Jump to ratings and reviews
Rate this book

درس‌های قرن بیستم

Rate this book
چاپ اول ۱۳۷۹
چاپ دوم ۱۴۰۳

166 pages, Paperback

Published April 1, 2024

12 people are currently reading
532 people want to read

About the author

Karl Popper

308 books1,709 followers
Sir Karl Raimund Popper, FRS, rose from a modest background as an assistant cabinet maker and school teacher to become one of the most influential theorists and leading philosophers. Popper commanded international audiences and conversation with him was an intellectual adventure—even if a little rough—animated by a myriad of philosophical problems. He contributed to a field of thought encompassing (among others) political theory, quantum mechanics, logic, scientific method and evolutionary theory.

Popper challenged some of the ruling orthodoxies of philosophy: logical positivism, Marxism, determinism and linguistic philosophy. He argued that there are no subject matters but only problems and our desire to solve them. He said that scientific theories cannot be verified but only tentatively refuted, and that the best philosophy is about profound problems, not word meanings. Isaiah Berlin rightly said that Popper produced one of the most devastating refutations of Marxism. Through his ideas Popper promoted a critical ethos, a world in which the give and take of debate is highly esteemed in the precept that we are all infinitely ignorant, that we differ only in the little bits of knowledge that we do have, and that with some co-operative effort we may get nearer to the truth.

Nearly every first-year philosophy student knows that Popper regarded his solutions to the problems of induction and the demarcation of science from pseudo-science as his greatest contributions. He is less known for the problems of verisimilitude, of probability (a life-long love of his), and of the relationship between the mind and body.

Popper was a Fellow of the Royal Society, Fellow of the British Academy, and Membre de I'Institute de France. He was an Honorary member of the Harvard Chapter of Phi Beta Kappa, and an Honorary Fellow of the London School of Economics, King's College London, and of Darwin College Cambridge. He was awarded prizes and honours throughout the world, including the Austrian Grand Decoration of Honour in Gold, the Lippincott Award of the American Political Science Association, and the Sonning Prize for merit in work which had furthered European civilization.

Karl Popper was knighted by Queen Elizabeth II in 1965 and invested by her with the Insignia of a Companion of Honour in 1982.

(edited from http://www.tkpw.net/intro_popper/intr...)

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
41 (17%)
4 stars
85 (35%)
3 stars
86 (35%)
2 stars
24 (9%)
1 star
5 (2%)
Displaying 1 - 30 of 44 reviews
Profile Image for Hamidreza Amiri.
30 reviews21 followers
June 6, 2017
این کتاب سه تا از سخنرانی های پوپر رو داره.
پوپر تو اینا خیلی خلاصه نظراتش رو در مورد آزادی و دولت و دموکراسی و این قبیل مسائل بیان میکنه.
برای کسایی که میخوان به طور خلاصه با نظرات پوپر در این موضوعات آشنایی مختصری پیدا کنن میتونه مفید باشه.
ترجمه کوروش زعیم رو من خوندم از انتشارات ایران مهر، که ترجمه خیلی خوبی هم نبود. میتونست بهتر باشه.
Profile Image for بسام عبد العزيز.
974 reviews1,360 followers
July 24, 2014
تستطيع ان تقرأ كتابا من 500 صفحة ولا تستفيد شيئا.. و تستطيع ان تقرأ كتابا من 100 صفحة أو أقل و تستفيد الكثير جدا!
هذا الكتاب من النوع الأخير!

الكتابة عبارة عن محاورة مع كارل بوبر.. و كالعادة المحاورة تكون قصيرة و ليست بالعمق الكافي .. لكنها كافية لتعطينا لمحة جيدة عن فكر بوبر الليبرالي المعارض للشيوعية..

أهم ما أراه في الكتاب في نظري هو فكرة اختلاف النظرية الليبرالية من مفكر لآخر.. إذا كان نيتشه مثلا يجعل الأوبرمينش هو الذي يحدد حرية عامة الناس.. هو الذي يضع القواعد لهم... و عند ستيورات ميل نجده يطلق الفرد في إلى آخر حدود الحرية و يجعله فقط غير حر في إيذاء الآخرين.. فإن كارل بوبر مثلا نجده مؤيدا لفكرة الرقابة على إعلام و تعليم الطفل.. فهو يري أن الحرية المطلقة لا يمكن إتاحتها لمن لا يستطيع أن يفرق بين الصواب و الخطأ .. و الطفل في نظره غير قادر على حمل مثل تلك المسئولية.. بالتالي يجب ان تكون رقابة على المواد المقدمة للاطفال.. فنجده يقول :
"لو كان كل واحد يعيش بصفة مسئولة كاملة كما كان يجب ان يعيش و يفكر في نتائج أفعاله على الأطفال لن نكون في حاجة إلى الرقابة إلا انه مع الأسف الامور ليست كذلك و الوضعية تزداد سوءا بعد سوء: الناس يرغبون أكثر فأكثر في العنف و يطلبون ذلك من التلفزيون ليعرض اكثر و اكثر"

لماذا يطالب بوبر بوجود رقابة على المجتمع؟ مع كونه ليبراليا؟ لأنه يري أن المجتمع المثالي لا يقوم إلى على دولة القانون.. و دولة القانون لن تقوم بصورة صحيحة إلا إذا نبذ المجتمع العنف و اتبع قوانين الدولة... و كيف يمكن أن ينبذ المجتمع العنف؟ عن طريق تربية الأطفال على هذا.. فلابد أن تكون فكرة نبذ العنف هى الثقافة السائدة في المجتمع.. ففي نظر بوبر المجتمع الناجح هو المجتمع الذي يسيطر عليه القانون.. فهذا هو المعيار الوحيد لديه للدولة العظيمة القوية الكبرى.. فنجد بوبر يقول:
"حرية السوق أساسية إلا انها ليست مطلقة . هذا صحيح بالنسبة للسوق وكذلك بقية الأشياء ولكن الحرية المطلقة عبث.. لنأخذ عبارة كانط : (ما نحن بحاجة إليه هو مجتمع حيث حرية الفرد متعادلة مع حرية الآخرين حريتي ليست متعادلة معك إلا عندما نرفض معا استعمال العنف أنا لا أضربك وأنت لا تضربني). ترى إذن أن حريتنا محدودة و إذا لم يكن الامر كذلك فإذا كان أحدنا يريد أن يضرب الآخر في هذه الحالة يتدخل القانون. القانون يحمينا من العنف و الجريمة. هذه هى القاعدةوهذا هو المعيار وهذه هى دولة القانون"

لكن ما هو شكل تلك الدولة التي يحكمها القانون؟ هل هى دولة شمولية تسيطر فيها الحكومة؟ ام دولة ذات إقتصاد مفتوح يخضع للعرض و الطلب؟ أم دولة ملكية تسيطر فيه أرستقراطية حاكمة على مقاليد الحكم؟ في الحقيقة هذا الطرح لا يهم بوبر.. فهو غير مهتم بما يكون عليه "نوع" الحكم.. ولكنه مهتم أكثر بالكيفية التي يحكم بها..
وهنا يطرح بوبر مبدأ معين قد يراه البعض غريبا قليلا... فهو لا يحكم على الحكم بمدى "نجاحه في توفير احتياجات الشعب" و لكنه يحكم على الحكم بمدى "مرونته في ان يتم تغييره دون إراقة دماء في حالة رفض الشعب له".. فهو يبحث عن الحالة السلبية و يقيم على أساسها.. فإذا كان الشعب واثقا من كونه قادرا على إزاحة الحكومة الفاسدة في اي وقت دون عنف فهذا الشعب إذن تحت حكم صالح و مثالي.. فبوبر هنا أيضا يعلي من قيمة "الآلية" وسيطرة القانون على أي معيار آخر. فنجده يقول :
"لأجل هذا أقترح تعويض المشكلة الأفلاطونية : من يجب ان يحكم؟ بسؤال آخر مختلف كلة:هل هناك أشكال حكومية قد تكون لأسباب خلقية جديرة بالعقاب؟ و في المقابل : هل توجد هناك أشكال حكومية تسمح لنا بالتخلص من الحكومة التي تسبب ضررا للبلاد أو الحكومة غير الكفء؟"

ولذلك ففي نقده للماركسية لم ينتقد الشيوعية نفسها كشكل معين للحكم لكن انتقد الفكرة "الغائية" الماركسية.. الحتمية التاريخية التي يفرضها ماركس على تطور المجتمع.. تلك الحتمية التي تحد من حرية الفرد في الاختيار و تجعل الفرد مذنبا إذا لم يؤمن بتلك الفكرة الغائية و يعمل من أجلها.. ففعليا المواطن في الدولة الشيوعية لن يستطيع تغيير تلك الحكومة الفاسدة.. لأن الحكومة الشيوعية بالفعل تعمل من أجل الفكرة النهائية الغائية.. و بالتالي فإن هذا المواطن في رفضه لها هو فعليا مجرما و خارجا عن العرف الإجتماعي و عن الهدف الأسمى للمجتمع..

بالفعل الكتاب جيد جدا.. و جعلني أضع كتابه الأهم "المجتمع المفتوح" على قائمة قراءاتي القادمة..
Profile Image for Ahmed Oraby.
1,014 reviews3,227 followers
February 7, 2017
مش عارف الصراحة مين حذف النسخة العربية من النسخ هنا على الموقع، بترجمة لخضر مذبوح وبغورة، لكن ما علينا
الكتيب هو حوار مع فيلسوف العلم الجميل كارل بوبر، حوار صحفي طويل بيتكلم عن شوية حاجات كده، الحرية، الديمقراطية، نقد الماركسية والشيوعية.
كلام كارل بوبر، وعلى العكس مما توقعت، طلع قابل للفهم، فهمته والله ولله الحمد، يمكن عشان متكلمش فيه عن فلسفة العلم يعني
نقده للشيوعية مش بطّال، على الرغم من بساطته وسطحيته الشديدة، وعلى الرغم من كونه نقد متفائل، ومايل ناحية الرأسمالية، بشكل متفائل ساذج، وأعتقد لو كان لسه عايش مكانش قال كده
نقده كمان كان يصلح في نفس ذات الوقت أنه ينطبق على الرأسمالية بنفس الدرجة، لنقده للشيوعية.
الشيوعية نصبت نفسها حكمًا على التاريخ، تحدد مساره أو مصيره، واتخذت من فكرة الحتمية التاريخية حجة لها وتبرير لقذارتها وعنجهيتها، وديكتاتوريتها. زي بالظبط الدولة الأموية ف الإسلام لما عملوا مع غيلان الدمشقي أو زي معاوية لما قتل سيدنا عمار
لكن ليه منبصش للرأسمالية من نفس الزاوية؟ هي بتدعي حفظ الفردانية والحرية والكلام ده، لكن ف نفس الوقت كل اللي قدمته كان تخريب شكل المجتمع، وزيادة عملية إفقار الفقير وإغناء الغني، ولتحترق القيم الإنسانية، وتعيش الدولة
دفاعه عن أمريكا، ضد وساخات روسيا، دفاع عبيط للأسف، وأدى بيه لتبرير حاجات مش حلوة
وأعتقد لو كان بوبر حي، كنا ممكن نلاقيه من الخولات اللي بيدافعوا عن الحداثة ضد الإنسان وقيم الثقافة، عن الحرب والاستعمار في سبيل القوة والحضارة
عموما يعني الكتاب مش بطال، ولي عودة أخرى مع كتبه، خصوصًا عقم التاريخانية
Author 4 books20 followers
November 12, 2012
من يجب أن يحكم ؟ وكيف يجب أن يحكم ؟
هاتان المتلازمتان يبرطان الكتاب كله من أوله لآخره ، وأعتقد ان الكتاب يغلب عليه تناقض واضح جدا في آرآء كارل بوبر الفيلسوف الانجليزي الشهير ، كتاب خلاصة القرن هو مرور سريع على احداث القرن الماضي ، فلحسن الحظ ان بوبر عاصر أهم فتر من تاريخ العالم (1902-1993) وأعتقد أن هذا ما أهله بشكل ما ليخرج لنا يهذه الرؤى . معظم حياة بوبر كرست الماركسية ونفي مفهوم الاشتراكية والديموقراطية السائدين . فيقول كارل بوبر : من المؤسف أن الديموقراطية تعني ( حكم الشعب ) لأن كل فرد من أفراد الشعب يدرك جيدا أنه لا يحكم !!
يؤسس الكتاب لفكر دولة الحق الأدنى ويؤسس لمبدأ اللاعنف وهذا يكون اول نقده للماركسية كما نقده لـجون ستيوارت ميل حين قال : إن الغاية الوحيدة التي تسمح للناس بصفتهم افراد وجماعات للحد من حريثة واحد منهم هي الحرية ، فهي غاية وحيدة في ذاتها تسمح بصفة ضشرعية باستخدام القوة .
وينتقد بوبر هذا الرأي ويذهب إلى أن: مبدأ مل أقبله تحت الصيغة التالية : كل واحد حر في ان يكون سعيدا او شقيا كما يحلو له . شريطة الا يعرض هذا شخصا آخر للخطر ، فالدولة مسئولة عن واقع المواطنين الذين ليسوا على علم .
يعاب على بوبر شيء خطير جدا داخل هذا الكتاب المثمر والمغري بالقراءة :
أنه يميل الى نزعات تطرفية جدا توضح مدى انتمائه الى اليمين السياسي ويمكن ان نتصيد من خلال قراءتنا للكتاب اكثر من راي يحاول ان يدعم بها الديموقراطية الغربية بقولها انها احسن الديموقراطيات في العالم ، هجومه على اهل المعارضة الإعلاميين الذين يبينون مساوئ الحكم بقوله ان هذا افتراء وانه غير صحيح ان ينكروا الديموقراطية الغربية لانها احسن الديموقراطيات وهذا يوضح اصولية بوبر الذي لايمكن ان يتخيل وجود شكل اخر من الحكم يمكن ان يوسع الحرية على اكبر نطاق من الشعب بدلا من الديموقراطية الغربية ، كل الاراء الواردة في آخر الدراسة الأولى توضح يمينية بوبر وولائه للبلاط السلطاني
يقول المترجم في هامش آخر ص97 : من الواضح أن بوبر ينسى مهمة العالم ليصبح ايدولوجي ليبرالي محافظ حتى النخاع بل حتى التدين .
ــــــــ
خلاصة :
من يجب أن يحكم ؟
سئوال تنازع فيه الفلاسفة والحكماء على مر التاريخ ولم يخلصوا الينا بنتيجة قاطعة فعلى سبيل المثال قال :
- سقراط : لا أحد يجب ان يحكم . ( اعرف نفسك . واعترف أنك في غاية الجهل ) .
- افلاطون : الفلاسفة هم من يجب ان يحكمون لأنهم أكثر وعيا وادراكا وعلماً .
- ماركس : البروليتاريون الجيدون الذين لهم الوعي الطبقي .
- هـتـلـر : الأمر لايحتاج لدراسة فالإجابة بسيطةعند هتلر وواضحة ( أنا )
!
- بعض منظري الديموقراطية الأثينية القديمة : الأمير الشرعي بواسطة العناية الالهية .

ــــــــــــــ
وبعد مرور سريع على التاريخ ، والأراء التي تتضارب معظمها ، أخلص الى رأي لايقدم اي حل واقعي ، بل يضيف الى السئوال الأصلي سئوال أصلياً آخر نتناساه ، من أصلا الذي يحق له أن يجيب على هذا السئوال : من يجب أن يجيب بالأساس ؟!!!
Profile Image for Belal.
101 reviews400 followers
May 10, 2011
بشكل أو بآخر ،لم أجد في نقده للماركسية ،إلا النزعة الوضعية العادية ،ملخصها،حسنا لقد أصلحت الرأسمالية نفسها ،كما أن الواقع ليس بهذا السوء"وهو بهذا يحجر على حق الحلم،كما أنه يشطب أي طريق للتقدم،وبما أن الحاضر جيد جدا،فليس أمامنا سوى الجري بالمكان
،وإن كانت الدراستان الأخيرتين ،مفيدتين ،وربما أني أرى ذلك،لأنهما تتقاطعان مع ميلي العام ،لرؤية أن الدولة شر كبير،يجب إعطاؤها أقل قدر ممكن من السلطات
Profile Image for Mohamed Safwat.
219 reviews10 followers
October 27, 2012
لم يعجبني تركيزه على امتلاك روسيا أسلحة نووية تريد استخدامها لأجل الشر و لم يذكر استخدام الولايات المتحدة القنبلة النووية فعلا و قتلها الأبرياء
نقده للماركسية سطحي جدا
أعجبني نظرته العملية للديموقراطية و أنها فعلا لم تطبق حتى في أثينا نفسها
مفهوم الديمقراطية "إنها الوسائل التي تمنع قيام ديكتاتورية" غير لدي مفاهيم و نظرات للعالم كثيرة
Profile Image for محمد حمدان.
Author 2 books885 followers
April 3, 2018
خلاصة القرن – كارل بوبر

نشر هذا الكتاب الماثل بين أيدينا اليوم عام 1992 وقد وجدت له نسختين؛ الأولى بعنوان هذه المراجعة.. والثانية تحمل عنوان "درس القرن العشرين". ولم أجد الكثير من الفروقات بين الاثنين فكلاهما من ترجمة الأستاذ الزواوي بغورة. ولا أفهم حقيقة، ما الفرق الجوهري بين النسختين. عدا أن خلاصة القرن هو خاص بالمشروع القومي للترجمة ودرس القرن العشرين هو من إصدار الدار العربية للعلوم ناشرون.

وكما هو واضح من العنوان هو ملخص للدروس المستفادة من القرن الماضي. ينقسم الكتاب إلى جزئين؛ الأول هو حوار جيانكارلو بوزيتي المحاور الإيطالي مع السيد بوبر، والجزء الثاني هو خلاصة الدراسات السياسية والفلسفية للسيد بوبر. سأورد ما أثار اهتمامي من أفكار السيد بوبر مع إضافة تعليقاتي الخاصة كلما دعت الحاجة.

نقده للشيوعية:

نشأ بوبر نشأة شيوعية وذلك حتى سن السابعة عشر تقريباً حيث حدثت مظاهرات الشيوعيين في فيينا وأطلقت قوات الأمن النار عليهم فقتل ستة أشخاص بينما فرّت الأغلبية ومعهم بوبر الشاب الصغير. لقد شعر بوبر حينها بالمسؤولية عن مقتل هؤلاء؛ فهو يفكر بأن الأغلبية البسيطة من العمال تتصرف تحت تأثير الكلمات التي يسطرها المثقفون من أمثاله وبالتالي، فإن تشجيع هؤلاء على الخروج إلى المظاهرات يشابه إلى حد ما الضغط على الزناد. لقد قرر بوبر أن يقوم بإعادة قراءة المذهب الشيوعي.. فقرأ كتاب رأس المال لكارل ماركس وبقية كتابات ماركس ثم خرج لنا بأهم الانتقادات الموجهة للماركسية.

يقول بوبر: المذهب الشيوعي هو اعتقاد بظهور عالم أفضل يقال أنه مؤسس على قوانين الصيرورة التاريخية. إذا كانت هذه النواة فعلى كل واحد واجب بديهي –وخصوصاً الذين هم مثلي يكرهون الحرب والعنف- أن يؤيد الحزب الذي سيحقق أو سياساهم في تحقيقه. انتهى الإقتباس. ثم يبدأ بتقديم نقده فيقول:

لقد بدأت في دراسة الرأسمال وانتهيت إلى خلاصة مؤداها أن أطروحته الأساسية، أو لنقل أطروحته رقم 1 هي كالتالي: الرأسمالية لا يمكن إصلاحها، ولا يمكن إلا هدمها أو تحطيمها، وإذا كنا نصبو إلى مجتمع راقٍ يجب تحطيم الرأسمالية، والأطروحة الأساسية الثانية، أو الأطروحة رقم 2 هي المتعلقة بالإفقار المتنامي، وبحسبها تكون شروط أو ظروف العمال تزداد سوءً بعد سوء، وهذا ما يستبعد كل إصلاح ممكن للرأسمالية ويسمح فقط بتحطيمها. كما انني استخرجت من خلال هذه الدراسة أطروحة أخرى هامة ومفيدة جداً وهي: لا يجب تجريم وتوبيخ الرأسماليين شخصياً؛ لأنهم هم أنفسهم ضحايا النظام، يجب التذكير بهذا؛ لأن الشيوعيين لم يأخذوا ذلك بعين الإعتبار، وأنه تاريخياً لا يمكن الشك في أنهم أدانوا الرأسماليين على المستوى الفردي، وحاولوا أن يثيروا المقت والنفور والاشمئزاز تجاههم، في حين أن ماركس قد ساند فكرة أن الرأسمالية هي نوع من الآلة الساحقة للرأسماليين وللعمال على السواء، وأنهم لا يستطيعون فعل أي شيء خارج ما تمليه عليهم الآلة، لقد كانت هذه الأطروحة في تناقض مع أحد المعالم الأساسية في الدعاية الشيوعية، بالرغم من أن ماركس ذاته رفض ما وصفه بالماركسية المبتذلة، وفكرة أن الرأسماليين سيئون وأنهم يستغلون الناس بالخداع. ولكن في الواقع أو بالفعل الماركسية المبتذلة كانت هي التصور المدعم والمساند من قبل الحزب الشيوعي. ولقد كان الحزب يرى أن من حقه أن يساند هذه الفكرة –فكرة أن الرأسماليين مسئولون شخصياً- لأنه كان يعتقد أن له الحق في كل ما من شأنه أن يساعده على وظيفة الحزب تسمح له بإثارة الأحقاد الكثيرة والكره الكبير حتى يمكّن من قدوم الشيوعية. انتهى الإقتباس.

وهناك انتقاد إضافي: الرأسمالية كما وصفها ماركس لم توجد على الإطلاق، وإنما هي محض اختلاق نوع من الخيال الشيطاني أو الرواية الشيطانية، صحيح أنه كان هنالك دائماً أغنياء وفقراء، وأن الفقراء يعانون دائماً، وأن الأخلاق تقتضي أن نساعدهم وأن نساعد المعوزين. واليوم ما يزال هذا المشكل مطروحاً علينا كذلك، ويجب التدخل إلى جانب هؤلاء المعوزين، إلا أنني لا أعتقد اليوم أن الأمر يتعلق بالعمال. انتهى الإقتباس.

ويقول أيضاً: الرأسمالي يحدث الكثير من القتلى، لقد كانت هذه إحدى الصيغ أو العبارات المعروفة عند ماركس؛ لأنه كان يعتقد أن الرأسماليين سيقلون شيئاً فشيئاً، وأن الناس سيصبحون إما ضحايا هذه العملية أو بروليتاريين. إلا أن مثل هذا المجتمع لم يوجد على الإطلاق، وإننا نخطيء عندما نصنف مجتمعنا بأنه مجتمع رأسمالي؛ لأنه يجب أن نفهم من هذا اللفظ المعنى الماركسي، وهذا المعنى لا ينطبق على مجتمعنا. ويضيف بوبر: ويمكن لنا أن نضيف نقداً آخر ويتعلق الأمر بفكرة ماركس والتي بحسبها يكون الرأسماليون هم الديكتاتوريين المتسترين بالدولة، وأن الدولة في ظل الرأسمالية ديكتاتورية مسيّرة من قبل الرأسماليين. إن هذه الفكرة ليست أكثر من رؤية فكرية، فليس هنالك أي مجتمع للرأسماليين فيه كامل السلطة السياسية، إن الواقع أكثر تعقيداً من هذا، ولم يكن أبداً بهذه البساطة التي اعتقدها ماركس، يجب الاعتراف بأنه هو الذي أدخل في العلوم الإجتماعية وفي فهم التاريخ فكرة جد هامة وهي أن للشروط الإقتصادية تأثيراً كبيراً على العديد من ملامح الحياة والمجتمع... وإن لمن الصحيح القول أنه قبل ماركس ليس هنالك تاريخ اقتصادي جدي، ولكن ككل الرواد لقد دفع باكتشافه هذا إلى مبالغات كبيرة مرجعاً كل الأسباب إلى المجال الإقتصادي، لقد كان يعتقد أن للإقتصاد قيمة تفسيرية كلية أو كونية، وهذا من دون شك خطأ، لأنه في المجتمع –والذي هو اوقع جد معقد- هنالك عوامل أخرى جد مؤثرة مثل الدين والقومية وعلاقات الصداقة والزمالة، كانت تدرس في نفس المدارس. انتهى الإقتباس.

لا أملك أي نية في قراءة رأسمال ماركس.. لأنني لا أجد نفسي مهتماً أو معنياً به في هذه المرحلة من حياتي.. ولذلك سأكتفي بعرض رأي بوبر السابق.. والتسليم به حتى حين.

أحداث عام 1962 وانحطاط الاتحاد السوفييتي:

ينتقل بوبر بعد ذلك إلى عام 1962 وبداية الانحطاط السوفييتي، حيث أنه يرى بأن السبب الرئيسي لانحطاط الاتحاد السوفييتي يكمن في فشله في القضاء على الولايات المتحدة في هذا العام. في الواقع، لقد أخبرنا بوبر هنا بمعلومات شديدة الخطورة، حيث أنه يخبرنا بأن الروس قد نجحوا في نقل ثمانية وثلاثون رأساً نووياً سراً إلى كوبا.. تقدر قوة كل رأس من هذه بحوالي ثلاثة آلاف مرة قوة قنبلة هيروشيما وكانت الخطة الأساسية هي تجهيز هذه الرؤوس لقصف الولايات المتحدة والقضاء عليها نهائياً قبل أن تتمكن الولايات المتحدة من أي رد.. وقد أشرف العالم السوفييتي ومخترع القنبلة الهيدورجينية سخاروف على هذا المشروع بنفسه.. وقد كان بوبر قد امتدح سخاروف في وقت سابق قبل أن يعدل عن هذا المديح محولاً إياه إلى ذم.. ومن الجدير بالذكر أن سخاروف قد تبرأ من الشيوعية في وقت لاحق من حياته.. وحصل على جائزة نوبل للسلام في عام 1975 ولكن هذا لم يمنع بوبر من الاستمرار في ذم سخاروف مبرراً من أنه لو تاب أحدهم من جريمة قتل فإن هذا لا ينفي أنه قد ارتكب جريمة قتل بالفعل ! وهو يعتبر سخاروف مجرماً لأنه قام بتجريب تفجير القنبلة الهيدروجينية والتي تملك القدرة على نسف مدينة بحجم نيويورك بكل بساطة.. وليس ذلك وحسب، بل إنه كان قد أشرف على مشروع صواريخ كوبا. يميّز بوبر بين أينشتاين وسخاروف، بأن أينشتاين لم يقبل بالمساهمة في صنع القنبلة الذرية إلا بعد أن علم بأن ألمانيا تعمل على مشروع مماثل.. بينما سخاروف كان شيوعياً وكان يخرج أحياناً عن نطاق مسؤولياته العلمية بالمساعدة حتى في تهيئة طريقة تمكين استخدام هذه القنبلة الرهيبة التي صنعها عسكرياً.. وليس ذلك وحسب، إنه لم يقل أبداً أنه كان ينفذ الأوامر وحسب، بل كان كما كان العلماء الألمان يقولون: سأقوم بواجبي على أكمل وجه. برأي بوبر، فإن سخاروف وقع في فخ الفأر الشيوعي كما حدث معه تماماً.. وهو يعي بأنه كان في وضع أصعب من وضعه بكثير، فقد ولد وترعرع في الاتحاد السوفييتي أي أنه نشأ شيوعياً خالصاً ولم يكن لديه هامش الحرية التي كانت لدى بوبر.

من حسن حظ الولايات المتحدة أنها اكتشفت الأمر قبل أن تصبح هذه الصواريخ جاهزة للعمل.. وكلنا نعرف أن السوفييت قد برروا الأمر أنهم كانوا يريدون مساومة الأمريكان على صواريخ تركيا.. من خلال صواريخ كوبا.. إلا أن كلام بوبر هنا.. هو شيء فظيع حقاً.. لقد كان السوفييت في أزمة صواريخ كوبا في أقرب ما كان لهم تاريخياً في تحقيق أحد أهم الأطروحات الماركسية وهي القضاء على الرأسمالية بالقضاء على الولايات المتحدة عسكرياً وبشكل نهائي.

يقول بوبر هنا ببساطة، أن فشل السوفييت في إنجاح هذه المهمة قد قضى وبشكل نهائي على الأمل الوحيد في تحقيق آخر الأطروحات المهمة في النظرية الشيوعية وهي القضاء على الرأسمالية. وبالتالي، كانت هذه هي بداية نهاية الشيوعية.

ينتقل بوبر بعد ذلك في الحديث عن غورباتشوف فيقول عنه أنه شخص فارغ فكرياً، ولكنه وهنا سأقتبس: إنه غورباتشوف الذي أعلن هذه الجملة المهمة: أريد أن أجعل من شعب الاتحاد السوفييتي شعباً سوياً. هنا واحدة من كلماته العميقة –والحق يقال- التي تثبت أنه رأى جيداً أن شعباً سيكون فيه أناس مثل سخاروف يستطيعون أيضاً أن يصبحو�� عدوانيين بدرجة لا تصدق، ليس شعباً سوياً هذا هو امتياز غورباتشوف أنه فهم أن شعبه لم يكن سوياً في حين أن الشعب الأمريكي كان سوياً، أريد أن أقول من وراء هذا، أنهما كانت لهما مواقف مختلفة كلية، وأن الأمريكان لم يكن في رؤوسهم اللعب المرعب، الذي تحدثنا عنه، كل الذي يعرفون أمريكا يعرفون ماذا أريد أن أقول. انتهى الإقتباس.

المجتمع المفتوح وأعداؤه:

ينتقل بعد ذلك إلى ضرورة قيام سوق مفتوح وهذا ما كان محور كتابه الآخر "المجتمع المفتوح وأعداؤه". وأنه أمر غير ممكن دون حماية الدولة. وبعدها مباشرة يتحدث عن أولوياته الثلاثة للمجتمع بعد انهيار الماركسية: السلم، وضع حد للإنفجار السكاني، التربية. ومن خلال حديثه عن أهمية التربية جاء على دور الإعلام السيء في ذلك.. وكيف أن الحرية المطلقة قد شجعت على العنف بدورها وهنا سأقتبس: حرية السوق أساسية إلا أنها ليست مطلقة، إنها صحيحة بالنسبة للسوق، وكذلك لبقية الأشياء، لكن الحرية المطلقة عبث، لنأخذ عبارة كانط: ما نحن في حاجة إليه هو مجتمع حيث حرية الفرد متعادلة مع حرية الآخرين، حريتي ليست متعادلة معك إلا عندما نرفض معاً استعمال العنف، أنا لا أضربك وأنت لا تضربني. ترى إذن أن حريتنا محدودة، وإذا لم يكن الأمر كذلك أو إذا لم تكن الحالة كذلك، إذا كان أحدنا يريد أن يضرب الآخر، في هذه الحالة، يتدخل القانون، القانون يحمينا من العنف ومن الجريمة، هذه هي القاعدة وهذا هو المعيار، وهذه هي دولة القانون. انتهى الإقتباس.

علاقة الليبرالية بالدين:

ويقول أيضاً: أعتقد أن الليبرالية يمكن أن تستغني عن الدين، ولكن يجب، بكل بداهة أن تتعاون مع الجميع. بالتأكيد المشكل أنه إلى حد الآن، وتقريباً جميع الناس كانت متأثرة بشكل عميق بالماركسية، ومع سقوط الماركسية فإن الأمل في تجسيد وتحقيق الاشتراكية قد انتهى وضاع، إلا أنه بقيت فكرة تم تعليمها وتحفيظها وتلقينها منذ زمن طويل في المدارس، وهي أن الناس جميعاً لا يرغبون ولا يبحثون إلا عن المال، والذهب، والمواد الأولية، وأن الناس جميعاً أنانيون ويريدون أن يصبحوا أغنياء. وبحسب التأويل الماركسي للتاريخ فإن غاية كل فرد هو ربح المال، والحصول واقتناء مواد جيدة أو أشياء جدية، وعلى أسلحة وسلطة. هذه النظرة للتاريخ المجردة من كل أمل، لا تترك لنا من الإرث إلا أنانية قانطة في تصور الأشياء الإنسانية، وفكرة أن الأشياء كانت بهذه الصورة وستبقى كذلك دائماً. انتهى الإقتباس.

في الواقع، ليست الماركسية هي المسؤولة عن هذا المفهوم السائد.. بل العلم ! ابتداءً من فرويد وداروين.. وامتداداً بـديزموند موريس وريتشارد دوكينز ونيل تايسون ولورانس كراوس واسحق عظيموف وإيان تاتيرسول وحتى الأطروحات التي قدمها إريك فروم.. لا تتعارض مع مادية الإنسان. وأخشى أنها لا يمكن نفيها.. وأقصى ما يمكننا فعله هو الإقرار بنثائية الإنسان.. كما حاول بوبر ذاته فعله في كتابه الآخر "النفس ودماغها". إذن، فليس الأمر منحصراً بالشيوعية.. فالعلم بطبيعته المادية قد أجبر الكثير من العلماء الغربيين –منهم المذكورين أعلاه- الذين ينعمون بالديمقراطية الغربية ورفاهية رأس المال بأن يتبنوها.

نقده للتاريخانية:

سأقتبس: التاريخانية خطأ من أقصاها إلى أقصاها، التاريخاني يرى التاريخ مثل مجرى الماء، مثل النهر الجاري، ويعتقد أنه يستطيع أن يتوقع أين يمر الماء، التاريخاني يعتقد أنه أكثر ذكاء، إنه يرى الماء ويتصور أو يتخيل أن بإمكانه أن يتكهن بالمستقبل. هذا الموقف هو –على المستوى الاخلاقي- خاطيء كلية، بإمكاننا أن ندرس التاريخ كما نشاء، لكن هذه الفكرة الخاصة بالنهر ليست أكثر من مجاز ولا علاقة لها بالواقع وبالحقيقة، يمكن أن ندرس ما مضى، لكن ما مضى قد انتهى، وانطلاقاً من هذا فإننا لسنا في المستوى الذي يسمح لنا بالتنبؤ بأي شيء كان، نتابع الاتجاه علينا فقط وببساطة أن نتحرك وأن نحاول جعل الأشياء أفضل أو أحسن، فاللحظة الحاضرة هي اللحظة التي انتهى فيها التاريخ، وأن ليس بمقدورنا أن ننظر إلى المستقبل ونحن نعتقد أنه بإمكاننا أن نتكهن به بفضل المجرى أو الاتجاه، ولا يمكن لنا أن نقول: كنت أعرف أن المجرى سيمر من هنا. انتهى الإقتباس.

أتفق معه هنا تماماً. التاريخ، يدرس، وهذا لا يعني الحتمية التاريخية أو إمكانية التنبؤ بالمستقبل.

يبدأ بعد ذلك الجزء الثاني وهو الدراسات وهي ينقسم بدوره إلى قسمين؛ ملاحظات عن الديمقراطية، الحرية والمسئولية الفكرية.

ملاحظات عن الديمقراطية:

يأتي كلام بوبر عن الديمقراطية في اثنتي عشرة نقطة؛ العلاقة بين الآداب والعلم والديمقراطية، ثورة غوتنبرغ في الطباعة، انتصارات ومساويء الديمقراطية الأثينية، الديمقراطية ليست أبداً حكم الشعب، النقطة الأساسية: الحكومة يجب أن نكون قادرين على خلعها من دون إراقة للدماء، الحرية وحدود الحرية، توماس هوبز وعمانويل كانط وويلهام قون هامبلدنت وجون ستيوارت ميل، الدولة بحدها الأدنى أو الشمولية، حقوق القصّر، حل مشكلة البيروقراطية والبيروقراطية العسكرية، أمل الشبيبة، النزعة التفاؤلية وخطر وسائل الإعلام.

أعجبني قطعاً، سرده للأحداث التاريخية مع ديمقراطية أثينا وكيف أن سوق الكتب كان قد بدأ مع ديكتاتور.. ومن ثم تبنته وعملت على ازدهارها الديمقراطية.. وليس لدي أدنى مشكلة مع ذلك بالطبع، وقد أعجبني اتيانه على تناول أفلاطون المهم في طرق الحكم وقد لفتني أنه قد حصرها كالتالي: الملكية: حكم رجل واحد خيّر أو طيّب، وشكلها الفاسد هو الطغيان، حكم رجل واحد شرير أو سيء. الأرستقراطية: حكم بعض الرجال الأخيار أو الطيبين، شكلها الفاسد هو الأوليغارشية، حكم بعض الرجال ليسوا طيبين ولا أخيار. الديمقراطية: حكم الشعب، حكم العدد الأكبر، حكم العامة. في هذه الحالة بالذات، يقول أفلاطون لا يوجد إلا شكل واحد: وهو السيء، لأنه يوجد دائماً داخل العامة عدد كبير من السيئين أو الأشرار. انتهى الإقتباس.

ولكننا حين نرجع لكتاب أفلاطون الذي ذكر فيه هذا الكلام وهو "الجمهورية" نجد الإقتباس التالي: إن حكم الفرد الواحد هو بالمعنى الأوسع للكلمة، ما يسمى الملكية. فإذا مورس بطريقة نزيهة، ومن أجل المصلحة العامة، سمي ملكية وإذا مورس بهدف خدمة المصلحة الخاصة للحاكم الفرد سمي طغياناً. وحكم البعض أو الأقلية، إذا مورس بغية تحقيق المصلحة العامة، وبواسطة الأفضل ووفق الفضيلة، سمي أرستقراطية. لكنه إذا مورس بواسطة الأغنياء والميسورين سمي أوليغارشية، واعتبر شكلاً غير سليم ومنحرف وضال. وحكم الأكثرية إذا كان لخدمة المصلحة العامة سمي جمهورياً معتدلاً. أما حكم الأكثرية، الفقراء عملياً والمعسرين، الذي يستهدف خدمة الفقراء فقط، فيسمى ديمقراطية، ويعتبر شكلاً غير سليم ومنحرف وضالاً. وهكذا فإن الديمقراطية والأوليغارشية والطغيان تعتبر ثلاثة أشكال للحكم لا يسعى أي منها لتحقيق المنفعة العامة". انتهى الإقتباس.

ويكمل بوبر تناوله لفكر أفلاطون هذا فيقول: من المهم جداً بحث الإشكالية التي تضم هذا النسق، بالفعل ندرك أن أفلاطون ينطلق من سؤال يبدو ساذجاً وهو:... من يجب أن يحكم ؟ كانت إجابة أفلاطون: الأفضل هو الذي يجب أن يحكم. وهي إجابة أخلاقية واضحة. انتهى الإقتباس. وبعدها مباشرة يشدد بوبر بأنه يجب علينا التركيز على مقارنة أشكال الحكومة وليس أشخاصها. ولهذا فهو يقول: أقترح تعويض المشكلة الأفلاطونية: من يجب أن يحكم ؟ بسؤال آخر مختلف كلية: ما هي الحكومة التي نكون قادرين على خلعها من دون إراقة للدماء ؟

إن السيد بوبر يقول لنا وبكل بساطة، أن الديمقراطية هي الشكل الأخلاقي الوحيد كنظام للحكومة.. ولكنه للأسف مات قبل أن يرى عمليات تصدير الديمقراطية المعلبة إلى العراق عام 2003 وقبل أن يصدر الفيلسوف الفرنسي الجميل جاك رانسييه كتابه اللطيف "كراهية الديمقراطية" والذي يشرح فيه رانسييه كيف ان الديمقراطية الغربية ليست إلا شكلاً من أشكال حكم الأقلية القوية "أوليغارشية". إن السيد رانسييه قد رجع إلى تاريخ الإرهاصات الأولى للديمقراطية الحديثة وبيّن كيف أن أول القوانين الديمقراطية بقلم جون لوك كانت تهدف لحماية النبلاء من ديكتاتورية الملك. وأنها لم تهدف لحكم الأغلبية حقاً.. بل لحكم النبلاء ! ونستطيع أن نرى جيداً كيف تتحكم أموال الحملات الانتخابية بسياسات الحكومة الأمريكية.. وهذا ليس بالشيء الجديد.. فهل كان بوبر غافلاً عن ذلك ؟ سأرجع لهذه النقطة.

الحرية والمسئولية الفكرية:

بدأ السيد بوبر كلامه هنا، في التمييز بين مفهومي سقراط وأفلاطون لتلك المقولة التي نسبها أفلاطون لسقراط: على رجل الدولة أن يكون حكيماً. فأفلاطون يرى بأن الملوك يجب أن يكونوا فلاسفة وكان عليهم أن يذهبوا إلى مدرسته لكي يتعلموا الجدل الأفلاطوني -وهو شيء في غاية العلم والتعقيد- أو الأفضل أن يتولى الفلاسفة اللامعون والمتمكنون الحكم، مثله على سبيل المثال. وقد نسب أفلاطون هذا الفهم لسقراط. بينما نرى بأن السيد بوبر يقول عن فهم سقراط أنه مغاير تماماً لذلك، فسقراط كان يرى أن على رجل الدولة أن يعرف إلى أي حد وإلى أي نقطة يعرف القليل من الأشياء ومن هنا يجب عليه أن يكون في غاية التواضع في طموحاته، لقد كان يرى أن على الحاكم أو رجل الدولة مسئوليات عظيمة وكبيرة في قضايا الحرب والسلم وأن عليه أن يعرف حجم المأساة التي يمكن أن يحدثها، إنه يعرف أنه يعرف القليل من الأشياء، اعرف نفسك، هذا ما كان يطالب به سقراط، اعرف نفسك، واعترف أنك في غاية الجهل !

ومن ثم، فإن السيد بوبر يؤكد مرة أخرى على التفريق بين الديقراطية بوصفها سيادة شعبية والديمقراطية بوصفها محكمة شعبية لها آثار عملية، وليست فقط نظرية أو لفظية، ذلك أننا نرى أن مبدأ السيادة الشعبية يؤدي إلى منح تمثيل نسبي لكل مجموعة رأي وكل حزب بما فيهم الأحزاب الصغيرة. وهو يعتبر أن تكاثر الأحزاب هو شؤم لأن كثرتها تؤدي إلى حكومات إئتلاف حيث لا أحد مسئول أمام محكمة الشعب، لأن كل شيء يؤدي ضرورة إلى نوع من التسوية. ومن جهة اخرى يصبح من الصعب التخلص من الحكومة لأنه يكفي إيجاد حليف جديد أقل أهمية في الإئتلاف من أجل القدرة على الاستمرار في الحكومة. في المقابل إذا كان هنالك عدد قليل من الأحزاب فإن الحكومات تكون بالضرورة حكومات أغلبية أساساً ومسئولياتهم واضحة ومحددة. ومرة أخرى، أجد نفسي هنا، أتذكر كلام رانسييه عن الأقلية القوية.. فإن قلة الأحزاب إنما يقود حتماً إلى انحصار السلطة بين حزبين كما نرى في المملكة المتحدة والولايات المتحدة.. وهذا يؤدي إلى صعوبة دخول الأشخاص الأقل نفوذاً إلى هذه الدائرة الضيقة كما أنه يسهل على أصحاب المال فرض آرائهم على هذه الفئة المحدودة والمعروفة سلفاً..

لقد صعقني السيد بوبر تماماً بحجم تفاؤله ! فهو يدّعي أننا اليوم نعيش في ظل أفضل حكومة عرفها التاريخ وهي الديمقراطية الغربية ! بل إنه يهاجم أولئك الذين يروجون الأكاذيب عنها وهو يقصد المثقفين الذين وصفهم بغير المسئولين من أمثال أوزوالد شبنجلر وكتابه "انحطاط الغرب" لأن هؤلاء المثقفين يريدون أن تكون لهم صفة الجدية والإبداع، وأن يستطيعوا قول أشياء مخالفة أو معارضة أو مناقضة أو مضادة للبديهيات، ولقد نجحوا في التعتيم ليس فقط على البديهيات بل كذلك على الحقيقة الموضوعية.

لست أفهم أين هي الحقيقة الموضوعية هنا.. هل هي بالسياسة الاستعمارية للديمقراطية الغربية طوال القرن التاسع عشر والعشرين وقبل نشوء البعبع المسمى بالشيوعية ؟ هل هي بغزو العراق بسبب أسلحة الدمار الشامل المزعومة ؟ هل هي بانتخاب دونالد ترامب.. أليس شعار فلنعد عظمة أمريكا هو شكل من أشكال الوطنية العنصرية التي هاجمها بوبر طوال الوقت ؟

يبدو أن السيد بوبر لم يتمكن أبداً من الخروج عن نطاقه الأيديولوجي المضاد للشيوعية.. إنه لا يرى بأن الشيوعية هي أسوء الشرين.. بل هو يعتقد عن قناعة تامة بأننا نعيش أفضل الأزمنة على الإطلاق في ظل رفاهية الديمقراطية الغربية رغم كل تلك البشاعة الموصوفة في العديد من الكتب.. وهو لا يتوانى عن وصف هؤلاء المثقفين باللامسئولية.. في الواقع، أنا أرى بأن السيد بوبر يهرب من حسه الوطني بمثل هذا الإدعاء السخيف ! فهو المواطن النمسوي الأصيل الذي هاجر إلى بريطانيا وأصبح مواطناً بريطانياً مثالياً يتبرأ تماماً من أي شكل من أشكال الحس الوطن�� لوطنه القديم النمسا لربما كي لا يأتي أحد ما ليتهمه بالنازية أو معاداة السامية أو ما شابه.. فأصبح وبكل بساطة.. ملكياً أكثر من الملك ذاته !

على الرغم من الغنى العظيم والمعرفة الممتازة للسيد بوبر، إلا أنه وللأسف يقع تحت عبء أيديولوجيته المضادة للشيوعية.. والتي تعتقد -كما هي الشيوعية أيضاً- أنها على حق مطلق. صحيح، أنه يقر بوجود أخطاء في سلوك ديمقراطية أثينا.. إلا أن هجومه على منتقدي الشكل الديمقراطي الغربي كان غريباً ومغرقاً في السذاجة. من الممكن لديمقراطية السيد بوبر أن تكون حقيقية، في حالة واحدة؛ وجود وعي واتفاق عام على أهمية التبادل الحر للسلطات.. وأن لا يكون أصحاب رؤوس الأموال ذوي نفوذ فعال وحقيقي في عالم السياسة.. وهذا أمر بعيد المنال تاريخياً. نستطيع بكل تأكيد الإتفاق مع السيد بوبر في الكثير من أطروحاته الغنية هنا.. إلا أن انحيازه الصريح وغير المقبول للرأسمالية والديمقراطية لا يمكن أن يوصف بالموضوعية.

الخلاصة، إنه كتاب مهم للغاية.. مع وجود بعض التحفظات.. سيكون رحلة جميلة للمهتمين في مثل هذه المواضيع.
Profile Image for Kaveh Rezaie.
281 reviews25 followers
June 5, 2022
کتاب ترجمه‌ای است از دو گفتار و دو مصاحبه از کارل پوپر, که طی آن پوپر به انسان‌ها علیه خشونت و خود محوری روز افزون که دمکراسی را در معرض خطر قرار داده است هشدار می‌دهد .گفت و گوهایی که در این کتاب گردآمده ابتدا با جیانکارلو بوستی روزنامه‌نگار ایتالیایی صورت گرفته, سپس 'پتریک کامیلر ' آن را به انگلیسی برگردانده است .دو مصاحبه اول درباره اوضاع جهان در آخرین سال‌های قرن بیستم میلادی است .مصاحبه دیگر در باب خطر تلویزیون و مسئولیت تولید کنندگان برنامه‌های آن است .در پایان نیز دو گفتار از پوپر درباره نقش کتاب در دمکراسی و آزادی و مسئولیت روشنفکران.

«آزادی مهم تر از برابری است. تلاش برای تحقق برابری موجب به خطر افتادن آزادی می شود، و اگر آزادی از دست برود، برای افراد غیر آزاد حتی برابری هم نخواهد بود. برای پوپر، حکومت قانون یک اولویت مطلق است. در اندیشه های لیبرالی پوپر چه بسا بتوانیم چارچوبی برای ... مشکلات جبهه چپ بیابیم ... بسا که یک جبهه چپ با ماهیتی دموکراتیک، سوسیالیست، و لیبرال چیزی تحقق پذیر باشد.اصل کلید دموکراسی، احتراز از دیکتاتوری است... احتراز از شکلی از حکومت که حکومت قانون نباشد.. دموکراسی به معنای احتراز از خطر جباریت است.»
Profile Image for Güçhan.
71 reviews1 follower
September 17, 2022
Kendini uzun suredir liberal olarak tanimlayan birisi olarak, Popper'in bu roportajinda bircok konuda ayni fikirde oldugumuzu gördum. Uzerinde cok dusunmedigim ya da bilgimin az oldugu konularda ise Popper'in fikirleri ufkumu acti. Okumasi kolay ve akici olan bu kitabi tavsiye ederim.
Profile Image for محمد حسين ضاحي.
317 reviews47 followers
September 7, 2013
رأيت الكتاب فقلت فيه خلاصة المستحدثات والمبتكرات العلمية فى القرن. فلما رأيته مصنفا ضمن "سلسلة الفكر"، قلت إذن فيه تقييم للفكر والفلسفة فى هذا القرن! وما فيه شيئ من هذا القبيل!
وبدأت القراءة!

إنه حوار مع المفكر الفيلسوف النمساوى الأصل، البريطانى كارل ﭘـوﭘـر يتحدث عن الشيوعية والرأسمالية والفكر الديمقراطى والحرية الليبرالية!
لفتت نظرى فكرة «أيدوا المحتوم» وهو وإن كان يستخدمها فى سياق الاشتراكية، فالسياق المشابه الذى أسقطتها عليه هنا- مع الفارق- هو فكرة تيار الإسلام السياسى: أن الوحدة الإسلامية لابد قائمة! هل دعوة الإسلاميين قائمة على هذا المبدأ: «أيدوا المحتوم»؟ الواقع أن الدعوة نظريا ليست كذلك، لكن لمشكلة إن كان البعض يفكر بهذه الطريقة. لكن فكرة «أيدوا المحتوم» التى تنتقد فى الاشتراكية، تقابلها- من وجهة نظر ما- نقدنا للاشتراكية على أساس الأمر الواقع، إذ نقدنا جاء بناء على أخطائها الفعلية التى أدت لسقوطها فى التطبيق السوﭬـييتى!

الفكرة الثانية هى حكاية ﭘـوﭘـر عن إحساسه بالذنب والمسئولية عن سقوط قتلى الشباب فى مظاهرات تأييد الشيوعية، ما أحوله بالإسقاط المباشر على واقع مصر من نقد بعض الناس للإخوان بأنهم يدعون الناس للثورة، وأبناؤهم فى البيوت، وهذا النقد بطل بسقوط قتلى من أبناء القادة مثل ابن المرشد نفسه، وابنة البلتاجى، وابنة الشاطر وزوجها، وإصابة واعتقال القادة أنفسهم فى مجرزة فض رابعة، الدور الآن أن يوجه هذا النقد للإنقلابيين فى تلاعبهم بالشعب.

ثم يتعرض الفيلسوف لكلام عن الاتحاد السوﭬـييتى، يمس نقطة الإصلاح: هل هو من أسفل أم من أعلى؟ ويقول كلاما يعنى أن الإصلاح يجب أن يبدأ من أعلى، ثم الذين من أسفل سيحكمون إن كان صادقا أم لا فيقبلونه أو يرفضونه، والعدالة هى الدلالة على صدق الإصلاح، إن تم تطبيق القانون، وأصبح مجتمع سيادة قانون، يسرى الإصلاح، وإلا يتحول إلى مجتمع ديكتاتورى للفساد والسرقة والرشوة. الإصلاح يحتاج لدولة القانون، وإذا كنا نحتاج للتنمية الاقتصادية فنحن نحتاج أيضا لدولة القانون التى فيها "قضاة يشعرون أنهم مسئولون عن عملية متجهة نحو تأسيس دولة القانون فى أوطانهم" وليسوا "وسائل للديكتاتورية"! ويربط ﭘـوﭘـر هذا بأن يسخر من فكرة بورصة القيم فى الاتحاد السوﭬـييتى التى أنشأها جورباتشوف فى موسكو! وهذا يلفت نظرنا إلى واقعنا أيضا من يقولون ان مشكلة أمتنا مشكلة أخلاق! هذا نقد الـﭘـوﭘـري بربطه مع واقعنا ووقائع التاريخ والطبيعة والعقل يؤكد لنا أن المشكلة ليست مشكلة أخلاق بقدر ما هى مشكلة العدل- ليس فقط كقيمة خلقية- بل كأصل فى سيادة القانون. فلن يلتزم أحد بالأخلاق ما لم يلتزم الأعلى بالقانون. والدليل أن المجهود التربوى الذى بذله الإخوان والسلفيون فى 80 عام، ذهب أدراج الرياح مع أول ضربة ظلامية ظلمية، لأن السلطة لما قامت بعد الثورة داهنت الظلم، ولم تستطع الأخذ بالعدل- بغض النظر عن قدرتها من عدمه، لأننى أتحدث عن أولويات وتشخيص للمشكلة! فالتغيير يجب أن يأتى من أعلى لا من أسفل، لأنه سيظل دائما هناك مجرمون بلا أخلاق، لكن الدولة إما تكون دولة سيادة القانون أولا تكون. ولو كانت المشكلة دائما مشكلة أخلاقية لما قامت ثورات أصلا، ولما ظهرت بعد الثورات ثورات مضادة، وإنقلابات.

ينتقد ﭘـوﭘـر الاشتراكية، ويقول أن الرأسمالية هى الأنجح، ويقول باستحالة تغولها، لكن واقعنا المعاصر أثبت أن الليبرالية الجديدة توحشت، وتحتاج تدخلا أخلاقيا يطبق نوعا من الاجتماعية كالمثال الذى يضربه بالدول الاسكندنافية! والاشتراكية وإن كانت فشلت فى التجربة السوﭬـييتية، إلا أنها ما تزال قائمة وناجحة فى الصين ودول أمريكا اللاتينية، وهى المثال لما كان عليه الاقتصاد فى المجتمعات البدائية بعيدا عن الجشع والأنانية الرأسمالية! وينتقد الماركسية لأنها كانت دائما تبحث عن عدو، لا الأصدقاء.
و ﭘـوﭘـر من دعاة اللاعنف، ويؤكد على السلم، فهو كاره للعنف ومن أشد أعدائه! ويعتبر نبذ العنف مسئولية أخلاقية للمجتمع والدولة، وفى رأيه لا تناقض بين الرقابة لأجل حماية الأطفال، وبين كونه ليبراليا، لأن الحرية مسئولية، والحرية المطلقة عبث، لكن الإعلام لم يفهم هذا.
ثم يمر ﭘـوﭘـر على منهج التاريخية أو التاريخانية، وينتقده مقولة المنهج «كنت أعرف سلفا بأن ها سينتهى كذلك». فهو ينتقد التاريخانيين لأن لا أحد يعرف المستقبل. تعاملنا مع التاريخ يكون فى حدود أن نعجب به، ويمكن أن نعلمنا ما نخاف منه.
ثم يعرّج على الديمقراطية ويحذر من المفهوم الخاطئ الذى يراها "حكم الشعب"، فالديمقراطية ليست لذلك، بل إنها لمنع إقامة الديكتاتوريات، أو لمنع انعدام الحرية، أو منع قيام نمط من السلطة لا يكون دولة قانون.
القسم الثانى من الكتاب بعنوان الدراسات، فيه جزءان: الأول، ملاحظات حول الديموقراطية، يؤكد فيه الفيلسوف على نقاط منها تاريخ الديمقراطية فى أثينا وأن الديمقراطية لا تنهزم، ثم ينتقل للسؤال الشهير:
«إلى من يجب أن تعود قيادة الدولة؟» ويرى أن السؤال أصلا خاطئ، بل السؤال يجب أن يكون «كيف نحكم؟ أو هل توجد أشكال حكم سيئة، وأخرى تتخلص من الأشكال السيئة؟» والإجابة عنده هى الديمقراطية التى تسعى للتخلص من السيئ! ويركد على أن تكون الحكومة من النوع الذى يمكن خلعه دون إراقة الدماء، وأن الحرية حدودها عند الآخرين، وأن الدولة يجب أن تكون ذات أقل حد ممكن فى سلطتها (دولة الحد الأدنى)، وينبه على خطر الإعلام!
والجزء الثانى يقوم فيه يما يشبه محاسبة المثقفين والمفكرين، لأنهم هم أمل البشرية بمسئوليتهم الثقافية والفكرية!
ثم ينتقل لحالة من مديح الذات (الغرب) من أجل الخير الذى نشره، والجنة التى صنعها بممارسة الديمقراطية، مهاجما هتلر للشر الذى صنعه، وكأن بقية الغرب لم يحدث من المآسى باحتلاله واستعماره ما يندى له الجبين!
Profile Image for SALEM.
387 reviews165 followers
September 18, 2014
هناك مشكلة في الترجمة او في طريقة ادارة الحوار بين الصحفي و الفيلسوف. افقدت الكتاب الكثير من رونقه

أعجبني رؤيته لمشكلة الدولة الشمولية و خصوصا التجربة الشيوعية، هو لا يرى أيضا النموذج الأمثل في النظام الرأسمالي البحت، بل قد يكون في التجربة الديموقراطية الاجتماعية في الدول الاسكندنافية حل لكثير من مشاكل عصرنا

لا توجد حرية مطلقة. هذا رأي الفيلسوف ذو النزعة الليبرالية

أكبر المفاجاءات على الاطلاق في الكتاب هو نصحه لفرض نوع من الرقابة على الاعمال التلفزيونية و الأدبية للحفاظ على القيم بالنسبة للأجيال الصاعدة الشاب. نعم هذا رأي نفس الفيلسوف ذو النزعة الليبرالية


أظن اني سأحاول ان اقرأ كتب اكثر له، على اشتراط اتقان الترجمة و ترتيب الأفكار

Merged review:

هناك مشكلة في الترجمة او في طريقة ادارة الحوار بين الصحفي و الفيلسوف. افقدت الكتاب الكثير من رونقه

أعجبني رؤيته لمشكلة الدولة الشمولية و خصوصا التجربة الشيوعية، هو لا يرى أيضا النموذج الأمثل في النظام الرأسمالي البحت، بل قد يكون في التجربة الديموقراطية الاجتماعية في الدول الاسكندنافية حل لكثير من مشاكل عصرنا

لا توجد حرية مطلقة. هذا رأي الفيلسوف ذو النزعة الليبرالية

أكبر المفاجاءات على الاطلاق في الكتاب هو نصحه لفرض نوع من الرقابة على الاعمال التلفزيونية و الأدبية للحفاظ على القيم بالنسبة للأجيال الصاعدة الشاب. نعم هذا رأي نفس الفيلسوف ذو النزعة الليبرالية


أظن اني سأحاول ان اقرأ كتب اكثر له، على اشتراط اتقان الترجمة و ترتيب الأفكار
Profile Image for Zahraa Marhoon.
90 reviews12 followers
November 26, 2016
درس القرن العشرين
الكتاب عباة عن محاورة مع المفكر كارل بوبر. يوضح أفكاره بأنه ضد العنف، و أن الديقراطية لا تعني حكم الشعب وإنما تجنب ظهور قوة ديكتاتورية بإسم الشعب أو الأغلبية أيا كانت. وأيضا يؤكد على وجوب التقدم التكنولوجي و الصناعة وعدم الحد منه لأننا نستطيع به حماية البيئة والمحيط وليس العكس.
Profile Image for Abu Iyas.
180 reviews89 followers
Read
September 26, 2012
هذا الكتاب سأقرؤه مرتان وأخرى
Profile Image for Ahmed.
100 reviews11 followers
December 8, 2016
كارل بوبر لايسمح لغير الغرب بامتلاك سلاح نووي .. ولكن استعمال السلاح النووي من طرف الغرب قابل لصرف النظر تماما !
بوبر وامثال بوبر هم من يسمحوت لجورج بوش بأن يغزو العراق بداعي اقامة الديموقراطية
Profile Image for أحمد فتحى سليمان.
Author 8 books89 followers
December 26, 2017
100 صفحة تتعرف من خلالهم على اهم ملامح فكر وتجربة كارل بوبر .. يا بلاش والله :)
Profile Image for Merryhan Yusuf.
54 reviews97 followers
November 14, 2018
Of the best books ever, regardless of his speech in politics or philosophy and history .. The idea of ​​the book was the main as I see is the interest in humanity and the dedication of science to it.
Profile Image for Denisa Cîrstea.
204 reviews16 followers
November 28, 2023
"Primul sens al educației, asupra căruia atât Popper, cât și Strauss, sunt de acord, este, prin urmare, acela potrivit căruia a educa înseamnă a manifesta o atitudine și a crea o atitudine. E vorba despre atitudinea celui care lasă să se ivească o potențialitate, a celui care nu se grăbește să impună, a celui care știe să asculte."
Profile Image for Gnawi Ahmed.
196 reviews21 followers
February 1, 2019
لنرفض التاريخانية كي يصبح المستقبل مفتوحا. هكذا يصيح الفيلسوف النمساوي كارل بوبر في درس القرن العشرين. ويضيف: التاريخانية خطأ من أقصاها إلى أقصاها. فالتاريخاني يرى التاريخ كمجرى الماء، مثل النهر الجاري، ويعتقد أنه يستطيع أن يتوقّع أين يمر الماء.
يعتقد التاريخاني أنه أكثر ذكاء، أنه يرى الماء ويتصوّر أو يتخيّل أنه بإمكانه أن يتكهّن بمجراه (المستقبل). هذا الموقف، على المستوى الأخلاقي، خاطئ كلية.
ما مضى إنتهى، يقول بوبر، واللحظة الحاضرة، هي اللحظة الذي إنتهى فيها التاريخ.
هذا الكفر بالتاريخانية، جعله كارل بوبر مدخلاً لنسف الماركسية، الشيوعية، أو الإشتراكية، أو سمّوها كما شئتم كما ذكر فيلسوفنا النمساوي.
فالماركسية حسب بوبر، خرجت مائلة من مهدها، كون الفكرة الماركسية ومنذ ولادتها، اقتضت البحث عن العدو الذي تجلى حينذاك في (الرأسمالية) وبرهانه في ذلك أطروحة كتاب "le capital" رأس المال التي تتأسس على ركنين أساسيين: ١- الرأسمالية، لا يمكن إصلاحها، ولا يمكن إلا هدمها أو تحطيمها.
٢- الأطروحة المتعلقة بالإفقار المتنامي، وبحسبها فإن ظروف العمال ستزداد سوءاً بعد سوء. وهذا ما يستبعد كل إصلاح ممكن للرأسمالية.
في درس آخر، وعن إنشاء دولة القانون، يخبرنا كارل بوبر، أن وجود هذه الأخيرة، رهين بوجود قضاة مكرّسون لدولة القانون، يشعرون أنهم مسئولون على عملية تأسيس دولة القانون داخل أوطانهم، لا دمى متحركة بأيدي الديكتاتوريات. مع ضرورة الدفع بهذا قبل إنشاء أي مبادرة إقتصادية حرّة، أو بورصة القيم.
يلي هذا، السلم كنقطة ثانية لتأسيس دولة القانون، ثم التربية التي تستدعي تدخل الجميع دون إستثناء. ثم وفي النهاية، وجب استبدال النظام المرعب الخاص بالأحزاب، والذي يجعل من النواب الذين يمثلون الشعب في البرلمان تابعين للحزب، ولا يوظفون جهودهم الا في المرتبة الثانية عندما يتعلق الأمر بالشعب.
لا يؤمن كارل بوبر بسلطة الشعب كمرادف لمفهوم الديمقراطية، حيث يحكي في هذا الصدد: ان تحقيق الديمقراطية لا يعني وضع السلطة في يد الشعب، وإنما العمل بقوة على اجتناب خطر الطغيان، الديمقراطية حسب كارل، أن تمنع إقامة الديكتاتورية، أو بتعبير آخر منع انعدام الحرية. الديمقراطية تعني أن الجميع متساوون أمام القانون، وأن لا أحد يجرّم أو يدان ما لم تثبت عليه الأدلة. لكن لا وجود في الديمقراطية لحكم الأغلبية لأن الأغلبية قد ترتكب أخطاء فادحة كأن تنتخب طاغية.
درس في القرن العشرين، كتاب لملم أجوبة الفيلسوف النمساوي الكبير كارل بوبر، وفصّلها إلى قسمين تحت عناوين ستّة : قسم أول حوى التعايش السلمي/ الإنتقادات الأساسية للماركسية/ كروتشوف وانحطاط السوفيات/ دولة القانون والأطفال/ لنرفض التاريخانية كي يصبح المستقبل مفتوحا. ثم قسم ثانٍ شمل دراساتين حول الطولة الديمقراطية بين النظرية والتطبيق، ثم الحرية والمسؤولية الفكرية. وفي هذه الأخيرة جاء ما يلي: المستقبل مفتوح ومتعلق بنا جميعاً. إنه متعلق بما تفعله وافعله ويفعله غيرنا من الناس، اليوم وغداً وبعد الغد. وما تفعله وما سنفعله متصل هو الآخر بفكرنا ورغباتنا وآمالنا وتخوفاتنا، بتعبير آخر، انه ماصل برؤيتنا للعالم وبحكمنا وتقديرنا للإمكانيات الكبيرة والواسعة والمفتوحة الي يحملها لنا المستقبل.
هذا يعني أن علينا مسؤولية كبيرة، مسؤولية تكبر وتعظم عندما نعي الحقيقة التالية: نحن لا نعرف شيئاً، أو في أحسن الأحوال، نحن نعرف القليل من الأشياء بحيث نضطر إلى تقديرها بأنها <<لاشيئ>> إنها لاشيء مقارنة بما يجب معرفته حتى تتخذ القرارات الصائبة.

كتاب درس القرن العشرين، لصاحبه الفيلسوف النمساوي كارل بوبر، كتاب غني، أنصح بتلاوته.
Profile Image for جلجامش Nabeel.
Author 1 book96 followers
June 8, 2024
دولة القانون هي الدولة المناهضة للعنف.

كل ما حدثت أشياء فظيعة، كلما كان الأمر أفضل، لأن هذا يساعد على التهييج (وهو عامل ضروري) للثورة الكبرى. فلم يحسوا إذن بالندم كثيرا حول ما حدث.

يمكن لنا أن نضيف نقدا آخر ويتعلق الأمر بفكرة ماركس التي بحسبها يكون الرأسماليون هم الدكتاتوريون المتسترون بالدولة، وأن الدولة في ظل الراسمالية هي دكتاتورية مسيرة من قبل الرأسماليين. إن هذه الفكرة ليست أكثر من رؤية فكرية. فليس هنالك أي مجتمع تكون فيه كامل السلطة السياسية للراسماليين.
لا يمكن أن يكون هناك اقتصاد حر من دون تدخل الدولة.
في ظل غياب نظام من القوانين، لا يمكن أن نقيم إلا الفوضى أو العماء.
كل هذه الأحاديث حول المحيط والبيئة لا تغني شيئًا إذا لم نتصدّ للمشكل الحقيقي وهو النمو الرهيب للسكان. إنه هو الذي يتسبّب في هدم وتخريب المحيط. وهنا أيضًا، علينا أن نتعاون بعيدًا عن الانتماءات الإيديولوجية.
لأنني تحديدًا ليبرالي ولأنني لستُ مع الرقابة. ولكن صحيح أيضًا بأنه لا يمكن أن تكون هنالك حرية من دون أن تكون هنالك مسؤولية. فلو كان كل واحد يعيش بصفة مسؤولة كاملة – كما كان يجب أن يعيش – ويفكّر في نتائج أفعاله على الأطفال، لن نكون في حاجة إلى الرقابة. إلاّ أنه مع الأسف، الأمور ليست كذلك، والوضعية تزداد سوء بعد سوء: الناس يرغبون أكثر فأكثر في العنف ويطلبون ذلك من التلفزة أن تعرض ذلك أكثر فأكثر. إننا لا نقبل هذا التصعيد. (أين الحرية، من يحدد الواجب؟ تقديم المجتمع على الفرد)
حرية السوق أساسية ولكنها ليست مطلقة. إنها صحيحة بالنسبة للسوق، وكذلك لبقية الأشياء. لكن الحرية المطلقة عبث. لنأخذ عبارة كانط: ما نحن في حاجة إليه، هو مجتمع حيث حرية الفرد متعادلة مع حرية الآخرين. حريتي ليست متعادلة معك إلا عندما نرفض معا استعمال العنف. أنا لا أضربك وأنت لا تضربي. ترى إذن أن حريتنا محدودة. .. القانون يحمينا من العنف ومن الجريمة.
أهم شيء في كل أشكال الحكومة، هو قدرتنا على إقالة الحكومة دون إراقة الدماء.
إن إسرافًا في «مذهب الدولة» يؤدي إلى غياب الحرية، لكن يوجد أيضًا إسراف في الحرية. يوجد بكل أسف تعسّف في الحرية تمامًا مثلما أن هناك تعسفًا في سلطة الدولة. يمكن أن نتعسف في حرية التعبير وفي حرية الصحافة التي يمكن أن تستخدم في إعطاء أخبار كاذبة على سبيل المثال، وإلى إثارة الفتن، وبطريقة مماثلة تمامًا يمكن إن تضيّق سلطة الدولة بتعسف حرية الأشخاص. نحن بحاجة إلى الحرية لمنع الدولة من التعسف في سلطتها ونحن بحاجة إلى الدولة لمنع تعسف الحرية.
الدكتاتورية سيئة أخلاقيًا، لأنها ترغم مواطني الدولة، ضد وعيهم وضد قناعاتهم الأخلاقية، على التعاون مع الشر، ولو بالصمت.
أعتبر تكاثر الأحزاب شؤمًا، وعليه فإنني ضد النظام الانتخابي القائم على النسب. بالفعل فان تكاثر الأحزاب يؤدي إلى حكومات الائتلاف، حيث لا أحد مسؤول أمام محكمة الشعب، لأن كل شيء يؤدي ضرورة إلى نوع من التسوية. ومن جهة أخرى، يصبح من الصعب التخلص من الحكومة لأنه يكفي إيجاد حليف جديد أقل أهمية في الائتلاف من أجل القدرة على الاستمرار في الحكومة.
الحكومات الديمقراطية هي النظام الأقل راحة، لأن الحكومات مهددة باستمرار بالإقالة. وعليها أن تقدم الحساب لكم ولي. فنحن لجنة الحكم أو القضاة، ولكننا قد نتعرض للخطر وذلك عندما نصاب بالافتتان والغواية. انه ما كان يسمّيه «هيغل» بـ«روح العصر» ويشكل خطرًا دائمًا، ألا وهو: الأيديولوجيات الجديدة أو تلك الأيديولوجيات التي تظهر على شكل «موضة»، والتي هي دائمًا غبية بلا حد، وتعتبر دائما الخاطئ صحيحًا حتى عندما يكون الحقيقي بديهي، كل هذا يجعل لجنة الحكم أو الحكام أو القضاة أو أعضاء لجنة الحكم، الذين هم نحن، في حالة من الافتتان.

هل «الليبرالية المحافظة» منطقية؟
بعد سنواتٍ طوال من تبنّي الليبرالية وتعريفها للحرية، والسعي الحثيث لنشرها، بدأتُ ألاحظ الآثار السلبية للليبرالية المفرطة على الغرب، وقد جعلني ذلك أتوقف قليلاً للمراجعة الذاتية.
في بداية الأمر، شعرتُ أن تدمير الذائقة الفنية وشيوع اعتبار الخربشات والتركيبات غير ذات معنى «فنّا» سببه التعريف الليبرالي للجمال وربطه بعين الرائي، وكذلك الحال مع العمارة. ولمّا كنتُ من هواة المدارس الواقعية والنيو-كلاسيكية والباروكية وعصر النهضة، شعرتُ أنني لا يمكن أن أكون ليبراليًا من الناحية الفنية ولا يمكنني تقبّل تعريفهم للجمال.
في الوقت نفسه، وجدتُ أن ما أدينه من تردٍ للذوق في الملابس وشيوع الشتائم والأساليب السوقية في الحديث سببه الليبرالية وإعلاء شأن الأخلاق المنحطة – أو أخلاق القاع - وتدمير الأخلاق البرجوازية. من هذه الناحية أيضًا، لم أكن ليبراليًا، بل ميّالا للذوق الرفيع وتلك الأخلاق البرجوازية والأرستقراطية، التي ساهم اليسار والماركسية في جعلها سُبّة.
ولمّا كان عنف الجماعات الإسلامية يعصف بمنطقتنا، شعرتُ أن الليبرالية تهدّم أوروبا بتسامحها مع الخطابات الدينية المتشدّدة وفتحها أبواب الهجرة على مصراعيها. في تلك الأيام، كنتُ أشعر أن الليبرالي الغربي أحمق وأنه لا يعي ما يفعله بنفسه وبلاده، وشاركتُ كاريكاتوريات تسخر من مقولة لفولتير – كنتُ أتبناها بقوّة وصدق – يقول فيها «أنا لا أتفق مع ما تقول، ولكنني مستعدٌ للموت دفاعًا عن حقّك في أن تقول رأيك»، وأنه يقول ذلك لإرهابي إسلامي يُقدم على قطع رأسه قبل أن يتمّ عبارته.
في تلك الأيام، شعرتُ بصراعٍ بين نشأتي الليبرالية ورفضي مغادرة ما أراه أسلوبًا رائعا للحياة وبين عيوب تلك الفكرة التي تتبدّى لي يومًا بعد يوم. بدأتُ أشعر أننا بحاجة للقيود لحماية الليبرالية والحفاظ عليها. ولذات السبب، بدأتُ أشعر برغبة في منع الهجرات إلى أوروبا خوفًا من أسلمتها، وتشجيع فرض القيود على الكتب الدينية وحظرها، وأرحب بأخبار منع الصين للشعائر الدينية وحظر «صحيح البخاري» أو حلاقة لحى الرجال قسرًا في بعض دول آسيا الوسطى، وشعرتُ أنني أتناقض مع مقولة «فولتير» التي كنتُ أتبناها.
هربًا من ذلك التناقض، بدأتُ أتحدّث عن «ليبرالية محافظة»، وأن الليبرالية لا تعني غياب القيم والحدود، بل وجود قيم ليبرالية يجب أن نحميها ونحافظ عليها. عندما فكرتُ في المصطلح Conservative Liberalism، لم أكن قد قرأتُ عنه في حينها. لكنني تساءلتُ إن كان مثل هذا التيار منطقي.
ذات مرّة، كتب لي صديقٌ صحافي بريطاني يُدعى «بنجامين بلاكيت» ليسخر من الفكرة وقال: «الليبرالية المحافظة يشبه حديثنا عن مومس لا تمارس الجنس». في داخلي، شعرت أنه على حق وأن في الليبرالية التي تتحدّث عن الحرية المطلقة خللٌ ما، فما أن تقول إن للحريّة حدود، سندخل في مسألة «تحديد حدود الحرية» ومن سيقوم بذلك وعلى أي أساس؟ في الغالب، يميل الليبرالي لتعريف الحريّة وفق أهواءه، وكما يراها هو وفق ميوله ورغباته، ولا يتفقون أبدًا على شيءٍ واحد لغياب المعايير والمرجعية التي تحدّد المعيار.
بمرور الوقت، وجدّتُ أن أهم معاييري، تلك القائلة: «تنتهي حريتك حيث تبدأ حريّة الآخرين»، عبارة فضفاضة أيضًا لا تعني شيئًا في الحقيقة، وأننا نكفّ عن أن نكون ليبراليين وقتما نقرّ بضرورة الرقابة والحدود، وهذا ما وقع فيه «كارل بوبر» في حوارٍ له، نُشر في كتاب «درس القرن العشرين»، حين دعا لفرض رقابة على البرامج التلفازية بهدف منع ثقافة العنف، وعندها قال له محاوره بأن أهم ما يجادل به التيار المعادي لليبرالية هو نشرها ثقافة العنف والجنس، وأن ترحيب شخصٍ ليبرالي بالرقابة إشكالية حقيقية.
وقد كان ردّ «بوبر» كما يأتي: «لأنني تحديدًا ليبرالي ولأنني لستُ مع الرقابة. ولكن صحيح أيضًا بأنه لا يمكن أن تكون هنالك حرية من دون أن تكون هنالك مسؤولية. فلو كان كل واحدٍ يعيش بصفة مسؤولة كاملة – كما كان يجب أن يعيش – ويفكّر في نتائج أفعاله على الأطفال، لن نكون في حاجة إلى الرقابة. إلاّ أنه مع الأسف، الأمور ليست كذلك، والوضعية تزداد سوءًا بعد سوء: الناس يرغبون أكثر فأكثر في العنف ويطلبون من التلفزة أن تعرض ذلك أكثر فأكثر. إننا لا نقبل هذا التصعيد».
مع ذلك، أجد كلام «بوبر» عبثي، إذ يتراجع بسرعة عن تأييد الرقابة، لكنه يعود ليقول بضرورتها، ويربط ذلك بأن الواقع يخالف الواجب، من دون أن يحدّد المعيار الذي سيفرض ذلك الواجب. علاوةً على ذلك، نراه يعود لتقديم مصلحة المجتمع على الفرد، وهذا يتنافى مع دُعاة الفردانية المفرطة، والتي تقترب الليبرالية منها بلا شك. وكيف سيردّ مثلا عن كلام من يقول بأن تطبيع انتشار المثلية تؤثر على الأطفال؟ وكيف سيوفّق بين إيمانه بحريّة الفرد في علاقاته الجنسية وبين خصومه الذين يجادلون بتأثيرها على الأسرة والمجتمع والأطفال، الذين يصفهم «بوبر» بأغلى ما نملك، مع دعواه القويّة لتحديد النسل عالميًا.
ولتوضيح موقفه، يقول أيضًا: «حرية السوق أساسية، ولكنها ليست مطلقة. إنها صحيحة بالنسبة للسوق، وكذلك لبقية الأشياء. لكن الحرية المطلقة عبث. لنأخذ عبارة كانط: ما نحن في حاجة إليه، هو مجتمع حيث حرية الفرد متعادلة مع حرية الآخرين. حريتي ليست متعادلة معك إلا عندما نرفض معا استعمال العنف. أنا لا أضربك وأنت لا تضربني. ترى إذن أن حريتنا محدودة. .. القانون يحمينا من العنف ومن الجريمة».
رفض الحرية المطلقة اعتراف بقصور المنادين بها، وأرى أن اللجوء إلى ما يسمّى بالليبرالية المحافِظة مكابرة نفسية لرفض مغادرة الليبرالية (وهو ما مررتُ به بقوّة)، فضلاً عن اعترافٍ ضمني، غير معلن، بإشكاليات الطرح الليبرالي وتناقضه مع الواقع.
Profile Image for Sirin.
40 reviews8 followers
June 18, 2015
هذا الكتاب يمثل عصارة فكر كارل بوبر, بحوار بسيط عرض فيه خلاصة أفكاره بداية من نقده للماركسية ورفضه .
...للتاريخانية مرورا بانهيار الاتحاد السوفيتي ثم مفهومه للديمقراطية

يتجلى نقده للماركسية في النقط التالية:
+ما قاله ماركس على ان الرأسمالية لا يمكن إصلاحها تم رفضه حتى وهو على قيد الحياة كالإصلاحات التي حدثت في انجلترا وألمانيا عهد بسمارك
+الدولة في ظل الرأسمالية بالنسبة لماركس هي دكتاتورية مسيرة من قبل الرأسماليين, فكرة ماركس هذه اعتبرها بوبر ليست اكثر من رؤية فكرية فالواقع اكثر تعقيدا من هذا
+ماركس بالغ عندما ارجع كل الاسباب للعامل الاقتصادي فهناك اسباب اخرى دينية وقومية... الخ
+الماركسية عمليا كانت خطأ منذ البداية , فهي تقتضي البحث عن العدو وتدميره (الرأسمالية) وليس البحث عن الصديق
+التاريخانية يصفها ايضا بــ الخطأ, يمكننا ان ندرس ما مضى لكن لا يمكن التنبؤ بشكل قطعي بالاتي
+الوظيفة الاساسية لليسار هي مساعدة المعوزين هدا المبدا مازال مقبولا لكن اعتبار المعوزين بمثابة بروليتاريا حتى بعد ان كفوا عن ان يكونوا كذلك واصراره عليه لاسباب ايديولوجية هو الطريق المنحرف

ولبوبر قائمة اولويات بعد اقصاء الماركسية والتمكن من ابعاد الضغط الذي تمارسه الإيديولوجية في قلب السياسة تتجلى في:
+السلم
+وضع حد للانفجار السكاني
+التربية على اللاعنف

وفي حديثه عن انحطاط الاتحاد السوفياتي.. يرجعه الى حقبة خروتشوف, عندها لم تعد الماركسية سوى وسيلة لاطالة بقاء النظام فلم يعد احد من فريق القيادة السوفييتية يأخدها على محمل الجد هناك نقطة واحدة فقط اخدت مأخد الجد هي تدمير العدو الراسمالي أي الدول الراسمالية الكبرى ومع ازمة كوبا انهارت حتى هده النقطة الوحيدة .المتبقية

وعن الديمقراطية يقول بوبر انها لا تعني حكم الشعب بل منع اقامة ديكتاتور او منع انعدام الحرية او منع قيام .نمط من السلطة ينفي دولة القانون
Profile Image for Moamen.
74 reviews15 followers
April 25, 2013
تجربة سيئة .

أعجبنى عنوان الكتاب و بما أنه ليس هناك ما يشير إلى موضوع الكتاب عل الغلاف أشتريت الكتاب .

عنوان الكتاب أعجبنى و لكن عندما عرفت موضوعه أحبطت و عندما قرأ مضمونه أزددت إحباطا .

الكتاب فى الكثير من الكلام الكبير و القليل من القيمه .

تقريبا لا يأتى الكتاب بجديد محورى , يناقش قضايا معروفة بأفكار أغلبها معروفة و بأسلوب مليىء بالتحيز و التعصب .

عامة لا أنكر أنى رغم أستفدت قليلا من الكتاب و لا أنكر أن إعطاء نجمتين فقط ربما يكون فيه بعض التحيز .
Profile Image for Samir El Layl.
30 reviews3 followers
August 10, 2017
كان مدخلاً إلي أعمال كارل بوبر الليبرالي المحافظ، وأشهر ناقد للماركسية. الكتاب حوار حول الماركسية والشيوعية، حيث تستطيع أن تلاحظ عداء كارل بوبر لهذه الإيديولوجية وخصوصًا منهجها النظري؛ التاريخانية، كونها جعلت المستقبل مقرّر مسبقًا وجامدًا. وفي الكتاب، أسئلة وأجوبة عن الإتحاد السوفياتي وسياساته ما بعد السطالينية، وكيف كان مشروعًا فاشلًا من المبدأ. كذلك، يوضّح كارل بوبر معنى الديموقراطية في أحقّ مفهوم مقدّم لها حتّي اليوم، أي منع الطاغية من الحكم، وليست بحكم الشعب.
Profile Image for Mohamed Fayçel Ben Ismail.
109 reviews56 followers
April 20, 2014
حوار مع المفكر الفيلسوف النمساوى الأصل كارل ﭘـوﭘـر يطرح فيه أهم أفكاره حول نقده للمركسية و الإجابة عن السؤال الأزلي " من يجب أن يحكم " .. الحوار كان متواضع و وسطحي و لم يقدم الكثير من الأفكار أو مواقف الملفة للنظر لكن الدراستان في آخر الكتاب مهمة و تستحق الإطلاع
كتاب خفيف يفتح الشاهية و يحفز على الإطلاع ��لى مؤلفات أخرى في الموضوع لا أكثر ..
Profile Image for Majd.
284 reviews35 followers
October 21, 2015
ينطبق على هذا الكتاب مثل خير الكلام ما قل ودل..تلخيص جميل لفكر شخصية فريدة من نوعها..في رأيي انا اشوف بوبر شخصية فريدة بحيث انه تحول من الماركسية الى اللبرالية بعد ما قال انه وقع في فخ الماركسية كما يقع الفأر وألف كتابه العظيم المجتمع المفتوح وأعداؤه في عام 1945 وانتقد فيه الماركسية نقد جميل مو مثل بعض المفكرين الماركسيين الي تحولوا الى اللبرالية بعد سقوط المعسكر الاشتراكي
Profile Image for Abdallah Karm.
119 reviews12 followers
January 2, 2017
الكتاب بينقسم لجزئين، جزء بيتكون من حوار صحفي واسئلة عن الشيوعية والديموقراطية وأحداث الحرب العالمية بين صحافي وكارل بوبرر لكن الجزء دا معجبنيش بشكل كبير لإنه بيعتمد اني اكون عارف احداث العصر دا وانا مش عارفها
الجزء التاني وهو أفضل ما في الكتاب كان بيتكلم عن قضايا الديموقراطية وعن أفضل طريقة ممكن يتم بيها حكم الدول.
Profile Image for Farid.
16 reviews4 followers
August 23, 2007
خوش بینی یک وظیفه اخلاقی است.
ترجمه کورش زعیم رو خوندم که با نام "آزادی و مسئولیت روشنفکران" منتشر شده
Profile Image for مروان الرشيد.
16 reviews73 followers
May 15, 2011
إنهُ بحق درس القرن العشرين، القرن الأكثر عدوانية في التاريخ البشري
Profile Image for Mohamed Galal.
22 reviews23 followers
January 27, 2013
حوارات عامة عن الحريات والحكم والماركسية
Displaying 1 - 30 of 44 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.