكان يوحى إليه من ربّ البشر سُبحانه، يقول الله تعالى: { قل إنّما أنا بشرٌ مِثْلُكُم }. • النبي صلى الله عليه وسلّم هو بشرٌ مثلنا في المقومات العامة للصفة البشرية، لكن ليس في البشر -على التحقيق- من هو في مثل عظمته، قد جُمِعَت له العظمة من أطرافها، وعرفنا من أمهات المؤمنين والصحابة رضي الله عنهم أجمعين؛ ما كان منه في جميع أحواله صلى الله عليه وسلّم. إنّه العظيم الأوحد الذي دُوّنت سيرته بهذا التفصيل، صلوات ربي عليه وسلامه. • إنّ العُظماء يكونون عظماء في أقوامهم فقط، ينفعوها بقدر ما يضرّوا غيرها، أو تكون عظمتهم عالمية لكن في جانب محدود، أما محمّدٌ صلى الله عليه وسلّم فكانت عظمته عالمية في مداها، وكانت شاملة في موضوعاتها. • كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يعيش بالدعوة، ويعيش للدعوة؛ هواه تبعُ لما أُنزل إليه، وكل ما يصله بالناس من أسباب القرابة والصداقة والمنفعة ينقطع إذا اعترض طريق الدعوة. • لم يحرص نبيّ الله صلى الله عليه وسلّم على التقشّف أو يتعمّد الجوع إذ لم يكن متعمّدًا للزهد، بل كان يأكل ما يُقدّم إليه وإذا لم يُعجبه لم يأكله ولم يَعبه، فإذا لم يصبر على الجوع ربط الحجر على بطنه الشريف. • وكان صلى الله عليه وسلّم يلبس ما وجد، ولم يُحرّم الزينة لكنه لم يكن يحرص عليها، فقد فرغ قلبه الطاهر من شهوات الدنيا كالغنى والجاه. • إنّ مفتاح شخصية الرسول صلّى الله عليه وسلّم هو القوّة، القوة المادية والقوة الروحية، وقوة الجسد تكون بالانتصار على المقاومة المادية، وقوة القلب هي الظفر في المعارك، وفوق كل ذلك قوة أكبر وهي قوة الخُلُق الشريف، وهي انتصار نفسه على طبيعتها ورغباتها وميولها، فمن مثله صلّى الله عليه وسلّم، إذ عفا عن وحشيّ قاتل حمزة لمّا أسلم، غير أنّه صلّى الله عليه وسلّم لم يكن يتحمّل رؤيته. • إنّ أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلّم معجزة في حدِّ ذاتها، فصدقه وأمانته معجزة، صبره على الأذى معجزة، حلمه مع المسيء معجزة، ولقراره بالحق معجزة، وصدق تبليغه عن الله معجزة، واحترامه للعهود معجزة، وذوقه وحسّه المرهف معجزة، وتواضعه ورقّة طبعه معجزة، وبيانه وفصاحته معجزة، فكلّ ذلك فيه إعجاز ودلالة أن اختيار الله له ليكون خاتم الأنبياء وسيّد المرسلين؛ سبقه إعداد من الله له، فكانت سيرة حياته كلّها معجزة، عجز عظماء العالم أجمع عن أن يتركوا من خلفهم سيرة مثلها، صلّى الله على سيّدنا ونبيّنا محمّد. • محمّد رسول الله: إنّ القرآن بيّن بيانًا صريحًا لا لبس فيه ولا غموض ولا مجال لتأويل ولا تبديل، بأنّه صلى الله عليه وسلّم بشرٌ يُوحى إليه كما كان يوحى إلى الأنبياء جميعهم من قبله، ولا يوحى لأحدٍ من بعده أبدًا، وهذه هي العقيدة الصحيحة لكل مسلم آمن بالله ربا ومحمد صلى الله عليه وسلّم نبيا ورسولا. • يا سيّدي يا رسول الله: بُعِثَ رسول الله محمد صلى الله عليه وسلّم ب (( لا إله إلا الله ))، بدأ بالدعوة إليها، ثمّ أُمِر بأن يُقاتل عليها، وجاء بالقرآن فحاربه أعداء الله، ومنعوا القارئين من تلاوته، وهربوا منه كي لا يسمعوه، فإذا سمعها أحدهم تبدّل حاله وتغيّر مآله وصار بعدها رجلًا غير الذي قد كان من قبلها، ودونك عمر بن الخطّاب رضي الله عنه عندما سمع القرآن، وتحوّل من الكفر إلى الإيمان، واستحالت غلظته بين الأنام إلى رقّة بعد الإسلام، وحكم وحده إحدى عشرة حكومة من حكومات هذه الأيام فصار خير حاكم وأعدل إمام. اقتباسات من الكتاب: " الحقيقة أن الرسول صلى الله عليه وسلّم لم يكن عبقريًا فقط، ولم يكن في طبيعته فوق البشر، بل كان بشرًا ولكن كان بمزاياه وأعماله فوق البشر، وكان يُوحَى إليه من ربّ البشر ". " ولكل عظيم جانب من هذه المقاييس تُقاس به عظمته، أما عظمة محمد صلى الله عليه وسلم فتُقاس بها جميعًا لأنه جمع أسباب العظمة، فكان عظيم المزايا، عظيم الأعمال، عظيم الآثار ". " ((لا إله إلا الله))؛ لا ينفع ولا يضر إلا الله، فلا تخش في الحق غيره ولا تذل في الرجاء لسواه ". " إن الدنيا بغير شريعة محمد صلى الله عليه وسلم جسم بلا روح، ولفظ بلا معنى ". " إن محمدًا علمنا معنى العزة والكرامة، وعرّفنا قيمة العقل والعلم، وشرع لنا شرعة الإيمان والعدل والإحسان، فلنعد إلى ما شرع الله على لسان محمد صلى الله عليه وسلم، نفتح في التاريخ صفحة مجد وسمو ونبل كالتي كتبها أجدادنا ". " الإنسان يعيش بذكرياته، ففي كل شيء يراه وعند كل شخص يعرفه ذكرى من ذكرياته، وقطعة من حياته. إن في وجه الصديق، وعطفة الدرب، وسفح الجبل، وحافة النهر، وفي كل مشهد من مشاهد بلده شيئًا منه، فإن فارقها إلى بلد جديد أحسّ كأنه يعيش منقطعًا عن الدنيا، كالنبات بلا جذور ".
من اصدارات دار المنارة كتاب للشيخ على الطنطاوى سيد رجال التاريخ محمد صلى الله عليه وسلم 102صفحة واحدى عشر مقالا للشيخ الراحل قام بتجميعها فى هذا الكتاب حفيده 4 نقاط جوهرية فى هذا الكتاب الصغير 1/ معظم المقالات والخطب القاها فى ذكرى هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم ومناسبة المولد النبوى الشريف 2/ قصة سيدنا على بن ابى طالب عندما بات مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليرد الودائع الى اهلها فبرغم كل العداوة من قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم الا انهم كانوا يودعون اموالهم وحليهم عندها ليحفظها والدلالة هنا واضحة 3/ الدفاع عن رسول الله هنا من زاوية مختلفة و هى استنكار كل من يضيف اليه صفات الوهية او ينفى عنه البشرية من المسلمين او ينكر وفاته او يعتقد بحياته فهو فى النهاية بشر 4/ ذكر مواقف كثيرة تدل على عطمة هذا الرسول الذى احبه الملايين حتى من دون ان يروه واتبعه الكثير عن طيب خاطر وحقد عليه الكثيرون لا لشىء سوى مجرد الحقد شخص استحق عن جدارة ان يكون سيد رجال التاريخ كتاب خفيف باسلوب سهل واسلوب الشيخ على الطنطاوى متميز كالعادة
اقتباس " لا تنسوا أبدا أن المنار الذي أهتدت به القافلة الضالة و السفينة الحيرى إنما خرج من ذالك الغار إن العالم قد سار نحو الكمال يوم سار محمد صلى الله عليه وسلم نحو الغار " :
" ولولا الهجرة , ولولا الفتح الإسلامي , ما خرج العالم من الهوه التي دفعته إليه أرستقراطية السادة الأشراف وجبروت الملوك المستبدين ... ولا كانت حضارة القرن العشرين ! "
: " لولا الهجرة لم تكن المدينة , ولولا المدينة لم تكن دمشق , ولولا دمشق لم تكن بغداد ولا قرطبة و لا ولا قرطبة و طليطلة لم تكن باريس و لا لندن و لا نيويورك ؛ فلو أنصف هؤلاء المتمدنون لجاؤوا يحتفلون معنا بذكرى الهجرة "
قد لا يكون كتاب في السيرة حتى يصعب الحديث عنه، ولكنها مجموعة مقالات عن سيد البشر محمد -صلى الله عليه وسلم-، إحدى عشر مقالة سطرها الطنطاوي -رحمه الله- ونشرها وكعادته لا ينشر شيء إلا وقد راجعه مرات ومرات ورأى أنه يستحق النشر، مقالات تستحق القراءة فهي دورس تاريخيه صيغت باسلوب أدبي حتى يكون لها أثر تربوي في نفوس الأجيال
يتحدث فيه الشيخ الطنطاوي عن شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم بتعمق لنفكر بها بطريقة مغايرة عما كنا نفكر من قبل تحدث عن الهجرة بإسهاب وكيف انها لم تكن مجرد رحلة من مكة الى المدينة بل كانت رحلة تاريخية حولت مسار الإسلام والمسلمين هي هجرة من الذل إلى العزة ومن الهوان إلى الكرامة ومن الضعف إلى القوة.. هجرة ساهمت في وضع اساسيات دولة الإسلام كتاب جميل خفيف ننهيه بسويعات ليبقى أثره خالدا بإذن الله
صحيح ان الكتاب صغير الحجم وصفحاته ١٠٢ صفحه، لكنه كتاب رائع جدًا، ومن طبيعي أن أقول عنه رائع ويستحق القراءة لأنه كتب بقلم عملاق الأدب وتكلم عن هجرة أعظم شخصية في تاريخ البشرية ، والمقالات جمعها ورتبها حفيده على حسب ترتيب مناسباتها، وركز الطنطاوي رحمه الله في جانب هجرة الرسول ﷺ من مكة الى يثرب ( المدينة المنورة )
فيا ايها السامعون أحنوا الرؤؤس لذكرى الرجل الذى دخل المدينة لا يحف به موكب ولا يحرسه جند ولا تلوح فوق راسه راية ولا يزين صدره وسام ولا يلمع على هامته تاج ولكن تحف به الملائكة ويمشى فى ركابه التاريخ وتنحنى امامه العصور ويلمع على جبينه نور النبوة ويحرسه الله :) ______ الكتاب رائع :"))
بدت لي المقالات و كأنها مقالة واحدة متكررة المقاطع ربما لتشابه الأفكار و التراكيب في مواضع كثيرة مع استعمال ذات الأسلوب التعجبي أو الاستنكاري و الجمل القصيرة القوية ، ولكن مع هذا فالكتاب يحمل دفقة هائلة من المشاعر الصادقة التي تنتقل لمن يقرأه بسلاسة كبيرة.
روحانية مذهلة في التركيز على لب بعض الأحداث من السيرة الشريفة خصوصا الهجرة وأريد أن أورد اقتباسا ها هنا " إن الذي كان في الغار يوم الهجرة هو شعاع الأمل لكل الإنسانيه رحمة الله بعباده" يا قريش من يمنع رحمة الله عن عباده!