مجدي حسين كامل المنياوي كاتب ومترجم وصحفي بصحيفة الأخبار المصرية وصاحب عدة مؤلفات سياسية منها خالد سعيد أيقونة الثورة المصرية، ومن يصنع الطغاة، زعماء صهيون، وراء كل ديكتاتور طفولة بائسة وبلاك ووتر : جيوش الظلام، ومذكرات جورج تينيت (مترجم ) وأكاذيب التاريخ الكبرى وآل روتشيلد، والأسرار النووية و" إيران الخفية وأكثر من مائة كتاب أخرى. ومطلق وله ابنة سلمى وابن احمد وشهرته بندق .
سعيدة لأنني استطعت أن أتجاوز سوء الطباعة و رداءة جودة الورق و قمت باقتناء هذا الكتاب الذي من النوع الذي أستطيع أن أقول فيه أنني "وجدتُ فيه ضالتي" ..
انطلاقاً من المحتوى إلى طريقة التقديم و الأسلوب وصولاً إلى سلاسة الطرح يمكن الحديث عن نقاط الإتقان في هذا الكتاب..
و لا أعلم إن كان الحياد أو الموضوعية أمرٌ مبالغٌ في تقديره، و لكن الكاتب حاول و نجح في إيصال الأفكار المختلفة لأصحاب هذا المذهب دون مداخلة أو تحوير أو تحريف، و إنما استعرضها كما هي.
بدأ الكاتب بالتمهيد عبر تعريف الوجودية و المفاهيم المرتبطة بها و أهم مبادئها، و بعد أن صنفها إلى "وجودية مؤمنة" ذاكراً بعض وجوهها مثل كيركغارد "وجودية ملحدة" و ذكر بعض وجوهها مثل سارتر و كامو، بدأ بتبويب عدة فصول للشخوص المرتبطة بالفلسفة الوجودية ذاكراً في كل باب نبذة بسيطة عن سيرتهم ثم أبرز أفكارهم و مؤلفاتهم، و لعل النصيب الأكبر من الطرح كان لصالح كل من كيركغارد (أبو الوجودية) و سارتر الذين قدمهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة كأعلام الفلسفة الوجودية و مؤسسيها مشيراً إلى أن فلسفة الأول كانت نتاج ظروف الحرب العالمية الأولى و فلسفة الثاني كانت نتاج ظروف الحرب العالمية الثانية، و كأن الإنسان أراد الفرار من نفسه فالتجأ إلى ثغور الفلسفة. قبل أن يختم الكتاب بباب "نقد الوجودية" الذي ذكر فيه أهم الانتقادات و الجدليات التي واجهت ظهور هذا النوع من الفلسفة..
من بين كل ما طرح من أفكار، كان الأقرب لي - وجدانياً ربما - هو فلسفة كيركغارد، أما الأكثر إلفاتاً من الأفكار ربما كانت تلك التي لكولن ولسون و نيكولاس بيردييف إذا كانت المرة الأولى التي أطلع فيها على التوجهات الفكرية و الفلسفية لهذين الاثنين، خاصة عند الأول فيما يتعلق بأفكاره حول "اللامنتمي" و الثاني بأفكاره حول الوجود و الإيمان رغم تحفظاتي على بعض أفكاره حول تأليه الإنسان..
كان كتاباً لطيفاً جميلاً كالنسمة العامر رغم أنه يحمل ثقل الوجود و الإنسان..