بعد إنتهائي من ست دقائق شعرت كما لو أنني تمكنت من التنفس مجدداً . أنا من الأشخاص المتحيزين لمحمد بشكل كليّ بالنسبة ليّ لا أحد يكتب بهذه القسوة الرقيقة و البساطة التي تعرف طريقها للقلب كمحمد . قرأت الكتاب على مدار خمسة أشهر حتى لا أصل للنهاية و تمنيت لو أنني لم أصل لها. شكراً محمد لأنك تكتبنا قبل أن تكتب نفسك بكل هذه البساطة .
استغرقت مني قراءة هذا الكتاب ثلاثة أسابيع تقريبا، و هو أول كتاب أدبي أنتهي من قراءته بعد دهرٍ من الانقطاع عن القراءة.
أتابع محمد حامد على تويتر منذ فترة، و لا شك عندي أنه كاتب رائع و أديب فذ، و أسلوبه الأدبي هو ما جذبني لإتمام الكتاب، إضافةً على رغبتي الشديدة في إنهاء كتاب أيًّا كان في هذه المرحلة من حياتي. لفت انتباهي بالطبع -و لا أدري إن كان هذا رأي غيري- أن كل فقرة -أو بالأصح كل ثلاث عبارات أو حتى أقل- منفصلة -موضوعا- عما قبلها. فكأني أقرأ موضوعات متنوعة في صفحة واحدة. استغربت ذلك، أعني أن ليست هناك وحدة في الموضوع، و هذا من سلبيات قراءة هذا الكتاب في نظري.
الكتاب لا تخرج منه "بفائدة" معرفية أو فكرية، و لكن له قيمة أدبية واضحة كما أشرت سابقا.
هذه بعض الاقتباسات من الكتاب التي أعجبتني:
"إنه إحساس عالٍ بالرّضا، إحساس وافر بالشّاعرية، أن يصير لي القدرة على تفسير منظر شخص يبتعد بالقول: ذهب ليبحث لي عن ابتسامة جديدة، و سيعود."
"صديقتي النافذة: الشارع يتلصص عليك، أثاث الغرفة يحسد حظك، الضوء وحده من يتذكرك بعناق طيلة النهار، في الليل أنت مجرد فتاة تثير غيرة المارّة."
"ما توقفت عن التلويح، ما توقفوا عن المغادرة."
"خلصهم منا يا الله، انزعنا برفق من قلوبهم، إن وجودنا يوجعهم، و إن خروجنا مطرودين بالألم يوجعنا، أعدنا و هُم يا الله إلى مكان قديم و أبعدنا."
"اترك الفراغ كما هو، لا تعبئه، صدرك الفارغ و الرحب لا توظفه للازدحام، انعطف، لا تصطدم، نصائح الطريق، إرشادات للوقاية من الحُب طالما لم يدهسك بعد."
اعرف هذا الصوت، نكتب بينما يفعل الناس مايفترض بهم فعله..ص٢٢٩ كتاب لا يحمل قصة بل مقتطفات ادبية تحملك من صفحة لصفحة وكأنها من عالم لعالم.. اشتريت الكتاب بمعرض الكتاب ٢٠١٦.. أتممت قراءته في أربعة ايام بين طريق للعمل وتحت أغطية الفراش... كتاب ممتع وجميل.
أرهقني العمل جدًا واخذ مني وقتًا طويلا لأنهيه ..وجدت نفسي في بعض النصوص الاحق خيط الفكرة لعلي امسك به .. فشلت مرات ونجحت في البعض وأرهقت كثيرًا .. بعض النصوص تُحس .. وبعض النصوص تشبه لوحة تجريدية يمكن أن تُفهم بعدة أوجه .. وبعضها مشتت عصي على الفهم ..محمد ككاتب يملك أدوات و لغة فريدة و عمومًا لأكون أكثر إنصافًا لست من عشاق النصوص أبدًا كشكل أدبي
انتهيت من قراءة كتاب ست دقائق لـ محمد حامد من المتعارف عليه أن نصوص أ/ محمد حامد جميلة جداَ ويتميز بأسلوبه الخاص به كنت أتمنى أن يكون عدد نصوص أقل حيث يمكن قرأته بسلاسه فقد أستغرق كتاب ست دقائق أكثر من شهر للانتهاء منه برغم من جمال النصوص وأسلوب الكاتب الأدبي الرائع