سلسلة المعلم في معرفة علوم الحديث وهي ثلاثة كتب صغيرة لعمرو عبد المنعم سليم، الأول في مصطلح الحديث يبحث مصطلحات علم الحديث مع اعتناء بالأمثلة والتدريبات، والثاني في تصحيح الأحاديث وتضعيفها وفيه اختار حديث ودرسه وفق القواعد التي سبق أن بيّنها في الجزء الأول ثم زاد عشرة تدريبات، والثالث سماه " المنهج العلمي لنقد الأدلة النقلية والقواعد العلمية والأقوال العقدية والفقيه " واسمه أكبر من مسماه، وأظن أن للسلسلة تتمة لكن هذه الأجزاء هي التي وجدت، وأنفع ما في الكتاب هو حرص المؤلف على الجانب التطبيقي وبيان كيفية التطبيق تفصيلا، قال المؤلف في المقدمة في وصف كتابه: جامع لفنون الرواية والمصطلح والعلل والرجال، وكأنه أستاذ أو معلم يأخذ بيدك إلى طريق التعلم بأسهل الطرق وبأيسرها وأقصرها، دون الولوج في تفريعات الاختلاف، التي لا يحسن للمبتدئ الولوج فيها. من فوائد الكتاب: " لا يسوغ إطلاق: " هذا سند على شرط الشيخين " لمجرد أن السند قد احتوى على رواة خرج لهم الشيخان في الصحيحين بل لابد من اعتبار كيفية تخريجهم لهؤلاء الرواة " " لا يلزم من كون رجال الإسناد رجال الصحيح أن يكون الحديث الوارد به صحيحا، لاحتمال وقوع ما تقدم من الضعف أو الانقطاع أو لاحتمال وقوع الشذوذ والعلة فيه " ونقل عن الألباني: وثمة ملاحظة أخرى، وهي: أنه قد يسلم الحديث المقول فيه ذلك القول من تلك العلل، ومع ذلك فلا يكون صحيحا، لأنه قد يكون في السند رجل من رجال الصحيح ولكن لم يحتج به، وإنما أخرج له استشهادا أو مقرونا بغيره لضعفه في الحفظ. " .. أن كثيرا من الأئمة المتقدمين - كيحيى بن سعيد القطان، وتبعه الإمام أحمد - قد يعلّون الحديث بمجرد التفرد، وإن كان المتفرد به ثقة. وهذا لا يجري على قواعد كثير من المتأخرين، فإنهم لا يعتبرون تفرد الثقة إلا فيما ندر ... إن اعتبار تفد الثقة من أهم مسائل الشذوذ والإعلال، فلابد من دراستها على ضوء القرائن المحتفة بكل رواية،. فلا يعمل بقاعدة رد ما تفرد به الثقة مطلقا، ولا قبوله - كذلك - مطلقا وإنما لابد من اعتبار القرائن المحتفة بكل رواية " نقل عن الألباني قوله: " الآثار السلفية إذا لم تكن متضافرة متواترة فلا ينبغي أن يؤخذ عن فرد من أفرادها منهج " مما ينتقد على الكتاب نقله عدد من النقول بلا عزو للمصادر وكذا بحثه القاصر لعدد من المسائل مع الحسم بترجيح ما يراه راجحا في بعضها، والمؤلف عقد مبحثا نافعا في مسألة نسبة القول بخلق القرآن لأبي حنيفة إلا أنه قال فيه ما يتعجب منه، قال: ليس هو ( أي القرآن ) معنى قائما بذات الرب كما ادعت المعتزلة، ومن تابعهم من الأشاعرة !! ومعلوم أن ما نسبه للمعتزلة ليس مقالة لهم، وأن كتبهم وما نقل عنهم في كتب سائر الطوائف دال على نفي نسبة ما نسبه لهم، ومن المعيب الاعتناء بالتحري في نسبة الأقوال لمن نؤالف مع إهماله فيمن نخالف.