Jump to ratings and reviews
Rate this book

دين الحياء من الفقه الائتماري إلى الفقه الائتماني #2

دين الحياء من الفقه الائتماري إلى الفقه الائتماني 2: التحديات الأخلاقية لثورة الإعلام والاتصال

Rate this book

383 pages, Paperback

First published January 1, 2016

2 people are currently reading
197 people want to read

About the author

طه عبد الرحمن

38 books1,103 followers
طه عبد الرحمن (من مواليد عام 1944 بمدينة الجديدة المغربية)، فيلسوف معاصر، متخصص في المنطق وفلسفة اللغة والأخلاق. ويعد طه عبد الرحمن أحد أبرز الفلاسفة والمفكرين في العالم الإسلامي منذ بداية سبعينيات القرن الماضي.
تلقى طه عبد الرحمن دراسته الابتدائية بمدينة "الجديدة"، ثم تابع دراسته الإعدادية بمدينة الدار البيضاء، ثم بـجامعة محمد الخامس بمدينة الرباط حيث نال إجازة في الفلسفة، واستكمل دراسته بـجامعة السوربون، حيث حصل منها على إجازة ثانية في الفلسفة ودكتوراه السلك الثالث عام 1972 برسالة في موضوع "اللغة والفلسفة: رسالة في البنيات اللغوية لمبحث الوجود"، ثم دكتوراه الدولة عام 1985 عن أطروحته "رسالة في الاستدلال الحِجَاجي والطبيعي ونماذجه".
درَّس المنطق وفلسفة اللغة في جامعة محمد الخامس بالرباط منذ 1970 إلى حين تقاعده 2005. وهو عضو في "الجمعية العالمية للدراسات الحِجَاجية" وممثلها في المغرب، وعضو في "المركز الأوروبي للحِجَاج"، وهو رئيس "منتدى الحكمة للمفكرين والباحثين" بالمغرب. حصل على جائزة المغرب للكتاب مرتين، ثم على جائزة الإسيسكو في الفكر الإسلامي والفلسفة عام 2006.
تتميز ممارسته الفلسفية بالجمع بين "التحليل المنطقي" و"التشقيق اللغوي" والارتكاز إلى إمدادات التجربة الصوفية، وذلك في إطار العمل على تقديم مفاهيم متصلة بالتراث الإسلامي ومستندة إلى أهم مكتسبات الفكر الغربي المعاصر على مستوى "نظريات الخطاب" و"المنطق الحجاجي" و"فلسفة الأخلاق"، الأمر الذي جعله يأتي بطريقة في التفلسف يغلب عليها التوجه "التداولي" و"الأخلاقي".

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
10 (55%)
4 stars
4 (22%)
3 stars
2 (11%)
2 stars
2 (11%)
1 star
0 (0%)
Displaying 1 - 6 of 6 reviews
Profile Image for نورة.
792 reviews893 followers
February 1, 2019
انطلاقا من الجزء السابق والذي بنى به المؤلف نظريته عن الحياء كأساس أخلاقي يستحضر فيه المرء شاهدية المولى، يتعرض هنا لآفات العصر الشنيعة، ابتداء بمد النظر على أنواعه، والذي عززت الشريعة بغضه في عدة مواطن "قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم" "قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن" "لا تمدن عينيك" "النظرة سهم مسموم من سهام إبليس"، لذا تجد البلاء مرتبط بهذه الحاسة بشكل واضح ومتكرر، فغالبا ما يكون المدخل للفواحش والكبائر عن طريق هذه الحاسة، وقد أحسن المؤلف بتركيزه على هذا الأمر، ولك في ذلك أمثلة كثيرة: "نظرة الشهوة" "نظرة الحسد" "مد النظر لما يملكه الناس من نعم والذي يوقظ غريزة التملك"! حتى هذه نبهنا الشرع منها، وقد لامس الحقيقة، فكثير من الأمراض العصرية النفسية مربوطة بذلك النظر الممتد إلى ما لا يحق لك: "الاكتئاب" "مرض إدمان المشاهد الإباحية" ..إلخ. انتهاء بالتلصص والتجسس والذي يفوق سابقيه من حيث صفاقته وحصوله عن قصد وتعد لأملاك الغير دون رضاهم، والذي استعرض المؤلف صوره ببراعة، ما بين تجسس معترف به كتجسس الحكومات والتجسس العلمي الإحصائي باسم العلوم، وما بين تجسس غير معترف به، والذي يكون كذلك بمستويات متعددة ما بين الأفراد والجماعات والدول، ولكل آثار قريبة وبعيدة ذكرها المؤلف مستحضرا أهمية ذلك الخلق العظيم "الحياء" في حفظ آدمية ذلك الإنسان، وكيف أن كل ما يحمله هذا العصر من آفات أفسدته.
يبتدئ المؤلف فصوله بالحديث عن "الصورة" و"آفة التفرج"، وقد لامس الجرح بدقة حين انطلق من الصورة وتعامل الإسلام معها، كيف أن الصورة هي المنطلق إلى الشرور ابتداء بتصويرها، مرورا بالتعلق بها -والمصيبة حينما يكون الهدف منها تذكيرك بالشهيد البصير وأوليائه بينما في الواقع تأخذك هي إليها لتحيط القداسة بها لا بمقصودك-، وانتهاء بالتعبد لها، وهذه الصورة قد لا تكون بالضرورة صورة مرسومة بالحجر أو الخشب، بل قد تكون صورة رسمت فيها نفسك عبر آليات التواصل المنتشرة في عصرنا الحاضر، ولا أظن عصرا عزز تقديس المرء لنفسه وتقديسه لفردانيته كعصرنا -أظن أن ظهور مواقع التواصل كبديل واضح وصريح عن المنتديات يثبت ذلك، فالمرء ما عاد يكتب تحت شعار أو موضوع، بل يكتب تحت اسمه، والمواضيع والشعائر هي من تدور حوله أو حول قناعاته-، وقد ذكر خصائص الصورة والتي جذبت الإنسان المعاصر نحوها، نذكر بعضها كالتالي:
-أنها عبارة عن مدرك حاسة البصر، وهي من أكثر المدركات وقوعا، بل لا تكاد تنقطع حتى يغمض المرء بصره، وحتى إذا أغمضها فقد يستحضر تلك الصورة في خياله.
-أنها صناعية وغير طبيعية، وإن ادعى المصور تلقائيتها، فيكفي أن تدخله بالتقاط الصورة جعل منها غير طبيعية.
-أنها تجزيئية وسطحية -وانظر لصفحات الناس في الانستقرام على سبيل المثال تعطيك تصورا مثاليا عنهم وعن حياتهم، رغم أنها التقاطة لجزء من الثانية من كامل حياتهم-.
-أنها مكانية وسكونية، تتعلق باللحظة التي التقطت فيها بالمكان الذي التقطت فيه.
-أنها متكثرة ونسبية، وقد تفوت على الإنسان الشعور بالثبات في الأشياء والإطلاق في القيم.
ووصف المؤلف الصور وصفا ملفتا ممقوتا، أصاب في وصفه به، وإن كنا ندعي في عصرنا هذا محاربته وعداءه فإننا في الحقيقة نقع فيه عبر آفة التصوير، وهو العنف .. عنف الصور، وذلك يتبين لك بالتالي:
-أن المتفرج ما عاد يستشار أو يسأل في فوائد هذه الصور أو نتائجها، ولا يستشار في بثها ولا مواعيدها، بل تقتحمه اقتحاما في منزله وغرفة نومه [وانظر لآثار ذلك المؤلمة من حيث وقوع المرء منا على مناظر دون رضاه، بل وانظر لعدد الأطفال الذين انتهكت طفولتهم بصور لم يطلع عليها آباؤهم ناهيك عن اطلاعهم عليها بهكذا سن، كل ذلك فيه اغتصاب للطفولة ولحق المرء بحفظ جوارحه! ولكن من يعنيه الأمر؟! فرأس المال هو المحرك في هذه الصور لا الأخلاق].
-أنها تتدفق عليه تدفقا لا يستوعبه ولا يطيقه [حتى أضحت الجماليات غير مستحقة لتأملها وفهمها، بل اختلط الحابل بالنابل، فلم يعد للصور الجميلة احترامها، فالمرء تمر عليه مرور الكرام لاعتياده عليها، ولكثرة الصور الملهية والمشتتة غيرها].
-أنها تباغت وجدانه، فتهز مشاعره وتثير انفعالاته، فلا يستطيع أن يقيم أي مسافة بينه وبينها، ولا أن يستقل عن آثارها [ناهيك عن الضغط العصبي والنفسي لتفاوت المشاعر في الساعة الواحدة من صورة لصورة، وأظن أن كثيرا من الأمراض النفسية المفقدة للتوازن النفسي عائدة لذلك].
-أنها تسدل حجابا بينه وبين قدراته الفكرية، فلا يملك في حينها أن يحللها أو ينقدها، أو حتى أن يكوّن حكما بينا عنها [وهذا ما أحب أن أسميه بمصطلح المؤلف: آفة التفرج. فيبقى المرء لاهثا خلف الصور وتطوراتها منشغلا بها عن نقدها، بل وعن نفسه ومبادئه وهويته].
-أنها توحي له بأن كل شيء يمكن تصويره، وأنه لا حد للتصوير [وهذه هي البذرة لعبادة الصورة وتقديسها، لذا نجد كثيرا من الشباب المنبهر بحسن الصورة وحسن عرضها تعظيما لمبدعها، مقللا من شأن مجتمعه من حوله، وذلك كله لأجل "صورة محسنة" في نهاية المطاف].
-أنها تدفعه للتصديق بواقعيتها، والواقع أنها لا تساوي الواقع، بل صارفة عنه.
-أنها تحمله على التعلق بها لذاتها، كأنها موجودات مباشرة، بل أوثان جديدة.
ولا خلاف أن التطور المستمر في التقاط الصورة أدى بالإنسان المعاصر للوقوع في "آفة التفرج"، فلا أظن أحدنا يملك هاتفا دون "كاميرا" و"شاشة عرض للصور"، فالاثنان أصبحا ملازمان للمرء أينما ذهب واتجه، حتى أنك لا تكاد تجد خصوصية حقا، مما أدى للمجتمعات المتحفظة للتنبيه على عدم إحضار تلك الجوالات مثلا في أماكن معينة، إذ أصبح الواقع شاشة، والإنسان الحاضر ما بين "ملتقط" و"متفرج"، بل إنك لا تستطيع الانفكاك من "آفة التفرج" وإن أدخلت هاتفك في جيبك، وأغلقت شاشة تلفازك، فأينما اتجهت فستجد شاشات الإعلانات والاستعراضات ممتدة على مدى نظرك، فأنت في عصر "الشاشة"، ولعل هذا ما ضعف من عبادة "غض البصر" لصعوبة العمل بها في هذا العصر المفتوح انفتاحا مذهلا ومخيفا!
تحدث المؤلف في فصل "آفة التجسس" بشكل تأصيلي لمسألة التجسس، وكيف أن الإنسان المعاصر أصابته آفة التلصص على كل شيء، وإرادته الإحاطة بكل شيء -انظر لحب الناس الشديد لمعرفة أدق الأمور في حياة الآخرين، أين ذهبوا، ماذا شربوا، كذلك حبهم الغريب لمعرفة الحياة لخاصة لأي مشهور أو شخص مقدر لديهم، فكل خصوصية من حياة هذا المشهور هي أمر محتفى به، بل وانظر كيف أن كلمات كـ: "حصري" "فضيحة" "انسايدر" "أخبار المشاهير" و"باباراتزي" وحتى "برامج الواقع" كل هذه تعزز هذا الحب للإحاطة بكل شيء ومعرفة كل ما يحدث -والتي هي [أقصد الإحاطة بكل شيء] صفة ربانية بحتة للمولى سبحانه، وهي من الصفات التي يجب أن لا ينازعه فيها عباده-، وحب الإحاطة كذلك على مستوى الحكومات: "الإحصائيات التي يقومون بها" "كاميرات المراقبة -في لندن على سبيل المثال تظهر صورة المرء حوالي ٣٠٠ مرة في كاميرات المراقبة في اليوم الواحد فقط!-" "طلب الكشف عن هويتك وما تملك وما تحوز" "التجسس الاقتصادي لتحويج المستهلك" "التجسس العلمي لتسخير الكائنات".. إلخ مما تعد وتغلط في عده من هوس الحكومات بالمراقبة والذي يؤدي لما أسماه المؤلف كذلك "الرغبة في التحكم بكل شيء" والتي هي كذلك صفة ربانية خالصة، حاول إنسان هذا العصر منازعته إياها طلبا للقوة والسلطة، فأصبح "حب التملك والحيازة" هو المقدم على "الملكوتي" باستحضار شاهدية الله وملكوته، مما أدى لعبادة المرء لنفسه لا لخالقه.
في الفصول الأخيرة يتحدث عن "داء التكشف"، التكشف بذريعة الشفافية والوضوح والذي وصل لمرحلة لا تستساغ من انتهاك للخصوصيات، ونزول لدرجة البهيمية، التكشف بحجة العلاج كما يفعل في الفن من التعري وعرض الشهوات الحيوانية في الإنسان بأنها حقيقته التي ينبغي عرضها لفهمها وتقبلها، التكشف للذات حبا لها وابتغاء تقديسها، لذا تجد صاحبها يشعر بالحياة حينما يتواجد على شاشات الناس، ويشعر بأنه ميت حينما ينطفئ ذكره، ويقل عرض صوره في الشاشات، لذا نجد بعض المشاهير لديه هوس بالظهور وكثرة عدد مشاهداته ولو في سبيل انتهاك خصوصيته، أو عرضه، أو الانتقاص من نفسه "أنا أُرى، إذن أنا موجود"، وليست المشكلة في حب الذات بعرض أفكارها وقناعاتها، لكن المشكلة وصلت للحضيض بهوس المرء بصورته نفسها، انظر كيف يستعرض اليوم الشباب والفتيات أجسادهم وكأنهم للتو اكتشفوها! بل انظر كيف أن مفهوم ظهور الذات أصبح متعلقا بالكشف والتعري، ومنه انطلق بعض محاربي النقاب بهذه الحجة، إذ أضحى المرء حقا ما هو إلا شكله الظاهري! فالله المستعان على زمن الصور! والمصيبة هي ربط تلك الصفة العظيمة "الحياء" والمرأة الحيية بالمكبوتة والمقموعة، حتى أصبح التعبير عن الذات لا يكون إلا بكشف السوءات والعورات، لذا فالمرأة الحيية لا أظنها توجد في عصرنا بشكلها الكامل حقا كما يجب إلا في قلة، ولست أعني بالضرورة المحجبة، بل إن مفهوم الحجاب أضحى مفهوما قاصرا، فكما نعاني ممن يحاربون الحجاب بحجة أنه قطعة قماش، نعاني كذلك ممن تلبس الحجاب وتظنه حقا قطعة قماش، فلا يظهر الحجاب والحياء على سمتها وتعاملها مع الرجل ونبرة صوتها، فالنقص في المفهوم يشمل الفئتين، وأظن المؤلف سيتعرض لهذا المفهوم بإسهاب في الجزء التالي، خصوصا بعد أن مهد له تمهيدا جيدا في جزئنا هذا.
يختم المؤلف بحديث رائع دقيق عن مفهوم العري والتكشف وعلاقته بالإنسان وإبليس، التكشف الذي ظهر بصفته "عقوبة" في قصة البداية البشرية، ولعل ظهوره فيها دليل رمزي على ما يلعبه عامل "العري" في الحضارة البشرية، ولكأن فيه تنبيها للبشر بالمرة الأولى لتعريهم، إذ لم تكن من باب الشفافية أو استعراض الجمال أو التفنن، بل كانت عقوبة لهم على معصيتهم الأولى، فكيف يأتي الإنسان العقوبة على أنها أمر طبيعي، فهذا من المخالفة الصريحة للفطرة، فهو كما ذكر المؤلف، أن من اختار أن يأتي هذه المعصية فيكون حاله كحال من قطع طرفا أو قلع عينا أو تجرع سما، إذ بإتيانك للمعصية أنت في ذات الوقت عاقبت نفسك وإن لم تكن تشعر لانتكاس فطرتك.
كما أن اللباس هو إحدى المنن الإلهية التي أثارت حسد إبليس، فجعل هدف إغوائه هو الوصول إلى إزالة مظهر هذه المنة الإلهية، فتأمل!
يبرم المؤلف عقد نظريته ببراعة، إذ يربط ما بين العري كعقوبة أولى وخطيئة ممقوتة، وما بين الستر كنعمة أولى وعمل صالح، وبذا يتضح لك ميزان الإسلام ومدى تكامل وترابط شرائعه، فالعري صور ومراحل، من أعلاها مرحلة المجاهرة التي تناقض الستر مناقضة صريحة، لذا على بشاعة المعاصي كالزنا فإن بشاعة المجاهرة بها أشد، بل العاصي قد يتوب الله عليه إن لم يجاهر، بل خوّف الله مشيعي الفاحشة بالعذاب الأليم في الدنيا والآخرة، كل ذلك لمقت الله للمجاهرة والمجاهرين، كيف لا والمجاهرة تعد النقيض الأكبر ل��حياء، فإذا لم يمنعك الحياء من الوقوع في المعصية، فلا أقل من أن يمنعك من المجاهرة بها، فالمجاهرة نزع كلي لما تبقى في المرء من حياء، وذلك لأنها من صور حب إشاعة الفاحشة، كما أنها تحد للآمر الشهيد الرقيب سبحانه، واستخفاف برحمته، ولذا تجتمع في صاحبها صفات الذم أجمع.

من التحديات الأخلاقية لثورة الإعلام والاتصال ننتقل بإذن الله لروح الحجاب في الجزء التالي..
Profile Image for إيمان عبد المنعم.
469 reviews461 followers
August 18, 2017
في الكتاب الثاني من "دين الحياء" يواجه المؤلف التحديات الأخلاقية لثورة الإعلام والاتصال ممثلة في ثلاث آفات تصيب الإنسان المعاصر وهي "التفرج"، "التجسس"، "التكشف" .
خصص المؤلف لكل آفة بابا يشرح في الفصل الأول منه كيف تمكنت من الإنسان وما هي أبرز آثارها في نفسه وفي الآخرين ثم يشرح في الفصل التالي الأحكام الشرعية المتعلقة بها وكيف يواجهها الفقيه الائتماري ويحكم عليها ثم يشرح في الفصل الأخير كيف تقضي هذه الآفة على القيم الأخلاقية للإنسان وكيف تدعوه لمنازعة الخالق جل وعلا في أسمائه الحسنى وصفاته العلى وكيف يستطيع المربّـى أو الفقيه الائتماني توجيه الإنسان للخروج من هذه الآفة والتعافي منها والعروج بروحه.
لفت نظري دقة التفاصيل التي يحلل بها المؤلف نفس الإنسان المعاصر وشهواته وعلاقاته بنفسه والآخرين وإدمانه للصور والشاشات والشبكات لدرجة جعلتني أندهش من عمق تحليله وغوصه في أخفى أمراض هذا الإنسان المعاصر المبتلى.
ففي "التفرج" يشرح كيف يتعلق الإنسان بالصور ويوسطها بينه وبين كل شيء ويحاول تملكها وتملك مصوّراتها ، أما في "التجسس" فقد شرح حب المراقبة والنفاذ إلى الباطن والنفاذ إلى الحياة الخاصة والإحاطة بكل شيء والتحكم في كل شيء وذلك على مستوى الفرد والمجتمع والعالم ، وفي "التكشف" شرح كيف يعمل الإنسان على إبداء الكل وإبداء الباطن وحب الذات واستهواء الآخر.
ممتنة للدكتور طه عبد الرحمن وكتابه هذا الذي ساعدني كثيرا لتفهم كثير من سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي خاصة في ظل عزلة عنها بدأتها قبل قراءته بقليل.
Profile Image for عزام الشثري.
616 reviews752 followers
December 12, 2023
ابتلي الإنسان المعاصر بآفة التفرج بدل حياء المشاهد
لأنه يتوسّط بالصور للحياة والناس، كأثر وثنيّ يونانيّ غربيّ
وينزع لتملّك المصوّرات، لصلة البصر باللمس، واللمس بالتملك
فتتضرر قدراته الجسمية والفكرية والنفسية بحسب كم ونوع تفرّجه
ويقدم الصورة على الخبر ومختزلًا للمصوَّر ومتلصّصًا عليه ومتلفزًا للواقع
في عنف؛ سببه هجوم تدفق الصور وعنف محتواها وبطش عين المتفرّج
يعالجه الفقه الائتماني بملازمة مجلس الفقيه ومشاهديه والعمل الأسمائي
وإبدال الوهم بالحقيقة، واللذات النفسيّة بالروحيّة، وغضّ البصر بالحياء ورحمة البكاء
.
كما ابتلي الإنسان المعاصر بآفة التجسس بدل حياء الشاهد
وغلوّ المراقبة المؤسّسية والباطنية وطلب الإحاطة والتحكم
وابتلي بآفة التكشّف المفسدة للباطن بدل حياء المشهود
وجذورها في حبّ الوجود كون الظهور شرط اعتبار الوجود
وحبّ الذات وصورتها والتعلق بها واستهواء الآخر وحضوره
.
هل يزيد الكتاب حياء قارئه؟ نعم إذا قرأه بحقّه، وربما ظهر الأثر بعد مدة
Profile Image for Fatema Nassar.
21 reviews5 followers
November 17, 2017
عادةً ما ينتقي القارئ كتابه ، إلا أن دين الحياء ينتقي قارئه و بعناية شديدة ، لن تستطيع أن تُكمل إن لم تكن حاملاً شخصيتك القارئة بين يديك .
تساءلت مراراً هل أقرأ كتاب معرفة بالحقائق أم كتاب قلسفة أم كتاب تصوّف ، هو مزيج صعب بينهم ، خليط بين الفلسفة و التحليل النفسي و العلوم و المعرفة و التصوف ، ليقدم من خلال كل هذا رسالة الأمانة. رُسمت كلماته بدقة و رُتبت أفكاره بعناية ، مشروع فلسفة إسلامية عظيم يقدمه طه عبدالرحمن ، دفعني للوقوف عند كل فكرة و التساؤل لماذا أوردها هاهنا و ما علاقتها بالموضوع . لقد أعاد فهمي للعالم.
2 reviews
Read
March 21, 2017
good
This entire review has been hidden because of spoilers.
Profile Image for صالح.
163 reviews8 followers
July 10, 2023
- كتاب جليل ألهم الله الفيلسوف طه عليه و فُتح عليه بمعرفة ربانية لا تملك معها سوى قول ما أجل هذا الحديث و أبدعه ، ستكتشف أبعاداً مختلفة كلياً عما عرفته كمسلم حول مفاهيم الإحسان و الحياء و غض البصر و شهوة النظر و كل الآثار التي تنتجها الصور في أعنف موجة يعيشها البشر من طغيان الصورة على الحقيقة ،

في حديثه عن الفقيه الإئتماني و علاقته مع ميت القلب كما يسميه تشابه كبير حول معني الشيخ المربي و المريد في الأدبيات الصوفية
Displaying 1 - 6 of 6 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.