قصة حياة الدكتور حرب بن عطا البلوي في الحقيقه ، هي قصة طموح وأراده ونجاح يتعض منها الجميع ويأخذ العبره ويستلهم الأراده من هذه الحكايه، لكن يعيبها الأسلوب الكتابي ويبدو ان الدكتور كتب قصته بنفسه على شكل مقالات وهو غير مختص في هذا الحقل ولو أن استعان بخبراء "السيره الذاتيه " كي يعاونوه على كتابة سيرته كما يحصل في الغرب لكانت في افضل صوره . لأن اليوم السيره الذاتيه أصبحت فناناً خاصاً بذاته وله مختصيه من هم يستطيعون سرد قصص الحياة في افضل صوره .
أذكر أني كنت أبحث عن كتاب أقرؤه بدون توصية مسبقة أو وجهة نظر متكونة، ووقعت على "ذكريات المستقبل" لحرب البلوي الكتاب رائع وخفيف ولطيف، وكأنه حكايا والد لكن مكتوبة، عن مراحل حياته وتنقله وكيف فقد جنسيته السعودية ليعود ويكتسبها في حادثة طريفة ومقدَّرة، حرب زار البلدان ودرس في أكثر من مكان لكن مما جعل له مكانته هو محافظته على أصله وعدم نسيانه لموروثه وخلفيته التي أتى منها، الكتاب شهد تنقلات عجيبة وتحولات فارقة في المجتمعات من حولنا وقصّها حرب على سبيل الحكاية والمشاهدة وسرد الذكريات الماضية
This entire review has been hidden because of spoilers.
ذكريات المستقبل (طبيب من قلب البادية ) هو ما خطه الدكتورحرب بن عطا الهرفي موثقاًً لقصة حياته وهو الطبيب الحاذق والأستاذ في جامعة الفيصل بالرياض ومدير المركز الوطني للحساسية والربو والمناعة وصاحب سيرة ذاتية غنية بالإنجازات و المراكز المرموقة ويقول في مقدمته:" بدأت بخط أولى الكلمات آملاً أن يكون فيه المنفعة والعبرة من قصة حياة بدأت بسيطة ولكنها حققت أحلام شاب لم تثنه الصعوبات و العثرات عن مواصلة العمل بجد واجتهاد من أجل تحقيق اهدافه التي رسمها لنفسهً" الدكتور حرب ولد في خيمة شعر في وسط البادية وتخرج من كلية الطب في بغداد ونال الزمالة من الولايات المتحدة وعمل في مستشفى الملك فيصل التخصصي اتخذ في الكتاب اسلوباً يعتمد على إعطاء عنوان للذكرى والمواقف التي حصلت له و من ثم يسردها في عدة سطور وكان دافعي لشراء الكتاب ما تذكرته من إطراء أحد المرضى الذين تعالجوا على يدي الطبيب حرب على حذاقة الطبيب الكتاب بارد نوعاً ما وذلك لأن أسلوب الكتابة جاف و ذكرني بمذكرات الدكتور زويل .. و أعيد الرجاء والتمني بأن يقوم من أراد من القامات العلمية سرد ذكرياته بالاستعانة بمحرر أو أديب متخصص لاعطاء القصة الأسلوب وبث الروح و التشويق والدراما وشيء من الكوميديا هنا أو التراجيديا هناك ذكرني بأيام الجامعة عندما كان من عادة بعض البروفيسورات -إن صح التعبير- ان يستقطع من وقت المحاضرة شيئاً ليسرد لنا شيء من ذكرياته وإنجازاته و أيام شبابه واغترابه والحالات المستعصية التي حلها بعبقريته و النبوغ الذي يبديه أولاده وأحفاده و نحن لا نملك سوى تصنع الابتسامة والاندهاش وهز الرأس بالموافقة!!