يوسف باسيل شلحت (1919 ـــ 1994) ، عالم وباحث في علم الإجتماع الديني والإتنولوجيا ، ويكاد أن يكون مؤسّس علم الاجتماع الدينيِّ العربيِّ ، نظراً لأهميته الكبيرة وأبحاثه الرائدة في مجال الدراسات الأنثروبولوجية و الإثنولوجيّة . التحق في جامعة السوربون (Sorbonne) من أجل متابعة تخصّصه في علم الاجتماع. حصل على شهادة الدكتوراه عن أطروحة (Le sacrifice chez les Arabes) (الأضاحي عند العرب) تحت إشراف الأنثربولوجي الفرنسي مارسيل غريول (Marcel Griaule) (1898 _1956). أختير ضمن فريق كلود ليفي ستروس (Claude Lévi-Strauss) (1908 _ 2009) كمختصٍّ في الأنثروبولوجيا في العالم العربي، فعمل في المركز الوطني للبحوث العلميّة (C.N.R. S) في باريس مع ستروس والمؤرخ جاك بيرك (1910 _1995) والمستشرق مكسيم ردونسون (1915_ 2004) (انظر: François, Pouillon, Dictionnaire des orientalistes de langue française,éditions Karthala, 2008)
مادة هذا الكتاب -على ما فيها من تهويل وضعف في التأريخ- هي على درجة بالغة من الأهمية لعدة أسباب. فالكتاب يسلط الضوء على طبيعة مهمة لاسكاريس دوفانتيميل، الذي تحمّل تحقيق رؤية نابليون بفتح طريق برية بين أوروبا والهند، مع ما اقتضى ذلك من التعرف على طبيعة البلاد العربية وناسها من ساحل البحر الأبيض مروراً ببادية الشام والعراق وفارس. وقد كان ذلك في فترة تاريخية متفجرة بالأحداث، وفي أوج عز الدولة السعودية الأولى، المتصادمة طبيعياً مع باقي عرب الجزيرة ومع السلطة العثمانية وولاتها في كل الولايات المحيطة.
عرف الفرنسيون هذه المغامرات أولاً إثر نشر مذكرات لاسكاريس وتحويرها إلى أعمال أدبية. ومنذ البدء وُصمت المادة بالكذب والبهتان وتم نفي المصداقية عن المغامرة بأسرها بوصفها عملاً من نسج الخيال. أما مذكرات فتح الله الحلبي هذه فلها نصيبها من البهتان والاختلاق واللعب بالتواريخ، لكنها تظل في أساسها أصيلة وحافلة بالحقائق العمومية كما قرر غير محقق ومنهم علامة الجزيرة حمد الجاسر. ومع أن وصف الدرعية لا يحتل إلا نسبة ضئيلة من هذه المذكرات، إلا أن وصف الحلبي، والذي أوقعته الأقدرا ليكون مرافقاً للاسكاريس في مغامرته المدهشة طوال 7 سنوات، أقول أن الوصف للطريق إلى الدرعية، وعادات العرب وأخلاقهم وطبيعة نزاعاتهم وأدوار الساسة والحكام والولاة، كل ذلك هو شهادة لا تقدر بثمن لسوسيولوجيا ذلك الزمان وجغرافيته.
كتاب مهم للتعرف على العلاقة بين نابليون وآل سعود، ودور فارس عنزة الدريعي الشعلان، وحال الولايات العثمانية على حدود الجزيرة في وقت كانت حملة محمد علي باشا على الدرعية تكتسب زخمها.
أما تحقيق الدكتور يوسف شلحد وتحريره للهجة فتح الله الصايغ الحلبية القديمة فلا يعلى عليه.
انا اعتقد بأن هذي الرحله غير حقيقه اساسا وهي اقرب لأن تكون روايه من ان تكون كتاب تاريخي يتحدث عن حقائق ! اسماء شخصيات لا وجود لها مثل لاسكاريس الفرنسي و ميلادي استانوب الانجليزيه و الشيخ سعد البخاري من خراسان بالاضافه الى اللخبطه بالاسماء و الاتجاهات و المسافات ومقابلة الدريعي بن شعلان مع ابن سعود في الدرعيه التي لم تحصل اساسا! والشيخ ابو نقطه الذي هجم على حماة من ضمن الجيش الوهابي وهو متوفي قبل ١٨١٠ ميلادي ! ولا استبعد ان شخصية فتح الله الحلبي غير موجوده و المذكرات غير حقيقه الا انه شخص عروبي او بعثي يريد يحافظ على وحدة سوريا البعث من خطر المد الوهابي ! فكتب كل هذا التخريف ولاعطاء هذا الكتاب صفه تاريخيه تم تطعيمه ببعض الشخصيات الاعلام المشهوره من بادية سوريا وحاضرتها مع الاحداث و الوقائع التي مروا بها
كتاب رائع للغاية، ولا أرى فيه الكثير من المبالغة، فكما أرسل الإنجليز توماس لورنس، وكما أرسل النمساويون ألويس موسيل حينها، لجمع القبائل تحت مفاهيم قومية شائعة في أوروبا، يمكن لفرنسا أن تفعل ذلك قبلهم (وليست المئة عام بالمدة الطويلة). يثير الكتاب حماسة البعض وعداء البعض الآخر بناءاً على توجهاتهم السياسية وجنسيتاهم الحالية، وأنا أرى بأن كل ما فيه من المعقول الممكن. أعتقد بأن نسخة يوسف شلحد أعطت الكتاب حقه أكثر من النسخة السعودية من الكتاب (التي نشرها عبدالله العسكر).