هو مصطفى لطفي بن محمد لطفي بن محمد حسن لطفي أديب مصري من أم تركية قام بالكثير من الترجمة والاقتباس من بعض روايات الأدب الفرنسي الشهيرة بأسلوب أدبي فذ ,و صياغة عربية في غاية الجمال و الروعة.لم يحظ بإجادة اللغة الفرنسية لذلك استعان بصاحب له كان يترجم الروايات و من ثم يقوم هو بصياغتها و صقلها في قالب أدبي رائع . كتاباه النظرات والعبرات يعتبران من أبلغ ما كتب بالعربية في العصر الحديث.
ولد مصطفى لطفي المنفلوطي في منفلوط إحدى مدن محافظة أسيوط في سنة 1289 هـ الموافق 1876م ونشأ في بيت كريم توارث أهله قضاء الشريعة ونقابة الصوفية قرابة مائتى عام ونهج المنفلوطى سبيل آبائه في الثقافة والتحق بكتاب القرية كالعادة المتبعة في البلاد آنذاك فحفظ القرآن الكريم كله وهو دون الحادية عشرة ثم أرسله أبوه إلى الأزهر بالقاهرة تحت رعاية رفاق له من أهل بلده وقد أتيحت له فرصة الدراسة على يد الشيخ محمد عبده وبعد وفاة أستاذه رجع المنفلوطى إلى بلده حيث مكث عامين متفرغا لدراسة كتب الأدب القديم فقرأ لابن المقفع والجاحظ والمتنبي و أبى العلاء المعري وكون لنفسه أسلوبا خاصا يعتمد على شعوره وحساسية نفسه.
المنفلوطي من الأدباء الذين كان لطريقتهم الإنشائية أثر في الجيل الحاضر، كان يميل إلى مطالعة الكتب الأدبية كثيراً، ولزم الشيخ محمد عبده فأفاد منه. وسجن بسببه ستة أشهر لقصيدة قالها تعريضاً بالخديوي عباس حلمي وكان على خلاف مع محمد عبده، ونشر في جريدة المؤيد عدة مقالات تحت عنوان النظرات، وولي أعمالاً كتابية في وزارة المعارف ووزارة الحقانية وأمانة سر الجمعية التشريعية، وأخيراً في أمانة سر المجلس النيابي.
للمنفلوطى أعمال أدبية كثيرة اختلف فيها الرأى وتدابر حولها القول وقد بدأت أعمال المنفلوطى تتبدى للناس من خلال ما كان ينشره في بعض المجلات الإقليمية كمجلة الفلاح والهلال والجامعة والعمدة وغيرها ثم انتقل إلى أكبر الصحف وهي المؤيد وكتب مقالات بعنوان نظرات جمعت في كتاب تحت نفس الاسم على ثلاثة أجزاء.
لكن انعكاسه الشخصي علي كان بالإثراء اللغوي والخيال الواسع الذي فتح لي أبواب لحياة مختلفة .. متعبة .. مليئة بالتأمل والدموع والحكمة..
قرأته مجزأ بداية من رواية الشاعر ثم اقتنيت كتاب الأعمال الكاملة بالمرحلة الثانوية ..
وقرأته كاملاً خلال السنة الأولى ..
المنفلوطي أسلوبه سهل ويدخل مباشرة للقلب حكيم جداً بعد كل رواية أو أقصوصة أو حتى مقالة لا بد يخرج الشخص بدرس حياتي أو عقلي لكن يغلب على أسلوبه الألم والحزن معظم قصص الحب التي نقلها لا تنتهي نهاية سعيدة.. لكنها ممتعة جداً
يتناول المرحوم المنفلوطي العديد من القضايا الإنسانية بأسلوبه الرائع ولغويته المتفردة والشاعرية... الخبير بأدب المرحوم المنفلوطي يلحظ نظرته التشاؤمية للحياة وسعيه لجعل القارىء يذرف الدموع والآهات...بحق فإن أدب المنفلوطي هو أدب الكوارث والمصائب والمصائر المرعبة بلا منازع ولعل ما واجهه المنفلوطي في حياته من أحزان قد صبغ أدبه حتى أنه يترجم لقصص يموت فيها الأبطال جميعهم ولا ينجو منهم غير القارئ الذي تسود الدنيا في عينيه لهول ما قرأ...
أديب متفرد وأسلوب راق وفرادة في توصيل المعنى إلى الذهن..
الكتاب مثلما يطلق عليه باللغه الانجليزيه old but Gold بصراحه الكتاب يشعرك انه قطار في دروب الحياه وكل فصل يمر بها هيه محطه من محطات الحياة.. فالكتاب تناول جميع الموضوعات التي تشغل النفس البشريه الحب الخيانه الصداقه النجاح الفشل العادات السيئه الدين الخ.... بصراحه كتاب يقرأ اكثر من مره.
المنفلوطي أستاذي في الكتابة، ومن مجموعته الكاملة هذه تعلمت الكثير.
لو كان الأدباء نجوماً في السماء، فإن المنفلوطي يكاد يكون الشمس التي تطغى بضوئها على أضوائهم جميعا، لا أقول بلغته فقط، إنما بفكره ونظرياته ونظراته، وببحثه الدؤوب عن الفضيلة.
ـــــــــــــ
"النظرات"
كل كتبه وترجماته بكفَّةٍ، وثلاثية نظراته بكفَّةٍ أخرى.. أكثر ما أثر فيني هو مقاله عن "الأربعين"، تحدث فيه عن الموت، ثم مات.
رحمك الله أيها الباحث عن الفضيلة.
ـــــــــــــ
"في سبيل التاج"
في ترجمته لهذه الرواية، أبدع المنفلوطي كل الإبداع، سواء في انتقائه للرواية التي ترجمها، أو في أسلوب ترجمته المميزة، أو في التعبير عن المشاعر الذي اعتدنا دائما أن تخرج من قلبه قبل قلوب شخصيات الرواية نفسها.
ـــــــــــــ
"الشاعر"
رواية رائعة بديعة بكل ما تحمل الكلمة من معان، ولكن يسوؤها أن المنفلوطي رحمه الله قد أغدق في شرح شخصيات الرواية في بدايتها، ففضح الرواية قبل أن يقرأها القارئ، وهذا خطأ فادح جعلني أتباطأ كثيرا في قراءتها.
لكن يطغى على هذا الخللَ أسلوبُ المنفلوطي الذي لا مثل له، والذي أمتعني بحق، ككل كتاباته الجميلة.
خاصة في نهاية الرواية عندما وصف موقف موت سيرانو باحترافية.
ـــــــــــــ
"الفصيلة"
أول رواية قرأتها له، كنت صغيرا آنذاك.. أذكر تماماً كيف أذهلتني، رغم أنني لا أذكر ملامحها تماماً الآن.. ربما لو وجدت وقتا، فسوف أعيد قراءتها من جديد، ولن أندم حتما!
ـــــــــــــ
"ماجدولين"
القصة قصة استيفن، وهو من بدأته قرصةُ الحب، وهو من سعى وذهب، وهو من كان عليه أن يعود ظافراً، وهو من طُعن، وهو من غُدر به، وهو من مات أكثر من مرة، وهو من كابر وداس على قلبه ليوحي لمن حوله أنه حي، هو من بدأت القصة به وهو من انتهت القصة به؛ فلماذا عنوان الرواية ماجدولين وليس استيفن؟.. لأنها الأنثى في قلب الرجل، هي العنوان دائماً رغم أنه البطل؛ عنوان القصة وعنوان حياته.
لم تؤثر فيني في حياتي قطُّ روايةٌ كما فعلت هذه الرواية، كنت أقرأها بقلبي، حروفها تجرحني وأنفاسها الحارَّة تُلهبني، فكنتُ رغم الضوضاء التي تحيط بي أقرأها باندماج، أنا الذي أنزعج من همسات الرياح تُخرجني عادةً من صفحات ما أقرأ.
مشهدان قبضا لي قلبي لا أعرف كيف فعلها المنفلوطي؛ مشهد استيفن وهو يُري ماجدولين البيت الذي بناه لأجلها ثم هي غدرت به، ومشهدهما تحت ظلال الزيزفون وهي تترجاه أن يسامحها وهو مذبذب بين مشاعر الحب في قلبه ومشاعر الغضب منها، خاصة حينما قرر أن يعفو عنها وتلقَّفها يريد أن يلثمها، فقالت له: «أنت حياتي التي لا حياة لي بدونها»، فإذا هي ذات العبارة التي سمعها تقوله لإدوار، فثارت نفسه.. أعظم كلمة قالها في تلك اللحظة: «إنني لا أمدُّ يدي إلى فضلات الرجال».. أيُّ حال أقحمتِ فيه نفسك أيْ ماجدولين؟ أيُّ بؤس رميتِ فيه روحك؟ أيُّ جحيم أحرقتِ به قلبك؟.. أواه ما أشد ما كان يحبك استيفن! وما أشد ما صار ناقماً بعدها عليك!
كما اعتدتُه، يكتب المنفلوطي الرواية كأنما يكتب مسرحية، حواراتُ الشخوص فيها مُسهَبَة، الحوار الواحد كأنما لممثلٍ يقف بين جمهور يتحدث حديثاً مونودراميًّا على خشبة المسرح، وكل من حوله صامت خاشع يستمع.. إن من يقول لي إنها ليست رواية المنفلوطي إنما هو مترجم ليس إلاَّ فقد كذب، هي رواية المنفلوطي، بصماته موجودة فيها، (ألفونس كار) رسم الهيكل، المؤثر في الرواية هي الروح التي نفخ المنفلوطي فيها بترجمته، فهي له أولاً وأخيراً.
انتهت الرواية بمقطوعة بيتهوفن الأخيرة قبل موته: «ربِّ لِمَ أشقيتني وما أشقيتَ أحداً من عبادك».
ـــــــــــــ
"العبرات"
مجموعة قصص، تتوالى ما بين مترجمة وأخرى موضوعة بقلم المنفلوطي.. لكنني تمنيت لو أن المنفلوطي ذكر اسم الكاتب الحقيقي للقصص المترجمة.
قصص مؤثرة جذابة، ليست فكرة القصة هي ما تؤثر بك وتجذبك إليها، إنما فكرة الكلمة، فكرة السطر، فكرة الحروف التي يعرف المنفلوطي كيف يمحورها، فهي بين يديك كائن حي يخترق جلدك ويستقر داخلك؛ جزء منه في قلبك وجزء في عقلك.
من بين كل القصص، قصة مرغريت هي الأكثر ألماً وإيلاماً بالطبع، على أنَّه، رغم العبرات التي في الكتاب ككل، لكن ليس منها ما تضاهي عبراتنا التي سكبناها في "ماجدولين".
انقضت عزلتي مع هذا الكتاب ، عن أي شيءٍ أتحدث ! ، لا تُجمل الحروف أن أصيغ الجمال الذي عاصرته و عشت معهُ في الأيام الماضية ، نقلني من حقبة زمنية إلى أخرى من مصر إلى باريس إلى الأنهار و إلى القصور ، يجولُ بكَ مشارق الأرض و مغاربها ، بذلك السحر الأدبي الذي كانت له الكلمات جاذبًا لأي قارئ فيغشى بصركَ و تسبحُ في خيالك الذي صوره لك الكاتب بأبدع صوره . ماجدولين التي اتأخذت من نفسي مأخذًا تضيق لها نفسي عندما أعاود قراءة قصتها ، لا أستطيع أن أبوح بالكثير مما زرعتهُ تلك الروايات في نفسي و آنستني قبل نومي . في الجزء الأول من الكتاب ' النظرات' تحوي الكثير من العبر و تصيغُ الواقع بحلاوة الأدب ، و كأنها كُتبت الآن و ليس من قبل بضع سنين ، توصلُ لك رسائلها بأبسط الكلمات و أقصرها هي البوابة الغريبة التي تدخلك في التساؤلات الشتى و محاولة الوصول إلى الكمال بكل خطأ و بكل نظرة سواء كانت ذاتية او اجتماعيةر. كان الكاتب يوضح بعض معاني الكلمات في الهوامش و لكن لم يكن لها داعي لتوضيحها لأنها كلمة عربية فصيحة رائجة لا تحتاج إلى تفسير. لا أخفيكم الأمر أنني كنتُ خائفة متوجلة أن أرتحل مع هذا الكتاب لكبرِ حجمه و أن الخط الذي كُتب به صغيرٌ جدًا ، فقلت في سريرة نفسي لا يمكن إنهائه قبل شهر من الآن و لكن بات الأمر عكس ذلك ، فها هو المنفلوطي بإبداعه لا يجعلك تشعرُ بمرور الوقت و أنت محيطٌ بدفتيّ الكتاب ، فهنيئًا للمنفلوطي و هنيئًا لمن قرأه ..
بماذا أبدأ ؟ دعوني أبدأ بمقالاته وهي الجزء الأول من الكتاب بشكل عام لم ترق لي لغتها صعبة الفائدة الوحيدة هي أنني استفدت مفردات جديدة ولكن ان تحدثت عن المحتوى وهو الأهم فلم أستطع الانجذاب له ربما لأنها عبارة عن مقالات والمقالات عادة تتناسب مع الزمن الذي كتبت فيه لذا لم ترق لي أما بالنسبة للجزء الثاني من الكتاب وهي الروايات التي قام بترجمتها فهذه في الحقيقة التي جعلتني أعطيه أربع نجمات كيف لا وقد جمعت بين روايات عالمية جميلة وبترجمة عاللللييييية الجوددددة ، وفعلاهذا ما أحسست بأنه يناسب المنفلوطي وهو الترجمة فلغته العالية تجعله مناسب جدا للقيام بهذه المهمة وتنوع مفرداته وجمال وصفه جعلني أستمتع بالنصف الثاني من الكتاب ، وقد كنت أتساءل هل لو قرأت الرواية بلغتها الأصلية سأجدها بهذه الروعة من حيث لغة الكتابة ؟ أشك في ذلك حقيقة فأنا أعتقد أنه فاق الرواة أنفسهم من حيث جمال اللغة وفعلا قد قرأت أن المنفلوطي لا يقوم بالترجمة الحرفية أو شبه حرفية كما يفعل البعض ولكنه يسمع الرواية من أحد - بحكم أنه أعمى- ثم بعد ذلك يقوم باعادة سردها بأسلوبه الخاص..
ستجدُ منجمًا غنيًا بفضائل النفس الانسانية التي لا تُوهبُ بالنسبِ ولا بالموهبة ، بل روحٌ علوِّية يقذفها وحيٌ من السماء في مكامنها في نفوس ملائكةِ الأرض قومٌ غلبَ ماؤهم طينَهم فزكتْ نفوسهم .. المنفلوطي سرّ جمالي خالد .. تأنسُ به كلُّ نفسٍ في غربتها وكأنه يغني لحن موطنها . المنفلوطي نبيُّ الفضيلة وفارسها ورجلها.. المنفلوطي شاعرُ الصورة الأدبية الساحرة .. مقالهُ روضَةٌ غنّاء تبعثُ الحياة في نفس قارئها ، تعلو وجهها حُمرة الحياة تجري في كلماتها الدماء.. روحٌ فاضلة ، و نفسٌ زاكية.. المنفلوطي إمامُ الفضيلة
أعاد كتابة روايتين فرنسيتين باسلوبه الآسر ، فالبسهما الجمال العربي الساحر ( ماجدولين- الشاعر)
*إن لمْ تقرأ ماجدولين فأنت تحرم نفسك من لذَّةِ لن تتكرر في حياتك مرتين .
-- مصطفى لطفي المنفلوطي قامة سامقة من قامات الكتابة الأدبية و سيد من سادات الأدب في دنيا العربية ، و واحد من أبعد الكتاب أثرا في النهضة الأدبية الحديثة ، فقد كان لطريقته الإنشائية تأثير شديد في جيل الكتاب و شعبية واسعة عند القراء . و قد انفرد بصياغة تعبيرية خاصة في كتابة المقالات و معالجة المواضيع الحية و قضايا المجتمع و السلوكيات البشرية ، و من أظهر الدلائل على تأثيره ذاك التجاوب الذي لمسه من القراء مع كتاباته في زمن الصحافة الأدبية الزاهر ، و هذا راجع بالدرجة الأولى إلى واقعية أدبه و سلاسة أسلوبه و علو كعبه في توظيف الكلمات و مهارته في اختيار المواضيع و الحبكات ، كما أنه متأثر جدا بالأسلوب القرآني و مكثر من الإستشهاد به ، ما جعل صنعته الإنشائية عالية البيان و الوضوح . إلى جانب أن المنفلوطي كان يكتب بمداد الروح و بلمسة فائقة الحساسية ، حتى أن نجيب محفوظ الذي كان من أشد المعجبين به ، قال عنه: " لقد قام المنفلوطي بنقلة كبيرة جداً في عصرنة الأدب و تجديده قبل المجددين الرواد ". -- كان المنفلوطي ككل عمالقة عصر النهضة الأدبية ، يؤمن بأهمية الأدب و وظيفته الإجتماعية و وجوب تمكين رواده من المنتديات و وسائل الإعلام كالصحافة و غيرها ، حتى يبلغوا في تأدية رسالة الأدب المبلغ الذي يمكنهم من التغيير و التحسين و النصح و الإصلاح ، و من الملاحظ على مقالاته أنه نحى فيها منحى توعية القراء و إرشاد الشباب و توجيه الناشئة إلى إصلاح سلوكياتهم و التحلي بمحاسن الأخلاق و فضائل الأعمال ، و تجنب الرذائل و الموبقات .
-- كلمات الكاتب الفصيحة عظيمة الوقع في نفس القارئ ، و مقالاته التي تحدث فيها عن مشاكل المجتمع و أخلاق الناس و سلوكيات العامة تنقلك من زمنك هذا إلى زمن المنفلوطي ، و هي دالة بشكل كبير على أنه عايش مجتمعه و اطلع على مشاكله ثم كتب عنه بأسلوب رائع و مفردات حية و لغة شاعرية جريئة . حيث كان يتمتع بحسٍّ مرهف ، و ذوق رفيع ، و ملكة فريدة في التعبير عن المعنى الإنساني من خلال اللغة ، و قد صقل هذه الموهبة بشغفه المعرفي و تحصيله الأدبي الجاد ، فقد مكث عامين متفرغًا لدراسة كتب الأدب القديم ، فقرأ للجاحظ ، و أبي الفرج الأصفهاني و المتنبي ، و أبي العلاء المعري و ابن عبد ربه و غيرهم من الأعلام ، و كون لنفسه أسلوبًا خاصًّا يعتمد على شعوره و حساسية نفسه . فجاءت كتابته رفيعة الأسلوب ، أصيلة البيان ، فصيحة المعنى ، غنية الثقافة ، ندر أن نجد لها مثيلًا في الأدب العربي الحديث . - الكتاب يعد تجميعا شاملا للآثار الأدبية الكاملة للكاتب و فيه تجد المقالات الإجتماعية و الأخلاقية التي كان يكتبها في الجرائد و الدوريات ( كالفلاح و الهلال و العمدة و المؤيد ) و هي مجموعات( النظرات ) ثم تليها الروايات التي ترجمها من اللغات الأجنبية كالفضيلة و مجدولين و الشاعر ، إلا أن المنفلوطي لم يحظ بإجادة اللغة الفرنسية لذلك استعان بأصدقائه الذين كانوا يترجمون له تلك الروايات و من ثم يقوم هو بصيغتها و صقلها في قالب أدبي . بالإضافة إلى كتاب ( العبرات ) و الذي يعتبر مأساة حقيقية تتجمع فيها حسرات المظلومين و جراح المهمومين و عذابات المفجوعين ، و آخر هذه الكتب هو ( مختارات المنفلوطي ) و التي انتقاها مما قرأ و استحسن من منظوم العرب و منثورها في حاضرها و ماضيها مما يعين قارئه على تهذيب لسانه و تقوية بيانه . -- كتابا النظرات و العبرات يعتبران من أبلغ ما كتب في العصر الحديث باتفاق أغلب الأدباء . و على الرغم من كم الأسى و الحزن اللذين نجدهما في مقالاته و كتبه الأخرى ، و التي قد يصفها البعض بالسوداوية القاتمة !! إلا أن هذا التعاطي مع أدب الرجل يعتبر غير دقيق ، كونه قد تناول في كتاباته مشاكل الحياة الواقعية و التي لازلنا نعيشها بنفس ما عاشه بها المؤلف أيام زمانه ، و كأن الحياة لم تتغير ! و كأنها لازالت شلالا هادرا يتدفق على صدور المعذبين بالمشاكل و الآلام و العذابات . و حتى أوصاف الحزن و ضروب التفجع و أنات التأسي و العويل و المناحات التي تجد الكاتب يوظفها في قصصه و مقالاته ، و التي تعتبر بحق مأتما أدبيا أو مناحة أسلوبية ، تنبأنا عن بلاغة نثرية عظيمة و عن ديباجة إنشائية مشرقة ، تثير في نفس القارئ حفيظة مراجعة النفس و إعادة تقييم السلوك و استخلاص الدروس من عبر الحياة و عظاتها .
-- الكتاب يعتبر آية أدبية من آيات المنفلوطي و هو يجمع بين حسن السبك اللغوي و إتقان العرض البياني ، و هو لوحة فنية و فسحة غنية تنتقل روحك فيها بين مختلف المشاعر المتناقضة ، فمن السرور إلى الحزن و من الألم إلى الأمل و من الظلم إلى الإنتصاف و من الخير إلى الشر . و القراءة في هذا الكتاب عموما لها مردودية مهمة على ثقافة القارئ بصفة خاصة و لذلك فمن أخر قراءة هذا السفر النافع فقد فوت على نفسه خيرا كثيرا .
و إن كانت كلمات المنفلوطي قديمةٌ جداً، وباليةٌ بعض الشيء، وفيها من السوداوية ما يغلف القلب بالكآبة، وتشبه بأفكارها أفلام الأبيض و الأسود لا بطريقة طرحها المبالغة فقط إنما بالنظر للعالم على أنه أبيض و أسود - شرٌ محض و خيرٌ محض-،و بعيدةٌ عن المنطقية بعد المشرق و المغرب، إنما فيها من القيمة الإنسانية ما يرقق القلب و يذلل النفس ويكفيني ذلك لأجلّها و أقدرها.
.. أذكر حين أعارتني إحدى الصديقات وتدعى "هاجر" في الصف الأول الثانوي هذا الكتاب والحقيقة أني لم أُنشئ علاقة بهذه الهاجر إلا أني لم أجد سواها لأصادقه ") ـ لبث عندي الكتاب فوق الشهر ثم عندما بدأته أنهيته في فترة وجيزة أيام كان الوقت "على قفى من يشيل" من طوله -قبل أن يُسمح لي بدخول النت وفناء الوقت :)- ـ
نأتي لقلب الكتاب الذي لا أذكر منه الكثير حتى أني عندما أقرأ مدح الناس له هنا أخجل قليلا من نفسي كيف أني لم أعلم أني أقرأ لكاتب كبير كالمنفلوطي ولم أعطه حقه في الانبهار لكني أذكّر نفسي أني انبهرت في تلك الفترة ب جين اير وهذه يعني أني كنت أمتلك الذائقة لكن ليس مايحوز على إعجاب بالتأكيد سيحوز على إعجابك
*شكرا هاجر التي لا أعلم ماذا فعلت بك الدنيا بعد ذلك.
القراءة للمنفلوطي هي كل الماء الزلال، وهي تأخذ النفس لتطهرها والعقل لتأدبه وترتقي به، والذائقة لتعتني بها وتبرُّ بها.
القراءة للمنفلوطي هي زاد القارئ والكاتب.. هي تأسيس لمحبي الأدب العربي لا يمكن لقارئ الأدب العربي بحال من الأحوال أن يتجاوز عظمة أدب المنفلوطي على الرغم من البساطة التي يكتب بها هذا الرجل، رحمه الله وأحسن إليه.
اقتنيته بعد ان قرات كتب النظؤرات الجزء الاول والثاني والثالث لانه اعجبني واخذ بفكري بعيدا وهذا النوع من الروايات والمقالات التي افضلها حبكة مشوقة ممتعة ورسالة هادفة
عندما تقرأ للمنفلوطي فإنك تقرأ مابنفسك بطريقةٍ أدبية عميقة عندما تقرأ لهذا الأديب المصري العظيم ستجد ذاتك بين فصلٍ من فصولهِ لا محال.. تحدث عن قضايا مجتمعه وعصره وعرضها بأسلوبه الأدبيّ البارع المشبع بألمِ تلكَ الفترة و التي مازالت تأنُّ إلى يومنا هذا. أنصح بقراءة كل كتبه دون استثناء..
#اقتباسات : ُربَّ نفس بين جدران السجون أطهر قلبًا، وأنقى ردنًا، - وأبيض عرًضا، من مثلها ب جدران القصور
________________
-لا مجد إلا مجد العلم ولا شرف إلا شرف التقوى، ولا عظمة إلا عظمة الآخذين بيد الإنسانية المعذبة، رحمة بها وحنانًا عليها.
________________
أيستطيع الرجل أن يكون سياسي إلا إذا كان كاذبًا في أقواله وأفعاله !!!
_______________
لم أرَ في حياتي أمةٌ ينفعها تفرقها و يؤذيها تجمعها غير أمةِ البعوض
________________ يا للعجب! كم يكتم هذا الليل في صدره من أسرار البائسين
______________ المجتمع الإنساني مصاب بالسقم في فهمه والاضطراب في تصويره فلا عبرة بحكمه ولا ثقة بوزنه وتقديره
كنت تائهة إلى أن قرأت هذه الأعمال الكاملة حتى وجدت فيها ضالتي بداية بنظرات المنفلوطي وإنتهائا بعبراته التي سكبها بين يدي ووجدت فيها التعزية والسلوى كما ذكر في الإهداء تماما، رحمك الله يا المنفلوطي كنت أتسأل لو أنك تعيش حتى هذه اللحظة ماذا ستكتب، أحسست مع كل حرف قرأته من نظراتك وكأنك تصف حياتنا في الوقت الحالي. لقد وجدت في هذه الأعمال عذوبة الكلمات ورقتها وجمالها وازددت فخرا بلغتي العربية ورونقها لقد أضافت جمالا الى جمال الأعمال المترجمه من الشاعر والفضيلة وفي سبيل التاج وانتهائا ب ماجدولين. عشت مع كلمة كتبها وترجمها فضحكت وبكيت وربما وجدت بعض ما أحسسته في نفسي ولم أستطع فهمه أو الافصاح عنه مسطورا في كتاباته. رحمك الله ورحم نجمك الآفل وأسعدك في حياتك الآخره كما اسعدت قرائك وخففت عنهم في حياتهم الدنيوية.
شعرت بالندم والاسف لتأخيري قراءة مصطفى المنفلوطي ولا اعلم لماذا تغيب كتبه في الاعلام مع انه قامة ادبيه عملاقه يتميز بأسلوب أدبي فلذ والله بلا مبالغة كأني إقرأ لابي علاء والمتنبي من فصاحته في النظرات وهي. يقصد بها التأملات في الحياة والمجتمع تخيلوا يناقش مشاكل اجتماعية مازالت قائمة. وهو توفي 1924 نبغ المنفلوطي في الأدب واشتهر بمقالاته، وكان يقتبس من الأدب الفرنسي فاستعان بأصحابة ممن لهم خبرة في الترجمة، ليترجموا له الروايات الفرنسية ويقوم بصياغتها إلى اللغة العربية بعد صقلها في قالب أدبي.
يقول الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله أنه لا يوجد أحد أيام ما كانوا في الثانوية إلا وتأثر بأسلوب المنفلوطي وبالنظرات خاصة من تلك العبارة انطلقت مع المنفلوطي بمقالاته وقصصه الاجتماعية والاخلاقية الفريدة أسلوب جذل وعبارة منمقة وبيان كحيل وقصص ذات نهايات مختلفة جداً جداً عن تلك التي نسمعها دائماً إنه أحد الأدباء الذين غيروا في الأجيال :)
كتاب رائع جدا ومبهر أيضا ، يتميز بالحكمة والعقلانية وخبرة السنين ، تجربة مختلفة مميزة ثرية قوية مفعمة بالمشاعر والأحاسيس ، فالأسلوب في قمة الجمال ، والكلمات عميقة فوق الوصف ، اختصر العديد من مفاهيم الحياة ، كما أن الكاتب يضرب بدقة على أوتار المشاعر والأحاسيس الإنسانية ، بالفعل من أجمل ما قرأت .
كتاب أقل ما يقال عنه رائع.. يكفي منهُ المٌسمّى ( الأعمال الكاملة ) وما أجمل أن تحصل عليها للكاتب الذي يربط الحقيقة بالصور والأخيلة التي تستمد جمالها من هذا المصطفى الذي يحلّق بك بعيداً عن الارض.