- "ملخص السيرة النبوية" هكذا مسمى الكتاب، الكتاب بسيط جدا، ملخص الملخص، أتخذ فضيلة الشيخ محمد هارون أسلوب الحكي لسرد سيرة حبيبنا المصطفي عليه افضل الصلوات والتسليم، لقد أوجز فضيلة الشيخ جدا فالكتاب صغير جدا و يمكن أن يوصف بكتيب، ذكر في هذا الكتاب او الكتيب بين دفتيه نسب أشرف الخلق سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، و مولده و بداية نزول الوحي إليه و الهجرة من مكة للمدينة، و هجرة المسلمين الأوائل الي الحبشة، والمبايعات التي بايعها، و المعاهدات التي عقدها، و غزواته التي قام بها و السريات و الرسل الذي أرسلها الي ملوك و الأمراء، و أضاف أيضا حجة الوداع وإتمام رسالته الي الناس، ثم ذكر في آخر صفحات الكتاب صفات رسول الله عليه الصلاة والسلام، وخلقه، ثم أردف في نهاية الكتاب مرض حبيبنا المصطفي ووفاته. كل هذا ذكرة بشكل موجز مبسط، بإسلوب بسيط يستطيع لا شخص قراءته وفهمه أيا كان عمره، فالكتاب جميل، خفيف، و يكفي أنه عن نبينا وحبيبنا محمد صلي الله عليه وسلم.
القدرة علی الٳختصار موهبة أيضا وقد نجح بها المؤلف ! قرأته جزءاً من من كتابين في مسابقة معينة كتاب بسيط من ۱۰۰ صفحة یتناول سيرة الحبيب محمد صلی الله علیه وسلم بإسلوب واضح وسهل انصح به لمن يستثقل الكتب الطويلة.
هل كل اختصار و"تلخيص" -في السير- هو مخل بالضرورة؟ أعتقد أن الإجابة إلى حد بعيد ستكون بالإيجاب. فكل موقف ولو كان أثره في ميزان النفس مثقال حبة من خردل، سواء كانت فرحًا أو ترحًا، تعاسة أو سرورًا وبهجة، قلق أو أمن؛ كل حبة خردل يتم استبعادها، نحرم في مقابلها الاضطلاع المتواصل على خط سير النفس بين منحنياتها المختلفة.
ولكن هذا الكتاب مختصر أيما اختصار، فبإمكاننا وصفه بأنه كتيب صنف في 80 صفحة تحوي سير الحوادث الكبرى في حياة النبي (صلوات ربي وسلامه عليه). ولكي يتناسب هذا الكم المتواضع من الأوراق، مع هذا الكيف الهائل في سيرة ملؤها العظمة والجلال والجمال، تعين على الكاتب أن يكتب ما يشبه العنواين العريضة لأبرز الأحداث، ويصف كل عنوان في سطور محدودة. حتى لأنه بعد هذا الاختصار أغفل بعض العناوين/الأحداث البارزة في السيرة، رغم شدة أثرها وعمق في منحنيات السيرة الشريفة، ولعل أبرز الغائبين هو عام الحزن! كما تم تصفية الحوادث الكبرى من مضمونها للأسف!
وعلى كلٍ فإن هذا الإجمال، على إخلاله، له مزية كبيرة، لا ينبغي أن نغفل عنها. فهي تفتح لنا بابًا رحبًا لطرح العديد من الأسئلة الكلية ذات النظرة الشمولية على حياة النبي صلاة الله وسلامه عليه. فكيف تحول الصبي اليتيم إلى رجل يتاجر بأمانة، ويتعبد بجوف جبل، ثم داعيًا مثابرًا، ثم قائدًا عسكريًا مجاهدًا غازيًا؟ ما موقع الغزوات/الجهاد من هذه السيرة؟ وما دروسها الكبرى؟ بقيت لي ملاحظة أخيرة على لغة الكتاب الأدبية: فإن كان مقام التلخيص يستدعي الإيجاز، فذاك لا يمنع من البحث عن وإيجاد اللفظ البليغ الدال. ولكن ما حدث في ظني، هو انزلاق خطير، بدا في بعض المواطن كأن الكاتب أراد إثارة شبهة، أو تشويش.