"كان لابد بعد هزيمة يونيو أن تفرض ألحان الشيخ إمام نفسها على اسماع الجماهير لأنها عبرت بصدق عن ازمتهم كما غنت لهم نفس المعاني التي تشغل تفكيرهم وضميرهم.. غنت لهم معاني القلق ونقد الذات والبحث عن الأخطاء وراء الواجهات البراقة.. هذه المعاني التي خلقتها ظروف النكسة واصبحت الشغل الشاغل لكل مصري يملك ضميرا مرهفا حساسا".
الكتاب ينقسم إلى جزئين.. الجزء الأول حوار طويل مع الشيخ إمام يحكي فيه للكاتب قصة حياته باختصار، والجزء الثاني مقالات كتبت عن الشيخ إمام من كبار معاصريه، ما يميز الجزء الاول هو أنك تشعر بروح الشيخ إمام الطيبة وتواضعه، اما الجزء الثاني فأعجبني تحليلات كبار الكتاب لهذه الظاهرة الفريدة وبيان سر قوتها وتأثيرها.
الشيخ إمام رجل كفيف فقير فقد بصره في طفولته حفظ القرآن في طفولته وتعلم التواشيح والاناشيد الدينية ثم اتجه للغناء وكانت نقطة التحول في حياته هي لقاءه بالشاعر أحمد فؤاد نجم، وعندما حدثت نكسة يونيو كانت هي الشرارة التي اندلعت منها نيران موهبتهما، كانت رسالة الشيخ إمام الثورة على الفساد والوقوف بجانب الفقراء والمهمشين وإعادة الروح للشعب الذي لم يهزم ولكن فرضت عليه الهزيمة، وبقى الشيخ إمام لآخر حياته وفيا لفنه ولهؤلاء الفقراء لم يتزوج ولم ينجب ولم يجد من يدافع عن حقوقه التي استولى عليها الناس في حياته لأنه كان يجد سعادته في فنه وفنه كان مباحا للجميع.
" كانت كلمات نجم مستلهمة من الفلكلور المصري العتيق، ممسوسة بالنار الحارقة، يفضح فيها تخاذل الجيش وغفلة الحكومة والفساد السياسي، ولكن الكلام وحده لا يكفي، كانت اشعار نجم كالنار التي تحتاج إلى وقود، وكانت موسيقى والحان الشيخ إمام هي هذا الوقود".
" صرح الشيخ أنه اكتشف سحر الكاريكاتير النغمي، الذي يعني بتضخيم بعض الملامح في الصورة اللحنية العامة، لإحداث التأثير المطلوب، ففي الكاريكاتير علو على الواقع المر وإحاطة بتفاصيله الكثيرة مع تلخيصها في عدة ملامح مكثفة موسيقيا إلى حد التضخم النغمي، تبرز الواقع من ناحية وتفتح عين الانتباه عليه من ناحية أخرى وتحرض المستمع علي الثورة عليه من ناحية ثالثة.
المذكرات في ذاتها خطوة جميلة من الكاتب أيمن إنه يدونها عن حياة الشيخ إمام؛ ولكن كنت أتمنى الكتاب يكبر حيث يسرد الرجل عن نفسه أحداثا أكثر عن حياته ونضاله وفنه ومواقف وهكذا لأن الجزء الذي تحدث فيه الأخرون عن الشيخ إمام زاد عن نصف الكتاب تقريبا على الرغم من أهميته، ولكن أين حديث الرجل عن نفسه .. لفتني جدا إحدي المقالات بالكتاب تقريبا لأشرف السركي قال فيها إن كثير من الناس اهتموا بالكلمة على حساب اللحن حيث بهرهم كلمات وأشعار نجم "خاصة" وغفلوا عن عذوبة لحن الشيخ إمام وأهميته، والحقيقة بالنسبة لي اهتم كثيرا للحن وكثير من الأغنيات نتيجة لفظاظة اللحن وسوءه أعزف عن الأغنية بأكملها.. اللحن مهم جدا حتى وإن بدا أنني لا أفهم قواعده ولكن أبدا لا أنكر دوره.
التردي والاهمال يتبع الشيخ امام في كل شئ حتى مذكراته اللي كان المفروض تكون عمل اقوى من كدا واكبر في عدد الصفحات لان حياته مليئة بالمغامرات والاحداث والمواقف زي ماتم إهماله من كل المؤسسات ومحاربته كمان
اكيد كان عنده الف حكاية عن الناس اللي قعد معاهم من سياسين لفنانين او مسؤلين في الدولة عن سفرياته والمجد اللي شافه
الحقيقة ده كتاب لا يليق ابدا بسيرة الشيخ إمام
النص الاول من الكتاب هو مذكرات الشيخ إمام والنص التاني مقالات كتبت عنه بعد مماته الراجل سيرته مبهرة لأبعد الحدود تقدر تعتبره هو بنفسه فرقة كاملة متكاملة بيلحن ويغني ويمثل وهو بيغني
في حضرة الشيخ امام كل المستمعين مغنين الجميع متحمس والجميع بيغنى والجميع سعيد ومتأثر ومندمج الجميع وطنين الشيخ إمام ساحر ودي مش صيغة مبالغة ابدا
مينفعش تسمعه وتحط ايدك على خدك وتتسلطن زي ام كلثوم مثلا فجأة في روح وحماسة بتشتعل جواك فجأة بتندمج معاه وتحس بكل مشاعره بتقوم تتنطط وتسقف وتغني وتعلي صوتك حتى لو صوتك وحش
الشيخ إمام يستحق كتاب اقوى واهم كتييييييير جدا من الموجود بين ايدينا الكلام فيه مش بيخلص عاوز اتكلم كتير جدا عنه عن وطنيته وزهده ونضاله وثورته
الشيخ إمام كان اقوى من الاحزاب واغانيه كانت بديل للنشيد الوطني وصوته كان بيهز عرش طغاة مصر الحديثة ومؤسسين الطغيان والفساد لدرجة ان جمال عبد الناصر من الغضب حلف ان الشيخ امام مش هيشوف النور طول ماهو عايش
مات عبدالناصر الطاغية وعاش المغني الثائر
رحم الله الشيخ إمام ندر عليا اعرف الناس بيه واعرف اولادي الحانه واحفظهالهم عن ظهر قلب
هذا الكتاب واضح فيه جهد حقيقي ودقة في نقل ذكريات الشيخ إمام، وأحد جوانب أهمية هذه المذكرات تعود إلى أنها تأتي لتكمل صورة حقيقة تجربة الثنائي العظيم" إمام ونجم" وتمثل إنصافًا للشيخ إمام وعرض الوجه الآخر للحقيقة في عدد من الوقائع والتفاصيل للعلاق بين الثنائي العظيم، وخاصة في مرحلة الاختلاف والافتراق بينهما، خاصة وأن الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم عرض وجهة نظره وروايته لتلك العلاقة في مذكراته الرائعة أيضًا والتي تحمل عنوان: " الفاجومي". وعمومًا فإن الكاتب الصحفي الأستاذ أيمن الحكيم - في كل ما قرأت له- يمتلك قلمًا رشيقًا ودقيقًا ودأب بحثي يحسب له.