يضع بين يدي القارئ أصدقَ وأوضحَ وأدقَّ صورة لشخصية الرسول صلى الله عليه وسلم .- فهي الشخصية التي أعدَّها اللَّـه إعدادًا خاصًّا لتلقِّي وَحْيه، وتبليغ هَدْيه، وتحكيم شريعته . - وهي الشخصية الأولى في حياة المسلمين؛ فرسول اللَّـه صلى الله عليه وسلم معلم المسلمين ومربِّيهم وقائدهم وقدوتهم، ومصرِّف شؤونهم، وموضِّح نهجهم، وواضع قِيَمهم ومفاهيمهم في الدنيا، والشهيد عليهم في الآخرة . وهي الشخصية التي جمعت الفضائل الخُلُقية العالية، والمكارم الإٍِِِنسانية الرفيعة، فاتسمت بالرقة والحنان، والتواضع والرحمة، والصفح والصبر، والشجاعة والقوة والإِخلاص . - وهي الشخصية التي بَرَأها اللَّـه؛ لتكون معجزته في الكمال الإنساني والعظمة البشرية، التي لا تقف عند حدود عظمة البشر الجزئية؛ بل تمتد وتتطاول مستمدةً شمُوخِهَا وكمالها من نبع العظمة الأصيل الخالد، من لَدُن رب السماوات والأرض . - وهي الشخصية الصابرة المتعبَّدة الخاشعة المتصلة باللَّـه آناء الليل وأطراف النهار. - وهي الشخصية الصابرة على تكاليف الدعوة وأعبائها، الثابتة في وجه المصاعب والعقبات، الصامدة أمام المغريات والأعاصير، الواثقة برعاية اللَّـه وتأييده ونصره. - وهي الشخصية الإِنسانية العظيمة التي أرسلها اللَّـه رحمةً للعالمين؛ إذ ختم بها الرُّسُل، ونسخ الأديان، وردَّ الناس إلى دينه القَيِّمِ، مِلَّة أبينا إبراهيم، واختارها لقيادة الإنسانية كافةً إلى الحياة الكريمة الراشدة في الدنيا، والفائزة السعيدة الراضية في الآخرة. وقد جَلى عظمةَ هذه الشخصية الفريدة كتابُ اللَّـه الخالد، أوثقُ كتاب في تاريخ الأمم والشعوب. ومن منهله العَذْب الثرّ استقى المؤلف هذه الدراسة. https://abjjadst.blob.core.windows.ne...
ولد في مدينة حلب بسورية سنة 1925م لأسرة متدينة عريقة، لها نسب مكتوب بآل البيت.
أنهى دراسته الثانوية في حلب، وتقدم إلى مسابقة أجريت لاختيار معلمين سنة 1952، وكان الأول فيها، وعيّن معلما في مدينة حلب حتى عام 1954، إذ تقدم إلى مسابقة أخرى، لاختيار عدد من حملة الشهادة الثانوية من جميع أنحاء سورية، وابتعاثهم لدراسة اللغة العربية والتربية، فكان الناجح الوحيد من المتقدمين إلى هده المسابقة في مدينة حلب.
انتقل بعد ذلك إلى دمشق، حيث أمضى دراسته الجامعية من عام 1954 حتى عام 1959، وحصل على الإجازة في الآداب وعلوم اللغة العربية من كلية الآداب بجامعة دمشق، وعلى الإجازة في التربية وأصول التدريس من كلية التربية بجامعة دمشق أيضاً عام 1960.
عيّن بعد تخرجه مدرساً في ثانويات حلب عام 1960، ولبث في التدريس فيها حتى عام 1974.
حصل على شهادة (الماجستير) من كلية الآداب بجامعة القاهرة عام 1965، ثم على شهادة الدكتوراه عام 1970 من الجامعة نفسها.
قدم إلى المملكة العربية السعودية سنة 1382 هـ، 1962م أول مرة، حيث درّس في كليتي الشريعة واللغة العربية ثلاث سنوات، عاد بعدها إلى سورية.
بعد حصوله على شهادة (الدكتوراه) قام بالتدريس في كلية الآداب بجامعة حلب مدة سنتين، سافر بعدهما إلى المملكة العربية السعودية مرة ثانية بطلب من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، حيث تعاقدت معه على التدريس في كلية اللغة العربية، وكان ذلك عام 1394هـ، 1973م. وقد بقي فيها حتى عام 1408هـ ، 1988م.
انتقل في أول العام الجامعي 1408هـ، 1988م إلى التدريس في كلية الآداب للبنات، وبقي فيها حتى بلوغه السنّ القانونية في أول عام 1416هـ، 1996م. وانصرف بعدها إلى المطالعة والبحث والتأليف.
حضر عدة مؤتمرات علمية وأدبية في المملكة العربية السعودية والبلاد العربية والإسلامية