Jump to ratings and reviews
Rate this book

مقالة في الحرية

Rate this book
ألّف عزمي بشارة كتابه الفكري هذا وفي نيته تناول قضية الحرية باعتبارها مسألة متعلقة بالأخلاق، منطلقًا من شرط المسؤولية الأخلاقية، ومعتبرًا الحرية قيمة في حدِّ ذاتها. فتقوم فرضية مقالته على أن الحرية كقيمة تعني الحرية بوصفها حريات، "أما الحرية الأنطولوجية والحرية المُطلقة والحرية المجرّدة فليست قيمًا"، كما يقول.

هذا الكتاب نظري فلسفي بامتياز، ولكنه في مرحلة ما ينتقد المعالجات الفلسفية وينتقل إلى الفلسفة العملية. يصف بشارة الحرية بأنها موضوع خطر ومصيري للإنسان والمجتمع، "لا يقتصر الخوض فيه على تحديد الحريات كقيمة ومعيار تقاس أخلاقية الفعل بموجبهما فحسب، بل يفترض أن يتجاوز ذلك ليتضمّن وعي الإنسان بالخيارات في مرحلة معينة، وضمن أوضاع تاريخية مُعطاة، ومدى دفع أيّ خيار منها المجتمع تجاه تحقيق الحريات وضمانها، والمخاطر الكامنة في الخيارات التي لا تُحسب عواقبها على نحو صحيح، ومنها الإضرار بقضية الحرية ذاتها".

في الفصل الأول من الكتاب، وعنوانه دلالات اللفظ ليست غريبة عن العربية، يقتفي بشارة أثر لفظ الحرية ودلالاته بالعربية، ويرسم له مكامن تحدٍّ، أهمها القدرة على مغادرة النقاش الفلسفي عن الحرية، والانطلاق إلى مسألة الحريات وشروط تحقيقها وحدودها وعوائق تحقّقها في المجتمعات والدول العربية. وإذ ينتقل إلى تصنيف الحريات في العصر الراهن، يرى أن هذا التصنيف حاصل بين حريات شخصية ومدنية وسياسية، "ويمكننا موضعة حرية الفكر والإبداع الفني والأدبي بين المدني والسياسي، حيث لا يزال النضال لتحقيقها مستمرًا، أو بين الحريات الشخصية والمدنية، حيث ما عادت ممارستها قضية سياسية". ويتابع لافتًا إلى إمكان السعي للحريات وتحقيقها وصونها بوصفها "حقوق المواطنة" في إطار الدولة فحسب، "أما الجماعة القائمة خارج الدولة فتحوي السلطة السياسية في باطنها هي ذاتها، ولا حقوق فيها للفرد بما هو فرد، بل استحقاقات وواجبات تقابلها امتيازات مترتبة على انتمائه إليها ومكانته فيها".

في الفصل الثاني، ليس الطير حرًا ولا يولد الناس أحرارًا، لا يتفق بشارة مع من يظنّ أن الإنسان يولد حرًا، وأن الحرية واحدة في مخلوفات الله كلها. يقول: "على الرغم من حلم الإنسان بحرية الطيور، الأخيرة ليست حرة، على خلاف البشر. ليست حرة، لا في الرفرفة بأجنحتها، ولا في تغريدها. أما البشر فيبحثون في النهاية عن حريتهم في مواضعها الأثيرة؛ النفس الإنسانية والمجتمع البشري المنظّم. الحرية معرَّفة بالعقل والإرادة، مشروطةٌ بهما؛ ومن نافل القول إنهما لا يتوافران في كائناتٍ لا تملك عقلًا وإرادة. فلا حرية في الطبيعة".

ينظر المؤلف إلى الحرية، وينظّر لها، باعتبارها قدرة على الحسم بين خيارات، وهذه قدرة ملازمة للإنسان يمتاز بها عن باقي الكائنات، "ولا حرية للكائنات التي تقع دون الإنسان أو فوقه، الأولى بحكم طبيعتها، والثانية بحكم تعريفها. وميّزت الديانات التوحيدية الإنسان من الملائكة بهذه القدرة على الاختيار بين الخير والشر، وتجعل الإنسان كائنًا أخلاقيًا يُتوقَّع منه التمييز بينهما واختيار أحدهما، مثلما يُتوقَّع منه بصفته كائنًا عاقلًا أن يميز بين الصواب والخطأ أيضًا".

أما الولادة حرّا، فيردّها بشارة إلى مفهوم آخر: "نقصد أنّه لم يولد عبدًا"، وهذه مقولةٌ صحيحة – بحسبه - موجهةٌ ضد العبودية بنفي طبيعيتها، "لكن حتى شروط الحرية ومكوناتها، أي الوعي والإرادة، لا تتوافر في المولود البشري عند ولادته مباشرة". وتبقى الحرية في مقالة بشارة "مشروطة بالوعي والإرادة والقدرة على تحمّل مسؤولية القرار المستقل في مجالٍ ما، كي يكون للاختيار علاقة بهذا المجال؛ إذ لا معنى للحرية في مجال ما إذا لم يكن للخيارات علاقة به".

يرى المؤلف في الفصل الثالث، وعنوانه ملاحظات فلسفية لازمة، أن لا علاقة لتحرّر الإرادة الإنسانية من قدرية الإرادة الإلهية بتحرير العلم قوانين المادة منها، فـ "هذان أمران مختلفان. ولا يمكن التعامل معهما بوصفهما متصلًا واحدًا، وعلى الإحداثيات نفسها، إلا إذا اعتُبرت الإرادة الإنسانية جزيئًا من جزيئات هذه الآلة المادية الكونية الخاضعة لقوانينها. لكنها في هذه الحالة تتحرّر من القدر الإلهي لتصبحَ محكومة بالضرورات الطبيعية، فتنتفي عنها الحرية تمامًا".

يسمي بشارة الفوضى الاجتماعية "أشنع أنواع الاستبداد"، لأنها تمنع ممارسة الحرية بالضرورة، ولأن الحرية غير ممكنة التحقيق إن سيطر التعسف والفوضى على حياة البشر، لكنها قابلة للتحقّق في ظل القوانين، على الرغم من قدرة هذه القوانين على حجب الحريات.

وبحسب المؤلف، يجد العلماء صعوبة في التعامل مع فكرة الحرية علميًا، و"ربما وجد الفيزيائيون لها فسحة في فيزياء الكمّ وغيرها، وفي امتناع بعض المجريات الطبيعيّة عن التنظيم إلا من خلال علم الإحصاء، وعلى درجة معينة من الاحتمال فحسب"، مؤكدًا أن لا وجود للحرية من دون وعي وإرادة، وأن ليست الحرية هي المقابل للعلية أو الحتمية. وفي رأي بشارة، لا وجود لحرية كوزمولوجية، ولا العلم رديف الحرية فلسفيًا، ولا يؤدي عبور حاجز الفكر الديني إلى المجال العقلاني الوضعي إلى الحرية بالضرورة. يقول: "إذا كانت الحرية موضوع تنظيرات فلسفية ذات معنًى، فلا بد من أن تكون، في رأينا، تنظيرات فلسفية في مجال الأخلاق، وتتمحور حول مقولتين: شرط الأخلاق حرية الإرادة، والحرية قيمة".

في الفصل الرابع، الحرية: أهي سالبة وموجبة؟ يشدد المؤلف على أن الحرية مسؤوليّة، وعلى أن الإنسان مسؤول ليس عما اختاره وقام به فحسب، بل عن نتائج هذا الخيار أيضًا.

يرى المؤلف أن الحرية السالبة لا تظهر بذاتها في التاريخ، لا كحرية اختيار مجرّدة، ولا بوصفها كسرًا لأيّ قيد على هذه الحرية. ولا تظهر الحرية الموجبة وحدها من دون صيرورة تحرّر، ويقول إن هذه التصنيفات بين حرية سالبة وموجبة هي تصنيفات عقلية لعناصر غير منفصلة في الظواهر الاجتماعية، لافتًا إلى أن الحرية السالبة تنفي القيود، "إنها التحرّر من إكراه الإنسان على اتباع نمط حياة مفروض، ورفض تقييد حرية الحركة وتكميم الأفواه وحظر التج...

208 pages

Published January 1, 2016

7 people are currently reading
185 people want to read

About the author

عزمي بشارة

49 books859 followers

عزمي بشارة، المدير العام للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ورئيس مجلس أمناء معهد الدوحة للدراسات العليا. مفكر وباحث عربي معروف، نشر الدكتور عزمي بشارة مئات الأوراق والدراسات والبحوث في دوريات علمية بلغات مختلفة في الفكر السياسي والنظرية الاجتماعية والفلسفة، ومن أبرز مؤلفاته: المجتمع المدني: دراسة نقدية (1996)؛ في المسألة العربية: مقدمة لبيان ديمقراطي عربي (2007)؛ الدين والعلمانية في سياق تاريخي (جزآن في ثلاثة مجلدات 2011-2013)؛ في الثورة والقابلية للثورة (2012)؛ الجيش والسياسة: إشكاليات نظرية ونماذج عربية (2017)؛ مقالة في الحرية (2016)؛ الطائفة، الطائفية، الطوائف المتخيلة (2017)؛ في الإجابة عن سؤال: ما السلفية؟ (2018)؛ تنظيم الدولة المكنى ’داعش‘: إطار عام ومساهمة نقدية في فهم الظاهرة (2018)؛ في الإجابة عن سؤال ما الشعبوية؟ (2019)؛ والانتقال الديمقراطي وإشكالياته: دراسة نظرية وتطبيقية مقارنة (2020)، ومنها كتبٌ أصبحت مرجعيةً في مجالها.

كما أنجز بشارة عملًا تأريخيًا تحليليًا وتوثيقيًا للثورات العربية التي اندلعت في عام 2011، ونشره في ثلاثة كتب هي: الثورة التونسية المجيدة (2011)؛ سورية درب الآلام نحو الحرية: محاولة في التاريخ الراهن (2013)؛ ثورة مصر (في مجلدين 2014). تناولت هذه المؤلفات أسباب الثورة ومراحلها في تلك البلدان، وتعد مادةً مرجعيةً ضمن ما يُعرف بالتاريخ الراهن، لما احتوته من توثيق وسرد للتفاصيل اليومية لهذه الثورات مع بعدٍ تحليلي يربط السياقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لكل ثورة في ما بينها.


Azmi Bishara is the General Director of the Arab Center for Research and Policy Studies (ACRPS). He is also the Chair of the Board of Trustees of the Doha Institute for Graduate Studies. A prominent Arab writer and scholar, Bishara has published numerous books and academic papers in political thought, social theory, and philosophy, in addition to several literary works, including: Civil Society: A Critical Study (1996); On the Arab Question: An Introduction to an Arab Democratic Statement (2007); Religion and Secularism in Historical Context (3 volumes 2011-2013); On Revolution and Susceptibility to Revolution (2012); The Army and Political Power in the Arab Context: Theoretical Problems (2017); Essay on Freedom (2016); Sect, Sectarianism, and Imagined Sects (2017); What is Salafism? (2018); The Islamic State of Iraq and the Levant (Daesh): A General Framework and Critical Contribution to Understanding the Phenomenon (2018); What is Populism? (2019) and Democratic Transition and its Problems: Theoretical Lessons from Arab Experiences (2020). Some of these works have become key references within their respective field.

As part of a wider project chronicling, documenting, and analyzing the Arab revolutions of 2011, Bishara has also published three key volumes: The Glorious Tunisian Revolution (2011); Syria's Via Dolorosa to Freedom: An Attempt at Contemporary History (2013) and The Great Egyptian Revolution (in two volumes) (2014). Each book deals with the revolution’s background, path, and different stages. In their narration and detail of the revolutions’ daily events, these volumes constitute a key reference in what is known as contemporary history along with an analytical component that interlinks the social, economic and political contexts of each revolution.

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
9 (18%)
4 stars
19 (38%)
3 stars
13 (26%)
2 stars
4 (8%)
1 star
4 (8%)
Displaying 1 - 13 of 13 reviews
Profile Image for Araz Goran.
877 reviews4,698 followers
February 14, 2018
كتاب فلسفي للغاية, لغته صعبة جداً حاولت قرائته أكثر من وبالفعل بعد أن أعدت قراءة أجزاء منه لاحظت فيه الثراء الفلسفي العميق والمتجدد في فهم الحرية من الناحية السياسية والفلسفية والتاريخية , ربما زاد من الوعي عندي فيما يتعلق بالحرية ونظرتي المستقبلية لها التي ستختلف تماماً بعد هذا الكتاب..

ليس ضرورياً أن تختلف مع الكاتب أو تتفق معه, الأهم أن تستمتع بالنقاش الثري الذي تضمنته المقالة ومحاولة فهم أبعد للحرية في نسق فلسفي يخص الحالة العربية والإسلامية تحديداً ..
Profile Image for Hosam.
163 reviews23 followers
May 20, 2023
كتاب ممتاز يتناول الحرية من عدة زوايا
لغويا تاريخيا وتجريديا
يقتبس من اقوال واراء بعض الفلاسفة ويقارن
ويطبقه على الواقع السياسي والاجتماعي
Profile Image for Abdulaziz.
51 reviews7 followers
September 4, 2023
ينطلق بشارة بتناول مفهوم الحرية كونها موضوع مرتبط بالأخلاق و بوصفها مجموع "حريات" فلا مكان للمطلق في الحرية فالحرية المطلقة والمجرّدة لا تعد قيمًا، و يشترط بالحرية وجود المسؤولية عند الفرد ، تجتهد هذه الدراسة لا بتناول الحرية من جانب فلسفي وقيمي فقط بل تمتد المقالة لتوعية الفرد لخياراته في الحرية ضمن السياق التاريخي المناسب لها والأنسب للمجتمع ،
حين صَرَخ الكواكبي صرخته الموجهه ضد الاستبداد كانت الصرخة في ضمن سياق كان يتسم بالإنفتاح للنماذج البرلمانية الاوروبية فكانت النتيجة الطبيعية تأثر المثقفين العرب في بداية الحداثة العربية وانفتاحها على المعارف الغربية ، و اخذوا يطالبون بالتمثيل البرلماني وحرية الرأي والتخلص من الاستبداد والانفراد في الحكم ، فهذه المحاولات التي ادخلت المضامين الفلسفية عن الحرية في الفكر الاسلامي العربي الحديث بأثر رجعي ، يفسر بشارة ذلك أنها أتت كإستراتجية من النهضويين العرب كونهم يتعاملون مع مجتمعات تقليدية محافظة تخشى من المستورد الغريب عن تراثها ، يقول بشارة أن الليبراليين العرب الأوائل تجاهلوا بعمد سياق تطور هذه الأفكار التي تتغنى بالتحرر من الاستبداد والتمثيل البرلماني الخ ، "وترثنتها" أي جعلها من ضمن داخل السياق الإسلامي حتى لا يبدو التأثير الغربي واضح ، يُطرح السؤال هُنا عن دلالة اللفظ في المعجم العربي فرغم أن دلالتها الواضحة في اللغة كونها عكس كلمة رق أي حرية من التحرر والعتق ، الا أنها أتت بمعانٍ أخرى تحمل سمات ايجابية مثل الخير والكرم والجود وكما تقول الحِكمة العربية "وعد الحر دين عليه" فتأتي الكلمة بمعانٍ أخرى غير أنها تعكس كلمة عبد، يقارن بشارة بين الحرية والعقوبة في الدولة وفي الجماعة القائمة خارج الدولة (البدو الرحل) حرية البداوة التي ينتفي فيها شعور الفرد بأنه له كيان وشخصية إلا في ضمن حدود الجماعة فلا يكون الفرد فيها قائماً بذاته ، تكون العقوبة هُنا ليس السجن وتقييد الحرية بل النفي والاقصاء والحرمان اما في الدولة (الحالة المدنية) يُعاقب الفرد بتقييد حرية حركته وسلب استقلالية الفرد (السجن) ، ويذكر بشارة أن دور السلطة في العصور الإسلامية كان محدوداً مكاناً واستطاعة ، سيتغير هذا مع التطور التاريخي للدولة الحديثة حيث شددت على التقييد وقمع أي مؤسسات أو حركات تنافسها وتكثف مجال الدولة للداخل على حساب الجماعات والعشائر ، أصبحت الدولة الحديثة الحالية في الوطن العربي اكثر خطورة مما كانت عليه في السابق بتغلغلها العميق داخل الفرد وحياة الفرد ففاقمت سطوتها سطوة الدول الاسلامية القديمة مما ولّد أسئلة الحرية ودور الفرد في الدولة ، طوّرت الرأسمالية الاستهلاكية الحديثة أدوات حديثة للسيطرة على الفرد مثل الإعلام والتضليل بالتدفق الهائل للمعلومات حتى استخدم بشارة تشبيه بودريار لهذا التدفق "بالسُمنة المفرطة التي تمنع الإنسان أيضاً من رؤية جسده" ، لا تكون الحرية معطىً طبيعي فلا يولد الانسان حراً لأن الحرية تتطلب وعي وإرادة فمقولة الانسان يولد حراً هي موجهه ضد العبودية كونها مخالفة للفطرة ،
"لا حرية بلا عقل" فالحرية صيرورة ويقول بشارة تبدأ باكتساب القدرات العقلية والإرادة وشرطها هو وعي الحاجة إلى الحرية ، والحرية ككلمة وحدها بدون اضافة شيء لا تعني شيء محدد بل تحتمل اكثر من معنى حين يقول الانسان أنا حُر تكون جملة غير مفهومة بشكل كامل الا ضمن سياقٍ ما ، يجب أن تقترن الحرية بكلمة معها ف تكون "حرية الإرادة" هي الدالة على معنى الحرية المتناول في الكتاب ، اختلف الفلاسفة بمفهوم الحرية كان هوبز يرى أن الحرية الطبيعية هي تنازل الحرية كاملة مقابل تأسيس مجتمع منظم في دولة تحكمها إرادة مطلقة ، سيختلف فلاسفة العقد الاجتماعي والتنوير مع طرح هوبز ونظريته في الدولة ، حيث يشيرون للحالة الطبيعية للإنسان والتي هي حالة افتراضية فتشير الحالة الطبيعية للجماعة العضوية الأولى (في بدايات التاريخ) حيث عاش البشر كجماعات ممتدة على الارض بلا سلطة (حالة طبيعية)
وتشير حالة الأفراد المنعزلين "الأحرار" لافتراض نظري لتشكيل المجتمع المدني بعد أن صار ممكناً تخيّل الفرد حراً بعد صعود البرجوازية في اوروبا بالقرن السابع عشر ، نفهم إذاً أن الحرية لا تتعلق ببنية الوجود بل ببنية وجود الانسان وتكمن الحرية عند بشارة بالممارسة الانسانية ولا تكون في الكون القائم خارج الوعي الانساني ويشدد بشارة على ملاحظة أن العلم ليس رديف الحرية فلسفياً فتجاوز الفكر الديني إلى المجال العقلاني الوضعي لا يؤدي بالضرورة إلى الحرية إذْ قامت أنظمة شمولية على نظريات علمية وتصور حتمي وعنصري في نظريات الأفضلية العرقية تم من خلالها إبادات جماعية ، يأتي سؤال الحرية الأخلاقي ماهي حدود حرية الإرادة؟ هل الانسان حُر فيما يفعل أو يريد؟ حسناً هو حر فيما يريد بمعنى القدرة فالفرد يستطيع ببساطة أن يقتل أو لا يقتل فهو حُر في هذا أي أنه مخير وليس مسير فهذا معنى الحرية وحدها دون اضافة و دون يعني هذا الفعل أخلاقي أو لا.

٠الحرية في العالم العربي
غياب الحريات بأنواعها الثلاثة
(المدنية والشخصية والسياسية) في عالمنا العربي
يطرح أسئلة محورية حول علاقة الحرية بالديمقراطية واتاحة المجال للإبداع الفكري والتعبير الحر والممارسة البرلمانية ، يشير بشارة لملاحظة هامة وذكية ويقول "ومن مآزق الحرية في المخيال العربي ربطها المستمر بلحظة الثورة ضد المستعمِر لا غير" فتكون الحرية "افيون" الأنظمة السلطوية مابعد الاستعمار للشعوب دون أن تمترد المفردة إلى حريات مدنية أو سياسية أو أحياناً شخصية ، يأتي تساؤل آخر من أسبق الوعي ام الممارسة ؟ وهل الوعي شرط مسبق للمارسة؟ تُثبت التجربة أن حرمان المواطنين من ممارسة العمل السياسي والمشاركة في صنع القرار يمنع أن ينشأ وعي جماعي ووجود هامش من الحرية يساهم في تشكيل وعي حول أهمية توسعة الممارسة ، دائماً ما تحب السلطوية العربية والأنظمة الشمولية في العالم العربي أن تخيّر الناس بين الحرية والأمان الحرية أو الهلاك الحرية او الفوضى وتكثر هذه المفاضلات بين أن تتكلم أو تعيش فقير أو بين التحرر أو الموت في أوقات العنف السياسي والثورات ،
وهو حسب بشارة سؤالٌ وهمي فمن يعارض منح الناس حرياتهم عادةً ما يستبدل الحرية بكلمات مثل الوطن والوطنية والأمن والاستقرار ، اما الحرية السياسية والمشاركة فهي دائماً مؤامرات خارجية على أركان الدولة الوطنية ، نستذكر السؤال الشيطاني الشهير في بدايات الثورة السورية حين سأل جندي احد المواطنين وهو يهينه بالضرب "بدك حرية؟ هاي الحرية اللي بدك ياها؟"
وبالضبط هذا ما ثار المواطنين من اجله..
والمفارقة التي يضعها بشارة أن المواطن في الدولة الديموقراطية يكون أكثر ولاءً من المواطن في الدولة الاستبدادية فيكون اقل عرضه للتجنيد الاستخباراتي ، لعلنا نفسر هذا على ضوء ما حدث في غزو العراق للكويت حيث رفض الكويتيين التعاون مع النظام البعثي الاستبدادي والتمسك بشرعية نظام الحكم ، عودة للكواكبي الذي حذر من استبدال استبدادٍ بإستبداد آخر ف "نستبدل مرضاً مزمناً بآخر"
يظهر قلق أحياناً من اتاحة الفرصة من أن تستغل قوى محافظة دينية الحرية السياسية الممنوحة لها فتقوم بالتقليل من الحريات الشخصية والمدنية وعلى الجانب الآخر قامت القوى العلمانية التي حكمت بإتاحة الحريات الشخصية على حساب المدنية والسياسية ، على الرغم من الضغط الذي تمارسه العادات على الحريات الشخصية الا أن يجب على أي حركة ديموقراطية أن تتعهد في برنامجها بإحترام جميع الحريات وصونها وأن لا تتدخل الدولة الا في تنظيم هذه الحريات واتاحتها لا تقييدها وقمعها ، فهم الحرية كقيمة أخلاقية سيساعدنا على الايمان بها على المستوى السياسي والمدني والشخصي.
Profile Image for Ahmed.
30 reviews16 followers
September 21, 2018
لو تم شرحه وتبسيطه بامثلة توضيحية ليصل الى شريحة اوسع من القراء لكان افضل.
على العموم يحتوي على اسئلة مهمة ومفيدة.
Profile Image for عبدالرحمن الأخرس.
26 reviews16 followers
August 25, 2018
" ليست الحرية الاختيار بين الخير والشر، فالإمكان يعني أنه يمكنني وأول رد فعل الانسان على هذه ال يمكنني هي الفزع، والفزع هو دوار الحرية الحاصل عند الانتقال الى الفعل ، من الممكن إلى الفعلي بواسطة الفعل . حين ينظر الانسان إلى الأسفل تحت قدميه ويرى هاوية الإمكانات والاحتمالات اللانهائية السحيقة .... هنا تخضع الحرية لهذا الدوار.. وبعدها يتغير كل شيء .
فحينما تستيقظ الحرية من جديد سيرافقها شعور الذنب ، إنها خطيئة الحرية الأولى ! "
" ينشأ مجال الحرية بين الراهن والممكن من قدرة الانسان على التفكير في الوجود. نحن متورطون وجوديا في العالم ... والخطوة الأولى أن يعي الإنسان قدرته على أن يكون. ما معنى أن نعي هذه الاستطاعة ؟! "
Profile Image for Ali Al-kanaani.
63 reviews3 followers
December 26, 2018
- حريات الافراد كمواطنين شرط الديمقراطية الليبرالية ، و هي معطى كجزء من حقوق المواطنة الحديثة ، اما الاعتراف بحريات الشخصية الاعتبارية لمؤسسة او اتحاد ، فيفترض ان يكون مشروطاً بقبولها مبادئ الحرية و باحترامها حريات الاخرين .

هذا مدخل مقترح للخروج من دوامة السؤال : ايهما اسبق ممارسة الحرية ام درجة الوعي بالمسؤولية ؟
ثبت ان حرمان المواطنين المطلق من ممارسة العمل السياسي و النقابي و التنظيمي يمنع بشكل عام نشوء هذا الوعي . واكدت التجربة ذلك في بلدان مثل ليبيا و سورية و العراق. و ثبت ان توافر هامش من الحريات في ظل نظام سلطوي يساهم في تعويد فئات اوسع من الناس على ممارستها ، و ينعكس ذلك على مسوى تحملهم المسؤولية في مراحل الانتقال الديمقراطي .

- عزمي بشارة
مقالة في الحرية .
22 reviews1 follower
August 15, 2017
كتاب فلسفي نظري في الحرية بشكل عام مع التطرق الى مبدأي العدالة والمساواة مع إسقاط هذه المبادئ على الوطن العربي خاصة بعد ثورات الربيع العربي والتحديات التي تواجهه.

كتاب جيد بالمجمل وقد لا يروق لمن ليس له خلفية في المدارس الفلسفية والأخلاقية لأن الكاتب يستخدم مصطلحات فلسفية مع افتراض أن القارئ لديه خلفية فلسفية.

مما يطرحه الكاتب بأن الثورات في كثير من الأحيان تأتي بمستبد جديد والتحدي الأكبر في الإتيان بنظام جديد أكثر عدالة من سابقه والابتعاد. عن التيار الواحد الذي يريد تفصيل المجتمع حسب مقاييسه.
Profile Image for Noora AlAnsari.
44 reviews10 followers
January 1, 2020
الكتاب يفترض أن للقارئ خلفية معينة ويعي الكثير من المفاهيم والمسميات، لذلك قد تواجه صعوبة في قراءته، او ملل، لكن المفاهيم العامة فيه عن الحرية جميل الاطلاع عليها.
Profile Image for Mahasin salam.
28 reviews6 followers
August 22, 2020
يحتاج ان اعيد قرءاته مرة أخرى حتى استوعبه بشكل أفضل.
Profile Image for ضحى.
30 reviews1 follower
April 14, 2025
تحليله لما يرتبط بالحرية في النموذج الإسلامي بها القليل ممن الإشكالات، ولا أدري هل هناك إشكالات أخرى في النماذخ الاخرى المطروحة لعدم اطلاعي الكافي عليها، والإشكالات كانت:

* اعتباره أن الردة بعد وفاة الرسول كان تمردا على سلطة قريش ولا أدري هل يصح استنتاجي اعتباره حروب الردة بأنها سياسية، على انها ليست كذلك باتفاق علماء الامة- ويراجع في ذلك كتاب فضاءات الحرية لسلطان العميري فقد فصّل في هذه القضية
ذكر عزمي ذلك في هامش صفحة 17

* إطلاقه نفي الإكراه في آية الإكراه على الدخول والخروج وبالتالي يسقط عنده حد الردة واعتباره أنها غير منسوخة بآية القتال فمثلاً هي حالة عينية استتثنائية تاريخية، ونحن نسلم بعدم نسخ آية الإكراه لكن حد الردة لا يسقط فقد اجمع العلماء على ان الإكراه يكون في دخول الدين لا الخروج منه وللمزيد يراجع الكتاب المذكور سابقاً
تناولها عزمي صفحة 69

* لا يُظهر المثقف الإسلامي إلا مؤيد للاستبداد المرتدي لعباءة الدين المظهر لمساوئ
الديمقراطية الغربية، والواقع يكذبه فها هم علمائنا في سجون المستبدين وأننا لا ننكر وجود من يؤيد الاستبداد من الإسلاميين
صفحة 110

* الانظمة التي تتدخل بكل كبيرة وصغيرة بذريعة تطبيق تعاليم الدين ستنتهي بقمع الحريات السياسية والمدنية، لم يدلل على هذه الفكرة ومن غير الواضح هل هذه عنده مشكلة بالانظمة التي تستمد من الدين ام بالدين نفسه؟
ذكره صفحة 120

* يعتبر ان الدين يهتم بصفات الحاكم العادل اكثر من اهتمامه بعناصر النظام العادل
وما يجب واقعياً عنده هو العكس على اني أرى ان استمداد صفات الحاكم العادل ما تم إلا من نظام مجمع على عدله
صفحة 183

نهايةً الكتاب جميل جداً ومفيد في بابه بالرغم من الإيجاز الكثير الذي يتسم به
Profile Image for Anas Alwan.
43 reviews2 followers
December 19, 2016
لغة الكتاب غاية في التعقيد. لا ينصح به الا للمتخصصين فقط
Profile Image for Mohammed omran.
1,839 reviews189 followers
Read
July 20, 2017
يطل علينا تليفون العمله عزمي بشاره صاحب مبدأ ادفع اكثر لاتحدث اكثر في الموضوع الذي تريده وبالطريقه التي تريدها كاتب مرتزق للشمطاء موزه المسند ولاجديد عن الحريه بطريقه خاطئه لتخريب الاوطان ايها العزمي ابدأ بنفسك اولا
يا اسرائيلي
يا تليفون العمله
كيف يسمح جودريدذ بوضع كتب لشخص مرتزق اساء للادب والكتابه
Displaying 1 - 13 of 13 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.