Jump to ratings and reviews
Rate this book

السبيليات: ما لم يرد ذكره من سيرة حياة أم قاسم

Rate this book
أواخر خريف عام ١٩٨٨ وردني اتصال من صديق يعمل صحفيًا في جريدة الرأي العام الكويتية، خلال لقاء سابق بيننا، عرفت منك أن مسقط رأسك كان في قرية تقع جنوب مدينة البصرة العراقية.. أردت أن أختصر عليه جهده قلت له. السبيليات. بادرني رده. اسمع.. فيما رواه.. بمناسبة انتهاء الحرب العراقية الإيرانية قبل أسابيع تلقت جريدتهم دعوة من السلطات العراقية للإطلاع على الدمار الذي خلفته حربهم مع إياه. تابع: اختارته صحيفته كي يكون موفدها إلى هناك. جمعوا الصحفيين العرب والأجانب داخل الصالة الوحيدة لمطار البصرة/المعقل، ثم أركبونا ثلاث طائرات مروحية، حلقت بنا فوق الشريط الساحلي الغربي لشط العرب باتجاهه جنوبًا نحو ميناء الفاو، ذُهلنا لمشاهدة غابات نخيل أصابها الذبول، تحول سعفها للون أصفر فاقع، الحرب التي دامت ثمانية أعوام بآثارها المدمرة على الطبيعة. فجأة غاب اللون الأصفر، كنا نحلق فوق أرض مزحومة بالأخضر، أشبه بواحة غناء عرضها لا يتجاوز كيلومترين، تبدأ من شط العرب وتنتهي عند مشارف الصحراء الغربية، بعدها مباشرة عادت سيادة الأصفر، تساءلت مشيرًا صوب الشريط الأخضر: لماذا هذه الأر وحدها.. لم أتلق إجابة ترضي فضولي، اكتفى أحد الأدلاء المرافقين، قال: هذه قرية السبيليات. ختم صديقي حديثه. بصفتها مسقط رأسك يلزمك أن تكتشف السر.

162 pages, Paperback

First published January 1, 2015

26 people are currently reading
1122 people want to read

About the author

ولد في البصرة (العراق) عام 1940.
مقيم في الكويت- فهو منها أصلاً.
تلقى تعليمه في الكويت وفي العراق، وعمل في حقل التدريس مدة (11) سنة (بين العراق والكويت) وتعاون مع الإذاعة (إعداد وإخراج) مدة ثلاث سنوات وهو الآن مسؤول عن التسجيلات الصوتية في وزارة التربية في دولة الكويت (إعداداً وإخراجاً).

عضو جمعية القصة والرواية.

مؤلفاته:
1- البقعة الداكنة- قصص- بيروت 1965.
2- كانت السماء زرقاء - رواية- بيروت 1970.
3- المستنقعات الضوئية- رواية- بيروت 1971.
4- الحبل -رواية- بيروت 1972.
5- الضفاف الأخرى -رواية- بيروت 1973.
6- ملف الحادث 67 -رواية- بيروت 1974.
7- الأقفاص واللغة المشتركة - قصص - بيروت 1974.
8- الشياح- -رواية- بيروت 1976.
9- النص - مسرحية- بيروت 1980.
10- القصة العربية في الكويت- دراسة- بيروت 1980.
11- الفعل والنقيض في أوديب سوفوكل- دراسة- بيروت -1980.
12-خطوة في الحلم - رواية- بيروت -1980.
13- الطيور والأصدقاء - رواية- بيروت -1980.
14- النيل يجري شمالاً- البدايات ج1- رواية- بيروت -1981.
15- الكلمة الفعل في مسرح سعد الله ونوس- دراسة - بيروت 1981.
16- النيل يجري شمالاً- النواطير ج2- رواية 1982.
17-النيل يجري شمالاً- الطعم والرائحة ج3- رواية 1988.

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
172 (26%)
4 stars
215 (33%)
3 stars
190 (29%)
2 stars
53 (8%)
1 star
13 (2%)
Displaying 1 - 30 of 194 reviews
Profile Image for فايز غازي Fayez Ghazi.
Author 2 books5,133 followers
September 3, 2023
- "السبيليات"، رواية الحياة في زمن الموت، رواية عن تلك البقعة الخضراء بين صحاري طبيعية واخرى سياسية، رواية غير تقليدية مكانها قرية "السبيليات" على الحدود العراقية الإيرانية وزمانها في خضّم الحرب التي نشأت بين عامي 1980 – 1988، غير تقليدية لأنها لا تتحدث عن مآسي الحرب بالطريقة الكلاسيكية، لأنها لا تصف الموت بل إنعدام الحياة وعودتها.

لست أفهم ما الذي تستنزفونه

- القصة مبنية على إخلاء فمغادرة فموت فإستقرار فحنين فعودة فأمل فإخضرار ثم حياة! وبهذا فهي مبنية على مستويين اثنين، أولهما المعنى الظاهر للقصة ببطليها: "أم قاسم" والحمار "قدم خير" والأحداث التي حصلت معهما ومع العسكر (القصة في هذا الجزء ذكرتني برواية "التبر" لإبراهيم الكوني) ام المستوى الآخر الرمزي فهو الأفضل والأعمق، دفن الماضي وزرع الحاضر لمستقبل أخضر.

الاقتراب شأن الحضور، اقتران اللهفة نحو توق التماهي بالمكان

- اللغة عذبة، سلسة بشكل عام، لولا الأخطاء الكثيرة وغياب علامات الترقيم!! الحبكة كلاسيكية، غلب الوصف على السرد فجنحت الرواية الى الإنطباعية بعض الشيء. الأحلام كان لها دورها من خلط الواقع بالخيال لكنها بقيت ضمن الخط العام المشرقي لتفسير الأحلام

- بشكل عام الرواية جيدة، سلسة وسهلة، متعتها في غموض اسمها بداية، وقيم الحياة المزروعة بين سطورها والتعريف او الوصف للريف العراقي

الألم وجه للموت عندما ينفرد بالواحد يدعو ربه يأخذ أمانته عساه يتخلص من معاناته

Instagram
Profile Image for Odai Al-Saeed.
943 reviews2,918 followers
September 26, 2018
ما بين شجرة الإثل المعمرة الوحيدة لمدخل السبيليات (قرية جنوب البصرة) وأشجار البرحي الغنية التي تغطي مساحاتها مروراً بشجر البمبر المبارك تتماهى الرواية في عبقها مع حب المكان وصعوبة الإجتثاث ..... أم قاسم هي صورة لذلك الهوس في الإنتماء وتطابق مثالي لمعني كلمة الوفاء.... رواية تخوض في رؤية عميقة لمعان سامية تجري أحداثها في ثمانينيات القرن المنصرم حينما كانت الحرب مع إيران في أوجها ، وحدها الأديان هي من يبرر الحروب
الرواية جميلة تستحق الترشيح لجائزة الرواية العربية لهذا العام الذي وبهذه المناسبة أحببت أن أنوه أن المنافسة حسب حدسي إنحصرت بين رواية موت صغير وزرايب العبيد الا أنني ولكثير من الإعتبارات أرى أنها سوف تذهب الى الأولى (موت صغير)
Profile Image for Nnedi.
Author 153 books17.8k followers
December 20, 2019
This book is charming, but it's lacking a plot.
Profile Image for محمد خالد شريف.
1,024 reviews1,233 followers
June 4, 2025

"لا قيمة للأشياء بغياب أصحابها."

رواية "السبيليات" للكاتب الكويتي "إسماعيل فهد إسماعيل" تُبين لنا معنى الوطن، والانتماء له، قيمة الأرض، والتشبث بها، رغم الحروب، رغم التهجير، رغم السياسة، رغم كُل شيء، لم تكن "أم قاسم" تريد سوى أن ترى قرية "السبيليات" تنعم بالحياة من جديد، يعمرها ضجيج سُكانها، الذين لفظتهم الحرب خارجها.
السؤال الذي دار بخلدي طوال أحداث الرواية؛ هل يُمكن أن نعيش بلا وطن؟ بلا أرض؟ لماذا لم ترض "أم قاسم" بأن ترحل في هدوء؟ لماذا تتشبث بجذور أرضها؟ ماذا قدم لكي وطنك يا "أم قاسم" حتى تربطي مصيرك بمصيره.

جمال هذه الرواية، أنه يُبين لك نتائج الحرب ودمارها دون أن يتطرق إلى ذلك مُباشرة، يكفي ذلك الخواء الذي حصل للقرية، التحول الرهيب للجنود، والطريقة العسكرية في تنفيذ الأشياء، طاعة عمياء، حتى في طعامهم، حياة على كف عفريت، ولا زالوا يُنفذون الأوامر في أبسط الأشياء، حتى قلبت حياتهم "أم قاسم"، للأفضل، أعطتهم أملاً بشكلاً ما، أن رغم كل هذا الشر، لا يزال هناك خيراً.

"سألته مرة عن نوعية الألم الذي يُعانيه، ابتسم بأسى. كمن ينطحن بين صخرتين هائلتين."

ستظل حالة الكاتب "إسماعيل فهد إسماعيل" مُميزة وفريدة من نوعها، كويتي يكتب عن أوجاع العراق، لنا عبرة في ذلك، ليكون دليلاً واضحاً وهاماً على أن السياسات والحروب والعنصريات الراهنة، يمحوها الأدب، وأن جمال ما يُكتبه، يكون بلسماً على قلوبنا المُتفرقة والمُشتتة.

ختاماً،
رواية قصيرة، ولكنها جميلة، تحمل تأملات ومعاني كبيرة، ولا تخلو من الرمزيات بالطبع.
يُنصح بها.
Profile Image for Osama.
583 reviews86 followers
June 29, 2017
"السبيليات" رواية للكاتب الكويتي إسماعيل فهد إسماعيل - وصلت للقائمة القصيرة لجائزة البوكر للعام الحالي - ينقلنا فيها لقرية في جنوب العراق تسمى السبيليات تعصف بأجوائها مصائب الحرب العراقية الإيرانية. تضطر اسرة أم قاسم للخروج من قريتها مضطرة نظرا لتحول القرية إلى منطقة عسكرية محظورة على المدنيين. ولكن الأم تقرر العودة مرة أخرى إلى قريتها مع حمارها المطيع المسمى قدم خير. تقرر الرحوع حاملة رفات زوجها كي تدفنه في مسقط راسه. تتواصل أحداث الرواية فيما بعد في القرية حيث تتعرف أم قاسم على الجنود المتمركزين على ضفة نهر القرية وتسترجع معهم ذكريات القرية والحرب. الرواية تتميز بلغة عذبة وسلسة وتنقل القارئ لأجواء القرية العراقية الريفية بما فيها من نخيل وطبيعة ومعاناة. ولكن الرواية في رأيي تفتقر للحبكة والتشويق وتركز أكثر على وصف المشاعر وسرد الذكريات.
Profile Image for حبيبة .
360 reviews172 followers
August 15, 2025
آه يا أم قاسم وجعتي قلبي..
التهجير من أكثر ويلات الحرب إيلامًا، وكلها مؤلمة..
كشخص بيرتبط جدًا بالأماكن، مبقدرش أتخيل مدى صعوبة النزوح ومفارقة الأرض والبيت والشوارع.. هجرة إجبارية مش متحدد لها أجل وتنتهي.. بل قد تكون أبدية.. بل يمكن ترجع بس تلاقي بيتك متدمر، والقرية خاوية على عروشها، والنهر جاف، والشجر والزرع ميت..


تخيلوا معايا: أم قاسم، سيدة كبيرة وحيدة، حاضنة لفة فيها رفات زوجها، وراكبة حمارها وراجعة على قريتها، سايبة وراها ولادها وأحفادها وحياتها الآمنة معاهم.. دا كان مشهد أيقوني بيلخص شخصية أم قاسم وتفكيرها.

وبالمناسبة أم قاسم شخصية جميلة، وفية، معتزة بنفسها وبأصلها وبتاريخها، محبة للزرع والشجر والحيوان ولكل خلق الله، بريئة ومتفائلة وقوية وصبورة :)

لغة الرواية جميلة والوصف تفصيلي لدرجة الملل أحيانًا لكنه مقبول.. السرد مختلف مقرأتش زيه قبل كدا، جمل قصيرة لكن بليغة المعنى والحوار مدمج جواها بطريقة متلغبطش أبدًا.

على الهامش: أنا حبيت وجود "قدم خير" في الرواية جدًا، وأنا من زمان بحب الحمير وبشوفها أصيلة وحمولة.. وعلى عكس الشائع عنهم، الحمير كائنات ذكية فعلًا..

رواية جميلة، ممكن تكون مملة في بعض الأحيان رغم إنها قصيرة بس لو كانت مكثفة أكتر كانت هتبقى أجمل.
⭐3.5⭐
Profile Image for Dalia Nourelden.
719 reviews1,161 followers
February 17, 2025
ميدئيا دى مش مراجعة دى كوميديا وصياح فقط ..
ومحبي الرواية يمتنعون 🤣🤣

أول ما خلصت الرواية افتكرت حمزة نمرة واغنيه ورجعنا لوجع القلب .. أرجوك صبرني يارب ..

بصراحة كانت امنياتي للرواية دى تقييم عالى ، كانت مجرد امنية بريئة مش توقع ، الحمد لله وقعت سقف التوقعات من زمان عشان مفيش حاجة تقع على دماغي 😂😂
وواضح اننا لازم نهد سقف الأمنيات كمان 🥴😄

زى ما قلت بدأت الرواية بأمنية انها هتعجبني وهتبقى تقييم عالى بعد شوية قلت خلاص شكلها هتبقى ٣ نجوم، اما وصلت للنص وزاد الملل قلت شكلها نجمتين وحين وصلت للنهاية اصبحوا بقدرة قادر نجمة واحدة 🥴
انا لا استفدت ولا استمتعت ولا اندمجت مع الرواية ولا أى حاجة خالص بصوت هاني رمزي ..
يالا الحمد لله علقة تفوت وحظ سعيد في المرة القادمة ..

١٧ / ٢ / ٢٠٢٥
Profile Image for Hussain Ali.
Author 2 books162 followers
September 1, 2016
‎السبيليات ‎طوال قراءتي للرواية وأنا أفكر بهيراقليطس، أحد قطبي الفلسفة ما قبل السقراطية، بمعية بارمنيدس.
‎لماذا هيراقليطس ؟
‎لأن أم قاسم التي يروي لنا إسماعيل فهد إسماعيل ما لم يرد ذكره من سيرة حياتها، حملت هي وسيرتها العديد من ملامح فكر هيراقليطس، بداية بخروجها على ظهر حمارها قدم خير ضاربة بالتقاليد والعادات الشرقية. محاكية بذلك طبيعة فكر هيراقليطس المليء بازدراء الآراء الشعبية بل وحتى آراء الفلاسفة الآخرين. وكذا رحلتها من النجف الأشرف إلى السبيليات في البصرة، تحمل ملمحا هيراقليطيا مميزا، فهي تسافر حاملة رفات زوجها أبي قاسم ويمثل ذلك فكرة صراع الأضداد عند هيراقليطس. فهو شرط الحياة عنده، فكان شرط حياة أم قاسم متعلق بثنائية الموت والحياة. والجميل أيضا هو أن هيراقليطس عندما يصف صراع الأضداد هذا يقول أن "الحرب أبو الأشياء جميعا"، وصراع أصداء أم قاسم كان إبان الحرب العراقية الإيرانية.
‎الغريب في الأمر.. هذه الرواية مليئة بالأنهار، ما يحيلنا إلى عبارة هيراقليطس الشهيرة "لن تستطيع أن تخطو مرتين في النهر نفسه"، فالأشياء عند هيراقليطس في سيلان وتغير دائمين، "إذ لا وجود لمكان يسود فيه السكون الأبدي !! وهذا التغير بالإضافة إلى صراع الأضداد المستمر، يعتبر ملمحا من ملامح سيرة ��م قاسم وفكر هيراقليطس على حد سواء.
‎أضف إلى ذلك كله أن هذا التغير "تغير حياة أم قاسم" والصراع المستمر "الحرب العراقية الإيرانية" الذي يصوره هيراقليطس، ليس مجرد عماء وفوضى. ومسيرة أم قاسم وإقامتها ��ين العسكر في السبيليات وشقها لمجاري الأنهار وهدمها للسدود.. انتصارا لمبدأ التغير والتقدم كذلك لم يكن خبط عشواء، بل كل ذلك محكوم بمبدأ ضمني من النظام والقياس."يقولون أن حربنا هذه غير عادلة" تكررت في الرواية بأكثر من موضوع بأكثر من شكل، ليدل على المبدأ الحاكم للتغير والصراع عند هيراقليطس... الذي يعبر عنه بلغة أسطورية بحيث يجعل من العدالة مع مساعداتها من ربات الفنون يحفظن الأضداد والأجرام السماوية في حدودها الخاصة. ويعرف هذا المبدأ الحاكم بلفظة شهيرة... اللوغوس.
‎اللوغوس هو مبدأ كوني تكمن فيه علة النظام والتناسب والاتزان والانسجام والعقلية في دفق الوجود المتواصل. وهو في الوقت نفسه حي وزاخر في الحياة. ‎

للمزيد عن أم قاسم.. تقرأون رواية اسماعيل فهد اسماعيل "السبيليات" ‎
وللمزيد عن هيراقليطس.. مدخل الى الفلسفة القديمة .. أ.
آمرمسترونغ. ‎

مبارك عليكم الشهر
Profile Image for zahra haji.
221 reviews170 followers
December 22, 2017
اسماعيل فهد اسماعيل رغم اختلاف مواضيع الروايات الثلاثة التي قرأتها له توحدها
أمور ثلاث
قلم الكاتب الذي يقطر جمالا وصدقا
انفصالك عن الواقع و التحامك مع شخصيات الرواية ومع الاماكن
الرسالة العميقة والإنسانية دوما
منسي في حضرة العنقاء والخل الوفي مازال حاضرا في ذاكرتي
الأسرى الكويتيين في العراق في رواية طيور التاجي ما زالت تفاصيلهم حية
وأم قاسم الوفية التي عادت لقريتها رغم الحرب والقصف لتزرع وتبني وتنشر الحب
والأمل وتبث الحياة في السبيليات وساكنيها جنودا وجمادا ستبقى في الذاكرة هي والجميع
والحمار قدم خير
Profile Image for ناصر البراعصي.
Author 3 books58 followers
February 24, 2017
رواية عميقة جداً برغم صغر حجمها، ستجعلك تفكر بالمكان الذي تعيش فيه وقيمته واهمية المحافظة عليه.. احببت الاحلام التي تكررت على ام قاسم مرارا لتكون اساس لفعل واقع..
أتمنى أن يحالفها الحظ وتفوز بالبوكر، رغم إني لا أتوقع ذلك!
Profile Image for Maha.
627 reviews
April 4, 2017
حكاية عشق الأرض، التي ترويها أم قاسم بقلبها و تؤكد عليها باعمالها و اصرارها اللذين يلينان الصخر، هي حكاية لا تنتهي. تأخذنا أم قاسم بصيغة السرد الذاتي إلى قرية السبيليات في جنوب العراق و المتاخمة لشط العرب خلال فترة الحرب العراقية الإيرانية التي دامت ثماني سنوات خلال الثمانينات من القرن العشرين. عائلة أم قاسم المكونة من عشرين شخصا من الزوج و الأبناء الثلاثة و ابنتيها و ازواجهم و الأحفاد يطلب منهم و أهل القرية الإخلاء. القرية و ما يجاورها أصبحت منطقة عمليات عسكرية و على المدنيين مغادرتها. يغادر الجمع راكبين حميرهم و يسكنون جوار مقبرة النجف. يطول الانتظار بأم قاسم التي توفى زوجها في اليوم الثالث من خروجهم و تقرر الرجوع لقريتها بعد سنتين من الانتظار. يعارضها الأولاد فتغادرهم فجرا ممتطية الحمار الذي لقبه أبو قاسم عند ولادته بقدم خير. نواكب أم قاسم في رحلتها إلى السبيليات جغرافيا و نفسيا فنتعرف على تضاريس الأرض و المزروعات و الجداول و الأنهار و اسماء البيوتات فيما تحدث أم قاسم نفسها فتستذكر الماضي و تعيش الحاضر و تخطط للمستقبل. أبو قاسم الذي تستخرج رفاته من مدفنه على الطريق لتحفر له قبرا في باحة دارهم في السبيليات حاضر معنا في حوارات اليقظة و الحلم. تستميل أم قاسم العسكر ليسمحوا لها بالبقاء فترة قصيرة و تخدمها الظروف فتبقى اكثر لتحفر حفرا صغيرة في السدود التي منعت الماء فيصل الماء إلى البرك و السواقي الناشفة فتستعيد الأشجار خضرتها. تزرع أم قاسم الورد الجوري و المخضر و يساعدها الجنود المعسكرين في المنطقة. تتنزل عليها القذائف كالمطر و تخاف لكنها لا تهرب بل تبني لها عريشة قرب مقام سيد رجب لتبيت هناك. تذلل كل الصعوبات بلا كلل أو ملل لتعود بشائر الحياة إلى القرية.
Profile Image for Bookworm.
295 reviews80 followers
April 5, 2018
السبيليات أول رواية أنتهي منها من قائمة البوكر
رواية تنتهي منها و لا تنتهي منك تظل معلقا هناك في السبيليات في أراضيها و أشجارها و بيوتها و أم قاسم
تصف الرواية الارتباط الوثيق بين الانسان و المكان الذي يظل يسكنه ليشغل فيه فتيل الشوق و اللهفة
ليجذبه اليه رغم الخراب
و أم قاسم التي تجسد قيم الوفاء بتعلقها بارضها و زوجها الراحل
و روحها المتقده بالامل و التي تستطيع ان تخلق باصرارها حياة
رواية جميلة تتسلل الي روحك
و تظل شخصية أم قاسم محفورة في وجدانك
Profile Image for Mahmoud Masoud.
389 reviews700 followers
December 21, 2022
قرأت الرواية دي بالصدفة، وكانت تجربة جميلة جداً، أول مرة أقرأ لـ "إسماعيل فهد إسماعيل" وتقريباُ كده كان فايتني كثير ..

الرواية فيها كم مشاعر غير طبيعية، رواية جنائزية بإمتياز .. شخصية "أم قاسم" مرسومة بعناية جداً .. من زمان مقرأتش رواية بالجمال ده .. بعد ما خلصت الرواية تنهيدة طويلة كده .. رواية مؤثرة هتخليك تعيش أجواء غريبة ومثيرة ..
Profile Image for Shaima Faisal.
401 reviews60 followers
February 5, 2017
"يا للقلب الغبي، لماذا هذا التشظي، يحلّق الخيال ليتحقق هناك، المكان الطعم والنكهة، المكان الرؤية والتصوّر، تحسّ نفسها تهوّم، لو إنها عادت حيث عاشت..."

في هذه الرواية يكشف لنا الكاتب الروائي إسماعيل فهد إسماعيل سرّ "السبيليات" من خلال قصة أم قاسم. تبدأ حكايتها مع تصاعد وتيرة الحرب العراقية-الإيرانية عام 1980 فقرار الإخلاء من القرية باتجاه النجف، تتخذ الأحداث بعد ذلك منحى لا يروق لأم قاسم، هي التي ارتبطت بالمكان حتى صار روحها وصارت روحه فتقرر المجازفة بالعودة لقريتها الحبيبة مع "قدم خير". تُفاجأ بحال القرية فتأخذ على عاتقها مسؤولية العناية بها بمساعدة الجنود المشرفين على المنطقة.

للوهلة الأولى تبدو الأحداث عادية، بعد إنهاء الفصل ستجد نفسك تسأل "ماذا بعد؟"، لكن عندما تتعمق في الشخصيّة الرئيسية تجد أنها المحور، الرابط، فقد جعل إسماعيل فهد إسماعيل تماهي أم قاسم مع السبيليات حد الإلتحام، مبدع كعادته. نهاية الرواية تحيي الأمل وتعلمنا معنى الوفاء للمكان. تم ترشيح الرواية مؤخراً ضمن القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية للعام 2017.

إسماعيل فهد إسماعيل: كاتب وروائي كويتي متفرغ منذ عام 1985. يعد المؤسس الحقيقي لفن الرواية في الكويت. حصل على عدة جوائز تقديرية، منها جائزة العويس الثقافية في دورتها الرابعة عشرة 2014 - 2015.

اقتباسات:
"كيف لواحدٍ أن يعود إلى الوراء لعشرات من السنين ويبقى محتفظاً بوعي لحظته الآنيّة..."
"الاقتراب شأن الحضور، اقتران اللهفة نحو توق التماهي بالمكان.."
"أنّى للذكرى كل هذا الحضور الحي لدرجة المباغتة.."
"لست أفهم ما الذي تستنزفونه."
Profile Image for Ailbhe.
74 reviews13 followers
February 25, 2021
The most empathetic, wholesome anti-war story I’ve ever encountered. This is also maybe the first time I’ve read a story whose protagonist/ hero is an old woman. The rhythm and style of the novel felt akin to a fable and halfway through I couldn’t put it down. What a gift this story is.
Profile Image for تسنيم الحبيب.
147 reviews57 followers
July 17, 2016
السبيليات : السكون و ما تفيضه الرؤى .
رواية السبيليات لـ إسماعيل فهد إسماعيل و الصادرة عن نوفا بلس رواية مغمورة بالسكون ، رغم إمعانها في تجسيد التفاصيل و اكتمالها بالصور الحركية إلا أنها ترفد المتلقي إلى مساحة ساكنة ناعمة ، تستحضره في حياة " أم قاسم " من باكورة رحلتها مع زوجها و عائلتها إلى استقراها المضطرب في ملاجئ النجف الأشرف إلى رحلتها الثانية مع " قدم خير " و انعطافيها الأخيرين .
لا تقدم الرواية أحداثا كثيرة ، بل ربما نستطيع حصر الأحداث بخمسة دعائم : التهجير / موت أبو قاسم / قرار العودة / تأثير الأحلام / الحرب ، لكن المتلقي سيظل يسأل السؤال المحوري المؤثر : ماذا سيحصل ؟
و أعتقد أن هذا السؤال هو الخيط المتين الذي يربط فصول أية رواية مؤثرة .
التفاصيل الغنية كانت مجسمة باللون و الصوت و الرائحة مما يرفد شعور أم قاسم ليستقر في عمق وعي المتلقي ، فتصير هذه المرأة ذات الكف الخضراء و الروح الفسيحة و الوفاء مرآة لنظرته .
الشخصيات :
لدينا شخصية محورية و هي " أم قاسم " ، و التي رُسمت بإقناع شديد ، يجعلنا نتقبل نطمئن إليها كما اطمأن لها الجنود ، و نتعاطف معها ، و نتفاعل ، و نصدق ما تفيضه النبوءات من أحلامها التي كانت الرواية تدسها بين فقرة حيوية و أخرى مما يجعلنا نعيش كامل الدهشة .
لدينا أيضا شخصية قدم خير ، و الجندي جاسم و غيرها من الشخصيات التي تدور في فلك أم قاسم دون التوغل في ملامح و تفاصيل الشخصيات إلا بما يجلي دور الشخصية المحورية .
المكان :
في بداية قراءتي ، ظننت أن هيمنة المكان ستطغى على الرواية ، والحقيقة أن المكان كان شديد التأثير ، النهر ، النخيل ، مقام سيد رجب ، بيوت الجيران ، لكن أشعر أن الرواية وازنت بين الشخصية الكبرى و المكان ، فكان التأثير متبادلا و متساويا .
السبيليات رواية تحيلنا إلى مفهوم الصفاء و مداه الجميل .
Profile Image for Yassmeen Altaif.
899 reviews86 followers
January 17, 2019
في هذه القصة القصيرة هنا:
التأقلم مع الأمكنة الجديدة، الغربة القاسية.
ساعد الله أهل فلسطين ابتعدوا هاجروا عن ديارهم ولا عادوا ومازال الحنين لهناك.

هنا أم قاسم ابعدتها الحرب عن قريتها ولكنها في نفس موطنها في العراق نفسه ولم تتأقلم فكان حليفها الحزن والحنين وأبت إلا أن تعود وعادت وحيدة تحمل رثاة زوجها.

قصة عودة أم قاسم من النجف لقريتها السابقة السبيليات ��شوبها بعض الخيالات أو ما قد نسميه باللغة الدارجة فيلم هندي، تصل للقرية دون أن يعترضها أي أمر مسير أسبوع، وكذلك بعض الأحداث بالقرية من إصلاح وتصليح تقوم بها إمرأة بعمر الخمسة وخمسين.

القصة لغتها بسيطة لكنها تحوي الكثير من الكلمات البلدية (القصد منها كلمات عراقية بحتة) التي تحتاج من القارئ البحث عنها مثل أسماء بعض النباتات، وتنقص القصة الحبكة أو التشويق، الأحداث تمر بوتيرة عادية بسيطة.
ما أجمل هذه القصة في إن تبقى السبيليات مثمرة وخضراء.

بنظري بأن هذه القصة ليست بمستوى أسلوب الكاتب، فحتى علامات الترقيم تفتقدها.
Profile Image for K Alkaabi.
132 reviews52 followers
April 21, 2017
أول كتاب أقرأه لـ إسماعيل فهد إسماعيل .
رواية خفيفة بسيطة، لن تتوقف الأحداث متتالية غير مملة، اللغة بسيطة غير مكلفة.

تدور الأحداث في الثمانينات ، عند حرب ايران والعراق. والتركيز هنا حول أم قاسم ... الوفيّة، المخلصة، المحبّة للأرض للزرع للوطن لمدينتها. أم قاسم التي ستغادر السبيليات مُجبرة هي وعائلتها الكبيرة إلى النجف. تغادرها بأوامر عسكرية، وتعود من أجل زوجها الذي أرشدها لكل ما قامت به من ردم السدود من اختيار وسيلة المواصلات .. الحمار. من سبل لاقناع العسكر ببقائها من تنباؤات للمستقبل.

أم قاسم تعود وحيدة لمدينتها المهجورة تعود شوقاً تعود لاستقبال اللاجئين بعد انتهاء الحرب. تعود لتزرع وتطمئن على البيوت. تعود لتصبح أم الجنود وصديقة العسكر والقصف


جميلة ..
Profile Image for Bluetiful Hadeel.
199 reviews56 followers
October 24, 2021
إسماعيل فهد إسماعيل (الله يرحمه) صاحب القلم الراقي والجميل
الرواية تدهشنا بكمية الوفاء والانتماء
أم قاسم شخصية "تحوف حبايبها حوف" وتسلك درب الوفاء وإن كان الدرب قاسيا وصعبا وخطرا
"كيف يتسنى لنا أن نغادر تاركين شكل ارتباطنا بالمكان"

الرواية مفعمة برائحة الطين والأنهار الجافة وورق السدر الجاف
الحرب وأهوالها ودمارها ومشاعر الشعب وإدراكهم بحجم الدمار وبالرغم من هذا، إنتمائهم لا ينهزم ولكن يتضاعف ويتكاثر

قلم الكاتب يزخر بروح عشت معها وأنا أنتظر المزيد من أخبار أم قاسم وجاسم وخصوصا عبدالكريم
Profile Image for youmnaa teleb.
219 reviews147 followers
March 24, 2025
"من حق الأحياء أن يواصلوا حياتهم وللموتى الرحمة، لكن حال أم قاسم غير هذا، الأمر بالنسبة إليها فقدان الأليف، لمّا تجد حالك فاقدا شخصا تسكن إليه، ولا من سبيل للتعويض، ألمك يتكاثف في غفلة منك، يصبح كتلة ثقيلة متوارية في قعر حنجرتك، رجلها ما عاد متواجدا في الجوار منها."

أصبحت آخر فترة عندما ابدأ في قراءة رواية أُفضل عدم قراءة النبذة أو ريفيوهات القراء، هذا ما حدث بالفعل مع هذه الرواية، أسمع الكثير عنها من أصدقائي وزملائي لكن لم يجرؤ أحد أن يقول لي عن ماذا تتحدث؛ خوفًا من أن يكون حرق للأحداث! الحقيقة أن هذه الرواية عظيمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى. كم من المشاعر الصادقة والحب الكبير ما بين أم قاسم وأبو قاسم، تخطى حدود الواقع والخيال! ايه الحلاوة دي بجد!

"يبدو لي إن واحدنا لا يعرف قيمة ما عنده إلّا بعد ضياعه."
Profile Image for Suad Alhalwachi.
908 reviews103 followers
April 4, 2020
الخمس نجوم هي للقصة (لوجود العديد من الأخطاء المطبعية كما انها تحتاج الى تدقيق لتصبح masterpiece وكان المفروض إعطاء الناشر اقل من نجمة )

الحرب عمومًا مأساة من صنع البشر، يموت فيها ناس، ويتشرد ناس، يتشوه اخرون، ويستفيد البعض كما يخسر البعض.
كل ما جاء في القصة حقيقة ولو كانت من نسج خيال الكاتب (الله يرحمه) الحروب تقضي على بلاد بأكملها. وهذه الحرب بالذات شردت الملايين وبعضهم مشردين الى الان (اهلي من ضمنهم)

امرأة استطاعت الحفاظ على منطقة زراعية
امرأة ترى زوجها في عالم الأحلام ويعطيها الأخبار والنصائح
حمار يفهم كلام الامرأة
أولاد يبهتون لدى سماع كلام والدتهم ويسمحون لها بإكمال الطريق الى قريتها مع علمهم بأنها اقرب الى المناطق الحربية
جنود احبوا هذه المرأة واستأنسوا بوجودها

لا اعرف ما أقول سوى انني عرفت كل أنواع الفواكه والإزهار والأسماك التي ذُكرت في القصة. لماذ؟ لانني سكنت العراق لمدة اربع سنوات جميلة لن أنساها أبدا
Profile Image for saja.
151 reviews40 followers
September 25, 2025
السبيليات رواية أم قاسم وارتباطها بالمكان حيث نشأت وارتبطت به، رحلة عودتها لمكانها ووطنها خلال الأزمة العراقية الايرانية. استخدم الكاتب الاحلام الدلالة على الحنين للغائب زوجها أبو قاسم.
رواية عن تساؤلات أم قاسم عن الحرب والشجر رالأرض والمكان والتهجير .
أمل أم قاسم لعودة الحياة في قريتها السبيليات من خلال إحياء الأرض واصلاح ما تدمره الحرب .
Profile Image for حسن.
190 reviews62 followers
March 9, 2025
3.5/5

هذه المراجعة في أصلها تقرير لإحدى المواد الدراسية، وقد كتبتها أو كتبت أغلبها على هوى الشروط المطلوبة لا على هواي، وإن عاندت هذه الشروط أحيانًا لحاجة في نفسي، فخرجت ممسوخة لا هي كما أدرت ولا كما أراد معلم المادة على ما يبدو، ظهر ذلك في تصحيحه لها، ولكن على أية حال ما زلت أرى أنها مراجعة لا بأس بها وإنْ قُيّدْتُ فيها بموضوع (جماليات النهاية) وعدد محدد من الكلمات اضطرني أن أحذف منها الكثير حتى اسبكرّت في هذه النسخة النهائية التي سأنقلها دون تعديل. قبل أن تقرؤوا أحذركم: تحتوي هذه المراجعة على حرق لبعض الأحداث.
____
بعد انتهاء الحرب العراقيّة الإيرانيّة التي دامت ثماني سنوات زار بعض الصحفيين العراق فطافوها من الأعلى في مروحيّة فالتفتوا إلى رقعة خضراء عامرة يحيطها من فوقها ومن تحتها دمار الحرب وخرابها، وعندما سألوا عن هذه الرقعة لم يعرفوا سرّها لكنّهم عرفوا أنها تدعى (السبيليّات)، ولمّا كان أحدهم على معرفة بالروائي كويتي الجنسيّة عراقي المولد والنشأة ابن السبيليّات إسماعيل فهد إسماعيل اتّصل به طالبًا منه تحقيقًا في الأمر لأنه أولى من يحق له بحث هذا السر، فكُتبتْ هذه الرواية.

عندما تقرأ هذه الرواية لن تجد حبكة بمقدمة ونهاية ووسط، لكنّك ستجد عالمًا كاملًا وحياة حقيقيّة فُرّغت على الورق، إذ كأن الكاتب اقتطع أيامًا من حياة أم قاسم وحيدةً في قريتها غريبة بين الجنود متناسيًا النهاية ومكتفيًا بذكر بعض ذكريات الماضي المتفرقة لناخذ لمحة عن السبيليّات، لمحة وإن كانت مكثّفة إلا أنها كُتبت لتعيننا على استكمال الرواية بخيالنا لا لترسم الصورة الكاملة للسبيليّات قبل هذه الحرب ولا بعدها، كما أنه اكتفى بذكرها من جانب هذه العجوز التي وُلدت وعاشت وتزوجت وأنجبت وربّت على هذه الأرض التي عشقتها، من وجهة نظرها هي فقط.

لذا سأبحث في هذا التقرير جماليّات النهاية وأهميتها ودورها في رواية مثل هذه، كما أنني قد أحلل بعض المقاطع السابقة للنهاية لدورها وأهميتها في تشكيل هذه النهاية. وسأكتب هذا التحليل كالآتي: سأقوم أولًا بتلخيص أهم أحداث الرواية، ثم سأبدأ بتحليل أهم هذه الأحداث التي ذكرتها في الملخّص سريعًا قبل أن أنتقل للحديث عن موضوعنا الرئيس وهو النهاية وماحولها وارتباطها بما سبقها من مقدمة وصراع وغيرهما. وأخيرًا سأختم بذكر رأيي النهائي بعد التحليل، وسأشير إلى أبرز النقاط التي توصلت إليها في عرضي، ثم سأنتهي بتقييمي لهذه الرواية.
___
تغادر عائلة أم قاسم منطقة السبيليّات مجبرة بعد أن صدر قرار بإخلائها لأنها منطقة حرب. في الطريق يُتوفى أبو قاسم فتدفنه العائلة على جانب الطريق ثم تكمل مسيرها. تستقر العائلة في مخيّم في النجف على أمل العودة قريبًا إلى السبيليّات، إلا أن أم قاسم كانت تعاني مرارة الغربة وتحن إلى ديارها فتقرر العودة إلى السبيليّات. اختارت أم قاسم أحد حميرها واسمه (قدم خير) لتعود معه إلى السبيليّات وحيدة دون أن تخبر أبناءها، ولا تدري كيف ستواجه الجنود وهي عائدة إلى منطقة الصراع مخالفةً القانون. وفي طريق عودتها إلى السبيليّات غفت بجانب قبر زوجها، فلمّا استيقظت وجدت أبناءها بقربها وقد وجدوها بعد بحث مضنٍ وأرادوا إعادتها معهم، كما قرروا أخذ جثّة أبيهم معهم ليدفنوها في النجف بصورة أليق، فلمّا أخرجوا عظام أبيهم أخذتها أم قاسم وأخبرت أبناءها بأن أباهم زارها في المنام وأوصى بدفنه في السبيليّات فأخذت بقايا عظامه ووضعتها في قماش وأكملت سيرها إلى السبيليّات وسط رفض أبنائها على وعد منها بلقائهم عندما يعودون إلى السبيليّات عند انتهاء الحرب. تصل أم قاسم إلى السبيليّات فتجدها خرابًا بعد أن كانت خضراء فتقرر إعادة إحيائها بمساعدة أبي قاسم الذي يزورها في المنام باستمرار. لمّا اكتشف الجنود وجود أم قاسم وعلموا حالها وافقوا على إبقائها عشرة أيام. كانت أم قاسم تتمنى أن تستقر في السبيليّات، وكانت دائمة التفكير في هذه المسألة، لكنّها كانت طوال بقائها تعمل وتُعمّر دون توقف حتى ألفها الجنود وصاروا يساعدونها. كان أكثر ما يؤلمها هو موات الأرض نتيجة الساتر الترابي الذي منع تدفّق الماء الذي يروي المكان، حتّى جاءها أبو قاسم في المنام وأمرها بهدم هذا الساتر مستعينة بقوّة ال��اء مع التوقيب المناسب وقت المد العالي وفأس جارهم (عبّود الأطرش) الذي ستشقّ به التراب ثم تترك الماء يكمل عمله، وفعلًا هذا ما حصل. في نهاية الأيام العشرة، وهي راحلة عن السبيليّات حزينة، تصادف موعد رحيلها مع تواجد أحد القيادات الكبرى في الجيش فتفهّم حالتها ووافق على إبقائها بشكل دائم شرط أن توقع وثيقة تقر فيها بأن بقاءها سيكون على مسؤليتها. سعدت أم قاسم باستقرارها وسعد الجنود حولها، فاستأنفت عملها وراحت تزرع وتساعد الجنود في إعداد طعامهم، وأقامت العديد من المشاريع التي كان من أهمها مشروع المدبسة بمساعدة المجند عبد الأمير. وفي أحد الأيام قُصفت السبيليّات وقُطعت يد عبد الأمير جرّاء هذا القصف فحزنت حزنًا شديدًا وأوقفت كل العمل، حتى زارها أبو قاسم في المنام وبشّرها بعودة عبد الأمير فسعدت ونشرت الخبر بين الجنود فصدّقوها إلا الملازم عبد الكريم الذي لامها وقال لها بأن عودته مستحيلة لأن من يصاب يُحال للتقاعد، واتهمها بادّعاء علم الغيب، فحزّ في نفسها هذا فأزمعت المغادرة إلى أهلها في النجف إن لم يعد عبد الأمير. وفي صباح أحد الأيام فوجئت وهي تُعدُّ نفسها للرحيل بعودة عبد الأمير بطلب منه وافقت عليه قيادات الجيش لأن إصابته بسيطة، فاستأنفوا العمل على المدبسة.

في ظاهر الرواية تحسبها رواية عن الحرب وما حولها إلا أن الحرب في نظري كانت شيئًا ثانويًا وإنْ كانت هي المسبب الأول للتهجير، أو لأكون أكثر دقّة كانت الحرب محركًا مهمًا للأحداث إلا أنّ الرواية لم تكن تناقش الحرب إلا تعريضًا أو في حوارات سريعة خاطفة.

الرواية في أساسها ناقشت فكرة التعلّق بالمكان، كما ناقشت الحياة بمعناها العام، الحياة عند البشر والحيوان والنبات بل حتى الجماد متمثّلًا في ضريح السيد رجب الذي تلوذ به كلّما اشتدّ القصف، لا لأجل الضريح بما هو ضريح ولا بالحجارة بما هي حجارة بل لأجل ساكنه وللرمزيّة التي يمثلها هذا الضريح عند أهل السبيليّات الذين تمثّلهم في روايتنا أم قاسم، وما ضريح السيد رجب إلا صورة مصغّرة من السبيليّات، المكان المحبب لا بما هو مكان بل لرمزيته وأهله وذكرياته، وخير دليل على هذا قول المؤلف على لسان حال أم قاسم: "الأماكن بدلالاتها، بقدرة استحضارها لأحداث ووجوه ناس تمتُّ لزمن غائر في الذاكرة" (ص85).

ورجوعًا إلى مسألة الحرب خذ مثلُا قول المؤلف هذا عن أم قاسم: "تفهم ما الذي تعنيه الحرب وما ترتب على ذلك من تهجير الناس نحو الشمال، ولا تفهم سببًا يدعوهم لقتل الأخضر بتجفيف الأنهار، إن كان العدو الذي يترصدك مرابطًا في العمق من أراضيه الكائنة وراء الساحل المقابل لشط العرب، وراء الساحل الآخر للشط الصغير الموازي لشط العرب شرقًا، فما الذي يدعوك لأن تقتل الحياة في أراضيك الكائنة وراء ظهرك غربًا" (ص38) خطر لها هذا الخاطر عندما شاهدت الموت في القرى على طريق السبيليّات، انظر كيف أخذ الحرب وسيلة للحديث عن الموت والدمار الذي يسببه الإنسان لمحيطه بملئ إرادته، ثم انظر إلى ردّة فعلها عندما وصلت إلى السبيليّات ووجدتها كما وجدت القرى الميتة في طريقها "انقبض صدرها، رأت خندقًا موحلًا شأن أنهار أخرى صادفتها وهي في طريقها لهنا. سمعت صوتها الداخلي الرافض. إلا هنا. في بالها إن السبيليّات مستثناة من الموت جفافًا، لكن واقع الحال مدعاة قنوط..." (ص42)، ولعلّ هذين الاقتباسين الأخيرين يمثلان أهم عناصر الرواية التي ذكرتها آنفًا على الترتيب، فالحرب هي أول عناصر المثلّث ولا تعدو كونها محركًا للأحداث يُعرّض بذكره وانتقاده ولا يذكر صراحة إلا نادرًا كما شاهدنا في الاقتباس الأول بل حتّى وإن ذُكرت الحرب صراحةً تكون مجرد انطلاقة لنقطة غيرها.
أما القطب الثاني في الرواية فهو المقابلة بين الحياة والموت، وهذه من أبرز نقاط الرواية المنتشرة على طول الرواية خصوصًا في فصول المنتصف الأول من الرواية قبل أن تظهر نتائج أعمال أم قاسم الإحيائيّة.

أما العنصر الأخير فهو عنصر المكان؛ السبيليّات، وهو العنصر الأبرز في الرواية، وهو الرابط لها من أولها إلى آخرها، وقد تمثّل هذا في مشاعر أم قاسم ودوافعها بل وعنوان الرواية نفسه، وقد غُذّي هذا الجانب كثيرًا بالذكريات والتفاصيل وكأن المؤلف أراد من القارئ أن يكون أم قاسمٍ أخرى فيشعر بما تشعر ويحس ما تحس ويتعلّق بالسبيليّات؛ فيفهم دوافعها ويتفهّمها أكثر.

بعد المقدّمات والفصول الأولى صار المؤلف يسرد في كل مجموعة من الفصول هدفًا لأم قاسم؛ فهي في كل مرّة تحلم بأبي قاسم فيساعدها في وضع هدف إعمار جديد، فتنطلق في الفصول التالية مفكّرة في تفسير لهذا الحلم، ثم مُنفِّذة له وحدها أو مع مساعدة بعض الجنود. وكانت هذه الفصول مطعّمة بالكثير من الذكريات التي تُعلّق القارئ بالمكان وتفسّر بعض الأمور المبهمة، فصارت هذه الفصول بهذا المزيج من الذكريات والأهداف القصيرة بمثابة مجموعة من القصص القصيرة المدرجة ضمن الرواية مُضيفة المزيد من التفاصيل عليها. ولن نتناول هذه الأحداث بالتفصيل، بل سنكتفي بالحديث عن أقربها صلةً وأوثقها علاقةً بالنهاية حتى لا نشُتّ أكثر عن موضوعنا الأساس؛ جماليّات النهاية.

إنّ أوثق الأحداث اتصالًا بالنهاية هو حدث صناعة المدبسة، ثم القصف الذي أودى بحياة أحد الجنود وقطع يد الجندي عبد الأمير الذي صار من أعز أبناء أم قاسم -أعني الجنود- عليها وأقربهم منها. وقد جاء هذا الحدث بعد أحداث وفصول عديدة سبقته مهّدت له، فأم قاسم تعلّقت به حتى اعتبرته رابع أبنائها الذكور، خصوصًا مع حماسه للعمل معها وخبرته في صناعة المدابس الراجعة لخلفيّته الزراعيّة، والأهم من هذا كلّه خلفيّته الاجتماعيّة وهو فاقد للأم منذ الطفولة وقد ربّته عمّته التي في مثل سنّ أم قاسم، وقد جاءت خلفيته هذه في حوار مشجٍ دار بينه وبين أم قاسم حينما قال لها:" أنت حسبة امي... توفّيت وأنا طفل في الرابعة، عندي عمّة رائعة في مثل سنّك" (ص132)، ولم يكن هذا الشعور من طرفه فحسب بل كانت هي تشعر أنه ابنها كما أسلفنا، فها هي حين رأت أبا قاسم في المنام بعد حادثة القصف وقد كانت حزينة جدًّا فخاطبها أبو قاسم:"في زمن سابق كان لك ثلاثة أبناء. أدركت مغزاه، سارعت أفصحت. صاروا أربعة. شهدها اعتراضه... ليكن في علمك أن عدد أبنائك يتجاوز الأربعين. ضحكت عاليًا. أنت تبالغ لدرجة.. قاطعها. الموتى لا يبالغون." (ص178). أحبته حتّى عدته ابنًا رابعًا، أحبّته حتّى أقعدها عن العمل والتعمير ولم تقعدها كل همومها السابقة من بعد عن الأبناء وتفكير في المستقبل وانتظار تهجير جديد بعد عشرة أيامٍ أيّامَ المهلة. أحبّته ابنًا وأحبّها أمًّا فها هو يقول لها:"أجد صعوبة في أن أناديك أم قاسم... أود لو أقولها أمي. التمعت عيناها بسعادتها. عندي ثلاثة أولاد أنت رابعهم." (ص169-170). استمرت أم قاسم في حزنها حتى بشّرها أبو قاسم في المنام بعودة الابن الغائب، إلا أن فرحتها لم تكتمل بسبب عتاب الملازم عبد الكريم الذي عاتبها في صورة اتّهام فاتّهمها مستندًا على ما تذيعه بين الجنود من منامات بادّعاء علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، وأخبرها بأن المصاب لا يعود، فأزمعت الرحيل باختيارها إن لم تَصْدُق رؤياها.

قبل أن نصل إلى النهاية لا بدّ أن نتناول حدثًا مهمًا آخر هو انحسار ماء النهر من جديد بسبب الجزر مع وجود معظم الساتر الترابي لا يزال قائمًا، وقد عاودها حضور أبو قاسم يحثّها على إعادة تمرير الماء، فالماء هو الحياة وحتى "الأشجار كائنات تحتاج الماء، الإنسان والحيوان يتحرّك ذهابًا للماء بينما تبقى الأشجار بانتظار وصوله إليها" (ص159).
أما الآن آن أوان أن أفي بما وعدت به منذ البداية، أولًا سأجيبك عن علاقة خاتمتنا بالصراع. إذا نظرنا للرواية بنظرة شمولية بعيدة سنجدها تتحدث أكثر ما تتحدث عن الصراع بين الحياة والموت، بين الأمل واليأس، إلا أننا لو قرّبنا النظر سنجدها لا تدور حول صراع واحد كما  سبق أن قُلت، أو قل هذا ما أذهب إليه أنا، فالرواية تتحدث عن المكان، والمكان أرض تدور فيها الأحداث لا حدث قائم بذاته، لذا وجدت في الحدثين الذين ذكرتهما آنفًا أهم صراعين في الرواية، بل إننا لو دققنا النظر لوجدنا الصراع بين الحياة والموت متمثلًا في ماء النهر، وصراع الأمل واليأس متمثلًا في حادثة عبد الأمير، وقد جاءت النهاية نتيجة لهذا الصراع كاشفة للمنتصر فيه.

ولنبيّن هذا أكثر دعني أُفصّل أكثر في مسألة تعقّد الأحداث قبيل النهاية وتأثير هذا على الخاتمة التي تكون نتيجة نهائية لهذا التعقّد، أمّا الصراع الأول؛ صراع الحياة والموت –أعني مسألة النهر- فقد امتد على طول الرواية، وقد حُلّ مؤقّتًا إلا أن المشكلة بدأت تتعقد مرّة أخرى وبدأ الماء ينحسر مرة أخرى مع الفصول الأخيرة فصار لا بد من حلّ جذري، وقد ترافقت هذه المشكلة مع تحسّن علاقتها بالجنود واستقرارها بعد توقيعها البقاء على مسؤليتها، فتواصلت مع أحد أبنائها الكثر المقربين من الملازم وهو النائب ضابط صادق ليتحدّث مع الملازم عبد الكريم، فكان هذا، واقترحا على الملازم تمرير بعض الأنابيب تحت الساتر الترابي لكي تمرر الماء، ولم يكن الملازم خائفًا إلا من مخالفة القيادات الذين أمروا بوضع الساتر فما كان منه إلا أن يجيبهما بإجابة أسعدتهما وحلّت مشكلتهما جذريًّا:"قررت الذهاب لمركز قيادة الفرقة فجر غد... ولن أعود قبل ضحى اليوم التالي... لا أريد أن أعرف ما تفعلونه خلال وقت غيابي" (ص161) فوافق على طلبهم ضمنيًّا. فتأمل كيف تعقّدت الأحداث بعد أن حُلّت، ثم وصلنا إلى الحلّ النهائي.

وأما الصراع الثاني؛ وهو الصراع بين اليأس والأمل فقد فتشكّل في الفصول الأخيرة قبل النهاية، ليصل إلى ذروته عند عتاب الملازم عبد الكريم في الفصل قبل الأخير، ثم قرارها الرحيل، قبل أن تُحلّ هذه العقدة في الفصل الأخير مع عودة الجندي عبد الأمير بعد طلبه الإذن من القيادة وسماحهم له بذلك لأن إصابته بسيطة، ثم اعتذار الملازم عبد الكريم منها، لتختم الرواية أخيرًا بسؤال عبد الأمير عن العمل على المدبسة، وقد توقّفت أم قاسم عن كل الأعمال بعد غيابه رغم طلب بعض الجنود منها الاستمرار بالعمل، وكان أحد هؤلاء الجندي جاسم الذي كان يحثها دائمًا على العمل فترفض. أجابت أم قاسم سؤال عبد الأمير: "أين وصلنا بمدبستنا؟" (ص185) بعد تلكؤِ وحيرة الجندي جاسم الذي بادلها النظرات قائلة:"كنّا بانتظار عودتك" (ص185) ثم "هبّت واقفة، قالت. بإمكاننا متابعة عملنا." (ص185) انظر إلى هذه النهاية التي حلّت المشكلة بعد أن كانت كل القرائن تشير إلى أنها لن تُحل بهذه الطريقة وقد قال الملازم وهو من هو أن المصاب لا يعود. والنهاية رغم مفاجأتها للقارئ وإجابتها عمّا ينتظره، إلا أنني أجدها نهاية مفتوحة بديعة تتناسب مع شكل الرواية وسيرها وموضوعها، فهي رغم إجابتها عن مشكلتي اللحظة تناست المشاكل الكبرى من حرب وتهجير وقصف وغيرها لغرض فنيّ محكم وحاجة في نفس يعقوب. كما قُلت آنفًا: كأن المؤلف اقتطع جزءًا من حياة أم قاسم وترك الكثير الكثير لم يحكه تاركًا إياه لخيال القارئ الذي يكتشف بعد إنهائه للنص أنه ما كان يقرأ أم قاسم ولم يعلم الكثير عن حياتها، لكنّه قرأ السبيليّات وتعلّق بها. وقد مثّلت النهاية -فيما أرى- حلًا لهذين الصراعين الذين ذكرناهما واستقرارًا ونهاية لهما أظهرت لنا تدفّق الماء وعودة الغائب معلِلَة بأمل قريب وحياة جديدة، في انتصار ظاهر للجانب المتفائل من الصراع رغم ويلات الحرب.
ونحن إذا نظرنا إلى الأحداث نجدها قد وصلت إلى ذروتها قبيل النهاية، ليكون الحلّ كامنًا بعد هذا التعقيد، وليكون القارئ مترقّبًا متحفّزًا يخبُّ المسير ليصل إلى إجابات تساؤلاته التي بُنيت في فصول ويأمل أن تُحل ويُجاب عنها في هذه النهاية القصيرة ��تكون هذه الذروة بمثابة المدخل الممهد للنهاية المرتقبة.

وبهذا تكون خاتمة الرواية وذروة الصراع نقيضين يبرز أحدهما الآخر، فيدخل القارئ مع ذروة الأحداث في حالة من الترقب والتخمين كما أسلفنا ثم تهدأ نفسه مع النهاية التي يجد فيها ما يُريد، لتكون الذروة مع النهاية قطعة واحدة لو انفصلت إحداهما عن الأخرى فقدت قيمتها، وأظن أنه يمكننا أن نلمس هذا في فقراتنا السابقة التي فصّلنا فيها صراع روايتنا ثم تعقّد أحداثها فذروتها فالنهاية.
وأُحبّ أن ألفت نظر القارئ الكريم قبل أن أختم المقال إلى شيء من علاقة بداية الرواية بخاتمتها، وأظن أننا يكمن أن نوجز في هذه المسألة بقولنا أن نهاية الرواية ماهي إلا تحقيق لأمنيةِ أوّلها؛ فمنذ خروجهم الأول من السبيليّات وهم يأملون العودة، ثم عادت أم قاسم في منتصف الرواية إلى السبيليّات ولكن عودة الزائر المسافر، قبل أن تستقر في أواخر الرواية استقرار المواطن المقيم، إلا أن نظام حياتها تبدّل عمّا كان عليه في البداية؛ إذ صارت تقوم بنفس أعمالها السابقة ولكن على نطاق أوسع؛ فبعد رعاية أسرتها الصغيرة صارت ترعى أسرة كبيرة من الأبناء، وبعد أن كانت ترعى منزلًا صارت ترعى منازلًا بل منطقة كبيرة، فصارت بعد أن كانت سيّدة بيتها، سيّدة السبيليّات التي أحيتها، وكأن قَدَمَهَا على السبيليّات صارت قدم خير كاسم الحمار الذي انتقته للعودة في أول الرواية.
___
ختامًا نستطيع أن نوجز ما قلناه في بضع جمل بسيطة فنقول: دارت الرواية حول ثلاثة عناصر هي: الحرب، وثنائيّة الموت والحياة، والمكان وذكرياته. كما أن الرواية جاءت مشبّعة بالمشاعر.
تسلسلت أحداث الرواية حتى وصلنا إلى الصراع الذي زاد من التشويق وزاد من مفاجأة القارئ وبالتالي تلهفه على استكمال الرواية، قبل أن تتعقد هذه الأحداث أكثر قبل نهاية الرواية فتصل إلى ذروتها، ثم تُحلّ سريعًا، ولكن بمنطقيّة في الفصل الأخير. وقد جاءت هذه النهاية مرضية للقارئ مجيبة عن الكثير من تساؤلاته وتاركةً له في نفس الوقت عددًا من القضايا معلّقة متروكة لتفكّراته، وهكذا يجب أن تكون النهايات في نظري؛ لا تلقينيّة ولا غامضة، خصوصًا مع كونها جزءًا مهمًا ولاعبًا أساسيًّا في صناعة أحد أهم أعمدة القصّ وهو التشويق، بوصفها قراره وسكونه الذي ينتظره كل قارئ.

ولا عجب أن تصل هذه الرواية إلى القائمة القصيرة من الجائزة العالميّة للرواية العربية (البوكر العربية) فالرواية جميلة جدًا، إنسانيّة جدًّا، ومرسومة بعناية، إلا أنه يعيبها أمران قد لا يُعدّان ضمن العيوب بالضرورة، أولهما هو افتقار الرواية للحبكة الواضحة ما قد يشتت بعض القرّاء أو قد يشعرهم ببطء في بعض أحداث الرواية خصوصًا في المنتصف. أما ثانيهما هو مزج الحوارات مع السرد دون فاصل، وأظن أن هذا قد ظهر في بعض الاقتباسات التي أوردتها هنا، وهذه المسألة -أعني مزج السرد بالحوار- كانت متعبة قليلًا أثناء القراءة، إلا أنني لا أعتقد أنه كان يمكن تنفيذ الرواية بصورة أفضل من هذه؛ فالدمج بين الحوار والسرد هنا كانت له مسوّغاته التي كان من أهمها إدخال القارئ في نصّ الرواية وحالتها، ودمجه مع النص دون مشتتات ليستشعر حال أم قاسم ويغوص في معاناتها وألمها، وسعدها وأملها.

أنا أُرشّح هذه الرواية للقارئ، وأظن أنه سيستمتع بقراءتها شرطَ أن يكون صبورًا على الأحداث غير مستعجل على الظفر بالنهايات.

حسن عباس
أواخر 2020م
Profile Image for Maram.
349 reviews62 followers
April 8, 2020
طالما اعتقدت بأني أحب وطني لوجود أحبائي فيه، ولولا وجودهم فهو قطعة أرض لا تربطني بها، أرض الله واسعة وأحب أن أفكر بأن السماء والأرض في كل مكان هي وطني. انتمائي ليس محصور ببقعة جغرافية محددة...
مشاعر الحنين والعودة الطافحة من هذه القصة جعلتني أفكر ربما أكون مخطئة...

على أي حال وبعيدًا عن التأملات الداخلية المتضاربة، قصة جميلة دافئة، وإن بدت غير واقعية أو مبالغة فهل تحجر واسود تفكيري ليرى السلام والسكينة والحنين والخُضرة خيال، والحرب والقسوة والدمار واقع..

شعرت بالملل والرتابة، ربما كان يجب أن اقرأها على فترات متباعدة اكثر..
ربما نجمتين ونصف
Profile Image for Fatima Mohamady...
397 reviews99 followers
January 23, 2025
بهذه التجربة الأولى لإسماعيل فهد إسماعيل أفتتح أحد مشاريع القراءة لهذا العام، ويبدو أن هذه الافتتاحية شبه العفوية هي البداية المثالية..
يبدو أنني بصدد كاتب سأحب قراءة ما بقي من أعماله..
Profile Image for Qahtan Aljazrawi.
421 reviews42 followers
September 7, 2017
السبيليات

نجمتان فقط لعيون اهل الكويت و البصرة و ثالثة لعيون العلاقة الطيبة ما بين العسكر و أم قاسم ..!!!

الرواية من المفترض ان تعنون بعنوان اخر و هو ( قدم خير ) وليس السبيليات ، لان الكاتب أورد اسم الحمار المدعو قدم خير مئات المرات ، بصورة مقرفة و مدعاة للملل و الضيق ، فضلاً عن الحوارات البينية التي دارت بين أم قاسم و حمارها قدم خير ، و التي لا يفك طلاسمها سواهم .

الخلل الثاني الواضح و الملموس هو افتقار الرواية لعلامات الترقيم ، مؤلف متفرغ بوزن اسماعيل فهد اسماعيل ، ينسى او بالاحرى يتجاهل فن و اُسلوب الترقيم كارثة ، حوارات أم قاسم و حمارها قدم خير ( وما أكثرها ) خالية من العلامات التعجبية و الاستفاهمية و مدغومة بجمل الرواية دون الفصل او علامة ..!!

لا عجب من ترشيح هذا الرواية ضمن الخمس المبشرات بجنة البوكر لسنة ٢٠١٧ بصحبة زرايب العبيد الليبية التي لا تقلها خيبة للامال .

احداث الرواية رتيبة ، بطيئة ، جامدة ، اقتصرت على رحلة عائلة ال قاسم من قرية السبيليات ، جاء الترحيل قصرياً من الجيش ، لان القرية تقع ضمن عمليات عسكرية و الحرب حينها كانت مستعرة ما بين العراق و ايران - القادسية - و المسماه حرب الخليج الاولى او حرب الثمان سنوات .
غادر عائلة ال قاسم قريتهم كغيرهم من عوائل السبيليات تنفيذا للامر العسكري ، و تَركوا قرية السبيليات قفراً ، مات ابو قاسم اثناء سيرهم الى محافظة النجف الأشرف ، دفن بالطريق و واصلت العائلة المسير .

راودت أم قاسم احلاماً و رؤى بزوجها المتوفى ، طلب ابو قاسم في تجلياته الإيحائية ان يعاد دفنه في مسقط رأسه في السلبيات ، عقدت أم قاسم العزم على تنفيذ ما أوحي اليها في منامها ، امتطت صهوه حمارها قدم خير من النجف الأشرف و هامت لتنفيذ مهمتها .

اجتازت نقاط التفتيش و المحميات العسكرية بأعجوبة و واصلت تقدمها مع كيس يحوي عظام زوجها لاعاده دفنه حسب و صيته ، و عند تنفيذ مراسم الدفن اكتشف وجودها العسكر المرابطين بالقرب من قريتها ، نشأت علاقة طيبة بينها و بين الملازم عبدالكريم و نائب ضابط صادق ، علاقة أشبه ما تكون علاقة جيرة بعد ان شرحت أم قاسم غاية تواجدها في السبيليات و قدومها من النجف لهذا الغرض .
Profile Image for Najati Matrook.
616 reviews208 followers
Read
June 2, 2017
✏️
▪️
▪️
اسم الكتاب: #السبيليات
المؤلف: #اسماعيل_فهد_اسماعيل
عدد الصفحات: 162
الدار: نوفا بلس للنشر والتوزيع
✏️
رواية رغم حجمها الصغير إلا إنها عميقة .، جميلة .، ومكتوبة بسلاسة وأسلوب رائع كما تعودناه من #اسماعيل_فهد_اسماعيل .!
▪️
▪️
تدور الرواية أثناء الحرب الإيرانية العراقية وتركز على شخصية أو بطلة الرواية "أم قاسم" هذه المرأة التي جسدت معاني الوفاء والإخلاص والحب لأرضها ومن سكنوا فيها .! "أم قاسم" التي ستغادر أرضها #السبيليات قسراً ومجبرة بأوامر عسكرية إلى النجف .، "أم قاسم" المرتبطة روحها بأرضها وقريتها وناسها .، تقرر العودة إلى قريتها #السبيليات مع حمارها الوفي "قدم خير" والذي هو فعلاً قدم خير عليها .، حيث تصل لقريتها ولكنها تُفاجأ بما جرى للقرية .، فـ تحاول هذه المرأة الوفية العناية بها وذلك بمساعدة الجنود الذين يحرسون في المنطقة .!
▪️
▪️
شخصية "أم قاسم" في الرواية هي المحور الأساسي .، جعلها الكاتب #اسماعيل_فهد_اسماعيل عميقة جداً ومرتبطة بشكل كبير بـ #السبيليات .، المحبة لأرضها .، والتي تعلمنا معنى الوفاء للأرض والمكان الذي هو جزء منها .!
▪️
▪️
أعتقد سأعيد قراءتها لاحقاً في ظرف أفضل مما أنا فيه حالياً .!
✏️
كتاب رقم: 92 لسنة 2017 ❤️📚
▪️
▪️
📝 ملاحظة مهمة قررت أحطها مع كل رڨيو: لكل قارئ ذائقة مختلفة .، فأي كتاب يعجبني ما لازم يعجب غيري .، الأذواق تختلف والقراءات تختلف من شخص لثاني .، ف اقرؤوا وقيموا ولا تعتمدون على تقييمات أحد .، اووكي ؟!
▪️
▪️
#مثقفات #قارئات #محبي_القراءة #أصدقاء_القراءة #أصدقاء_الكتاب #كلنا_نقرأ #القراءة_للجميع #الحياة_بين_الكتب #تحدي_القراءة #تحدي_100_كتاب_الرابع #كتبي #مكتبي #أمة_إقرأ_تقرأ #ماذا_تقرأ #القراءة_عالم_جميل #البحرين_تقرأ_10000_كتاب #الغرق_في_الكتب_نجاة #أحلم_بشغف #تحدي_الألم_بالقراءة
#أنا_وكتبي #نجاتي_تقرأ
#najati_books
Profile Image for مصطفى سلطان.
32 reviews7 followers
July 2, 2017
ليتها كانت سعيدة كتلك التي رسمتها يا اسماعيل فهد
نهايات قاسية مدمرة وحشية لم تبق ذا نفس في ارض عانت الامرين ارض ابائي واجدادي ، نعم انا انتمي الى تلك البقاع الطيبة مما جذب فضولي لاتمام الرواية هي مشابهتها لقصة عائلتي لكننا بصبرنا و تضحيتنا رممنا حياتنا في المدن البعيدة عن الفاو بينما ام قاسم لم تطق العيش خارج السبيليات هكذا اراد الكاتب ذو التجربة الواضحة ان يبرز الطيبة و الحنو تجاه الارض التي خلقت منها ام قاسم .
Profile Image for Bogi Takács.
Author 63 books654 followers
Read
December 28, 2020
I want to write about it later in a bit more length, because this short novel was one of the most unexpected positive reading surprises for me this year.

This is the most solarpunk book ever that hasn't been called solarpunk. It's not science fiction, it's a near-past historical with magic realist leanings. But it ticks ALL the boxes I am looking for in solarpunk and does them better than most of the works labeled as such: protecting and restoring both the natural environment and people, kindness, anti-war, collaboration, positive portrayals of disabled and/or elderly people, everyday characters' actions presented with a non-frantic pace, and so on. Also it's by a non-Western author set outside the West, so it's not one of those "I will write Those People for Aesthetic" books either that seem to be released with increasing frequency.

This was the book I needed this 2020, and I got it. I'm really glad for that.
_____
Source of the book: Lawrence Public Library

(Note: I read this book a while ago but did not add it because I wanted to post about it, so the date on the entry is off)
Displaying 1 - 30 of 194 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.