يا ترى كم من كتاب جميل ورائع كروعة هذا الكتاب لم نسمع عنه. . كُتبت هذه الرواية على هيئة سيرة ذاتية روائية يرويها بطل الرواية "أحمد رابح عباس" والألم يعتصر روحه، ما كانت عليه مدينة الموصل العريقة في زمن خمسينيات وستينيات وسبعينيات الزمن الجميل، إلى ثمانينيات وتسعينيات الطاغية صدام، وصولاً إلى الألفية والاحتلال الداعشي، وما لاقته من الويلات والتعذيب والتهجير وتخلي العالم عنها. . رواية ساحرة تأخذك الى عوالمها وأحداثها المخفية بطريقة ذكية من الكاتبة وحبكة متقنة ليخرج لنا نص متماسك وقوي. رواية تفوق التوقعات.
الرواية تستحق خمس نجوم لولا الاسراف في الشرح في الفصول الاولى من الرواية التي اشعرتني لامثر من مرة بالملل "وقد اكون مخطئا كونها جزء مهم من السرد القصصي"
الصفحة ٣٥٤ ابكتني وانزلت دموعي على وجنتيّ الصفحة ٣٦٢ آلمتني لدرجة احسست بتقلصات مؤلمة في قلبي
الرواية موجعة وجميلة كجمال شخصياتها الفذّة. الناس الطيبون موجودون في كل مكان على اختلاف معتقداتهم وافكارهم، والطيبون اينما يلتقون يكونون مظاما اجتماعيا فذّا
تعلقت بالرواية بصورة كبيرة لدرجة اني اخذتها معي في مكان عملي المزدحم جدا و استمر بقرائتها بعد عودتي من المستشفى التي ترقد بها زوجتي على الرغم من الارهاق والتعب الذي كنت اعانيه بسبب اوضاع المستشفيات المزرية.
يجب ان يقرأها كل من يقرأ هذا التقييم.
اوفق لكم صورتي وانا اقرا الرواية في مكان عملي. دمتم بسلام
لطالما أحببت نينوى واصدقائي وجيراني هناك احببت غاباتها وامطارها الغزيرة وبردها الذي لم اكن متعودة عليه لاني اعيش في اقصى الجنوب في مدينتي البصرة ،
هذه الرواية التي اول ماجذبني اليها اسم نينوى الأبية سارعت بشرائها وأجلت قراءتها لمدة لكن مع بدء تحرير الموصل من سيطرة نظام داعش وجدت فرصة لقراءتها ومواكبة الأحداث ولأتذكر كل ماعشته ورأيته سابقاً هناك أبدعت غادة صديق رسول في السرد ولاأظنني سأتوقف عن القراءة لمؤلفاتها الباقية ، في كل صفحة أجد شيئاً ما يشدني لأكمل وأقلب الصفحات بسرعة عجيبة رغم بساطة اللغة والاسلوب الا انها رواية عظيمة جدا بنظري ، بدأت الرواية من عهد الملك فيصل الثاني انتهاءً بدخول داعش الى الموصل وجدتني وكأنني اعيش بمنزل أحمد بطل الرواية وأمه وأخيه الأعمى ، فقد ذهبت بخيالي لطعم الخبز الذي كانت تصنعه أم احمد والبيض المقلي الذي وجدته شهياً في الرواية اكثر من الحقيقة ، شدني الحب الذي توهج بين احمد وابنة خاله فاتن ورحت ابتسم وانا اقرأ احاديثهم ، وشدني كثيرا طيبة الجيران التي عهدتها عندما كنت هناك ايضاً ، ووفاء الأصدقاء رغم كل شيء كان من الممكن أن يفرقهم .. تمر الرواية على تفاصيل عاشتها عوائلنا فيما مضى كالحرب العراقية الايرانية والحرب العراقية ضد الكويت وكم خسر العراق من مواطنين عراقيين وكم من الأسر عانت من فقيد او جريح او أسير بسبب السياسة الظالمة آنذاك كما وضحتها الرواية ، لاأخفيكم سراً أن الصفحات التي احتوت على احداث روتها الكاتبة منذ بداية دخول داعش الى المدينة تركت ترسبات حزينة داخل نفسي أثرت على تواجدي في محيطي واحتكاكي به ، من لم يشعر بألم الموصل لم تتبقى لديه إنسانية فكل مايحصل هناك مجازر وجرائم ضد البشر بإسم الدين والدين بريء من ذلك ، بعد دخول داعش ابتدأ الشتات في نينوى ونزح معظم اهل الموصل بجميع طوائفهم ودياناتهم الى الجنوب وبغداد واربيل وتركيا والكثير منهم طلب اللجوء هربا مما يحصل من ذبح وقتل بغير وجه حق ، كل الاديان والمذاهب طالها غدر وظلم هذا التنظيم الذي يدعي الاسلام هذا كان كل ماذكرته الرواية انصحكم بقراءتها ..
صورة الغلاف اعجبتني بشدة وهي تمثل بابين من ابواب نينوى القديمة ..
شتات نينوى غادة صديق رسول صادرة عن دار الفارابي عام ٢٠١٦ الطبعة الأولى الصفحات ٣٧٤ الرواية غير متوفرة الكترونياً ..
بدأت القراءة، ذلك الكتاب الذي إختزلت فيه الروائية غادة صديق حكاية العراق المعاصر من خلال حديثها عن الموصل، مدينتها أم العلا كما تحب تسميتها، فبدأت الحكاية من العصر الملكي وحتى حقبة الظلام الداعشي. تبدأ الحكاية بالحديث عن أسرة أحمد وشقيقه اللدود عباس الذي إختارت غادة أن يكون أعمى البصيرة قبل أن يكون أعمى البصر. ستقرأ عن هذه الأسرة وجيرانها، ومحلتهم، فتأخذكم في رحلة عبر الزمكان، فتحب الشخصيات وتحزن لرحيلها تباعاً.
تستذكر الكاتبة الموصل – مدينة للتعايش – وتصر على أن تحتفظ بذلك، من خلال صداقة أحمد وخضر وبقاءها معاً للنهاية، وأن التهجير نفسه لم يفرقهما، قبل أن يجتمعا في قبرين متجاورين تحت سماء تركيا – في منفاهمنا الذي حرمهما من التراب والسماء الأثيرين لديهما. تجاور الهلال والصليب في تلك البقعة وجاء حاخام ليصلي على القبرين، فهزمت صداقتهما الحقيقية حروب السماء على الأرض.
رواية تؤرخ لأكثر من نصف قرن من تاريخ مدينة الموصل و أهم الأحداث و التحولات التي حدثت من القرن الماضي إلى حد دخول تنظيم داعش الى المدينة بأسلوب ساحر و لغة سردية لا تملك إلا أن تأسرك في صفحاتها و أحداثها
رواية رائعة جدا.. في بدايتها أعادتني إلى ذاك اليوم الربيعي الجميل، شباط 2014، إلى آخر زيارة لي (للمحيليل والعوجات) مع جدي، حينها أراني البيت الذي قضى طفولته فيه [معغف بأي محلي].. كان ذاك حتى الجزء الاول من الرواية.. ومن انقﻻب 1958 بدأت أحداث الرواية تنزف دما رويدا رويدا، كلما قربت زاد نزفها أكثر فأكثر، إلى أن حلت نكبت حزيران 2014 فذبحتها من الوريد، ﻻ لم يكتمل الذبح حتى الوريد! تركت هكذا تتعذب وتتلوى. وفي غضون تسارع الأحداث وتدافعها، كان النزوح.. عاد بي إلى فجر السابع والعشرين من تموز 2014، حين بدأت رحلة النزوح. مثل أحمد مررت قرب مرقد النبي يونس، آسف بقايا مرقد النبي يونس، أمعنت النظر فيه للحظات، ثم أدرت وجهي إلى ثانويتي الحبيبة "المتميزين الأولى" رأيتها من بعيد، آخر مرة لثوان قليلة. بعدها بقليل رأيت دجلة ﻵخر مرة أيضا! أبكتني كثيرا هذه الرواية! هي توثق هذا المرحلة من تاريخ الموصل، وتنقلها بحس روائي رائع، وكذلك تحلل أسباب ما وصلنا إليه.
خلال سنوات من قراءتي للرواية قل ما شعرت اني وجدت نفسي بين سطور احداها لما قرأت ان هذه الرواية تحكي عن فصول من حياة الموصل تشككت ان اجد فيها وصفاً يشابه من عشته من احداث ومشاعر لكني وجدت ما لم اتوقعه كمية هائلة من المشاعر والابتسامات وبعضاً من دموع وتنهدات تقول بين زفرة واخرى صدقتِ .. سلمت يداكِ هذا حقاً ما مررنا به .. هذه حقاً فصول من حياة الموصل هذا هو شتات نينوى