في هذا الكتاب المليئ بالصور والذي وقعت أحداثه حول نهر البوتامك في العاصمة واشنطن يوثق المؤلف - حيث كان مبتعثا إلى جامعة جورج واشنطن- تجربته ومواقفه ومشاهداته وتأملاته في ثلاثة وعشرين فصلاً كثيرا منها ليس بالعادي كما جاء في مقدمته حيث كتب من فصول الكتاب
مبتعث نازح على الحدود ويحكي فيه تجربته مع الصليب الأحمر في محاكاة فريدة لأوضاع اللاجئين
الآميش وفيه نقل شيئا من أخبار هذه الطائفة التي تكفر بالتقنية وتعيش كأنها في القرن الخامس عشر الميلادي!
متحف الهولوكوست وفيه نقل كيف يتم توظيف هذا الحدث في إرسال رسائل لملايين السواح
بين الشواذ أمام المحكمة العليا وفيه يذكر شيئاً من حواراته وتأملاته في تلك الساحة حين تجمع الشواذ يطالبون بسن قانون إقرار المثلية وكان من بينهم يحاور ويناقش ويشاهد
أنا تبحث عن هو وفيه يذكر تجربته في التدريس في حضانة أمريكية وتأملاته ومشاركاته في الأعمال التطوعية وسجل كي يصنع الإنسان الأمريكي وما هي بعض أسرار تفوقه ونجاح كثير منهم
ما سطرته يدا موها وهو فصل يقع في جزئين لقصة تحدث لمستعبد من أصول إفريقية يدون في مفكرة بعض المعاني المتعلقة بالهوية والتاريخ الأمريكي وعلاقة الآباء المؤوسسين بالماسونية
وغيرها من الفصول بأسلوب قصصي سلسل وسم الكتاب على تويتر #على_ضفاف_البوتامك
كتاب ممتع يحكي قصص تجارب ثرية مرّ بها المبتعث نايف العبدالحي أثناء دراسته في مدينة واشنطن. من الواضح أن أ. نايف كان حريصًا على ألا تكون تجربة ابتعاثه عادية؛ فيحكي قصصه مع الهلال الأحمر والهولوكوست والآمش وغيرهم. ولا يكتفي أ. نايف بنقل التجربة، بل يستنبط في نهاية كل تجربة عِبرةً.
أقارن هذه التجربة الناجحة -في تصوري- ببعض التجارب التي رأيتها أمامي أثناء غربتي في نفس المدينة: -بعضهم مثل نايف، حريصين على الاستفادة من الفرص المتاحة، وهذه الفئة تضيف لنفسها وستضيف لمجتمعها إن عادت بإذن الله - آخرون حريصون على إعادة إحياء حياتهم في استراحات جدة والرياض والشرقية: ليالي البلوت والبليستيشن والشيشة والقهاوي - فئة كانت حريصة على تجارب ثقافية "سلبية" من نوع آخر
ولعل الواقع يتذبذب بين الحالات الثلاث كلها، وكل ابن آدم خطّاء (عمومـًا أنا شطحت)
عودةً إلى الكتاب. يسعدني ترك تقييم إيجابي لثلاثة أسباب: - الكتاب خفيف ولطيف - نحن بحاجة إلى إبراز ونشر التجارب الناجحة - واشنطن كانت من أهم محطّات حياتي، وتستحق المدينة أن يخصص لها كتاب