في هذا العمل الملحمي ندخل عالمًا يأسرنا من الوهلة الأولى بغرابته وفرادته وجدّته, عالمًا تتقاطع فيه الأساطير الموروثة وتعاليم الأسلاف بتأملات الحكماء والشيوخ والعرّافين وأشواق الباحثي عن الله والحرية وصبوات الطامعين بإمتلاك الذهب والسلطة. لكن عالم الصحراء أوسع من أن يقتصر على الإنسان, فهو يمتد ليشمل عناصر الطبيعة الصحراوية القاسية وكائناتها الخفيّة وحيواناتها ونباتاتها. ففي هذا العالم حيث تطرف الطبيعة وقسوتها تندفع الأشياء والكائنات والأحداث والبشر حتى النهايات القصوى لتكتشف عن مضامينها وابعادها وحدودها, إذا لامجال هنا للتسويات والمساومات والمهادنات. فلا توسط بين الله والذهب, بين تطلب الحقيقة وشهوة السلطة, بين نبالة الروح وهوة التملك طالما أن المجوسي ((ليس من عبد الله في الحر ولكن من أشرك في حبه الذهب). مامن وجه واحد للمجوسي هنا إذا يتجلى في العديد من الشخصيات اللاهثة خلف الثروة والمال والسلطة والنفوذ, فالمجوسي قد يكون حاكمًا (السلطان أورغ) أو صوفيًا مزيفًا (شيخ الطريقة القادرية) أو تاجرًا (الحاج البكاي) أو عرّافًا (العجوز تيميط) أو باحثًا عن الانتقام (القاضي الشنقيطي) أو ..., بل لعل في كل إنسان يكمن مجوسي يتحين غفلة من العقل والروح ليطل برأسه ويتلبسه.
Ibrahim al-Koni (Arabic: إبراهيم الكوني) is a Libyan writer and one of the most prolific Arabic novelists. Born in 1948 in Fezzan Region, Ibrahim al-Koni was brought up on the tradition of the Tuareg, popularly known as "the veiled men" or "the blue men." Mythological elements, spiritual quest and existential questions mingle in the writings of al-Koni who has been hailed as magical realist, Sufi fabulist and poetic novelist. He spent his childhood in the desert and learned to read and write Arabic when he was twelve. Al-Koni studied comparative literature at the Maxim Gorky Literature Institute in Moscow and then worked as a journalist in Moscow and Warsaw. By 2007, al-Koni had published more than 80 books and received numerous awards. All written in Arabic, his books have been translated into 35 languages. His novel Gold Dust appeared in English in 2008.
وقعت عينها على تلك الحلقة البراقة ملقاة في الفلاة، فلم تقاوم جدة الزعيم والتقطتها. لربما فطنت إلى أن تلك الحلقة من المعدن المحرم، وتغاضت. وقد تكون خالتها فعلاً من النحاس. ظنت أنها فرت بصيدها حتى جاءتها تلك المرآة بارعة الحسن، فارعة القامة، مقوسة الحاجبين. أقبلت عليها وهي تخض اللبن وقت الغسق. طلبت منها أن تعيد الحلية التي سلبتها دون وجه حق. وعندما استدارت الغريبة مولية، شاهدت الجدة ذلك الذيل الطويل المتدلي خلف تلك المرأة، فتأكدت أنها ليست من بني البشر.
تسلق أوداد الجبل مجابهاً غريمه في الهوى، عله يفوز بقلب الأميرة تينيري. ساعده الماعز المقدس، الجد المطرود من الجنة، في رحلة الصعود. قرأ العاشق النبوءة التي قدّها الأسلاف على الصخر، والتي تقتضي بأن صعود الجبل ليس كهبوطه. لكنه واصل الصعود مدفوعاً بالغرام، الغرام الذي غار منه صخر الجبل فقرر أن يعاقبه. والغرام الذي جعل طائر الفردوس يهجره حاملاً نوره وألحانه.
بينما اعتزل الزعيم قومه ملتمساً الوحدة والتأمل، ظن شيخ الطريقة أنه سيطر على الصحراء. استولى على النفوس بنشر التدين، وأخذ يغزو القبائل ويزداد قوة كل يوم. لكن عاقبة من لا يعرف حرمة التبر مريرة، هكذا اقتضت حكمة الأجداد. الزعيم وحده كان يؤمن بان مالكي التبر الحقيقيين سيظهرون، سينبتون من العدم ليستردون أملاكهم ثم تبتلعهم الأرض كأن شيئاً لم يكن.
إذا ابتغيت بلوغ (واو) المفقودة، فعلى الأرجح لن تراها عينك. فهي عصية على من سعى إليها، مُقدمة على من انشغل ذهنه عنها. فقط عندما يتوه الصحراوي ويتشرد، وعندما يبلغ منه الظمأ مبلغه، ويمسك اليأس بتلابيبه، حتى يتخلص من ثيابه ويستعد للقاء ربه، عندها فقط سيدخل (واو) الضائعة، جنة البيداء، التي طرد منها الجد بعد أن أكل اللقمة المحرمة. غير أنه على المسافر المنقطع أن يعلم بأن المقام في (واو) ليس بدائم. وأنه يحرم الحديث عن تلك الحظوة. وليحذر كل الحذر من أن يلتقط شيئاً من كنوزها على غفلة من أهلها، فقد ينقلب نعيمها نقمة، وذكراها حسرة.
هذه بعض الأساطير التي حوتها هذه التحفة الرائعة. سيمفونية صحراوية بديعة. بديعة بخرافاتها، بديعة بأسلوب سردها، بلغتها الجزلة، بتفسيراتها المتعددة، بحكمتها الفائضة وبوصفها الشفاف كالأحلام والأشد واقعية من الواقع. يأخذك الكوني بقلمه الصحراوي لتزور كهوف تادرارت ذات النقوش العتيقة، وتسرح مع قطعان الودّان الطليقة. سترى بعينك الآبار السحيقة، وتطرب أذنيك لأنغام آمزاد الشجية. ليست الأخبار سارة دائماً، فهناك مؤامرات، هناك قحط وجفاف، هناك غبار القبلي الذي يصفع الوجه ويلقي بالعمائم. ما تسمعه الآن هو عواء الذئب، وحش الفيافي الذي يبكي موقناً بأنها بعد وجبته الوشيكة، سيقضي أياماً طويلة من السغب.
غير الأقاصيص الممتعة، تنطوي (المجوس) على فلسفة عميقة، يدركها القارئ إن شاء، وإن شاء يهملها. وله تحليلها حسب رؤيته وتجربته. تناقش الرواية مبدأ الحياة والموت، العشق ومغزاه، الحرية وثمنها، الزهد وحب الدنيا، المدنية وما تجلبه من ويلات على من سكن البادية. لا يتسع المجال لذكر كل ما حواه الكتب من أعاجيب وأفكار، فالراوية (693 صفحة) متشعبة كالدهاليز، ثرية كالنبع. جعل الكاتب فيها الصحراء كوكبه، و أورد فيه ما شاء من تاريخ، وجغرافيا، وديانات وأعراق. الرواية ثقيلة؟ لا أنكر ذلك، معقدة؟ أحياناً. كما أنني مضيت فيها غير مدفوع بحبكتها الرئيسية – إن كان هناك واحدة- بل بالإبداع العام الذي وسم العمل بمجمله. لم أهتم لمعرفة ما سيحدث لهذا أو ذاك، بل عشت كل موقف، وكل حوار على حده.
في هذا الشتاء القارس، وفي سكون الليل الدامس، جرب أن تجلس في أي فلاة على تخوم مدينتك. لن تسمع سوى الصمت، ولن يرد عينيك سوى خط الأفق. لا رائحة سوى رائحة الهواء، ولا ملمس سوى نعومة التراب. ستشعر عندها بالتحرر، بالنشوة، بأن الكون ما هو إلا هذه الصحراء، وما أنت إلا ذرة من هذه الرمال.
.الكوني ساحر ، لاشك في هذا ، يأخذك في رحلة الي الصحراء الليبية ، هي ليست صحراء فقط هي عالم كبير ، فيها الجحيم وفيها الجنة "واو المفقودة" جنة "الطوارق …مابين أسطورة المرأة والذهب المجوسي ،وبين عهد ابناء الصحراء مع الجن .
الكوني يضعك في متاهة ، لايعرفها الا آهلها ، مع كل كلمة وجدت نفسي اسبح في رمال الصحراء ، مع كل كلمة اقف في مواجهة الرياح القبلي ،الصهد الحار .
نواميس الصحراء ، قيم ابناء الصحراء ، اساطير جنوبنا الحبيب ، الصراع بين الخير والشر ، رحلة لمكان متنوع الأديان ، حكاية عن مدن قبل الأسلام وبعده
الكوني ساحر ، مدهش ، لايعرف أحد لغة السرد هل هو نثر ام شعر ام قص … كتب الكوني تكون أقرب لسكان الصحراء .
"لم أمل من أن أردد دائمًا أن المجوسي ليس من سجد للحجر لأن الله موجود أينما وليتم وجوهكم بما في ذلك الحجر أيضًا، ولكن المجوسي الحقيقي هو من باع الله مقابل المال واستبدله في قلبه بحب الذهب."
ملحمية المجوس وجوها المليء بالأساطير يثير رهبة في النفس، طوال قراءتها يراودني شعور أنني أمام نص مقدس لا ينطق كاتبه عن الهوى، حكيم قل ما يجود الزمان بمثله، هذا الشعور بالجلال والرهبة تجاه هذه الملحمة ظل يتعاظم في نفسي إلى نهايتها.
المجوس بأكملها رحلة في البحث عن واو الضائعة. واو الضائعة، الفردوس المفقود، ملكوت الله، جنة عدن، يقول الحكماء في الرواية: "واو الحقيقية هنا. قفص الصدر أسوارها والسكون لغتها. والبلهاء هم الذين يبحثون عنها في المفازات الخالية" هو ملكوت الله الذي بشر به المسيح في النصوص الغنوصية، الملكوت الذي نبحث عنه في السماء وهو على الأرض، فينا، وكما حدّث عنه مشايخ الصوفية.
منذ أن أغوت الأنثى الجد الأول وجعلته يدخل للبستان المحرم وهو مطرود من الفردوس، محكوم بالتيه في الصحراء، عليه أن يشقى فيها. الأنثى/الحية هذه الثنائية الغالبة على كل أعمال الكوني. يرى الكوني أن السلطة والذهب والمرأة فيهم هلاك الإنسان. وفي هذه الرواية نجده يستطرد في الحدث هو هذه الشذرات الصغيرة الوادة في كتبه: الناموس، ديوان البر والبحر، صحرائي الكبرى.
الكوني أهم كلتب عربي على قيد الحياة، وواحد من أكثر الروائيين العرب لديه أصالة فكرية، وهذه ميزة موجودة بقلة في الروائيين العرب. يمكننا أن نقول أن الكوني يقع على رأس هذه القائمة.
هذا هو الكوني الذي أحب أن أقرأ له. الكوني الذي يعرف عمِّ يتحدث حين يتكلم عن صحراء الطوارق. لا يعرف أهل المدينة بأن أهل الصحراء يبحثون عن واو المفقودة كبحث دائب عن الأمل الذي يودون إيجادة ولكن ربما لا يودون الحصول عليه. أهل الصحراء لا يريدون العثور على واو سهلة يمكثون فيها بل يريدون التعرض للموت مرتين قبل دخولها وإن دخلوها كانوا فيها ضيوف أغراب يسكنونها ثلاثة أيام ثم يخرجون منها بدون أن يأخذوا منها شيء. وإن تجرأوا على سرقة شيء منها توعدتهم الصحراء فسلطت عليهم القبلي الذي يحرمهم حتى الماء. حين يحاول السلطان بناء واو لا يفهم بأنه يقضي على أهل الواحات بالنفي. لا يفهم بأن المدينة تعني العبودية للبدوي ولا يفهم الفرق بين السكينة والاستكانة. ما تعلمته عن طوارق الصحراء هو أن السلطان ينتقل من الحاكم لابن أخته لا لابنه أو لابن أخيه والسبب في ذلك أن الطوارق لا يعترفون بالغريبة ويؤمنون بأن النسل يكون من الأنثى لا من الذكور. فهم يعرفون بأن الطفل هو ابن المرأة ولكن ما أدراهم بأن الطفل هو ابن الرجل؟ لذا فالحكم ينتقل في سلالة النساء. وهم كذلك يحتفلون بولادة أنثى بإطلاق الزغاريد لثلاث مرات فيعرف الجمع بأن عذراء ولدت فيحتفلون بوصولها أكثر من احتفالهم بالرجل. لا يكشف الطارقي عن فمه لأن الفم عورة فهو رمز لطلب الطعام. الذهب هو سلعة أهل الخفاء فإذا بحث عنه الرجل حكم على نفسه بالعبودية للجن. لا يجتمع الله وحب الذهب في قلب طارقي لذا فإن من باع نفسه للذهب فقد باع نفسه للمجوس ولآلهتهم التي تستعبد الرجال بطلب بنات النبلاء كفدية لآلهة الجبال. أساطير الطوارق عوالم قائمة بذاتها. أعتقد بأني كنت سافقد الكثير لو لم أطلع على كتابات هذا الكاتب القدير. شكرا ثريا لتعريفي عليه شكرا بدر لإعارتي هذا الكتاب الجميل
الصحراء .. السر الأبدي الصحراء صورة مجردة عن الحياة ، وعن الوجود ، وعن الإنسان .. عن الأسطورة عن الحقيقة عن الطريقة
... يستفتح الكوني روايته بـ لن يذوق طعم الحياة من لم يتنفس هواء الجبال
...
��يختمها بالدهشة والغرابة والإنشداه ...
.
.
المجوس .. من المجوس؟ " كل من عبد الذهب أقام في قلبه معبدا لشعائر المجوس والشيطان "
رواية تتحدث عن كواليس الحياة ، عن ما يحدث في قلوبنا ولا نستطيع التعبير عنه هي ملحمة عن الصحراء ، وعن الإنسان ، وعن الجنة عن واو المفقودة منذ أن ذاق آدم مُر الظمأ وجحيم الخلاء وعرف بإدراكه القاصر أن مهما حاول لن يعود إليها مطلقا ..
image:
...
لكنه قالها شيخ الطريقة قبل أن يسلبه التبر لبّه ، قال إن جنة أدم في قلبه ، ولم يفهمه أحد!
image:
...
الكوني عندما يكتب فهو يخلق عوالما متداخلة ، متشابكة ، متوازية رغم تقاطعها! يكتب عن الصحراء لكنه يقصد الحياة يكتب عن الجبل والسهل والودان والريح لكنه يقصد الإنسان يكتب عن الدروشة الصوفيه لكنه يقصد الحب الكوني سيد الترميز ، وصاحب القلم الفذّ عندما تقرأ له لابد أن تشهق ، أن تنخنق تنظر لورقة صفراء ولا تنظر إليها بل أنت هناك حيث يجب بك أن تكون في الصحراء ، أمام القبلي وصهده والرمل وحبه والجبل وسهله والجن وخفاياهم والطوارق وعاداتهم حتى أني شاهدت بعيني الودان وهو يتجول فوق قمة إيدكران ببهاء
image:
....
في هذه الرواية وحدها قابلت أده ، الزعيم " الذي أحببته جدا " أوداد ، العاشق الودان السماوي أوخا ، الشاب الأسطوري أخماد ، الإنسان الحقيقي الظامئ موسى ، قلب الصوفي وصوفية القلب أناي ، التاجر الطموح شيخ القادرية ، محب التبر وهادم اللذات تافاوت وتينيري العاشقتان الودان ، بطل الجبل القبلي ، بطل السهل الجن ، أصحاب الذهب وغيرهم ما لن تغفرهم لي المساحة صاحبتهم كلهم ، شملتهم كلهم ، فهمتهم كلهم - إن صح قولي - وأحببتهم كلهم بـ "كونيّهم" وما صنع بهم! ....
لابد وأنيّ صرت تارقية من مجرد قراءة هكذا رواية !
image:
...
أقرأوا للكوني قبل مماتكم .. الحياة أقصر من أن تعيشوها دون خرافات هذا الرجل :
هذا التعليق سيكون اطول تعليق ممكن اكتبه عن كتاب. بس صراحة يستاهل
نصيحه: اكتب كل شئ و انت تقرأ حتى اسامي الرياح و الجبال و السهول
القصه جميله جدا جدا جدا. و لم اعطها ٥ نجوم لسبب كبير جدا: انها غير مفهومه و غامضه و يجب عليك كتابة اسامي الشخصيات و تعريفات عنهم و انت تقرأ الكتاب حتى تفهم. و لكن عندما تفهم سوف تتعجب من كمية الابداع
وصلت لمنتصف الكتاب حينما أيقنت أني يجب أن آكتب من هو من و ما صلة قرابتهم ببعض . فبدأت القراءه من جديد. و لا اخفيكم اعتقد يجب قرائتها أكثر من مره لفهمها.
نبذه عن الشخصيات لمن يحتاجها: (كتبت هذا لاني بحثت عن معلومات مماثله كانت ستسهل علي الكتاب لو وجدتها(
الشخصيات الأساسيه:
- آورغ: زعيم تيتنبتكو الأم
- أناي: سلطان تينبتكو الجديده و أخو أورغ
- الأميره تينيري: بنت أورغ و هي سبب إقامة تينبتكو الجديده
- الزعيم آده: زعيم أتاوات و هو من استقبل شيخ الطريقه و من استقبل أناي لإقامة مملكته الجديده بجانبه
- الدرويش موسى: ابن لأحد المرابطين أو الأشراف و يعتبرنه في عرف الصحراء مميز و له كرامات
الشخصيات الثانويه:
- اوداد: سكن في الجبل و زعم أنه من الجن، له صوت مميز يغني مثل غناء الجن
- أوخا: من النبلاء و يمت بقرابه للزعيم آده، عاش بين أتاوات و تينبتكو الجديده و خطب الأميره
- شيخ الطريقه القادريه: شيخ يزعم أنه أتى للتجديد و طرد الزعيم آده
- تافاوت: قريبة اوداد، تزوجته و انجبت منه طفل و بعدها تحولت لعرافه
- العرافه تيميط: عرافة من أتاوات تنتقل لتعيش مع الأميره
- همه: كان سلطان تينبتكو قبل أن يهاجر و يأخذ الحكم ابن أخوه أورغ
- آخماد: صديق طفولة أوخا
- العراف ايدكران: العراف المجدود من بلاد المجوس
هذه بعض الشخصيات و كثير من الاسامي في القصه هي اسامي جبال او سهول او مناطق.
خلاصة القصه (في نظري من غير افساد لمن لم يقرأها):
هي عن ٣ مناطق و ممالك: تينبتكو الأم، اتاوات و تينبتكو الجديده. و هي تتكلم عن عادات الصحراء و الخرافات و الوثنيات و السحر و الجن و الشعوذه فيجب أن تفتح خيالك لهذه المواضيع ، تتكلم كثيرا عن الذهب و ترمز للجنه و آدم عليه السلام. يبحث جميع من في القصه عن "واو" و هي في نظرهم موجوده و ليست وهم و لا خيال و هذا ما اربكني عندما افكر انه يقصد الجنه لان من يتكلم عنها يتكلم كانها موجوده في الدنيا. و هي مدينه جميله فيها من الحسن و الجمال مافي الجنه. و لكن تينبتكو الجديده تم بنائها لمحاكاة هذه الواو فلا أعلم اذا كانت الشخصيات في القصه تؤمن بوجود واو في الحياة الدنيا أو أنها رمز من الكاتب. الذهب في القصه هو شر و بلاء و يجلب الويلات لمن يقتنيه. و لكن هو ما يجري وراءه شخصيات عديده في القصه و ما بنيت عليه مدينتا تينبتكو.
رأيي:
القصه جميله جدا جدا جدا. فيها أبعاد لا أعلم كيف حققها الكاتب. و أعتقد أنها لو ترجمت ترجمه جميله سوف تكسر العالم. و أرى فيها أول فلم خيال علمي عربي لو تم أخراجه بطريقه جميله. إذا كنت تحب التعمق في الكتب و الاسترخاء في القراءه أنصحك فيها، بل يجب يجب أن تقرأها فلم يمر علي في الأدب العربي مثلها. عيبها الوحيد هو الغموض، الكاتب يشير كثيرا ل قال كذا كذا.. و انت لا تعلم من قال او من فعل. تأخذ منك الكثير من الوقت فقط لفهم من قال او من فعل او ماذا حدث. بالاضافه أنه يشير كثيرا للجماد على انه انسان. فتقرأ قال كذا و كذا و بالاخير يطلع الجبل هو من قال. اتمنى انها كانت اوضح حتى تستطيع تقدير الخيال و الغرق في الحكمه. كنت سأجعل هذه الروايه اخر روايه لي قبل رمضان و لكني الان متأكده أني يجب أن أقرأ الجزء الثاني بسرعه لأفهمه.
أتمنى من الجميع قراءه ممتعه لهذه التحفه من الأدب العربي . أتوقع أن تكون واحده من "الكلاسيكيات"
"أعتقد انه يوجد ماهو اهم في الحياة من القراءة عن الصحراء" كانت هذه إجابتي الصريحة الواثقة، عندما سألتني صديقة أثق في ذوقها كثيراً عما إذا كنت قد قرأت لإبراهيم الكوني أم لا. عقب هذه الإجابة، قالت لي بكل هدوء إنها ستعيرني كتاباً سيجعل من عقلي ينفجر!
والآن بقدر ماكنتُ واثقاً من رأيي في تلك الإجابة، بقدر ما أجدُ صعوبة في التعليق على هذه الملحمة البديعة.
لكن لنبدأ أولاً بصاحب العمل، الكوني، فهو الآخر نجد صعوبة معه عندما نريد أن نضع له تصنيفاً معيناً. أهو روائي؟ شاعر؟ شيخ صوفي؟ ساحر؟ عالم تاريخ؟ فيلسوف؟. ذلك أن هذا العمل - وربما جميع اعماله الأخرى - حدث فيها هذا التداخل المعقد. ففي الجزء الأول من الرواية مثلاً، أحسست أنني أمام قصيدة نثرية، الأحداث كانت بطيئة بعض الشيء، ورتم السرد كذلك، إلا أن الغالب كان الوصف، ورسم الصورة لكل شيء. وبث الحياة في كل عنصر من عناصر الصحراء. فعالم الصحراء بالنسبة للكوني هو عالم متفرد، يكاد يكون مستقلاً و موازياً لكوكب الأرض، في هذا العالم لكل شيء قصة واسطورة، كل الأشياء حيّة تنبض بالروح، وكلها مقدسة، وكلها كان لها ماضٍ معين، ولعبت فيه دوراً مهماً في أمر من الأمور، جميع العناصر الصحراوية، ابتداءَ من ذرة الرمل الصغيرة، وإنتهاءً بالشراب االمقدس.. الـمـاء، مروراً برياح القبلي والجبال والودان والشاي الأخضر واللثام.
في الجزء الثاني من هذه الملحمة، ظهر الكوني الروائي، الذي يخلق عوالماً متداخلة متشابكة، ويغوص في تواريخ الأشياء ونفسيات البشر ومآلات الشخصيات والحضارات والعادات والتقاليد والمعتقدات المختلفة. الحوارات كانت وكأنها تدور بين مجموعة من السحرة أو الكهنة او الصوفيين، حيث الكلام المُرمّز، والكنايات الخفية والأخرى الواضحة.
لم يترك الكوني أيا من شخصياته إلاّ ورسم لها الصورة الكاملة ابتداءَ من الشكل والهيئة وماضيها ونشاتها، إلى طريقة التفكير، وانتهاءً بالمصير الذي قابلته. شخصياته تمثلت بالزعيم (آده) الحكيم الوقور، الدرويش الصادق العاقل، (أوداد) الودان العاشق المتيّم، (آخماد) الفارس النبيل، الأميرة (تينيري) العاشقة الحائرة، القاضي الصارم، السلطان الداهية. وغيرهم كثير من عناصر هذه اللوحة البديعة، التي لاتخرج إلا من تحت يدي فنان موهوب، عميق الحس والشعور.
أما ذلك القطب الذي تدور عليه معظم احداث الرواية، فهي (واو) ذلك الفردوس الذي طُرد منه الجد قديماً بسبب حماقة ارتكبها، طُرد منه وحُرم من معرفة مكان الفردوس مرة أخرى، لذلك هلك كثير من الرجال وهو يحاولون استعادة إرث الجد، بعضهم زعم الوصول، وبعضهم مات وهو يحاول، وآخرون نفوا أن يكون موجوداً أصلاً، فواو بالنسبة إليهم موجودة في قلب كل بشري، وإذا أراد أي إنسان يكتشفها ويصل إليها، فلابد له من مقايضة مؤلمة، يتخلى فيها عن كل شيء، ليأخذ في المقابل كل شيء.
يبدو أن الجمل الحكيمة والغريبة أحياناً التي وضعها الكوني في معظم صفحات الرواية قد أثّرت عليّ قليلاً!
باع السلطان نفسه للمجوس لبناء واو وأسكن فيها الأميرة المسلمة التي تربت على يد عجوز مجوسية فتعلمت منها طرائق المجوس. وزعت الأميرة قلبها بين أشهر فرسان القبيلة وكان التحدي بينهم. النهاية عادت كالبداية بآدم وحواء والشيطان. يذهلني الكوني حين يكت�� عن الصحراء وأذهلني أكثر في هذه الرواية التي أتمها في خمس أشهر لم يترك فيها خيطا لم يربطه في النهاية. تتكشف الحقائق فاجعة مع الصفحات الأخيرة وكأنك تتفرج على صور مشهورة من الحياة. حتى الدرويش الذي تصورناه أحد أولياء الله لم يخل قلبه من التبر. رسالة حية تلك التي بعثها لنا الكوني، لن تأخذ معك التبر للتراب فكل ما يكفيك ودع الكماليات فهي فانية و... من تعلم ثلاث لغات عاش الحياة ثلاث مرات
(trans) pub'd last November and this is the first I or anyone [except Orthofer and Friend sean w] have heard of it. (university press budgets being small and you only find their stuff if you get their catalogues?)
At any rate, an Arabic epic. Kind of thing I might like to read.
جميلة جداً. بعد الصعوبة و"التيه" الذي واجهني في دخول عالم الكوني ومتابعة شخوصه في الجزء الأول من المجوس، يمكنني القول إنني استمتعت بالجزء الثاني بشكل أكبر. عالم الكوني عالم خاص وفريدٌ جداً. بين الأميرة تينيري والدرويش موسى والزعيم والسلطان وواو المفقودة تدور أحداث هذه الرواية. والزمان هنا غير محدد (وغير مهم ربما!)
مش قادرة اكملها بجد لما اوصل لصفحة 100 من غير قصة امسكها ولا ابطال محددين وكمان بيستخدم لغة غير مفهومة الخاصة بالصحاري وكمان مش مفسر في الهوامش المقصود بالكلمات دي ايه لا كتير عليا !!! اول مرة ما اقدرش اخلص كتاب بس كفاية كده! يمكن العيب فيا !!!
لا أفهم كيف قرأ الناس هذا الكتاب.. مع كل التقدير الذي أكنّه لأدب إبراهيم الكوني، الا ان هذا الكتاب مستحيل القراءة تقريبا.. أحيانا لا تعرف عمّن يتحدث الكاتب أصلا.. فجأة ينبت اسم أوخا أو الدرويش ثم يطلع زعيم ما و لكنه ليس السلطان و السلطان له جبروت لكنه دمية المجوس بينما الاميرة هنا لا تعرف ابنة من هي و لا دورها باستثناءكونها اميرة .. الكتاب مغرق في الاسطورة الى حد جعل الحياة مستحيلة.. الجميع حكيم هنا و لا أحد يملك شيئا من البساطة في خطابه... فضلا عن الهوس بتميمة سر الصحراء و سر الريح و سر الجبل الى حد افقدها سحرها و جعل كل ذلك سخيفا.. لم اقدر على مواصلة الكتاب.. توقفت عند الصفحة العاشرة بعد المائتين..
كلمة واحدة تدور في ذهني: الصـحـــــراء بكل اتساعها ورحابتها، بكل النبل والأخلاق، بكل الشجاعة والشهامة، بكل الحكايا والبطولات، بكل الأساطير والأسرار. عدتُ إلى الكتابة بعد هذه الرواية وأجوائها الجميلة، أتمنى لو شاهدت بعيني طقوس كتابتها. أعيش قصة عشق للصحراء، حنين قاتل يشدني إليها، اصنعوا لي معروفا واتركوني هناك. لا أصدق أنه يستخدم نفس عدد الحروف التي يكتب بها غيره، لغته ساحرةٌ،ساحرة! جميلة جميلة، وتستحق، فعلا تستحق القراءة. **
لا أريد ان أؤثر على قرائتكم لها ولكن وجهة نظره تجاه المرأة ومنحها حرية الإختيار غريبة، نوعا ما.
يبدو الكوني معتمدا بالدرجة الاولى على التواصل العميق والقدرة على التخاطب واستنطاق الصحراء ومفرداتها بلغة شعرية حيّة . والأمر الآخر هو تمثُّلُ ثقافة شفوية موغلة في القدم والبكارة، وتقول الأسطورة أنّ الخالق فضأ العالم وجرّده من الحياة كي يتفرّغ لخلق المخلوق فصنع الصحراء الكبرى. خلق المخلوق وراقته سكينة الصحراء فباركها وخلق في قلبها “واحة واو” وتنفّس الصعداء. ولازالت التنهيدة الجليلة تسمع في سكون الصحراء حتى اليوم، والأصوات التي تدمدم في الفراغ كالأنغام هي أنفاسه الجليلة فأصبح الإنصات للصمت عبادة. ولم يكن لغير المعمّرين، الذين ذاقوا طعم السكينة، أن يفهموا سرّ هذه اللغة. فاتّخذوها “واوا” أخرى يقضون في رحابها اللحظات المعدودة من حياتهم الفانية. وكثيرا ما يضرب الحكماء منهم صدورهم النحيلة ليردّدوا: “واو الحقيقية هنا. قفص الصدر أسوارها والسكون لغتها”
ان القمة معصومة من الخطأ وهي اذا اظهرت المكابرين كدمى فإن تلك هي الحقيقة . السهل هو الذي يزيف الناس ويحولهم الى وهم . وكما الجبل محراب الالهة فإن السهل ممكلة الابالسة . تعويذة الصحراء ، عقيدة الصحراء، هي الاستنفار واذا غفل منها الصحراوي لحظة عرّض حياته لخطر الزوال.
إن المجوسي ليس من سجد للحجر لأن الله موجود أينما وليتم وجوهكم بما في ذلك الحجر أيضا، ولكن المجوسي الحقيقي هو من باع الله مقابل المال و استبدله في قلبه بحب الذهب
في ضوء هذه العبارة تدور أحداث رواية المجوس و قد ذكرتني مباشرة بالآية الواردة في إنجيل متى : ( لا يقدر أحدكم أن يخدم سيدين لأنه إما أن يبغض الواحد و يحب الآخر أو يلازم الواحد و يحتقر الآخر ،لا تقدرون أن تخدموا الله و المال)
تدور أحداث الرواية في صحراء منطقة آزجر و هي منطقة واقعة بين ليبيا و الجزائر في فترة الاحتلال العثماني للمنطقة
تسكن هذه المنطقة من الصحراء قبيلة يتزعمها الزعيم آدّه و هو رجل حكيم اشتهر بامساكه للعصا من المنتصف و بزهده و إعراضه عن النساء و تمسكه بإرث الأسلاف وهو الحكمة و توجيهات آنهي التي تقول بأن الصحراويين لا يقيمون في البيوت الحجرية إنما في الخيام لأنهم يتنقلون ولا يستقرون في مكان أكثر من أربعين يوما وهو أول ما خالفه سكان القبيلة بسسب الجدب و ريح القبلي فاستقرو بقرب البئر كما تحرم نصوص أنهى التعامل بالمعدن الحرام ( الذهب)
يأتي إلى أهل القبيلة شيخ من أتباع الطريقة القادرية و يزعم بأنه يريد تعليم الناس أمور دينهم فيجتمع حوله المريدون و يتمردون على كبار القبيلة و يخالفون عرفها و لكن تتضح حقيقة ذلك الشيخ بعد ذلك فقد كان طماعا يتعاطى الذهب و يتعامل به و يخفيه و لكن هذه الحقيقة تتضح بعد فوات الأوان بعد أن يورط أتباعه في حرب تقضي عليه و على مدريديه و تنتهي قصة شيخ القادرية
و لكن قصة أكثر مأساوية تبدأ ففي أحد الأيام يأتي أناي و هو زعيم إحدى القبائل إلى شيخ القبيلة بقبيلة أخرى و يطلب منهم السماح بالإقامة بجوارهم بسبب البئر أيضا فيسمح لهم الزعيم آده بذلك عملا بوصية آنهي التي تحرم منع الماء
و لكن أناي و قبيلته يشرعون في بناء البيوت الحجرية و إقامة مدينة لهم تسمى ( واو) و يطوقونها بسور منعا لريح القبلي و يدعو أبناء قبيلة آده للإقامة معهم في مدينة واو طمعا في السيطرة على البئر و يمتثل الكثير من أهل القبيلة لطلب أناي .
بمرور الوقت تكتسب مدينة واو مكانة كبيرة و تمر عليها القوافل التجارية في رحلتها إلى مدينة تنبكتو و تتم معاملات البيع و الشراء بالمعدن الحرام فيتغرب أهل القبيلة عن أصلهم و تبدأ الصحراء في أخد الثأر .
يروي الكوني حكايته من خلال الكثير من الشخصيات فحكاية كل شخصية من شخصيات الرواية ليست حكاية عنه بذاته فقط بل هي حكاية الصحراء في هؤلاء الناس
و تشترك الشخصيات جميعا في الشتات و الاغتراب، كل يبحث عن ( واوِه) أو فردوسه المفقود . لكنهم جميعا يبحثون عنه في الخارج : في المرأة و الذهب و السلطة و الولد و الانتقام... و غير ذلك بينما كما يقول على لسان الدرويش موسى : ( واو تقبع هنا في هذا القفص و ضرب على صدره) .
الرواية مفعمة بالأسطورة منها ماهو مستمد من الأديان الإبراهيمية في إشارة واضحة و منها ما ابتدعه الكوني نفسه باقتد��ر و عظمة جبارة لكنها جميعا تتشارك في خلق البعد الخفي من العالم البعد القابع في الصحراء فقط و الذي أمد الإنسان الصحراوي بالأنس و الحكمة و المواساة
يتبع الكوني في السرد تقنية قد تبدو صعبة قليلة في البداية ولكن ما أن يمتلك القارئ مفتاح فهمها تصبح الأمور أكثر سلاسة و تتبع تلك التقنية أسلوب الابتداء بالنتائج و من ثم العودة للاستفاضة في الأسباب و الأحداث و من خلال ذلك يحكي حكاية كل شخص على حدا .
في النهاية أستطيع الآن تفهم تعمد تجاهل الكوني أو عدم تسليط الضوء عليه فهو بكل تأكيد خارج عن المألوف و يطرح طرحا جريئا و مختلفا كثيرا و قد يكون مخيفا لل��عض كما أن الكثير مند موضوعاته لا تتفق و أصحاب النظريات التصحيحية للمجتمع. لكن بكل تأكيد هذا سبب يقوي موقف الكوني فهو بعيد كل البعد عن أدب المحاباة و الابتذال و الانسياق و التقليد و إنما يكتب أدبا أصيلا و متفردا بأسلوب إعجازي. و أظن أن المجوس على وجه الخصوص من أقوى النصوص الأدبية التي كتبت في تاريخ الإنسانية.
" الخير ينحرف عن الطريق ما إن يتحول إلى طريقة, الخير خير مابقي بكرا طليقا يسرح في البرية على هواه, فإن مسته يد بني آدم وتبنته طريقةً انقلب. كالماء والهواء. إذا حبست الماء ركد وإذا سجنت الهواء فسد. "
هل أسميها متاهة-تحفة, رحلةٌ روحيةٌ, ملحمةٌ روائيةٌ ساحرةٌ.. لا أجد تعبيراً مناسباً يصف روعة الرائعة الأدبية المجوس للمبدع الليبي العالمي ابراهيم الكوني, منقذ العالم الروحي للصحراء, الذي يُنطق الجبال.. حباتَ الرمل.. لهيبَ الشمس.. وجنونَ الرياح.. في فضاءٍ ملحميٍ زاخرٍ بالأساطير والثراث الثقافي الرمزي.. لنتوقف قليلا عند الغلاف, تحديدا العنوان الذي يشير إلى المجوسية, تلك الديانة الوتنية الثنوية والتي ينسبها البعض إلى الزرادشتية.. لكن مهلا لا تتسرع في إرجاع الكتاب إلى مكانه على الرف.. تحل بالصبر – ستحتاجه –.. يوضح لك الكوني : " إذا عرف الوباء طريقه إلى النفوس, فتهيأ للدخول إلى معبد المجوس ".. والآن فلنفتح الكتاب..
أمامنا متاهةٌ روائيةٌ.. تعددت فيها الشخصيات, الحكايات, الأساطير والرموز.. فتعددت معها الدروس والحكم, في صورة روحية للصحراء بشتى عناصرها.. عبرالمتاهة يستعين الكاتب بالاسترجاع الزمني كبطل رئيسي في أسلوب السرد, فحاول الحفاظ على تركيزك تفاديا للتيه.. أو بالأحرى تفاديا لقصر النفس حتى لا ترجع الخطى للوراء فتغلق الكتاب.. لكن عبقرية الكوني السردية وروعة أسلوبه ستحثك على المواصلة..
تركيبة سردية معقدة ومتداخلة, تمازجت فيها الأحداث والحكايات.. بحثُ أهل الصحراء المستمر عن "واو" أو الفردوس المفقود وشوقهم إليها.. تلك الجنة التي طُرد منها جدهم الأكبر "مندام" بعد أن تطاول وذاق اللقمة المحرمة... ليضع لثامه على فمه ويتيه في الصحراء رفقة المرأة التي تدثرت.. الدراويش والحكماء استعانو بصفاء القلب وبصيرة العقل,فأيقنوا أن واوهم عندهم.. في صدورهم, و الباقي رأوها في ذلك المسحوق الملعون التبر, ذهبُ الجن.. رأوها في الثروة, في الجاه.. في المرأة.. دون أن ينتبهوا أن في نهاية الحكاية.. كفن. تعددت الرؤى, الأمكنة و طرق البحث, وبين هؤلاء وهؤلاء يبرز المجوسي الحقيقي.. " المجوسي هو من باع الله مقابل المال واستبدله في قلبه بحب الذهب " ..
زعيمٌ كان قدره حكم قبيلةٍ استلمه باكرا, أمسك العصا من الوسط وأصر عليها محتكما إلى " آنهي " كتاب الصحراء الضائع.. درويشٌ طيب القلب, طاهر الروح انحدر من سلالة الذئاب, ودانٌ إنسيٌ حقق أمنية زوجةٍ, ليهجر السهل ويتطاول على الجبل الذي أبرم عقدا مع الجن.. فارسٌ نبيلٌ دمره العشق وقدس "الوعاء".. وآخرٌ ملعونٌ بالعطش وسط رمال الصحراء.. سلطانٌ هرب من مدينة الذهب, ليقيم واوا في صحراء آزجر ويرنو إلى المعدن الذي يهابه أهل القبيلة.. أميرةٌ أرادت امتلاك قلوب الرجال, فخسرت الرهان.. نذيرٌ آثر العمى على رؤية الظلم, وقاضٍ سعى للإنتقام خلف حجة تطبيق العدالة, عرافٌ أصابته سهام العشق, إمامٌ, عرافةٌ أعماهم حب الذهب, وتاجرٌ تمرد على نواميس الصحراء.. لكلٍ لعنته.. لكلٍ حكايته.. لكلٍ أسطورة ترويها له الصحراء.. في عالم الكوني الطوارقيِ المميز..
كيف يوفق المرء في وصف متاهةٍ.. متاهةٌ تمنيت لو لم أخرج منها.. في كل ركن منها رحلة روحية تطوف بك حول معاني الأشياء.. في فضاءٍ خلابٍ اسمه الصحراء..
أقتبس نصيحة من إحدى القراء : " إن لم تقرؤوها بأرواحكم.. دعوها " .. فدَع عنك عالماً مادياً, وافتح باب عالَمِ الكوني.. بابٌ نُقش عليه : " ضيع نفسك.. تجدها " .. فمرحباً
رغم اللغة البليغة العذبة الآسرة في الرواية، والمفعمة بالنّفَس الأسطوري والحسّ الشعري العالي، ورغم التشخيص المدهش لكل ما هو غير شخص (كتشخيص القبلي "وهو الريح الرملية العاتية التي تُدمر كلَّ شيءٍ وأوله الماء والآبار التي عليها تقوم حياة الصحراء والصحراويين"، وتداوله في الرواية كشخص حقيقي ذي كيان وسطوة وتأثير، وكذلك بالنسبة لجبل ايدينان وغيرهما)، ورغم حماستي العارمة للشروع في قراءتها قبل أن أباشر بفعل ذلك، إلا أنني وصلت لمنتصف الجزء الأول منها ولم أستسغها، ولم أشعر بأية رغبة في مواصلتها!
الزخم اللغوي الشعري والأسطوري طاغٍ في الرواية على كل شيء: على القصة نفسها، على الحبكة، على الشخصيات، بل وحتى على عنصر الحدث نفسه! لا شيء واضح في الرواية!
أستذكر هنا الهرم المصري العملاق نجيب محفوظ، في كل من "أولاد حارتنا" و"الحرافيش"، حيث حافظ على اتزان مدهش وجبار بين كل من الزخم اللغوي الشعري والأسطوري، وبين القصة والحبكة والشخصيات والحدث وكل شيء. أستذكر وضوح الروايتين واستمتاعي بقراءتهما وبتأويل رموزهما. وذلك على العكس تماما من هذه الرواية التي انعدم الاتزان فيها لصالح الزخم اللغوي، والتي انعدم الوضوح فيها حيث يقفز المؤلف من واد إلى آخر ومن شخصية إلى أخرى (ناهيك عن استعمال الكثير من المصطلحات الصحراوية الغامضة دون توضيحها ولا حتى على الأقل في الهامش)، دون تبيان الروابط بين كل تلك الشخصيات بشكل واضح!
واصلت إلى منتصف الجزء الأول لا مدفوعا بشيء من التشويق في الرواية (فهذا عنصر يكاد يكون مفقودا فيها كليا أيضا كذلك)، بل مدفوعا بإعجاب عارم بلغة الكوني الآسرة البليغة العذبة، ولا شيء سوى ذلك. ولكن ما فائدة الاستمتاع بتذوق تلك اللغة البديعة إذا كان المحتوى غير واضح أصلا، وإذا كانت هذه اللغة قد طغت على كل شيء عداها في الرواية؟
من أهم الدروس التي تعلمتها خلال رحلتي القرائية، ألا أضيّع وقتًا في قراءة كتاب لا أشعر بأنني أستمتع بقراءته أو لا أستفيد منه شيئا. وبما أنني لم أكن مستمتعا بقراءة هذه الرواية (إلا اللهم بلغتها فقط)، ولا شعرت بأنني قد أستفيد شيئا منها، فلا أرى أنه يجدر بي إتمام قراءتها.
المجوس (الملحمة الكاملة بجزئيها ) .. إبراهيم الكوني حسناً أنا أتراجع عن كل شئ كتبت عنه أنه عظيم في يوم ما لأن العظمة يجب أن تكون محدودة لا للعامة ، أي شيء أعطيته 5/5 أنا أتراجع عنه لأنه من الغباء المساواة بين ما هو جميل وما هو عظيم فعلاً..
المجوس..الساحرة ..الملحمية ..العظيمة..الرواية الثقيلة ، ملحمة أهل الصحراء "الطوارق" صحراء لبيا و مملكة مالي وبلاد الأدغال ، عظمة الرواية في التداخل و التشابك والموازاه منذ البداية ، إبراهيم الكوني ليس له تصنيف فما كتب وكيف كتب ! .. كيف أستعار كل تلك الحكمة كيف أبدع أساطير الأولين ورواها في شخوص ...!!!
وصفها شفاف كالأحلام ..وواقعية كل الواقع لأنها رمز للحياة
الصحراء هنا هي الكون كله ، والصحراء بديعة و مدهشة ولها روح وتنتقم ويجب أن ينتبه الطارقي لكل إشارة منها ...سكانها كثُر "إنس وجن ، من يعبون الله ومن يعبدون الذهب " .. ولا ينبغي أن يجتمع في القلب الإثنين ، والمجوسي هو من كان الذهب رباً في قلبه.. من امتلك الذهب ملكه ونزل بيه عقابه ، وأنت تأخذ الحكمة هنا من كل أحد حتي من الشر نفسه..
الخرافة هنا هي المنطق كل المنطق أيضاً ..
"أنا عاجزة فعلا عني أني أكتب شئ حقيقي يوصف العمل دا لأنه عظيم فعلا "
أول رواية أقرأها؛ للكاتب الليبي/ إبراهيم الكوني... رواية؛ مكونة من جزئين؛ تتحدث عن المجوس؛ الذي لا يعبد الحجر... أو النار (كما كنت أتصور)، أو الزرداشتيين، أو الفرس .. بل المجوسي؛ هو من عبد الذهب؛ في ماقبل عبادة الله... هذه الرواية؛ تتحدث عن العيش، والترحال؛ في الصحراء؛ مررواً بالعديد من الأساطير؛ المتعلقة بالإنسان، وخروجه من الجنة؛ وهو ما سماها المؤلف "واحة واو"؛ الضائعة... يأخذك الكاتب؛ في رحلة في الصحراء؛ تدوم سنوات، تعطش، وتجوع، تلهبك سياط الشمس، وتعذبك رياح القبلي... بطل هذه الرواية؛ هو الزعيم أدّه.. وهو زعيم إحدى القبائل.. تتحدث عن آسطورةالبئر "حلمة الأرض"، وما حصل للقبيلة؛ في سبيل الحصول على الحرية.. ينتهي هذا الجزء؛ بالنفي الثاني؛ للزعيم؛ عن موطنه.
الرواية مثيرة جداً... تكرهها او تعشقها عند قراءتها... ابراهيم الكوني.. أثبت أنه مبدع ... ساحر.... فيلسوف..... أديب عالمي.... ليس من الإنس..... ابداع في كتابة هذه الرواية ... تحفة.... بعض ما كتب فيها: ١-المجوسي ليس من سجد للحجر لأن الله موجود أينما ولّيتم وجوهكم بما في ذلك الحجر أيظاً، ولكن المجوسي الحقيقي هو من باع الله مقابل المال واستبدله في قلبه بحب الذهب. ٢-اكتشفوا أن للنجوم لغة والريح رسالة وللبدر روحاً وللأرض نفساً. ٣--لم يذق طعم الحياة من لم يتنفس هواء الجبال.
من هو المجوسي ؟؟؟ الإجابة ان كل ما ينازع الله فى انفسنا من ثروة او منصب او جنس هو الشرك وهى المجوسي "واو" هى الفردوس الضائع الذي يطرد منه انسان الصحراء الأول بسبب خطيئته الكبري فيصبح لزاماً على كل ابناؤة ان يدفعوا ثمن العصيان ويعلموا ان الصحراء هى العقاب والثواب فى أن واحد .رواية فذة مذهلة لا يمكن لمن يقرؤها ان ينساها بسهولة "