الأفوه، صَلاءة بن عمرو، الأَوْدي .. شاعر جاهلي قديم، سيد قومه وقائدهم وحكيمهم، ويُعد شعره ثروة لغوية؛ لكونه حافلاً بالمفردات الغريبة والوعرة؛ لذا يكثر استعمال أبياته كشواهد شعرية وما بلغنا من شعره، قليل، يغلب عليه الحكمة والفخر والحماسة، ولم أجد فيه – أسِفاً – عاطفةً تُذكر .. وراقني منه قطعتان، إحداهما: لا يَصلُحُ الناسُ فوضى لا سَراةَ لهم .. ولا سَراةَ إذا جُهّالُهم سادوا تَبقى الأمورُ بأهلِ الرُشدِ ما صَلحت .. فإن تَولَّوْا؛ فبالأشرارِ تنقادُ إذا تولّى سَراةُ القومِ أمرَهُمُ .. نما على ذاك أمرُ القومِ فازدادوا
من أعظم الأبيات في الديوان .. فارِسٌ صَعدَتُهُ مَسمومَةٌ … تَخضِبُ الرُمحَ إذا طارَ الغُبارُ مُستَطيرٌ لَيس مِن جَهلٍ وهَل … لِأخي الحِلمِ عَلى الحَربِ وقارُ يَحلُمُ الجاهِلُ لِلسِلمِ ولا … يَقِرُ الحِلمُ إذا ما القَومُ غاروا تَرَكَ الناسُ لَنا أكتافَهُم … وتَوَلَّوا لاتَ لَم يُغنِ الفِرارُ
وأبيات قافية الراء في رثاء نفسه .. هذا الشطر بالتحديد .. "ونائحةٌ تبكي وللنوح دَرْسةٌ" ..
وهذه في الحكمة .. أمارَةُ الغَيِّ أن تَلقى الجَميعَ لَدى ال … إبرامِ لِلأمرِ والأذنابُ أكتادُ كَيفَ الرَشادُ إذا ما كُنتَ في نَفَرٍ … لَهُم عَنِ الرُشدِ أغلالٌ وأقيادُ أعطَوا غُواتَهَمُ جَهلًا مَقادَتَهُم … فَكُلُّهُم في حِبالِ الغَيِّ مُنقادُ! إنَّ النَجاةَ إذا ما كُنتَ ذا بَصَرٍ … مِن أجَّةِ الغَيِّ إبعادٌ فَإبعادُ والخَيرُ تَزدادُ مِنهُ ما لَقيتَ بِهِ … والشَرُّ يَكفيكَ مِنهُ قَلَّ ما زادُ