كتاب فريد من نوعه جدًا ،مهم ومفيد وقابل للتطبيق الكاتبة قالت أنه من أهدافها في هذا الكتاب : - التواصل مع جيل الحاضر بكتابات إسلامية ذات طابع عصري بدلًا من استقائها من مصادر بديلة تحوي تجاوزات شرعية . وأيضًا من أهدافها تزويد المكتبة الإسلامية والعربية بمرجع تأصيلي لسد الحاجة إلى مثل هذه المراجع الإسلامية في هذا المجال .
من هذا المنطلق تحمست ولخصت لكم أهم النقاط في الكتاب كالتي :
أهم الخطوات لمواجهة الصدمة النفسية من خلال تدبر القصة :
١) الَّاستسلام لقضاء الله تعالى وقدره فيجب ان يعود الإنسان نفسه على الرضى والتسليم وعدم اليأس من رحمه الله .
٢) العزلة المؤقتة : فالإنسان بحاجة إلى أن يخلو بنفسه لفترة محددة ليستعيد توازنه ، لكن ينبغي أن لا تطول الغزلة ، لأن إطالتها قد تفتح للشيطان بابًا .
٣) الصبر -بصدق مع الله - البلاء والمصيبة : فالدنيا جُبلت على الأكدار والمصائب والشدائد ، لأن حالة الذهول التي تحصل للإنسان من الصدمة هي أشد حالات الضعف ،وهي من اقوى مداخل الشيطان على الإنسان ؛ فليس له إلا الصبر . وأنه إذا ضاقت بنا الحياة الاَّ نتمنى الموت لقول الرسول ((لا يتمنينّ أحدكم الموت لضُر أصابه، فإن كان لابدّ فاعلاً فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي ))
٤) الخروج من دائرة الحزن : يسارع بإزالته بمجرد انتباهه لهذا الإحساس ،لانه إذا تمكن من القلب دأب إليه اليأس ،وأصاب النفس الشعور بصغر الشأن ،فيفقد الإنسان ثقته بالله تعالى ثم ثقته بنفسه .
٥) تذكر نعم الله تعالى وأنها لَّا تعد ولَّا تحصى : وان يجتهد في رؤية الجانب المشرق في المصيبة ،ويدرب نفسه على توقع الأفضل . فالنظرة الإيجابية تعين المرء على رؤية وتذوق أجمل ما في الحياة بدلًا من تضيع العمر في إجترار المآسي واستذكار الالآم .
٦) المحافظة على القوة ، وعدم الاستسلام للضعف : وكذلك في هز مريم للجذع هز لبدنها ، وقد أثبتت الدراسات الحديثة أن تحريك البدن والنشاط البدني يعين - بعد الله - في زوال الهم والحزن ،ويساعد على تحقيق التكيف النفسي ،كما انه يجلب السعادة والسرور ،وبساعد على التخلص من التوتر والإرهاق العصبي ،وكذلك يزيد كفاءة المرء في العمل والإنتاج .
٧) استدراك الآثار سريعًا : (فكلي واشربي وقري عينا) فقد اثبتت الدراسات الحديثة ان نوعية الطعام الذي يأكله الفرد تساهم إلى حد كبير في تحديد مزاجه فالدماغ يتغذى على السكريات وأفضلها (التمر والعسل) والماء كذلك .
٨) الاستعانة -بعد الله - بالصمت وتفويض الأمر إليه سبحانه : إن الحديث عن الصدمة وتفاصيلها سينسف على ما بذله الإنسان من صبر وتجلد خاصة مجادلة السفهاء .
٩) مع العسر اليسر ، وبعد الضيق الفرج : فها هي مريم تباعدت عن الذكر حينما اعتزلت وتنحت للعبادة ،فخلَّد الله ذكرها في كتابه وأعلى شأنها وبين براءتها .
This entire review has been hidden because of spoilers.
وُفّقت الكاتبة في تدبر قصية مريم عليها السلام، وفي استقاء أساليبٍ عملية لمواجهة الصدمات النفسية منها، بأسلوبٍ مقنعٍ وغير متكلف بلوي النصوص لخدمة الفكرة.
"أنزل الله تعالى كتابه على رسوله الإصلاح عقائد الناس ، وإصلاح أخلاقهم وسلوكهم ، وإصلاح الحياة كلها ، وجعل فيه سبحانه حلا لجميع مشاكلهم"
"والقرآن الكريم كله علاج وشفاء لكثير من الأمراض العضوية والنفسية"
"إن تدبر القرآن الكريم وسيلة المؤمن لحفظ كتاب الله تعالى بتطبيق تعاليمه، وجعله منهجا للحياة الإنسانية"
"يقول الدكتور جفري لانغ - وهو أمريكي اعتنق الإسلام - : ( و هناك آيات أخرى أيضا تريح المرء وتعيد طمأنته بأن الله لا يتخلى عن أولئك الذين يبحثون عنه ، فعندما قرأت السورة الثالثة و التسعين ( سورة الضحى ) - تأثرت كثيرة لوعدها بمحبة الله المغذية للروح لدرجة أني بكيت لما يزيد عن نصف ساعة على ما أعتقد - شعرت كطفل ضائع أنقذته أمه بعد طول عذاب ، و ذلك أن هذه السورة تخبرنا أن الله لن يتخلى عنا في أحلاك الظروف أو في تلك التي أكثرها إشراق إذا ما توجهنا إليه فقط "
بحث رائع وجميل، يبين لنا هالبحث وغيره من كتب التفسير أن القرآن الكريم شمولي وأننا إذا تدبرناه وفهمناه سينكشف الغطاء عن كثير من مشاكلنا وستكون الحلول بين أيدينا ولكن من سيتدبر؟ ، ويذكرني شخصياً بتقصيري بكتب التدبر وعلم التفسير ، الترتيب والسلاسة والتبويب في هذا البحث يجعلك تستمع وأنت تقرأ وهذا تفضيل شخصي بالنسبة لي، دمتم بخير.
موضوع هام قلّما يتم التطرق له بكل أسف، أجادث الباحثة في سبر وتفكيك أغوار نفسية مريم عليها السلام وتعاملها مع الصدمة : خلالها، ومابعدها.. نحتاج لهكذا مواضيع تربطنا بالقرآن الكريم من وجهة نظر نفسية من خلال القصص والمواقف والعبر التي أوردها الله سبحانه وتعالى في كتابه، فرغم أن البحث قصير وموجز لكنه جاء ليسد ثغرًا هامًا.
اللهم ارزقنا صحة نفسية سوية، وعافية تدوم في مرضاتك.
بحث متوازن ربط الجانب القرآني بالجانب النفسي بالجانب العضوي لم يغفل جانب على حساب الآخر أو يغفل باب من أبواب طلب العلاج أو ينكر الصدمة في ذاتها بل ذكر كل جانب وكيفية الخروج من الصدمة بالدين والطب والسلوك ..