لقد تربيت ونشأت في جزيرة صغيرة اسمها "توكونوشيما"، وهى جزيرة تابعة لمحافظة "كاغوشيما" (جنوب اليابان)، وقد فقدت أخي الأصغر الذي مات هناك بسبب ضعف الإمكانيات الطبية وهو في نعومة أظفاره. وقد كان حادث فقدانه هذا - والذي أحزنني كثيراً – هو البداية الحقيقية لقراري الذي أخذت بأن أصبح طبيب اً. وحين أصبحت طبيباً بالفعل اكتشفت أن واقع الحقل الطبي يبعد كثيرا عن الصورة الوردية المثالية التي كنت أرسمها في مخيلتي. ورغم تلك المقولة الشهيرة التي تقول كلماتها "إن حياة إنسان واحد هي أثقل من الكرة الأرضية كلها"، فقد اصطدمت آنذاك بواقع أن أكثر الأمور التي يتم التعامل معها في اليابان بشكل غير مسؤول هي حياة الإنسان، ولهذا فقد كرست نفسي لإنشاء المستشفيات من منطلق مبدأ أنه "أضعف الإيمان أن أبدأ من نقطة العلاج الطبي حيث تبدأ درجا ت السلم طالما صرت طبيب اً".
قرأت للمؤلف د توراو توكودا كتابين من قبل الانطلاق من الصفر 4/5 و فيه يسرد الدكتور العصامي كيف نشأ و كيف بدأ من الصفر و تحول ل صاحب سلسلة مستشفيات "هو الاجدر بالقراءة من بين كتب المؤلف"
و الكتاب الذى بين يدينا يعيد سرد نفس السيرة باشكل ابهت و ابهت و انما يركز على ..اسلوب الرعاية الصحية فى اليايان فى سبعينات و ثمانينات القرن الماضى ....و اسلوب ادارة مستشفيات توكو شكاي التى انشأها المؤلف من الصفر
كنت أقرأ هذا الكتاب في مثل هذا الوقت تقريبا من العام الماضي، و بينما الكل مشغول في محاولة تحصيل ما فاتهم من المواد كنت أحدث نفسي "إن كنت قد ضيعت فرصتي على كل حال فما المانع من قراءة كتاب ما لإمضاء الوقت." أعلم أنني منحازة في هذا التقييم ربما لما يتجاوز النجمه الواحده، و لكني أثق في قيمة الكتاب لمن يحتاجه كما حدث معي. لقد كانت البضعة فصول الأولى جيدا جدا كما يمكن تسميته ب *كتاب تنميه بشريه واقعي لحد كبير* و بخاصة لشخص تجربته الشخصيه مشابهه لما مر به د/توكودا. الفصول الأخيره لم تلفت انتباهي حينها لتركيزها على أداء مجموعة توشوكاي و أهدافها.