لماذا يذهب الناس إلى السينما؟ ما الذي يدفع بهم إلى قاعة مظلمة, حيث يجلسون فيها لمدة ساعة ونصف ويراقبون لعبة الظلال على قطعة قماش كتاني؟ أهو البحث عن المتعة؟ في الكثير من البلاد مؤسسات متخصصة لتقديم المتعة, وهي تستغل السينما والتلفزيون وكافة أشكال العروض الأخرى, إلا أنه لا يجب الانطلاق من هذه النقطة, وإنما من الجوهر المبدئي للسينما والمرتبط بحاجة الإنسان لإدراك العالم واستيعابه. إن الفن السينمائي يتمتع بنفوذ هائل, ويمكن من خلاله طرح أكثر مشاكل العصر إلحاحاً وتعقيداً, وربما على مستوى تلك المشاكل التي كانت خلال القرون المنصرمة مادة للأدب والرسم والموسيقا. ويبقى الأمر المهم, في البحث الدائم كل مرة عن ذلك الطريق الذي يجب على الفن السينمائي أن يتخذه لنفسه.
Andrei Arsenyevich Tarkovsky (Russian: Андрей Арсеньевич Тарковский) was a Soviet film director, writer and opera director. Tarkovksy is listed among the 100 most critically acclaimed filmmakers. He attained critical acclaim for directing such films as Andrei Rublev, Solaris and Stalker.
Tarkovsky also worked extensively as a screenwriter, film editor, film theorist, and theater director. He directed most of his films in the Soviet Union, with the exception of his last two films which were produced in Italy and Sweden. His films are characterized by Christian spirituality and metaphysical themes, extremely long takes, lack of conventional dramatic structure and plot, and memorable images of exceptional beauty.
الكتاب ليس حقيقة من تاليف تاركوفسي كما يدعي الغلاف بل مقالات لعدة أشخاص يتحدثون عن أعماله- احيانا بشكل مكرر- والمقالة الوحيدة المنقولة من كتابه حذف المترجم، لسبب ما، جزأ كبيرا ومهماً من مقدمتها دون إخطار القارئ بذلك أو بسبب قراره
«الجمال ينقذ العـالم» حديث مع أندريه تاركوفسكي أجراه تشارل دي برانت
دي برانت: هل تميز مفهوم الفنان القديس والراهب ؟ تاركوفسكي: بالطبع . إنك تتحدث عن دروب حياتية مختلفة . القديس والراهب لا يبدعان ولا يرتبطان بالعالم بشكل مباشر . إن موقفهما العادي هو عدم المشاركة . أما الفنان ، هذا الفنان الفقير التعيس فيجب عليه أن يكدح في قذارة كل ما يحيط به . إنني أشعر بالشفقة تجاه الراهب لأنه يعيش نصف حياته ولا يحقق سوى جزء من ذاته فقط . أما الفنان فإنه قد يضطر إلى سحق موهبته، وقد يضيع، ويتضح انه مخدوع وروحه في خطر دائم . الراهب قد يجد الخلاص، أما الفنان فلا يجده . وعموماً فإن كل شيء يعتمد على الموقف الذي يجد الإنسان نفسه فيه . أنا مؤمن بالقدر الآلهي، وأذكر بهذا الصدد كلمات هيرمان هیسه حيث قال: (لقد أردت طوال حياتي أن أصبح قديساً، لكنني آثم، وأستطيع فقط أن أتوكل على مساعدة الله). ربما يوجد تشابه بين القديس والفنان، ولكن من الضروري رؤية أوجه الإختلاف القائمة بينهما، فاما أن يحاول الأنسان أن يكون مبدعاً وخلاقاً، او يطمح لإنقاذ روحه. وهكذا فان السؤال يكمن إما في خلاص الذات او في خلق جو غني روحياً في العالم بأسره ؟ من فينا يعرف كم بقي لنا في هذه الحياة؟ ولهذا يجب أن نعيش مع فكرة أن الله قد يدعونا إليه غداً. إن الأمل والإيمان يمثلان مغزى الحقيقة الدينية. أما مغزى الفن الاساسي فلا يكمن، كما يظن الكثيرون، في نقل أفكار و ترويج آراء. إن هدف الفن هو تحضير الإنسان للموت و الإرتقاء بروحه حتى تكون قادرة على فعل الخير. وعندما يتواجد الإنسان في حقل متألق بعمل فني عظيم، يشعر بصدمة تطهر الروح، وتتكشف أفضل الجوانب في روحه الطامحة الى الحرية. وفي هذه اللحظات يحدث إدراك للذات واكتشافها كشخصية إنسانية، ويتولد إحساس بالمقدرة الإبداعية التي لا حدود لها، وبأعماق المشاعر الإنسانية التي لا قرار لها.