كنت أتصفح الكتب في دار ملهمون، فقال لي البائع عندها: هل تبحث عن كتاب معين؟ أجبت: لا فقط أطّلع. قال: حسنًا اطّلع على هذا الكتاب أيضًا ما دمت تفعل هذا. استغربت تصرفه، فأخذت الكتاب وتصفحته. لم أجد غضاضة من محتواه كما في الكتب المجاورة له، حيث يمتلئ الدار بكتب مراهقين وخواطر لا ترقى للنشر. أخذته وبدأت في قراءته فور رجوعي للمنزل.
عندما أذن الهندوسي، يتضح من العنوان أن هناك هندوسيًا سيأذن بأذان المسلمين، لكن عندما تقرأ الرواية تشعر بالحيرة، فالقصة تدور أحداثها في مدراس - الهند بين عائلة في طبقة الفرسان، وهي من الطبقة الثانية من طبقات المجتمع الهندوسي، يبدأ الكتاب بتفصيل ذلك ويعطيك لمحة عن الطبقات الهنوسية وطقوس تعبدهم.
الرواية تشدّك حتمًا فصلًا بعد فصل، وتجعلك تتفاجأ بتسارع الأحداث بعيدة عن كل توقعات. أعجبني في الرواية التشويق في السرد مع عدم التمطيط والإسهاب في الوصف والشخصيات من مظهرها الخارجي، بينما تستطيع ملامسة الداخل، الأفكار والأهداف لكل شخصية. رواية إنسانية اجتماعية ولم أتوقع نهايتها بهذه الطريقة.
لا أصدق لحد الآن أن كاتبًا (إماراتيًا) كتب هذا النص، كيف تعمق بشخصية الهندوسي وو.. لن أحرق الأحداث.
رواية جيدة لكنها ليست متقنة وبالطبع ليست أروع رواية في العالم كما يريد البعض إيهامنا في المراجعات السابقة. بدأت الرواية بقوة لكن قوتها بدأت تتلاشى كلما مرت الصفحات. الرواية مليئة بالأخطاء مثل أن تبدأ بالراوي الخفي، ثم تتحول إلى أن يكون الراوي والد طاغور وفجأة يصبح الراوي الخفي مجدداً ثم طاغور، ثم تعود للراوي الخفي وهذه أكبر غلطة يقع فيها الراوي.
كيف لي أن أقتنع أن صديق خال طاغور الذي لا يعرف اسمه في الصفحة اليمنى يناديه باسمه في الصفحة اليسرى(أعني أن طاغور قال بأنه لا يعرف اسم صديق خاله)؟! كيف لي أن أقتنع أن صديق خال طاغور الذي لا يعرف شكل طاغور يتعرف عليه بين عشرات القادمين على الرحلة من الهند (بالطبع لم يبعث صورته بالواتاب لأننا نتحدث عن الثمانينيات!)؟ كيف لي أن أقتنع أن جعفر المسلم قد رضي بأن طاغور الهندوسي يعمل مؤذناً للمسلمين في المسجد؟ كيف لي أن أقتنع بالصدف العديدة التي قادت سير الرواية، فجأة يجد طاغور خال صديقه يتم ضربه وهو الذي تركه في دبي، وفجأة يصل التحقيق في القضية لهذا الصديق ليشي بأمر طاغور! كيف لي أن أقتنع أن جميع المسلمين في هذه الرواية متعجرفين وغير متسامحين، المسلمون في المعسكر، المسلمون في الباص، المسلمون في المسجد، كلهم في الرواية متعجرفون ولا يعرفون التسامح ويأكلون حقوق الآخرين!
أحسست أن الراوي قد أدرج معلومات مفصلة عن الهندوسية لإعطاء صفة لروايته بأنه توضح الحقيقية وتجيب على الأسئلة الوجودية وفي الحقيقة أنها لا تفعل ذلك، بل وجدتها غارقة في تفاصيل لا داعي لها أو لا داعي لتفاصيلها.
الرواية تبدأ بعمق ثم تصبح الأحداث ساذجة إلى حد تدمير الرواية.، نورة التي ظننا لوهلة أنه سيكون لها دور محوري في الرواية اكتشفنا في نهايتها بأن قصتها بالكامل ذات الثلاث صفحات لن تؤثر على الرواية لو نزعنا صفحاتها. قصة مقحمة عن إماراتية تفشل في زواجها ثم تتأزم نفسياً فتسمح لها عائلتها بالسفر وحيدة للدراسة! أين المنطق؟ ثم تعود لتتزوج هندي هندوسي يسلم من أجلها! ويتم تعيين هذا الزوج في الشرطة، ويساهم في التحقيقات، ثم يتبين أنه مجرم يقتل سائقي التاكسي، ثم يهرب إلى بريطانيا. كان بالفعل فيلماً هندياً!
يريد الكاتب أن يتحدث عن التسامح ويكون والد طاغور بطل هذا المحور ثم فجأة يختفي دوره وتتلاشى الفكرة منذ البداية.
أصبحت متأكدة أن الكاتب تعمد أن يدرج الكثير من الأمور الدينية، مقابل أن تنال روايته شهرة التعدي على الخطوط الحمراء، يتكلم عن آلهة الهندوس وكأنها حقيقة، يتكلم عن إمام مسجد يشرب الخمر في المسجد، ويمارس اللواط الجماعي في المسجد، ويتحدث عن مسلم في المعسكر يدير مصنع للخمور، ويتجنب أي صفة حميدة لأي مسلم في الرواية، لا لشيء سوى ليقال أن هذه الرواية جامدة! نعم كانت جامدة ولكن أعني الجمود من ناحية الأسلوب والفكرة!
للأسف تمنيت أن لا تتلاشى قوة الرواية بعد أول صفحات.
هذه الرواية تضعنا أمام قصة فرد من الذين لا نلقي بالاً لوجودهم أو لمعاناتهم اليومية ونتجنب أي احتكاك معهم. تمر علينا وجوه العمال المنهكة في باصات النقل قبل المغرب ونراهم من خلف زجاج سياراتنا المرفهة؛ نتعاطف معاهم لثوانٍ لكن لا نتساءل عن قصة أي منهم، لا يأخذنا التفكير بعيداً فيهم ولا نفكر حتى كيف هي أوضاعهم هنا وكيف يسير مجتمع هؤلاء المتغربين عن أهلهم هنا في غربتهم. أما الكاتب فقد تجرأ على أكثر من ذلك؛ كتب عن قصة فرد منهم؛ منذ طفولته وما قبلها مروراً بحياته المتخبطة قليلة الحظ، حتى نهايته الغريبة.
مما أعجبني في الرواية أنها ألقت الضوء على تفاصيل مجتمع عمال البناء بدياناته المختلفة، وكيف يتكون بداخله هرم للسلطة. كذلك أعجبني الربط بين تسمية البطل طاغور وتضمين مقاطع من أشعار طاغور في مقدمة الفصول، وسيرة مختصرة له بعد نهاية الرواية. وصف موقف الأذان الأول كان جميلاً، عندما أذن طاغور الهندوسي لأول مرة داعياً آلهته وطالباً منها السماح قبل أن يصدح بـ "الله أكبر"! أيضاً هناك ذلك البعد الميتافيزيقي متمثلاً في: أحلام طاغور ورمزيتها المتعلقة بالديانة الهندوسية، حبكة الرواية التي يمكن القول عنها بأنها "كارما" فعل الأب الذي عانى من آثاره الابن، الأحداث المحورية في حياة طاغور المغلفة بهلوسة.
ما لم يعجبني في الرواية: * الوصف المكاني كان شحيحاً؛ الرواية تنتقل بين مكانين هما الهند والعين، والهند بلاد غنية بالتفاصيل، تمنيت لو كان هناك تصوير بصري أكثر للأمكنة: منزل الأب النبيل، حج الهندوس السنوي، منزلهم الخاص المتواضع في مدينة تضج بالسكان، مدينة العين في نهاية الثمانينات.. * وصف الشخصيات أيضاً كان مفقوداً، أم طاغور هي الوحيدة التي استطعت تخيل شكلها بينما اعتمدت على رصيدي من مشاهدة الأفلام الهندية في تخيل بقية الشخصيات. * السرد فجأة انتقل من الراوي إلى لسان البطل طاغور! ثم يعود للرواي في فصول أخرى في النهاية. * قصة نورة لم تأخذ حقها من السرد، وتم التعرض لها سريعاً، بغض النظر عن كونها لم تقنعني، خصوصاً كونها حدثت في الثمانينات في مدينة محافظة جداً مثل العين! * زوج نورة كل مرة تتم الإشارة إليه باسم: بارثي، ماثيو، عمر! ومقارنةً بالدور الذي أداه في الأحداث فإن قصته لم تأخذ حيزاً كبيراً. * المباغتة بأحداث مهمة حصلت قبل الحدث الذي اندمج القارئ فيه للتو: مثلاً عندما وجد طاغور والده في المستشفى فجأة في موقف غريب بعد انقطاع سنوات طويلة ويتملكنا التعاطف والدهشة ثم نكتشف أن الوالد "عاد قبل أيام"! هنا.. كقارئة، شعرت بالغدر :')
في العموم أجدني أميل لتقييم الرواية بأربع نجوم لكونها تلقي الضوء على فئة مهمشة من جميع النواحي، فئة وجودها هامّ في مجتمعنا لكنها مظلومة حتى في أدبنا.
أشفق على الروائي محمد المرزوقي بعد تحفته "عندما أذّن الهندوسي"، أنّا له أن يتمخض أدبيًّا ليتفوق على رائعةٍ كهذه أو حتى يجاريها براعة. هي روايةٌ أثراها بمجموعة من الحقائق والأسئلة الملغومة التي نعرفها ونحفظ حلها عن ظهر قلب، لكننا أجبن من أن نواجهها أو نجيب عليها بصوت مسموع.
طعّم المرزوقي روايته بأشعار فيلسوف الهند العظيم طاغور، كما سمّى بطلها تيمنًا به. تطرّق للمجتمع الإماراتي بإيجاز متمثلًا في "نورة" ومرتادي المسجد، لكنه أسهب في ذكر تفاصيل هامة عن الديانة الهندوسية، الأمر الذي يحسب له في تصحيح الصورة المشوهة عنها ومعتنقيها، والسائدة لدى الغالبية العظمى منا.
طاغور بن أتيب، ملاك الرحمة الذي يتحول في لحظة غضب إلى قاتلٍ وهاربٍ من العدالة، تسوقه الأقدار ليحط في مدينة العين عامل بناء مسلم، يتجرع المهانة ويخفي هويته وحقيقة ديانته، ويتجاوز عن بؤس حكمت عليه الحياة أن يعيشها ليؤمّن قوت يومه وأهله بعد أن غادرهم دون وداع، تتوالى الأحداث لنجد محمد إقبال (طاغور) مؤذنًا رخيم الصوت يدعو المسلمين للصلاة، يطبق تعاليم دينٍ لا يؤمن به، ويستنكر ازدواجية معايير من نصّب نفسه ممثلًا عن الإسلام وداعيًا له.
"عندما أذّن الهندوسي" صرخة إنسانية في وجه الظلم والتمييز الطبقي والديني والجنسي المستفحل في المجتمعات الهندية أينما كانت وحلّت، أطلقها أتيب مستمدًا تعاليمها من قدوته غاندي، وعكف على غرسها في ابنه طاغور، مخالفًا بذلك تعاليم ديانته ومخملية أسرته وعراقة نسبه.
صراحه لم احدد رايي من هذه الروايه للان ... ذلك الشاب طاغور .. الذي لم يجني يوما الا ان ابوه خالف تعاليم الديانه الهندوسيه و تزوج من امراه تتدنى طبقتها الاجتماعيه عنه ... و بالتالي دفع طاغور الثمن برحلة هروبه الى الامارات .. فرارا من جريمة لم يقترفها .. قاسى و عاني هناك .. بدءا من تغيير دينه على جواز سفره المزور .. الى انتهائه بالاذان في مسجد .. و هو هندوسي الديانه .. و بعد ان عانى من انتهاك حرمه جسده على يد سائقين التاكسي .. انتهاءا باعترافه بجريمه لم يقترفها ... انما اقترفها هندي اخر مهووس بالجريمه ... دائما ما كنت اسال نفسي لماذا معتنقين الاديان هم دائما من يشنون الحروب الضاريه .. حتى يكرسوا مبادئهم ... رغم انهم يعبدون الها واحدا ... هذه الروايه كرست عندي هذا السؤال .. رغم انها لم تعجبني كثيرا ...
رواية بأحداث حقيقية حصلت في مدينة العين كما ذكر الكاتب في بداية صفحات الكتاب.. ~ . . تحكي الرواية عن تعاليم الديانة الهندوسية التي تقسم المجتمع لأربع طوائف مختلفة لا تختلط، وكل منها لها منزلته التي تحكمها الآلهة.. خالف والد البطل هذه التعاليم وتزوج هو ابن الطبقة (الكشاترية) طبقة الأمراء والملوك بفتاة من أدني طبقة (المنبوذين) مما اضطره للهرب والانعزال والتخفي.. ليواجه بعده ابنه طاغور مصيرا مشابها بعد دفاعه عن والده ليضطر بعدها للهرب من الهند والتخفي في دولة الإمارات بهوية سرية وديانة مزيفة..! ~ . . أحداث كثيرة تجري للهندوسي (طاغور) الممرض المسالم الذي تحول في الإمارات الى (محمد اقبال) العامل المنظف ثم مؤذن المسجد صاحب الصوت الجميل.. جميعها تصب في فكرة واحدة وهي تحكّم الآلهة (المتمثلة في الشيطان المتنكر في رداء الإله فيشنو) في حياته مما يدفعه لارتكاب جميع التصرفات الشيطانية التي تقوده للهاوية وكل ذلك انتقاما بسبب مخالفة والده للتعاليم الهندوسية.. ~ . . احببت احداث الرواية المكتوبة بطريقة سلسلة مشوقة وتسلسل جميل ولكن الفكرة العامة التي اتخذتها الرواية لم ترق لي حيث ابرزت واكدت طوال القصة على دور الآلهة الهندوس وبأنهم هم خالقي الكون والمسؤلين عن سير الحياة فيه والمتحكمين في مصائر البشر وتصرفاتهم لما يصب في الطبقات التي اقروها لهم منذ ولادتهم الى نهاية حياتهم التي يحدد هؤلاء الآلهة مدتها وكيفية انتهاءها ومن ثم معاقبتهم ببعثهم مجددا في ادنى وابشع صورة..! ~ . . في رأيي الشخصي كان من الأفضل لو توجه الكاتب لرواية القصة والأحداث كما حدثت ثم صبها في منظور اخر يؤكد جهل الديانة الهندوسية ومعتقداتهم الخاطئة بدلا من جعلها وكأنها حقيقة من ضمن الأحداث الواقعية التي جرت في الرواية.. ولكنها بالطبع تجربة #تستحق_القراءة
#رواية لم أقرأ لها مثيل منذ فترةٍ طويلة على الرغم من قراءاتي المتعددة إلا أن الروايات التي تجمع الثقافة والفكر والتسلسل في الأحداث تكون نوعاً ما نادرة خصوصاً في ظل غزو تدنّي مستوى الثقافة لدى الكثير من الكتّاب مع إحترامي للجميع
هذه الرواية .. جعلتني أفكر كثيراً .. كيف يفكّر محمد وما الذي دفعه لكتابة هذا النوع من الأدب.. خصوصاً أننا نحن المسلمين لا نستطيع التفكير كثيراً أو بالأصح لا نجرؤ أن نكتب عن الآلهة التي يؤمن بها من لا يؤمن بالله سبحانه وتعالى .. في هذه الرواية جسّد الكاتب روح البطل الهندوسي بكل ما يحمله من تقديس لآلهته ومعتقداته وكأنه عاش التجربة فعلاً... .. هذه الرواية تحكي قصة رجل من أنبل نبلاء الهندوس.. أعماه الحب ليلتقي بمحبوبةٍ متشردة من نفس ديانته.. ينجبان طفلاً يدفع ثمن أخطائهم ويهرب من مجتمعه الذي ينبذه إلى مجتمع الإمارات متخفياً بزي الإسلام.. في الرواية ستجد الكثيييير من التفاصيل والأحداث التي لن تتوقعها .. شيّقة جداً .. إنسانية ومثيرة.. أنصح بها لمن يريد أن يوسّع آفاقه في التفكير في المجتمعات الأخرى .. #عندما_أذن_الهندوسي للكاتب المبدع #محمد_المرزوقي
"هم يعتقدون بأن الله يأمرهم برجم الآخرين، لكنهم لا يدركون أن الشيطان ينجح أحياناً بارتداء ملابس الرب والتنكر بهيئته ليخبرنا بالقيام بأمور شريرة، لو بحثو جيداً لوجدوا ذيل الشيطان تحت رداء الله"
الروايات الجيدة هي تلك تمسك بتلابيبك وتشدك منذ البداية بحيث أنك كلما قررت التوقف عن القراءة في فصل ما لتكملها لاحقاً تكتشف أنك لا تستطيع فعل ذلك وتقرر الإستمرار لبضعة فصول أخرى، وهو مانجح فيه الكاتب.
أعجبتني تنشئة أتيب لابنه طاغور عندما كان يذكره أن كل بقاع الأرض معابد وأن الله لا يمكن أن يأمر بالقتل والكراهية وكيف أن الاختلافات بين الأديان بسيطة
رواية ممتازة وفيها معلومات قيمة عن الديانة الهندوسية.
الكتاب يدور حول التعاليم الهندوسيه التي تفرق بين طوائف المجتمع الى اربع فئات عموديه لا تمتزج. حاول والد البطل كسر هذه السلسلة بالزواج من احد أبناء طبقة المنبوذين فوجد نفسه معزولاً في المجتمع. حاول ابنه أن يتفاد العزة والهروب من الهند الى الإمارات متخفياً كمسلم فوجد نفسه في عزلةاخرى لأنهمن طبقة العمال الكادحين. اسم البطل طاغور شبيه بالشاعر الهندي القديم الذي كان يحارب العصنرية في الديانه الهندوسية وأصدر دواوين شعريه عن هذا الموضوع.
رأي الشخصي عن الكتاب: القصه جميله واسلوب الكتابه جميل وان الكاتب اضاف في بداية كل فصل ابيات شعريه للشاعر الكبير طاغور شي جميل جداً، اسم البطل مستنبط ايضا من اسم طاغور، تسلسل الاحداث جيد، اعاتب كثيراً الكاتب على هذه النهايه الركيكه جداً.
حين سقطت عيناي على العنوان للمرة الاولى اعتقدت بأنني امام كتاب من نوع رائعة خيري شلبي قداس الشيخ رضوان او فيلم عادل امام الشهير حسن ومرقص ولكن الرواية كانت ذات طعم مختلف لم يكن للفرح فيها اي حيّز بل هي من ذلك النوع المؤلم الذي تشعر بعد قرائتها بأنك تكره العالم الذي اصبح اكثر شراً
سيصعب عليك تصنيف الرواية كما صعب عليك نسيانها فهي تتأرجح بين رواية إنسانية وبين قصة جريمة قضت مضاجع سكان مدينة العين الاماراتية في أواسط التسعينات ولا زال الكثيرون يذكرونها
هذه الرواية تتناول شخصية هندوسية هربت من موطنها ، وارتدت رداء الإسلام لإخفاء هويتها من أن تُكشَفَ لحظتها لأجل لقمة العيش فقد .. تعيش هذه الشخصية في غربة دائمة ، افتقدت المعابد ولجأت للمساجد ، افتقد حنان الأخوة ولجأ لأصدقائه الجدد كان كل ذلك عندما أذن في أحد المساجد ..
عندما اذن الهندوسي ... روايه تحكي عن قصة شاب هندوسي انتقل من الهند الى مدينة العين ... خلال الروايه هناك معلومات عن الديانة الهندوسيه ومعتقداتهم ... احببت اسلوب الكاتب السهل البسيط .. لا يوجد اسهاب في الوصف الذي من الممكن ان يصيب القارىء ببعض الملل ... استمتعت بقراءته ... ✅
الكتاب تجربة جريئة لفهم الحياة من الزاوية الهندوسية ،فغالباً ما نعتقد بأننا نملك الحقيقة لوحدنا ،نحن اصحاب الديانات السماوية ولكن فعلياً هناك حقيقة مختلفة في الجانب الأخر ،احببت التجربة وخاصة بأنني مطلع على تلك الديانات وما تحمله من فلسفات ،شكرا للكاتب على هذه الخطوة المميزة .
الرواية تروي عن التسامح بين الأديان و تقارب الفكري و الغاية نحو الوجود و الموت مهما تعددت الآلهة. تتسائل إن كنت طيب و لكن تقتل من أجل الانتقام. هذا ما تعيشه مع بطل الرواية الهندوسي
الرواية محاولة جريئة لاستعادة العلاقة الانسانية بين البشر الذين قامت بينهم حواجز عاليه بعضها من صنع ما يدين به بعض الناس و بعضها باستغلال الناس ما يتاح لهم من مزايا ليست لغيرهم كإسآءة الأغلبية الي الأقليات او أصحاب السلطة الي من حرم منها،و هو أيضا محاولة لفضح ما تحفل به نفوسنا من ميل للتميز المبالغ فيه عن الاخرين بناء علي صورة نمطية لا تمت في كثير من الاحيان للواقع بصلة،و قد أحسن الكاتب الإستعانة بإشعار جميلة عن طاغور،و لكن حبكته القصصية موجهة بأكثر مما يقبل في عمل روائي،فهي حافلة بالتطورات غير الطبيعية و غير المتناسبة مع النمو الطبيعي للأحداث ،و قد يقبل هذا مرة،لكن معظم نقلات الرواية جآءت بهذه الطريقة المفتعلة،فالأب الذي هجر طبقته بكل ما تتيحه له من مزايا ليعيش مع قلبه انتصارا للمساواة التي يؤمن بأنها أساس الحياة بين البشر،سرعان ما يفقد توازنه و يجن عند وفاة زوجته تاركا عائلته لتفترسها ذئاب الحياة،و الابن الذي يتعلم فنون التمريض و يعشق إنسانية مهنته و المخلص لتعليمات أبيه سرعان ما يتحول الي الغضب المدمر و يصبح مجرما ثم يستسلم لحل غير أخلاقي ،ينتهي به الي مجتمع يعود به من جديد الي الطبقة المنبوذة المضطهدة،و التي لا تكتفي بما يلحقها من استغلال بل تصبح ضحية تظالمها،و تبادل الإبتزاز بين أفرادها،و لكن بمفاجأة غريبة أخري يتصرف البطل بالطريقة التي أسلمته الي الإجرام دون مبرر و كأنه تأهل في الاصل ليكون مجرما لا ليتشرب تعاليم طاغور التي تربي عليها و مخالفا أيضا لتعاليم الصوفية التي مست قلبه ،ثم و بضربة حظ يصبح مؤذنا ،ثم فجأة يتحول المؤذن الأصلي الي الشذوذ الجنسي ليعاقب البطل،و بافتعال واضح تدخل شخصية نوره و زوجها الهندوسي الذي اسلم و بالمصادفة فهو خبير جنائي و بالمصادفة تكتشف أنه مجرم آخر لكنه يتصرف بوعي إجرامي،و بالمصادفة يسقط بطلنا الأول بدلا من محترف الإجرام في شباك الشرطة و تثبت التهم في حقه،و كل ذلك بتوجيهات الصوت الداخلي الذي يقوده و المنسوب الي اله الدمار عند الهندوسيين،كل هذا الافتعال يفقد الرواية نموها الطبيعي،و أظن أنه أفسد الرسالة التي أراد المؤلف أن تستقر في عقل القارئ
تحكي الرواية قصة طاغور الهندوسي من قبل ولادته حيث تبدأ بتعريفنا بقصة لقاء والديه ثم الي طريقة والده في تربيته وأخواته عن طريق التطبيق العملي لكل الأحداث ثم يأخذنا لقصة حياته في الهند ومن ثم عند انتقاله للامارات في التسعينات. طبعاً هناك مقدمة للتعريف المبسط بالآلهة الهندوسية في البداية لتسهل عملية سرد باقي اجزاء القصة مما قد يكون السبب في الهجوم الشرس علي هذه الرواية.
بدأت الرواية بعمق جيد للأحداث والشخصيات اللتي رسمت بطريقة سلسة ومتقنة لتدمج القارئ ببراعة. الرواية تقدم صورك عن الديانة الهندوسية وبشكل مبسط وحيادي. زخرف الكاتب الراوية بالعديد من اشعار الشاعر الهندي المعروف طاغور والذي سمي باسمه بطل الرواية. كما ويحسب للكاتب عرضه للصراعات اللتي تفتك بالهند ما بين الدينية والسياسية والطبقية وايضاً بشكل حيادي. تحمل الرواية العديد من الأبعاد الإنسانية العميقة والمشاعر المتضاربة واللتي استطاع الكاتب أن يرسمها بحرفية ودقة جميلة بكلماته. قد يحسب علي الكاتب صغر حجم مساحة اللتي خصصها لنورة والأسرة الإمارتية وعدم التعمق قليلاً في تفاصيلها رغم أنها ترسم نهاية القصة بشكل جذري استمتعت جداً بهذه الرواية رغم قسوتها في العديد من الأجزاء
اعجبتني فكرة الكتاب وجرأة الكاتب، أشعر بالسعادة عندما أرى كاتبا من الخليج يلتفت ليلقى الضوء على الحياة الصهبة التي يعيشها ملايين العاملين في الخليج والصعوبات التى يواجهونها.
أقدر شجاعة الكاتب عندما طرح بخجل فكرة موت الإله بطريقة جديدة مستعملا الانثروبولوجيا الهندية وأتفهم عدم تعمقه في هذه الفكرة بسبب العراقيل الدينية التى تمنع الحديث حول هذا الموضوع الفلسفي.
عندما أذن الهندوسي اختلت الموازيين وبات مشوش الذهن عازفا عن رؤية أخطاء الأخرين، وتهاوت أمامه كل الفروقات بين البشر التى زرعها الشيطان بإسم الرب . عندما أذن الهندوسي كتاب شيق من البداية وإلى النهاية، ستتعاطف مع شخصية طاغور المغيب روحا طوال رحلته هربا من عقاب أثر جرم ارتكبه والده بإسم الحب ومن أجل الإنسانية، ومن يقف أمام الشيطان فعليه أن يتحمل نتيجة أفعاله.