في متاهتها، تكتشف زهرة أسرار الحكاية بتفاصيلها، حكايتها وحكايات الآخرين، التي تتداخل مع بعضها البعض من بوابتي المتاهة ذاتها (دخول/ خروج)، فلا تعرف أين طرف البداية وأين نهايتها، وبحيث يتحول الدخول لخروج أحيانا، لذلك ثمة عودة للبداية دائما، لما حدث وما سوف يحدث، ولما قيل وما سوف يقال، لعبة فنية يجيدها حسين عبدعلي في أولى رواياته "متاهة زهرة" التي يستعيد فيها زمن القرية في البحرين بناسها وتفاصيل آلامها وأفراحها وطقوسها. في هذه الرواية نفسٌ جديد مفتوح على السرد، بلعبة روائية ماتعة، لكل شخصية متاهتها الخاصة، تبدأ بأسرار حادثة أولى بكل مفارقاتها الطريفة ثم تعيد ترتيب العالم الروائي للأحداث. إنها رواية تعيد الاعتبار للمشهد السردي الجديد في البحرين.
إنها متاهة الوجع! الدهليز الضائع بين الموت الحي وحياة الموت. هي أيضا الصفحات السوداء المسكوت عنها في تاريخ النخيل المشهود له بالبياض . الشهادة الفخرية للفقر المختومة بخيبات نعرفها جميعا ، طفت صورها الممزقة على سطح الميديا كبقعة نفط وسخة لفترة ثم تلاشت بسرعة كزبد البحر ونحن نعرف جميعا أين يموت ذاك الزبد. يتكسر على شواطئ الذاكرة حتى يحفر حجارتها بالألم. في ضمير زهرة أغنياتنا القديمة وأحاديث الجن التي لازالت تمشط الخوف في جنباتنا حين تخمد الأضواء. في حنجرتها أصواتنا المبحوحة ب " لماذا" التي لا تتجاوز وإن جاهدت حدود الفنجان في زوبعتها الصغيرة. مأساة زهرة هي الجرح الغائر في وجنة البترول وحلم الجزيرة المرفهة..
أنعكست تجارب الفنان حسين عبدعلي التمثيلية على المسرح في روايته "متاهة زهرة"، فحسين المبدع على المسرح يجرب نفسه في الرواية .
فحسين الذي يتقن فن ايصال نص المسرح الصعب للمشاهد بسهولة حركاته وكلماته قد استغل هذه الخبرة في روايته التي تنسى نفسك في تفاصيل صفحاتها معتقداً انك في مسرح .
ورغم أن تكرار الأحداث قد يعتبر سلبياً في بعض الأحيان، الا ان تكرار عبدعلي لها أغنى أحداث الرواية، وهو ايجابيٌ لمن يقرأ الرواية بين ايامٍ متقطعات، فعندما يعود لا يضيع ويتيه في اشخاص واحداث الرواية .
ولعل دقة التفاصيل أدت الى شحن سطور الصفحات بكمٍ غليظٍ من الكلمات، تجعل القارئ يتوقف كثيراً ليتفهم ويعيش مواقف الأحداث، ومما لا شك فيه ان الرواية عكست المجتمع القروي في البحرين، أسماء الأشخاص كعبدالله الخرّاف، وحبيبوه، و البناي، البزازة والى آخره هي أسماء منبثقة من عمق مجتمعنا، ثم دور الشيخ ومسجد الوطية، وقصص النساء عنه، هي اشياء موجودة فعلياً في مجتمعنا، استطاع المؤلف ان ينقلها الى كتابه بسلاسة قصة مثيرة غير مقنعة حسب رأيي في نهايتها المُبكية، بسبب شخصية زهرة الضعيفة جداً، والمصائب التي يحلّها الكاتب عليها، ثم انني كنت أتوق لأن يمعن ويتعمق الكاتب في تشكيل حوارات بين زهرة وابنائها، بعيداً عن حالة الضبابية والاحزان ووصفها والتي شحنت بيت زهرة، جميلٌ لو وضع سلسلة حوارات كالتي تمارس فعلياً على خشبة المسرح .
تجربة روائية جميلةٌ عموماً يا أستاذ حسين، وبانتظار ابداعاتك القادمة..
لا متاهة كالجهل الذي يقيدك بقناعات الآخرين ويعطل عقلك الفطري، ليحيلك بعدها إلى كومة لحم فاقدة لأبسط المؤهلات البشرية.
الجهل الذي يفقدك شعورك بإنسانيتك يحولك إلى كرة يتقاذفها من حولك إلى حيث لا مرمى تستقر فيه يئدك بقناعاته الممجوجة جهلا آخرا يهيل عليك حجارة من يتم وفقر، خوفٍ وقهر، بعد أن يكون قد حفر قبرك بلعنات لا تنتهي.
في متاهته، جلد حسين عبد العلي روحي بزهرة. هل تتخيلون كيف تتحول الزهرة سوطا في يد جلاد!
رغم الموت الذي تغلغل في مساماتي وأنا أدور مع زهرة في متاهتها إلا أني تنفست بعضا من حياةسكبها عبد العلي فيّ عبر الكثير من تفاصيل الرواية الصاخبة، وذلك باستعراضه للحياة الشعبية في المجتمع البحراني بتفاصيل استطاع عبرها نقلي من حياة الجفاف التي فرضتها علينا طبيعة الحياة العصرية إلى أخرى -رغم قساوتها- بدت بسيطة لينة.
أعترف أني شممت رائحة الطين وتنفست هواء الزرانيق المعتق بحياة أتمنى لو عشت بعض تفاصيلها الجميلة.
ركضت مع الأطفال خلف حبيبوه قبل أن أسقط معه من أعلى الدرج، وكم جربت أن أنطق بلسانه مهو يهدد بدفن كل من يتعرض له أو حتى من لا يتعرض.
وأظنني غنيت مع النساء في العرس إذ غنين، ، وعزيت على الحسين إذ عزين. وافقت واعترضت. كتمت وصرخت.
فلزهرة، أطلقت صرخات رفض نيابة عنها مع كل ركلة لياسين وكل سبة، بل وكل (تفلة) كان هو أولى بها.
الرواية بحر متلاطم من الوجع المفترس ما كنت أحتاج فيه لنهش متكرر بتكرار الكثير من التفاصيل وما كنت لأحتمل لعب موجاته بي بالعودة كل حين لنقطة البداية، بعد أن أكون قد لمحت بصيص أمل يخرجني من لجة زهرة ومتاهتها وأعتقد أن هذا تحديدا هو ما أربك الكثير من القراء الذين أشاروا بملاحظة التكرار وأنا منهن ويبدو أننا بحاجة للالتفات لماهية (المتاهة) التي تعيدنا لنقطة الصفر بعد أن تكون قد شارفت الوصول للنهاية ولو تصورا.
العمل يستحق القراءة، رغم بعض المؤاخذات عليه، من قبيل الصورة المبالغ فيها لحياة الرذيلة التي كانت تعكس طابعا قريبا من (العادية) المغايرة لتعامل مجتمعاتنا المحافظة أمام هذا الظرف بحال من الأحوال.
كذلك لم أجد حسين موفقا في استنطاق زهرة المتماهية في بساطتها لتكون صوت الراوي بلغته العالية.، ولو كان استنطق المتاهة نفسها لتكون هي الراوي الرئيس لكان ذلك مخرجا مقنعا جدا له،وعلى الأخص في خاتمة العمل الذي بدا لي أن حسين قد ركض فيها ركضا فلم يحبكها بشكل يتقاطع مع الأحداث السابقة
‘‘ وقتها ، بزغ هلالٌ في طرف المتاهة ، لامعٌ جداً . احدودب حتى بات بدراً كاملاً . فتسلل الضوء إلى متاهتي التي تحولت إلى دهليز يفضي إلى نور باهر يؤدي إلى العمى ، لا قوة الإبصار ،، تمت الرواية ‘‘
نقطة أمل أراها في آخر حروف الرواية ،، بعد كل ظلامها الدامس بكل شخوصها الذين صنعوا لدى قارءها حياة البؤس و نظرة الظلم و الاسوداد ،، و ثواني حركتها التي أرادت أن تختصر زمن المتاهة في عالم محدد ليس فيه إلا الجهل و الظلم و الاسترقاق و الخيانة و عبودية الشهوات بمبرر لا يمت للحقيقة بصلة ،،
قد يكون كاتبها أجاد في سردها بأحداثها في كلمات و عبارات و تسلسل رائع يُحسب له ،، و لكن سفاسف حروف الاباحة قد شوهت من جمالها مع إن بدائلها كثيرة و لكن لم يتعب نفسه في تضمينها للفكرة ،، و قد يشعر القارئ بتعمد ذلك من الكاتب لهدفه في صناعة الإثارة الذهنية لدى القارئ ليتابع أحداثها للنهاية.
ما وصلنا من زمن الاباء و الامهات من زمنهم القاسي قد يكون اكثره صنع رجالاً نساءاً صنعوا تغييراً إيجابياً يمتلك نهضة في الفكر و الحضارة و لازالت عطاءاته تسير بنا و معنا ،، فلا أرى الرواية تشعرني إلا بالجانب المظلم الذي ذكر السواد في غرفته الضيقة مهما كان حجمها و انكر النور الكبير في القصر الواسع المتحرك مع آباء الماضي ،، و ليته دمج بين ملامح الشقاء و معالم الابتلاء التي صنعت المجد ،، فهنالك الكثير من شخوص الماضي صنعوا مجد الحاضر .
التكرار و الاستذكار في الرواية كان واضحاً في اعتماد الكاتب عليه ،، به نقطة ايجابية لتواصل معرفة الشخوص حتى لو كان مملاً بعض الشيء لتضمنه للتفاصيل الكثيرة ،،،
الرواية حصرت نفسها في محيط عربي واحد لا يفهم لغتها إلا أهل هذا المحيط و بالذات من عايشوا زمنه و زمان كتابة الرواية ،، و أما إن كان الاعتماد على بعض اجيال هذا الزمن الذين رفضوا الماضي باكمله و قراءته و معرفته فبلاشك لن يجعلوا هذه الرواية على رفوف مكتبة تكوين هويتهم و فكرهم .
و لعل حصر الرواية في اهل لغتها هو الافضل لها لأنها لن تتجاوز ذلك بصورة سردها و ظروف معانيها و احداثها ،،
كلمة اخيرة ،، اتمنى من الكاتب بما يمتلك من الاجادة في صياغة السرد الروائي أن يبدع في الرواية القادمة يصنع توازناً لمتاهة زهرة ،، و يهتم في فكرة الارث الحضاري الايجابي اكثر من نقاط الظلام مع ضرورة بيانها .
متاهةٌ دخلتها بمحض إرادتي حين قررت أن أقرأها، لأنتقل داخلها من دهليز لدهليز!
دهليز ولادة ليست ككل الولادات، ولادة معجونة بالموت بالجنون بالطلاق!! ليلحق مولودتها عار اسمه "الكشحه" يستولى على البقية المتبقية من موتها الذي سُمّيّ بالحياة وصولا لحياتها التي نعتقدناها موتًا!
يمتلك الكاتب قدرة رشيقة على السرد، فحينا يقدّمك سبع سنوات وحينا يؤخرك سبع وربما أكثر، رشاقة السرد لا تتوقف عند وصف حدث فحسب بل تتجاوزه لتصف مجموعة مراحل "تاريخ"، بيوت طينية ثم عمارات وسيارات، مختار ثم مراكز شرطة ومحام، متمرد ثائر ثم وزير! اجتماعات ثلة رافضة للظلم ثم مواجهات مع قوات الشغب.
القصة حزينة بامتياز، ستكون دائما في قلب زهرة، تلك الفتاة التي وجدت الحب معلقا بقلب إنسان طاهر في نهايات سني عمرها المغبونة، أودت محاولاته لاقناعها بالحياة لوقوعها صريعة ضحية جريمة قتل من أقرب رجل في حياتها "زوجها"!! لن تجد في هذه المتاهة أمل، لا يوجد فيها نور الا نور سطع في قبر زهرة حين استسلمت للموت!!
أفهم أن القصة محض خيال بحت، مزجت بطباع أبناء الأرض، ستجد طيبتهم في بسمة أبو احمد، وضخامة جذع ابو حبيب الذي يحمل به أبناء قريته، ومحاولة راعي الخباز لمدة يد لامرأة وقعت عند باب تنوره، ستجدها في قلب امرأة عجوز تحملت تربية حفيدتها التي وُلدت ب"ثوب يتم أطول منها مرتين"!! ستجد بساطتهم في آثار أيدي الرجال على أجساد النساء حين كان تفسير الآية القرآنية "واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهم واهجروهن في المضاجع واضربوهن" أن يبرح الرجل زوجته ضربًا لأن قدح للماء طلبه فتأخر!! دون أن تخلو الأنحاء من امرأة يخشى زوجها أن يرفع صوته أمامها فضلا عن يديه!
أما شهربان فتلك الحكاية التي لا زالت مخبوءة، نكره أن نعرفها ونكره أن تُكشف لكن ما يطمئنني أنها محض خيال كما أود، فقد أزكمت أنفي كمية "الزنا" في المتاهة، حتى أقفلت صفحتها الأخيرة وأنا أحمد الله أنها "رواية" رواية لم تخلو من "جرأة" في الوصف حد الاحتياج لغض البصر أحيانًا.
باكورة حسين عبدعلي رائعة رصينة ومحكمة تعيش معها أجواء البحرين القديمة بمحاسنها ومساوئها حاراتها وأزقتها ناسها وأطفالها أبدع الكاتب في وصف الأجواء والأماكن والأشخاص والشخوص وهذا هو النجاح الذي ينشده الكاتب حين يجعلك أسير روايته فلا تنفك عنها حتى تكملها هي رواية ناجحة ومشوقة لكن بها الكثير من الأسى والحزن والقرف قرف الفقر والظلم والضياع وهضم حق المرأة الذي هو واقع ماض وحاضر ومستقبل في عالمنا العربي والاسلامي المتخلف شكرا لك يا حسين عبدعلي أيها المبدع الرائع
أدخلتني زهرة في متاهتها من اول صفحة وبدأت اتنقل معها من مكان الى آخر ومن زمان الى آخر .... رواية بحرانية واقعية وجريئة جدا عايشت احداثها..نقلتني الى اجواء القرية التي بدأنا نفقد رونقها.. حياة القرية بحلوها ومرها.. خيرها وشرها... تألمت واشفقت على زهرة كرهت ياسين الغول واشفقت عليه... سمعت صياح الديك ونقنقة الدجاج وكركرت القدو شممت رائحة الرازقي وطلع النخيل والتتن.. حبيت الرواية وحتى سلبية زهرة حبيتها...نهاية الرواية صدمتني كنت اتمنى زهرة تعيش حياتها مثل الناس احداث متسلسلة وتنقل جميل وسلس بين الازمنة.. استخدام اللغة الدارجة جميل لكن ليس كل من سيقرأ الرواية يعرف معاني هذه الكلمات الدارجة... الرواية تستحق 4 نجمات
#متاهة_زهرة لم تعجبني كثيرًا ملاحظاتي عليها : 1 التكرار وتشابك القصص والأحداث فهُنا الكاتب يذهب ويعود لنفس القصة وأحيانا قد يزيد وأحيانا قد يعيد مما يحسسك أنك ___صج في متاهة ليست متاهة زهرة المجازية لكن متاهة أدبية تدل على مشكلة فنية في الصياغة...وبمعنى آخر تعني عدم السلاسة في السرد.. 2 لم تعجبني الصبغة العامة للرواية حيث أنها مليئة بأحداث الموت ..ووووو..والشخصيات ما عجبتني ...ما تحسها شخصيات تقدر تتعاطف معها ...حتى زهرة تحسها امرأة سلبية.. تحسهامهزومة .....
3قلت أنها فعلًا يمكن قدمت أشياء جديدة للرواية البحرينية لكني وجدتها تشبه في موضوعها كتاب المحروس #مريم....من ناحية تناولها للتراث البحريني وهكذا ..
وعلى الرغم من أعجابي الشديد بسيرة #مريم ..وأجده أجمل كتاب لحد الحين مستمد من التراث البحريني ... لا أجدني ألاحظ شيئًا جديدا يقدمه لنا عبِد_علي في هذه الرواية لست بصدد المقارنة بين الكتابين ...ولكن لم تأتي زهرة ... بجديد ... 4 لا أحب استخدام اللغة العامية في الرواية وحبذا لو اقتصرت على بعض المصطلحات أو...الحوارات المعينة. 5 لا بد أنه ككاتب جديد هذه تعتبر انطلاقة جيدة ولكن نترقب الأفضل . 6 تسبب اكتآب .. كئيبة ...كئيبة 7 ما كان فيها تشويق #متاهة_زهرة #مسعى #روايات
متاهة زهرة رواية تدور احداثها كما استنتجت في الفترة من منتصف الستينيات الى منتصف التسعينيات تقريبا تروي معاناة فتاة في زمن الطيبين كما اطلقنا عليه الا ان ناسه في المتاهة لا يمتون للطيب بصلة، زمن ناسه اجحفوا حقوق المرأة ولم تجرؤ على بث همومها حتى اعتادتها كما تتضمن بعض الأحداث الاجتماعية والسياسية في تلك الحقبة اسلوب الكاتب جميل ومميز ويمكن ان يكون جديد بالنسبة لي فالزمن في المتاهة يمر بضع سنوات ويرجع بضع اخرى.. أعجبتني القصة وطريقة السرد وان الكاتب على غير المعتاد ركز على الجانب المظلم في تلك الفترة لا كما ما يتداوله الناس من انه زمن الامن والطيبة والحب الا ان طرحه امتاز بجرأة لم أعهدها لدى الكتاب البحرينين لدرجة اني اضطر للاسراع في قراءة بعض المقاطع خجلا من الوصف الدقيق الذي لا ارى ان الموقف يستلزمه فكان بامكان الكاتب التخفيف من تلك المصطلحات الجريئة جدا في نظري واستبدالها بكلام أكثر حشمة وعفة . كما لم يرق لي بعض المبالغات التي لا يغفل عنها القارئ ككتابة دعاء الجوشن الصغير والكبير على الكفن ريثما يتم تجهيز الميت . استخدم الكاتب اللهجة العامية ومعتقدات اشخاص الرواية بكثرة لدرجة اني اظن انه سيصعب على غيرهم فهمها.
بين متاهة البداية والنهاية لا يمكن للقارئ إلا أن يتسمر في عبق أحضان ماضٍ بحريني أصيل بأفراحه وأحزانه بقصصه وحكاياته بحروفه وكلماته تمنيه أن يعيش أيام إلتحفها التراب بكل ما فيها بنقيض كل المشاعر أخذتنا زهرة من متاهة ولادتها مرورا بأحياء القرية إنتهاء بدخولها في المتاهة المظلمة في معناها ليس ظاهرها وحسب كبكاء الطفل حين خروجه من متاهته وبكاء المتحلقين حول من سيدخل في متاهة الموت هكذا خرجت أنا من متاهة زهرة
لا أعرف لماذا شعرت في مواضع متفرقة كثيرة وأنا أقرأ العمل، أنّي أقرأ للروائي عبده خال،
حين وصلت إلى الصفحات الباقية القليلة من النهاية، كدت أختنق كأنّ ثمة جبل جثم على صدري فجأة، وفي لحظة، همست داخلي، كيف سأتمكن من قراءة الصفحات الثلاث الأخرى إنّ استمرت هكذا،
أفضل رواية بحرينية قرأتها إلى اللحظة هذه، رغم بعض المآخذ البسيطة، إلا إنّي وجدتها هامشيّة، وبإمكان الكاتب أن يتفاداها في أعماله القادمة، ولا أظنّ بأنها تخلّ بالعمل إلى تلك الدرجة،
إبداع فني يعكس خبرة المؤلف الطويلة في مجال المسرح والسينما.
يشدّنا حسين من بداية روايته لنهايتها، عبر راويه (زهرة)، التي تفسح المجال بعض الأحيان للراوي العليم ليربط خطوط الحكاية. لغة رائعة مطعّمة بلهجة مَحَلّية في بعض الحوارات تضفي واقعية على النص. صوت/نبرة مناسبة للشخصيات، تلاعب جميل ولذيذ بالزمن في الرواية، التشويق والترقب حاضران بقوة. عمل فني كبير يستحق الثناء.
أعادنا الكاتب لزمان القرية النقيض للمدينة، بيوت متلاصقة، لا تخفى فيها خافية على أحد، الخبر فيها لا يحتاج سوى لومضةٍ من شعاعِ شمس أو لمحة من إضاءة قمر. المهن القديمة التي ميّزت القرية، زرّاع، حوّاج، بزّازة، بنّاء، نجّار، غوّاص، جزّاف،... التفكير الجمعي المسيطر على المجتمع، مختار ورجل دين كلٌّ بمكانته، وإشاعة واحدة كفيلة بتغيير حال شخص من حالٍ لحال، لتلوكه ألسن المتجمهرين في قهوة غلوم، والمتجمهرات في حوش كاظمية.
ويتزامن زمن القصة مع التحوّل الذي شهدته البطلة وشخوص الرواية ومحلات وبيوتات القرية، فيعكس لنا جانباً مهماً من هذا التحول الذي طرئ على النفوس والعمران، تيّارٌ جارف، جرف معه البيوت وسكّانها، تغيّرت الجيرة، اختفت بيوت الطين، وعلا العمران الأسمنتي.
الرواية عملت على تعرية الواقع في الحقبتين، أبرزت فيهما جوانبَ إيجابية وأخرى سلبية، أبرزها ما جرّته حقبة القرية الأولى من ويلات على بطلة الرواية، التي يؤول مصيرها للضياع والمتاهة منذ الولادة وحتى الختام.
الرواية استطاعت أن تجعلني أحد شخوصها، أعيش في القرية، أتعرف على بقية الشخوص، أعيش معاناتهم وصراعاتهم وتقلباتهم، ومأساتهم.
بعض اقتباساتي من الكتاب:
"وأن هذه اللطخة سيورثها لسابع حفيد. وأن الناس بالقدر الذي تحب، تكره بأضعافه. وما تقدمه من خير بيدك اليمنى قد يتلاشى في نصف لحظة عند أول خطيئة تقوم بها بيسراك. والحسنة لدى الناس ليست كالسيئة، فالحسنة مصيرها النسيان، أما السيئة فجذوتها متّقدة في الذاكرة".
"الظلم حزنٌ طويلٌ يلفّ من لا حيلة له ولا قوة، فيضاعف عجزه عجزاً."
"ما سأعرفه أنا لاحقاً: أن الناس تنسى أن تنسى. ذاكرتهم مثقوبة، فالخير ينزف من ثقب ذاكرتهم حال ما تدير ظهرك لهم، لكن هذا الثقب لا يسمح بتسرّب خطايا الآخرين، بل يصفّونها صفاً في رأسهم، يستحضرونها كلما استدعت الحاجة."
"لا أعرف. لماذا تنفخين على جمرة بين يديك على وشك الخمود، لتشتغل من جديد وتحرقك؟!"
زهرة شخصية بحرانية ولدت وسط قرية؛ وأحاطت بولادتها العديد من الحوادث الدرامية حتى صار المجتمع يربط حضورها بالشؤم. يجعلني الكاتب أتساءل: هل فعلا زهرة هي الحلقة التي أدت الى كل الدراما التي أحاطت بولادتها؛ أم أن مجتمعها الذي ولدت به تصادم ببراءتها لحظة ولادتها فأدى تناقض براءة الوليدة وتسافل كثير من افراد قريتها الى تركيز لطاقة سلبية أدت لكل الدراما المحيطة بمولدها؟ كان من المربك سرد الأحداث بالتوازي ومن ثم العودة والعودة اليها مجددا حتى اتضحت_أخيرا_ الصورة. ورغم صفحاتها ال 236 الا أنها زاخرة بالأحداث.
الجميل في القصة هو التفاصيل الصغيرة التي تميز المجتمع البحراني والتي عايشت بعضا منها وسمعت عن البعض الآخر: العزام؛ علاقتنا بعاملي المراكز الصحية؛ غلق السيبان بملابس بالية؛ المعلم والعلاقة بالم��لمة؛ علاقتنا الوثيقة بالحسين عليه السلام ومراسم العزاء عليه الخ والتي دأب حسين بصبر على توظيفها في متاهته. كنت أفكر كثيرا قبل أن تقع بيدي هذه المتاهة أن لا أحد اشتغل على عمل أدبي يعكس واقع البحارنة على حد علمي بهذا المستوى فجاء كتاب حسين ليملأ شاغرا بحق. لكن على حد علمي تغطية حسين للرذيلة في مجتمع القرية لا تتطابق مع الصورة التي وصلتنا عن المجتمع المحافظ الذي يرفض الخروج على الأعراف ويقاوم بعنف وضراوة محاولات التحديث إن بدا أن المحاولات قد تصطدم بالدين أوفهمهم لتعاليمه. لكن على أي حال ليست القصة تأريخا لأحداث حقيقية. تثير القصة الحنق والكثير من الحزن على المجتمع الذي يتقبل ويتفهم الاساءة للنساء: "المشهد" ليلة العرس، والضرب المتواصل، والخوف المرضي لدى ابنة زهرة، وأشياء أخر.
متاهة زهرة رواية للمؤلف حسين عبد علي أبدع فيها في عرض الرواية والمتاهات التي كانت فيها وانتقاله بالأحداث مرة مستقبلا ومرة اخري في الماضي وتارة أخري في المستقبل هي قصة زهرة وألمها وحزنها وكشحتها التي لازمتها في حياتها قصة حياة مجتمع من أيام الأجداد إلي الأبناء من عصر الغوص والزراعة إلي عصر الاسفلت والسيارات هي قصة ظلم وألم وأمل جسدها الكاتب في الكثير من عناصر القصة واسقاطاته من حيث الحبكة الصور الجمالية والواقعية وكانك تتنقل مع زهرة في متاهاتها وسني عمرها إلي مماتها
ومن أجمل الاقتبسات التي مرت في الرواية
ما تقدمه من خير بيدك اليمنى قد يتلاشى في نصف لحظة عند أول خطيئة تقوم بها يسراك
الحسنة مصيرها النسيان أما السيئة فجذوتها متقدة في الذاكرة
لما نصيح .. هذا يعني احنا نأكد على موت حبايبنا بدموعنا .،، وعمر الحبايب ما يموتون .. عمرهم مايموتون
الظلم حزن طويل يلف من لا حيلة له ولا قوة فيضاعف عجزه عجزا
الصمت جريمة ومن يعرف الحقيقة ولا ينطق بها يساند الظالم علي المظلوم ،ويبرر له ظلامته
ما أوجعك أيها الفقد . عصي علي الكتابة والرسم وكأنما لا شيء يحتويك ولا شي يؤطرك . وكأنك كل الأشياء ولا شيء
أيها النوم الخالى من الاحلام لا نفهمك وأنت سيد الحقائق
في الموت كل اللي تفكر فيه ربك وبس .. رب واحد أما في الحياة انت لازم تتعامل مع ستين ابن كلب وكل ابن كلب مسوي روحه الله
نجح حسين عبدعلى في تشويقنا منذ الجملة الأولى فأدخلنا عالمه وأرجحنا فيه بين الرحم والقبر ، بين الصرخة والشهقة ، متاهة تتبعها متاهات هكذا يأخذنا حسين عبدعلي ويجلدنا بحقيقة الحياة وبخط زمني متباين يمتد عبر متاهة الحياة بتكتيك محكم بين استرجاع واستباق للزمن وكحجاج نسعى بين الماضي والحاضر رغم ذلك لا ينفرط تسلسل الزمن المنطقي من ولا نخرج من متاهة زهرة الا وقد رسمنا خريطة لمتعة السرد مصحوبة بفكرة واضحة عن حال أهل البحرين .
أن تقرأ رواية وكأنك تصعد جبلاً يداك تهددانك بالانفلات وجسمك متعب وأنفاسك تتقطع تصل للنهاية تحسبها قمة وإذا بك ترمي بنفسك من عليين إلى وادٍ سحيق زهرة .. المتماهية مع متاهتها تدرر في دوائرها ولا تستطيع الانفلات منها وسوء طالعاً لازمها كأنها تمشي متأبطةً غراب في مجتمعٍ بسيط يميل للسذاجة وجهلٌ مستحكم تدعمه عادات وتقاليد ،، هذا المجتمع لم يرحم زهرة ويجلدها مع كل نفس شدته زهرة التي كان صوتها كراوٍ لا يتناسب مع حالة المجتمع كانت واعيةً لخطأها الجسيم لاستكانتها .. لضعفها لكنها تقرر النجاة بعد فوات الأوان أكثر ماأزعجني الصورة المتكررة لساعة ولادتها فهي في كل مرة تطرح بنفس الزاوية ووجهة النظر لا أدري لعل الكاتب تعمدها ليؤكد إنها في متاهة عبد علي الذي تتبعته ناقداً حاذقاً ومسرحياً جميل زاد إعجابي به كروائي له بصمة مميزة رغم الزلات التي احتواها العمل وتغفر له بأنه العمل الأول في هذا المجال رواية جميلة استنشقت عبق النخيل ورائحة الطين المبتل بوجع الكادحين الذين هم عادة هامش الحكاية أو العابرون بلا ظل جعلهم عبدعلي محورها ليعيد رسم صورة المجتمع بشكلٍ مختلف عن الصورة النمطية المعتادة
زهرة التي قضت حياتها بين متاهتين لم تستطع أن تروض خوفها اللصيق بها ، الممعن في تكبيلها بقيود الصمت و التعود و الكراهية الصامتة و الخيالات التي لا تنتهي ، زهرة التي انزلقت بين يدي السيدة بعد المتاهة الأولى و كان من الفترض أن تكون ساعة فرح ، تحمّلت وزر أن تنزلق قدما والدها -أثناء خروجها- من على جذع نخلة سهيل لينام مع حبلها السري بين القبور ، و هي أيضا التي تحملت وزر أن تُطلّق ثلاث من نساء القرية بُعيد ولادتها بمدة قصيرة كما تحملت خبل حبيبوه الذي نجى من الموت ليبقى ( مخبول القرية ) الذي لا حرج و إن باح بكل أسرارها حتى فلا حسيب عليه ، سيقولون ؛ هكذا حرّك الكاتب ألسن أهل القرية من كان معلوما منها و من بقي في الظل ؛ سيقولون / كفيلة بأن تسابق الراوي في تصور مشاهد خاصة بك قد تتفق معه في أحدها و قد تختلف معه فيها جميعا ، الكاتب الذي لم يدّخر غصة إلا و حشرها في حلق زهرة و في حلوقنا ؛ القريةُ أبوابٌ و أسرار و خلف كل باب تنام حكايا موجعة
متاهة زهرة .. متاهة تبدأ من عالم الرحم الذي كان يحمل زهرة ليتمخضها في واقع هجين لا يرحم .. لتبدأ أول فصوله بموت والدها لحظة خروجها للحياة .. رواية بحرينية للكاتب حسين عبدعلي سلط الضوء فيها على واقع القرية البحرينية في مرحلة زمنية معينة .. وبرغم امتعاضي من الجرأة الخيالية التي حاكتها الرواية في شخصياتها ..لكن حسين نجح في وصف فعاليات القرية وأحداثها في زمن نتوق ولو للحظة بالرجوع إليه .. نجح جدا في ملامسة واقع مرير نتيجة تفشي الجهل والفقر المدقع ..والرضوخ في مجتمع لا يرحم .. عنف الزوج وضياع أسرة بأكملها كان كفيلا بذرف دموعي ... شعوري كان متقلب تارة بالحزن على حياة زهرة تلك التي كانت - كما وصفها مجتمعها - مصدر شؤم كالبوم ! وتارة بالغضب على زوجها ومجتمعها .. وما تحمله الرواية من أحداث سياسية في الحياة اليومية كشريط فيلم عاد لينعش الذاكرة التي ما زالت تشهد صورها اليوم !!! رواية وضع كاتبها قلمه على رقبتي ليخنق ما تبقى من نفس الحياة !!
منذ أن قرأت أول سطر في الرواية (قبل قليل من الآن سيموت أبي ) علمت أني على موعد مع كاتب عبقري، من بعد ما سُحرت بمحروس ها هو حسين عبدعلي يخبرني أنه ليس الوحيد القادر على سحرك بالأدب البحراني. وبعدما أسرني محروس بشيطانته مريم سحرني حسين بشهربانه، ولكن القصة ليست حول شهربان بل زهرة ومتاهتها المظلمة.
زهرة النموذج للمرأة البحرانية التي تتشكل معاناتها على شكل أجزاء منها او كلها. كل شخصية من شخصيات الرواية يحمل جزءً منه في مجتمعنا، واحيانًا كله.
امتاز حسين في روايته بقدرته على حبك الرواية في دائرة صغيرة تتمغط وتنكمش بمزاجه العبقري، تاركًا للقارئ الحيرة الدائمة وارغامه على التركيز بالتفاصيل التي تعود من الماضي إلى الحاضر والمستقبل وهنا ينكشف روعة تأثير الفراشة في سلسلة الرواية.
ما أبهرني كذلك قدرته على نقل الأحداث من الزمن الأقدم إلى الأحدث مع تطور الشخصيات بكل سلاسة وكأنه أخذك بغفلةٍ منك إلى زمنٍ جديد، فلا يخرج ذهنك عن متاهته.
صمت الفقير المقموع وألم المرأة الضعيفة الخانعة ، محطات الوجع التي تتلاقفها امواج البحر وتلفظها غيابا ووجعاً. انسياب الأمنيات الحالمة كقطرات مطر تتخلل أرضاً رملية. و زهرة هي صوت مكتوم لاختزالات الإنسانة التي تتأرجح على حبل مشدود بين متاهتها الاولى والاخيرة. نجح الكاتب في استباق انفاسنا واجتذابها لتقليب الصفحة تلو الاخرى من زهرة ومتاهتها. معايشة الماضي بتفاصيل تراثه وتعابيره أضفت رونقا وتاثيرا حميم وعميق يجعلنا نستشعر أنفسنا بين اروقة ودهاليز الماضي. احداث القصة ونتائجها من الحزين والمفجع والمدهش والمضحك، هي توليفة لانسان الماضي، بصمته ، برضوخه وضعفه، بجهله البرئ ، بموروثاته ومعتقداته. كلها أفرزت هذا النتاج من الفعل وردة الفعل لشخصيات القصة ، والتي حاكتها احداث هذه المتاهة. قصة رائعة وشجية..
كما تمكن الكاتب من الاستحواذ على جمال السرد وسلاسة الاسلوب، تمكن أيضا من التلاعب بعامل الزمن حتى أدخل القارئ في متاهة كتابه فتنقل به عبر الاحداث بشكل مُغري ومنهك.
وإن كنت أجد غرابة فيما يتعلق بالعبارات الغير لائقة كيف انسابت من بين يدي الكاتب المتبحر باللغة والمتلاعب بالألفاظ والقادر على استبدالها بما يجلب ذات الفهم والمعنى، لو أراد.
النصف الثاني من الرواية،ربما لقلة اللغة الدارجة به، كان أكثر سلاسة من السرد المتكرر والموثق للموت والخطب والعزاء في نصف الرواية الأول.
وإن كان التنقل بالزمن غير مريح،إلا أنها رواية بحق وحقيق بكامل متطلبات الرواية مقارنة بالروايات الشبابية الصادرة مؤخرا وبغض النظر عن مدى اعجاب القارئ بأسلوب الكاتب الأدبي.
تحكي واقع مؤسف من الجانب المظلم ومن ذكريات الماضي تحديدًا حياة القرى ،كأنك تسمع جدتك تقص عليك قصص وما تقاسيه من ألم نتيجة لما تشربوه من تقاليد ومعاناة وتستحضر تفاصيل حياتها في الماضي بالتفصيل فتسهب بالحديث فلا تنسى حتى أبسط الأمور وأدقها. فعلًا رواية تضج بالكآبة، زهرة هي صوت الألم هي الجانب المخفي من حياة النخيل المشهود لها بالبياض ولكن تعكس الجانب الأسود المتغلغل بين طيات الأسى . كتبت الرواية بلغة قوية مفردات مدهشة ولكن يعيبها دخول اللهجة والبعض قد يراها ميزه الأسلوب شيّق ، الأحداث متاهة ما أن تبدأ بالقراءة تبدأ بالتنقل بين الأزمنة التي جعلتني أقف محتارة متسائلة هل أنا بعد أم قبل هل هذا الحاضر أم المستقبل هل الكاتب ضاع في متاهة أدبية مخلة أم هذه متاهة زهرة؟ فعلًا متاهة ! حاليًا واقعة تحت تأثير النهاية ختمها بشكل مؤلم موجع وأبدع فيها عمومًا استمتعت بالرواية وعشتها بمخيلتي حتى أصابتني بالألم والشفقة على من عاش في ذاك الزمان.
زهرة المسكينة التي من أول دقيقة لها في الحياة يكون صاحبها الفقد وتعيش حياتها متعبة ودائمة الالم والحزن ، تفقد من يعطف عليها وتعيش مع زوج نزق شديد يشرب الخمر ويضربها ضربا مبرحا، تنجب الاولاد وبدل أن يتغير حالها للأحسن ينال أولادها ما نالها وتنتهي حياتها بعد تلك الالام ، الم من يعيرها بأنها شؤوم والم فقد الاب وابتعاد الام وفقد الجدة التي تعتني بها ، واشد امر مر عليها رؤية ولدها يدخل السجن . رواية جيدة وتعيش في ماضي القرى في البلاد وطريقة العيش فيها ولكن لم يعجبني فيها بعض الايحاءات الجنسية في الرواية وذكر بعض الاسماء لبعض العوائل واسماء نساء ورجال لبعض الطوائف التي ربما تزدرى بشكل او بأخر. ربما انتقاد بعض العادات الغير صحيحة جيد ولكن ليس للدرجة الفاضحة في القول. ايضا تداخل الاحداث السابقة وتكرارها اكثر من مرة يجعلني مترددا كثيرا في المواصلة ، وفي النهاية انتهت الرواية مع توقع الحدث بالعكس وليس كماحدث للبطلة .
تتناول القصة متاهة زهرة حياة الفتاة اليتيمة زهر ة عبدالله الخراف و التي دخلت منتاهة حياتها يؤ م و لدتها لتخرج منها يوم وفاته اُسلوب السرد هو الغالب على الرواية و لا مجال الى الحوار السرد الذي يجعلك تلتقط أنفاسك مع احداث الرواية حيث تعجز باللحاق بسرعة جريان الأحداث و تداخلها و اصطدامها مع بعض الرواية مأساوية سوداوية من الدرجة الاولى و كان الكاتب يريد ان يوصل رسالة ان أهل القرية لا فرح يصيبهم و لا حزن يغادرهم صور أهل القرية البحرينية التي عرف عنهم بالطيبة و الشهامة و الحريصين على الدين على أنهم أهل مؤامرات و دسائس و من أهل الزنى و و العنف الرواية نقلت التطور الذي شهدته البحرين منذ اربعينيات القرن السابق حتى الألفية الجديدة على المستوى السياسي و العمراني و تم حشو الرواية بالمستجدات السياسية التي شهدتها البحرين في الاألفية الجديدة أحداث الرواية كانت تدور على لسان زهرة صاحبة الفأل السوء و هنا أريد أن أبين ان الكاتب من وجهة نظري قد وقع في خطأ جسيم. حيث زهرة التي بدأت تسرد حكايتها منذ خروجها من رحم أمها الى ان ماتت و هي في الثلاثين من عمرها كيف لها ان تروي احداث ما يقارب الستين عام شهدتها مملكة البحرين و من وجهة نظري ان الكاتب بقدر ما حاول وصف عادات و تقاليد و الطقوس. التي يمارسها أهل قرى المناطق الشيعية في البحرين بقدر ما شوه صورة هذا المجتمع
متاهة زهرة عبق الماضي الجميل ولكن مع زهرة كان الحزن هو الغالب تهت مع زهرة من بداية متاهتها مولدها حتى موتها فلم تكن النهاية فلا زالت تشغل تفكيري عند كتابت هذه الاحرف ياترى لو كانت الاحداث مختلفة ولكن كانت نهاية زهرة متاهة مثل بدايتها.
الأحداث جميلة ومشوقة وسلسة متميزة بالمفردات اللغوية الجميلة للكاتب حسين عبدعلي كل شخصية في الرواية تأخدك لأبعاد أخرى بحزنها وفرحها.
بعض الاقتباسات الجميلة من متاهة زهرة: - ما تقدمه من خير بيدك اليمنى قد يتلاشى في نصف لحظة عند أول خطيئة تقوم بها يسراك. - والحسنة لدى الناس ليست كالسيئة، فالحسنة مصيرها النسيان، أما السيئة فجذوتها متقدة في الذاكرة. - ما أوجعك أيها الفقد، عصي على الكتابة والرسم، وكأنما لا شيء يحتويك، وكأنك كل الأشياء ولا شيء، طيف في الوقت ذاته، حتمي كحدث مغرق بالواقعية - أيها النوم الخالي من الأحلام، لا نفهمك وأنت سيد الحقائق. - كل محاولاتنا في فهمك أيها الموت دون قصد نجدها تنوء بالحياة.
أول ما لاحظته عن قراءتي الرواية ان الزمن فيها ضائع, يصعب أحيانا ان تعرف في أي زمان أنت. بطريقة أبدع فيها حسين عبدعلي بصورة لم أرها قبلا ( و أتكلم هنا عن قراءاتي أنا, فلعل غيري قد قرأ ) عند كاتب عربي. ثم لاحظت اللغة القوية فانبهرت بها جدا لدرجة انها من أكثر ما بهرني بالكاتب. ان يستخدم لغة قوية معبرة في قصته الأولى. عرفت مباشرة ان حسين عبدعلي مبدع مهما اختلفت معه في تفاصيل و تفاصيل فليس منكنا ان أختلف معه في انه مبدع .
ما لم يعجبني في القصة. ليس الناحية الجنسية منه فقد تقبلتها. لكن الإيحاءات الجنسية في أبسط المواضيع التي لا تمت للجنس بصلة. جعلتني أحس بالجنس كحالة عالقة في كل القصة.
لكن في كل الأحوال أنصحكم بقراءتها بتأني ففيها الكثير من ما يستحق القراءة.
رواية تستحق القراءة, تأخذنا الى الماضي الجميل والحياة البسيطة التي كانوا يعيشونها سكان القرى. ولكن المأخذ على هذه الرواية أن الكاتب قد اسهب في الجانب المظلم من حياة القرية ولم يذكر الجانب الجميل كالتآخي والحب, وبالغ الكاتب بتصوير حياة الرذيلة والمجون التي يعيشها ساكنوا القرية. هي رواية واقعية تعكس حياة القرية, ولكني لم استطيع أن استشف من الكاتب حياة المحبة والتعاون والطيبة التي تميز قرى البحرين.
بعد ما قريت الرواية حسيت ان الدنيا بخير بالرغم من النهاية المأساوية في الاحداث بس حسيت ان الدنيا بخير لان للحين في ناس تكتب رواية حقيقية مو كلام فاضي متاهة زهرة من الروايات اللي ظلت تعيش وياي حتى لما خلصت الرواية ومن الروايات اللي ما راح تنساها