المؤلف: من أنا؟ وكيف صرت أنا أنا؟ ماذا أريد؟ وأين أقف؟ وإلى أين أتجه؟ وأي الأوقات والأمكنة حملتني وسافرت بي حتى هذه اللحظة، التي أشرع فيها في حفر ملامحي بإزميل من صدق على هذه الأوراق، التي لربما كان لها شأن ذات يوم؟ للصدق وحده فهي تبدأ منين وتنتهي إلي، وقد لا يكون لها من شأن عند أحد غيري. سأكتفي باحتفالي بها، على طريقتي عندما أرفع القلم عن آخر كلمة بآخر سطر. وحدي سأشتري كعكة صغيرة وشموعاً وزجاجة جميلة محرمة. سأكوم أوراقي هذه على المقعد المقابل. وسأرفع صوت الموسيقى بالقدر الذي يليق بتلك الساعة، ووحدي سأرقص وأشغل السجائر وأشرب الأقداح، وسأطلق حينها كل الشتائم التي أحفظها، والتي لا أحفظها، وسأنشد كل القصائد التي أحفظها والتي لا أحفظها، سأفعل كل هذا وأكثر.. وأكثر. تماماً كذلك الذي يحتفل بعيد ميلاده، وحيداً في بلاد لا يعرف بها أحداً، ولا يتكلم إلا اليسير من الكلمات أهلها.
أحب أن تبدأ الأشياء بالأسئلة، وتنتهي بالأسئلة، وما بين هذا الحشد من علامات الاستفهام، في البدء والخاتمة، يليق بالمرء أن يقول أنه قد أنجز عملاً طيباً، لأن أسئلته تلك قد أنجبت عالماً جديداً من الأسئلة الأعمق والأدق، فاللعنة على الإجابات وعلى كل الذين يجعلون إجاباتهم نهاياتنا!
ليس أن نتساءل عن كأس: ما هو، كأن نتساءل عن شخص ما: من هو، ولا عن لغز في هذا الكون، ولا عن خلق أو حقيقة أو، أو، أو حتى لا تنتهي الأشياء! حسناً.. سأبدأ من المكان والوقت، الرحم الذي تتوالد منه الأقدار والقصص والحكايات المؤلمة، وتلك الأخرى الجميلة، وتلك الجميلة والقبيحة في آن!
كتبت هذا العمل بين 1999-2005، هذا كتاب اجتهدت ألا أصنفه، فصدت منه أن تعرفوا زاهي الجبالي، هذا الذي احتمالاً أكيداً لتمام الـ 19 قاتلاً في سبتمبر أمريكا، فهو ألإرعابي الـ20، وكانت احتمالاً أوثق لتمام قائمة الـ26ـ فهو الإرهابي الـ27 في السعودية، واحترت كثيراً في الطريقة التي أقدم بها هذين الاحتمالين، وأخيراً رأيت أن يمضي العمل هكذا عفواً، فسحته لزاهي، يتحدث عن نفسه، على طريقته، التي لا أسميها!
عبدالله ثابت شاعر وروائي سعودي. ولد في منطقة عسير في 6 مارس 1973م. يعد من المؤلفين الشباب الفاعلين في الساحة العربية والمحلية وذلك بعد صدور عمله الهام (الإرهابي20). والذي ترجم للغة للفرنسية والنرويجيه, أصدر عددا من الدواوين الشعرية مثل: الهتك النوبات حرام كتاب الوحشة وأصدر مؤخرًا. رواية وجه النائم"
يكتب زاوية أسبوعية بجريدة الوطن وهي أول زاوية تصدر بصحيفة ورقية وتعتمد على تزويد القراء بروابط لمواقع إلكترونية من أبرزها موقع اليوتيوب. شارك في العديد من الأمسيات الشعرية المحلية والعربية والدولية وفاز بالعديد من الجوائز المحليه والدولية.
في بداية انطلاقي مع هذه الرواية، كنت أجزم بأني سأعطيها ما لا يقل عن 4 نجوم وباقتدار، فاللغة جميلة، والأفكار عميقة، والتسلسل رائع، لكن الفصل الأخير، آه من الفصل الأخير، كان منفصلا و لا أجد لها مبررا.. هذا الفصل لوحده يجعلني أنتزع نجمتين من الأربعة وأضعها في جيبي... :) نعم، أنصح بقراءتها ولا شك، فهي مختلفة جدا، وعبدالله ثابت كاتب فذ، لكنني أحذر من الفصل الأخير.. فصل متعب وبامتياز!
مادعاني لأقتني الكتاب عندما رأيته مصادفة بالمكتبة تعليق الدكتور غازي القصيبي على الرواية بإنها أفضل دليل يقود إلى أعماق ظاهرة الإرهاب ! توقعت أن ألقى فكرة جديدة , غير الفكرة القديمة المكرورة والمملة والمجحفة . تمنيت لو تحلّى عبدالله ثابت بالإنصاف , فالتعميم والمبالغة هي كل الرواية ! زاهي الذي انتقل من التطرف إلى التطرف , الذي رآه عبدالله انتقال من الغلو الى الإعتدال !! من الواضح والجلّي إن زاهي هو عبدالله ثابت في الأصل , منذ بدأت القراءة وأنا أحسّ بإني أقرأ سيرة عبدالله ثابت التي كتبها بنفسه .
لكل كاتب وجهة نظر , والكتاب بالتأكيد سيكون محاولة الكاتب في جعلنا نرى أن وجهة نظره الأصحّ ! أنا أعتقد أنّ عبدالله ثابت لم يُقنع الطرف الآخر بفكرته , من كان يؤيد كلامه فسيرى إن الكتاب دليل على صحة قوله , وينتشي طرباً به , ومن يخالفه سيرى إن الكتاب محاولة مستميته في جعلنا نؤيده وسيكذب بعض ماجاء به .
لمَ أورد الكاتب بعض الأسماء المشهورة وترك بعضها ؟ لم تعجبني الحبكة في الرواية , أبداً , ووشعرت ببعض الاستخفاف في بعض المواقف لماذا كان يحاول أن يشوّه التيار الديني بكلّ هذه القوة ؟
أعترف أنّي قاومت بشدّه لأنهي الكتاب , لأصل إلى منطقة سواء بيني وبينه , ربمّا في فصل حديثه عن الحبّ التقينا ولو قليلاً .
هذه الرواية أشبه بحالة ديجافو عمييييقة أدخلتني في متاهات ذكريات وحكايات قديمة لم أفكر في يومٍ من الأيام بأن أستحضرها.. ، زاهي يصيبك بالحزن، كيف أنتهت طفولته وأجمل سنين عمره قبل أن تبدأ ، هذه الرواية أستطاع كاتبها بأسلوبه الفذّ أن يجرني إلى عالم زاهي ، الوحدة والرغبة في التقدير والإنتماء، عالم الأخوة الصادق ، أعمال الخير والبرّ ،الصدمة فيمن نذر حياته من أجلهم .. وفي النهاية، الإنسلاخ :( الفصل الأخير أثار جنوني وأصابني بالإرتباك، أحسست أن سلكاً ما في عقل زاهي قد فُصل من مكانه، وأصبحت الأفكار غير منطقية، هوجاء ،متشابكة أحببت حديثه عن زيارته لليمن، ولقاءه بالكثير من الأدباء هناك على رأسهم :عبدالعزيز المقالح <3 تقيمي للكتاب ثلاثة نجمات، نجمتين للرواية ،ونجمة للعبارات التي أحببتها ولأنه أول كتابٍ أنهيه في جلسة واحدة منذ فترة طوييييلة ...
!!! عندما أنهيت الكتاب كانت هناك كلمة ،واحدة تتضخم في داخلي : مسخرة شخصية زاهي في الرواية انتقلت من الغلوّ في الدين إلى التملص من الدين ، وأجمل مافي الدين أن يكون وسطاً معتدلاً متزنا . شعرت بالأسف على ما انتهت عليه شخصية زاهي ، التيه الذي غمس نفسه به كان واضحا في الخمسين صفحة الأخيرة من الرواية .. بدت حروفه مُرتبكة ، حائرة ، لكأنما فقد شيئاً أثيرا كان يملأ قلبه .. لم يَعد يملك ذلك القلب المطمئن الذي يمنحنا إياه الإيمان والقرب .
أيضاً آلمني أن يكون رموز الدين بهذه الجلافة ، لم يَكن محمد-صلى الله عليه وسلم- إلا رحمة للعالمين ، أفلا يكون لنا في رسول الله أسوة حسنة؟
أرفض أن أُصنفه رواية، ما قرأته هنا فلسفة خاصة بعبدالله ورؤية فريدة مختلفة. اسمه يخرج لي بين كل فصل وآخر وأفكاري تأخذني بأن الكتاب سيرة شخصية. لا يستطيع احد ان يكتب تفاصيل كهذه الا اذا كان عاشها فعلًا الفصول الأخيرة جاءت على مزاجي فعلًا، فلسفة راقية وفكر واعي ولغة لذيذة لا يتقنها سوى عبدالله اخر جملة فتنة ( لا أنا انتم ولا انا اولئك انا هنا في هذه النقطة هذه النقطة التي لا امثل بها احد ولا تمثل احدًا معي ) ولا اعتقد انها اتت صدفة ردًا على تساؤله في اول الكتاب ( من انا وكيف صرت انا انا وماذا اريد اين اقف والى اين اتجه )
تحدث الكاتب في بداية الرواية عن طفولته عن عسير و أهلها و عن والده و والدته بكل قسوتهم وتناقضهم .. ساق نموذجا للتطرف الديني والتربية الدينية القاسية في المدارس ، وكذلك التربية في المنزل استنادا للعادات أو التقاليد البالية. تحدث الكاتب عن أثر عاملي "التربية والمدرسة" عليه من ناحية الدين و العقيدة حتى كره كل ما يمت للسماء بصلة لأنه تصور أن الله هو خلف هذه القسوة .
بعد انتهاء مرحلة الطفولة وابتداء المراهقة وكمحاولة للهروب من المنزل استجاب زاهي بطل الرواية إلى دعوات جماعة التوعية الدينية في المدرسة وانغمس فيهم أكثر متبعا لتصوفهم وتطرفهم والتشدد في أخذ الدين كما كان سائدا في أواخر الثمانينات ، وزاد ذلك بقيام الحركات التكفيرية والفكر الخارجي إبان حرب الخليج و المشايخ الذين رمز لهم بـ س.ع و ع.ق و ن.ع و س.ح . الخروج إلى المخيمات الوعظ والبكاء البعد عن البنطال والبدل والتصفيق وانتهاء بتكفير الأهل والعصاة والحكام طبعا والشدة في الأمر بالمعروف هذه أبرز ما كانت عليه تلك الجماعات والتنظيمات . بدأ العقد بالانفراط بعد عدة مواقف أساء فيها الجماعة التصرف و وجهوا إهانة نفسية لزاهي " العسيري " ابن الجبل الذي سبق أن أسهب في وصف منطقته وأبناءها كأنه يبرر أي تصرف لنفسه أو لأسرته وأهل قريته . مرحلة التحرر من ذاك الفكر عند دخول الجامعة والسفر والقراءة و الوعي بالإضافة إلى الحواجز التي بنيت في نفسه بينه وبين أولئك الأشخاص. الفلسفة واليوغا والأدب والشعر هي أولى ملامح الحرية الفكرية والقراءة لأشخاص وصموا بالعلمنة والكفر ، حتى اكتسب زاهي لغته الخاصة بعون الدراسة الجامعية في تخصصه اللغة العربية . كيف حاربت الأسرة زاهي وكيف تقبلت عودته ثم حاربته مرة أخرى حتى كانت البراءة و الحكم عليه بالردة قاب قوسين أو أدنى منه يوم أن كتب مقالاته عن الموسيقى وأثرها على النفس وعدم حرمانيتها وثورة المجتمع المحافظ والعلماء حتى تدخل في ذلك أخوانه ثم أمير المنطقة خالد الفيصل .
تتضارب في النفس الأسئلة هل هذا الكتاب سيرة ذاتية لثابت أم أنه مزيج من الواقع الديني في المناطق في المملكة أم مبالغات حاكها ببراعة ضمن أحداث حقيقة ؟
في الفصول الأخيرة من الكتاب تحول الكتاب من رواية إلى أطروحات فكرية يتحدث بلغته الساحرة وأفكاره الفلسفية عن ذاته كإنسان عاش التطرف و التناقض إضافة لجلد البيئة والمجتمع و النفس !
بطل الرواية عاشر جار الله عمر و أدونيس والألمعي و غيره و قرأ لكل أحد في صدمته التي عاشها بين عالم التكفيريين وبين الانفجار الذي تولد عن طول كبت و رغبة في الانتقام و الوحدة و الفراغ لذلك لست أعجب من كتابات ثابت و فلسفته و العمق في معانيه و أساليبه .
أربع نجمات على لغة الكتاب و فصوله الأولى والأخيرة وعلى حبكته المتقنة والأسئلة التي أثارها فيّ باحثة عن إجابة .
واخيرا .. عبد الله ثابت يكتب ما يليق به .. ويكتب صديقتي ندى بين حروفه و يكتب ما يذكرني بعلوان .. يعجزانني جدا .
رائع هذا العمل بكل تفاصيله .. لغة عبدالله الفاخرة أضافت الكثير على أجواء الرواية .. لتحيله نصاً نقرأه بحثاً عن فكرة .. أكثر من كونها قصة فلسفته الخاصه في الفصل ما قبل الأخير مُثيرة أثارتني بشكل لذيذ .. فبدأت الأحرف أمامي و كأنها تتراقص على أنغام موسيقى كلاسيكية عذبة عمل يصف سحر " عسير و الجنوب " بشكل جديد أقرأه للمرة الأولى , و العمل ناقش ظاهرة متفشيه بشفافيه و كثير من الجدل صحيح أنه كان هناك بعض التجاوزات بالآراء .. لكن يبقى في النهاية رأي الكاتب ! أحببت الرواية لأن فيها شيئاً يشبهني فزاهي فيه الكثير من ملامح حياتي . صدقاً سحرني العمل و أحببته . من قرائتي المفضلة *
" التعاليم التي تجعل الإنسان تعساًً باطلة " مقولة ..
عندما يكون الدين سيفاًً مسلّطاً على رقاب الناس .. و يكون سوطاًً يجلد قلوبهم و ظهورهم .. و يحرمهم من كل جمال خلقه الله في هذا العالم فهو كفر بواح !!
��ن منا من لم يرزح تحت هذا الضغط المقيت .. الذي يشوه العالم و الآخرين ممن حولنا .. و يصمهم بالفسق و الكفر الصريح ..
من منا من لم يمارس عليه هذا الإرهاب المتمثل في القبور و النيران و الثعابين ... جهنم و الوعيد .. و بئس المصير !!
في هذا الكتاب قصة حياة و سيرة شخص .. هو فينا ، يشبهنا قليلاً و ربما كثيراً ..
هو الإرهابي الـ ٢٠ .. و العدّ مازال مستمراً ما دمنا نقبع في ظلام الجهل ، يحركنا تباكي الوعّاظ ، و الدروايش .. و الساسة .. كالدمى !
تأثرت كثيراًً .. و آثرت ألا أكتب هذا التعليق إلا بعد مرور أيام لكي أهدأ .. و لكنني و أنا أكتب .. استحضر ما قرأت .. و أشعر بالحنق و أشفق على هذا الإنسان الذي يعاني شيئاً مما يعانيه الإرهابي و لو ظن نفسه في نعيم !!
هي متعة وجدتها في قراءة هذا الكتاب لايعدلها شي, ولطالما تمنيت لو أنني مشيت الهوينا في قراءته ولكن لما يملكه الكاتب من طريقة عظيمة في صياغة وتوظيف المفردات والجمل جعلتني أقرأ على عجالة ... أعجبني توظيف وتطبيق ما تبدأ به صفحات الكتاب أحياناً بعبارت وجمل تجعلك تستثار إعجاباً... أعجبتني ولامست قناعاتي الحد الأعلى " أخر ما يعنيني في أي أحد هي أفكاره ,وأول ما يعنيني في أي أحد هي إنسانيته التي أقتسمها وإياه , وبالرغم عنه.. وعني !" أعجبتني أيضاً" حين تصبح الأفكار سلطة فإنها لن تكون أفكاراً, ستكون سياطاً وعصياً وأكثرها إيلاما ًهو ما كان باسم القداسة والدين والأخلاق !" ولك جزيل الشكر أستاذ عبدالله ثابت
في هذه الرواية وجدت فترة تشبهني جداً ،، ربما لم أكن هو أنا بالذات ، بل عشرات الشباب الذين عرفتهم و قد انخرطوا في المسلك الديني المتشدد ثم اتجهو الى العمل الجهادي المسلح و ربما الإرهاب لاحقاً ، نعم بنفس التطور الذي قرأته في الرواية ، ربما نجوت من البداية و لم أكمل المشوار كما خُطط لكنني راقبت الكثيرين ينحدرون الى هذه الهاوية ،، رواية فيها الكثيف جداً من واقعنا و إشكالياتنا ،، استطيع أن أقول أنها رواية رائعة جداً
قصة اقل بكثير من توقعاتي عن شخص تقوده ظروفه الاجتماعية الى التطرف ثم يكتشف ضلال الطريق و يسعى جاهدا الى الخروج و الابتعاد حتى هنا القصة تقليدية , ثم يبدأ الهذيان في الفصول الأخيرة
كان الكتاب صدمة بالنسبة لي ! اقتنيته لأني توقعت من عنوانه ومن خلفيتي ممن سمعت عنهم، أنه كتاب سيتضح معه الكثير من مفردات النفس "الثائرة" - ولا أقول الإرهابية فإن الأرهابية المقيتة أو الإصلاحية المجيدة قياسات مطاطة كاذبة وخادعة تُعنى بمصير الحركة أكثر من مرجعيتها ومبادئها فأول ما تخرج الحركة تكون تهديدا وإرهابا وتكون كذلك حتى تنتهي فإذا نجحت وسيطرت مُجدت وعُدت إصلاحا وتمكينا وخيرا كثير !- وسبر اغوارها، ولكنها كانت في النهاية رواية أقرب إلى أن تكون (مذكرات ويوميات شخصية).!؟ علاوة على أن التجربة التي مر بها الكاتب لم تكن بتلك الإثارة التي توقعتها، فبداية انحرافه وغلوه الفكري بداية طبيعية يعرفها جيدا من درس في التسعينات الميلادية خصوصا- وإن كانت مازالت إلى اليوم ولكن بنفوذ أقل- من جماعات التوعية الإسلامية، والتي كانت تستقطب الأطفال والفتيان الصغار لاستعمار عقولهم واستخدامهم كأدوات لتنفيذ مخططاتهم الحركية، وما يدور في هذه الجماعات من شدة وغلو تفكيري ونزوع تكفيري للآخرين،حيث عندهم كل كافر يستحق القتل ولا يستحق العيش، بل وكل مسلم لا ينتمي لفكرهم ليس بمسلم فهو كافر، والكافر يستحق..إلخ ،،، تطبيق بسيط للمنطق.!؟ ما يدور فيها من انحرافات حتى على مستوى الإنسانية الفطرية، فكل عضو كبير في هذه الجماعات يستقطب مجموعة من الأعضاء "المردان" الصغار ولا تسأل عن بعض التفاصيل.!؟ أصبحت اليوم في ظني الكثير من جماعات التوعية الإسلامية بالمدارس تستهدف "الدشير" لتحاول إصلاح حالهم بزعمهم .. على طريقة مجتمعنا الشهيرة (زوجوه..عشان يعقل)، بين نقيضين والحركة البندولية المتطرفة المعهودة في التعاطي مع الكثير من الجديد والقديم في مجتمعنا. الكاتب مر بهذه المراحل ولكنه لم يدخل في تشكيل إرهابي واضح الأهداف والمعالم، وإنما فقط بهذه الجماعات والتشكيلات المتشددة بشكل عام والتي تكفر وتلعن بشكل جمعي، وكثير من أبناء مجتمعنا وخصوصا ممن عاصروا حقبة الكاتب مروا ولو مرور الكرام بهذه التجربة..توقعته مر بشيء أكثر إثارة، حتى وإن عُرض عليه في فترة الذهاب لأفغانستان وكاد أن يذهب حتى آخر لحظة، أظن الكثير منا سمع بتلك العروض..لذا لم أجدها تجربة كافية ليُكتب عنها كتاب.!؟ التحولات كبيرة في حياة هذا "الإرهابي" وكيف بلورت الكتب والأشعار نظرته وغيرت أفكاره وكيف تحول مسار حياته. وجدت الكثير من التفاصيل الشخصية التي لم يكن لإيرادها أي داع، فأصبح جزء كبير من الكتاب "سواليف" ليس لها أي قيمة. تخرج بحقيقة مفادها: الإسلام دين، وكغير من الأديان..هناك القليل ممن يخدمه، والكثير ممن يستخدمه !
عندما يتعلق الموضوع في تناول الوعظ الديني وتحويله الى سوط على رقاب من يتجرأ على التفكير، يصبح تناول موضوع كهذا شديد الحساسية، لكن الكاتب تناوله وحلله بأسلوب راقي جدا" وبلغة جميلة تبتعد عن التعقيد والتفخيم، وتسلسل واضح، مما أنتج رواية مشوقة، مهما اختلفت معه في بعض الأفكار والنهايات، لا يمكنك إلا أن تتمتع بكتابته، وتقتبس الكثير من مقولاته.
يقول: "حين تصبح الأفكار سلطة فإنها لن تكون أفكارا"، ستكون سياطا" وعصيا" وأكثرها إيلاما" هو ما كان باسم القداسة والدين والأخلاق."
يرتمي زاهي مراهقا" ثائرا" في أحضان جماعات متطرفة تحاول أن تشوه تفكيره، وتجعل الخوف من التمتع بأبجديات الحياة كفرا" وخروجا" عن الصحيح. تملأ صدره بمشاعر الكراهية ضد كل شيء وأي أحد خارج نطاق تلك الجماعة، حتى إن كان ذلك الأحد هو عائلته. باسم الدين، يحاولون أن يسيطروا على هذه الأرواح الصغيرة.
عندما يبدأ بالتفكير والتحليل، محاولة الفهم والاعتراض، يبدأ أقرانه بدس الدسائس واتهامه بأخلاقه، ليدفعوه للعودة كما يريدونه ومثلما يقررون له فقط في الجماعة.... فيرفض. خصلة التمرد التي بداخله هي ما تنقذه وتنتشله من هوة الإرهاب.
في النهاية يصف هذا الصراع الذي بقي طرفا" فيه، ولكن في الطرف المقابل الآن، طرف الحدثيين مقابل السلفيين الذين يكفروه علنا"، ويدعون عليه من فوق المنابر. يقول: "للقتلة ملة واحدة ولسان واحد ... كلها تفوح برائحة الدم ... كلهم تفوح منهم رائحة الآلاف من الجثث، لكننا، أيتها الشعوب المغفلة والساذجة، ميالون لتقبيل الأيادي التي تصفعنا، ونعشق صناعة أساطير وآلهة في أذهاننا، حتى لو كانت المادة التي نصنعها منها مادة سامة وقاتلة وشريرة."
ويقول كمحصلة لكل ما مر به: " آخر ما يعنيني من أي أحد هو أفكاره، وأول ما يعنيني من أي أحد هو إنسانيته التي أقتسمها وإياه ... بالرغم عنه وعني!"
أولا أعتقد أنها سيرة وليست رواية حيث كان الراوي يتحدث عن نشأته منذ ولادته حتى وقته الحالي. أروع مافيها الفصول الأولى والتى صورت لنا المجتمع في الجنوب وطرق تعاملهم ,والأمثلة لما يرددون في وقت المحبة أو الكره لشخص ما. لغة الكاتب سلسة جميلة وطريقة السرد ممتعة وددت لو أسهب أكثر في بعض المواضيع , ولا يوجد عندي أي شك في روايته ومصداقيتها فقد عشتها بنفسي في المراكز الصيفية والمخيمات وكأنني معه في كل لحظة. المصيبة والأمر المحير هو تغير عقليته وتفكيره بشكل رهيب حيث لايوجد وسطية عند الكاتب إما متشدد لدرجة تكفير أهله ومجتمعه والدولة التي يعيش فيها وإما منفتح لدرجة مؤلمة حيث يرى أن مقابلة صديقات له في الأسواق والفنادق أمر عادي لايجب أن يلام عليه . تذكرت صديقا تعرفت عليه وأنا في المرحلة الجامعية وكان من الطائف في أول سنة له كان ملتزما جدا ولكن بعد سنة فقط يعلم الله انه تحول بصورة لاتصدق كان لديه أشرطة كاسيت قرآن ومحاضرات وقد سجل عليها جميعها أغاني وجلسات طرب...شيء مؤلم جدا. أسأل الله الهداية والثبات لجميع المسلمين.
اشار الى هذا الكتاب غازي القصيبي في هوامش كتاب (المؤمن الصادق) والذي يفكك معاني التطرف والارهاب. لذلك قررت بعد انتهائي منه ذلك الاخير، ان اتبعه بقراءة كتاب يصور لي الارهاب تصوير حيّ لاستوعب ما مررت به خلال الرحلة السابقة.
كل ما استطيع قوله انه لم يسبق لي قراءة نص بهذه العذوبة والالم في الوقت ذاته. تمنيت لو انني وجدته في مراحل مبكرة، مراحل التساؤل والتيه والتخبط. كان من المحتمل ان يكون المرساة التي تثبت اقدامي وتبدد غيوم وحدتي وتعيد اليّ اتزاني وسكوني.
يبدأ زاهي رحلته المذهلة والمروعة في الجنوب، حيث ترعرع بين الجبال والوديان يرعى الاغنام ويساعد والده في شؤون حياته التي يتشاركها مع أشقاؤه الاحد عشر. مع مرور السنين تنعطف الاحداث الى منعطف مخيف، يوسم زاهي وسم ابدي يقضي جلّ حياته في محاولات للتخلص منه! يحكي هذا الكتاب عن ذلك الوسم، النقطة السوداء التي لطخت يداه وعاش ما تبقى من عمره في محاولات لا نهائية لمحوها.
يا للقيء، إن ثمة أناسًا مهيئين لاعتناق أي شيء، المهم فقط أن يجلس بينهم اختصاصي لغة واستشاري في جراحة العقول
وفقا لهذا الوصف كان زاهي نفسه مثيرا للشفقة، ومسببا رئيسا للقيء ! يحكي عبدالله ثابت عن زاهي؛ كيف هي حياته و فكره؟ وما العوامل التي أثرت في تكوين شخصيته غير المستقرة والمشتته ما بين نظام تربوي تعسفي في المنزل، تشددي إرهابي تكفيري في المدرسة والمركز والمسجد
لم أجد القصة مستحيلة بأية حال، ولم يكن لدي اي اعتراض على مصداقيتها في الواقع فإن قصة كهذه جاءت لتعيد لدي الكثير من الذكريات كما جاءت لتثير الكثير من التساؤلات أعتقد أني شعرت بالشفقة عليه في كل مراحل حياته وأشفقت على حال أمه المغيب تماما.. هل كانت حياتك لتتغير يازاهي إن اختلفت تربيتك؟ هل استطعت اليوم أن ترمم حياتك وتصنع أفضل ماتستيطع من ذاتك؟
لم تبد لي رواية بقدر ما بدت سردًا لسيرة شخصية أو مذكرات، وحين تجاوزت ذلك أدركت ألا شيء جديد هنا! وحين أقول لا شيء جديد فأنا لا أعني في القصة بل حتى في الأفكار والاستنتاجات والانتقال في التطرف من التشدد الديني إلى التحرر التام من كل شيء! هذا التطرف في التشدد والتحرر، هذا الانتقال من فكرة لنقيضها، هذا الغرق في فكرة واحدة دون غيرها، هذا الانبهار بالشخصيات المنتمية لحزب معين ثم معاداتهم والانبهار بشخصيات الحزب المضاد، يجعلني لا أستطيع تقبل ما يقوله زاهي-بطل الرواية/عبدالله ثابت، ولا أخذه على محمل الرأي المعتبر! فمن يدري؟ ربما يجد له غدًا فكرة/حزبًا آخر غير الذي ينتمي له الآن فيتبرأ من ذاته ويهرع لها! ورغم محاولتي إكمالها لكنني وصلت للصفحة ال٢٠٠ وتوقفت. لم -ولا أظنني- سأعود لها.
اردت التعليق مرات كثيره خلال قرأتي للروايه.ولكن الان بعد الانتهاء منها سأكتفي فقط بأن اقول ان الروايه رائعه وتمثل الكثير من قناعاتي بالحياه وتوجهاتي الفكريه واني اعتقد بشده انها سيره ذاتيه وقرأتها منذ البدايه على انها كذلك.هي روايه مميزه. وبالنسبه للفصول الاخيره التى حيرت الكثير من القارئين فبرأي ان الكاتب لم يكتبها وغرضه ان تصل لكل قارئ ولكن كتبها لشي ما في نفسه لنفسه. احسست انه كان يتكلم مع شخصه ونشر الفصل الاخير بالروايه لغايه لانعرفها ولا يهمه ان نعرفها. كتبها لانه بأبسط الاحوال يستطيع.
هذي قراءتي الأولى لعبدالله ثابت، و كانت تجربة محبطة في الواقع..
أنهيت قراءة الرواية في يوم واحد، لأنها ماكانت بذاك العمق، ولا احتجت فيها لأخذ وقفات تأمل وتفكير طويلة -مثل ما يصير إذا قرأت رواية عميقة عادةً-. اللغة كانت بسيطة وعادية جداً، تشبه -إلى حد صادم- مذكراتي الشخصية أيام الثانوية، اللي كتبتها عن تجربتي المشابهة مع المتطرفين .. الرواية ما فيها أحداث فاجأتني، ولا أسلوب أدبي أبهرني، وطريقة السرد -خاصة في ال٢٠٠صفحة الأولى- كانت مألوفة للغاية وغير لافتة :(
لا أعلم ماذا أستطيع كتابته بصدد هذه الرواية .. هي جميلة لأنها تجعلنا نقدر الجمال الذي في وطننا .. و موجعة لأنها تحكي واقع أيام قديمة لكننا اليوم نعيشها وبمرارة أكثر ! التفجيرات الإرهابية لن تنتهي أصل التطرف لم يقتلع من جذوره ! ما أفظع أن يموت الجميع ويدفعوا ثمن حياتهم لأجل معتقد ! القاتل والمقتول كلاهما ينزف دماً ! و المتآمر عليهم و المتسبب في هلاكهم جميعاً تنبض عروقه صحة وعافية وينام على سرير من ذهب بينما ينشر سمومه بين الشباب ويفتك بالأبرياء .. أظن ان من انكر هذه الرواية وادعى انها زيف وكلام ملفق رأى نفسه فيها .. فهي تفضح جوهره .. ولأن الحقيقة والواقع يؤلمان فإنه من الصعب الإعتراف بهما .
لا أدري هل هي سيرة ذاتية للكاتب ام قصة من وحي الخيال ولكن الواضح انها سيرة ذاتية لرجل كاد ان يقع في شرك الأصولية والتشبت في قاع المحرمات وثقافةالتكفير نهاية الى ان يمر بالارهاب. يضع الكاتب يده على الكثير من العادات السيئة التي تستر فيها المجتمع السعودي من خلال بعض مشايخه المتصوفيين عن جهل وغرور وقدعرى بعض العادات السيئة فبي مجتمعه بشكل ايجابي. راقتني بعض الفصول ومللت من بعضها ولكن الكتاب في مجمله جيد. ملاحظة: يوجد خظاْ في الطباعة بحيث يوجد اكثر من 20 صفحة خاليةتعتبر ضمن سياق الرواية
يرفض عبدالله أن يصنِف هذا الكتاب تحت مظلة السيـرة الذاتيـة، لكني شعرتُ بأن عبدالله كان يتحـدث عن نفسِـه، عن تجـربته التي تتسِع لتجـاربٍ كثيرة مشابهة. لغـة عبدالله مبرر كافي لأن أنهي صفحات هذه الروايـة بينما أشعر بأنها تركت فيني الكثير، غير أني حالما وصلت للفصل ما قبل الاخير كنت أشعر بالخطوط اللانهائية التي كنت أتقاطع فيها مع زاهي "عبدالله"، في اعترافاتـهِ تحديدًا، لقد وجدتني بصورةٍ واضِحـة و شفافة. يا شعـور الألفَـة بالانعكاس، و الدهشَـة باللغة.
الرواية أقرب الى سيرة شخصية لكاتب محبط يعشق الأناوتغشاه عذابات التسائلات الوجودية وتتنازعة السادية والمازوخية , ويلتذ بالإنتقام كشمشون والفصلين الأخيرين شطحات مضطربة وصرخات يائس مكبوته .. أرى أن الكتاب يحتاج لمجهر باحث نفسي أكثر مما يحتاج لناقد أدبي
هذه الرواية لعبدالله ثابت الشاعر و القاص السعودي و المستوحاة كما قرأت من سيرة حياته حين كان جزءاً من تنظيمات دينية متشددة مروراً بمحطاته الفكرية المتقلبة و موقع الشعر و أشياء أخرى منها
كما قرأت أنها متأثرة بـ "أحمد النعمي" أحد خاطفي الطائرات التي نفذت هجوم الحادي عشر من سبتمبر و الذي يأتي من نفس منطقة الكاتب و كان على معرفة به و من هنا تأتي فكرة عنوان الرواية "الإرهابي 20" ، إذ أن "زاهي الجبلي" صاحب الرواية كان من الممكن أن يكون الإرهابي العشرين في مجموعة ال19 إرهابي الذين نفذو الهجمات
يبدأ الرواية بطفولته و بالحديث عن المكان الذي أتى منه بجمالية و حسية مرهفة و هي مدينة أبها، العسير جنوبي المملكة العربية السعودية و أرى أنه منذ طفولته كان بداخله ذاك الشاعر المرهف المليء بالأحاسيس الأمر الذي أنعكس على المعاناة التي تحدث عنها في معايشة بيئة تنتشي فيها الرجولة و يلتبس فيها التنمر مئة ثوب
تسلسل بعدها في الحديث عن مراحله العمرية المختلفة انتقالاً من المرحلة الابتدائية فالمتوسطة فالثانوية مع سرد التقلبات النفسية و الفكرية التي كان يمر بها وصولاً إلى تعرفه على أفراد الحركة الدينية المتشددة التي انخرط فيها و ما حدث له من تحولات بعد سنوات من الانخراط فيها مسلطاً الضوء على الفكر و الطريقة التي تدار بها
كانت تمر بي الرواية بلحظات صعود و نزول، بين جمال الأسلوب و لمعان الأفكار أحياناً و بين الدخول في السرد الممل أحياناً أخرى، خاصةً أن القصة مألوفة و الأحداث خالية من التشويق
العبارات التي كان يفتتح بها الفصول كانت في أغلب الأحيان مذهلة تدفعك إلى أكل الكلمات حتى تصل إلى ما يريد أن يقوله بعدها و الصور الجمالية في الرواية رائعة و متقنة و معبرة
الجزء الأخير كان الأكثر إثارةً للاهتمام بالنسبة إلي، تقريباً ما بعد الصفحة 200، أي تقريباً خُمس الكتاب حين بدأت تختفي الأحداث و يتحول الأسلوب إلى شبه مقالي ثم شبه شاعري ثم إلى شاعري بحت في الفصل الأخير
الفصل الأخير، لن أدعي أنني فهمت كل شيء، لكن يمكنني أن أخمن أنه اختزل الرواية فيه في 10 صفحات من الشعر و لا أستطيع أن أخمن من كانت الـ "يا (......)" التي كان يخاطبها
و ربما هذا ما يحدث عندما يكتب شاعر رواية، مجموعة أمزجة و تراكيب لا تشبه بعضها و لكنها تمتزج جيداً لتعطي كياناً واحداً هو هذه الرواية
يبقى أن أعلق، لا أعتقد أن زاهي الجبلي تعافى تماماً من مطباته الفكرية التي أسقطه فيها المجتمع من جانب و الحركات المتشددة من جانب آخر و يتضح ذلك من الغضب الذي تستشعره و أن تقرأ ردود الفعل الفكرية في الخُمس الأخير الذي تحدثت عنه بل أن هناك ما يبدو لي كنفس من الدروشة و التصوف في حديثه عن الأرض و المطر و التراب و الطين
دون أن أنكر أعجابي ببعض ما أورده من أفكارٍ ساميةٍ في هذا الخُمس حول أشياء مثل الوطنية و الإنسانية و الكتابة
قرأت وجه النائم وكان بودّي أن أغير الصورة السلبية التي ارتسمت لي من ذلك الكتاب ، وكنت أتوقع هذا التغير خصوصاً مع اللغة الجميلة هناك
الإرهابي ٢٠ ، اسم مغري جداً لقراءة هذا الكتاب ، توقعت من صورة الغلاف أن يسافر بطل الرواية إلى أمريكا مثلاً ولكن هذا لم يحدث
تتكلم الرواية عن زاهي الشاب العجنوبي العسيري الذي عاش حياةً متقلّبة بين التيار الديني و التيار المعاكس المتحرر ، بدايةً من طفولته المأساوية في مدارس تحفيظ القرآن و تلقين الشباب التعاليم الدينية المنحازة لفئة واحدة والتي تكفّر كل ما عداها انتقالاً لتحرره في المرحلة المتوسطة و عودته من جديد لتلك المدرسة و التي صار منخرطاً فيها و أحد كبار المدربين فيها ، ودفع تلك المدرسة له على التمرد على أهله و على المجتمع و على الدولة وعلى تكفير و تسفيه كل ما يخرج عن تعاليم تلك المدرسة المتشددة وفجأةً ينقلب المشهد رأساً على عقب و يتحوّل زاهي من ذلك الشاب الملتزم المحافظ إلى الشاب المتحرر العلماني كما يقولون ، الكاتب الصحفي المتمرد الشاعر و الذي يقرأ الكثير من الكتب و يلتقي بالشعراء و الأدباء و يحاورهم و يبعث من جديد بولادة جديدة يطرح فيها فلسفته الجميلة و الجريئة في الحياة
أراني انسجمت في الرواية لآخرها و أحببت أن أعرف ماذا سيحصل مع هذا الزاهي ، في هذه الرواية أثبت لي عبدالله ثابت مقدرته الكتابية الروائية ، رغم افتقار الرواية للحوارات ، واعتمادها بشكل كبير على الطرح السردي إلا أنه وصف بشكل واضح بيئة الرواية ، بيئة أهل عسير و الحالة السياسية و الدينية للمنطقة و انتقل بشكل جميل و جذاب يتدرج مع بطل الرواية من بداية حياته مروراً بكل تلك الأحداث و المواقف التي ساعدت على تكوينه و صقل شخصيته بذلك الشكل الذي وصل إليه ، أعتقد أن الغرب سيحبون قراءة الرواية ومعرفة الواقع الذي تعيشه البيئة الدينية المحافظة وكذلك المتشددة وهذا الكتاب يفي بكثير من تلك المعلومات ، اللغة أيضاً أعجبتني في الرواية هي كما أردتها سلسة و سهلة بدون تعقيدات ، و العبارات الجذابة في بداية كل فاصل و كأنها ثيسس ستيتمنت ، جملة تشرح لك ما سيأتي ، وهذا ما شجعني على المواصلة منذ البداية ، رواية سردية غير مملة أستطيع القول أنها قريبة من الواقعية خصوصا لمن عايش تلك الفترة الزمنية ، نقلنا الكاتب معه عشرين سنة للوراء و عشنا و كأننا هناك
الجانب السلبي الوحيد هو نهاية الرواية ، أنهاها الكاتب بتخبطات قليلا و كأنه أراد القول وجه النائم ستكون هكذا فالتفتوا ، كان بإمكانه إنهاؤها بشكل أفضل ، أنهاها بعرض فلسفته و طريقته في الحياة و التي كانت تحمل زهواً و غروراً وربما حقداً ،وكأنّ هذا الزاهي حمل حنقاً و عداءً للمجموعة الدينية و الوضع القديم الذي كان عليه والذي يقول انه لو استمرّ على ماكان عليه لكان الإرهابي ٢٠ في أحداث ١١ سبتمبر .
الرواية منذ بدايتها وحتى ما قبل فصولها الأخيرة تمثل رائعة أدبية متكاملة تجسد الحال السعودي كما عشته وشاهدته هنا. هي تلك السلطة الدينية التي ترغمك على أن تتنصل للفطرة ، للجمال ،للحب استناداً على مبدأ سد الذرائع نحو حياة مليئة بالخوف بالألم بالقسوة بإلغاء الآخر ، هي دمج بين عادات وتقاليد خاصة بمجتمع كان قدري أن أخلق فيه ،غلفت باسم الدين لتعطى شرعية تحميها حتى من السؤال والنقاش . نعم تشكلت كهرم زجاجي يتهم كل من يقترب منه بأنه يخطط لكسره . كانت تحولات عبدالله ثابت أو زاهي الجبالي الشخصية التي استخدمها ليروي سيرته رغم رفضه ونفيه المتكررين أن تلك لم تكن سيرة ذاتية ولا حتى رواية كما صنفها الناشر "تركته هكذا ولم أجتهد في تصنيفه " أعتقد بأن ذلك دفعه للحديث بحرية أكثر خصوصاً ً في مراحله الأخيرة الأكثر انسلاخاً من القيم والمبادئ والدين إذا هو يهرب من أن يكون عرضة لمسائلة المجتمع والطرف الآخر له فيما إن اعتبرها سيرة ذاتية له . أعود للرواية مرة أخرى التي عشت أوقاتاً جميلها بين سطورها حتى فصولها الأخيرة التي كانت كافية لنزع نجمتين من تقييمي لها فهو وحتى انتقاله من مرحلة التطرف الديني وحتى مرحلة الوسطية وخصوصاً في مرحلته الجامعية كان قلبه لا يزال يحمل تلكم الطمأنينة والتعلق بالله حتى بعيداً عن الطريقة التي نشأ عليها ، لكن ما تلا ذلك شكل تحولاً لتطرفٍ لتيار آخر وكأنه لا يوجد مكان وسط بين هذين التيارين أو ربما لأنه يريد الانتقام من التيار الذي قضى معه ثمانية وعشرين عاماً من القسوة فاتجه نحو تيار آخر مليئ بالجنون والتحرر من كل شيء حتى من القيم ومن تلك الروح الطيبة التي ظل يحملها معه في كل تجاربه السابقة . كان الفصل الأخير مملاً بشدة ولكن ما قبله كان شفيعا له .
الأرهابي ٢٠ / عبد الله ثابت الكاتب الناجح برأيي هو من يجعلك تعيش داخل الرواية ، أن تكون احدى شخصياتها ، عبد الله ثابت اجاد ذلك وبامتياز اسلوب الكتاب وطريقة سرد الاحداث وتتابعها ، تجعل من كل قارئ "زاهي " ، زاهي بكل تفاصيله وعبثه وظلمه من قبل اهله والمجتمع .. زاهي الذي تربى بعائلة من ١١ شخص ، كان الاصغر بينهم ، والاقل احترام (لكونه الاضعف) بسبب طبيعة المكان والطبيعة البدوية التي تربى عليها .. زاهي مرّ بمراحل من التخبط والضياع ، وبسبب اهمال عائلته له ، اعتمد على اكتساب الحقيقة من الشارع والمدارس الدينية المتطرفة .. أجاد الكاتب بوصف بدايات التطرف وتأثيرها البعيد على الشخصية ، والتي تبدأ بكلمات تشجيعية وتنتهي بالدم ! انصح بالكتاب جداً بالرغم من ان الجزء الاخير ضعيف ومنفصل وفيه بعض الملل ، ولكن الرواية تستحق اكثر من ٤ نجوم واقل من٥ ، ولان ليس هناك كسور ، فال٥ نجوم حلال عليها :)
لا أدري ما العلاقة بين العنوان والأحداث، لأن السياق قد يصنع الإرهابي العشرين، أو مفتي الديار! كما أني توقعت أن يضم لتنظيم، بينما ظل البطل خارج التنظيمات وإن حاول أن يقنع القارئ بوجود تنظيم سري، لكنه بعيد وباهت ولا يتضح.. القسوة ليست مختصة بفئة بل بمجتمع، وصناعة المتطرف لا يمكن أن تنفك عن سياق يشمل المجتمع الدولي، والدولة أو السلطة، والمجتمع والأسرة.. الرواية جيدة، وبإمكانها أن تكون ممتازة لولا الفصل الأخير وطريقة إنهائها، كما لو أنها تحولت لهذيان سوريالي، بعدما كانت واضحة وتسير برتم متناغم للنهاية
روايه رائعه تتمركز كل احداثها حول زاهي الطفل المراهق والرجل والمحطات التي يمر بها فكريا ودينيا ندخل الى نفس وعقل زاهي الذي قمع حبه للجمال والعلم تحت مسمى حرام ونشاركه التساوؤل الرغبات والخوف من الوقوع بالحرام ..زاهي اللذي شارف على الانضمام الى الجماعات الضاله والتكفيريه حتى وصل الى بر الامان والانفتاح الوسطي من اجمل مافي القصه تفاصيل المنطقه الجنوبيه من المملكه العربيه السعوديه وصف اللهجات والعادات وزاهي وهو يشق طريقه ليجد لنفسه السلام الداخلي والتصالح مع الذات