ولما كان الصدق مع الله منزلة عظيمة من منازل السائرين إليه ، فكل صلاح في ظاهرك وباطنك...سرك وعلانيتك يرجع إلى صدقك مع الله تبارك وتعالى... وإن كان الصدق منجاة وقوة وسكينة...فالكذب هلاك وهوان وريبة... وكيف يُعرف صدقك مع الله إلا بالابتلاء والتمحيص ، وهنا يُعرض عليك فتن الشبهات بالقدح في العلم والاعتقاد ، وفتن الشهوات بالقدح في العمل والإرادة.. فمن كان صادقاً مع الله توطن الإيمان قلبه وصدق عزمه فيما يحب ربنا ويرضى... فمن تأمل كلمة التوحيد رأى بأنها تقوم على ركنين أساسيين هما الإخلاص والصدق متلازمان لا يفترقان... والصدق مع الله صلاح للعبد في قلبه بصدق الاعتقاد وإخلاص التوحيد ، وبصدق اللسان ، وصلاح الجوارح بالإذعان والاستسلام طواعية لمراد الله عز وجل.... لطالما توقفت عند حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصراط والأبواب المُفتحة على جانبيه وعليها ستائر مُرخاة وقد كان تأويلها في الحديث بمحارم الله ، أرأيت ليست مُغلقة تستدعي جهداً أو مشقة ، دفعة صغيرة وتقع فيها ، لذا فالامر يتطلب مجاهدة النفس وسؤال الله العون... ومن امارات الصدق مع الله ان يكون همك وشغلك الشاغل الآخرة وتطرح الدنيا من قلبك ، وقد ركز الشيخ الكريم على سلامة القلب للصحابة الكرام جميعاً وقد رضي الله عنهم ورضوا عنه ، هم الصديقون وقد صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، نسأل الله ان يغفر لاخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا يجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ، ويحشرنا في زمرتهم تحت لواء النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم... فمن كان بهم أشبه...كان إلى الله أقرب 🤍 اللّهم وفقنا لما تحب وترضى وارزقنا الهدى والرشاد....آمييين
رسالة لطيفة في منزلة الصدق مع الله وأثره في حياة المسلم، فالصدق مرتبط بالتوحيد والإخلاص، ومع أن محل الصدق مع الله القلب إلا أن له أثر يظهر على الجوارح. وأشار المؤلف إلى لفتة مهمة بأن من الصدق مع الله سلامة القلب على الأخيار ويأتي على رأس هؤلاء صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
جزاك الله خير الشيخ الجليل على هذا الكتاب الجميل من أهم المواضيع الي نحتاجها في كل اعمالنا وتجعلنا نجدد النيه في طلب اي علم او عمل ، فقد قال : كلما زاد الانسان علماً بدينه وعملاً به زاد صدقه . - كتاب خفيف ومقاصده واضحه وأثرت فيني ، الله ينفعنا بما قرأنا ، وصفحاته قليله ولكن مليئه بالفوائد .