Jump to ratings and reviews
Rate this book

فكرة الألوهية عند أفلاطون وأثرها في الفلسفة الإسلامية والغربية

Rate this book
النيل والفرات:
يحتل أفلاطون بين فلاسفة العالم مكانة خاصة لم يرق إليها أحد من قبله ولا من بعده، فهو الذي رسم للتفلسف منهجه الحق، وكان خير من طبق هذا المنهج. وما ذلك المنهج إلا أن أفلاطون قد رأى أنه لا يمكن القطع بأي رأي حول أي موضوع من موضوعات الفكر البشري ببساطة ودوجماطيقية. وقد اتضح ذلك من محاوراته، فهي خير تعبير عن تطبيقه لذاك الرأي.

ولعل ذلك المنهج الأفلاطوني هو الذي حير الباحثين في فلسفته منذ القدم، إذ أنه قد أدى إلى فتح الطريق أمام اجتهادات كل منهم ليفهم أفلاطون كما يحلو له، بالتركيز على بعض المحاورات دون بعضها. وتلك الاجتهادات قد أدت إلى اختلاف التفسيرات حول فلسفته.

وإذا كان ذلك كذلك في كل مجالات تلك الفلسفة الأفلاطونية فإنها تبدو بوجه خاص في مجال البحث حول الألوهية عنده، مما حدا بالباحثين منذ القدم إلى عدم إفراد فصول مستقلة لدراسة فهم أفلاطون للألوهية، إما هروباً من صعوبة بحثها لديه، غذ أنها مرتبطة لديه بكل أجزاء فلسفته أو إغفالاً منهم لأهم جانب من جوانب تلك الفلسفة، التي إن بحثت في أي جزء منها وجدت ذروته مرتبطة بالألوهية.

وهذا يرجع في النهاية إلى عالم المثل الذي افترضه أفلاطون، وجعله موطن الحقيقة المطلقة هي المعرفة الحقيقية وما عداها ظن ووهم. فإذا حاول أحد البحث في الأخلاق عند أفلاطون وجد نفسه منساقاً إلى مثال الخير، وإذا حاول البحث في الفن وجد نفسه منساقاً إلى النظر في مثال الجمال ومثال الحب، وإذا حاول البحث في السياسة وجد نفسه منساقاً إلى معرفة مثال العدالة وهكذا.. أما إذا كانت المحاولة بحثاً عن الألوهية لديه فإن الباحث يجد نفسه منساقاً إلى البحث المضني في كل هذه المثل لأنها جميعاً متصفة بالأزلية والأبدية، ومحاطة بأسمى آيات التقدير والسمو لدى أفلاطون وكل منها يمثل إما إلهاً أو صفة لذلك الإله على أقل تقدير.

383 pages

First published January 1, 2005

8 people are currently reading
185 people want to read

About the author

مصطفى النشار

66 books109 followers
أستاذ الفلسفة بكلية الأداب -جامعة القاهرة

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
6 (19%)
4 stars
9 (29%)
3 stars
11 (35%)
2 stars
4 (12%)
1 star
1 (3%)
Displaying 1 - 2 of 2 reviews
Profile Image for Imed Ben Touati.
125 reviews10 followers
June 8, 2020
كتاب فلسفي تاريخي سردي
أعجبني الكتاب وأسلوب الكاتب في السرد
معلومات تاريخية فلسفية حول مسألة الألوهية غاية في الدقة.

{ فالألوهية من أهم القضايا التي شغلت الانسان منذ أقدم العصور
حتى اليوم، هي وما يلازمها من تساؤلات حول الوجود والمصير. فالتساؤل عن كيفية صدور هذا الكون وعن مبدعه، وهل هناك قوة خفية تسيره؟ وإذا كانت هذه القوة موجودة فيا هي طبيعتها؟ وهل نحن قادرون على إدراك ماهيتها وحقيقتها في ذاتها؟ ثم
هذا الكون بكل ما فيه؟ أهو إلى فناء أم هو خالد خلود مبدعه؟.
وقد حاول الانسان عبر أجياله المتعاقبة أن يكون لنفسه موقفا إزاء هذه التساؤلات. وقد مرت معالجته لهذه المسائل التي تُعد اعقد القضايا الميتافيزيقية وأقدمها بمراحل، إذ عالجها الانسان أولا على الفطرة ثم أخذ يتعمق فيها ويفلسفها فأصبحت موضع بحث متصل من رجل الدين والأخلاق، إلى العالم والفيلسوف.
وأساس هذه المشكلة فكرة الألوهية، وهي فكرة سامية بسمو موضوعها. وتعد قطعا من أسمى الأفكار التي وصل إليها الإنسان، وقد هداه إليها مجتمعه وبيئته، أو نظره وتأمله أو ما أنزل إليه من وحې وإلهام}

حول قضية التأثر والتأثير ذكر الكاتب بكل موضوعية


[لقد وقع في شعور المسلمين أن كسبا كبيرا لدعوة الإسلام، أن يضاف إليها العقل اليوناني المؤمن بالإله، ممثلا في الفلسفة الإلهية التي قام عليها أرباب العقل الإنساني: سقراط و افلاطون و ارسطو. فإنه لكسب كبير للدعوة الإسلامية أن تظاهرها هذه العقول الحرة الجبارة وأن يسعى إليها هذا الركب الكريم، هاتكا حواجز الزمن المتكاثفة ليضع منطق العقل وراء هدي السماء وليعلم من لم يكن
يعلم أن هذه الدعوة واقعة في العقل الإنساني، مقررة في مفاهيمه وأن التوحيد الذي جاء به الاسلام ليس إلا توكيدا لما ينبغي أن يهتدي إليه العقل المتحرر من عمليات التقليد والهوی.
ذلك أكبر الظن عندي، هو الذي حمل فلاسفة الاسلام - أو بعضهم على الأقل - على تقدير الفلسفة اليونانية وخاصة الإلهية وعلى مقابلتها ما جاء به الاسلام، وذلك ليؤكدوا امرين وليخدموا غرضين: أولهما: اقامة شهود من غير المسلمين على صدق الدعوة الإسلامية في وحدانية الله ممن شهد لهم الناس جميعا بكمال العقل وسلامة التفكير. وثانيها: قيام الحجة على أن دعوة الإسلام ليست للعرب وحدهم وإنما هي للناس جميعا، إذ كانت تعاليمها واقعة في العقل الإنساني منذ أقدم العصور. وقد أدى هذا الشعور عند الفلاسفة المسلمين إلى المبالغة في تقدير الفلسفة اليونانية واعتبارها بناء قدسيا لا يدخل أي فساد على كلياته أو جزئیاته.]
Displaying 1 - 2 of 2 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.