سنوات العتمة

by جمال سليمان

""صليت كثيرا .. لأجل أن يكونوا هنا حاضرين ..
غير أنهم امتهنوا الغياب ،،
وأجهزوا على ما تبقى منك ،
و تركوك على قيد الوجع تصارع نفسك ..
وتشتهي النجاة من براثن الندم ..

ستبكي ..
لأنك ممزق، وضائع ..
لا تعرف كم من الوقت يلزمك كي تلملم شتات نفسك ..
كي تنتصب واقفا مرة أخرى، كما كنت من قبل ..
كي تعود إلى البداية ..
من جديد ..
ستبكي .. بحرقة !!
سيخنقك ذلك الفراغ الضيق، الذي لم يتح لك المسافة التي تحتاج كي تتنفس ..
ستضيق بك الأماكن بشدة ، ويخنقك صمتها الصاخب ..
وستحمل أنفك كل عبق للذكرى ، ولكنه يخنقك حد الموت الذي لا تستطيع الفكاك منه ..
ستبكي لأنك آمنت بأن الأشياء الجميلة تستحق أن تعيش من أجلها الصعاب ..
وقد عشت ، ورحلت ..!
ستبكي حين يهزمك الحنين إليهم ، ولا تعرف كيف تخبرهم ..!!
ستحزن كثيرا لأنك وحدك تواجه كل هذا الواقع المرّ ..
دون كلمة واحدة يشتهيها قلبك .. ليصبر !!
وتود لو تتشبث بهم برغم كل شيء ..
لكن في نفسك يقين بأن ذلك لم يعد ممكنا،
ولو حاولت أن تفتح بابا للعودة سيكون بابا للجحيم ..
فتتراجع في صمت ولا تجرؤ على طرقه .. !!

284 pages, Paperback

First published November 10, 2015

About the author

جمال الدين جلال سليمان
كاتب مصري من مواليد يناير عام 1984 بمحافظة سوهاج جنوب مصر.
حصل على شهادة البكالوريوس في الكيمياء من كلية العلوم بجامعة سوهاج عام 2004
دبلومة في الطب والشرعي والسموم من جامعة المنصورة عام2013 .
باحث ماجستير في معهد بحوث الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيويةبجامعة مدينة السادات. 2013-2015.
عضو نقابلة العلميين بمصر
من مؤلفاته:
المخلب (نصوص وقصص)
ثوب الدخان (نصوص وقصص)
مرال (رواية)
سنوات العتمة (رواية)
مالك (مجموعة قصصية)

Reviews

[جمال سليمان · Rating 4 out of 5]

لقراءة الكتاب اونلاين:

http://www.readne.com/book/304

[Farah Shahda · Rating 1 out of 5]

"غدآ سيكون أقسى لأننا سنكون أضعف..."

[Candleflame23 · Rating 4 out of 5]

‏

‏


‏

[Abrar Hani · Rating 2 out of 5]

ليس سيئاً وليس جيداً
بعض النصوص كانت مألوفة بالنسبة لي وكأنني سبق وقرأتها في مكان ما..
اضافة إلىى أن الصور المستخدمة متواضعة جداً

اكثر ما زعجني في هذا الكتاب هو الملل
وعادةً هذا لا يحدث معي في كتب الخواطر لأن وظيفتها الاساسية هي كسر الملل لا العكس
ولكن في هذا الكتاب كنت اعد الصفحات حتى ينتهي

[Maryam Arafa · Rating 3 out of 5]

#سنوات_العتمة
#جمال_سليمان

كان لهول تلك السنون فى حياتهم ما جعلهم يشيبون قبل ان يبدأو الحياة حتى بدوا طاعنين من الوهن ....ايام مريرة واحداث عصيبة أحالت طفولتهم _إن صح أن يطلق عليها طفولة_ الى جحيم وحقا كان الجحيم بكل ما تحمله الكلمة من معنى .
أطفال كابدوا الذل والمهانة والخذلان من أقرب الأقرباء تجرعوا كؤوس اليتم والعجىّ وان كانت أمهم على قيد الحياة .
وعلى الرغم من كل ما عانوه من آسى وقهر لم ينقطع أملهم فى شروق الشمس من جديد واتخذوا من الإيمان عكازا لهم يتكؤن عليه لمجابهة المصائب .

سنوات العتمة... تجسد الرواية اعوامهم تلك التى صبغت بالسواد وطفح منها القهر فكانت تعج أيامهم بالصراخ والعويل ولكنهم لم يفقدوا الحياة وتشبثوا بالنور الذى داعب أيامهم وكلل اوجاعهم بالنور .

تلقى الرواية الضوء على حياة اسرة عراقية منكوبة اثناء الحرب العراقية الايرانية وحرب الكويت..يتم اعتقال الاب ويذبح امام أعين زوجته واولاده ويتهدم عليهم البيت ..وبعدها يعتقلون الأم وتحاكم عسكريا بقضاء سبع سنوات فى المعتقل تتلقى ألوان العذاب.
لم يجد الاطفال من يأويهم فى كنفه كلاً رفضهم خوفا من سوط النظام ..لبجدوا انفسهم في بيت جدهم لابيهم يعاملون اسوء معاملة من زوجة عمهم والتى تتفنن فى تعذيبهم وتنغيص حياتهم وما بين بيت جدهم وبيت عمهم يلاقون الويل ..حتى يتم الافراج عن أمهم ويكحل عيونهم النور وتضحك لهم الحياة مجددا ..

=وفق الكاتب فى وضع العنوان "سنوات العتمة "والذى جاء كمرآة للأحداث .
=نجد الاحداث واقعية حقيقية يعرضها الكاتب فى ثوب شيق كما نجح فى نسجها بشكل اجتماعى درامى دون الخوض فى الابعاد السياسية .
=على الرغم من ان الرواية تكاد تخلو من الحوار المباشر وبغلب عليها طابع السرد والحكاية الا اننى لم يعترينى الملل إطلاقا فالاحداث سريعة متتلاحقة .
التقييم العام 5/5

[دعاء ابوحمزة · Rating 4 out of 5]

المخلب | جمال سليمان

كتاب نصوص وخواطر؛ كان الكاتب ذكياً في اختيار الإسم فقد أجهز على تفكيري كقارئة، خفيف ظل هو المخلب، نصوصه مترابطة نوعا ما، بدا لي أن مركب الكاتب أبحر في عدة طقوس؛ ورغم اختلاف عواصفه التي جابهها بين حنين وفقد وغياب وألم وعزلة وفرقة، إلا أنه حفر بمخلبه في تفكير القارئ حتى آخر حرف خطّه؛ ذاك كان أهم عناصره وأوفرها (التشويق)، حذا الكاتِب حذو حكيم يعرض تجاربه الشخصية لينير الطريق أمام ما سيحدث في مثل تجربته؛ وكأنه يريد إقناع القارئ وربما إقناع نفسه أن ما سيحدث سيتكرر مع الجميع لا محال، يطرح الكاتب الأمل بكل وسعه ويؤمن به رغم عدم إيمانه بالبدايات.
ينهي الكاتب كتابه بمناجاة أظهرت حبه لربه واعترافه بأنه إنسان يخطئ ويصيب؛ وكان ذلك ختام محبوك ليشعرني الكاتِب أنه وإن تعرض لنقد ما فهو بشر والخطأ وارد في حياته.!

[Doaa Ahmed · Rating 4 out of 5]

* حينما تعجز أقلامنا عن كتابة مشاعرنا
حينما يستعصى الدفتر ..نحتاج حينها إلى مخالب كى تحفر *

وقد حفرت حتى استخرجت اعمق الأعماق واستنبطت خبايا الروح
وايقظت براكين الحزن والألم والفقد
ومخالب الحنين نقشت بعمق على جدران الذاكرة
واخترقت الذكريات التى قلما التفت إليها

* فى زخمة الحنين ، تتسرب قرارتنا الخاسرة مجددا ونقف لنعلن الهزيمة السبعين والمائة والألف .. ثمة هزائم تظل تلد خيبات صغيرات إلى نهاية العمر ، بلا توقف ..

ـــــــــــــ

الكتاب راااااائع
يحمل بين طياته أنقاض من حب قديم
كـ ربيع لم يكتمل وانتهى ذات خريف
وخيبات اخرى يسكنها الغياب والنسيان والوجع

[Sara · Rating 4 out of 5]

صادق هو كاتبنا..صادق المشاعر فكانت كذلك الكلمات
، و رغم مسحة الحزن و عظم الألم فلم يتركه الوفاء و لم يلوثه السخط..بل أخرج قمة ما فيه من دفء
دفء داعب القلب رغم وقع صدى الأنات ، و قد آن يا ذا اللحن الرقيق موعد تقول فيه للخريف "مني لك الوداع "
فدفؤك غيث الشتاء ، يليه ربيع تغذيه شمس حانية في كبد السماء
و هنيئا لك أن تمسكت بإيمانك أن سنة الكون قهر المستحيلات ، و لعلها قد آمنت !

[Lily Amitié · Rating 5 out of 5]

ربما كانت شهادتي مجروحة فيك.. فأنت صديق للروح قبل أن تكون صديقا للحرف... عشت عن قرب صياغة حروفك.. لذا أنا منهاأقرب... لكني وللأمانة الأدبية.. أقول أن إحساسك جميل رقيق.. أحسه كما الحياة نفسها.. تتغير مزاجاتك على حسب يومك... فتتغير كتاباتك... قرأتك بلهفة الصديق.. وبعمق الناقذ.. فوجدتك في أغلب حالاتك رائع... سعيدة بك فخورة أنا... بالتوفيق دوما..

[جمال سليمان · Rating 4 out of 5]

http://readne.com/book/2440
عن الكتاب:
"زاهداً في ما سيأتي .. ناسيـًا ما قد مضى"
يكبر عاما بعد عام، وحلمه يكبر معه ..
وذلك الحلم لا يفارق خياله، يمني نفسه به، ويراه قريبا جدا،
"يوما ما ستمطر السماء له ذهبا ، ليس لأحد غيره"
كان يحدث نفسه سرا، وامتلأت حواسه بحلمه ..
واستحوذ على كل تفكيره باضطراد يوما بعد يوم.

مجموعة قصصية منها:
مالك
فرصة ثانية
ياسمين
واخرى ..

[Rima Ch. · Rating 2 out of 5]

Boring...

[Hanan Di · Rating 3 out of 5]

لا تأمن الليل أبدا ... فلطالما أغرانا بالحلم ثم سرقه

كتاب خفيف..أحببته ببساطة
كنسمة لطيفة تداعب روحك

[عفاف الشاذلي · Rating 1 out of 5]

كان يهدر حزنه على الأوراق
وأنا أحب من يكتبون الحزن بكبرياء ومواربة
من يجعلون من حزنهم مصدرًا للإعجاب لا للشفقة

[محمد مسعد · Rating 4 out of 5]

لا أدرى كيف أكتب كلمات لأصف نصوصاً قد نقشت بداخلنا بمِخلب ليتركها باقية فى داخلنا قبل أن تكتب على الورق .
"المخلب" نصوص وخواطر للكاتب المتميز الراقى صاحب المخلب الذى إنتزع ما بداخلنا ليصوغه بكلمات غاية فى الروعة.
جمال سليمان Jamal Suleiman حار قلمى لأكتب لست أدرى الأن كيف أكتب ربما أكتفى بكلمة أتت فى صدرت بها كتابك .
" حينما تعجز أقلامنا عن كتابة مشاعرنا....حينما يستعصى الدفتر ....
نحتاج حينها إلى مخالب كى تحفر ....."
مخالبك ياصديقى إنتزعت الأوجاع والالام من صدورنا لتصوغها فى كلمات .
مخالب أخرجت مابداخلنا من أحزان وأشواق وإنكسارات وتضرعات .
" هذيان وأمل ،سقطات وفواصل ورسائل لا تصل ،أوجعتنا بأوراق الغياب ،ولقد كان الالم شديد حينما إستخرجته فى أوراق الألم ، أوراق عزلتك تحدثت عن عالمى لأبكى مثل باقى الباكون على جدار الصدف ، تبعثرت الكلمات عندما رحلت عند الخريف ، حاصرتنى حروفك لأشعر بالفُرقة خلف تلال الضباب ،أعلنت الحب دون إرتباك حينما كتبت لن أنساك ، وحديث بلادى أوجعنى وأبكانى لموت الأمل ياصديقى الأمل موجود مادام هناك مخلب يحفر أجمل الكلمات مثل مخلبك الذى خطته يمينك.
رحلتى مع المخلب رحلة نفسية مليئة الأفكار والكلمات التى لن تنتهى بكتابتى لتلك الكلمات
أستاذ جمال سليمان دام إبداعك وتميزك

[Suha Star ☆ · Rating 3 out of 5]

من الواضح تعجل الكاتب الهائل للفراغ من التأليف وكأنه فقط يريد أن ينتهي ويرى كتابه في الأسواق ، وهي مشكلة حقيقية لا ينتبه لها معظم الأدباء الجدد ولعلّه قام بإدراج نصوص قديمة بهدف ملء الصفحات ... على الرغم من أن هناك العديد من الأفكار الجميلة ذات الأسلوب اللطيف في أول الكتاب لكن لا أفهم لماذا كل هذه السرعة في التأليف لدرجة أن هناك العديد من الأخطاء الإملائية والقواعدية التي لا يمكن السكوت عنها وإن كان الكاتب جديداً على عالم الكتابة وإن كانت الكتابة عملية متلفة للأعصاب والقوة ...
وبدا لي أيضاً أن الكاتب من معجبي فاروق جويدة فقد بدا التأثر بأسلوبه في النصوص التي تقلد الشعر ...
أذكّر كل من يكتب أن عملية التأليف يتبعها نشر وقراء في مختلف أنحاء العالم ومن أبسط حقوقهم على الكاتب الذي يقرؤون له أن يقرؤوا عملاً خالصاً من الأعماق ، عملاً لم يكتب على عجالة ، عملاً - قدر الإمكان- لا يحتوي التكرار والأخطاء الإملائية
مع الشكر الجزيل على نشر الكتاب إلكترونياً

[Omnia El-sery · Rating 5 out of 5]

"أخاف الحب .. اخاف ان يمزقنى اشلاءا .. و ينثرنى على قوارع الطرقات
أتبكى !!
نعم أبكى .. و أبكى كثيرا
كثيرا أريد اشياءا و لا تأتى
تعبت لأجلى كثيرا و لا زلت أعانى "
اااااه يا جمال .. كم انت مفعم بالحزن و الموهبه .. و كم انا مليئه بالكثير من ما كتبت
صديقى العزيز .. الذى لا ادرى اى صدفه جميله جعلتنى اتعثر بكلماته
احببتها قبل ان اعرفه و قبل ان نلتقى
جمال سليمان عنده القدرة على صياغه المشاعر الانسانيه و لاسيما المؤلمه منها بكلمات قريبه و بلغه قويه
و ادركت تماما عمق موهبته قبل ان اقرأ المخلب كاملا
و بعد ان قرأته
لا استطيع سوى ان اقول
سامحك الله يا صديقى
و انزل على قلوبنا جميعا شئ من السكينه بعد ما بعثرتها بكلماتك
و على الرغم من تناول جانب واحد مظلم من النفس البشريه
الا اننى ادرك تماما قدرتك على تصوير ما هو احلى و اكثر نورا و تفاؤل
استمتعت جدا بالكتاب و باللغه و بالمشاعر على الرغم من الألم الذى سببته لى
و اراك فى المستقبل القريب من افضل الكتاب العرب ان شاء الله
موفق دائما

[Eslam Abdulqader · Rating 4 out of 5]

المخلب

" أما أنا والدرويش فنبحث عن وطن فقدناه !! "

كالعادة أكثر ما جذبني في الكتاب العنوان " المخلب " استاذ جمال كان إختيارك لهذا الإسم ذكيا ف لمجرد تخيل ما قد يحمله كتاب له عنوان كالمخلب ؛ اول ما يبادر لذهن اي قاريء أن الكتاب يخفي بين طياته الكثير من الالم لما توحيه الكلمة من معنى !
أحب كثيرا نبات مخلب القط وأحب سيطرته على الجدران التي يقطن .. عنوان كتابك ذكرني بها
خواطر ونثريات بقلم عاشق مسلوب المعشوقة ، حزينة تائهة ويتغلب عليها القهر والقدر ...تلك هي خواطرك تحكي بلسان حال الكثير من العشاق بعيدا عن كبرياءهم .
لم تنس بلادك ،، كانت من ضمن النصوص فقرة اسمها حديث البلاد راقت لي كثيرا
مفرداتك المنتقاة في كتابك تفضي إلى روائي ينتظره الكثير بإذن الله بالتوفيق أستاذ جمال ^_^

( لا ضير من أن تكون كمخلب القط نبتة متسلقة على الظروف لا تقتصر على حفر ألمها بمكانها ^_* )

[Asmaa Sayah]

كتابه رفيق سفري في صباح ماطر...
كلماته مراوغة مفاجئة تضعك على المحك مع نفسك لتحاورها مرة و لتتجنبها مرات عديدة ..حقا ا مثل هذا الاحساس يسكن روحه... في هذا العالم البارد
يومها تدفا قلبي ...و ابتسمت ..احساس قديم عاودني ...لذا ساقول عنه و بكل سعادة كتابك كصديق قديم التقيته فذكرني بايام ماضية سعيدة كانت ام حزينة ..شكرا لك ايها المبدع ..انا عثة الكتب .

[Banan · Rating 2 out of 5]

سيبقى المطـــرُ جميلاً ..
مهما اسودت الغيمات ..


رب قد عجز لساني عن البوح بما في سريرتي ..
وثقلت قدماي بحمل جسدي الذي ملٲته الذنوب ..
اي رب .. وانت تعلم ما وراءهــا ..
تعلمُ عن كل ما تحمله من دعاءٍ ورجاء ..
ٲيا رب ..
كن لي عوناً معيناً .. ♡

خواطر خفيفة جميلة :)
بلغة عادية .. !

[بريهان أحمد · Rating 5 out of 5]

عمل رائعًا متميزًا يستحق القراءة وممتعة
_____________
أميْلُ في الغالبِ إلى قراءة الأعمال الأدبية التي تنقل معاناة الوطن العربي بجميع أقطاره المختلفة، أو الأعمال التي تنقل ويلات الحروب، وانعكاسها على روح شعوبها، مثل: أُسرٍ فقدت أحبابهَا، أو أُسرٍ هُجِّرت من أرضِ الوطنِ لتعيش تحت مظَلّةِ اللجوء السياسي في بلاد الآخرين، أو أُسرٍ انخرط رِجَالهُا في حروب لا ناقة لهم فيها ولا جَمَل. فقد وقع اختياري على رواية: "سنوات العتمة" للكاتبِ المصريّ الدكتور: جمال سليمان، الصادرة عن دار: ببلومانيا للنشر والتوزيع لعام 2020م بمدينة القاهرة، كان العنوانُ المدخل الجذاب للعالم السحري داخل النص، حيّث يُعَدُّ العتبة الفنية الأولى التي تستطيع أن تجذب القارئ، فإِمَا أن تسحره إلى أن يركب القطار؛ ليشاهد تلك المشاهد أثناء الرحلة، التي سيعود فيها بالزمان لسنواتٍ مضت، لتصبح في طي النسيان، أو لنذكرها كلّما حلّت الذكرى؛ لأن العنوان يحمل في ذاته فلسفة الكاتب، ورؤيته التي يصبغها على النص، بل في ذاته –أي العنوان- هو نوع من أنواع الإبداع الذي يتميز بسلاسة اختيار الألفاظ، وجزالة المعنى، ونلاحظ ذلك، فمُنْذُ فتراتٍ ليست ببعيدة، حيث السجع في عناوين الكتب الفكرية التي تتميز بعمقها الأدبي والإبداعي؛ مثل: الجبرتي، ورفاعة رافع الطهطاوي، ... وغيرهم الكثير، ومقصد قولي: أن العمل الأدبي جزءٌ كبيرٌ من تميزه يكمن في اختيار العنوان الذي لا يميل إلى الغموض، ويضرب بدلالاته داخل النص الأدبي؛ لنصل لمدلولات المعنى، فالعنوان يمثل نوعًا من أنواع الفلسفة الفكرية.
من كَرْمَة عليّ (البصرة) إلى حدود إيران:

تَدور فكرة الرواية حول أسرة تعيش في محافظة البصرة بدولة العراق العربية، لكن الأسرة لم تعش هَنيئةَ البال، بل ذاقت مرارة الظلم والألم؛ ذلك عندما قرر والدهم –الذي يعمل ضابطًا في القوات البحرية- التمرد على قرارات حزب "البعث" الذي تتمثل فيه السلطة الحاكمة للعراق، ففي حقيقة الأمر أنني صُدمت عندما علمتُ بأن القصة لأسرة حقيقة تدعى "عائلة البطاط"، وأن الأب فرّ هاربًا إلى إيران، حيث مدينة "الأهواز"، ونصف سكانها أو أقل من العرب، والباقي من الفُرس، هَرب الرجل بعدما قتل البعثيون من عائلته ما يقرب من مائة رجل من ضمنهم أخٌ غيرُ شقيقٍ له، كان لديه سبعة أبناء، كان مصيرهم الإعدام مثل أبيهم، خاف الأب "سهيل" على أبنائه: (رجاء- إنتصار- نجم – ماجدة) من بطشِ السلطة الحاكمة، خصوصًا أن بداية وجوده داخل فضاء السرد كان يشكل النصف الأول من الحرب العراقية الإيرانية (أيلول) سبتمبر 1981م، فخلال سُلم البناء الزمني تم حذف فترة تشتت حزب "البعث"، واستقالة أحمد حسن البكر عام 1979م عن الحكم، ليستلم صدام حسين عام 1979م الحكم من بعدهِ، فمن هنا بدأت التخبُطات، والمُشاحنات بين الشعب والحزب لفرض السيطرة على أي فرد معارض، حتى أن الوشاة زاد عددهم، إمّا خوفًا من بطش الحكومة للمثول أمام المحاكمة العسكرية، أو الإعدام على الفور نتيجة الاتهام بالخيانة والتواطؤ مع الإيرانيين، والهدف قلب نظام الحكم!

على الرغم من أن شعار حزب "البعث" العراقي: "إن الشعب والأمة واحدٌ ذات رسالة خالدة"، وكأن الأمة كانت راقدة تحتاج لمن يستنهض الهمة والنهضة فيها، يمكننا القول: إن الحزب يميل قلبًا وقالبًا للاشتراكية، هادفًا مع ذلك إلى توحيد العروبة، رغم أن المساوئ التي حدثت في الداخل تشير إلى غير ذلك.
أضف لما بدأته الشخصية الأولى "رجاء – راوٍ عليم" التي تحكي بضمير "الأنا" عن الواقع المرير الذي تعرضت له الأسرة من تشتت، وتهجير، وبيت يُهدم على من فيه في منطقة "كرمة علي" أثناء زيارة الوالد للأسرة باللّيل، ليُذبح أمام زوجته، وغُترة يكسوها الدم المتخثر؛ ليشهد على فقدان الأب على مسمع ومرأى من الجميع، ولم يحرك فيهم ساكنًا، بما فيهم عائلة الجدّ "عبد المولى" وأعمامهم؛ والمقصود هنا الإشارة إل�� الخوف القابع في القلوب: "يموت كُلُّ شيء فينا، ونبقى فارعين كجذوع النخل المحروق إلّا أننا لا ننسى". لم يكن هذا فحسب، بل إن "رجاء" أثناء الحكي كانت الأحداث تتدفق بكل شاعريّة، وانسيابية، حتّى في وصف ما فعلته الأم "روضة" من أجل السفر لــ "سهيل" زوجها؛ لتحيا معه في إيران، فلم يكن مهمًا هرب الأسرة كلها حيث العيش في كنف بعضهم بعضًا حتى إذا تعرضوا للقتل جميعا، أفضل من الغربة والبعد دون سببٍ واضحٍ! على الرغم من ذلك، لم يرغب "سهيل" في تربية أولاده خارج حدود العراق، بل كان يعشق تراب وطنه الذي تربى وكبر فيه، فهذا بعينه الولاء للوطن لا للأشخاص ولا للأسماء، فما كان من الأب سوى العودة بأولاده وزوجته مرة أخرى من إيران إلى "كرمة علي" في مدينة البصرة؛ ليصف "سليمان" المشهد كأنني مع الأسرة على القارب أختبئ معهم عن عيون الدورية التي تلقي القبض على الهاربين خارج الحدود العراقيّة أو الع��ئدين من إيران للعراق: "صوتُ حشراتِ اللّيلِ وهي تطنّ، ونقيقُ الضفادع في البرك يثيرُ بداخلنا موجةً هائلةً من الرّعب. سرَت بجسدي رعشةٌ باردةٌ وتبلّل جلدي بالعرق.

"إنتصار" تفيق من حين لآخر، فتُسكتها أمي حتّى لا يُسمَع صوتُها فيُهتَدَى إلينا. دخلنا إلى الأحراش وخضنا في مستنقع طينيّ، فتعثّرت وفقدت فردةَ حذائي. انتشلني "نجم"، وأزلت ما لحق بملابسي من طين، ثم تابعنا المسير. تأذيتُ من الأشواك المنتثرة في الأرض، فخلع "نجم" إحدى نعليه وأعطانيها فارتديتها، وأكلمنا السّير بمحاذاة شط العرب".

تتصاعد الأحداث بسهولة بالغة، تعتمد في ذلك على وعي الكاتب المتمكن من قلمه، المتمكن من معرفة الأحداث وتتابعها بكُلِّ دقة، رغم أنه لم يقدم التاريخ جاهزًا للقارئ، إلا أنه جعلني أعود بعربة الزمن للحرب العراقية الإيرانية؛ بهدف تقصي الأحداث بكل حياديّة، بعيدة كل البعد عن التأثر بالشخصيات، أو التأثر ببحثهم عن ريح والدهم في عمتهم "أزهار"، أو في كل رجل لعلهم يجدون ريح أبيهم فيه: "ساد صمتٌ طويل حزين، كأنه دهرٌ عجوز، يمُرُّ يتعكزُ ونحن في قاع غورٍ مظلم لا يعرف النّور، ساعات من العتمة مرّت، وكأنّها سنوات.

بعد فترة لم أشعر فيها هل كنتُ على قيد الحياة أم أنّ شبحًا كان يرتديني ويعيش الأحداث عنّي؛ يسير بين النّاس، ويقف بين أمّي وعمّتي "أزهار"، ويركض مع "نجم"، لا يشعر ببرودة الجوّ، أو حرارة الشّمس، أو بالتّعب الذي اكتنفني.

بداخلي ثورة غضب وقودها الحزن والانكسار، ودُكنة قاحلة غطّت روحي، وحجبت عن قلبي منافذ الهواء والنور.

انقضضتُ على الغُترة وخطفتها من يد عمّتي "أزهار" وهي مستسلمة، ثم خرجت. جلستُ متّكئةً على الجدار، أطوّق نفسي بها. أقبّلها وأتحسّسُ الدّم المُتَيبِّس عليها، وكأنّ قطعةً من أبي لا زالت فيها تحدثني وتنظر إليّ. قبضتُ عليها بشدّة خائفةً، وكأنّها ستهرب منّي ويأخذها الريح، أو يخطفها الموت كما خطف أبي.

وانقضت اللّيلة الدامية..

وانقضت ليالٍ أخرى بعدها..".

ومن خلال البنية المكانية للمكان المغلق "شطّ العرب" نطلع على تاريخ الحرب العراقية الإيرانية المؤثر على السرد، وعلى شخصياته الساردة، فحرب الخليج الأولى -وهكذا سميت- صراع اندلع بين العراق وإيران بعد إقدام الرئيس العراقي: صدام حسين على غزو إيران؛ بهدف فرض السيادة الكاملة على منطقة شط العرب، واحتلال إقليم خوزستان الغني بالنفط على خلفية أنه إقليم ذو أغلبية عربية. كان من المفترض أن تنتهي الحرب العراقية الإيرانية خلال أسابيع، لكنها تحولت لتكون أكبر وأطول وأضخم حرب إقليمية في القرن العشرين؛ لأن الجيش العراقي في ذلك الوقت كان يُعدُّ أقوى جيش ويحتل المركز الرابع بين جيوش الشعوب العربية؛ لأنه مسلح بأفضل أسلحة سوفيتية وفرنسية، في ذلك الوقت كانت الثورة الإسلامية على يد "روح الله الخميني" قائمة، والتشتت الداخلي في إيران متزايد، لكن نتيجة فرض السيطرة على حدود إيران تحولت طاقة الشعب تجاه العدو الخارجي للقضاء عليه؛ مما أدى إلى رفض صدام حسين والخميني إيقاف الحرب بعد أن دخلت في مرحلة من العبث، دون أن تحقق أي نتائج إستراتيجية، لكنها تحولت إلى قصف متبادل للمدن، وعلى رأسها طهران والعاصمة العراقية بغداد؛ أمّا في الداخل العراقي فقد أدت إلى تخوين بعضهم بعضًا، وكثرة الوشاة مثلما فعل مع "سهيل" وعائلته "البطاط".

تطورت الأحداث حيث تم القبض على الأم "روضة" وأولادها أبناء "سهيل"، الذين تم اعتقالهم والزج بهم في السجن، وداخل فضاء الجدران الأربعة للزنزانة بسجن "الرشاد" تصف "إنتصار" ومن بعدها "رجاء" ومن بعدهما "نجم" على حدة أنواع العذاب الذي تعرضت له الأسرة: "يا الله .. ما الذي يحدث لنا ..؟؟ ما كلّ هذا الجحيم !!

بعد حوالي الساعتين، دخل أحد المجنّدين وألقى برغيف خبز وقطعة جبن لا تكفي لإطعام قطّة، لكنّ أحدًا منا لم تكن لديه رغبة في طعامٍ أو شراب. أخذتُ أطعم "إنتصار" وأحاول أن أُلهِها لتكُفّ عن البكاء الذي لم يتوقف منذ الفجر.

انتصف النّهار، وبين الحين والحين يدخل أحدهم ليفعل بأمّي ما فعل ذلك السّافل، وهي لا تنطق ولا تحرّك ساكنًا. تتلقى الضربات في صمت. خِفتُ كثيرًا على أمّي. نامت "إنتصار" في حجري، وتمدّد "نجم" على البلاط واضعًا رأسه على فخذ أمّي، وبقيت أنا بجوارها أختلس النّظر إليها، وهي على نفس الحالة، لكني لم أجرؤ على سؤالها...".

وبعد مرور وقت تخرج الزوجة "روضة" والأبناء لتجد جميع أبواب العائلة والأصدقاء قد أغلقت في وجهها، فلا أحد يريد إيواءهم خوفًا من بطش الأمن. يتم اعتقال الأم مرة ثانية بعد عودتها لتعيش على بقايا أطلال بيتها -الذي تم دكة من قبل قوات الأمن- في العراء والصقيع يقرص على عظامهم؛ تُحبس لانضمامها لجماعة كانت تسعى للقيام بثورة وقلب نظام الحكم، وتورطها في عمليات عسكرية ضد قوات النظام، ويحكم عليها بالسجن سبع سنوات؛ فهدفها كان الثأر لزوجها سهيل، تصاعدت الأحداث أكثر بكل براعة وانسيابية بقلم: جمال سليمان؛ ليعرض لنا مشاهد تعرّض خلالها الأطفال لحالة من الضياع والتشتت؛ حيث استقر بهم الحال في بيت جدهم القاسي "عبد المولى"، الذي يلقون فيه معاملة سيئة من زوجات أعمامهم، إلى أن يأتي عم آخر، هو: "مرتضى"، ويأخذهم إلى قرية أخرى بعيدة "القرنة"، فتقسو عليهم زوجته "مزنة" بدورها، وتعاملهم معاملة العبيد.



عنبر سيدات سجن "الرشاد" بالعراق:

وإذا كانت النقاط المحسوبة لسليمان هي وصف المشاهد كأنك تعيش داخل الكتاب وحكايته، أو تتذوق اللغة التي يتميز بها لتغرم بنقائها وصياغتها داخل فكرة ترسم على لوحة السرد بكل إتقان، فالنقطة الزائدة على تفوقه ليست وصف عنبر سيدات سجن "الرشاد"، بل احترام المرأة في أدبه، بالأخص المرأة العراقية، حيث أعرب أنها امرأة ثائرة، مثقفة، قوية، تتحدى الصعاب بحثًا عن قوة أولادها في عز خذلانها من الأهل، وصفها بأنها الحبيبة المهاجرة المخلصة، والعمود الفقري لأولادها بعد فقدان الأب: "... كنت أتوقع بأن هذا السجن مليء بالنساء الشريرات، المجرمات، سارقات قاتلات خاطفات أطفال، كما كنت أشاهد في التلفاز، ولكني فوجئت بأن كل الموجودات هنا مثقفات، ومتعلمات، وعلى قدر كبير من الرقي، منهن الطبيبات، والمهندسات، والمعلمات، وسيدات المجتمع. سألت نفسي: كيف يتواجد هذا الجمع الراقي في مكان كهذا؟ إنهن يحملن أعلى شهادات، ويعملن في أحسن المناصب، ربما كانت أمي الأقل في التعليم بينهن". جاء الاعتراف على لسان الراوي العليم الثاني "نجم"، رغم أن "روضة" لم تكن تتمتع بقدرٍ عالٍ من التعليم، إلا أنها مثقفة، وحافظة للقرآن، وزوجة وأم لها مبادئ وأفكار.

انتهت الرواية بعد (273) صفحة، أخذتني فيها لأجول العراق من "بغداد" إلى "البصرة" إلى الحدود الإيرانية، وصولا إلى مكان استقرار كلٍ من الشخصيات التي أغرمت بها، أخذت أسافر في أماكن متعددة، تعرفت فيها على ما تبقى من العراق، وما كان يعيشه أهلها، وصولا إلى ما وصلت إليه شخصيات عائلة "البطاط"، التي -في الحقيقة والمعنى- تُمثل كُلّ شخصية عاشت تلك الأحداث والتواريخ تأثرت بها، وأثرت فيها، وصولا إلى حرب تحرير الكويت عام 1991م، وهي حربٌ أخرى خاضتها العراق، وانتهت عندها الرواية باستقرار شخصياتها.

أعترف بحبّي الشديد للعراق، وغرامي بكل أدب يتناول البناء المكاني لها؛ لأني وقتها أشعر أن روحي تسافر عبر حدود الزمان إلى شوارعها وأزقتها، لطالما حلمتُ بأنني أطوف في شارع "المتنبي" حيث الكتب القديمة، وأروقة الدبّاغين، وأسوار مدنها العتيقة، لطالما حلمتُ وحلمت، فكم أتمنى أن يتحقق حلمي بأن أزور شوارعها، وأحبابي الذين يسكنوها.

إن رواية "سنوات العتمة" من الروايات التي استطاعت بكل دقة وتقنية أن تصف فترة ليست بهينة على الشعب العراقي، بل إن نجاحها الحقيقي هو تجسيد معاناة أسرة حقيقية عاشت مرارة التشتت، وألم الفقد، فعندما كنت منغمسة في قراءة الرواية لم تنجلِ قصيدة الشاعر: "كريم العراقي" عن ذهني، التي يصف فيها شوارع بغداد، وما آلت إليه؛ حيث قال:

"مدينة الحب أمشي في شوارعكِ

وأنا أرى الحب محمولاً بأكفانِ

يا لوعةَ القلب، أخذتْ شكل مقبرةٍ

وأهل بيتي استعاروا حقدَ عدواني

حدائقُ الحب، لا وردٌ ولا شجر

وما البيوت سوى ثكنات سجانِ

كأنني البوم أنعب في خرائبكِ

ودمعة الذل تلمعُ بين أجفاني"



وعلى قسمات العود الذي يشكو معه يستكمل:


أتصدموني؟ أهذا الكهف منزلنا؟
وهو الذي كان منية كل إنسانِ
أهذه النخلة الجرباءُ نخلتنا؟
وهي التي أمس من أشجار رضوانِ
أهذه الضحكةُ الخرساء ضحكتنا؟
أفعالنا تلك أم نزوات شيطانِ؟
أهذه الأسقفُ النيران تحرسنا؟
يا سادة البيتِ هل ضيعت عنواني؟

وجاءت الوظيفة البلاغيّة للراوي: "كيف أصنع سلامًا وفي قلبي تَمور الحرب؟ كيف أزرع وردة في حديقة بيتي الذي دكّته القذائف؟ كيف أكون ودودة وقد حقنوا أوردتي بالكره والحقد؟

كيف أحيا وسط كل تلك الأشلاء؟".

في النهاية، إن الأهم من فكرة الرواية هي الرسالة الإنسانية التي تُقدمها للقارئ، والمجتمع، والعالم. أظن أنها أرقى الرسائل التي يقدمها الإبداع الأدبي.

[رحاب جمال أنور · Rating 3 out of 5]

سنوات العتمة

رواية تحمل معها سنوات من الألم والعذاب والقسوة، كلما شعرت بالانخراط في القراءة، أقف أمام اعتراف الكاتب بأن تلك الأحداث حقيقية، وأتساءل.. كيف تحملوا كل ذلك العذاب.

تناقش الرواية سنوات الحرب في العراق وكيف عانت عائلة سهل المر كي تستطيع أن تكمل حياتها.

ثمة أناس يعتقلون دون ذنب، يتعذبون دون ذنب، يئنون في الخارج والداخل.

كم كان قاسيًا أن تختار طفلة في الرابعة من عمرها أن تعيش في السجن مع أمها، على ألا تعيش في بيت جدها الذي تترجع فيه أشكال التعذيب هي وأخواتها.

كره بلا سبب، موت، ضياع، تشرد، كلها منحنيات لموت الروح والضعف دون سبب سوى الحقد والكراهية.

لجوء العائلة إلى إيران بعد كل ذلك العذاب لم يشفِ نار الغضب التي اوقدها الكاتب فينا.

حتى بعد أن عادوا إلى العراق، شعرت بقلق دائم وحزن على أبطال الرواية.

لغة الكاتب جديرة بالاحترام، فهو يكتب بلغة رصينة.

[Amna · Rating 3 out of 5]

المؤلف: جمال سليمان
الناشر: ببلومانيا للنشر والتوزيع - 158 صفحة

أحداث الرواية، كما ذمر المؤلف، مأخوذة عن أحداث حقيقية وقعت أحداثها في العراق قرب وقوع الحرب العراقية الإيرانية.
الحديث في الرواية على لسان "إنتصار"، إحدى بنات السيد "سهل"، وتبدأ أحداثها عام 1981.
السيد "سهل" متزوج من " " وله من البنات إنتصار وماجدة ورجاء وإبن إسمه سهل.
كان الأب أحد معارضي النظام، الذي استطاعوا الهرب إلى عبّادان، مع بعض الهاربين من مسلحي المعارضة. تقرر الزوجة اللحاق به مع أطفالها، فتبيع أثاث منزلها وترحل بأطفالها مستعينة بدليل.
تصل عبّادان ويغضب الزوج من تصرفها، خوفا عليها وعلى الأطفال ويجد نفسه مضطرا للعودة بهم إلى العراق. يعاود زيارتهم كما اعتاد، إلّا أنّ رجال الأمن يداهمون المنزل ويردونه قتيلا.
تتشت العائلة بعد ذلك، ويعجز المحيطين بهم عن استضافتهم خوفاً من أن يتم التنكيل بهم. تسجن الأم وعمات الأطفال..ويتم توزيع الأطفال بين بيت الجد والعم.. فتروي كل طفلة المعاناة عاشتها بعد ذلك. يحكين معاناتهن مع الجد والعم وزوجات الأعمام..إلا أن صغارهن تنعم بعد حين بعائلة تعطف عليها. يحكي نجم معاناته هو أيضا وكيف قضى أيام سجنه.
يتم الإفراج عن الأم والعمات بعد سنوات، ويلتم شمل العائلة مرة أخرى، لتبدأ العائلة قصة جديدة تمثلت في الهروب إلى إيران ومحاولة نجم اللجوء إلى المملكة العربية السعودية ومن ثم إلتقائه بعائلته مرة أخرى في إيران وزواجه وأخواته.

[محمد الشافعي · Rating 4 out of 5]

سنوات العتمة
جمال سليمان
النوع : ديستوبيا واقعية
دار النشر : ببلومانيا
سنة الإصدار:2020م
الطبعة :الثانية
عدد الصفحات273 صفحة
الغلاف : جيد (الغلاف ليس من أدوات التقييم للعمل وإنما ابدي به إعجابي من عدمه فقط لا غير)
مصمم الغلاف :
العنوان : سنوات العتمة .. عنوان معبر جدا عن سنوات العمر التي مضت في الظلم لأبطال الرواية
اللغة والحوار : جيد جدا
الحبكة : جيد جدا
أن للظلم أوجه عديدة ومن الممكن ان يتعرض الإنسان لوجهة أو آخر ولكن تجتمع أكثر الوجوه شراسه على عائلة واحدة فتتحول إلى ديستوبيا معتمه ، سأناقش الرواية وهي أحداث حقيقية وقعت لأسرة عراقية بعيداً عن التوجهات السياسية ، فقد وقعت أحداثها في حرب الخليج الأولى والتي كانت بين العراق وإيران عام 1980م ، تعرضت الأسرة إلى ظلم الوطن التي زرع عدم الشعور بالانتماء له رغم حبهم له
ظلم العائلة بعد موت الأب ، ظلم فرقهم ولكن الله رحيم بعباده الذي ألقى الرحمة في قلوب البعض الذي خفف عنهم الظلم
الأحداث شملت كل الجوانب وكل وجهات النظر فقد ترى الحكاية تعاد بطريقة أخرى من زاوية أخرى من فم بطل من أبطال الرواية
أحيي المؤلف الذي بذل مجهوداً حقيقياً في وصف الأماكن والشخصيات رغم أنه ليس بعراقي لكن لم أشعر بهذا في وصفه للأماكن والشخصيات

تقيمي : 4/5
التقييم للعمل الذي قرأته ليس معناه تقييم للكاتب
وهو تقييم شخصي من الممكن أن تتفق أو تختلف معي فيه

[Dinazitawe · Rating 2 out of 5]

كئيبة جدا.