رى وجود ثلاث مشكلات تتعلَق بابستيمولوجيا الفكر العقائدي، وموقعه في منازل العلم والمعرفة؛ الأولى: تتعلَق بإمكانية التأريخ للفكر العقائدي. زسنعمل على إثبات أنه تأريخ ممكن، لكن بشرط تغيير فكرتنا عم مفهوم التقدُم في عموم المعرفة كما في خصوص الإعتقاد؛ الثانية: تتعلَق بسؤال الموضوعية في الفكر العقائدي. وسنعمل على إثبات أنَ إحراز جانب ضروري منها، أمر ممكن؛ لكن بشرط الإعتراف بتداخل الذاتي والموضوعي، وأن هذا التداخل هو عين الموضوعية المتاحة، والثالثة: تتعلَق بسؤال المنهجية. وسنهمل على إثبات أن المهجية وحدها لا تكفي، بل لا بدَ من شدعضدها بفهم يرقى بها إلى ما بعد المنهاهجية. أي إلى العبر- مناهجية. ومن هنا تنقسم هذه المعالجة إلى قسمين. خصَصنا الأوَل منهما لتقديم الجواب عن الأشئلة المشار إليها أعلاه، ووقفنا الثاني على المعالجة التطبيقيَة لإنساق التفكير العقديّ في الإطار الإسلاميّ
إدريس هاني ، مفكر مغربي ولد عام 1967م بمدينة "مولاى إدريس زرهون" في شمال المغرب
تنصب إنشغالاته المعرفية على قضايا متصلة بواقع الحال العربي وانعكاساتها على الفكر العربي والفكر الإسلامي في عموماته وشموله حيث إنه منشغل بسؤال النهضة والمشروع الحضاري وهذا المشروع الذي يطرحه ويشتغل عليه في وضح النهار يسميه مشروع التبني الحضاري والتجديد الجذري وطبعا هذا المشروع لا يتأثر بمدرسة دون أخرى أو بمذهب دون آخر ومن جهة أخرى فهو يستهدف العقل العربي والعقل الإسلامي بكليته والحالة العربية برمتها وهو رسالة لإصلاح حال الفكر العربي والفكر الديني
تتركز أبحاثه حول : الحداثة ، مقاصد الشريعة ، الإصلاح الديني ، المقاومة ، العقل العملي ، الفكر العربي ، المنطق ، الحكمة المتعالية
كذلك فإن إدريس هاني منشغل بتحليل جيو-ستراتيجيا السياسة ، ومنطق المقاومة ، وحركات الإسلام السياسي في المغرب والعالم العربي ، الإرهاب والسلفية ، وله في ذلك عدة مشاركات تلفزيونية وندوات ومؤتمرات على مستوى العالم العربي وكذلك في تركيا وإيران واذربيجان
كتاب قيّم ، مطالبه أعمق من لغته ويطلّ على مسائل عويصة ولا يغوص فيها الا قليلاً . معالجة مناهج البحث في الانساق الظاهرية والكلامية والعرفانية والحكمية موفّقة جداً . ويبدو لي أن أواخر الكتاب أشد نفعاً من مقدماته حيث تمت معالجة العبر مناهجية في الحكمة المتعالية بطريقة ممتازة ، سبقها نقد موفق للجابري وطه عبد الرحمن