ليبيا الضاربة جذورها في عمق التاريخ لم تحظ بالقدر الكافي من الدراسات الاجتماعية عامة، والدراسات المتعلقة بحياة اليهود فيها خاصة. وهذا الكتاب يركز على توثيق وتحليل أوجه وطقوس السلوك اليومي، والتفاعل والتبادل الثقافي الذي كان قائما بين المسلمين واليهود في ليبيا. ويحاول الإجابة عن العديد من التساؤلات حول هذا التفاعل. ما هي يا ترى تجلياته؟ أين تلتقي وأين تتضارب عادات وشعائر وطقوس المسلمين واليهود في الأعراس، والأطعمة، واللباس، والأعياد، والتجارة، وأساليب الترفيه، والمهرجانات؟ وما تأثير الدين في تأطير وتوجيه هذه العادات والطقوس؟ وكيف كانت علاقة اليهود بالقره مانليين والإيطاليين والإنجليز؟ وكيف جيَّروا هذه العلاقة لخدمة مصالحهم؟ وإلى أي مدى كان تأثيرهم في اقتصاد البلاد وتجارتها؟ ولماذا التنافس الديني بين اليهود والمسلمين في طرابلس الغرب وما هي مظاهره؟ وماذا ولّد من آثار وتداعيات؟ ولماذا وكيف وقعت أعمال الشغب المناهضة لليهود عام 1945؟ وما هي مآلاتها؟ وكيف فسرها اليهود؟ كل هذه الأسئلة وغيرها مما له علاقة بحياة اليهود وتواصلهم اليومي مع بقية الليبيين يحلله هذا الكتاب بالمزج بين التاريخ الشفهي (مقابلات مع يهود ليبيين) -رغم محاذيره- وبين المصادر المكتوبة المعالجة وفق المنظور الأنثروبولوجي، وأيضا من خلال بحث العلاقة المتبادلة بين النص والسياق أو القرينة نظرا لما تمثله النصوص، والدينية منها بالذات، من قداسة وتأثير مباشر على حياة الناس. ولعل الإسهام الخاص لهذه الدراسة يتمحور حول الأشكال الثقافية للحياة اليومية وتفاصيل السلوك التي غالبا ما تعتبر "طريفة" أو "عجيبة".
من خلال هذا الكتاب وكتاب "ثرياق للثعابين" ازداد فهمي للإثنوغرافيا الليبية خلال الفترة مابين 1911-1943 وكيف تعايش اليهود مع المسلمين في حالة توتر دائمة تم إستغلالها م قِبل العثمانيين ثم الإيطالليين وأخيراً الإنجليز
وصل التوتر إلى اشده في مدينة الزاوية إثر مذبحة 1945 كردة فعل لما حدث في فلسطين وبدأت هجرة اليهود على شكل أفواج من طرابلس ومصراته إلى صقلية
أغلب الحقائق المذكورة تناقض قراءاتي المتقطعة سابقاً لمقالات عبدالوهاب المسيري في موضوع التعايش بين اليهود والمسلمين في شمال أفريقيا
ليبيا منذ الحضارات القديمة هي الأم الحاضنة لجالية اليهودية أعتبرتها مثل أبناؤها اعطتهم الحب والإخلاص والحياة الكريمة لهم ،
الطائفة اليهودية تخلد في مخيالات الشعب الليبي بكل حكايتها المورثة عن الزمان الجميل ، زمن كان فيه اليهودي مثل المسلم في ليبيا بغض النظر عن إختلاف الأديان ، المساواة كان الرابط والعامل المشترك بينهما ، في أكبر المدنية المعروفة بالجالية اليهودية " طرابلس الغرب " ...
دراسة ومقارنة حياة اليهود في ليبيا المسلمة من الكاتب الأمريكي " هارفي جولدبرج " من منشورات دار الفرجاني ❤
ابدعت دار الفرجاني كالعادة في اختيار الكتاب وكذلك المترجم المبدع..الاستاذ محمد ابوميس. انصح بهذا الكتاب لكن من يريد ان يفهم التركيبة الاجتماعية للمجتمع الليبي اثناء وجود اليهود بطريقة بحثية منهجية شاملة لا تتطرق للتفاصيل الحياتية ولاكنها كافية لشرح العلاقات العربية اليهودية في المجتمع الليبي منذ العهد القره مانلي الي خروج اليهود من ليبيا وايضا يشرح تأثير الاستعمار التركي والايطالي والانجليزي علي هذه التركيبة المعقدة نسبيا وانعكاساتها علي العرب وكذلك التحليل المنطقي لاسباب ثورة العرب علي اليهود سنه 1945 في ليبيا ومقارنتها باحداث مشابهه في المنطقة.
الكتاب بمثابة خلاصة لأكثر من بحث اجتماعي وشهادات واستبيانات أجريت مع يهود ليبيين على سنين الرواة في كل الشهادات والتفاصسل هم يهود ليبيون والباحثون كذلك، ثماني فصول في الكتاب تتناول حياة اليهود منذ أواخر العهد القرمانللي في طرابلس وحتى سنوات الهجرة الكبرى عقب الاضطرابات في طرابلس يتناول الكتاب التشابه والتنافس بين المسلمين واليهود عبر التركيز على عادات كلاهما في سياقات اجتماعية معينة كحفلات الزفاف والختان والأعياد الدينية والعُطل وحتى خلال تعاقب الحكام وانضمام فئة سكان جديدة على طرابلس كالمالطية والايطاليين
الكتاب يركز على يهود طرابلس باعتبارهم الاكثر عدداً في ليبيا مع إعطاء امثلة في بعض السياقات علي يهود بنغازي ويهود جبل نفوسة وبعض الدواخل كتاب عميق يتناول القضية بناءً على بحوث عديدة قرائته تتطلب تأنٍ وتركيز لغة الكتاب سلسة وغير معقدة برغم كونه مترجماً وبرغم عمق بعض المواضيع