لا يزال الشِّعر العربي هو أهم الفنون الأدبيَّة لدى أهل الضاد؛ فهو ديوان تاريخِهم، يحْكِي انتصاراتِهم، ويذْكُر مفاخِرَهم وأنسابهم، فكانت القبيلة تُقِيم الأفراح إنْ بَرَز لها شاعرٌ فَذٌّ، وكيف لا، وهو المُتحدِّث بلسانها والمُدافِع عن أفكارها ومواقفها؟! وقد انفرد الشعر العربي بالتزامه الوَزْن ما عدا ما يُعرَف بالقصيدة النثريَّة، وقد وعى العرب أهميةَ هذا الفنِّ وقَدَروه حقَّ قَدْره، فعملوا على حمايته وحِفْظه من الاعتلال، وما قد يدخل عليه من لسان الأعاجم؛ فوضَعَ «الخليل بن أحمد الفراهيدي» ما يُعرَف ﺑ «علم العَرُوض» ليُعرَف به الصحيحُ من الفاسِد وزنُه شعريًّا. والكتاب التالي هو مُقدِّمة أساسية لمَن أراد دراسةَ الشعر العربي ونَظْمه بشكل صحيح، أو للقارئ العادي المهتمِّ بذلك الفنِّ.
أحمد بن إبراهيم بن مصطفى الهاشمي، أديب مصري من أهل القاهرة، ولد سنة 1295هـ/1878م، وكان مديراً لثلاث مدارس أهلية، واحدة للذكور واثنتان للإناث، وصار مديراً لمدارس الجمعية الإسلامية، ومراقباً لمدارس فيكتوريا الإنجيلية، تتلمذ على يد الشيخ الإمام أحمد عبده. توفي في القاهرة سنة 1361هـ/1943م.
المؤلّف: هو السّيد أحمد بن إبراهيم بن مصطفى الهاشميّ القرشيّ، [توفّيَ ١٣٦٢هـ / ١٩٤٣م]. أديبٌ مصريّ، تلقَّى تعليمه في الأزهر على كبار شيوخها في عصره، أمثال: الشيخ محمد عبده، والشيخ سليم البشري، والشيخ حسونة النواوي، والشيخ حمزة فتح الله، وغيرهم. وله من المصنّفات الثمينة: أسلوب الحكيم، وجواهر الأدب، وجواهر البلاغة، والقواعد الأساسية للُّغة العربية، وميزان الذهب، وغيرها.
موضوع الكتاب: يتناول الكتاب علمَيّ العروض والقافية، ويختم الكتاب بـ«خواطر في فنون الشِّعر».
منهجيَّة الكتاب: استهلّ المصنّف كتابه -بعد تقديمه بمقدمة كتاب- علمَ العروض بأربعة رؤوسٍ؛ تعريفِه، وبيانِ موضوعه، وواضعِه، وفائدتِه. وبعد ذلك شرع في بيان مقدِّماتٍ مهمَّةٍ في فهم علم العروض، فتكلّم في تسعِ مقدّماتٍ، واللَّطيفُ أنَّه اختتم كلّ مقدّمةٍ أو مقدّمتَين بأسئلةٍ و نظمٍ للمقدّمات والقواعد، وهذا الأمرُ كثيرُ النّفع للطالب المبتدئ. انتقل إلى الكلام حول بحور الشِّعرِ مبتدئًا من البحر الطويل ومنتهِيًا إلى البحر المتدارك، وذلك في ستَّةَ عَشَرَ درسًا بعدد بُحُورِ الشّعرِ العربيّ، وكذلك ذيّلَ كلَّ درسٍ بأسئلةٍ، ونظمٍ له ولقواعده. ثمَّ اختتم علم العروضِ بخاتمةٍ اشتملت على أبياتٍ نظمها الشّهاب في قالبٍ كانت آيةٌ قرآنيَّةٌ في آخر كلّ شطرٍ، كقوله على الطَّويلِ:
- أطال عذولي فيك كفرانَه الهوى وآمنتَ يا ذا الظَّبي فأنَس ولا تنفر - فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن {فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر}
وهكذا في جميع الأبحر. وعقّبها بأبياتٍ من نظمِ صفيّ الدّين الحلّي، وهي أبياتٌ مشهورةٌ عرّف بها تفعيلات البحور بأسلوب راقٍ، ومنها على البحر البسيط:
- إنَّ البسيطَ لديه يُبسَطُ الأمل مستفعلن فاعلن مستفعلن فعل
وبعد ذلك انتقل إلى علم القوافي، وبحث فيها ستّة مباحث نفيسة، بتذييلها بأسئلة ومنظومةٍ لها. وخاتمة المطاف «خواطر في فنون الشعر»، قسّمها لأقسامٍ ثلاثةٍ؛ الأول: في فنون الشعر الملحقة بالبحور الستة عشر، والثاني: في فنون الشعر المعرّبة الخارجة عن وزن أو تركيب البحور الستة عشر، والثالث: في فنون الشعر الجارية على ألسنة العامة.
والكتاب في مجاله مهمٌّ كثيرًا، وخصوصًا للمبتدئين؛ لسهولة عبارته، واستيعابه للمفاهيم والمصطلحات المحتاج إليها، وتفكيكه للبحور بنحوٍ لطيفٍ، ووفرة أمثلته في جميع البحور.
فمن أراد المسيرَ في درب الشّعر والشّعراء فعليه بمعرفة الميزان له والمقياس، وهو العَرُوض والقافية، ودونه فيهما كتاب (ميزان الذهب في صناعة شعر العرب).
وصلَّى اللهُ على خير خلقِهِ محمَّدٍ وآلِهِ الطَّاهرِينَ..
تذكرت اللحظة التي اشتريت هذا الكتاب للمرة الأولى، قبل عشرين سنة تقريبا، لم أكن أملك المال الكافي ساعة وقفت أسأل البائع عن هذا الكتاب الذي شغفت به حينما رأيت غلافه في واجهة مكتبة لا أتذكرها.. تجولت مرارا حول المكتبة حيث البائع الجشع، راجيا في كل مرة أن يخفض لي من ثمنه.. لم أكن أملك كامل المبلغ. ثم، وقرب بائع خضر مبتسم دائما، وجدت قطعة نقدية تفي بأكثر من الغرض.. عدت ووقفت بثبات أمام البائع: نظر إلي في اشمئزاز وغضب شديدين، كاد يطردني لولا الورقة الخضراء التي قدمتها له، التمعت في عينيه ابتسامة ماكرة: الكتاب لك يا ولدي.
كتاب رغم صغره نسبياً إلا إنه مفيد جداً لمحبي الشعر ومؤلفيه، أنا لست ضليعاً في الشعر ولكني من عاشقي قراءته والمتمكنين منه، والكتاب أدخلني لعلم العروض الذي أنا جديد العلم به، وبدا لي كم هو بحر كبير وله أسس وقواعد واستثناءات والكثير من الأدوات، والذي بقدر ما أذهلني بقدر ما جعلني أشمئز من هؤلاء الـ..... الذين يسمون أنفسهم شعراء في هذا الزمن.
http://wwwmahmoudkadrycom.blogspot.co... النقد الأدبي عملية إبداع تتوازي مع العمل الفني ذاته,فالناقد الأدبي المجتهد يحاول أن يسير بموازاة النص علي نفس السطر,صحيح أنهما لن يتقاطعا أبداً لكنهما لا يستغنيان عن بعضهما كذلك,فمن خلال هذين الخطين المتوازيين يتمكن القارئ من الاهتداء للمعني. تُبني النظريات النقدية علي أعمال المبدعين,وتتبلور من خلال أصحاب الرؤي الفنية العميقة,فبدون نص إبداعي لا يوجد جهد نقدي وطبعاً لا يمكننا تصور العكس,فمعني هذا أنه لا توجد نظرية نقدية يمكنها تصب أي نوع من الفنون في قالب معين,لا تتعداه فالروح الفني الرفرافة كالفراشة لا يمكن اصطيادها بشبكة قواعد أدبية قاصرة عن اللحاق برشاقتها وتلقائيتها وطبيعتها المتحررة. علم العروض نموذج لهذه النظرة الفنية,الذي أسسه العالم الزاهد الخليل بن أحمد الفراهيدي الذي رضي من الدنيا بالعلم والأدب وأعرض عما سواهما فكان له الغني كله!استطاع استنباط خمسة عشر بحراً للشعر العربي حصره فيها من خلال علمه الذي أوحت له به طرقات مطرقة سمعها في الطريق,فنبهت ذهنه المستعد أصلاً لاستقبال الإلهام,لأوزان وقوافي وموسيقي الشعر العربي.لكن الإبداع يأبي أن ينكمش داخل قمقم القواعد,فتظهر فنون شعرية أخري ملحقة بالبحور الستة عشر بعد أن زادها الأخفش بحراً: لزوم ما لا يلزم,التفويف,التسميط,الإجازة,التشطير,التخميس,التصريع ومن الفنون الشعرية المعربة الخارجة علي أوزان وتراكيب البحور: الموشح,الدوبيت,الزجل,المواليا,والكان كان,والقوما كل واحدة شرحها من الممكن البحث عنه في الأعمال المختصة في الشعر العربي,ومما سيلفت الانتباه أن "المواليا"الذي شاع علي لسان العامة,فن شعري نشأ من الشعور بالخوف!فبعد نكبة البرامكة أمر الرشيد ألا يرثيهم أحد شعراً,فقالت جارية مخلصة وقد ألهمها حب ساداتها والخوف من هارون الرشيد: يا دار أين الملوك أين الفرس أين الذين حموها بالقنا والترس قالت تراهم رمم تحت الأراضي الدرس خفوت بعد الفصاحة ألسنتهم خرس فعرف هذا التركيب الشعري"بالمواليا"نسبة للجارية التي قالته,ثم اشتهر وتجمل في مصر,وعرف باسم الموال,وظل في مصر يعالج نفس الأمور التي ولد من خلالها,الرثاء والحزن وتقلب الأحوال ونصر الدنيا من لا يستحق وخفضها لمن يستحق,وكل معاني الشجن. أما عن صحة قصيدة لا بحر لها,فالشعر قد لا تعجبه البحور علي الدوام,هناك أنهار,جداول,بحيرات,وربما لم يكن يحب الماء أصلاً!فيتجه للأزهار والأشجار ولمسة يد حبيبة,أو عطف صوت حنون بشعور صادق,الشعر لا يمكن تحجيره لحساب الخليل وحده!! في العقود الماضية ظهرت أنواع جديدة من الشعر,واختلف رأي النقاد فمنهم من يعتبرها شعراً,ومنهم من يحشرها في دنيا النثر,كحادثة العقاد مع صلاح عبد الصبور,لكن نجيب سرور كفنان يحصل علي إجابة بسيطة ومباشرة: "الشعر مش بس شعر لو مقفي وفصيح
كتاب ساعدني كثيرا في فهم العَروض ، وأيضا الهوامش التي أُستغلت بشكل رائع كان لها دورا كبيرا في الوصول لحالة الفهم الكامل ، فالكتاب قديم ويحتاج لتغيير مصطلحات ليتماشى مع مصطلحات عصرنا وهذا ما وجدته في هامش الكتاب لمدققيه أنصح من أراد دراسة علمي العَروض والقافية به ، فهو يكفي لوحده في دراستهما
مرجع ثري لكل (طالب شعر) وشرح وافٍ ومنظم لعلوم العَروض والقوافي وما تبعهم من فنون الشعر كالقوما والكان كان والمواليا والموشحات ... لا غنى عنه في مكتبة من يهتم بالشعر
هذا الكتاب جعلني احمد الله اني لم اتخصص في مجال اللغة العربية بالرغم اني احب الشعر و الادب ولكن الدراسة شئ اخر تمامًا على الرغم من ذلك الكتاب جمع ابيات شعرية مختارة عظيمة كأمثلة على البحور الشعرية
شكل هذا الكتاب بالنسبة لي مدخلا قويما لعلم العروض، اقنيتُه بإرشاد من أستاذي الجليل عبد الله الهبطي الذي درسني اللغة العربية في سنتي الثانوية التأهيلية الأولى بثانوية أ��ي العباس السبتي بمدينة طنجة، وكان عمري حينها أربعة عشر سنة، جزاه الله كل الخير، ورحم الله المؤلف الذي أهدى إلينا هذا الكتاب القيم وكل من عمل على تحقيقه وطبعه وإيصاله إلى القراء. في رعاية الله