إذا كان لنتون في أواسط القرن العشرين قد آمن بضرورة دراسة الحضارة الإنسانية عبر تاريخها، بسبب ازدياد التواصل والصلات بين الشعوب، فكيف بنا ونحن نعاصر ثورة في الاتصال ونقل المعرفة، كما نعاصر تطورات العولمة التي تسعى لأن تجعل العالم قرية كونية واحدة تخضع للهيمنة الغربية الأمريكية، مما لا يتفق مع " اختلاف" الحضارات والثقافات وتنوعها الخلاق. إن حاجتنا الآن، في بدايات القرن الحادي والعشرين، لدراسة ومعرفة أصول هذه الحضارات والثقافات أكثر ضرورة، ومن هنا تكمن أهمية مراجعة هذا الكتاب لمعرفة أصل الشجرة، التي ننتمي إليها جميعًا، شجرة الحضارة الإنسانية.
لم يرق لي الكتاب رغم الإلمام الواضح لمؤلفه الدكتور رالف لنتون بموضوعه. ولعل هذا عائد لقدم الكتاب، إذ صدرت الطبعة لأولى منه عام 1955م. حيث أنني على ثقة بأنه قد استجدت عشرات، إن لم نقل مئات الأمور في علم الأنثروبولوجيا، منذ وقت صدور الكتاب وحتى الآن. هذا إلى جانب أن الترجمة قد كانت سيئة إلى حد ما، أو أنها ليست بالمستوى المطلوب على الأقل.
حذفت نجمتين لقدم الكتاب -حيث جدت معلومات كثيرة عن تاريخ الانسان والحضارة، ولسوء الترجمة.. عدى هذا فالكتاب جيد جداً ومدخل مهم للثقافة التي عاشها الإنسان منذُ إنفصالهِ عن غيرهِ من الكائنات..