ربّما كان متاحاً لـ «عتبة الألم» أن تقرأ قراءة مغايرة لو لم يذيّل غلافها بعبارة استهلالية: «رواية في خمسة مشاهد وعديد المشاهدات» ما يعني أنّ مؤلف «الفلسطيني» اختار أنّه يقدّم للقارئ رواية، وبالتالي فهي خاضعة لكلّ معايير القراءة الروائية. فمنذ الصفحات الأولى يتخذ يوسف صفة الراوي متحدثاً عن توقيعه على بيان الـ99، الذي صدر في عام 2000 «من أجل تفادي أوضاع كارثية قد تقع في البلد عاجلاً أو آجلاً» وبذلك يكون الفلسطيني الوحيد الموقع على بيان لمثقفين سوريين، متخذاً من الحكاية مدخلاً للحديث عن الازدواجية التي راح يشعر بها الفلسطيني السوري منذ مطلع 2011، مؤكداً بذلك على سوريته، وأحقيته برواية مشاهداته خلال خمس سنوات ونصف من الحرب. بعد ذلك، ستتوالى المشاهد، موزّعة على تواريخ تذيّل كلّ مشهد دون تتابع زمني، ولكنها محصورة بنطاق يمتدّ من شباط (فبراير) 2014 إلى شباط (فبراير) 2016. إن كانت صيغة الـ«أنا» هي إحدى الصيغ المعروفة في السرد الروائي، حيث يتقمّص الكاتب شخصية الراوي للأحداث، ويكون بطلاً للعمل، فإنها الصيغة الأنسب لكتابة السيرة الذاتية، مع الفرق في أن الروائي ربما يتقمّص شخصية بطل لا يشبهه، موهماً القارئ بأنه من يصنع الأحداث ويرويها، فيخلق لديه التباساً يزيد من متعة القراءة بإرضائه لغريزة التلصص على الحياة الشخصية للكاتب، بينما كاتب السيرة الذاتية يكون بعيداً عن هذه اللعبة الأدبية، مكتفياً بقوله للقارئ إنّه يسجّل له وقائع حدثت من باب التوثيق. بين هاتين النظريتين يضيع راوي «عتبة الألم» ففي حين يشير الغلاف إلى أنّ ما بين أيدينا هو رواية، فإنّ يوسف يختار تسجيل يوميات ومشاهدات وهواجس بصيغة الأنا، وبعيداً عن أي بناء روائي، ما يجعل أبواب النص مشرعة على فوضى في ذهن القارئ، لن تعيد ترتيبها مطلقاً قراءة المقطع الأخير، ونهاية الكتاب
كاتب فلسطيني مقيم في سوريا (بدأ العمل في المؤسسة العامة للسينما منذ عام 1973 وهو خريج معهد فغيغ في الاتحاد السوفييتي سابقاً كتب العديد من الأفلام السينمائية منها (قتل عن طريق التسلسل , الاتجاه المعاكس , غابة الذئاب , يوم في حياة طفل، وآخرها فيلم بوابة الجنة)ولديه ست إصدارات روائية ونقدية وهي: (الفلسطيني - الزورق - رسالة إلى فاطمة - بوابة الجنة - فتاة القمر - هموم الدراما)كما كتب للتلفزيون عدداً من الأعمال التي لقيت صدى طيباً ليس لدى الجمهور السوري فقط وإنما العربي أيضاً منها: (شجرة النارنج - الشقيات - نساء صغيرات - أسرار المدينة - أيامنا الحلوة - قبل الغروب - حكايا خريف - رجال ونساء-الغفران)
عن عمر 79 عاماً، غادرنا السيناريست والكاتب الفلسطيني _ السوري، حسن سامي يوسف (1945 ــ 2024)، صباح يوم الجمعة الموافق لتاريخ 2024-08-02، مخلّفاً أعمالاً بارزة أغنت المكتبة العربية وأرشيف الدراما والتلفزيون. طوال حياته، رأى «أبو علي» كما أحبّ أن يناديه أصدقاؤه على الرغم من أنه لم يذق طعم الأبوة، أنّه سوري في المقام الأوّل، من دون أن ينفي أو يتهرّب من فلسطينيته. بل على العكس، كان يقول: «كلّ الأحلام ضائعة، وكلّ الطموحات مفقودة، ما دام الوطن مفقوداً». وفي روايته «عتبة ألم» التي جسّدت سيرته الذاتية، ذكر أنّ «فلسطين أرضٌ سورية تمّ اغتصابها بمؤامرة كونية فريدة من نوعها في تاريخ البشر. هذا ما أؤمن به وهذا ما لا أجادل فيه، كنت وما زلت وسأبقى مؤمناً بأنني سوري أعطوه اسم: فلسطيني».
حسن سامي يوسف سوري فلسطيني، عُرف ككاتب للسيناريو في الدراما السورية، كان أشهر ما كتبه مسلسل الغفران، واشتهر مؤخراً بعد الضجة التي أثارها مسلسل "الندم" وهو أيضاً من كتابته.
عتبة الألم .. سرد عشوائي لشبه سيرة ذاتية، هي سيرة الكاتب والسيناريست حسن سامي يوسف، يقدمها في خمسة مشاهد، وعديد المشاهدات، وعشرات الشذرات المنتشرة على امتداد النص.
"مخيم اليرموك ليس قطعة من الجنة، والجنة ليست قطعة منه. إنه ليس مجرد حي دمشقي ــ كانت ــ تعيش فيه أكثرية فلسطينية وأقلية سورية. هذا المكان من الأرض ليس مجرد جغرافيا، رغم كونه أكبر مدينة فلسطينية في العالم.. إنه تاريخ في المقام الأول". هكذا يتكلم يوسف عن اليرموك، وهو ابنه الذي راقبه منذ تأسيسه آخر الخمسينيات، مروراً بانفجاره العمراني وانتهاء عند مآله المأساوي في الحرب السورية.
يقول الكاتب في احد المشاهد .. انه تم استدعاءه من قبل المختار للتحذير من تدخله بالسياسة التي يحرم على احد الخوض فيها ضد النظام في سوريا ولكن بشكل غير مباشر ثم قال له الشخص الذي يحذره : "بعدين انت شو دخلك ؟ انت فلسطيني لكن كيف يعرف هذا الشخص الذي يتحدث امامه ان الفلسطيني هو سوري ؟ وان سورية الفلسطيني لاتنقسم ولاتتجزأ كما هو العكس .
تنويه لمن يظن انه سيقرأ شيئا مشابها لأحداث مسلسل الندم ، هذه ليست رواية المسلسل ، بل ان المسلسل ارتكز عليها في بعض الجوانب ولم يكتب اقتباسا عنها... لماذا أنوه ؟ كي لا يتم ظلم هذا الكتاب الجميل ، بداية هو ليس برواية ولا أفهم لماذا عُنون بهذا الوصف في الغلاف .. حسن سامي يوسف يكتب بطريقة مختلفه ، يُدخِلك في تفصيل تفصيلات حياته وكأنه يكتب مذكراته ولا يهتم ان اعجبتك المذكرات او اثارت مللك .. وفي عتبة الالم انت ستكون على موعد مع اشهر عديده من حياة حسن ، مرضه ، علاقاته النسائيه ، ذكرياته ايام التجنيد ، لن تجد رواية تبدأ بمقدمة وتنتهي بخاتمة محدده وباشخاص محددين ، فالحكاية متشعبه..حسن وهناء ورشا وليلى ورزان ..اسماء كثيره يسقطها حسن عليك وكانك تعرفها مسبقا فلا يهتم كثيرا بان يعطيك وصف تفصيلا لها الا فيما ندر .. ما الذي سيجبرك ايها القارئ ان تدخل الى حياة احد غيرك وتعيش تفصيلاته وتتفاعل معها ؟ ربما انت لن تحب الامر..لكنني شخصيا اعشقه ، اعشق ان اعيش مع غيري حياته كأنها حياتي ..وان يبقى عالقا في ذاكرتي طويلا .. هكذا هو نهج حسن سامي يوسف..وهكذا ستحبه !
رواية..سيرة ذاتية ..مذكرات حقيقية أو متخيلة مهما اختلفنا على النوع الأدبي الذي يندرج تحته هذا الكتاب إلا أن معظمنا سيتفق على أن هلوسات وحمى حسن سامي يوسف معدية حد الجنون بين الصفحات ال 300 ستتوقف آلاف المرات.. تارة ستتوقف أمام حديقة السبكي كما وقف حسن متذكرا هناء غصة عمره قد تتذكر غصة مشابهة وجعا ما زال يستوطن القلب أو قد تتركه وحيدا مع ذكرياته وتتجه نحو حديقة المدفع أو البوب ون لتعود بعدها وتشبك يدك بيده نحو شوارع أخرى نحو دمشق وليلها نحو الماضي عتبة الحنين والذكريات ستختلف من قارئ لآخر تبعا لارتباطه بتلك الأماكن وقرب ما يرويه الكاتب لقلبه وإن كنت مثل حسن ومثلي تحمل بجيبك مفتاحين لبيتين وبقلبك وطنين فلا شك أن درجة الألم ستكون مضاعفة ..والخيبة ستكون اكبر حين تسمع في عقلك قبل اذنك !..جملة إنت شو دخلك إنت
عتبة الألم مختلف كليا عن المسلسل بعض القصص والصور أفاد منها الكاتب في كتابة السيناريو الكثير من الاضافات اعجبتني على عكس المسلسل الذي كان مخيبا لآمالي "ومعظم المشاهد المبالغ فيها وبعض ردود الأفعال التي وجدتها غير متوافقة مع الحدث في "الندم لم توجد هنا بعض الصفحات قرأتها وصوت محمود نصر يرن في مسمعي مذكرات اشبه بدوامة لا بداية لها ولا نهاية ..ستقابل العديد من الشخصيات (حسن ..هناء ..رشا ..رزان ..الخ ) ولا قاسم مشترك بينها سوى أنها كانت يوما في حياة حسن وربما تقابل شخصيات تعرفها وحتى نفسك وستنهي الكتاب مع جرعة فضول تفوق التصور ورغبة في إعادة مشاهدة جميع مسلسلات الكاتب والكثير من الحنين والألم وحتى الندم
التقييم الحقيقي هو ثلاثة و نصف ( و لستُ سوى قارئة هاوية ) الندم هو في الحقيقة ما أشعر به في هذه اللحظة بعد أن أنهيت قراءة روايةٍ بُني عليها مسلسل تلفزيوني. المشكلة أنني حين علمت بوجود الرواية لم تكن متوفرة في المكتبات بعد، بل لم تكن قد طُبعتْ أيضاً و إنّما أفاد منها الكاتب أثناء ما كتب السيناريو. و المشكلة أيضاً هي أنّني شاهدتُ المسلسل ( و هو المسلسل الوحيد الذي أحببتُ مشاهدته و قربه من المصداقية فتابعته ثمّ اعترضتُ على نهايته ) صحيح أن هناك اختلاف ما بين أحداث الرواية و ما تمّ تصويره كمشاهد في المسلسل، بعض ذاك الاختلاف مؤلم و بعضه يعفي من الألم، لكن عموماً، معرفتي المسبقة ببعض الأحداث قد قيّدت خيالي بشكلٍ أو بآخر. لا يمكنني أن أسميها رواية! هي أقرب ما تكون للسيرة الذاتية. لكنّ أسئلة كثيرةً تقضّ مضجعي بعد الفراغ من القراءة: هل من حقّ الكاتب أن يترك العنان لقارئه في القرب منه بهذا الشكل؟ طيّب، و إن اقترب القارىء من الأستاذ حسن على مدى أكثر من ثلاثمائة صفحة ، فهل له أن يعاود عيش حياته بشكلٍ طبيعيّ؟ ألن يسأل نفسه عمّن يدق باب الأستاذ حسن في الليل المتأخر؟ ألن يخشى على ذاك الكهل من حمى غادرة قد تنتابه على حين غفلة دون أن يدري به أحد؟ ألن يعتبر القارىء أن له أباً روحيّاً لم يسبق له الاجتماع به لكنّه يحمّل نفسه واجب برّه؟! لماذا فعلتَ هذا بنا يا كاتبنا الفلسطينيّ الذي كتب عن الحرب السوريّة بأصدق ممّا كتبه أبناء سوريا أنفسهم؟! لماذا؟؟؟
عن رواية عتبة الألم… منذ أن قرأت جملة «إنت فلسطيني، شو دخلك؟؟» على غلاف الكتاب الخلفي، أيقنت أنني لن اقرأ مسلسل الندم بصيغة كتاب. سأقول لكم أولاً أن هذه الرواية هي عبارة عن سيرة ذاتية للكاتب بصيغة روائية، لذا إن جئتم تبحثون هنا عن ما خفي من أحداث المسلسل فالأجدى لكم أن تقلعوا عن قراءة هذا الكتاب.
قد لا يجد القارئ العربي أي خصوصية بقراءة هذا العمل، لأن مخيم اليرموك ببساطة لا يعنيه بشيء، ولا يرتبط به لا من قريب ولا من بعيد، على العكس تمامًا من علاقة حسن سامي يوسف بهذا المكان الذي كبر و ترعرع فيه و يعرفه حق المعرفة و لا يفرح إلا فيه «قد أحزن في أماكن كثيرة من هذا العالم، ولكنني لا أفرح إلا في مخيم اليرموك».
يتطرق الكاتب في هذا العمل إلى تفاصيل فلسطينيته السّورية التي حرص على عدم إظهارها في أي من أعماله التلفزيونية.. بالإضافة للعديد من الأحداث المطابقة تمامًا لبعض المشاهد في مسلسل الندم، كلقاءه بهناء لأول مرة و حوارهما في الشام القديمة تحت ضوء القمر.
يسهب أيضًا في طرح المشاكل السياسية خاصة في ظل الأحداث ولكنه يبقى على الحياد، وهو لأسباب كثيرة غير ملام، أولها «فلسطينيته».
لامستني في هذه السيرة أحداث عدة، أولها قصة ليلى التي أوقفت حسن في الطريق ـ دونًا عن كل البشر ـ وطلبت منه أن يشتري لها منظفات، و ما كان من حسن إلا أن أذعن لها وأثبت شهامته الفلسطينيه و ـ زيادة ـ ..
أما عن التيه الفلسطيني فقد فعل بي حسن ما فعل.. و أبكاني قد تكون لصلة المعرفة البعيدة جدًا دور بهذا، فأنا بمجرد قراءة اسم الشخصية المذكورة، أستطيع أن أكون صورة أشمل عن الموضوع، لسبب واحد وهو أنني أستطيع أن أسأل أبي.. فأنا لست ابنه المخيم ولا أعرفه جيدًا رغم مكوثي به عدة سنوات مرغمة.. ولكنني أعرف جيدًا التيه الفلسطيني و أعرف لمَ قد مات يوسف سامي يوسف بمخيم عين الحلوة، أنا التي سمعت عن أحداث شبيه الكثير.. و رأيت عيني أبي تبكي مرارًا لموت أحد يعرفه قد عاش نفس الظروف.
شكرًا حسن لأنك قررت أن تجيئ على ذكر المخيم.. أنا أيضًا ابنه مخيم اليرموك، رغم أنني لم أقم به منذ سنوات عديدة..
عن أول قذيفة سقطت على المخيم «كانت تلك القذيفة الرمضانية المباركة مجرد بداية فقط، كانت مجرد بداية الخروج من حقبة الشتات.. كانت مجرد بداية الدخول في درب التيه العظيم..» عن التيه الفلسطيني «السفر عند الفلسطيني خيارٌ إلزلمي، لأنه، باختصار، بديلُ الموت اليتيم. إنه الباب الوحيد الذي بقي ليس مفتوحًا، بل مواربٌ فحسب. و هذا الباب لا ينفتح على إي مطرحٍ غير التيه.» «مخيم اليرموك هو المدينة العربية الوحيدة النظيفة من الأميّة» «سورية ترفس أبناءها المبدعين، ترفسهم بعيدًا إلى الشيطان».
#مسلسل_الندم #عتبة_الألم "-من أنت يا هناء، سألتها يوماً قالت: أنا حمامة الأيك، نشوة الحب، أنشودة المطر -بل أنت ذبحة القلب يا هناء، و وجع النفس و غصة العمر أنت." أكاد أجزم أنه لا يوجد شخص ما الا وقد شاهد مسلسل الندم او حضر مقتطفات منه او سمع به على اقل تقدير و انا احد هؤلاء الاشخاص مع ا��تعادي الكامل عن المسلسلات و التلفاز بشكل عام الا انني شاهدت بعض المقاطع منه مما يقارب الشهر و قرأت تعليقات مثيرة عنه لاعرف هناء و عروة دون ان احضره بدأت بالرواية و التي انوه لمن ظن انه سيقرأ تفاصيل المسلسل الغائبة او ينوي التغمق فيه ان يغير فكره فلن يجد ضالته هنا ما استطيع قوله عنها انها رواية "للجميع وليست للجميع". كلٌ سيراها من منظوره فقاً لمعرفته بدمشق وياسمينها دمشق الام الحانية و القاسية على ابنائها في آن مدينة الفانتازيا الواقعية التي تجد فيها ما لا يخطر على بالك يدخلك حسن في تفصيل تفصيلات حياته و لا يهتم ان اعجبك هذا ام لا يتحدث عن رزان و ليلى و رشا و هناء و لا يذكر لك اي تفاصيل عنهم سوا المواقف التي يقوم عليها هذا العمل و التي طرحها بطريقة سردية سلسة عفوية دون خجل من ذكر اي تفصيل، ابتداءً بقبلاته المسروقة حتى صدر رشا التي تعرت لأجله حسن، قد اعتبره كاتباً ذكياً، يكتب السهل الممتنع، يجيد العربية حد الوضوح و التعبير بكلمة واحدة، فما بالك ان كانت برواية كما توصف!!! انتهت الرواية دون ان يخبرنا ما حصل مع مجنونته رشا او بحمته الملعونة او بمن طرق باب بيته تلك الليلة وهذا احد المآخذ التي وقف الكثير عندها الكتاب ليس برواية إن أردنا فعلاً وصفها، هي أقرب إلى سيرة ذاتية بطريقة روائية يبدع فيها حسن بتسلسل الأفكار و وصف المواقف بلغة فصحى قوية على مدار سنتين من معيشة دمشق يتخللها مواقف أخرى لا تمت للموضوع بأي صلة .. سوى أنها لوحات سريعة لحياة يومية قد لا تلاحظها .. رسمها حصراً باللغة العامية "الشامية" البسيطة لتكون قريبة من القلب و يخلق بها عملاً بلغتين ابدع فيها كل على حدة ان صح القول يسرد بين دفتي "عتبة الألم" ما يستفز حنينك شئت أم أبيت إلى الشام بجمالها و سحرها. بساطة التفاصيل المذكورة: مقهى الهافانا، نهر بردى شبه الجاف، قاسيون و منظره المهيب من فوق دمشق و بالاخص قداحته الصينية ذات "البيل" والتي لن يقدر قيمتها و اهميتها عند المواطن السوري في هذه الاوقات سواهم هذه تفاصيل قد لا يدركها الا من عانق دمشق فعلاً و سار في ازقة باب توما ليلاً او رأى الشام في الليل من فوق قاسيون استطيع القول انه شحن الذاكرة و امدني بصور بسيطة كانت تمر كل يوم ولكنني لا اراها: "طفل يلعب في الشارع، واخر على الرصيف يسأل القوت من المارة، وعاشقان في مقهى الهافانا ذاته، حيث اعتقلا وغابا دون عودة، رائحة الياسمين التي نشمها و لا ندركها بعد ليلة ماطرة" ابدأ الحديث برشا التي انتهى الكتاب بها وبرغم تأخر مشهد حضورها و حكاياته معها الا ان حسن وضع فيها شيئاً كثيراً اعود الى ما قلته سابقاً انه يكتب السهل الممتنع كم التفاصيل و دقتها التي تحصل مع الجميع الا ان قراءتها و الوقوف عندها بات شيءً آخر تفاصيل تعابير وجهها ردات فعلها عفويتها و عنادها واصرارها البقاء في بيته يضاف لها تصرفات فتاة طائشة لا تريد سوا التقرب منك شئت أم أبيت كل ذاك قد يكون موقفاً مررت به يوماً و الكثير مننا لم يقف عنده و فهم ما وراءه "ويقولون النسوان معقدين" طلعت العلة بينا :) اتكلم هنا عن رشا و عن حواجز تتخطاها انت تكسرها بملء ارادتك فقط لكي تشعر من تهتم لها بالامان أما هناء التي أترك الحديث عنها للنهاية والتي اعترف صراحة ككثير ممن ابحروا ضمن هذا الكتاب انني ما تناولته الا بحثاً عنها ليلة واحدة هو ما كانت هناء بحاجته لتبثه كل ما في قلبها فتاة مجنونة أيما الجنون و وصف عبقري قدمه حسن في بضع صفحات بما يقارب الثلاثين صفحة في منتصف الكتاب كانت كافية لهناء لتبرز بها، بعفويتها و برسائلها التي بثتها كلها في ليلة واحدة أتدرك معنى أن تعرف ادق تفاصيل من امامك؟؟؟ يعني ان تفهمه دون كلام "في التفاصيل الصغيرة حياة أخرى" هكذا قالت لي صديقة يوماً وهذا ما اثبته حسن في هذه الرواية "طريقنا طويل أم سيطول؟" هذا السؤال الذي طرحته هناء الذي و جعل مثقفاً كحسن يعجز عن الاجابة عليه امامها أطريقهما طويل أم يطول؟؟ و ينتهي الكتاب دون ان نعلم لمَ غادرت هناء و لمَ رفضت رؤيته و كان بينهما جدار فقط
” قلبي، قلبي علينا..“ وقلبي أنا على كُل من سوف يقع تحت تأثير هذه الرواية..
كُتِبَ على الغلاف ”رواية في خمسة مشاهد وعديد المشاهدات.“ وأنا أقول: رواية في خمسة مشاهد وعديد من المشاعر والدموع والاضطرابات.
قلبي علينا، تمامًا مثل اللحن الذي نطقت به هاتان الكلمتان، ستنطق كل سطر في هذه الرواية. لكن إياك أن تعتقد أنك سوف تشاهد داخل الرواية مسلسلك المفضل (الندم).. إن كنت تعتقد ذلك فلا حاجة لك لقراءة هذا العمل العظيم! هُنا سوف تشاهد شيء يشبه الكواليس، كواليس حياة الكاتب، كواليس الحياة في سوريا في الحرب، كواليس المرض، كواليس لحياة مخيم اليرموك، وبعض من قصة (هناء)، التي عندما سُئِلَّت: من أنتِ يا هناء؟ أتاهُ الرد ”أنا حمامةُ الأيكِ، نشوةُ الحبّ، أنشودةُ المطر..“ فقال: بل أنتِ ذبحةُ القلبِ يا هناءُ، ووجع النفس، وغصةُ العمرِ أنتِ..
وكُل الحكاية بدأت عندما طرحوا عليه سؤال: أنت فلسطيني، شو دخلك؟! حُمّى الوطن، حُمّى الحُب، حُمّى الألم.. ما الذي أصابه يا حضرة الطبيب؟ إنهُ يًعاني من (عَتَبَةُ الأَلَم) يا رشا..! هل من شفاء لذلك؟ أم كُتِبَ علينا الأَلَم للأبد دون مفر؟ ولا نقول مُجددًا سِوى: قلبي، قلبي علينا، افترقنا حين التقينا، وإذ توقفنا مشينا، كلٌ على درب، كلٌ بلا قلب، كأننا ما تعارفنا، وكأننا ما هوينا..
- حسن سامي يوسف هو كاتب سوري/فلسطيني، كتب العديد من المسلسلات السوريّة الشهيرة، منها مسلسل (الندم)، التي تُعد هذه الرواية تابعة للمسلسل بشكلٍ أو بآخر.
لا أعلم سبب إدراج هذا الكتاب تحت مُسمى الرواية، أعتقد أنهُ كتاب، على سيرة ذاتية، على رواية، على شِعر، على مزيج من العَظَمة المتشابك داخل كتابٍ ما!❤️ لا يوجد بداية أو نهاية للكتاب، ستجد نفسك تغوص دون أن تشعر أين أنت وكيف وصلت إلى هُنا؟ ولكن من يهتم؟ المهم هو أنك لن تشعر بذاتك حتى تقوم بإلتهام جميع السطور مرّة واحدة! أحببتُ الرواية حبًا جما، عشقتها حرفيًا! ما ضايقني سِوى إفراط اللهجة العاميّة مع الفصحى، الفصحى كانت قوية جدًا، لكن العاميّة أضعفت النص في عدّة مرّات لشدّة الإفراط باستخدامها. لكن هذا لا يمنع من جمالها في جميع الأحوال.❤️
- تحذير: ستبكي كثيرًا، وسيعتصر قلبك من الألم كثيرًا..
الجميع حذرني قائلاً : "إن كنتي تبحثين عن الندم لا تبحثي عن عروة في هذا الكتاب" لمسني الكتاب في كل صفحة في عمق قلبي تماماً كان الكاتب يحكي لسان حالي والحق أني لست على وئامٍ شديد مع هناء أنا أحب رشا.. رشا تشبهني بكل تفاصيلها أحب علاقة رشا ب حسن ويغريني هذا الفارق السني اللذيذ ذاك الذي داسته رشا بقلبها!!
طبعاً المسلسل ارتكز عليها ولكن لا يشبه الكتاب الا ببعض الأحداث وهي أفضل بكثير من المسلسل . رواية من واقع الحرب السورية المؤلمة والصراعات الدامية على مر ست سنوات
ربّما كان متاحاً لـ “عتبة الألم” أن تقرأ قراءة مغايرة لو لم يذيّل غلافها بعبارة استهلالية: “رواية في خمسة مشاهد وعديد المشاهدات” ما يعني أنّ مؤلف “الفلسطيني” اختار أنّه يقدّم للقارئ رواية، وبالتالي فهي خاضعة لكلّ معايير القراءة الروائية. فمنذ الصفحات الأولى يتخذ يوسف صفة الراوي متحدثاً عن توقيعه على بيان الـ99، الذي صدر في عام 2000 “من أجل تفادي أوضاع كارثية قد تقع في البلد عاجلاً أو آجلاً” وبذلك يكون الفلسطيني الوحيد الموقع على بيان لـ مثقفين سوريين، متخذاً من الحكاية مدخلاً للحديث عن الازدواجية التي راح يشعر بها الفلسطيني السوري منذ مطلع 2011، مؤكداً بذلك على سوريته، وأحقيته برواية مشاهداته خلال خمس سنوات ونصف من الحرب. بعد ذلك تتوالى المشاهد موزّعة على تواريخ تذيّل كلّ مشهد دون تتابع زمني، ولكنها محصورة بنطاق يمتدّ من شباط (فبراير) 2014 إلى شباط (فبراير) 2016.
في هذه الرواية التي يقفز فيها الكاتب من حدث لآخر ومن قضية لأخرى من خلال فصول مترامية الأطراف لكنها متماسكة في مضمونها العام، ويسجّل خط زمن لحياته التي يقضيها "مكانياً" في دمشق بينما يعيشها زمانياً في أكثر من مكان متعلق "بفلسطين" ..
اللغة في الرواية سهلة جداً وجميلة، الكثير من الأفكار المتنوعة والجدلية التي قد لا تعجب البعض في المنطقة التي أصيبت بآفة الإختلاف الدموي والحروب والإقتتال طيلة الوقت. لا يمكنك أن تترك الرواية بعد أن تبدأ بقراءتها دون أن تصاب بشغف دائم للعودة للقراءة .
إلى أين وصلنا يا الله و ماذا زرعنا لنحصد هذا الخراب كله؟ لن تحصد القمح إن كنتً قد زرعتَ شعيرًا و لن تحصد الشعير إن كنتً قد زرعت شوكًا. ما دام الجنيُ هذه الكوارث كلّها فما طبيعة الشّرور التي زرعنا .
هذا الكتاب الذي أشتُهر بين القرّاء بكونه رواية..الرواية التي أُقتبس منها المسلسل الشهير "الندم" و الذي لاقى إستحسانًا و قبولًا كبيرًا بين المشاهدين. هي سيرة ذاتية لكاتب الدراما السورية الفلسطينيّ الجنسية "حسن سامي يوسف" كاتب مسلسل "نساء صغيرات- حكاية خريف- أيامنا الحلوة" تلك المسلسلات التي تركت للكاتب بصمة كبيرة لا يمكن أن تزول أو تُنسى بين جمهوره العربي .
برأيي قراءة الكتاب و تصنيفه كرواية سيظلمه و قد لا يعجب البعض..لكون الكتاب عبارة عن يوميات من حياة الكاتب و معاناته في ظل الحرب و الفوضى و الدمار و شُحّ العمل. ��غلب على الكتاب جو الكآبة قليلًا و كذلك شعرت بالفوضى و الضياع أثناء القراءة وعدم الوضوح في مواضع كثيرة لكن الكتاب رائع.. و أحببته.
أجمل مافي صفحات الكتاب و أروعها علاقته بهناء التي سيتفاجأ القارئ الذي شاهد مسلسل الندم بأنها لم تكُن زوجته! لكن تظل هناء تلك الفتاة حمامة الأيك الرقيقة كما النسمة التي أضفت على حياته الكثير من الحُب و الدفء. الكتاب مؤلم موجع قاسي بعض الشيء لكن يستحيل أن لا تُحبه. إنها سيرة ذاتية إستثنائية و تستحقّ القراءة.
تزامنت قراءتي للكتاب مه الظروف الراهنة و مايحدث في سوريا البلد الذي عاش فيه الكاتب و أحبه كما لو كان وطنه. نسأل الله أن تنتهي أحزان هذا البلد الجميل و يعود جميلًا آمنًا مُطمئنًا كما كان. و الرحمة للأرواح التي فارقت الحياة و السلام و الأمان للمُتضررين و المفقودين.
للأسف.. تلبية لرغبتي بأن أقرأ الأدب الذي يصدر ضمن الظروف التي نعيشها، وأن أكون على اطلاع بأدباء وقتنا، جبرت نفسي على قراءة كتاب أخذ شهرة عالية من خلال المسلسل التلفزيوني الذي اقتبس عنه.. "الندم" اعتقدت من المسلسل أن النص المكتوب سيلبي رغبتي بأن أكون أقرب للكاتب، ولكن وللأسف.. كان المسلسل أقرب للدعاية الترويجية لبضاعة مغشوشة، والتي تُغرق المشاهد بنشوة الشراء، ويبدو أنهم نجحوا في ذلك لأنه وبالتأكيد كُثر من جيل الشباب من وقعوا في نفس الفخ الذي وقعت به وتم بيع النسخ التي تم اصدارها بنجاح! تصوّرت أن الحرب تعكس نفسها وايديولوجيتها في الادب والفن والعلم الذي ينتج خلالها وفعلاً.. فهذه الحرب حرب الجهل والتخلف والعبث لم تعكس الا الفراغ الأدبي والفني والعلمي سواء بالكتب أو على مسارح الأوبرا أو المدارس والجامعات في الحقيقة هي رواية خالية من أي معنى سياسي أو اجتماعي أو حتى رومانسي (بيمشي الحال كان!) لم يكلف الكاتب مع احترامي له عناء التفكير الا ببعض المشاهد اليومية العشوائية مع استخدام سيء للغة العامية بغير مكانها، وشخصيات اعتباطية لم استطع احتمالها إلى الصفحة 100. هامش: من يستطيع مساعدتي وانقاذي بايجاد ما أستند عليه من اعمال اصدرت في السنوات الاخيرة ترضي رغبتي بمعاصرة الادب وخاصة السوري.
ثلاث نجوم نجمة للجرأة في طرح بعض المواضيع التي يصعب على كاتب اخر الخوض فيها او اظهارها بهذا الشكل من تبيان للظلم وشيء من الواقع المعاش ...طبعا غالبية القصص المذكورة على لسان الكاتب يوسف لا تمثل ولا حتى نقطة في بحر معاناة السوريين عامة والفلسطينيون المقيمون ب سوريا خاصة بالحرب ولا بغير الحرب النجمة الثانية ل ذوق الكاتب وطريقته ب دمج اللهجة العامية مع اللغة العربية الفصحى ... النجمة الثالثة لبعض مبادئ الكاتب اللتي ذكرها ومنها تغيير بعض المصطلحات ..عوض عن المعايشة العيش ..طبعا مع التحفظ على اعطاء الرأي ببعض الاراء والافكار الخاصة بالكاتب واللي اجبرنا ندخل لدهاليز حياته من خلاله راحت نجمتين بس كرمال انو الكاتب مصر يبين حالو ب بمظهر النسوان قاتلين حالن عليي لفتتني الاقتباسات لكن لا ترقى ل مستوى الرواية برأيي
كم أحب هذا النوع من الادب ، كُتب هذا الكتاب بأسلوب التأمل و الأسى في كل ما جرى في حياة الكاتب و ماجرى في سوريا من ويلات الحرب ، استخدم بعض من اللهجة السورية و دمجها مع اللغة العربية الفصحى مما زاد النص جمالا . كتاب يلمس القلب .
لا أدري كيف أقيم هذا الكتاب. نجمة؟ نجمتان؟ نجمتان ونصف؟ ثلاثة؟ كان أشبه بسيرة ذاتية أحيانا وأحيانا أخرى كان كحلم أو كابوس أو هلوسات. الأفكار جيدة لكن الأسلوب لم يشدني. كان الراوي كمن يتقيأ على الورق. قد أعود إليه مرة أخرى. لا أدري. ما أعرفه هو أن هذا الكتاب لم يكن لي و/أو لم يكن الوقت المناسب لي كي أقرأه.
في حياتك، عليك ان ترفع عتبة المك الداخلية، لا تتوقع شيئا ولا تبني امالا، دع نهر الحياة يستمر، وبالتالي، ان خرج شيء من هذا النهر، لن تشعر نحوه بالكثير من الألم في كل مشهد من مشاهد الرواية ألم، ناتج عن واقع اليم وحزين
هذه الرواية، هذه الذات، المفعمة باللذة المجنونة لنص غير مصنف تحت أي جنس أدبي، استطاعت تدمير أوثان أدبية لم تجرؤ نصوص أخرى على فعلها، لم يخطىء حسن سامي يوسف عندما كتب على الغلاف "رواية في خمس مشاهد وعديد المشاهدات" كما يدعي البعض ولا يحتاج لنصيحة أحد حول ما هي الرواية وما هي السيرة الذاتية، هذا العالم المترع بالحيثيات كان مخطط له تماماً، وهذه التجاوزات لم تكن عشوائية بقدر ما كانت تلقائية ومدروسة في الآن ذاته. ثلاثمائة صفحة يمكن وصفها على أنها رواية، أو سيرة ذاتية، هذيان، نثر، شعر، لغة شعرية، قصص، ويمكن الجزم بأنها "رواية ذاتية"، حسبما وصفها الكاتب نفسه .. إذ لم يؤلف هذا الكتاب لعرضه على النقاد والباحثين، ولا حتى القراء، نحنُ لم نكن في عين الإعتبار، وحدها سطوة الهذيان الأعمى جعلت للأسطر معنى خاص جداً، قُدر له الوصول إلينا، كما قُدر لشذرات منه عرضها على الشاشة مع القليل وربما الكثير من المواربة.. لا أنصح بهذا الكتاب للذين يبحثون عن رواية ممتعة، إنها الخراب الجميل ...
حبة كل ست ساعات كافية لرفع عتبة الألم، بس محمود درويش؟ ما رح أخجل هالصبي وأحكيلو إنو " مأساتي التي أحيا نصيبي من مآسيكم" الي نسبها لدرويش مو لإلو، حبة كل ست ساعات وهيك بنرفع عتبة الألم. من أنتِ يا هناء؟ حمامة الأيكِ أنا -بل غصة العمر أنتِ. طلعت من مخيم اليرموك، صرت أحسب على المثقفين السوريين، إيه بس إنت فلسطيني شو دخلك؟. آخر مقطع بمسلسل الغفران ما حد حس فيه قد رزان، هيك إدّعت، هي كانت نهايتنا وأنا حطيت نهايتنا بالمسلسل. ومسلسل أيامنا الحلوة ! إيه بس ما عادت أيامنا حلوة والله يا أستاز. كنت عم بمشي، معك ميتين ليرة أستاز؟ إلي معو بيعطي يلي ما معو، أخشى ما أخشاه أن يكون اسم دمشق مدينة الشحاذين، بعدما كان اسمها مدينة الياسمين. لمَّا ما منقدر على الجلاد منقول الحق على الضحية. بس إنت فلسطيني شو دخلك؟ هؤلاء هم أهلي، شعبٌ فائض عن حاجة الجميع. قذيفة. حمى. رشا؟ بالصفحة 291، بدل ما أقول افتحي السبيكر يا رشا، قلت لهناء، تراها لاحظت هالغلطة الصغيرة؟ لمّا كان عمري 13 سنة إجتني أول هدية، علاقة مفاتيح، وانتهى فيي العمر، وأنا ما معي ولا مفتاح ...
اخطأ الكاتب حين قدّم كتابه على انّه رواية و بالتالي اصبح لزاماً علينا ان نحكم عليه ضمن معايير الاعمال الروائية التلقيدية. للاسف هذا العمل بالطريقة التي كُتب و قدّم فيها ليس رواية بالمعنى الادبي للكلمة. هي مذكرات او سيرة ذاتية -تشبه الهذيان في بعض الاماكن- لرجل مفعم بالانسانية مرهف الحسّ. القسم الثاني من الرواية (المشاهد الثلاث الاخيرة) اشّد عمقاً من الاجزاء الاولى التي تبدو مترهّلة و مشتّتة لكثرة ما استخدمت فيها اللهجة المحكية الشامية. من شاهد المسلسل اولاً حتماً سيصاب بخيبة امل عند قراءة الكتاب لانّ هذا الاخير لا يرتقي لجودة المسلسل. يبقى ان اقول رغم ضعفه الادبي الا ان الكتاب يتميّز بمعايير انسانية عالية شديدة الالتصاق بالواقع السوري.
هذه قراءتي الثانية، تفصلني أكثر من خمس سنوات بين القراءتين، وتقييم واحدٌ مُشترك. يعجبني هذا النوع من " العشوائيّات" التي لا يمكن أن توصف بـ كونها رواية، لافتقارها إلى مقومات ذلك، ولا يمكن أن تكون أقل من كونها نادرة فنيّه. أحبها، أحب طريقة حسن، أحب كيف جعل من هلوسات الفكر والقلب كتابًا ذا شأن، كيف يصف كل شيء بشفافيّة تامة، وكيف يتيح لنا التماهي معه في جميع جوانب حياته… أعلم أن هذه لن تكون قراءتي الأخيرة، سأعود دومًا إليها، كلما احتجتُ إلى عتبة أستوعب من خلالها أن الألم هو أكثر الأشياء طبيعية. وربما هذا العام أتعرف إلى مسلسل " الندم".
خلط بين اللهجة العامية وبين الفصحى لم يعجبني ... اما يكون العمل بالفصحى بشكل كامل او يكون بالعامية بشكل كامل وبما ان العمل كان على نحو ما سيرة ذاتية كان من الأفضل ان يكون بشكل كامل بالعامية "رغم انني احب الفصحى"
حمامة الأيك أنا .. وغصة العمر أنت .. رواية تتكلم بلسان حالنا كعرب وكسوريين .. احببت تفاصيلها جدا .. وذلك السرد الكلامي .. ولكنني ضعت في تنسيق الكتاب والمحادثات .. فلم أستطع دائما ربط الكلام جيدا .. عتبة الألم .. رواية تشهد على الزمن البائس الذي وصلنا إليه ..
تُشتَرى الكتب لثلاث: لغلافها الحسن، أو اسم كاتبها، أو عنوانها المشوّق، أمّا أنا فقد اشتريتُ (عتبة الألم) لاسم كاتبها أولاً، ولتشجيع الكثير من الأصدقاء الناصحين الذين سبقوني إليها ثانياً، فاشتريتها بحماس وفي صفحتها الأولى أوقعني الكاتب بالفخ، قيّدني بها فكنت لا أميل لغيرها حتى أنهيتها مُعجباً بها ومغرم، وسجّلت حولها التفاصيل التالية:
-🔸️ نصب الكاتب -إذن- في صفحات الرواية الأولى فخاً لقرّاءه وأيقن أنهم كلهم سيقعون به لا محالة، وصدق الكاتب في ظنّه إذ أنّ بداية الرواية شديدة التشويق وسلسة جدّاً، هي واضحة وبسيطة تجعل القارئ ينساب معها حتى النهاية.
-🔸️ لم يتوخّ الكاتب الحذر تجاه أي قضية تناولتها الرواية، بل جعل يكتب بتلقائيّة وعفوية بالغة الوضوح والشفافية وسمّى كلّ الأشياء بمسمياتها وصدق قرّاءه عندما أبدى رأيه في الحرب السورية، في القضية الفلسطينية، في كل القوى المتصارعة، لم يهمّه المحاباة والمجاملة في شيء.
- 🔸️ لايمكن اعتبار هذا العمل رواية، والتوصيف الأقرب للإقناع هو ما ذكره الكاتب نفسه عندما صنّفها على أنّها (سرد عشوائي لما يشبه السيرة الذاتية)، فالسارد هو الكاتب نفسه (حسن سامي يوسف) الروائي والكاتب التلفزيوني المعروف، وخلال الرواية يحكي بعض الظروف والإرهاصات التي سبقت كتابته لأعماله التلفزيونية الشهيرة، كما عرّج على ذكر مواقف حاصلة خلال دراسته في روسيا، كل ذلك يجعلنا نتأكد من أنّنا أمام سيرة ذاتية لا نص روائي.
- 🔸️في الكتاب مضامين كثيرة يركز عليها الكاتب بشدّة: مخيم اليرموك، علاقة الفلسطيني/السوري بالأزمة السورية، التيه والشتات، الحب؛ وهنا يُسهب الكاتب في الحديث عن النسوة اللاتي ملأن حياته (رزان، ليلى، رشا، هناء) ويمضي أكثر من ثلثي العمل في حواراتٍ شيقة بينه وبينهنّ لدرجة أنّني ظننتُ أن تسمية الكتاب (نسوةٌ حول الراوي حسن) أقرب لواقع الكتاب.
- 🔸️يعترف الكاتب ببغضه لكلمة (وطن) ويرى أنّ كلمة (بيت) أصدق وأوفى للمعنى، كما يعترف ببغضه لكل القوى الفلسطينية كهيئة التحرير، وياسر عرفات، وربما لفتح وحماس، وأن ولائه المطلق سيبقى ل(حنظلة) شخصية (ناجي العلي) الكاريكاتورية التي تستدبر العالم طيلة الوقت.
- 🔸️رغم ضخامة الرواية لكنّها تُقرأ بسرعة وسهولة لاعتماد الكاتب على لغة مُباشرة، لكنّه(وهذا من سلبيات الرواية) جمع بين الفصحى والعاميّة بشكلٍ مبالغٍ فيه، بعض الجمل كان يكتبها بالفصحى ويكملها فجأةً بالعامية، أرى أنّه من الأجدر لو ترك الحوار عاميّاً والسرد فصيحاً.
- 🔸️غير العاميّة، تبنّى الكاتب سياسة لغوية هيّنة على القارئ كالجمل القصيرة جدّاً، والتقدّم بالأحداث اعتماداً على الأسئلة وأجوبتها بين الشخصيات، وقد أحصيتُ في هذا الكتاب أكثر من ألفي سؤال، كما أنّ دراسة الكاتب الأكاديمية (تخصّص كتابة السيناريو) جعلت من الرواية واضحة المعالم، فصار القارئ كمن يشاهد الأحداث بأمّ عينه لا بفكره ومخيّلته.
- 🔸️علمتُ متأخّراً أنّ هذه الرواية استحالت مسلسلاً عُرض على الشاشة الصغيرة بعنوان (الندم) ومن اخراج (الليث حجو)، ولم تتسنّ لي الفرجة عليه ولا أنوي ذلك قريباً أو بعيداً كوني لم أكن يوماً من محبي الدراما والأعمال المتلفزة، لكن بعضاً ممّن أثق برأيهم أشاروا عليّ بجودة العمل وأنّه يستحق أن نهدر لأجله ثلاثين ساعةً من عمرنا الفاني!!
- 🔸️ صدرت الرواية عن دار الفرات للنشر، وتقع في 307 صفحات من القطع الكبير، وهي رواية جميلة ومؤثرة وأظنّها من أكثر الأعمال الأدبية شفافيةً وعفوية.
"- في شي إسمو عتبة الألم، سمعانة بهالمصطلح؟ أومأت رشا بوجهها سلبا، و تابع الطبيب كلامه : كتير مهم إنو نرفع عتبة الألم ،خديها قاعدة بحياتك"
#عتبة_الألم للكاتب و السيناريست الفلسطيني الذي رحل عنا هذا الشهر #حسن_سامي_يوسف
ولد حسن سامي يوسف في فلسطين المحتلة قبل النكبة بثلاثة أعوام ، ثم هاجر مع عائلته و كبر و ترعرع في مخيم اليرموك بالعاصمة السورية دمشق.
هذا الرجل الذي لا يذكر شيئا عن وطنه اتخذ وطنا جديدا و ظل يحمل فلسطينيته في قلبه. كبر الطفل الصغير و أصبح روائيا و عمادا من أعمدة الدراما السورية ..فقد لمع إسمه كأحد أهم كتاب الدراما.. شارك صديقه نجيب نصير في عدة مسلسلات كالانتظار و زمن العار و السراب ..و ألف مسلسلات أخرى مهمة مثل الغفران و آخر أعماله كان مسلسل الندم المأخوذ عن هذه الرواية تحديدا.
عتبة الألم يروي فيها الكاتب يومياته خلال الأزمة السورية ، يعطي انطباعاته على كل ما يحدث و يعود بالتاريخ إلى حياته السابقة كابن و كزوج و ككاتب مشهور .. ماهي المواقف التي واجه فيها السلطة قبل و أثناء الحرب؟
لكل امرأة في حياته نصيب من مسلسلاته، فنجد عزة من مسلسل الغفران و نجد خاصة هناء من مسلسل الندم ، هناء التي أسماها غصة العمر
تجدر الإشارة إلى أن حسن سامي يوسف (و هو عروة الغول في المسلسل) لم يغادر دمشق أثناء الحرب، رغم سهولة الهجرة بالنسبة إليه و رغم أنه حاول الاستقرار في القاهرة. كان خائفا من الشتات الفلسطيني الثاني ..يرثي في هذه الرواية أفراد عائلته الذين ذاقوا ويلات الحروب و أولئك الذين تشتتوا في كل أنحاء العالم.. يتساءل ماذا تعني فلسطين للإخوة العرب ، و هل هم إخوة فعلا .. و إذا كانوا إخوة فلماذا يعاملونهم بهذه الطريقة..
هي رواية يختلط فيها الحقيقي بالمتخيل، رواية فيها أحداث و فيها خواطر.. و كأن الكاتب يفضفض للقارئ بكل مكنوناته و أفكاره.. الرواية التي استند عليها الكاتب و حولها إلى مسلسل رائع و هو الندم من إخراج الليث حجو ..و أظن حتما أن الندم هو أفضل عمل صوّر الأزمة السورية .. رحم الله حسن سامي يوسف مات و بقلبه أكثر من غصة على سوريا و على فلسطين و على الدراما السورية و العربية ككل .
"مرهق أنت مرهق و موجع الظهر الرقبة العينان أصابع يديك التي أمسكت بالقلم طوال الليل و أنت تكتب عن الندم ليس الندم على حياة عابرة بل الندم على بلاد عابرة مرهق و موجع أنت و ما باليد حيلة فكل شيء يبعث على الوجع و كل شيء بات يستثير الندم"
*اقتباس: "أستطيع أن أكتب عن هذه الكارثة التي شملتنا جميعا. المشكلة في السؤال المرعب الذي سوف يلقيه الجميع في وجهي : "إنت فلسطيني، شو دخلك ؟" " مسلسل الندم مأخوذ عن هذه الرواية أو لنقل فقط أنه جزء من الرواية مع بعض الإضافات الدرامية طبعا .. رواية تسلطّ الضوء على العديد من القضايا (اللاجئين الفلسطينيين .. مخيم اليرموك .. الثورة السورية وماترتّب عنها من أزمات ... ). بما أن كاتب الرواية هو فلسطيني يعيش ما يعيشه باقي اللاجئين الفلسطينيين في جميع أنحاء العالم و سوريّ كذلك عاش معظم حياته بسوريا بما في ذلك الثورة السورية وتبعاتها فلاشكّ أنه خير من يحكي عن هذه المعاناة بشكل أو بآخر .. جائت هذه الرواية بصفة سيرة ذاتية وكأنها تُسرد بشكل عشوائي بها العديد من المشاهد المتفرقة تجمع بين ذكريات الماضي و آلام الحاضر، بأسلوب يجمع بين العامية السورية والعربية الفُصحى . ❤️
أنا أحب حسن سامي يوسف كسيناريست مبدع يحترم مشاهده وفكره (سواء في أعماله المنفردة أو بالشراكة مع نجيب نصير) . إلا أن عمله الأخير "الندم" لم يكن بمستوى توقعاتي على الإطلاق رغم المشاهدة الكبيرة التي حققها (ربما لرداءة الأعمال الدرامية السورية المنافسة والمنحدرة تدريجيا خلال سنوات الحرب) .. هذا الكتاب هو المادة الخام للمسلسل رغم الكثير من التعديلات الجوهرية . بداية لا أعرف ما هو تصنيف الكتاب , يقول الغلاف بأنه "رواية في خمسة مشاهد وعديد المشاهدات" , إلا أن الخواطر واليوميات الشخصية كان التصنيف الانسب . يتحدث الكاتب عن يومياته زمن الحرب , ما رآه من خراب حل بنفوس الناس قبل مدنهم , وما شعر به من تمييز وعجز , وإنكار البعض لإنتمائه السوري كفلسطيني عاش عمره في دمشق وحدها . عن معاناة الفلسطينيين السوريين , كفلسطينيين أينما حلوا , و كسوريين الذكرى والكارثة والمصير.
مشكلة "الرواية" بأنها مفككة في الغالب , مليئة بحوارات غير منطقية وبتفاصيل كان يمكن الإستغناء عنها كليا . بالإضافة إلى أن استخدام العامية المتكرر وغير المبرر خارج جمل الحوار (في المشاهدات غالبا) أثر بشكل سلبي كبير على الرواية , والأسوأ استخدام الجمل المختلطة بين الفصحى والعامية. فجملة مثل : ص 23 "خرج صاحب السيارة من بناء مجاور , شغلها عن بعد بالريموت كنترول واقترب منها , فوجئ بالمخالفة تحت ماسحة الزجاج , تناولها من هناك , ومن دون ما يقرأ فيها حرف واحد , مزقها لنتف زغيرة" لا بد أن تخفض قيمة أي رواية وأن تشوش على أي قارئ لكتاب (لا لسيناريو معد للتصوير) حتى لو كان سردا لخواطر ومشاهدات شخصية .
ومع هذا لا بد من الاعتراف بأن الرواية مليئة أيضا بالكثير مما كُتب بوجع شخصي حقيقي وصل إلي بصدق , وظهر فيه ما نتوقعه من كاتب كحسن سامي يوسف , وأعني حديثه عن والدته وأخيه (الكاتب والشاعر يوسف سامي اليوسف) الراحلين , وعن دمشق ... ................................................................
من الكتاب:
صباح ربيعي يغويك بالرحيل نحو غوطة دمشقية كانت بهيجة , ولم تعد .. احزن إن شئت , تحسر , اكتئب , تذكر ما طابت لك الذكرى , افعل ما بدا لك .. هواء كل أحزانك , هواء كل أحلامك .. أسدل هذه الستارة , توقف عن الحنين المخادع , انس الخوالي الهنيئة , فلا شيء عاد ينقذ من هذه القسوة الصقيعية في جنبات روحك .. شمس الربيع لم تعد دفيئة ... كل شيء بات يبعث على الوجع .. وكل شيء بات يستثير الندم ...
في دمشق , وحدها , أستطيع أن ألملم بعضي إلى بعضي ... لا , لن أغادر هذا المنزل . بل إنني سوف أحافظ عليه , وسوف أحاول المحافظة على نفسي ... أنا في دمشق ... سوف أصمد , لن أقفز من فوق الخط الأحمر... في كل مناحي الحياة هناك دائما خط أحمر يجب عدم تجاوزه بحال من الأحوال .. لا لشيء سوى من ��جل ألا نرمي إنسانيتنا في الزبالة . ____
واحدة من مهمات الأدب والأديب أن يحجز له مكانا في ذاكرة الشعب في الأحداث المفصلية التي قد يمر من خلالها هذا الشعب. ولقد كان لحسن سامي يوسف أن ينال شرف النجاح في هذه المهمة, بوضعه ذاكرة قد لا تكون سوى هامش في تاريخ السبع سنوات التي مرت بهذ هذه البلد وأهلها. في "عتبة الألم" ينضح الألم من هذه العتبة ويتجاوزها لملئ كؤوسا كثيرة. كؤوسا كافية لأن تجرّعك مرارة شديدة لن تنساها, وخاصة أولئك الذين عاشوا في ظل هذه الأوقات المريرة وأنا ليس واحدا منهم, لذا لا يحق لي أن أضع درجة لتلك المرارة, ولكن حسن سامي يوسف قدم لي نفس الكأس ونفس الجرعة من خلال عمله "عتبة الألم". وربما الأجمل في تلك الرواية كانت أحاديث المشاعرالإنسانية عن الماضي بين حسن ورشا من خلال كل تفاصيلها الجميلة والقبيحة والمؤلمة وخصوصا علاقة حسن بهناء, إنه أديب سيجعلك تبكي وتضحك, ومن هنا نعرف القيمة الأدبية الكبيرة التي أدركتها بعد قراءة هذا العمل, حسن سامي يوسف من طينة الكبار والمعلمين.
أحببتُ في هذا الكتاب أنه تمشّى بي في شوارع دمشق التي خبِرتها جيدا.. وخطأ اعتقدتُ أنني حملتها في قلبي إذ غادرتها، فدمشق هذه التي يحكي عنها الكاتب باتت حزينة ومجنونة ويصعبُ التكهن بآتيها.. رأيتها بعيني الكاتب ولامست أوجاعها عن قرب.. إضافة إلى الكثير من التفاصيل والقصص الشخصية والصور اليومية التي رصدها الكاتب في كلماته. من الجلي تمامًا أن الكاتب متأثر بمهنته في الكتابة التليفزيونية، ومن المحتمل أنه قد وقع في فخ الإسهاب، إلا أن ذلك لم يحجب عنصر التشويق، ولن يخطر لك بأن تضع الكتاب جانبًا..
أجمل روايه اقرأها ! رائعه ومؤثره وقريبه للقلب لأبعد الحدود. علاقته بمخيم اليرموك وشدة اتصاله بفلسطين وكونه فلسطيني مقيم بسوريا وتأثره بأحداث سوريا كلها دلاله على مصداقيته في نقل الأحداث ووصفها! على الرغم من علاقاته الكثيره بالنساء إلا أنّ علاقته بهناء"غصة العمر" كانت أجملها! يبقى السؤال الوارد : هل الطريق طويل أم يطول؟ أخيراً، وصفه لأخيه وما كان يمتلك من مكتبه في بيته بمخيم اليرموك شجعني على إقامة مكتبه غنيه في منزلي أيضاً