ما الذى يجعل الناس تعساء؟ بل لماذا سلبوا القدرة على البهجة والفرح؟ هل لأنهم مازالوا ينتظرون تفجر المزيد من الثروات كي يشعروا بالأمان؟ وهل الثروة تغيرت من نفوس البشر فتجعلهم أشرارا وهم بطبعتهم خيرون؟ وهل تصل المأساة إلى دروتها فيعجز الإبن عن دفن جثة أبيه حفاظا على مشاعر زوجته صاحبة العز والجاه حتى تتعفن جثة الأب والإبن وينتشر العفن ليصيب كل شئ. هذه القصص لا تدعي البحث عن إجابات جاهرة سلفا بل تكتفي بطرح الاسئلة لكنها أسئلة تضرب بجذورها في أعماق النفس الإنسانية بحثا عن الجوهر النفيس المختبئ فى القاع ، والمطمور بفعل واقع يومي شرس. أنها كتابة تبحث عن هويتنا الضائعة وسط واقع مكرس للرداءة.
اشتغل بالصحافة منذ عام 1982 وهو حاليا يشغل مدير تحرير جريدة عكاظ السعودية. درس المرحلة الأبتدائية في مدرسة "ابن رشد" في مدينة الرياض حيث قضى فيها فترة من طفولته وبها درس المرحلة المتوسطة في مدرسة "ابن قدامة" عاد بعد أربعة أعوام الى مدينة جدة واكمل المرحلة المتوسطة في مدرسة "البحر الأحمر" أتم المرحلة الثانوية في مدرسة "قريش" ثم حصل على بكالوريوس في العلوم السياسية جامعة الملك عبد العزيز متزوج وله ثلاثة أبناء وابنة واحدة يشارك في تحرير دورية الراوي الصادرة عن نادي جدة الأدبي والمعنية بالسرد في الجزيرة العربية.
يشارك في تحرير مجلة النص الجديد وتعنى بالأدب الحديث لكتاب المملكة العربية السعودية كان له زاوية أسبوعية بالصفحة الأخيرة بجريدة عكاظ (حقول) والأن يكتب مقال اجتماعي يومي بنفس الجريدة (أشواك) يثير به جدلا واسعا بين القراء كل يوم. كتب في العديد من المجلات العربية والمحلية وعلى سبيل المثال: مجلة العربي الكويتية, أخبار الأدب المصرية، جريدة الحياة، مجلة الحدث الكويتية، مجلة نزوى العمانية مجلة الحداثة البيروتية، مجلة كلمات البحرينية، مجلة ابداع المصرية والبحرين الثقافية. فاز بالجائزة العالمية للرواية العربية - البوكر سنة 2010 عن رواية ترمي بشرر الصادرة عن منشورات الجمل.
مجموعة قصصية رائعة وتخطت توقعاتي، بعد قراءة روايتين لـ عبده خال، الأولى متوسطة جداً والثانية سيئة، لا أدري ما الذي دفعني لقراءة هذه المجموعة رغم إنني كنت قد عاهدت نفسي ألا القراءة للرجل بعد روايته الأخيرة، المهم أن البداية لم تكن مشجعة مع القصة الأولى، القصة الثانية وما تلاها كانت من أروع ما يكون، أدب ثري، قصصة عميقة وبناء سردي رهيب وممتع للغاية أسمتعت بقراءة كل قصة وكأنها عالم بحد ذاته رغم أن القصص إشتركت في بيئة وأناس يبدون متشابهين إلى حد بعيد.. أذكر أني علقت على روايته " لوعة الغاوية " وقلت لو كانت مختصرة لكانت في صورة أفضل بكثير، وبالفعل هذه القصص لكونها قصيرة برز فيها الحس الأدبي لـ عبده خال ونجح بالفعل في صياغة قصص قوية وصادمة في صفحات قليلة..
عرى المجتمع السعودي بالكامل، فعل ذلك في روايات أخرى ولكن هنا أظنه قال كل شئ في صفحات قليلة كانت كافية، خاصة في القصة الأخيرة والتي كان عنوانها " ليس هناك ما يبهج " تلك القصة وحدها تستحق العلامة الكاملة، فصل المجمتع السعودي تفصيلاً ذكياً جداً وهنا يبرز الفساد في هذا المجتمع الذي طالما كنا نظنه مجتمع متدين وملائكي وذات اخلاق عربية أصيلة، كلام فارغ، لا يختلف عن بقية المجتمعات بشئ بل يكاد يكون أسوء.. المهم أني تسائلت في نهاية الكتاب، إن كان أحد المسؤليين في البلد يعمل هذه الموبقات ويسرق أموال الدولة والفقراء لأجل الملاهي والعاهرات وبناء القصور الفخمة ،فكيف إذاً حال الوزراء ومن هم اعلى منزلة في المملكة من العائلة المالكة والأمراء و...... ،دار هذا السؤال في بالي طوال قرائتي للكتاب..
عبده خال في هذه السلّسلة القصصيّة، يطرح الأسئلة، وينتظر منك أن تبحث عن إجاباتها المطمورة في واقع رديء ، تنبت جذورها في أرض سبخة ، بشراسة الواقع اليومي.
مجموعة تتجاوز قصصها العشرون قصة ، تتناغم في إيقاع أصيل ، لتواسي المتعثريّن والمسحوقين والمهمشيّن ، منسوجة بخبرة حبّاك بارع ، وصياغة تكان أن تكون شعريّة.
عَجنَها بحكايات ارتُشفت من أفواه الجدّات ، وعجائز الطريق المحقونة ذاكرتهم بالمرّويات والأساطير ، والسحر.
خلق العديد من العوالم المهمّشة ، والمقهورة ، والمبعدة ، بشخصيّات يغلب عليها الضعف والعدائية والشر والخير.
نماذج مأساويّة ملطخة بالجشع ، والطمع ، والتعاسة ، وحُلم الثروة والمال ، يشتركون جميعاً بعدم القدرة على البهجة من خلال رصد دقيق يجعلك تضحك أحياناً ، وفي أخرى تكتئب.
ليس هناك ما يبهج عنوان آخر قصة في مجموعة عبده خال القصصية وجاءت مناسبة جدا للروح السائدة في مجمل قصصه الست رشيد الحيدري، آناشيد الرجل المطارد، برحة العنبري، الخائن، البشارة، ليس هناك مايبهج بعض النهايات واضحة وبعضها مفتوح الشخصيات التي يختارها واقعية ولكن غالبا ما تكون تلك المهملة أو في الظل إلا أن براعة خال وخياله الخصب يجعل منها شخصيات فريدة من نوعها تجد نفسك أحيانا تتعاطف مع بعض الشخوص برغم شعورك بالقرف من سلوكها واعتبر ذلك ما يميز الكاتب ففي النفس البشرية ليس هناك شر مطلق ولا خير دائم لاحظت أيضا بأن الكاتب طرح مواضيعه بواقعية عميقة ممزوجة بسحر الخيال فاثناء قراءتك لابد ان يمر عليك شيء لا يصدق حتى وان ذكرها على شكل إشاعة أخيرا أشعر بالبهجة لأنني منذ اليوم سأقرأ أي كتاب يحمل إسم عبده خال بدون أي تردد علما أن هذه ثاني مجموعة قصصية أقرأها لعبده خال بعد أن قرأت له الأوغاد أيضا يضحكون ولازلت في بداية الطريق مع هذا المبدع
أحب أسلوب عبدة خال جداً , إنه يعرف كيف يثيرنيّ و ينرفزنيّ في ذات اللحظة . قصصه تشبه " حكايا الجدات " الموغلة في القِدم و السراب , و كأنها قادمة من ذاكرة بعيدة لا تنتمي إلى عالمنا و محيطنا الواقعي . إنهُ يدهشني من خلال تجريده لرداء الكلمات .. و عرضها لنا عارية , حتى نتلمس وجة الصدق فيها بشكل كامل . عبقري .. و يثير حماستيّ بشكل مذهل . بدأ هذة المجموعة القصصية بقصة " رشيد " التي كانت درجة العُري فيها فاحشة , لكنها في ذات الوقت خدمة النص من خلال إضفاء شرارة التشويق عليه . قصة " العنبري " قادمة من زمن بعيد .. يوم كانت " طفرة النفط " حديث البلد و الهوس الذي تنام عليه الناس و تفيق , و كانت الحواري القديمة المكان الأمثل لتراكم مثل هذا الكنز المدفون تحت الأرض . " ليس هناك ما يبهج " كانت قصةً غريبة بعض الشيء , و لم أدرك إلى ماذا ترمي , إلا أن غرابتها كانت العنصر الأساسي الذي بث في سطورها شعلة الإثارة . " لا أحد في القلب .. لا أحد في الطرقات " في هذة القصة كانت اللغة و التعابير ساحرة , و الحديث بشكل عشوائي و مضطرب منمق و حكيم . " الأوراق " قصةٌ كانت مساحة الغربة فيها .. أكبر من الحزن و البكاء الدامي . " الصورة " قصة تفردت بحقيقة هي إنه حينما يسيطر عليك الهلع .. يترك في داخلك أوهاماً تحيلها أنت لواقعٍ يسير أمامك بتباطئ . " الجدار مرة أخرى " و " وقال : واصب ... وامعنى " قصتين كان حضور الشتاء فيهما و أحاديث البرد الصدفة التي جملت هذا النص بعينيّ . " في انتظار سيدة الماضي " قصة فيها الحب و فيروز و الشوق الماضي .. وجوة يجمعها إيطار واحد ملون بألوان الربيع و ألوان السواد القادم من الحزن و الرحيل و العتمه . لعبدة تلك اللغة التي تجردكَ من نفسك , و تقذف بك في عوالم أخرى يحكمها الواقع المخبأ خلف الجدران الأربعة . أحب الأفكار القصيرة .. ربما لذلك أحببت هذة المجموعة القصصية لأن الحديث فيها مهما تشعب لا يمكن له أن يطول . ثم لو أخذنا في الحسبان أن أغلب هذة القصص تمت كتابتها قبل أكثر من عشرين سنه أو يزيدون أي ربما في بدايات " عبدة خال " في الكتابة الأدبية , لأدركنا أن الجمال كان منهاجاً لعبدة على الدوام , و هو ما خلق منه هذا الروائي الفذّ الذي يمطرنا بلوحاته الروائية المثيرة بين الحين و الآخر . قرأت هذا الكتاب بأقصى درجات التأني لأنني أردت لهذا الحديث أن يطول أكثر .. فأكثر على مدى الأيام , لكنني لم أقدر أن أساعد نفسي على ذلك فألتهمتهُ بسرعه . - فاصلة أخيرة : شكر ( خاص ) لمن كان عوناً في وقوع هذا الكتاب بين يديّ *
ليس هناك مايبهج - اسم يليق بتلك المجموعه القصصيه للكاتب السعودي عبده خال . هي قصص متفرقه تجتمع علي معني الألم والوجع والصراع النفسي داخل النفوس البشريه باختلاف طبائعها وطبقاتها. يأخذك عبده خال باسلوبه السردي الممتع ولغته القويه الرصينه في رحله لعوالم مختلفه من البشر واصفآ بكل دقه ما يدور بداخلهم من عذاب وقهر علي الحال والآمال ، تشعر وكأنك بطل لكل قصه علي حده وتجد نفسك في بعض منهم بالتأكيد حيث تلتقي مصائر البشر في الحزن أكثر من الفرح وعندها تتسائل عن وجهتك التاليه لتجد نفسك منتقلآ لقصه أخري بظروف وعذابات أخري.
اللغه والوصف واسلوب السرد من أهم ما يميز الكاتب في العموم ويتجلي تحديدآ في تلك المجموعه ..
الأقاويل و الإشاعات.. التنمر كردة فعل على ظلم من الأسرة أو المجتمع.. الجوع و العوز . . الطمع و الجشع وعدم القناعة و الرضا بالمقدر و المقسوم. القهر و الغربة في الوطن.. الاستعلاء و الفوقية مقابل الدونية و التملق.. الفقر والبطالة..
وقفه اولى على عتبات احاديث ..وقصص.. وقصاصات عبده خال
اخذتني من هنا وهناك للحارات السعودية ببدائيتها ناسها الطيبين الى حد ما ساذجين خصوصا عندما تحملهم الاحلام عند براميل النفط التي حاولوا جاهدين التنقيب عنها في حاراتهم المغيبه انذاك.. عمداً او عرضاً
------- ليس هناك مايبهج تتكون من ٦ قصص وهي :
١- رشيد الحيدري ٢- آناشيد الرجل المطارد ٣- برحة العنبري ٤- الخائن ٥- البشارة ٦- ليس هناك مايبهج
-------- تتميز الرواية : بالجراءة ....والبساطة... وجمالية الوصف
------- انصح بها:
نعم...بالنسبة لي اشكر لعبده خال انتشالي قصراً من ليلة كئيبة في المطار ..ومصاحبتي خلال الثلاث ساعات انتظار التي كادت ان تقضي علي لولا قصاصاته المثيرة
لست من محبي القصص القصيرة، وماجعلني اشتري الكتاب هو اسم عبده خال بدون ان انتبه ان تحت العنوان مكتوب (قصص)، مع ذلك فقد أحببت المجموعة. لغة خال الجميلة لا تترك مجالاً للاشمئزاز من بعد المواضيع المطروحة والتي جعلت امي ترمي الكتاب على جنب وتصفه بأنه كتاب قليل أدب بمجرد قراءتها لأول قصة فيه. قد تكون حركة وضع أول قصة حركة مقصودة لجذب القراء، ولكنها صرفت الكثير منهم كما صرفت أمي.
المجموعة اجمالاً جميلة ولغتها سهلة على عكس روايته “فسوق”
في هذا الكتاب المكون من (3) مجموعات قصيصية فعلًا ليس بها ما يبهج غيز اسلوب عبده الخال القصصي الجميل.. القصص تمثل مراحل سابقة من حياة ماضية في الذاكرة الحجازية بين منعطفات الحارة القديمة في مدينة جدة.
في المرة الأولى التي أقرأ فيها لكاتب سعودي معاصر، عدا بعض الشذرات المتفرقة، والنذر البسيط من كتابات القصيمي .. يغيب عنّي دافع الإطلاع الرئيسي على عمل من ثقافة مُغايرة : تقديم جديد .. أيًّا كان شكله .
فالكاتب تخيَّر قصصًا ذات طابع إنساني محض، ليس ثمة ما يميز بيئتها عن أية بيئة الأخرى، محتمل وقوع نفس الأحداث فيها .. ما أفقدها قيمتها .
فضلًا عن أن القصة الأكثر محلية، الملأي بالجمل الحوارية العامية، المتأرجحة ما بين التَعتُّم التام والوضوح الكافي، قصة " البشارة " ( وفيها يترقب سكان إحدى القرى السعودية الفقيرة مقدم ما يدعونه بالعامل، وهو في الغالب المنصب المساوي للمحافظ عندنا .. كانت مقتبسة ( أممكن أن يكون مجرد توارد أفكار؟! ) عن رواية نيكولاي جوجول المعروفة : مفتش الحكومة، أو المفتش العام ..
والكاتب كان جَدَّ صادق .. فلم يكن هنالك ما يُبهِج في قصصه، نهائيًا .
أهدتني إياه د. ندى منذ مدة بدلا من مدن تأكل العشب، قد يكون هدفها هو رفع معنوياتي و لكن ليس هناك ما يبهج فعلا في كتابات عبده خال. حين أفتقد الإحباط سأبدأ بقراءته قرأته ليس لأني محبطة بل لأنه أحد الكتب التي وضعت في قائمة 2010 انتهت آخر قصة بانتحار البطل. ربما كان من الأفضل لو انتحر جميع الرجال في هذه القصص :) كل الشخصيات الرئيسية رجال وتلعب النساء دوما أحد المصادر الرئيسية للبؤس الذي لا يمكن قياسه في هذا الكتاب. فما بين الأم المقهورة والزوجة المتكبرة والحب الضائع يعيش الرجال في بحث عن السعادة المفقودة وأغلبهم تصيبهم الكثير من الهلاوس ومسوس الجان الحمد لله إننا في رمضان وإلا لكنت سمعت بدوري صيحات ليلية
اعجبنى الكتاب مع انى لست من هوات القصص القصيرة لم تعجبنى قصه البشارة ولم افهم منها سيئاً مااعجبنى كثيراً اول قصه لرسيج واخر واحده (ليس هناك مايبهج اعجبنى غلاف الروايه واسلوب الكاتب :((
عنوانٌ مُحزن .. لسردٍ مُمتع .. عبده خال الروائي هو نفسه عبده خال القاصّ .. لم يتغير .! مع إختلاف مُستوى السَرد من الإطالة إلى الإختصار, والوصول سريعاً إلى مغزى القصَّة ..! إذا استطعت ألاّ يخدعك ويدخلكـ في عوالم حزنه .. فافعل ! إنطباعي عن كتابه فيه تحيزٌ كبير لشخصه, لأنَ إبداعات عبده تأخذُ حيزاً كبيراً من وسادة الذكرى والألفة الجميلة, يملكـ أسلوباً يروق لي حد الثمالة, مقتطفات من الكتاب: ( الوطنُ جرح .. إن بقيتَ بداخله جَرح , وإن خرجتَ منه إزداد جُرحكـ إتساعاً) (إنّ الأرزاق تُوزع في الغَبش , فبادرو لأرزاقكم قبل أن تنفذْ ) (لم يعدْ في الوجوه بهجةٌ كما مضَى..!) (المرأةُ تصبح داءً خبيثاً حين تحرقكـ وتمضي !) (تغدو الحياةُ مملةً حينمَا لا تجدُ ما يشغلك سِوى مَضْغ المَاضي بحسْرة,أنْ تعيشَ داخل الذّكرى تكونُ حيّاً بهَا ميتاً خارجها, ويصبحُ حاضركـ لحظةً منتهية الصّلاحية)
6 قصص قصيره رائعه * رشيد الحيدري * اناشيد الرجل المطارد * برحة العنبري * الخائن * البشاره * ليس هناك مايبهج هذه القصص لا تدعي البحث عن اجابات جاهزه سلفا بل تكتفي بطرح الأسئله لكنها اسئله تضرب بجذورها اعماق النفس الأنسانيه بحثا عن الجوهر النفيس المختبئ في القاع والمطمور بفعل واقع يومي شرس انها كتابه تبحث عن هويتنا الضائعه وسط واقع مكرس للرداءه .
ليس هناك ما يبهج مجموعة قصص قصيرة من تأليف عبده خال و الشئ المشترك فيها أنه ليس فيها ما يبهج فعلا مجموعة من القصص الكئيبة الغارقة في الحزن و الظلم و الفقر لا يعدك عبده خال بأي نوع من أنواع الامل و التفاؤل في كتاباته من القصص التي ستجدها في المجموعة أناشيد الرجل المطارد و الخائن
الكثير منها موجع ! والنظر لغلاف الكتاب فقط كفيل الآن أن يصيبني بالكآبة :\
كنت مرغمة نفسي علية لأقطع علي بريكات المعهد _ كيب تاون ما اخذت الكثير معاي غيرة كنت متأكدة إن جرعات خال مشُبعة بس ما تخيلت رح تصيبني بالتخمة :مقزز اوقات:
كتاب جيد، افتتحت معه علاقتي بالادب السعودي، ربما اكثر ما يعبر عن داخل الكتاب هو عنوانه، إذ حقا في الكتاب ((ليس هناك ما يبهج))، فهناك الكثير من الظلام والاحزان والامراض والفقر، ربما يعبر بصدق عن واقع الحال في الشرق الاوسط، وكان صادقا بتعبيره......لغته جميلة فيه بعض التعقيد في بعض القصص...
التحدي الثاني : كتاب على غلافه صورة إنسان أو جزء منه
المجموعة عبارة عن 6 قصص ناقش فيها ظواهر اجتماعية وسياسية زي مثلًا الجنون الناتج عن ظهور النفط والأحلام المرتبطة بيه زي قصة "برحة العنبري" والفجوة بين الأغنياء والفقراء والنظرة المتعالية عند اللي لسه أغنيا من فترة قصيرة وهم في مصاف الأغنياء لا شيء برضه وده في قصة "ليس هناك ما يبهج" وسياسية زي التطبيل للسلطة والانقالابات السريعة في قصة "الخائن"،وزي عدم الاعتماد على الشرطة مقابل الشيوخ والعمد في حل المشاكل في القرى في قصة "البشارة" وقصة البشارة برضه ارتبطت بحاجة اجتماعية وهي تأثر الناس في القرى والأقاليم البعيدة بأي حاجة شكلها حلو ومختلف عنهم. وكان فيه حاجات بيرمز لها بذكاء عبده خال ففي برحة العنبري أشار لأن ممكن حلم النفط يدمر المكان وما كان عليه. وفي أناشيد الرجل المطارد كان في إشارات لبعض المتناقضات مثل إقامة حد السرقة على الفقراء ولكن في الأكاذيب اللي بتتقال في الردايو ومحدش بيسكتها ،الاتنين خاطئين بس خطء بيتم الحساب عليه وخطأ آخر مضر ومش بيتحاسب عليه حد بل بيتم مباركته في أغلب الأوقات ولما جه حد سرق الردايو اللي بيقول كذب عشان الناس تبطل تسمعه ،اتقام عليه الحد. ممكن قصة رشيد الحيدري اللي أنا مفهمتش هو عاوز يقول منها أكتر من إنو يوصف الحياة في بعض الأماكن الفقيرة بالاستعانة بما يحدث لبطله رشيد ،اللي مر بتجارب قاسية زي تعرضه للعمى على يد أبيه ، وزي تعرضه للسخرية والاستهزاء العميق بانو يكون عاري قدام الناس بخدعة معينة .وده كله بسبب لسانه السليط وبسبب أفعاله اللي انقلب عليه.
القصص الموجودة ممكن تحصل في أي مكان مش عشان موضوعها بس ،بل علشان الأسلوب اللي كتبها بيه عبده خال مخلاش في خصوصية كبيرة للبيئة (أو يمكن البيئة متشابهة فعلا في الوطن العربي خاصة في الطبقات الغنية جدًا والفقيرة جدًا) وده مش عيب خالص لأن ده خلاني أحب القصص وأتفاعل معاها أكتر
القصص كانت ممتعة واللغة سلسلة ، يمكن اللي ضايقني ان في قصة كان فيها حوار بعامية وأنا حاولت افهمها وعانيت شوية بسبب اني مش متعودة عليها وبسبب انها كانت مكتوبة بلهجة ممرتش عليا أنا وأعتقد انها لكنة (عرعر)مش السعودية كلها. بس أنا فهمت القصة بعيدًا عن الحوار يعني بسهولة طبعًا وقصة ليس هناك ما يبهج حسيت انها كانت محتاجة عنوان آخر،وهي قصة حلوة جدًا وتستحق إن المجموعة تتسمى بيها ،بس حسيت انها كانت محتاجة عنوان معبر أكبر عن حالة التشظى والتناقض والبهدلة والمهانة والحيرة اللي كان فيهم البطل ،وكمان كان فقرات القصة كتبت بصيغة الغائب ما عدا فقرة وحيدة كتبت بصيغة المتكلم ومفهمتش المبرر ورا حاجة زي دي ومكنش هيحصل فرق لو كانت القصة كلها بضمير الغائب في حين إنه عمل نفس الحركة في فقرتين من قصة البشارة وكانت مبلوعة ومقبولة أكتر.
وأخيراً عبده خال حمدي الكاتب السعودي الآسر .. تأخرت كثيراً في القراءة له وسألت مراراً عن رواياته خاصة (ترمي بشرر) التي وصفها لي أستاذنا عماد علي العادلي بوصفها "سوداوية" حتى وجدت إصداراً قصصياً له قرأت فيهه مجموعتين قصصيتين هما (ليس هناك ما يبهج) و (لا أحد). الأسلوب شاعري، في حصيلته وتراكيبه أثر قرآني واضح، بعض التراكيب اللغوية غريبة وجديدة ومبتكرة، لا أظن أني قرأتها لدى كاتب آخر من قبل. وقد أجرؤ وأجسر حين أقول أن في بعض كتاباته تأثراً مصرياً خالصاً ففي قصة (رشيد الحيدري) كدت أرى بين السطور محمود عبد العزيز وأدائه المميز لدور أعمى محب للحياة في فيلم الكيت كات وفي قصة (ليس هناك ما يبهج) عدت بذاكرتي إلى قصة (الرحلة) ليوسف إدريس التي كتبها سنة 1970 وفي كليهما يتنقل الابن بسيارته مصطحباً جثمان الأب وقد فارق الحياة ثم ينتهي بالابن الأمر تاركاً أبيه في العراء وقد أنف من رائحة العفن ولم يعد يتحملها. صحيح أن الأولى مكثفة درامياً والثانية سريالية رمزية غير أن الخط الدرامي فيهما واحد. في (أناشيد الرجل المطارد) كان الحديث عن السرقة من أجل الفقر وفي (الخائن) كان الحديث عن سوء طالع الشعوب من غلبة الديكتاتوريات. إجمالاً في (ليس هناك ما يبهج) كانت ست شخصيات في ست قصص لكل منها همها الخاص. في (لا أحد) غلبت الرمزية على جميع القصص. وفي كلتا المجموعتين غلبت التراجيديا والنظرة السوداوية على الكتابة. استمتعت رغم ذلك كثيراً بالقراءة استمتاعاً باللغة والفكرة كليهما وأنصحكم إذ ذاك بالقراءة لهذا الرجل الممتع.