الأخوة كارامازوف رواية في ثلاثة مجلدات عن دار الألف كتاب.
على ظهر الغلاف في الثلاث مجلدات: الإخوة كارامازوف هي رواية للكاتب الروسي فيودور دوستويفسكي وعموماً تعتبر تتويجاً لأعماله. أمضى دوستويفسكي قرابة عامين في كتابة الإخوة كارامازوف، والتي نشرت في فصول في مجلة «الرسول الروسي» وأنجزها في تشرين الثاني (نوفمبر) من عام 1880. كان دوستويفسكي ينوي أن يكون الجزء الأول في ملحمة بعنوان قصة حياة رجل عظيم من الإثم، ولكن ما لبث أن فارق الحياة بعد أقل من أربعة أشهر من نشر الإخوة كارامازوف. في أواخر الشهر الأول من العام 1881، أي بعد أسابيع قليلة من نشر آخر فصول الرواية في مجلة «الرسول الروسي». عالجت الأخوة كارامازوف كثيراً من القضايا التي تتعلق بالبشر، كالروابط العائلية وتربية الأطفال والعلاقة بين الدولة والكنيسة وفوق كل ذلك مسؤولية كل شخص تجاه الآخرين. منذ اصداره، هلل جميع المفكرين في أنحاء العالم كسيغموند فرويد، والبرت اينشتاين، ومارتن هايدغر، وبينيدكت السادس عشر باعتبار الأخوة كارامازوف واحدة من الانجازات العليا في الأدب العالمي.
Works, such as the novels Crime and Punishment (1866), The Idiot (1869), and The Brothers Karamazov (1880), of Russian writer Feodor Mikhailovich Dostoyevsky or Dostoevski combine religious mysticism with profound psychological insight.
Fyodor Mikhailovich Dostoevsky composed short stories, essays, and journals. His literature explores humans in the troubled political, social, and spiritual atmospheres of 19th-century and engages with a variety of philosophies and themes. People most acclaimed his Demons(1872) .
Many literary critics rate him among the greatest authors of world literature and consider multiple books written by him to be highly influential masterpieces. They consider his Notes from Underground of the first existentialist literature. He is also well regarded as a philosopher and theologian.
يا لقدرة هذا الرجل على خلق العوالم الروائية،على خلق الكثير والكثير من الشخصيات والكثير من الأحداث التي تجعل من كل شخصية من شخصيات روايته بطل منفرد له دوره وله قصته ومأساته الخاصة أعتقد أنه حتى البعوضة من الممكن أن يكون لها دورها في عوالم دوستوفيسكي بل وقد يفيض في الحديث عنها ليكتب مجلدات!! مُرهقة قراءته ربما لكثرة الشخصيات والأحداث والأحاديث العارضة والجانبية التي يدسها في قوام روايته لكن رغم الإطالة،لن تشعر بلحظة ملل أثناء القراءة
في الجزء الأول شمل الحديث عن أشياء كثيرة،العلاقة الأبوية وتأثيرها على الأبناء خاصة عندما يكون الأب مهرج وفاسق يترك أبناءه لا يعلم عن مصيرهم شيء ليجري خلف رغباته هو،كيف ينعكس ذلك في الأبناء أحدهم لاذ بالفرار إلى الدير ليحميه الدين ويعوضه الرهبان عن الأبوة التي افتقدها،وأحدهم غامض لا تعلم عن شر أم عن مكر،والآخر_وهو الأكثر بؤسًا_يعيش حياة مضطربة تتأرجح للهاوية،تصرفات حمقاء بل وبعضها قذر لكن وبالرغم من ذلك تجد نفسك عاجزًا عن توجيه اللوم له الصراع النفسي الذي يحدث بداخله،بؤسه وشفاؤه وتمزقه ما بين تصرفاته الحمقاء ونفسه الطيبة لا تعرف حقًا هل تُدينه أم تشفق عليه ؟ أبطال دوستوفيسكي يحملون قدرًا كبيرًا من غرابة الأطوار ولا معقولية التصرفات هي تتأرجح بين الجنون والهذيان رواية من الواقع وعن الواقع لكن بأحداث وأشخاص وتصرفات خيالية!!
ثم يتحدث دوستوفيسكي عن الدين،فصله عن القضاء والحياة السياسية أو جعله هو ذاته روح القضاء والسياسة وأساسهما،صدقًا في تلك الجزئية لم أستطع فهم ما كان يريد الوصول إليه ولم أوفق في استنباط رأيه الخاص من بين سطور الرواية،ذلك لأنه يعرض جميع الآراء_الرأي ونقيضه ونقده_ على لسان أبطاله ثم يتحدث عن الرهبان،حياتهم في الدير،صيامهم،صلاتهم ومعجزاتهم ( أحب أن أضع آلاف الخطوط الحمراء تحت تلك الأخيرة ) ..
الجزء الأخير من هذا المجلد بالنسبة ليّ هو أكثر الأجزاء متعة في الرواية هناك الحديث عن الفقراء وعن تلك المعاناة الممتزجة بالكبرياء،عن تأثر الأطفال بكل ما يحدث في طفولتهم وينطبع في الذاكرة إلى الأبد ورغبتهم في ألا يكن مصيرهم كمصير آباءهم من ذل وفقر
لا شك في عبقرية دوستوفيسكي على خلق هذا العالم الكبير المليء بالأحداث وستتجلى عبقريته أكثر وأكثر_كما أظن _ في الأجزاء القادمة عندما يبهرنا أكثر فأكثر بخلق المزيد من الأحداث له قدرة رهيبة على الكتابة هذا الرجل
الكتاب الأول: يبدأ فيودرو ديستوفسكي بمقدمة تبريرية تمهيدية للكتاب حيث أنه يصف الحالة بأنها تفصيلية محضة تبحث في قصة عائلة فهو لا يعلم إذا ما كان خوض القارئ في دهاليزها سوف يكون ذا نفع له أم لا كما أن القصة الملحمية لهذه العائلة الصغيرة شائكة تنقسم إلى نصف كان من الماضي ونص يسرد الحالية الآنية وإذا ما أراد لخيوط نسيجها أن تتضح فيجب عليه أولاً أن يخوض في ماضيها إنها سرد يسبر في أغوار النفوس البشرية لشخوص هذه الرواية فلا بد أن تمسك بشكل أو بآخرت تقاطعاتها أو على أقل تقدير تلك الشخصيات التي سوف ترافقها رواية تطرح تساؤلات بشرية تعرض فكرة الجشع والمعتقد والألزلية والمال والتكوين والذات حتى التخمة ....هذا وأنت ما زلت في صلب الحدث لم تدخلك متاهاتها القادمة للفيض المسهب الذي أتوقع أن ألمه سوف يخالط فكره لتتكون رواية من أجمل ما كتب في التاريخ .... جزء أول عجيب ومدهش لآخر روايات ديستويفسكي الرائع
تعذبنا فكرة واحدة تنشأ في الدماغ و تظل تعذبنا طول العمر و ربما ننفق كل حياتنا كي نعبر عن هذه الفكرة و قد نغادر الحياة و الجزء الاساسي من هذه الفكرة لم نعبر عنها "دوستوفسكي" الاخوة كارامازوف هي تتويج لكل القضايا و المواضيع التي شغلت دوستوفسكي من صراعات نفسية الخير و الشر و الدين و القضايا السياسية و كل ما يتعلق بالانسان و خصوصا ان هذه الرواية نشرت قبيل وفاته و في رسالة بعثها الى احد أصدقائه يقول انه رغم انني انتهيت من الاخوة كارامازف إلا انني لا زلت غير قادر ان اعبر عما افكر فيه تحديدا و اتمنى من الله ان يلهمني الأسلوب الامثل لكي أعبر عما يُشغلني من مواضيع و أفكار و ربما من هنا جاءت فكرة ان الاخوة كارامازوف لم تنتهي و ان هناك جزء اخر من الرواية الا ان الحقيقة ان الاخوة كارزمازف كرواية تمّت و انتهت و نشرت قبيل وفاته القصة بمجملها بسيطة جدا إبن عاق متهم بقتل أبيه المستهتر و الماجن و فتلتقي كل شخوص الرواية في المحكمة للنظر في هذه القضية و التي لخصها وكيل النيابة ان هذه القضية ليست قضية عائلة انما قضية روسيا بأكملها طرحها دوستوفسكي على لسان شخوصه و التي يقال انها تمثل كل مرحلة من مراحل حياة دوستوفسكي قال احد النقاد " يبدو ان دوستوفسكي قد أراد ان يعبر في الاخوة كارامازوف عن المراحل الثلاثة التي مرّ بها دوستوفسكي من بداية حياته " ديمتري" الابن الاكبر المندفع، العصبي، والذي تحدوه آمال كبار، وعلى الرغم من سفهه وأخطائه، فإنه سليم الطّوِيِّة (حَسَنُ النِّيَة والضَّمير) مرورا ب " ايفان " الابن الاوسط يعيش حياة خالية من الإيمان؛ حيث يسأل عن جدوى وجود الشرّ في العالم، ولو كان هناك إله لهذا الكون، فلماذا يوجد الشر راتعاً في النفوس، ومسبباً الآلام الكثيرة للناس الطيبين؟ و انتهاء ب " اليوشا" الابن الاصغر خاتمة المطاف لحياته و بها عاد دوستوفسكي الى الدين و الايمان الذي توصل اليه عن طريق الإلحاد كما عبرّ هو نفسه عن ذلك اكثر من مرة يقول فرويد عالم النفس النمساوي "ما تطرقت الى قضية نفسية او مرض نفسي إلا وجدت دوستوفسكي قد سبقني اليه " والحقيقة أن هذه الرواية، هي، الى جانب رواية «المقامر» وبعض الأعمال الأخرى لدوستويفسكي، ما إعتمد عليه فرويد للوصول الى ما وصل اليه من استنتاجات. ولعل من أطرف وأغرب هذه الاستنتاجات ما يتعلق بـ «مرض الصرع» الذي قيل دائماً إن دوستويفسكي كان يعاني منه.و الذي توفي طفله الصغير من نفس المرض و ذكره أيضا في الرواية لا يوجد موضوع بالنفس الانسانية و الانسان إلا و تطرق اليها دوستويقسكي في هذه الرواية و هو لا يعرض حلول للمشاكل الانسانية انما يعرض المشاكل و يحلّلها تاركا للقارئ البحث عن الحل سواء كانت قضايا دينية ام فلسفية ام اجتماعية كل شخص في الرواية هو بحد ذاته رواية اخرى داخل الرواية مثل الاب زوسيما , الأطفال اليلوشا و كوليا و الذي افرد لهم دوستوفسكي صفحات في الرواية. اخيرا يقال بأن من يقرأ دوستوفسكي يخرج بحالة مختلفة عن تلك الحالة التي دخل بها الى عالمه فهو يقلب حياة و افكار قارئه رأسا على عقب
شخصيّات الرواية غير طبيعيّة تندفع كالنيازك الحارقة نحو المستحيل كلّهم أصيلون، وعميقون بلا حدّ، ممتلئون بالصراعات الحادّة شخصيّات ثرثارة لكنّها تفكّر وتشعر، وهذا هو المرعب
عرفت طوال دراستى فى المرحلة الثانوية أن دوستويفسكي أحد رواد الرواية الكبار، وكنت أود لو قرأت أيا من عماله، ودارت بى الأيام، وقرأت أعمالا لروائيين كثر، مصريين، وعرب، وعالميين؛ لكنى لم أقرأ شيئا لأحد روسى! ثم جاء يوم وكانت تباع تصفيات معرض القاهرة الدولى للكتاب، وكانوا فتحوا فرعا فى قصر ثقافة أسيوط، وجعلوا فيه الكتب القديمة (ربما قالوا فى أنفسهم: صعايدة ولا يعرفون شيئا، لكن الإقبال كان مبهرا)، وكتب مكتبة الأسرة، ووجدت أعمال دوستويفسكي، وأردت شراءها، لكن كانت فوق مقدرتى كطالب، وأشتريت أشياء أخرى، ثم مرت سنون، بعدها عرفت طريق الهيئة المصرية العامة للكتاب، ووجدت بعض أعماله، وحين توفر المال، واتخذت القرار، لم يكن يبقى إلا الإخواة كارامازوف. وكنت أعرف أنها عُربت باسم الإخواة الأعداء. لكنى بعد قراءتها تساءلت هل الأعمال الدرامية والسينمائية استطاعت أن تصل لنفس التصوير والتعبير عن أدق المشاعر؟ وأشك فى ذلك!
وقد بهرنى عندما بدأت قراءته، هذا الإحساس العالى، وهذا الغوص فى النفس البشرية، وهذا التفكر فى الدين والإيمان ... إنه حتما روائى عبقرى! وإنى لأعجب من قدرته على الغوص فى النفس البشري، وتصوير أدق خلجات النفس، وأتساءل أنى له أن يصور كل شعور وعكسه، كيف له أن سثور الفقر والذل ثم يصف الكبرياء والعزة، لابد أن يكون قد عاشها أو عايشها، ومع ذلك وصل لقمة الشعور بالآخر، وفهمه! من أرقى المواقف التى يبدع دوستويفسكي فى وصف ما يعتمل فى النفس البشرية، وكيف تتأرجح النفس بين القيم الأخلقية العليا والدركات السفلى، موقف تلميذ المرسة الصغير إيليوشا، من الرجل- الابن كارامازوف الأكبر، ميتيا- الذى اعتدى على أبيه وأهانه، وكيف يدافع عن نفسه لوحده أمام الأطفال زملائه الذين يعايرونه، وكيف يطالب أباه بالتمسك بكرامته وعدم قبول تعويض! هذا موقف مؤثر من طفل، عظيم الوصف من روائى إنسانى! هذه النسخة العربية التى معى ترجمها الدكتور/ سامي الدروبي، وترجمته ذات لغة سامقة، وفيها الكثير من الإيضاحات لبعض الوقائع المرتبطة بحياة دوستويفسكي ورواياته. لكن يعيبها- خاصة الجزء الأول- سوء الإخراج الفنى الطباعى، من ناحية الأخطاء المطبعية الكثيرة، وعلامات الترقيم، ومراعاة المسافات!
لا يمكنك أن تقرأ لدستوفسكي دون أن تصبح أكثر حساسية نحو الإنسانية ككل. صحيح أن روايات دستوفسكي تمتليء بتساؤلات عن الخير و الشر و لكنها تعرض شخصيات غير شريرة بالكامل أو غير خيّرة بالكامل, الطبيعة الواقعية للإنسان..حتى اولئك الذين يؤذون الآخرين من حولهم بإمكان الغوص في ملامح شخصياتهم أن يجعلك تشفق عليهم وتعذر لهم مواقفهم, كذلك الذين يمتلئون طيبة و حباً لا يتوانون عن الإعتراف بإمتلاكهم ميولاً للشر, و هذا ما يجعل روايات دستوفسكي ساحرة, أنهم يشبهوننا مع الكثير من الصراحة في التعبير عن الذات و دواخلها-لا أدري إن كان هذا من طبع الروس أو متعمداً من الكاتب- إنك تجد في محادثات الرواية تقلبات إنسانية متعددة, هدوء و اضطراب و هيجان و بكاء و سكينة و مفاجآت, الرواية تمتليء بالمفاجآت و الفضائح و ما لا تتوقع حدوثه يتزامن مع توتر نفسي للشخصيات الشاهدة على الفضيحة, يبدو لنا المجتمع الروسي محافظاً و هو يتشبت بمفاهيم الشرف و العار و الأخلاقيات الإجتماعية و استنكاره للتصرفات الخارجة عن الأدب و النبل كما أنه في ذات الوقت لا يخلو من النوايا السيئة و الأفعال المؤذية. رواية متكاملة مليئة بالشخصيات المختلفة و الوصف الدقيق لأطباعها و حضور للأطفال و العجائز و الشيوخ و المرأة المتقلبة و المسيحي المثالي و الملحد و المريض و الفقير و الثري و تشابك حميمي فيما بينهم كقرية صغيرة تحتويهم. ما لم أفهمه هو شخصية الرواي, يتحدث الراوي منذ البداية كما لو أنه يحكي قصة قديمة كان له إطلاع عليها و نحن-القراء- غائبون, تارة يصف المدينة في الرواية ب"مدينتنا" كما لو أنه عاش في داخلها و تارة أخرى يعتذر عن اضطراره لقطع الحديث عن بعض الخدم حتى حين آخر حيث بإمكان قصة الخدم "أن تعرض من تلقاء نفسها فرصة الكلام مرة أخرى" و هنا يبرز الكاتب ذاته الذي تطرأ له خيالات روايته في أثناء الكتابة! غير أن طريقة سرده كما لو أنه رواي حكاية حقيقية تعطي تشويقاً جذاباً يحض على استمرار القراءة. ما لاحظته في روايات دستوفسكي هو وجود شخصية نسائية تدور حولها شخصيات أخرى منجذبين إليها و مثيرة للجدل, مليئة بالاضطراب العاطفي و تعاني من تشوش في اتخاد القرارات العاطفية, هذه الشخصية لا يمكنك معرفة من هو الرجل الذي تحبه و لا أحد آخر في القصة بإمكانها الجزم و لا يبدو أنها صادقة في مشاعرها, أهي متلاعبة؟ أم مرتبكة؟ بريئة أم تحيك مكيدة ما؟ لا أحد يعلم! إن كان معاصري دستوفسكي لم يصفوه بالعبقري حتى قراءتهم للاخوة كارمازوف فأعتقد أنهم قد اجحفوا في حقه, دستوفسكي لا يملك فقط عبقرية ربانية ما وقدرة على إمتصاص و استيعاب عقلية المجتمع من حوله و فهم دواخلهم دون أحكام -و هذا بحد ذاته ميزة عظمى- و لكن قدرته على جمع هذه الشخصيات و تحويلها إلى رواية شيقة تحمل معاني إنسانية سامية و تحلل دون أن تجزم سلوكيات البشر و أفكارهم الوجودية و تعبيراتهم العفوية و أن تكون شخصياته المتخيلة قريبة جدا من الإنسان الواقعي بكل اضطرابه و ألغازه هو ما يجعل دستوفسكي أقرب إلى إله الأدب الذي يملك العلم الكامل به و القدرة الخارقة في التمكن منه, حتى أنني لا أدري كيف يجرؤ أي كاتب آخر على ادعاء كتابة الأدب بعد دستوفسكي. ملاحظة: رغم أن الرواية مترجمة عن الترجمة الفرنسية إلا أن سامي الدروبي قد قدم مجهوداً كبيراً في صياغة الكلمات التي كونت هذه اللغة الجميلة للقراء العرب, له كل التقدير.
مذهلة كعادة دستويفسكي! على الرغم من ان الاحداث قد لا تشجعك كثيرا على الاستمرار في قرائتها، اي انه لايوجد "تشويق" لمعرفة ماذا سيحدث بعد ذلك الا ان في السرد سحرا يجعلك تقلب الصفحات لا اراديا وتقرأ وتقرأ بعد الانتقادات التي قرأتها عن هذه الرواية، اولا الاسماء وصعوبة حفظها خاصة ان الاسم يتكون من ٣ مقاطع وقد يذكر الكاتب اي مقطع منهم، ثانيا بان الاحداث قد تبدو غير واقعية وقد ان ترى ان الكل قد جَُن ولكن لا نستطيع الحكم بهذه الطريقة لاننا ١ـ لا نعيش في روسيا،٢ـ لا نعيش بالقرن الثامن العاشر .. اعتقد ان قراءة مثل هذه الروايات هي بوابة للقارئ كي يفهم كيف تطورت الحياة والمبادئ وكيف كانت الديانات سابقا وما هي الظروف التي دعت بان تنفصل عن الدولة، هذا اذا كان هنالك صلة اساسا ------------ الرواية تتحدث عن الاخوة كارمازوف: الاخ الاكبر ديمتري
ذاك الشبل من ذاك الاسد، يشبه اباه، سكير ويعشق النساء، الا ان في قلبه شيئا من الطيبة والحب لا توجد عند اباه...ماتت امه وهو لا يزال طفلا ومنذ ذلك الوقت تركه اباه.. بعد ان اصبح رجلا عسكريا قرر ان يسترد امواله من ابيه "حقه المشروع" .. ومن هنا تبدأ المشاجرات و النزاعات مع اباه. الاخ الثاني ايفان
ايفان هو اخ ديمتري من غير الام .. خضع لنفس ظروف ديمتري وتنقل من بيت الى بيت ليرعاه .. الا انه لم يحتمل الاحسان ونظرات الاستعطاف تجاهه،فقرر ان يجتهد في دراسته ويعتمد اعتمادا كليا على نفسه، حتى انه لم يطلب من ابيه كوبيكا واحدا، واصبح على درجة عالية من الثقافة .. وبعد ذلك يقرر الرجوع الى منزل ابيه، لماذا يا ترى؟
الاخ الاصغر اليوشا
الاخ الوحيد الذي تراودك شكوك انه من ال كارامازوف.. الاخ الطاهر النقي الذي لا يحكم على احد،ولا ينظر الى المذنب بعين الاحتقار،حتى انه يحترم اباه"الفاسق" احتراما شديدا وهذا ما جعل اباه يحبه جدا لانه الوحيد الذي لم ينظر اليه نظرة ازدراء
يجتمع الاخوة الثلاث عند ابيهم، وتبدأ المعركة، ايفان الصامت دوما وسر رجوعه الى ابيه، ديمتري المجنون كأبيه و امواله التي يريدها، الاب دائم السكر الذي يكره كليهما، واخيرا الملاك اليوشا الذي لا يحتمل ان يرى عائلته ممزقة بهذا الشكل ومحاولاته بالاصلاح
من هذه الرواية، ومن وحيها، يمكننا أن نرى البشر على ثلاثة أقسام:
القسم الأول: الذين هم مثل إليوشا فيدوروفيتش بطل الرواية، وهم هؤلاء الذين يستمدون قوتهم من إيمانهم بالخير والفضيلة، إنطلاقا ً من حدس ديني وروحي قوي.. مثل هذا الإيمان لا يقوم على العقل بل يقوم على الحدس والشعور، ولذا فيمكنه تقبل كل الهزات دون أن يتزعزع، لأن جذوره مستقرة في أعمق أعماق النفس، وما كان مستقرا في أعماق النفس، لا يمكن لشيء خارجي أن ينال منه.. أهل هذا النوع من البشر يحبون البشر ويحبون الحياة، ولا يزيدهم اختبار شرور الحياة إلا إيمانا وثقة..
القسم الثاني: ويمثله إيفان فيدوروفيتش وديمتري فيدوروفيتش..ولقد يبدو أن كلتا الشخصيتين مختلفتان تمام الاختلاف، هذا صحيح، غير أنهما تشتركان في أمر يجعل من أي تناقض آخر فيما بينهم مسألة فرعية.. إنهما قد تشابها في مسألة التناقض والصراع الإنساني الذي يملؤهما، مع صدقهما ورومهما الحقيقة في كل الأحوال.. إن صور ذلك التناقض تختلف فيما بينهما، فلئن كان ديمتري تغلبه غريزته في الاستسلام للشر، فإن إيفان يغلبه عقله الإنساني في التسليم لحقيقة تمكن الشر من هذا العالم.. إنهما صورة لمأساة الإنسان بضعفه وجبروته، بعلمه وجهله، بيأسه وتصميمه، وبرغم كل شيء فهو إنسان حي قلبه وإن أنكر هو نفسه ذلك!
القسم الثالث: هو نوع قوي الإيمان، ولا تحيره التناقضات، غير أنه يستمد هذا الثبات من إيمانه بنفسه فقط.. بوجوده ولا شيء آخر .. ترى ماذا سيصير إليه الإنسان إذا أنكر كل شيء ما عدا ذاته؟ إنه سوف ينكر جميع الفضائل بالضرورة، وسوف ينكر جميع الآلام التي تلحق بالآخرين، وإن تأثر بها لحظيا ً فلسوف يعود ويسخر من نفسه أن آمنت بغيره في لحظة ـ إنه سوف يبتر كل نبتة للإنسانية بداخله! -، وسوف يصبح حيوانا ً شرها ً شراهة عقلية ذكية، أسوأ من شراهة الحيوان التي هي غريزية وبسيطة.. هذا النوع يمثله في الرواية الآب فيدور بابلوفتش أبو ديمتري وإيفان وأليوشا..
إن دوستويفسكي هو جراح يشرح النفس الإنسانية بمبضع الأدب الفاعل.. لم يتلق دوستويفسكي تدريبا لهذا العمل، ولكنه يقوم به بغريزته.. علموا أولادكم ومن تحبون قراءة دوستويفسكي، فلئن عجزنا كثيرا في أن نجد لأنفسنا أو نخبر غيرنا بالإجابات النهائية للأمور التي تؤرقنا، فلعل في دوستويفسكي همسا ببعضها، أو على أقل تقدير عزاءا راقيا لنا ولمن نحب في أننا لا نجدها..
واحدة من أسهل الخمس نجوم اللي طلعوا لحد دلوقتي . رائعة فعلا . كملحوظة جانبية : أنا حاسس إن البشر اللي في الرواية في غالبهم أذكى و أحد و مدركين ذواتهم بصورة أكبر من المتوسط ، دا غير انهم نوعا ما مجانين ، و كتير منهم بيستطردوا في الكلام باندفاع شديد و مش مترابط أحيانا كإنهم متكلموش بقالهم عشر سنين و عايزين يقولوا كل اللي عندهم في الكام سطر دول ، دا بيخلي الرواية ممتعة و مركزة أكتر أكيد ، بس مظنش البشر الطبيعيين كده . شخصية واحدة كده كان ممكن ، إنما حاسس الموضوع اتكرر كتير ، لحسن الحظ طبعا :D
رواية طويلة جدا تشعر من طريقة سردها و الأسلوب الخطابي و المستطرد لكاتبها بمدى تأثره بالنصوص الدينية .لقارئ هذا العصر قد تكون الرواية فيها الكثير من الإطالة و الحشو و لكنها تطرح الكثير من الأسئلة الوجودية، هل الدين و الإيمان هو منبع الأخلاق "إذا لم يكن الإله موجودا فكل شىء مباح"؟هل من العدل أن يحاسب المجتمع المخطىء إن لم يكن أعطاه الفرص كاملة منذ طفولته في الحب و الأمان؟هل يحاسب الإنسان على نيته أم فعله؟هل نحب آباءنا فقط لأنهم آباءنا أم نحبهم لما يقدمونه لنا من حب و رعاية؟و هل يوجد الإيمان المطلق في النفس دون وجود الشك ؟ ورغم تعرض الإخوة الأربعة للظلم و المعاناة فقد كان لهذا الألم و هذه المعاناة تأثير مختلف على شخصية كل واحد ��نهم فأليوشا حافظ على نقاء قلبه و حبه لكل من حوله ،ديميتري كان غاضبا ثائرا و لكنه لم يكن قاتلا و لا سارقا ،إيفان المثقف الذي دمره الشك في أن يكون السبب في قتل أبيه ،أما سمردياكوف و الذي كان الابن غير الشرعي لفيودور و الذي نشأ في البيت كخادم منزوع الحقوق فهو من ارتكب جريمة القتل و بالرغم من أنه اعترف أنه قتل أباه لأنه أحس بأن إيفان يريد ذلك و هو لايؤمن بالله والعقاب و لكني شعرت أن دافعه كان الكره والانتقام
This entire review has been hidden because of spoilers.
لا أتصور أن قربنا من النص سيكون لولا الترجمة البديعة من د. سامي، فلتنزل عليه الرحمات من الرب الرحيم أول تجربة لي مع دستوفسكي، وسعيدة أن تكون رحلتي معه تبدأ بـ أفضل ما كتب، لا أقول أني أعجبت بها كثيراً، لأني لم أستطيع أن أتقمص دور أي أحد من الشخصيات خصوصاً حيال شكوكهم في وجود الخالق، أو شعورهم بالازدراء من أنفسهم كمال في حال ديمتري ووالده. ومع ذلك هناك ما جذبني لمواصلة القراءة ويدفعني لمواصلة قراءة الجزء الثاني، وكلي أمل أن تتوثق علاقتي بالشخصيات لاحقاً وأن أعرف سر جاذبية النص
الرواية ممتعه جدا ورغم كل الصفحات الي قريتها الا ان تقريبا من ناحية الاحداث من الواضح ان الي قريته كله كان مجرد تمهيد ومع هذا ما كانت الرواية مملة ابدا ..
الأخوة كارامازوف ..الجزء الأول ..دويستوفيسكي تعد سلسلة الأخوة كارامازوف من أشهر الروايات الروسية على الإطلاق لأنها أولاً خطت بقلم العبقري دويستوفسكي ..وثانياً لما تحمله من مضمون عميق وغزير عن النفس البشرية وعن طبيعة الإنسان وذلك مالم تحتويه أي روايات أخرى ناقشت نفس القضايا .. لطالما هممت لقرائتها ودائماً ماكان يستوقفني هو عدد صفحاتها الكبير حيث تتألف من ثلاث أجزاء كل جزء يرنو من ال500 صفحة من القطع الكبير .. فأقول لنفسي اني بحاجة لعطلة طويلة كي أنطلق بها وخصوصاً وأنني أجد صعوبات مع الأدب الروسي بشكل عام في فلسفته وفضائه والفراغ الذي طالما تجده بين سطور كتاباته أما عن هذا الجزء الذي انهيته الآن فماذا يسعني أن أقول .. الأخوة كارامازوف الشخصيات المميزة الثلاث مع الشخصية التي أجد نفسي مضطراً أن أصفها بالمقززة وهي الأب فيدور بافلوفيتش هم عالم كامل لا يستطيع شخص أن يضعهم في قالب واحد ضمن ثنايا رواية واحدة إلا عبقري كدويستوفيسكي الأخ الأول ديمتري الهائج العنيف الأشبه بأبيه بإنحلاله وتصرفاته لكنه ذو قلب يحمل بذرة عطف أو طيبة الأخ الثاني ايفان المثقف المتحفظ ذو الإتجاه الإلحادي الباحث عن مسبب الشر وعلاقته بالإنسان أما الأخ الثالث ..أليوشا وهو بطل الرواية ..الإنسان الرقيق اللطيف الذي هو أشبه مايكون بنسمة باردة ذو روح جميلة وعطف واسع وتعلق بالله وبالكنيسة وفيه من جمائل الصفات الكثير على الرغم من أنني دائماً ما اعتدت على الإستهزاء بما تقدمه الشاشات العربية عن أبطال وبيئة هي مثالية بشكل مفرط غير واقعي لم أستطع هنا إلا أن أحب اليوشا وهذا مايميز الكاتب المبدع حين يجبرك على إعادة احكامك .. ولعلني تقبلت إليوشا المثالي هنا نتيجة الجو الذي خلقه دويتوفيسكي المليئ بالشخصيات الكريهة الواقعية والتي نشاهدها في حياتنا أيضاً وفي هذه الدوامة سيلمع نجم اليوشا لا شك لأننا دائماً ما نبحث عن الجمال والفطرة و الأخلاق لنركن اليها فلخصها لنا دويستوفيكسي بإليوشا .. أما عن الأب فيدور الشخصية المستفزة .. الكريهة الرجل منعدم المسؤولية العربيد الذي يؤمن بأنه كالحشرة لا بل يجد في بعض الأحيان أن الحشرة قد تفوقه في الأهمية .. ستجده مطولاً في هذا الجزء وستقرأ عنه بأسلوب لم تعهده من قبل الأسلوب الذي يسبر غور النفس البشرية لهكذا شخصية .. ستجده يتحدث عن نفسه عن مكنونات قلبه وستجد تعليقات المراقب الخارجي عنه أي أنك ستحيط بكل مايتعلق به .. دويستوفيسكي هنا يخلق طريقة من أروع ماتكون حيث يصف لك الشخصيات وكأنها ثلاثية الأبعاد .. لا من الناحية الشكلية فقط وإنما من الناحية النفسية لتشعر أحياناً أنك الشخص المتحدث نفسه وأحياناً أخرى أنك مراقب خارجي ترى وتسمع مايصدر عنه أما عن الأفكار المطروحة داخل الرواية ..هنا تستطيع أن تعرف معنى الرواية الحقيقة .. الرواية التي تستحق أن تقرأ .. لا لإعجابي بلإفكار المطروحة .. وإنما لأنك داخل هذه الرواية لا تشعر وأنك بفراغ هو عبارة عن عبارات منمقة وقصة مستهلكة كما نرى في كثير من الأحيان وإنما تنتقل في عالم دويستوفيسكي الذي يحدثك عن الله .. عن الشر والخير .. عن الإنسان .. عن العلاقات بين البشر .. عن الحب والعطف .. حتى عندما يغوص في نقاش عقائدي يتعلق بالعمل الكنسي والإكليروس .. تجده يقف تارة مع الشخصية الملحدة المناقشة وتارة مع الرهبان والشيوخ في أسلوب مناقشة عقلية وليس تلقين معلومات سطحي ..وضمن هذا الكم الرائع من الأفكار والأراء والمناقشات تجد نفسك تنتقل مع أبطال الرواية ضمن قصص ثانوية لتغوص معها أيضاً وكل قصة منها تحمل الكثير من التفاصيل والأفكار التي تخلق لك عالم كامل في استراحة قصيرة عن القصة الرئيسة ومما أعجبني أيضاً أن الرواية على الرغم من إمتلائها بالشخصيات الماجنة منحلة الأخلاق إلا أنك لا تجد وصفاً مبتذلاً لأفعالهم ولا فقرات مليئة بلإيحائات المقززة أو التعبيرات المبتذلة وساعد في ذلك الترجمة الرائعة للدكتور سامي الدروبي أما عن ما مالم يروق لي فهي عدة نقاط بسيطة لم تؤثر في تقييمي بعد أن اعتدتها لنهاية الرواية ومنها بعض الإسهاب في وصف الشخصيات أو بعض النقاشات بشكل ممل وأيضاً تعدد الأسماء للشخصية الواحدة حيث ستجد اسماً أولياً واسماً للتصغير للتحبيب واسماً للتصغير للإحتقار وعليك الربط بين هذه الأسماء وأصحابها أعتقد وأنني وبعد أن أنهيت ال500 صفحة الأولى لن أتوقف هنا سأتابع هذه الملحمة لنهايتها لأنها روت ظمئي لرواية تشعر وأنت تقرئها انك تغتني فكرياً وليس تقرئ لتقتل الوقت ضمن قصص مستهلكة وعبارات مكررة .. الجزء الأول سيستحق ال 5 نجوم وأنصح بقرائته ..
"أفتظنين أن في هذا العالم ذنبًا يمكن أن يفوق الحب الإلهي؟" دوستويفسكي لن يتوقف كل مرة عن رطم رأسك في الحائط مرات عدة، لن يتوقف عن إلقاء معتقداتك الرئيسة من أعلى الكوبري ويرغمك على إلقاء نفسك بحثا عنها في النهر العميق.
عالم دوستويفسكي لا يتصارع فيه الخير والشر ولا الرحمن والشيطان، هذا العالم هو أنت فقط، هو ملاحظ جيد وضعك تحت المجهر ووصف ما رأى دون تجويد أو تعليق. لا يمكنك أن تعرف رأي دوستويفسكي في امتزاج الدين بالسياسة ولا في الخلود ولا في مدى حبه للمادة أو كرهه لها، هو يعرض الرأيين، مقتنع بالرأيين، يجعلك تنحاز نفسيا للرأيين فتتوه أكثر في عمق النهر.
آل كارامازوف ليس لهم صفات خاصة في رأيي، هم آل آدم فقط متجردين من تغيير مسميات الأفعال والكذب على أنفسهم كل مساء. الغريب أنني لم أحتقر الأب هنا، هو شخص باحث عن الشهوات ولكنك ترى فيه فيلسوفا كلما تحدث، ترى في أقواله عمقا غامضا لا تفهمه وترى أن وراء الفعل هذا صراع عميق ، هو فقط له فلسفته المختلفة عنك، شخصية معقدة مثلنا جميعا .. الفارق أنه يُخرج في لحظات الطيش ما يكمن في عقله. الأخوة كارامازوف هم عقل واحد يظهر كل واحد منهم لحماية صاحبه في وقت ما، هو منافق، هو تقي ورع، هو محلل جيد، هو مؤمن، هو كافر .. كلهم عقل واحد متعدد الحالات لن تمل أبدا وأنت في حضرة دو، حين تغلق كتابه ستنتبه إلى المسافة بين دقتيّ عقرب الساعة، ستنتبه إلى ثقب صغير في جدار الغرفة ربما يكمن فيه كائن ما مدرك لحقيقة أمرك، ستحاول تحليل زنات البعوض وتعتقد في لغة خاصة، ستسأل القلم هل هو راضٍ عما يكتب أم لا!!
"حسبها أن تكون امرأة، هذا وحده نصف الأمر" ما أسوأ أن يكذب المرء على نفسه! "وهل يمكن فعلا أن يكون من حق كل إنسان أن يعيِّن، حين ينظر إلى أقرانه البشر، أولئك الذين يستحقون أن يعيشوا وأولئك الذين يجب أن يزولوا؟"
لا أعرف من أين أبدأ، هل أبدأ بفيدور بافلوفيتش ذلك الاب الأحمق المجنون المُتصابي المثير دائماً وأبداً للمشاكل والذي كان بارعا في أن يثير حنق الآخرين طوال الوقت ولكنه رغم براعته هذه لم يفلح أبداً في أن يُغضبني بل علي العكس فكنت دائما مُتعاطفة معه، أم يُفضل ان ابدأ ب الكسي ذلك الابن الأصغر البار و الانسان الوحيد الذي يبدو مستقيما في هذه الاسرة الماجنة، أم دمتري الإبن الأكبر ن الذي يلذ له كل اللذه ان يعذب نفسه ويذيقها كل الوان العذاب متلمسا في هذا تكفيرا عن ميله الانحرافي ونفسه المشوهة والتي يري انها إرث هذه العائلة وقدرها، او يستحق هذا ايفان الابن الأوسط هذا الثعلب الماكر المثقف صاحب الخطط والمكائد والذي يتحول إلى قطة صغيرة أمام حبيبته والتي هي خطيبة اخوه؟ لعلي لا أعرف بمن أبدأ ولكن حتما أعرف انه يجب ان انهي بدوستويفسكي، هذا الذي برع في أن يعطي للفلسفة والجدل حقهما في السرد مع مراعاة الحبكة الفنية وذلك من أجل إيضاح دواخل النفس البشرية و تناقضاتها، كذلك أفرد مساحة لا بأس بها لقضية الايمان بالله مع وقوفه علي الحياد فهو لا يدعوك إلى الإيمان ولا إلى الالحاد انما هو يوضح دوافع كل شخص لمبدأه...... يتبع
أنهيت الرواية أخيرا, بعد ما يزيد عن الألف و خمسمائة صفحة قرأتها بترجمة سامي الدروبي, و كالعادة كانت الترجمة أكثر من رائعة
الرواية طويلة جدا, و فيها الكثير الكثير من التفاصيل. تكمن روعة هذه الرواية في سبرها للنفس الإنسانية و تعرية دوافعها الأساسية, و تفسير سلوكها بشكل مقنع, و يكاد يكون علمي
لم يترك الكاتب أي شخصية من شخصيات الرواية دون أن يشرحها تشريحا وافيا و يصف إنفعالاتها و حتى حركات الجسد غير الإرادية. أبدع ديستوفسكي في هذا الأمر أيما إبداع
في المقابل, أرى أن هناك تطويلا للرواية, لا أجد له مبرر في النسق الروائي, كالأحاديث الطويلة و المسهبة عن اللاهوت المسيحي, و نظام المحاكم الأكليريكي, و ما إلى ذلك.
هنالك أجزاء تعد بمئات الصفحات مفردة لتلك الفلسفات اللاهوتية.
فإذا لم تبلغي السعادة، فلا تنسى أنك سائرة في الطريق السليمة، فا تحيدي عنها، واهربي من الكذب قبل كل شيء، اهربي من جميع انواع الكذب، ولاسيما كذب الإنسان علي نفسه، راقبي ذاتك وافضحي الكذب في نفسك كل ساعة، وكل لحظة، وتجنبي الاشمئزاز ايضا، تجنبي الاشمئزاز من الناس ومن نفسك علي السواء وان ما قد يبدو لك في طبيعته شرا انما يصفيه ويبقيه ويطهرك مجرد شعورك به، حاربي الخوف كذلك، وماالخوف علي كل حال الا ثمرة من ثمرات الكذب... "افضل اقتباس للسنه👏❤" لا اجد مايرتقي لاكتبه عنك يا ديستويفسكى العظيم❤❤
Bestemte meg for å lese en klassiker i år. Ble skuffet. Noen passasjer er fine å lese, men jevnt over kjedelig. Kanskje er jeg for ung til å lese ennå 😂
لستُ ناقدة في الأدب، ولا أُحب كتابة رأيي المتواضع في عمل أدبي بارع إلا أني سأكتب عما أراه مهماً في تلك الرواية بالأخص فقد أعجبتني لدرجة أن أكتب هذا... هناك من يكتب رواية لأجل أن يسرد أحداثاً ويجتهد بتفنين طريقة سرده عبر الشخصيات فتمثل الأحداث الهيكل الأساسي الذي يتخير من أجله أبطال الرواية. وهناك من يكتب رواية لأجل أن يسرد شخصيات ويختلق الأحداث التي تجعل من الشخصيات في أبهى ظهورها ومعرفتها العميقة. وهذا ما أبدعه دوستويفسكي في روايته الأخوة كارمازوف عندما فاجاني حقاً بعرضه التحليل النفسي العميق لكل شخصية. التحليل النفسي الذي خضعت له كل جوانب الشخصية في ظاهرها وباطنها، فقد فعل ذلك حتى دون أن يجتهد بجعلها وراية على ألسنة الأبطال، بل كانت ذات طابع سردي أشبه بالكلاسيكي. إلا أن محتواها النفسي والفكري والعاطفي أقوى من أي رواية عصرية سبق وقرأتها.
تناولت الرواية عدداً من القضايا الكبيرة فكرياً وروحياً لدرجة عميقة جداً ومفصلة. كانت مشاهد وصف المكان والشخصيات تشعرني ببعض الملل من طولها رغم أنها كانت في محلها مع كل شخصية. فصرتُ أتوقّع طابع كل شخصية من مواصفاته البيئية والجسدية والعكس كذلك. برأيي أن الرواية تناولت فكرة إنسانية عظيمة مقسمة إلى أفكار مختلفة عبر شخصيات مفصلة وموضحة بشكل أكثر من الرائع. فالفكرة في تلك الشخصيات التي تنعكس صورتها في المجتمع الروسي وكل مجتمع إنساني قد تغافل عن مبادئ الدين والأخلاق الصحيحة. الأسلوب التشويقي بالأخص في الجزء الرابع جعلني أقرأ قرابة 350 صفحة في ليلة واحدة. لم يعتمد الأسلوب في طريقة العرض على رواية من الأبطال أنفسهم أو رواية الكاتب بشكل سردي تقليدي تماماً، بل كان هناك راوٍ ظننتُ بادئاً أنه أحد الأبطال الذي سيضوي عليه الكاتب الضوء في خواتيم القصة إلا أنه ظل مجهولاً. قد يكون الرواي هو الكاتب نفسه وكأنها قصة حقيقية عاشها ودوّنها في مذكراته، وقد يكون راوٍ آخر اختلقه الكاتب وجعله كثيراً للتساؤل. لغة الحوار من أكثر الأعمدة الجليلة في تلك الرواية فقد تميزت الشخصيات بردها المختلف بناء على اختلافهم ولم يحدث اضطراب في أي رد عما يميز كل شخصية والأخرى حتى صرتُ أتوقع الرد من كل شخص بطابعه المختلف.
بدت لي النهاية لأول وهلة نهاية مفتوحة أثارت قلقي مما دعتني للبحث ما إن كان هناك جزءاً خامساً للقراءة. لكن بالحقيقة النهاية محكمة ومغلقة تماماً. مرضية للقارئ إذ تصل إلى منجرف الواقع الحتمي من تلك الأحداث. فهي فكرة هامة وهي: شتات العائلة، وضياع الإنسان نتيجة فساد عماد الأسرة وهيكلتها. ولقد ترك لنا احتمالات في النهاية رغم أني أراها نهاية مغلقة. فتلك الاحتمالات هي: نجاح الأخ الأكبر ديمتري الذي حُكم عليه ظلماً بالهرب، واحتمال آخر وهو أنه لن يستطيع الهروب وسينتهي إلى السجن في الأعمال الشاقة وقد يقتل نفسه... فهو في كل الأحوال سينتهي بنتيجته التي توصل إليها أخيراً وهو أنه استطاع أن يفهم الكثير عن ذاته التي بدت له سيئة الخلق قبيحة النفس بادئاً ثم إن كارثة كتلك هبت في حياته نتيجة أخطائه لتغير مساره وتميز في ناظره بين العبث واليقين، وتثبت فؤاده على الحقيقة التي جهلها وعاش يتخبط حولها. فقد توصل لليقين رغم الحكم الظالم عليه، وقد تيقن من حبه ونقاء قلبه ووفائه كما تيقن من حلمه وإن كان في نظري بسيطاً يعبر عن شخصيته التي هي بسيطة ساذجة جداً في أصلها. رغم أنه مظلوم بالحكم إلا أنه غير مظلوم بما توصل إليه مما هو أشبه باستقرار نفسي وعاطفي إلى حد كبير عكس شقيقه إيفان الذي كان أكثرهم مثيراً للحزن برأيي. لقد كان الأخ الأوسط إيفان صاحب فِكرٍ وناشداً للحقيقة في وسط من العبث والضلال، غير مُستقر في ذهنه وفكره رغم فهمه القوي لمشاعره، كانت فكرته هي مطلبه الوحيد وهي الوصول للحقيقة في كل شيء وبالأخص في قضية مقتل أبيهم، وعندما توصل إليها وعلم أن أخاه بريء لم يكن ليملك دليلاً قاطعاً واحداً يبرئه بل كانت نفسه تملك كل الأدلة النفسية التي تدينه بدلاً من أخيه. ولا يفتأ أن يفكر في نفسه سوى بتلك الصورة المزرية التي يرى فيها نفسه قاتلاً دون القتل الفعلي؟ نهايته مؤلمة فلم يستطع أن يوصل فكرته لمن حوله ولم يصل إلى استقرار فكري ونفسي بل صاحبه مرض في عقله نتيجة الشتات بهلوسة وحمى. وتلك النهاية التي تمنحنا فكرة عن احتمال وفاته، وإن لم يكن فقد يُعافى ويعيش بقية حياته في عذاب من ضميره وألم يشقى به ويجعله كالميت تماماً. وتلك النهاية هي أكثر ما يؤلم صاحب الفكر المنطقي الذي يخطو في حياته بناء على عقله: ألا يصل فكرته ويبدو للناس ولنفسه شقياً في فكره مريضاً مشتتاً بغير هدى. أما الأخ الأصغر ألكسي، فهو مثالي في أخلاقه الإنسانية الرفيعة وبداخله يقين قوي يمنع كل تصارع أن يحتل جوفه. برأيي أنه شخصية أقرب للخيال من الواقع رغم هذا وجودها في القصة يعتبر عنصراً أساسياً جداً فهو يمثل المرآة التي لا خدوش أو اتساخ عليها. والشخصيات كلها تنظر إليه بنظرة المثل الأعلى في الروح الإنسانية.
أمتعتني الرواية كثيراً ولا أستطيع مقارنتها بغيرها مما قرأتُ سلفاً، فلها طابع سيكولوجي وفكري وأدبي وفني وتربوي خاص لا يمكن أن أقول سوى أنني أفرض على كل من يهتم بالإنسانية أن يقرأها، وكلنا نهتم!
🔸 صنف سيغموند فرويد هذه الرواية كأروع ما كُتب في تاريخ الأدب، و هو محق في هذا، فدوستويفسكي أمهر و أبرع من كتب عن النفس البشرية و صراعاتها.
🔸رواية ليست ببسيطة رغم قلة الأحداث مقارنة بحجمها، هي رحلة عميقة في غمار النفس الإنسانية. تحليل عميق لشخصيات عديدة و متنوعة رُسمت ببراعة و إتقان، لكل شخصية عقائدها و توجهاتها و صراعاتها الداخلية، هذا العمل هو موسوعة إنسانية شاملة، فكاتبنا حلل ببراعة الجانب النفسي و العقلي لشخصياته.
🔸عالجت الرواية عديد القضايا المهمة في ذلك الوقت، كما هي الآن: الصراع بين الدين(الكنيسة)و الدولة، الروابط العائلية و تأثير البيئة على بناء شخصية الأطفال، السعي إلى نشر القيم في المجتمع، تهذيب النفس رغم ما تقاسيه من قوى ظلامية متسلطة داخلية و خارجية. كما قامت على التضادات:الخير و الشر، المادة و الروح، الحب و الكره، الثواب و العقاب..
🔸الحكاية عن أسرة صغيرة من مدينة ريفية. تتكون الأسرة من أب متصابي و شهواني أشبه بمهرج، لا يعرف من الأبوة غير الإنجاب. لديه ثلاثة أبناء من زيجات مختلفة. الابن الأكبر "ديميتري"، يجسد السكيزوفرانيا، شخص عزيز النفس و مغرور و متصابي، سريع الغضب و الانفعال، و لكنه طيب القلب و محب للآخرين. شخص بإمكانه تجاوز الحدود الأخلاقية لتحقيق غاياته. أمّا الابن الثاني "إيفان"، فهو شخص هادئ و ذكي، انطوائي و متشكك، يراقب الصراعات الخارجية صامتا، و لكن بداخله بركان بسبب صراعات عقله و قلبه، نعيش معه التشتت الفكري و الجنون. نأتي الآن إلى الابن الثالث و هو شخصيتي المفضلة "آلكسي"، شخصية عذبة تتسم بالبراءة، يمثل الجانب الطيب في الرواية لما يحمله من صفات نبيلة، فهو شخص مؤمن، معتدل، عقلاني، متفهم، محب، مستعد دائما للمساعدة بدون أي أحكام مسبقة. المحرك الرئيسي لأحداث الرواية يتمثل في الصراع القائم بين الأب و ابنه البكر في سبيل نيل رضا و حب امرأة. ينتهي هذا الصراع بمقتل الأب و اتهام ابنه، و لكن هل حقا ديميتري القاتل؟
🔸قد تبدو القصة اعتيادية و بوليسية نوعا ما، و لكن لمسة دوستو جعلت منها رواية فلسفية نفسية لتكون من أهم الروايات العالمية. لم يركز دوستو على كشف القاتل بطريقة مشوقة و لكنه اهتم بالأسباب و الدوافع، مستعينا بالحوارات التي كانت وسيلة لتحليل و تعرية الشخوص. أختم بقول الناقد الروسي ألكسندر سولدفيف:" لقد أعطانا دوستويفسكي في رواية الاخوة كارامازوف خلاصة أدبه و فنه"..
" بالكيل الذي به تكيلون يكال لكم " لا ضير أن #فرويد صنفها كأفضل روآية بتاريخ البشرية و لو أنه بالغ بعض الشئ إﻵ أنها ترقى لذآك المستوى روعة التحليل النفسي و المنولوج الدآخلي للشخصيآت ، ترى دوستويفسكي يعري ذوآتنا بصورة كبيرة فيكشف عن كل ما هو دنيئ و منحط ليقآبله الشعور بالمحبة و الميل الفطري لﻹنسآنية .... يحاول أن يقول لنا دويتويفسكي أننا سنعآقب على ما لم نفعله بجريرة ما فعلناه و إرتكبنآه و بالتآلي نسيناه او لم نقم له وزنا ... قد يكون تقصد #دوستويفسكي أن ينذر أننا جميعا مجرمين لكن بنحو متفآوت و بصور مختلفة ... روآية رآئعة تحتاج نفس عميق و صبر روآية تحتاج أن تحبها لتصل الى غايتها.
- " اللهم اشملهم برحمتك، اشمل برحمتك جميع أولئك الذين لقيتهم في هذا النهار، لأنهم أشقياء، لأن العاصفة تهمهم في نفوسهم. اللهم احرسهم وسدد خطاهم! أنت سيد المصائر وإن لك طرقاً لا نعرفها: فانقذهم يا رب بطرقك. أرسل إليهم السعادة، لأنك أنت المحبة" (آمين)
إن عالم دوستويفسكي عالم مليئ بالإنسان إلى آخره. عالم فقير جدا من الأشياء. بل إنه لا يعطى قيمة للأشياء-حتى ولو كان هذا الشئ هو الجسد-فكل الأشياء قديمة، تفوح منها رائحة العفن والرطوبة؛ فهي بالية، رثة، مغبرة وسوداء. حسن جداً، إن عالم دوستويفسكي مليئ بالإنسان فعلى من يدخل إلى غابة السرد تلك، عليه أن يهيئ نفسه تماماً لمعاينة خبايا النفس البشرية. (وهو أمر ليس بالجيد أو اليسير على كل حال). تشعر (بينما أنت جالس، أو مضجع فى بيتك تقرأ) كأنك في بهو واسع رهيب، مظلم بعض الظلمة، كأنك تترنح على حافة هاوية. تشعر بالفعل كأنك تلمح شخوصاً على هيئة أشباح.. نعم، أشباح تطوف بك. تنتهي من القراءة في محاولة لتنسيق كلمات في محاولة للتعبير عن ما يتقافز في رأسك من أفكار، وما تختلج بداخلك من مشاعر، ما تريد أن تقول؛ وما الكلمات في الحقيقة سوى، شذرات، همهمات، عبث لغوي لا دلالة له ولا طائل من وراءه؛ وما الأشباح إلا تعبير مجازي لمعنى ما خفيا..
نزاعات نفسية، اضطراب، خوف، حيرة، قلق وشك.. مسائل لاهوتية، معضلات عقلية وفلسفية، مشكلات أخلاقية، اجتماعية، تخلقها الأحداث.. أحداث الحياة. نعم أحداث عايشتها أسرة كارامازوف وآخرون.
يسقط رب الأسرة في هوة من الفسق والمجون كما هو الحال مع الابن الأكبر "ميتيا" أما إيفان كما يقول عنه دوستويفسكي نفسه: "إن نفس إيفان قلقة عاصفة، وإن عقله مهموم بمسائل خطيرة. إن فكرا عميقا يقطن فيه فهو يعذبه. هو من أولئك الذين لا يسعون إلى الملايين، وإنما يتطلعون إلى حل مشكلات الحياة الروحية." أما الإبن الأصغر فهو أليوشا. هو الملاك. نعم، الفطرة الخالة. (لكنه، في النهاية يظل واحدا كارامازوف، أو أنه في الأخير بشر لكن فطرته لم تلوث)
قد تكون في وجهة نظر البعض أسرة مفككة، موبوءة. لكن من وجهة نظري أن مأساتها هي الأخلاق، وسؤال المابعد.
نذر يسير مما وضعه دوستويفسكي على لسان شخصياته:
"خفة العقل هي التي جعلتنا غير مؤمنين، ذلك أن وقتا لا يتسع للتفكير في الله." "لا فضائل بغير إيمان بخلود الروح. كل شئ مباح إذا لم نؤمن بخلود الروح." "أين تكون الحقيقة عندئذ في هذا العالم؟ لابد إذا من اختراعها.." "هل الله موجود؟ هل هناك خلود." "ما أكثر التضحيات التي ضحاها الإنسان في سبيل هذا الإعتقاد، وما أكثر القوة التي أنفقها عبى هذا الأمل في غير طائل، منذ ألوف السنين!" ص 294، 295، 296
يقول السيد/ على عزي بيجوفتش: " لا توجد براهين عقلية على وجود الله، ولكن توجد ضرورة إنسانية إلى الله، غير قابلة للتفسير وموجودة دائما (في كل الأزمان وفي كل الأماكن) يقول الملحدون: الإنسان خلق الله وليس العكس. وهنا نطرح سؤالا: لماذا؟ لماذا خلقه آلاف المرات. وليس مرة واحدة وخلقه في كل مكان على الأرض؟ وليس في مكان واحد فقط؟
"إذا لم يكن الله موجود فكل شئ مباح" إذا لم يكن الله موجود هو تحذير تحذير قوي نابع من خوف وقلب وجل، صادق، مشفق. لأنه إن لم يكن موجودا، لكانت كل حوارات الإنسان ونزاعاته وتساؤلاته حتى أن العاطفة كل ما هو داخلي-غير مادى يعتبر من قبيل العبث ولا قيمة له، ولا قيمة لأي قيمة اخلاقية من الأساس، ولأصبحت حياة الإنسان باردة، جامدة وفاترة، ولأصبح العدم غاية في ذاته.
"عندما نقرأ روايات ديستويفسكي، نشعر في بعض الأحيان بأننا نواجه شيئا عميقا ومفاجئا- بأننا حصلنا على معرفة عميقة عن الحياة، الناس وفوق كل هذا معرفة أنفسنا. هذه المعرفة تبدو مألوفة جدا وفي نفس الوقت غريبة، وفي بعض الأحيان تملأنا بالخوف" أورهان باموق.
كلمة أخيرة:
في كثير من الأحيان خلال المشاهد التي يصورها دوستويفسكى لشخصياته المثيرة للشفقة كنت أشعر أنني في المسرح أرقب بعين قلقة: شخصيات تؤدي أدوارا، تمثل فصولا لمسرحية، كل فصل منها، كل موقف، كل جملة، كل إيماءة، تحتاج إلى نقاش.. نقاش مطول جدا. لكن فكرة واحدة ظلت تراودني طيلة الوقت أنني أمام مسرحية هزلية، كوميدية سوداء-ساخرة. (هذا هو الحال مع الحياة!)
الاخوة كارامازوف..تبدو شاقة في بدايتها..مع كم الصفحات المعتبر..لكن من تذوق تميز قلم فيودور سابقا لن يتردد ابدا في قراءة هاته الرواية الخلابة بمضمونها..وسيتلذذ اكثر فاكثر..بابداع دوستويفسكي
يحكي فيودور في هذه الرواية قصة اسرة كارامازوف الفريدة من نوعها..المتنوعة بشخصيات افرادها..من الاب الغير مبالي بابنائه..الى ثلاثة اخوة..احدهم مثقف عقلاني لا تستطيع التخمين بما يدور في فكره..والثاني طائش انفعالي لا يتردد في فعل ما يريد دون عناء تفكير..والآخر طيب محبوب من الجميع لحسن تعامله.. وترافق هذه الاسرة شخصيات متعددة لكل منها دور وميزة تساهم في اظهار خصلات باقي الابطال..
ينقسم المجلد الاول..الى 4 ابواب..اول باب يحكي تفاصيل تكوين هاته الاسرة..كيف نشأتهم وكيف اصبحوا.. ثاني باب..يحكي عن الدين بين المؤمن والملحد..يضعك فيودو في حافة الشك والايمان..يبسط امامك الاسئلة والايجابات المتعددة..ويترك لك خيار الطريق..كما هناك عرض لطقوس الديانة المسيحية هنا وفي بعض اجزاء الابواب الاخرى.. كما لا يخلو الحديث من السياسة والمواضيع الاجتماعيةوالانسانية..
الباب الثالث..باب الاعترافات..كل شخصية تنكشف عن ميولها وتفكيرها في نفسها..كل يسعى لغرض ما..وبين الاغراض المتشابكة تتوه في قدرة فيودور على صياغتها بهذا الترابط
وآخر باب..باب التمزقات..فيه تكشف كل شخصية عما يجعلها بين الرغبة والاحتياط حائرة تائهة..
ببساطة واختصار..هذه الرواية هي رواية اسرة تحكي قصة مجتمع..
من الروايات الرائعة التي قرأتها ابدع دوستويفسكي في عرض شخصيات روايته فقد تعمق في عرض كل شخصية على حدة اعجبتني فلسفة الرواية والاختلاف بين الإخوة فقد كان كل اخ إنسانا مختلفا بطباعه وأفكاره وتطلعاته وطريقة تفكيره كل شخصية كان لها دور مؤثر في فلسفة الرواية من العبارات التي اعجبتني لا تكذب على نفسك ان من يكذب على نفسه و يرضى ان تنطلي عليه أكاذيبه يصل من ذلك الى ان يصبح عاجزا عن رؤية الحقيقة في اي موضع فلا يعود يراها لا في نفسه ولا فيما حوله لهذا السبب الى فقد احترامه نفسه واحترامه غيره لا يحترم احدا اصبح لا يحب احدا فإذا هو من اجل هذه الأمور اصبح بغير حب يستسلم للأهواء و يندفع وراء الملذات فيهوى عندئذ الى قاع الرذيلة ويصل من ذلك الى درجة حيوانية وما هذا كله الا لانه يكذب بغير انقطاع يكذب على غيره ويكذب على نفسه ان من يكذب على هذا النحو يسرع كذلك الى اهانة نفسه الا يشعر المرء بكثير من من اللذه في بعض الأحيان حين يحس بانه مهان ؟ وهو يعلم مع ذلك انه ما من احد قال له كلمة سوء وإنما هو اخترع الاهانة بنفسه اختراعا في سبيل التلذذ بها وكذب على نفسه وبالغ وغالى تزيننا للموقف و زخرفة للوضع وحمل كلمة من الكلمات على غير معناها جاعلا من الفأرة جبلا هو يعلم ذلك ولكنه يسارع الى اهانة نفسه و يهين نفسه متلذذا تلذذا يبلغ حد الفرح فإذا هو يصل من ذلك اخر الامر الى الشعور بكره حقيقي .
متی كانت آخر مرة قرأت فيها رواية أخذت مني كل مأخذ .. ألهبت فيني الحماسة هكذا?
الأخوة كارمازوف والأب فيدور كارمازوف!
أبدع دوستفسكي في حبكة تفاصيل وقائعهم .. أتقن الحبكة تماما
أن تقرأ رواية مثل الأخوة كارمازوف، يجعلك ترغب بشدة أن يكون هناك تقييما أعلی من الخمس نجمات .. أن تضعها في مكان مميز بعيدا عن كل الروايات الأخری التي ظننتها مميزة
الرواية شملت الحياة من عدة جوانب .. دينا وسياسيا وفكريا .. غير أن لب ما اشتملت عليه وركزت عليه هو الجانب الإخلاقي
لننتقل أولا للجزء الثاني .. وبعدها لنحكي تفاصيل رواية شملت تفاصيل حياة