Jump to ratings and reviews
Rate this book

الثقافة كسياسة: المثقفون ومسؤولياتهم الاجتماعية في زمن الغيلان

Rate this book
الثقافة قوة سياسية بما هي ثقافة، بما هي شكل من أشكال العمل العام له شخصيته الخاصة وكرامته الذاتية. من واجب المثقفين أن يتدخلوا في السياسة في كل وقت، في أوقاتنا الدموية اليوم بخاصة، وأن يقولوا كلاماً واضحاً عن السلطة وعن السجن والتعذيب والعنف والتمييز والقتل والمنفى والكراهية والتحقير والتعصب والعنصرية. لكن هناك شيء واحد أسوأ من أن يعمل المثقفون كسياسيين عمليين، هو زعم المثقف بأن مجاله هو الفكر أو الفن، أو أنه لن "يلوّث" نفسه بالسياسة وشؤونها. في مثل شروطنا الراهنة، هذا المسلك استراتيجية تبرّر الراهن دوماً، ولا تبرّر غيره. حين يُقتل الناس بكل طريقة، حين يُذلّون ويُهانون، حين يُحاصرون ويُجوَّعون ويموتون جوعاً، وحين يكون ذلك سياسة عامة شعارها هو "الجوع أو الركوع"، حين تُغتصب النساء والأطفال في مقرّات أجهزة الأمن، حين يُقتَل المئات منهم بالغازات السامة خلال ساعة، حين يُدفَنون تحت أنقاض بيوتهم المقصوفة بالبراميل المتفجّرة، فإن من يتعالى حينها على السياسة فاقد للإحساس وللإنسانية ذاتها، ويغلب أن يكون هذا التعالي قناعاً للانحياز إلى الأوضاع القائمة، وهو يجرّد نفسه من القدرة على إدانة قتلة آخرين إدانتهم واجبة: داعش وأخواتها.
هذا أصل بعض صمت الصامتين؛ تصمت لزمن طويل على قاتل تواله، فلا يبقى لك وجه للكلام على قاتل صاعد تعاديه.

لا يمكن للخوف أو لعواقب قول الحقيقة أن يكون مسوّغاً كافياً للالتزام بمحرّمات يُفترَض أن تحدّيها وانتهاكها هو تعريف المثقّف بالذات حتى قبل أن يكون واجبه. الموضوع أهمّ من أن يُسكت عنه من جهة، والمعنيّون فئة يتمتّع أفرادها بحصانة نسبية أكبر من غيرها من جهة ثانية.

288 pages, Unknown Binding

First published January 1, 2016

1 person is currently reading
114 people want to read

About the author

ياسين الحاج صالح

19 books216 followers

كاتب سوري معارض وسجين سياسي سابق. ولد في الرقة 1961 واعتقل 16 سنة منذ 1980 بسبب نشاطه الجامعي الحزبي. يعتبر من من أبرز نقّاد النظام السوري والمشتغلين بالشؤون السورية، إلى جانب اهتمامه بقضايا الثقافة والعلمانية ونقد الإسلام المعاصِر ونقد نقده.
انتقل أثناء الثورة إلى غوطة دمشق وغطّى بعض جوانب الحياة هناك قبل أن يسافر إلى الرقة ويغادر إلى اسطنبول مع خريف 2013. عضو مؤسس في هامش - البيت الثقافي السوري في اسطنبول، وهو زوج الناشطة السورية سميرة الخليل التي خطفها ’جيش الإسلام‘ في غوطة دمشق وفراس الحاج صالح الذي خطفته ’الدولة الإسلامية‘ في ريف الرقة.
ينشر في العديد من الصحف العربية واللبنانية، كما صدرت له عدة كتب عن دار الساقي بالإضافة لعموده المميّز في جريدةالحياة وفي القدس العربي اللنديتين وأوراقه في مجلتي الآداب وكلمن البيروتيتين، وحواراته الكثيرة أثناء الثورة مع المنابر السورية والعربية والعالمية، وأخيراً مشاركته في تأسيس موقع الجمهورية منذ 2012.

رابط أرشيف مقالاته على صفحة الحوار المتمدن

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
6 (35%)
4 stars
7 (41%)
3 stars
4 (23%)
2 stars
0 (0%)
1 star
0 (0%)
Displaying 1 - 4 of 4 reviews
Profile Image for Elie Adamo.
91 reviews22 followers
January 23, 2023
الكتاب يشمل نقد مهم لمرحلة تتعدى الخمسين عاماً من تاريخ المنطقة العربية و سوريا خصوصاً، من حيث نقد التيارات السياسية و الأيديولوجيات المختلفة و المفكرين العرب البارزين و المؤثرين. نقد ياسين موضوعي بإفراط و مدعم بالشروح المفصلة، عدا عن أهميته العظيمة من أجل تطويرنا لمفاهيم و معاني متصلة بالواقع الفعلي للبشر. مقالاته في الثقافة و مسؤولية المثقفين، نقد أدونيس و نقد الثقافوية عظيمين جداً!
Profile Image for Redwan.
59 reviews32 followers
January 5, 2018
جميل وأتفق مع نقده الشديد للثقافوية، وهناك بعض المقالات المهمة جداً والتي يجب ان تطرح للتداول والنقاش الدقيق، خاصة المقالات في الجزء الأخير من الكتاب. أسلوب ياسين ممل أحياناً، ويعيد كتابة نفس الفكرة مراراً وتكراراً، ولكن مفيد وصارم وشرس أيضاً
Profile Image for Ahmed.
202 reviews35 followers
May 10, 2017
من أفضل كتب النقد الثقافي التي قرأتها...... كتاب يغير تماما مجرى تفكيرك
Profile Image for Ziyad Hasanin.
165 reviews77 followers
December 17, 2025
سلسلة مقالات في نقد الحالة "الثقافوية" في العالم العربي، وسوريا تحديدًا.. ورغم أنها سلسلة مقالات كتبت على مدار حوالي 8 سنوات (2006-2014) إلا أنها لا زالت صالحة للتفكر الآن إذ لا زلنا نعيش مآلات واستمرار هذا النهج الثقافي الماهوي "الأصالتي".
أسلوب ياسين الحاج صالح هادئ لكنه يستفزك للتفكير، فتجد نفسك تفكر وتسأل "غصبًا عنك"، ورغم نقده للتيارين العلماني والإسلامي إلا أنك لا تخرج من عنده بنظرة عدمية "مش عاجبها العجب" كما يقال بل دائمًا ما تكون كتاباته مدعاة للأمل، رغم كل السواد والسوداوية التي تناقشها والتي نحياها.
لو حاولت تلخيص الكتاب لما استطتعت فكل مقالاته تقريبًا تستحق القراءة وكل أفكاره تدعو للتأمل.. فتلخيصه بصراحة سيكون معيبًأ في حقه

شكرًا ياسين، شكرًا حكيم الثورة
Displaying 1 - 4 of 4 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.