هذا رابع كتاب أقرأه للأستاذة وصال، وثاني مجموعة قصصيّة . العنوان بعيد في نظري عن المحتوى، فالمُحتوى يقطُرُ وجعا بينما العنوان وتصميم الغلاف يوحيان بشيء آخر، أو ربّما لأنّها قالت بين صفحات الكتاب، وما الضير في أن نعيش الأحلام وإن كُنّا نعلمُ أنّها لن تتحقّق ؟ :) قلمها مع حكمته يخُطُّ حُزنا وألما عظيمين، القصص كلّها لأناس عاديّين رُبّما نلقاهم كلّ يوم ولا نعيرهم اهتماما، أو ربّما تجِدُ نفسك مخبّأة في أحدها وهذا ما يشكّل . جمالها ووجعها في نفس الوقت. أعجبني وأثّرت فيّ قصّتان منه، لكن لا أستطيع القول أنّني سأعود لقراءة أحدِ أعمال المؤلِّفة قريبا.
أحلام أزهرت وأحلام رُدمت تحت الخراب، الأحلام ليست كالأشجار، فهي تُزهر فجأة دون سابق إعداد .. كنت أظن أني لن أستطيع عيش الأحلام لأنها بكل بساطة ليست حقيقية ، مع آخر صفحة في هذا الكتاب أدركت أننا يجب أن نعيشها و إن كانت خيالًا أو سراب! " وما الضير في أن نعيش الأحلام وإن كنا نعلم أنها لن تتحقق؟" قصة قصيرة، و رُغم قصرها إلا أنها قتلت قلبي وأبكتني ! "إعفاء" الأخت لم تخبر أهلها بمقتل أخيها لأن بيتهم قد قُذف !! في المجمل مجموعة قصصية رائعة تفيض بالمشاعر كلها، تشعر لوهلة أنك صاحب تلك القصة الصاخب منها و المؤلم ، و جمال بعضها بأخذنا لأرض أحلام طالما أردنا السفر إليها ") بوركتِ، و بارك الله في قلمك الطلق<3
إن كان للحزن لحن فستسمعه. و إن كان للوجع وجه فستراه. و إن كان للألم هيئة فستعرفها. كل هذا و اكثر ستعيشه و تدركه ذات فقد و ذات نكسة و ذات وداع في المجموعة القصصية "أحلامنا التي تزهر" للأستاذة الأديبة وصال تقة.
ثاني مجموعة قصصية و لا تقل جمالا عن المجموعة الاولى "أرض الشوك". مجموعة متنوعة في القصص و الشخصيات و الألم. حيث تدقن الكاتبة العزف على المشاعر و الهمس في الآذان لتنزعك من عالمك لتدخلك عالم الأحزان و تطلعك على عوالم موازية حيث تزهر فيها الأحلام. أحلام قد تزهر في الواقع بعد ان تحققت، و قد تزهر في النفوس بعد انتشالها النفسَ من دوامات استنزفت صبرها و قواها فقررت ان تعيش في حلمها.
في فئة من هذه القصص حيث تجد ومضات من ماضي مشرق او توق لمستقبل مزهر، بين هذه و تلك تترنح النفوس في هذه المجموعة القصصية. فنرى أمًا عاشت على ذكرى وحيدها و تعيش على أمل لقاء اخر ولو للحظات قبل ان تسلم امانتها. او شابًا عانى ما عانى ليُشفق ذات انتصار على من آذاه. او إمرأة مهما كبرت و امتلكت و تسلطت و تجبرت لازالت تتوق لما عند غيرها.
و في فئة اخرى حيث تلفظ الاوطان ابنائها او يقتلهم أعداؤها فيتحول الوطن من نبع حنان الى متحف جثث و صوت دوي و رصاص مجنون.
اما الفئة الثالثة فهي حيث تتضاعف و تتعملق إمكانيات الكاتبة في وصف مغارات روح و دهاليز فكر المرأة المجروحة، حيث تقطر القصة ألما فتعصر المآقي لنعيش مع القصة مآسي الضحية ان كانت مجنيًا عليها أم كانت هي الجانية على نفسها.
بين رجل يرفض ان يتحول الى صراف آلي، و زوجة ترفض ان تكون شبح إمرأة، و طفلة تتحرر من عبئ تبليغ والدتها بفاجعة اخيها بمواجهتها بفاجعة اكبر؛ نعيش و نموت في وريقات معدودة و ننهل من جمال اللغة في حضرة كتاب آخر للرائعة الأديبة وصال تقة
بعض القصص وجدت فيها أحلاما تزهر و بعضها لم أجد أحببت هذه المجموعة أكثر من أرض الشوك ربما لتفاؤلها و لعمق بعض قصصها أتمنى ان تتجنب الكاتبة كثرة الصور المعقدة و التعابير المجازية الى سلاسة الحكي البسيط المثقل بالمعاني في آن واحد على فكرة وجدتها تصف شخصيتي في قصة بين القصص بطريقة عجيبة :)