يسرد هذا الكتاب تاريخ معرفة الإنسان بنظرية التطور منذ فجر الفلسفة اليونانية وحتى اليوم مرورا بداورين ومندل وغيرهما من علماء الطبيعة والأحياء.
ويناقش الكتاب عبر فصوله المختلفة الاعتراضات والمشكلات التي واجهتها هذه النظرية التي أصبحت حجر زاوية في فهم تاريخ الكائنات الحية التي تعاقبت على سطح كوكبنا، ويحلل هذه الاعتراضات ويسرد الردود المختلفة عليها.
ولا يكتفي الكتاب بتقديم الطروحات العلمية المختلفة حول الموضوع بل يقدم كذلك السياقات التاريخية والاجتماعية التي أثرت على النقاشات المرتبطة بنظرية التطور ومساهمات الفلاسفة والأدباء فيها إضافة للعلماء بالطبع
لم يكن هذا الكتاب الأول الذي أقرؤه في الداروينية لكنه الأول في طريقة تناولها للمسائل المتشابكة بين العلم والأديان ، فتحدث المؤلفان عن تاريخ نشأة فكرة التطور الغارقة في القدم والتي كنت أظن أن العرب هم من وضعوا بذورها الأولى كابن مسكويه وابن خلدون الذي نقل المؤلفان كلامه وهما معجبان بطريقة تعبيره عن التطور في تاريخه الوسيط، ولقد سبق العرب في ذلك الإغريق كأرسطو والروم كالشاعر لوكريتيوس وغيرهم.
يبدو أن "لامارك" في طريقه للإحياء وهو القائل بمبدأ أن الوظيفة هي التي تخلق العضو ، فزعم بعض اللاماركيين الجدد أن غالبية الطفرات تكون ضارة ولا تستطيع تفسير أنواع جديدة من خلال إثراء التركيب الكروموسومي ، لكن يرى العلماء أن الطفرات الإيجابية على قلتها تتراكم خلال فترات طويلة جداً من الزمن وتشكل من خلال الانتخاب الطبيعي أساساً لا غنى عنه في تطور الأنواع ، مع أن المعروف من تجارب مورغان على ذباب الفاكهة أن الطفرات الوراثية تنتج على الأغلب تنوعات جديدة لكنها أقرب ما تكون إلى ما كان عليه سلفها القديم ! إذاً الانتخاب الطبيعي يفرز ويراكم في اتجاه تكيفي وتطوري الطفرات الصغيرة ويضمن ذلك تكيفا تدريجيا للكائنات الحية.
تناول المؤلفان الداروينية الاجتماعية التي شوهت صفاء داروينية داروين الذي لم ينادي بتصفية الناس على حسب قوتهم وضعفهم من أجل استخلاص مجتمع قوي كما حصل في روسيا ستالين و ألمانيا هتلر، فالجماعات السياسية في نهاية القرن ال١٩ هي من استخدمت نظرية التطور لصالح النموذج السياسي الاجتماعي الخاص بها وبأفكارها كما فعل ماركس وإنجلز في ترويجهما لمبدأ صراع الطبقات الشيوعي.
تاريخياً، يرى المؤلفان وجود ثلاثة أنواع من العلاقات قد تكونت ما بين العلم والدين وهي : الاندماج و المواجهة والتعايش السلمي ، إن العلماء الحقيقيين يعلمون أن ما يمتلكونه من معارف تكون نسبية وقابلة للدحض، ويرى المؤلفان أن ريتشارد دوكنز قد وقع في الفخ حين أعلن أن العلم بإمكانه إنكار وجود الله ، العلم والإيمان ينتسبان لمجالات منفصلة ولا ينبغي أن يتعارض أحدهما مع الآخر، ولقد نشبت معركة كبرى بين التكوينيين و التطوريين في مدارس التعليم في أمريكا ورفعت قضايا في المحاكم كان من نتائجها حظر تدريس التطور في بعض الولايات أو منح قصة الخلق التوراتية وقتاً مماثلاً لمادة التطور من حصص التدريس، وأحيانا كان الرؤساء الأمريكيون المحافظون يدعمون تدريس نظرية الخلق كما حصل مع رونالد ريجان وجورج دبليو بوش.
كتاب مهم جدا و بيشرح مختلف نظريات التطور و الجديد اللي قدمه دارون للنظرية و اخر مانظريات فعلم التطور، وبيعرج ع نظرية الخلق و التصميم الذكي وبيبن اد ايه ان النظرية دي كلام فاضي و ميتافزيقا فاضيه لايعول عليها علميا وبيتكلم ع اللي بيوجهه العلم من وجهة نظرة وحربه ضد اللوبيات الدينية فالعالم
كتاب شامل بيعرض تاريخ نظرية التطور من بذورها اليونانية والرومانية القديمة لحد القرن الواحد والعشرين، وتطور النظرية بنسخها المختلفة ثم استغلال الحركات السياسية والاجتماعية لها من أول الماركسية وحتى الحركات الفاشية والعنصرية في أواخر القرن التسعتاشر، ورجوع دا في أوائل القرن الحالي. وآخر فصلين بيعرضوا جدال نظرية التطور مع نظرية الخلق الدينية وتطورها في نظرية التصميم الذكي وبيوضح فيهم موقف نظرية التطور من قضية الإيمان بالإله وبالحتمية وازاي دا سببلها مشاكل في تدريسها بالمؤسسات التعليمية حول العالم رغم ثقل النظرية علميًّا، وبينتصر الكتاب للرؤية العلمانية في كل القضايا بطبيعة الحال. لا يعيبه إلا كونه ممل إلى حد ما بسبب الأسلوب شبه الأكاديمي وأسلوب المترجمة غير المتسق في بعض التركيبات، لكنه مهم ويصلح كمرجع.