وأنتِ التي إن شئتِ كدّرتِ عيشتي وإن شئتِ بعد الله أنعمتِ باليا وأنتِ التي ما من صديقٍ ولا عدى يرى نِضْوَ ما أبقيتِ إلا رَثَى ليا وإني لتثنيني الحفيظةُ كلما لقيتُكِ يوما أن أبُثّكِ ما بيا. وددتُ على حبِّي الحياة لو أنها يُزادُ لها في عُمرها من حياتيا هي السِّحرُ، إلا أنّ للسحرِ رُقْية وإني لا أُلْفي لها الدهرَ راقيا لحى الله أقواما يقولون: إننا وجدنا طوال النأي للحبِّ شافيا
هي السِّحر الّا أنّ للسِّحر رقيةً** وإني لا أُلفي لها الدهر راقيا أحب الأيامى إذ بثينة ايّمٌ**وأحببتُ لمّا أن غنيتِ الغوانيا أُحبّ من الأسماء ما وافق اسمها**وأشبهه أو كان منه مُدانيا ودِدتُ على حبّ الحياة لو أنها**يُزاد لها في عُمرها من حياتيا *************************************** ولا زادني الواشون الّا صبابة**ولا كثرة الواشين الّا تماديا ألم تعلمي يا عذبة الرّيق انني**أظلّ اذا لم ألق وجهك صاديا؟ لقد خفت أن ألقى المنيّة بغتة**وفي النفس حاجات اليكِ كما هيا وإني لينسيني لقاءكِ كلّما**لقيتك يوما أن أبثك ما بيا *************************************** لها مقلة كحْلاءٌ نجْلاء خلِقةٌ**كأنّ أباها الظبي أو أمها مها دهَتْني بودٍّ قاتلٍ وهو مُتلفي**وكم قتلتْ بالودّ من وَدَّها دها
ألا ليت ريعان الشبابِ جديدُ ودهراً تولّى يا بثين يعودُ فنبقى كما كنا نكونُ، وأنتمُ قريبٌ، وإذ ما تبذلين زهيدُ
ديوان رقيق مخطوط بماء الورد وعبير الحب، طالعته غير مرة على فترات متفاوتة، ولا أحسبني أملّ من ترداده وإنشاده وهو من عيون الغزل العذري، وجميل بن معمر إمام متقدم في هذا الفن
ومما لا أنساه منه قوله: ولو أرسلت يوماً بثينةُ تبتغي يميني، ولو عزّت عليّ يميني لأعطيتُها ما جاء يبغي رسولُها وقلتُ لها بعد اليمين، سَليني سليني مالي يا بثين وإنما يبيّنُ عند المالِ كلُ ضنينِ
ومما يرق له قلب العليل، قوله: وإني لأرضى منكِ يا بثن بالذي لو أبصره الواشي، لقرّت بلابلُهْ بلا، وبأن لا أستطيع، وبالمُنى وبالوعدِ، حتى يسأمَ الوعد آملُهْ
أحب كتب الشعر عمومًا والشعر العربي الفصيح خصوصًا لأنه يلمس أعمق نقاط الروح بصوره الجمالية، والحمد لله لأني حظيت بفرصة امتلاك وقراءة هذا الديوان السهل والجميل كاسم شاعره.
قصة (جميل بثينة) من اجمل قصص الحب الني قرأت عنها :) ، أجمل حتى من قصة قيس و ليلى بالنسبة لي <3 :) ***** أرى كلّ معشوقينِ، غيري وغيرَها يَلَذّانِ في الدّنْيا ويَغْتَبِطَانِ وأمشي ، وتمشي في البلادِ كأننا أسِيران، للأعداءِ، مُرتَهَنانِ أصلي، فأبكي في الصلاة ِ لذكرها ليَ الويلُ ممّا يكتبُ الملكانِ ضَمِنْتُ لها أنْ لا أهيمَ بغيرِهَا وقد وثقتْ مني بغيرِ ضمانِ ألا، يا عبادَ الله، قوموا لتسمعوا خصومة َ معشوقينِ يختصمانِ وفي كل عامٍ يستجدانِ، مرة ً عتابًا وهجرًا، ثمّ يصطلحانِ يعيشانِ في الدّنْيا غَريبَينِ، أينما أقاما، وفي الأعوامِ يلتقيانِ
المختارات === رِدِ الماءَ ما جاءت بصفوٍ ذنائبهْ – و دعْهُ إذا خيضتْ بطرقٍ مشاربُهْ أعاتبُ من يحلو لديّ عتابهُ – وأتركُ من لا أشتهي وأجانبهْ === وددتُ –ولا تغني الودادةُ- أنها – نصيبي من الدنيا وأني نصيبها === أريدُ صلاحها وتريدُ قتلي – فشتَّى بين قتلي والصلاحِ === عدمتُكَ من حبٍ أما منكَ راحةٌ ؟! – وما بكَ عني من توانٍ ولا فتْرِ ؟! === ألا تتقينَ اللهَ فيمن قتلتِهِ – فأمسى إليكم خاشعاً يتضرَّعُ ألا تتقينَ اللهَ في قتلِ عاشقٍ – لهُ كبِدٌ حرَّى عليكِ تقطَّعُ === لا خيرَ في الحبِّ وقفاً لا تحركهُ – عوارضُ اليأس أو يرتاحهُ الطمعُ لو كان لي صبرُها أو عندها جزعي – لكنتُ أملكُ ما آتي وما أدَعُ إذا دعا باسمها داعٍ ليحزنني – كادتْ له شعبةٌ من مهجتي تقعُ لا أحمل اللومَ فيها والغرامَ بها – لا حمَّلَ اللهُ نفساً فوق ما تسعُ === أرى كلّ معشوقينِ، غيري وغيرَها - يَلَذّانِ في الدّنْيا ويَغْتَبِطَانِ وأمشي ، وتمشي في ��لبلادِ - كأننا أسِيران، للأعداءِ، مُرتَهَنانِ أصلي، فأبكي في الصلاة ِ لذكرها - ليَ الويلُ ممّا يكتبُ الملكانِ ضَمِنْتُ لها أنْ لا أهيمَ بغيرِهَا - وقد وثقتْ مني بغيرِ ضمانِ ألا، يا عبادَ الله، قوموا لتسمعوا - خصومة َ معشوقينِ يختصمانِ وفي كل عامٍ يستجدانِ، مرة ً - عتابًا وهجرًا، ثمّ يصطلحانِ يعيشانِ في الدّنْيا غَريبَينِ، أينما - أقاما، وفي الأعوامِ يلتقيانِ === ولعلَّ أيامَ الحياةِ قليلةٌ – فعلامَ يكثرُ عّتْبُنا ويطولُ ؟! === وقلتُ لها: اعتللتِ بغير ذنبٍ – وشرُّ الناسِ ذو العلل البخيلُ ففاتيني إلى حَكَمٍ من اهلي – وأهلكِ لا يحيفُ ولا يميلُ فقالت: أبتغي حكماً من اهلي – ولا يدري بنا الواشي المحولُ ( المَحُول: ذو المكائد ) فولينا الحكومة ذا سجوفٍ – أخا دنيا له طرفٌ كليلُ ( أي ولينا الحكم لشخص ضعيف البصر بيننا وبينه ستر لكيلا يرانا ) فقلنا: ما قضيتَ به رضينا – وأنتَ بما قضيت به كفيلُ قضاؤك نافذ، فاحكم علينا – بما تهوى ورأيك لا يفيلُ ( لا يفيل: لا يخيب ويبطل ) فقلتُ له: قُتِلتُ بغير جُرمٍ – وغِبُّ الظلمِ مرتعهُ وبيلُ ( غب: عاقبة ، وبيل: سيء ) فـ سلْ هذي: متى تقضي ديوني – وهل يقضيكَ ذو العلل المَطُولِ ؟! ( المطول: المماطل ) فقالت: إن ذا كذبٌ وبُطْلٌ – وشرٌّ من خصومتهِ طويلُ أأقتلهُ، وما لي من سلاح – وما بي لو أقاتلهُ حويلُ ؟! ( حويل: قوة ) ولم آخذ له مالاً فيُـلـفَى – له دَيْنٌ عليَّ كما يقولُ وعند أميرنا حكم وعدل – ورأيٌ بعد ذلكمُ أصيلُ فقال أميرنا: هاتوا شهوداً – فقلتُ: شهيدنا الملك الجليلُ فقال: يمينها، وبذالك أقضي – وكل قضائه حسنٌ جميلُ فبتَّتْ حَلفة ما لي لديها – نقيرٌ أدعيه ولا فتيل ! ( فبتَّتْ حَلفة: أقسمت قسماً مؤكداً ) فقلتُ لها، وقد غلب التعزي: - أما يُقضى لنا يا "بَثْنَ" سول ؟ ( سول: طلب ) فقالت ثم زجّتْ حاجبيها: - أطلتَ، ولست في شيء تطيلُ ! فلا يجدنَّكَ الأعداء عندي – فتثكلني، وإياكَ الثكولُ ! ( فتثكلني، وإياكَ الثكولُ: أي يقتلونني وإياك ) === وإني لأرضى من بثينة بالذي – لو ابصرهُ الواشي لقرَّت بلابلُهْ ( بلابلُهْ: هواجسه ) بـ لا، وبأن لا أستطيع، وبالمُنى – وبالأمل المرجوِّ قد خاب آمِلُهْ وبالنظرة العجلى، وبالحَوْلِ تنقضي – أواخرهُ لا نلتقي، وأوائلهْ ( الحول: العام ) === فـ لرُبَّ عارضةٍ علينا وصلها – بالجدِّ تخلطهُ بهزل الهازلِ فأجبتها بالقول بعد تسترٍ: - حبي بثينة عن وصالكِ شاغلي لو كان في صدري كقدر قُلامةٍ – فضلٌ، وصلتُكِ أو أتتكِ رسائلي ! ( قلامة: ما يُقص من الظفر عند تقليمه ، فضل: زيادة ) === لما نذر أهل بثينة دم جميل وأباحهم السلطان قتله، أعذروا إلى أهله، وشكوه إلى أبيه، وناشدوه الله والرحم وسألوه كفَّ ابنه عما يتعرض له ويفضحهم به في فتاتهم. فوعدهم كفه ومنعه ما استطاع، ثم انصرفوا. فدعا به فقال له: يا بُنيّ، حتى متى أنت عَمِهٌ في ضلالك، لا تأنف من أن تتعلق بذات بعل يخلو بها وأنت عنها بمعزل، ثم تقوم من عنده إليك فتغرك بخداعها وتريك الصفاء والمودة، وهي مضمرة لبعلها ما تضمره الحرة لمن ملكها، فيكون قولها لك تعليلاً وغروراً، فإذا انصرفت عنها عادتْ إلى بعلها على حالتها المبذولة ؛ إن هذا لذلٌّ وضيم ! ما أعرف أخيب سهماً ولا أضيع عمراً منك. فأنشدك الله إلا كففت وتأملت أمرك ؛ فإنك تعلم أن ما قلتُهُ حق، ولو كان إليها سبيل لبذلتُ ما أملكه فيها، ولكن هذا أمر قد فات واستبد به من قُدّر له، وفي النساء عِوَض. فقال له جميل: الرأي ما رأيتَ، والقولُ كما قلتَ ؛ فهل رأيت قبلي أحداً قدر أن يدفع عن قلبه هواه، أو ملك أن يُسلي نفسه، أو استطاع أن يدفع ما قُضيَ عليه ؟! والله لو قدرتُ أن أمحو ذكرها من قلبي أو أزيل شخصها عن عيني لفعلتُ. ولكن لا سبيل إلى ذلك، وإنما هو بلاء بُليتُ به، وأنا أمتنع من طروق هذا الحي والإلمام بهم ولو مِتُّ كمداً؛ وهذا جهدي ومبلغ ما أقدر عليه. وقام وهو يبكي؛ فبكى أبوه ومن حضر جزعاً لما رأوا منه. === وقيل إن جميلاً لما حضرته الوفاة، وكان بمصر، دعا رجلاً فقال له : "هل لك في أن أعطيك كل ما أخلِّفه على أن تفعل شيئاً أعهده إليك ؟" فقال : "اللهم نعم". قال : "إذا أنا مِتُّ فخُذْ حُلَّتي (سترتي) هذه في حقيبتي فاعزلها جانباً ثم كل شيء سواها لك، وارحل إلى رهط بني الأحبّ من عُذرة (وهم أهل بثينة) فإذا صرتَ إليهم فارتحل ناقتي هذه واركبها، ثم البس حُلَّتي هذه واشققها ثم اعْلُ على مرتفعٍ وصِحْ بهذه الأبيات، وخَلاكَ ذم". ثم أنشده الأبيات : بكَرَ النَعِيُّ، وما كنى، بجميلِ – وثوى بمصر ثواءَ غيرِ قفولُ بكرَ النعيّ بفارسٍ ذي هِمَّةٍ، – بطلٍ، إذا حمل اللواءَ مُديلُ (مديل: منتصر) قومي بثينة، فاندبي بعويلِ – وابكي خليلَكِ دون كلِّ خليلِ .. فلما قضى جميل، وواراه، أتى هذا الرجل رهطَ بثينة، ففعل ما أمره به جميل. فما استتم الأبيات حتى برزت إليه امرأة يتبعها نسوةٌ قد فاقتهن طولاً وبرزت أمامهن كأنها بدر قد أضاء في دُجُنَّة (ليل)، وهي تتعثر في كسائها حتى أتته. فقالت: "يا هذا، والله لئن كنت صادقاً لقد قتلتني، ولئن كنت كاذباً لقد فضحتني." قال: "والله ما أنا إلا صادق." وأخرج حُلَّته. فلما رأتها صاحت بأعلى صوتها وصكَّت وجهها، واجتمع نساء الحي يبكين معها ويندُبْنه حتى صَعِقَتْ، فمكثت مغشياً عليها ساعة. ثم قامت وهي تقول : وإن سُلُوِّي عن جميلٍ لساعةٌ – من الدهر ما حانت، ولا حان حينها سواءٌ علينا، يا جميلُ بن مَعْمَرٍ، – إذا مِتَّ، بأساء الحياة ولينها فلم يُرَ يوماً كان أكثر باكياً وباكيةً منه يومئذٍ. ..=..=..=.. شكراً للصدفة التي أوقعت هذا الديوان يوماً ما بين يديَّ.
ألم تعلمي يا عذبة الريق أنني أظل إذا لم ألق وجهك صاديا ؟ لقد خفت أن ألقي المنية بغتة وفي النفس حاجات إليك كما هيا وإنـــي ليُنسينــي لقــــاؤك كلَّمــا لقيتك يوما أن أبُثّــــــكِ ما بيـــــا
****
وأمشى وتمشى في البلاد كأننا أسيـــران للأعــــداء مرتهنــان أصلي فأبكى فى الصلاة لذكرها لى الويــــل مما يكتب الملكـــان
****
ولو أن ألفـــاً دونَ بَـثـنــةَ كُـلّهم غيارى وكل مزمعون على قتلى لحاولتُها إمـا نهاراً مُــجاهراً وإما سُرى ليلٍ ولو قطعوا رجلى
****
فيا لك منظراً ومسير ركب شجانى حين أبعد في الفياح ويا لك خُلّةً ظفرت بعقلى كما ظفر المقامر بالقداح أريد صلاحها وتريد قتلى وشتى بين قتلى والصلاح لعمر أبيك لا تجدين عهدى كعهدك فى المودة والسماح ولو أرسلت تستهدين نفسى أتاك بها رسولك فى سراح
****
خليلــيّ إن قالت بثينـــة ما لـه أتانا بلا وعدٍ ؟ فقولا لها : لها أتى وهو مشغول لعظم الذى به ومن بات طول الليل يرعى السهى سها بثينة تُزرى بالغزالة فى الضحى وإذا برزت لم تبقى يوما بها بَــها لها مقلة كحلاء نَجلاءُ خلقةً كأن أباها الظبى أو أمًها مها دهتنى بود قاتلٍ وهو مُتلفى وكم قتلت بالوُدّ مَن وَدّها دَها
****
وإنى لأرضى من بُثينةَ بالذى لو أبصره الواشى لقرت بلابله بلا ، وبألا أستطيع ، وبالمنى ، وبالوعد حتى يسأم الوعد آمِلُهْ وبالنظرة العَجلى وبالحول تنقضى أواخره ، لا نلتقــــــى وأوائلُــــــه
****
لا والذى تسجد الجباه لهُ ما لى بما دون ثوبها خبر ولا بفيها ولا هممت به ما كان إلا الحديث والنظر
جميل بثينة.. أرق الشعر وأعذبه وأعفه. "إن القليل كثيرٌ منكِ ينفعني .. وما سِواه كثيرٌ غير نفّاعِ .." "تمتعت منها يوم بالوا بنظرةٍ .. وهل عاشقٌ من نظرةٍ يتمتعُ؟ .. كفى حزنًا للمرء ما عاشَ أنّه .. بِبَيْنِ حبيبٍ لا يزالُ يُرَوَّعُ .." "أفي الناس أمثالي أحبَّ فحالهم .. كحالي، أم أحببت من بينهم وحدي؟ .." "تعلّقتُها والجِسمُ مني مُصَحَّحٌ، .. فما زال يَنمي حُبُّ جُملٍ، وأضعُفُ .. لها في سَوادِ القلب بالحب مَنعةٌ .. هي الموت، أو كادت على الموت تُشرِفُ .. وما ذكَرتكِ النفس يا بَثن،َ مرةً .. من الدهر، إلا كادت النفس تُتلَفُ .." "خَليلَيَّ، فيما عِشتما، هل رأيتما .. قتيلا بكى من حُب قاتله قبلي؟ .." "وإني لاستغشي وما بي نَعسةٌ، .. لعل لقاءً في المنام يكونُ .." "أرى كل معشوقين غيري وغيرها .. يَلذَّان في الدنيا ويَغْتَبِطانِ .. وأمشي وتمشي في البلاد كأننا .. أسيران للأعداء مُرتهنانِ .. أصلي فأبكي في الصلاة لذكرها .. لِيَ الويل مما يكتُبُ المَلَكان .."
ديوان جميل بثينة، من إصدار عالم الكتب، وشرح أشرف أحمد عدرة. الشارح بذل جهدا بادياً في شرح المفردات، كما الديوان مشكل. إلا أني في رأيي الشخصي، لم أجد شعر جميل.. جميل كشعر كبقية الشعراء العذريين مثل قيس بن الملوح، وقيس بن ذريح، وعروة بن حزام.
هذا أول ديوان شعر أقرأه و هذه الطبعة هي لدار صعب و تحقيق الأستاذ فوزي عطوي ... اشتريتها من معرض بغداد الدولي للكتاب ب3000 دينار من مكتبة الرضا اللبنانية . لن أتكلم عن القصائد فأنا لست بموقع نقد الشعر لكنني أقول انه من أروع ما قيل من الشعر و كانت اغراضه متنوعة لكن الرئيس منها هو الغزل و هناك شيء من المديح و الهجاء و الفخر. كانت رحلة رائعة مع جميل بثينة و قد أورد المحقق مشكوراً فصلاً عن القصائد المنسوبة لجميل او المشكوك فيها. إقتباس: فما غاب عن عيني خيالك لحظة *** و لا زال عنها و الخيال يزولُ
————————————————/ لو أن ريقها يداوي بهِ الموتى لقاموا بهِ منّ القبر إذا مانظمت الشعر في غيرِ ذكرها أبىّ! ، وأبيها أنّ يطاوعني شعري فلا أنعمتُ بعدي ولاعشت بعدها ودامت لنا الدُنيا إلى مُلتقي الحشرِ
هي البدر حُسناً ، والنساء كواكبُ وشتان مابين الكواكب والبدرِ لقد فُضلت حسناً على الناس مثلما على ألفِ شهرٍ فُضلت ليلةُ القّدرِ
ارحميني فقد بليتُ فحسبي بعضُ ذا الداءُ يابُثنية حسبي لامني فيكِ يابُثينة صحبي لاتلوموا قد اقرح الحُب قلبي زعم الناسُ أنّ دائي طبِي أنتِ يابُثينة والله طبِي
أرى كلّ معشوقينِ، غيري وغيرَها، يَلَذّانِ في الدّنْيا ويَغْتَبِطَانِ وأمشي ، وتمشي في البلادِ، كأننا أسِيران، للأعداءِ، مُرتَهَنانِ أصلي، فأبكي في الصلاة ِ لذكرها، ليَ الويلُ ممّا يكتبُ الملكانِ ضَمِنْتُ لها أنْ لا أهيمَ بغيرِهَا، وقد وثقتْ مني بغيرِ ضمانِ ألا، يا عبادَ الله، قوموا لتسمعوا خصومة َ معشوقينِ يختصمانِ وفي كل عامٍ يستجدانِ، مرة ً، عتاباً وهجراً، ثمّ يصطلحانِ يعيشانِ في الدّنْيا غَريبَينِ، أينما أقاما، وفي الأعوامِ يلتقيانِ
أُحِبّ من الأسماءِ ما وافَقَ اسمَها *** وأشبههُ، أو كانَ منه مدانيا وددتُ ، على حبِّ الحياة ِ، لو أنها ***يزاد لها في عمرها ، من حياتيا” ------------------------------------- أصلي ، فأبكي في الصلاة لذكرها *** لي الويل مما يكتب الملكان -------------------------------------- وجاور إذا ما متُ بيني وبينها *** فيا حبذا موتي إذا جاورت قبري ------------------------------------ أقلب طرفي في السماء لعله *** يوافق طرفي طَرفَها حينَ تَنظُرُ
لقد ذرفت عيني وطال سفوحها واصبح من نفسي سقيماً صحيحها الا ليتنا نحيا جميعاً وان نَمُت يجاورُ في الموتى ضريحي ضريحها فما أنا في طول الحياةِ براغبٍ اذا قيلَ قد سوّي عليها صفيحها اظلُّ نهاري مُستهاماً ويلتقي مع الليلِ روحي في المنام وروحها فَهَل لي في كِتمانِ حبّي راحةُ وهل تنفعنّي بوحَةُ لو ابوحُها
شهدت بأني لم تغير مودتي وإني بكم حتى الممات ضنين وأن فؤادي لا يلين إلى هوى سواكم وإن قالوا بلى سيلين فقد لان أيام الصبا، ثم لم يكد بعدهن شيء يلين.
إن كان لليوناني حجارته التي ينحتها، وللأوروبي لوحته التي يرسمها، فإن للعربي قصيدته التي ينظمها فيتسامى بها على كل الفنون إذ يجعل من الكلام فنا بصريا وسمعيا تفصيليا أنيقا!