قليلة هي الشخصيات التي تكتب نهايتها التاريخية بطريقتها، قبل أن تكتبها أقلام التاريخ. وحده النمر خطّ أسطورة بقائه وخلوده بموقفه وقلمه، حتى اللحظات الأخيرة. ظلّ صامدًا في وجه سجّانه، حتى مُكِّن من قلمه وورقته، ليخط بعدها فصولاً من عزته وكرامته، ورقة حِجاج، وردُّ اعتبار، وإقرار عِزَّة، وتوقيع شهادة؛ ليتوج تاريخه ممهورًا بـ"مرافعة كرامة".
نمر باقر النمر مواليد عام 1379 هـ / 21 يونيو 1959 في مدينة العوامية في محافظة القطيف بشرق السعودية هو رجل دين شيعي سعودي أثارت أفعاله وخطاباته التي انتقد فيها أسرة آل سعود الحاكمة جدلًا واسعًا. اعتقل عدة مرات في 2006 و 2008 و 2009 و كان آخرها في الثامن من يوليو عام 2012 و في 15 أكتوبر 2014، حكمت عليه المحكمة الجزائية في السعودية بالإعدام بسبب أمور متعلقة بالإرهاب والفتنة الطائفية. و تم تنفيذ الحكم بالإعدام في صباح يوم 2 يناير 2016.
دَرَسَ نمر باقر النمر في مدارس العوامية حتى أنهى المرحلة الثانوية ، ثم هاجر إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية عام (1980م) لدراسة العلوم الإسلامية في مدينة طهران وبالتحديد في حوزة الإمام القائم (عج)،التي تأسست في نفس سنة سفره إلى إيران ، حيث درس فيها الأصول والفقه، كما أنّه درّس في مرحلة المقدمات وكذلك السطوح ، والمكاسب ، واللمعة الدمشقية ،والكفاية والرسائل ، عدّة مرات في الحوزة العلمية في سوريا وإيران ، وكذلك تولّى منصب إدارة حوزة الإمام القائم (عج) في طهران وسوريا لعدّة سنوات .
مقتبسات من خطاباته: بعد وفاة الأمير نايف في 26 يونيو 2012، وقف نمر النمر على منبره في القطيف، ليدافع عن الاحتفال الذي خرج به بعض شيعة المنطقة بموت الأمير نايف، ووصفه بالطاغية، ثم تساءل: «بأي حق يعين سلمان ولي عهد ونحن ساكتون نتفرج؟»، في إشارة إلى الأمير سلمان بن عبد العزيز، الذي عينه الملك عبد الله وليًّا للعهد خلفًا للأمير الراحل نايف . "لا نرتبط بإيران ولا بغير إيران ولا نرتبط بدول أخرى.. نرتبط بقيمنا وسنبقى ندافع عن قيمنا مهما شوهتم.. ومهما إعلامكم يشوه." "آل خليفة (حكام البحرين) ظلمة والسنة بريئة منهم.. هؤلاء (ليسوا) سنة.. هؤلاء طغاة. آل الأسد فى سوريا ظلمة والتشيع برئ منهم. لا ندافع عن ظالم ولا يجوز للمظلوم أن يدافع عن ظالم."
كتابٌ ثمين، نابضٌ بالجمال بقدر ما نبض فؤاد الثائر المُسلم بالثورة، والوعي القرآنيّ، والحكمة والذكاء، وبقدر ما اكتنز من بلاغة راقية جذّابة!
هذا الكتاب يُبرز الفكر الإسلاميّ الأصيل من خلال كلمات ثائرٍ شهيد، ويسرق وجدانك لتشعر ما كان يشعر به الشهيد، ويستولي على تفكيرك كي يصوّبه ويمنحه رؤية أخرى للحياة. أنصحُ به كثيرا!