يبدأ الدكتور شكري الماضي بالحديث عن الأدب ويفرقه عن النقد الأدبي وتاريخ الأدب، ثم يعرض نظريات الأدب ابتداء بأفلاطون ونظرية المحاكاة إلى نظرية التعبير والنظرية الطبيعية ثم نظرية الخلق ونظرية الانعكاس، ويتحدث عن علاقة الأدب بالأديولوجيا وعلم الاجتماع وعلم النفس، كتاب ماتع وجامع وشامل، والجميل فيه إحالتك لكثير من المراجع التي تستفيد منها كل في مجال، وقلة هي الكتب التي تناولت هذه الموضوعات.
في نظرية الأدب، كتاب يلقي الأضواء على النظريات الأدبية منذ أفلاطون في القرن الرابع قبل الميلاد وحتى بارت وجولدنان في القرن العشرين التي سعت إلى تفسير عملية الأدب وحاولت البحث في نشأته وطبيعته ووظيفته ودرست الظاهرة الأدبية بهدف استنباط وتأصيل مفاهيم عامة تبين حقيقته وآثاره.
الكتاب ممتع والجميل فيه إنه جامع ومختصر جميع النظريات الأدبية والفلسفات التي استندت عليها كما يتطرق إلى محاور مهمة في علاقة الأدب بكل من: الأيديولوجيا وعلم الاجتماع وعلم النفس والتاريخ، ولم يغفل المؤلف عن التطرق لجهود علمائنا وفلاسفتنا العرب والمسلمين في هذا المجال، ومما يشكل نقاط القوة في هذا الكتاب أيضًا الملاحظات العامة التي يلحقها المؤلف نهاية كل فصل يختصر فيها الأفكار والمعلومات ويقوم بشرحها وتعليلها ونقدها وطرح تساؤلات تفتح أفاق أخرى حول القضية المطروحة.
كتاب مهم جدًا، يُدرس ويُدرَّس ويعد مرجعًا لا غنى عنه للدارس الأدبي إذ يساهم في تشكيل رؤيته للأدب ويعينه على فهم الأعمال الأدبية وتحليلها ونقدها.
سعيدة وفخورة إني كنت بأحد الأيام طالبة لدى هذا الدكتور الفاضل🌿
الكتاب ممتع كثيرًا، سيستهوي كل من يهتم بالأدب عامةً، فطريقة التقديم للموضوع بسيطة وواضحة، بعيدة عن التعقيدات الفلسفية - كما وعد الكاتب - لذا كان سهلًا علي أخذ صورة عن النظريات التي تدرس ماهية الأدب وكيفية نشوئه وغاياته.
كانت الأسئلة المطروحة في الفصل الأول حول ماهية الأدب قد شوقتني للإجابة، ولكن حتى النهاية لم تكن هناك إجابة، فالكتاب كان أقرب لمقدمات للتعرف على النظريات الأدبية بطريقة بسيطة سهلة، وهذه النظريات المتعددة بدورها لم تكن مقنعة أو لنقل لم تكن كاملة في إجاباتها عن ماهية الأدب، وقد أخذ الكاتب يعرض ثغرات كل نظرية بعد تعريفها، كدليل أنها بمفردها لم تكن قادرة على تفسير الأدب تفسيرًا شاملًا شافيًا.
التساؤل حول ماهية الأدب والغاية منه جميل ومثمر، فلو تعمقنا في الأمر، سنجد أن هذه الكلمات التي تثير شيئًا في النفس وتنسج في قوالب معينة تختلف خلالها عن الكلام العادي، مريبة غامضة تثير الفضول، ولكن ما لم يرق لي في تلك النظريات هو احتكارها لنظرة واحدة يريدون من خلالها تقيد الأدب بها بشتى الطرق، وأي ثغر بسيط في نظرية سابقة يضطرهم لهدها كلها وبناء نظرية جديدة، وإلا ففي رأيي الأدب إلهام ومحاكاة وانعكاس وتعبير وخلق، ولا تمنع نظرية وجود الأخرى، بل يمكن إعادة النظر في تلك النظريات كلها ودمجها لخلق شيء واقعي معبر فعلًا عن الأدب الذي لا يمكن فصله عن المجتمع ونفسية كاتبه.