يوجينو دو أندراد أحد الأصوات الأكثر "إنسانوية" في أوروبا المعاصرة، من هنا، لا غرابة في أن يكون على هذا القدر الكبير من الحضور والكثير من الشهرة في الثقافة البرتغالية، التي هي ثقافة شعرية قبل أي شيءٍ آخر.
The Portuguese poet Eugénio de Andrade, pseudonym of José Fontinhas, is revered as one of the leading names in contemporary Portuguese poetry. His poetry is most striking for the depth of his short poems. One of Eugénio de Andrade's most known poems is his Poem to Mother. In 2001, he received the Portuguese award Prémio Camões.
من أجمل الدواوين التي قراتها مؤخراً، مغرق بالكلاسيكية والصورية، الحياة كما لو كانت بين يدي امرأة، الحياة كما لو كانت على شاطئ البحر الذي يبكي صيفاً راحلاً، هذه المختارات هي نشيد في مديح المرأة والحب والشباب والبحر والشاطئ والصيف والنبيذ والموت الذي يقتات علينا منذ الولادة، لا رثائيات في هذا الديوان، فالموت لا يجوز معه الرثاء. يبني دو أندراد إيثاكا التي تسكنه هو، إيثاكا الغافية على شاطئ البحر البرتغالي، إيثاكا التي تعصر أقدام الفتيات البرتغاليات العنب خمراً مخلوطاً بجمال الساقين، وإيثاكا التي سيموت الشاعر حال دخوله إليه واكتمالها فيه، فالإنسان الذي يرى في الحياة مصدراً للبهجة بين يدي امرأة وكأس نبيذ ومدائح البحر تكتمل بهجته وهو يرى الموت يخلصه من صعوبة النزول صوب البحر.
ترجمة المختارات جيدة جداً، واختيارات إسكندر جميلة جداً والمقدمة التي كتبها عن يوجينو تدخلك إلى عوالمه الشعرية.
(ا) أعمل مع مادة الهواء المريرة و الهشّة و أعرف أغنية كي أفسد الموت- متنقلاً، هكذا أسير نحو البحر.
(اا) كما لو أنها ما زالت أوراقاً بعد تغني العصافير في الهواء المغسول بالزيزفون: بعض الوميض يأتي ليسقط على هذه المقاطع اللفظيّة.
(ااا) شابة هي اليد على الورقة أو على الأرض! شابة و صبورة؛ حين تكتب و حين، في الشمس، تتحول الى ملامسة.
(IV) أن أصنع من كلمة قارباً هنا يكمن عملي بأسره و من وردة الكتّان، المرآة حيث يسقط نور الوجه الفائض.
(V) تعود العصافير الآن، الى الأغصان العالية إنها المادة الأقرب الى الملائكة -و أنا، هل أجرؤ على لمسها لجعلها قصيدة؟
(VI) كهذه النظرة التي تطيل اليد تلمع الأشياء التي تصنع فرحنا تحت شمس ذات جسد حنون دائماً.
(VII) بالألوان السبعة ترسم طفلاً، المصباح، النور المحيط، لا شيء هناك سوى هذه النظرة، غصن الزعرور، شمساً من حرير متلهفة لأن تكون زهرة، الليل مثل نجيّ.
(XXIV) بإمكانك أن تناديني بجعة؛ ظلاّ كُشف النقاب عنه. بإمكانك أن تناديني شرشفاً منسوجاً بمياه واخزة، زوجاً مخدوعاً. لست شيئاً إن لم أكن على جسدك لمعان شمس، أو دماً أو ملحاً. ***
من مجموعة { أبيض على أبيض}
(XI) كانت هنا عندما استيقظت حاملة الصباح تحت السقف: ربما جاءت مع الأضواء التي تعرّت من آذار: من كان منتبها لاستطاع أن يميز نشيدها من الأشياء الطفيفة: الأوراق الجديدة التي تغيّر الألوان، نقطة- مذاق المطر، كبرياء الأشواك، عريّ الصبيان المتردد انتعاظ البهائم الصباحي و الأليم الذي بلا نهاية. لا تصل السنونوات هكذا دائماً. بهذه الطريقة وصلت هذه. بهذه الطريقة.
(XII) يذهب، يذهب ببطء الى نهايته، نور آذار. كان هنا، مألوفاً من كل حجر و من الهررة، في العشب يتمرّغ مع الأطفال و سيقانهم الحنونة. لا احد سيد النور، سجين النظرة، لا أحد يتأخر في الغناء بمواجهة صمت زهرة منغلقة. ان جئت الى النافذة، ربما تشاهد بعد موت اللمعات الأخيرة المجنونة، مجنونة شهر آذار. ***