مولده ووفاته في البصرة. كان كثير التطواف في البوادي، يقتبس علومها ويتلقى أخبارها، ويتحف بها الخلفاء، فيكافأ عليها بالعطايا الوافرة. أخباره كثيرة جداً. وكان الرشيد يسميه (شيطان الشعر). قال الأخفش: ما رأينا أحداً أعلم بالشعر من الأصمعي. وقال أبو الطيب اللغوي: كان أتقن القوم للغة، وأعلمهم بالشعر، وأحضرهم حفظاً. وكان الأصمعي يقول: أحفظ عشرة آلاف أرجوزة. وللمستشرق الألماني وليم أهلورد كتاب سماه (الأصمعيات-ط) جمع فيه بعض القصائد التي تفرد الأصمعي بروايتها. تصانيفه كثيرة، منها (الإبل-ط)، و(الأضداد-ط)، و(خلق الإنسان-ط)، و(المترادف-خ)، و(الفرق-ط) أي الفرق بين أسماء الأعضاء من الإنسان والحيوان..
"كان عبد الملك بن قریب الأصمعي، أحد هؤلاء العلماء الذين صنّفوا في علم الحيوان، ويتميز الأصمعي عن سواه بأنه لم يكتف بالدراسة النظرية التي تعتمد على الأخذ ممن سبقه من العلماء والشيوخ، فقد ذكر بأنه كان يتجول في الصحاري والبراري بنفسه: يلتقط من الأعراب الفصحاء: أسرار اللغة ودقائقها، ويفحص الحيوانات بنفسه، ويسأل هؤلاء العارفین عن أسماء أعضائها عضوة عضوة. وبهذا استطاع أن يجمع لنا ثروة لفظية لغوية ثرّة، مكنته من وضع مؤلفات علمية…"