ما هي الاحتمالات؟ التي قد يجمعني بها القدر بغريبٍ على متن حافلة؟ أجلس بجانبه، وأحكي إليه مطولًا.. عنك أنت! أحكي إليه مطولًا عن كل شيء! وأنا التي لا أحكي للغرباء.. ولا أركب على متن الحافلات المجهولة، التي لا أدري إلى أين تقود، من يقودها، أو من أين ابتدت المسير.
"كثيرًا ما نذكرُ أمجاد المسلمين من قبلنا.. نحكيها بحنين وبدمعٍ غزير يملأ أحداق العيون! ندعو ((اللهم أعزّ الإسلام والمسلمين)) ثم نردف قائلين أيا أمجاد المسلمين! عودي فقد أرهقنا الحنين.. نقولها ثم نرتد لحياتنا عائدين أما آن لنا أن نعود إلى رحاب الدين؟ بأيدينا لنفخر لا بأيدي السابقين! أن نُحدث وصمةً قبل أن نكون ذكرى للعابرين أن نُشعل شعلةً تكون لنا حجّةً يوم الدين حين يُنادي نبيّنا الأمين: أمّتي أمّتي أيا عابدين ألم يأن الأوان أن نتغيّر ونُغيّر، أيا المسلمين؟ فالإسلام حياةٌ سلامٌ وفطرتنا، قبل أن يكون مجرّد دين!"
شخصيًا، لا أفضّل قراءة الكتب التي تحتوي على نصوص شعرية ولا تستهويني، ولكن بشكلٍ ما وجدتُ نفسي بين صفحات "ودق" للكاتبة نجود العزّام. أعجبتني بعض النصوص، كالمُرفق أعلاه، ووجدت بعض كلماتها تتشبّث ببنات أفكاري، ولكن في الوقت نفسه وجدت بعض النصوص التي لم تعجبني. من محاسن هذا الكتاب أنه لا يحتوي على تكرار للأفكار والمواضيع، كلّ قطعة تميّزت بطابعٍ مختلف عمّا قبلها، فكانت قراءته منعشة وليست مملّة. بشكلٍ عام، بداية رائعة للكاتبة نجود وأتوق لقراءة جديدها 🙏🏻
هذا الكتاب لا تقرأه وأنت في حالة طبيعية.. لا تقرأه في أيامك التي تعيش فيها حياتك بأريحية تقرأ هذا الكتاب عندما يخنقك شعورك بالأشياء فيك وحولك هذا الكتاب يتحدث بصوت عالي عن ما لم نستطع قوله
شرفي بأني قرأته ٣ مرات لم يكن مصادفة، ولا مجاملة بل لأن هذا الكتاب ببساطته وقل صفحاته إستطاع أن يجعلني أرتجف.. أبكي، وأبتسم وعيناي تلمع وكأن الكاتبة قد قبضت على أفكاري من حيث عجزت أنا..
"أريد أن أعيش كل شيء! لا أن أتقوقع في مدينة واحدة أعيش اليوم ذاته إلى أرذل العمر أريد أن أقرأ كتب الكون أجمع أن أكون كل من أريد في الوقت ذاته" "أريد أن أعيش الحقب الزمنية كلها أن أشعر بكل شيء درجات الألوان، نغمات الموسيقى، الفنون، الاهتزازات، الرعاشات وصرخات الأرض! كل ما شعر به البشر وما سيشعرون به لاحقًا"