تذكر حلم الليلة الماضية. رأى هاني يطير في فناء المدرسة، يرفرف وقد نبت له جناحان. يطير فَرِحًا فوق رؤوسهم جميعًا، ويشير إليه الأولاد ضاحكين، ومدرّسة بدينة لم يتبيّن وجهها. أراد أن يدوّن الرؤيا قبل أن ينسى . همّ أن يُخرِج الكشكول والقلم قبل أن يأتيَ زملاؤه، فرأى الشمس قد سطعت، وارتمت على البيوت القديمة، كأنها تسند جدرانها المتعبة، التي نخرتها الرطوبة، وأثقلها مرور الزمن.
شاعر وروائي مصري ولد في مدينة المنصورة عام 1985 وتخرج في كلية الآداب. صدر له ديوان (إذا مسّنا الغيمُ) عام 2013 عن دار كَلِمة بالإسكندرية. شارك في ترجمة كتاب (لماذا نكتب؟) أول إصدارات مشروع (تكوين) وصدر الكتاب عن الدار العربية للعلوم (ناشرون) فاز بمنحة مؤسسة آفاق لكتابة الرواية عام 2014. برواية (بيوت عارية) التي صدرت عن دار العين عام 2016. كتابات غير منشورة: - حكاية رجل الصحراء الذي اختار بديله قبل أن يموت - مجموعة قصصية.
ربما أن ابداء الرأي في كتابات الأصدقاء لايعد محايدا، ولا يعتبر منصفا لأنني قضيت مايقارب الشهر في قراءة رواية "بيوت عارية" لمصطفى عبدربه.. صديقي الكاتب الهادئ واللطيف (كانت قراءات قصيرة متقطعة نظرًا للإنشغالات والضغوط). إلا أنه يسعدني كثيرًا أن أقرّ أنني عشت الأجواء المصرية الأصيلة في حي رواية بيوت عارية.. كما عشتها في قصص نجيب محفوظ وإحسان عبدالقدوس وغيرهم. كثرة الشخصيات والتفاصيل لاتجعلك تتوه فهي قطع صغيرة ومتكاملة من لوحة كبيرة. ورغم افتقاد الرواية لبعض الوصف الجسدي للشخصيات في البداية إلا أنه وبالاستمرار في القراءة تجد نفسك في بيوتهم وتعيش معهم واحدًا واحدًا.. لحظة بلحظة. وتجد كذلك أن مصطفى تدارك النقص في النهاية وأصبح واحدًا مع شخصياته، ومن كلماته رأينا ما رأى .. وسمعنا ماسمع .. وعشنا ماعاش. وليس ثمة جمال كمشهد الجنازة المهيب وتفاصيله الدقيقة التي تمر بك كأنك تشاهد فيديوهًا مصورًا يمر على المشيعين وأهالي الحي ونسائه، مشهد بديع! وبما أن قراءتي كانت متقطعة وسريعة فإنه ليس بوسعي القول الكثير عن تفاصيل الرواية، لكن بالرجوع إلى العنوان فإنه اختيار موفق وجميل لرواية تدور حول قصص سكان حي واحد منذ نشأته، إلى أعمق تفاصيلهم في غرف نومهم ومطابخهم وسلالم بيوتهم .. وكذلك قلوبهم وأذهانهم! إن الكاتب حساس ومرهف ويكتب عن مراحل عمرية مختلفة ويتنقل مابين أذهان الشيخوخة والمراهقة برشاقة. بانتظار أعمالك القادمة مصطفى.
عن جمال التفاصيل وروعة الأسلوب والسرد قد تبدو للقارئ قصة عادية تحكى عن قرية مصرية ومافيها من مشاحنات واضطرابات وتغيرات مع الزمن ولكن التعمق فى التفاصيل والدخول فى اسرار البيوت وتعرية النفس البشرية بلغة عربية متقنة كان أكثر من رائع