رواية تتحدث عن الخيانة حينما يكون الإخلاص هو المطلوب، وعن الحب في زمن اللاحب، عن الفوضى في تلك اللحظة الفارقة التي نحتاج فيها إلى النظام. تحاول بكلماتها البسيطة القبض على مقترفي الجرائم، لتقدمهم لعدالة التاريخ.
محمد خميس مبتدع الخيال الواقعي.. للمرة الثانية يجسد هذا الكاتب المبدع الخيال كواقع تستطيع لمسه وشم رائحته.. في هذه القصة نعيش بين الولايات المتحدة ومنطقة تقع بين سوريا والعراق في وسط امبراطورية "الشريعه" ياخذنا الكاتب لعوالم الحب في زمن اللاحب وزمن التيه بين الايمان والخذلان، والحقيقة والخديعة. كثير من التفاصيل تاخذك متأملاً حقائق مؤلمه ولكن بدرجة محترفة من الاستمتاع.. ابدع قلمك ايها الكاتب الرائع.
كلنا خونة على نحو ما تتحدث الرواية عن الحقبة الحالية من الزمن ، وتتناول حياة جاسوس أمريكي عاش فترة كبيرة من الوقت في إحدى الدول الخليجية حتى أصبح على دراية كبيرة باللهجات العربية والعادات والتقاليد العربية ، كما تتناول بعض الأحداث التي حدثت له وهو في هذه البلد ، ثم تسرد الرواية كيف إخترق هذا الشخص الذي كان يحمل أربعة أسماء مختلفة ما تسمى بدولة الشريعة ، وتصور الرواية الحياة في هذه الدولة التي تتخذ التطرّف قالبا في فهمها للدين الإسلامي ، كما تصور النفاق والتناقض في شخصيات كثيرة ، وتراخي المنظمات الأمنية في الغرب في التصدي للتطرف بما يتماشى مع مصالحها. وهي رواية للكاتب الإماراتي محمد خميس ، وإحدى مؤلفاته الثمانية ، إن ما لفت إنتباهي وأثار أعمال الشغب في شوارع عقلي هو العنوان المثير ، هو أقرب لتهمة يجد فيها القارئ نفسه في قفصها ، فيجد نفسه تميل إلى قراءة هي الرواية ، ربما ليبرأ ساحته من هذه التهمة، وكان جليا تؤثر الكاتب بالأدب المصري الكلاسيكي ، الذي حاول أن يقلده ، وبعيدا عن أسلوبي الدبلوماسي الذي أتبعه دائما فإن الرواية لم تعجبني ، رغم تقديري للجهد الذي بذله الكاتب في هذه الرواية ، كما أن الترهلات الفلسفية المتدلية من الجسم الروائي كانت واضحة ومسببة للملل في كثير من الأحيان . فالرواية التي تمتد على قرابة أربع مائة صفحة نستطيع تقسيمها إلى قسمين ، الأول يحمل الكثير من الإستعراض للأفكار الفلسفية وتقل فيها الأحداث وإن وجدت فهي بطيئة الرتم ، وغير جاذبة ، أما القسم الآخر يبدأ بعد المنتصف بقليل فيها أحداث ممتعة وجذابة ، فبالتالي أستطيع أن أقول أنه كان بالإمكان أن يتم إختصار الرواية في نصف صحفاتها الحالية وإضافة شخصيات جديدة وزيادة الأحداث والمشاهد ، فأي رواية هي عبارة عن أحداث وشخصيات وقضية . الحركة والإطراب كانا عنوان المشهد الأول والتي تعتبر من المجازفات الغير محسوبة أحيانا ، فبإمكانها أن تجذب القارئ أو تنفره على حد سواء ، كما أن الدخول إلى الذكريات من قبل الشخصيات والخروج منها لم يكن سلسلا ، ولم ينجح الكاتب في رسم حدود واضحة بين المشاهد التي تحمل الذكريات والمشاهد الواقعة في الوقت الراهن في الرواية ، وهذا ما جعل التركيز صعبا على القارئ ، وتكرار هذه المشاهد بعد الأحداث المليئة بالحركة كان سببا في فقدان التركيز لدى القارئ . ذكر الكاتب في جلسة التعارف التي دعا إليها القارئ وبعضا من شخصيات الرواية ، أسماء متناقصة للشخصيات ، ونجح في هذا الجزء من خلق حيرة تشويقية عبر المتناقضات التي ذكرها ، فتعريف مونيكا كأخت للشيخ عمار ، وذكر أربع أسماء متناقضة لأبي صليل التي كانت توحي بشخصيته الجاسوسية ، خلق التشويق المرجو. كان من الصعوبة إستنتاج المتحدث في الحوارات مثل ما حدث في المشهد الذي يجمع أبوصليل وأبوالخنساء والحارس الزنزانة، كما يستطيع القارئ أن يلاحظ بعض الإشكاليات في البعد الزمني ، وذلك لأن الأحداث كانت تمتد على رقعة كبيرة من الخط الزمني ولم يذكر الكاتب كثيرا من الأحداث التي نستطيع من خلالها استنتاج الزمن الذي إختارته الأحداث لوقوعها ، كما سعى الكاتب لإستعراض عضلاته اللغوية عن طريق إستخدام المصطلحات المعقدة ، والإستخدام المبالغ للصور في الأحداث التي سببت تشتتا للقارئ. واستخدم الكاتب بعض المصطلحات بشكلل متكرر والتي كان من الممكن إستبدالها بمصطلحات أخرى مرادفة لها، كما إستخدم مصطلح (( الخليفة )) للإشارة الى شخصية الخليفة في جميع المشاهد التي تخصه سواء قبل التوبة عندما شديد الإنحراف أو في المشاهد التي تلت تحوله إلى معسكر الفكر المتطرف ، مما وضع الشخصية في زاوية اللاوقعية. أما النهاية كانت سعيدة وباعثة على الرضى ، وبما أنني أعشق النهايات السعيدة فهي كانت مرضية بالنسبة لي ، ولكنها لربما كانت غير متوقعة .
This entire review has been hidden because of spoilers.