قسمت الكتاب إلى ثلاثة فصول. الفصل الأول بعنوان (من هي أمي؟) وتناولت فيه تعريفاً سريعاً بها وبصفاتها وعلومها وثقافتها وقصصها وأمثالها التي سمعتها منها وغذّت بها عقولنا , وأثرت بها تجاربنا, والفصل الثاني وهو بعنوان (تعلمت من أمي دروسا في التربية) وفي هذا الفصل عرضت لدروس في التربية تعلمتها في مدرسة أمي مدعمة بالشواهد والمواقف التي تعبرعنها وتوضحها, والفصل الثالث بعنوان (تعلمت من أمي دروسا من الحياة) وتناولت في هذا الفصل الدروس التي تعلمتها من أمي في مدرسة الحياة والعلاقات مع الناس مدعمة كذلك بالشواهد والمواقف المناسبة لها.
هذا الكتاب موجود على رف مكتبتي منذ أكثر من سنتين وكنت دائما أؤجل قراءته وأتناسى وجوده لكن عندما انتهيت منه لم يكن بالسوء الذي توقعته ولا الذي خالف التوقعات بالشكل الكبير الكتاب سهل سلس ومفيد لم أشعر بالملل إلا في بعض الصفحات والأقسام الكتاب يتحدث عن السيرة الذاتية لوالدة الكاتبة ويذكر بعض صفاتها وماذا تعلمت منها كتاب مجد سيرة هذه الأم فذكر في الفصل الأول تعريف بسيرتها ومن هي وبعض صفاتها أعجبتني صفة صدق الرؤيا لدرجة القشعريرة في بعض القصص لكن عندما أتيت على صفة الفصاحة والبلاغة واجهتني صعوبة نطق وقراءة الأمثال الشعبية والأمثال الشعرية فهي باللهجة العامية لكن أحببت القصص المصاحبة لها
ثم بدأت الكاتبة الفصل الثاني والذي بعنوان دروس في التربية بهذه الأبيات الجميلة يقول شوقي : قم ابني الأمهات على أساس ولاتين الحصون والقلاعا فهن يلدن للقصب المذاكي وهن يلدن للغاب السباعا وجدت معاني الأخلاق شتى جمعن فكن في اللفظ الرضاعا
لم يعجبني تشددها على بناتها في عدم زيارة الصديقات أو حتى بقاؤهن بمفردهن في المنزل
الفصل الثالث :دروس من الحياة في قسم تذوق حلاوة ذكر الله ذكرت الكاتبة قول الشيخ المغامسي :اذكروا الله في أماكن لم يذكر فيها من قبل وكيف أن الوالدة تذكرت هذا القول فذكرت الله في جهاز الأشعة في أمريكا واقشعر جسمي لذلك ودعوت الله أن يرزقني هذا الفضل وفي قسم حب كتاب الله أعجبني قولها المأخوذ عن ابن مسعود (لا تنظر إلى من هلك كيف هلك وانظر إلى من نجا كيف نجا )و (الهالكون كثير والناجون قلة )
وفي قسم رعاية الزوج لم يعجبني فيها رحمها الله كيف أنها في شدة مرضها وفي احتضارها قدمت خدمة زوجها على نفسها
احزنني قصة ثباتها في وفاة ابنها عمر وقصة مرضها ووفاتها رحمها الله
الكتاب جميل ومؤثر حتى لو خالفت الوالدة والكاتبة في بعض الأمور فرحمها الله وأدخلها فسيح جناته
الكتاب يروي فصولا من حياة أم المؤلفة وهي أم ليست كغيرها من الأمهات. استمعت للمؤلفة تتحدث عن والدتها مما شجعني على شراء الكتاب. في بداية الكتاب شعرت أن الوالدة هيلة رحمها الله ذات شخصية قوية مهابة، ولطن مع تقدم القراءة أحببتها لحب أحفادها لها، كتبت إحدى حفيداتها: "أمي هيلة كانت أعز علي حتى من أمي، كنت لما أطفش أروح لها تقص علي قصص الأنبياء وقصصهم أول. وإذا سويت غلط نقول لي يا بيتي ترى هذا غلط وتعلمني ليش غلط. كانت تمزح معنا وتلعب وتضحك معنا. ما هو بس أنا اللي فقدتها، فقدها الصغير والكبير القريب والبعيد. تواسيني لما يضيق صدري، وتدعي لي وقت الاختبارات، أنا ما أعرف كيف بتمر الاختبارات من غيرها وغير دعاويها" معطاءة، متزنة، حنونة، عابدة، مثقفة، حكيمة، مربية... وصفات أخرى تجدونها في الكتاب مع قصص تشهد بذلك. غفر الله لها ورحمها وجمعنا وإياها في جنته مع الصالحين.